على هامش قمة بيروت ... مشاهدات "1"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2002, 01:43 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش قمة بيروت ... مشاهدات "1"

    مشاهدات على هامش القمة العربية "1"
    بيروت ... مدينة تكحل عينيها بالجمال
    خالد عويس
    لا تدعك "بيروت" لممارسة الركض الصحفى فحسب ، حين تفد اليها لشأن جلل كالقمة العربية ، وانما تحثك على السهر على ساحل بحرها الذى عرفنى اليه "نزار" واغرقتنى فيه " بلقيس" .
    "الروشة" كما توقعتها تماما ... صخرة مغموسة فى الماء تداعبها الامواج وتطبع على جبينها آلاف القبلات فى حين تمطرها " بيتيت كافيه" و" بيي روك" بالاضواء ليلا ، القليلون فى هذا العصر اللاهث يجيدون اصطياد الجمال واستمهاله ، يجيدون معاينة تفاصيله المتناثرة فى كل شىء ، القصائد التى تنهمر مع المطر لتغسل جبين بيروت ، و" النرجيلة" التى تتواطأ مع الصبايا لرسم لوحة ضبابية تشعل العشق ، الشوارع المغمورة بالماء والغضب البيروتى الجميل ازاء ما يصنعه شارون ، فى اليوم الأول للاجتياح الاسرائيلى اختلطت اعلام "اليسار" ب" اليمين" ووجوه الحسان بعجوز فلسطينية هرع المصورون لالتقاط مشهدها الانسانى وهى تنافح عن كرامة عربية تجرى فى عروق اطفال فلسطين . مطعم "بربر" ، كنا نقصده انا وصديقى جمال العلامى صحفى شاب قدم من الجزائر لتغطية وقائع القمة وسهّل لى مهمة الترجمة من الفرنسية التى يجيدها اللبنانيون الى الانجليزية او العربية ، وسط الحمراء ، كان مندهشا من الجمال الذى يغرق لبنان فى طوفانه قلت له ممازحا " البلد الوحيد الذى لا يمكننى الذهاب اليه كصحفى .. هو بلدكم الجزائر" واجبت على دهشته بأن الجزائر هو المسرح المفتوح دائما لاغتيال الصحفيين ، كنا نبدى دهشتنا بالاطعمة والمأكولات اللبنانية ونحن نتحدث عن مستغانمى و" محمد بن عيسى" كسياسى ومثقف ، ثائر سلّوم ساعدنا بعض الشىء فى انتقاء "التبولة" و"الكبة" ، ثائر ، اعتبر دخولى الى فندق فينيسيا "مهمة فدائية" اذ كانت القوات الامنية تمنع الصحفيين من الاقتراب ، لكنى تسللت خلال يومى القمة مستفيدا من الثغرات التى دائما ما ينفذ منها " المحتالون" امثالى ، لأنقل له عبر "الخليوى" ما يدور بالداخل ويترجمه هو بكفاءة نادرة ، ثائر ليس صحفيا يثير الاعجاب فحسب ، وانما هو متعاون الى اقصى حد على الصعيد الانسانى وعبر صديقه السورى عبدالكريم العفنان حققت مرادى بالاتصال مع " مظفر النواب" عبر الهاتف عشية القمة العربية !! مظفر النواب !! كان ثائر يضحك متسائلا عن مغزى اتصالى بمظفر الذى سألنى " ما الذى يجرى عندكم" لم اشأ ان ازيد فى خيباته ، ففى الواقع كنا نعيش ساعتها اجواء بائسة وسط انباء عن اختلافات عراقية _ كويتية ، وتغيّب بعض الزعماء فى لحظات حساسة ، ربما انا كنت محتاجا ان اسمع صوت "مظفر" فى تلك الاثناء ، كنت محتاجا ان اسمع صوتا عربيا جارحا وشاهقا و"صادقا جدا" وأفضت المحادثة الى وعد بزيارته فى دمشق . لم يكن سهلا ان ننام نحن الاعلاميون مبكرا ، رغم ارهاق النهار ، تبتلعنا شوارع الحمراء ... نتسكع امام الواجهات ونبحث عن خبز ، ثم يطوينا دخان "النرجيلة" على الساحل المخملى . بيروت مدينة تتنفس الحب ، فى كل زاوية عاشقان ، وفى كل شارع مسرح مفتوح للآهات والقصائد ، الجمال مزروع فى حجارة ابنيتها العتيقة ، تشكل مشهدا فسيفسائيا يمزج بين الطرز الاوروبية والعربية والبيوت المتهدمة على الحد الفاصل بين بيروتين واحدة شرقية واخرى غربية ، اللبنانيون يحمّلون اسرائيل الذنب فى ما وقع لهم من احداث وينتقدون التطور السياسى الذى لم يشب عن طوق الطوائف . يمكنك التحدث عن السياسة بحرية مع سائق التاكسى ، فهو لن يشى بك الى السلطات كما هى العادة العربية ، ما ان يتعرف عليك احدهم او " احداهن" حتى تكون الازمة الفلسطينية هى البديل الملائم عن الطقس وما الى ذلك من مبتدرات الحديث ، يفاجئك سائقو التكاسي بمعرفة واسعة ليست عن بيروت المعقدة جغرافيا فحسب وانما بالتنقل السريع حول موضوعات سياسية وثقافية وفنية شتي ، ويرتفع صوت " جورج وسوف" المفعم بالأسى من معظم الاسطوانات البيروتية ، أهل بيروت يثملون بصوته ، ولا زال عبدالحليم و"ثومة" حاضران هناك . للقضية العراقية ومأساة الانسان العراقي دبيب النمل فى عروق بيروت ، كأنما حكاية بلقيس ونزار على أرض بيروت لم تنته ، كأنها فتحت مسارب لعشق ابدي بين بيروت وبغداد ، بغداد الحاضرة هنا تختزن حضارتها وتعتصر دموعها اسى ولوعة . "ميشيل" تجاوز السبعين لكنه يدب بنشاط كل صباح الى محله الصغير قرب فندق " الاكسندر" ليلاعب المتقاعدين النرد ويراهن على سباقات الخيول ، تعهد نقلى الى حيث اردت فى بيروت ، وأقسم ان اتسلل معه كل صباح الى بيته الذى ينحدر فى درب مائل الى أسفل وتتوسطه حديقة ينمو الرمان والكرز على اصابعها لأتناول القهوة من صنعه ، يعيش وحيدا على ذكريات اسرته الكبيرة اذ لم تتح له الحرب المجنونة والتفاصيل المتفرعة عنها ان يبني اسرة بعد رحيل اخيه واضطراره لرعاية اسرته ، وجهه المتغضن الحزين كان يحكي عن قسوة الظروف التى ابدلت حياته من مرافقة الصحفيين والسياح الاجانب الى كل قطعة حميمة الى قلبه من بيروت ، الى حواجز امنية تأسست على الدين والطائفة وقذفت بالرعب الى قلبه كل ليلة وهو يشهد مناظر الدم والجحيم بين ابناء الوطن الواحد ، الحرب لم تنته .. انها باقية فى ذاكرة ميشيل ، يكرع العرق كل ليلة لينسي الاهوال !!
    "بيروت" علّقت آمالا على قمة العرب لدفع الاقتصاد ، كانوا يسألون عن قدرة العرب على تقديم مساعدات والشروع فى استثمارات جديدة ، يشتكون من قلة الموارد ، وضعف السياحة ، لكنهم ما أن تتسلل بضع وريقات خضراء الى جيوبهم حتى ينفقونها على السهر فى ليل "جونية" و" ذوق ميكايل" ، مقبلون على الحياة ، وما الحياة ان لم تكن سهرا على توقيعات "زياد عيسى" و"منى" الموسومة بختم وديع الصافى وحليم وثومة !!، الآهات المجروحة فى ليل بيروت متجاوبة مع آهات المغنيين هي ندبات تركها الزمن على جبين بيروت ، وحتم على اهلها اغراق ارواحهم المتغافلة عن الحزن فى حزن الأغانى .
    التقيت بمن قال لى انه كان مستشارا "فلكيا" لزعيم عربى كبير ، لم اصدقه بادىء الامر ، لكن حول طاولة مستديرة ببيته من بعد ظهر يوم ماطر واثناء متعتى الكبيرة برشف القهوة قدم لى ادلة ملموسة على أنه كان وثيق الصلة "بالزعيم" .. انها بيروت مدينة الشعراء والثوار والفن والجمال و... الفلك!
    التقيت على هامش المؤتمر بشخصيات تركت انطباعا حسنا لدىّ ، الشيخ محمد بن عيسي ، وزير خارجية المغرب ، انفردت به فى بهو " فينيسيا انتركونتننتال" وبرغم الاحداث الساخنة سمح الحديث بالانتقال من السياسة الى اجواء " اصيلة" ، وعدته بالذهاب الي اصيلة هذا العام بعد الدعوة التى تلقيتها من اصدقاء فى المغرب ، وتحدثنا عن ليوبولد سينغور والطيب صالح . المستشار الاعلامي للسيد فاروق القدومي وزير الخارجية الفلسطيني ، رجل بالرغم من البركان الذى بداخله ، يحمل قدرا من الانسانية والنبل ويلخّص كيفية أن تصبح الثورة "ثروة" انسانية ، قدمني الى د. مصطفى البرغوثى ، كان الاخير ممتعضا من غياب "عرفات" ومحتقنا بالغضب ، التقينا مساء فى الحديقة التى يشرف عليها المركز الاعلامى . التقيت شبابا من "حزب الله" ، متطلعين لمعرفة اراء الشعوب العربية حول حزبهم ، وواثقين تمام الثقة من قدراتهم على الصمود فى وجه الاسرائيليين ، أحدهم ويدعي "علي" أخذني الى بيته في حى اختفت جدرانه خلف صور كبيرة للسيد نصرالله والامام الصدر ، عرّفني الى ابنه الوحيد "عقيل" وزوجته العاملة ، حدثنى عن كفاح السيد نصرالله ، ومغامراته هو فى مزارع شبعا ، مدعومة بصور " كما هي عادة حزب الله" ، علي ، واحد من عشرات الشباب اللبنانيين الذين حدثوني عن صعوبة التنظيم فى الحزب نظرا للتدقيق الشديد بغية منع الاسرائيليين وعملائهم من التسلل الي الصفوف ، لكنهم لم ينفوا وجود عملاء اخترقوا المستويات الدنيا وترصدهم القيادة . عرفنى على السيدة نادرة الحريري التي ترعي سبع جمعيات خيرية لمواساة العجزة والمسنين والايتام ولا تنسي الفلسطينيين ، واعجبت بتصميمها الكبير على الغاء الحواجز الطائفية والدينية من خلال عملها الطوعي ، تزخر بنشاط كبير ووتتوقف فى الشوارع لتسأل الاطفال المشردين عن عناوينهم لتؤمن لهم مأوى ، وتهتم الآن بتوسعة أعمالها لتشمل اطفال العراق وجنوب السودان والصومال وافغانستان .
    بيروت راحت تمطر طيلة وجودنا ، وفى بعض الليالي تساقطت الثلوج فى ما كانت النهارات مخفية وراء الضباب ، قالوا : أن طقسا كهذا لم يمر ببيروت فى ايام الربيع منذ اربعين سنة !
    وذهبت الى "صبرا" و"شاتيلا" فى اليوم الأول للاجتياح الاسرائيلى ، المأساة راقدة فى اعماقهم ، أيقظها شارون مرة اخرى ، لكن هل كانت نائمة حقا؟ قال لي مرافقون ان المجنزرات الاسرائيلية توقفت هنا ، وفى ذلك الدرب تم استدراج ثلاث آليات اسرائيلية لتحشر فى فخ فلسطينى _ لبناني لم ينج منه اسرائيلى واحد ممن طاردوا شاب فلسطينى كان يحمل رشاشا ويجرى امامهم بغرض اصطيادهم ، المأساة تتجدد مرة اخرى ، هيذا صبرا اخيرا ، "صبرا وشاتيلا" التى اصبحت منارة للنضال الفلسطينى والوحشية الاسرائيلية ، مكان بائس وقوم مشردون تتعاقب اجيالهم من دون بصيص أمل ، لكنهم يحملون الوطن " كوفية " تلتصق بالقلب والعنق ، وتحمل شارات النصر المتوّلد من الدماء . الجنود اللبنانيون لم يبرحوا المكان لحظة ، فآلام "صبرا وشاتيلا" اعظم من طاقة لبنان اذا هب الثائرون . الجنوب هناك يصنع جسرا تعبره الاحزان لتوحّد الشعبين .
    " يتبع"

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de