مــــأساة على ارض الواقع

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2002, 06:58 PM

bamseka
<abamseka
تاريخ التسجيل: 04-07-2002
مجموع المشاركات: 2451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مــــأساة على ارض الواقع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخوتى الاعزاء هاهى اول كتاباتى تحكى عن مأساة طالبة سودانية وتتناول جانبا مهما في حياتنا اليومية أظن أن الكثيرون قد عانوا _على أرض الواقع- من هذا الجانب المأساوي...وأترك السرد على لسان حالها...هذه الفتاة المغلوبة على أمرها...لتحكي ماعانته من أوجاع وآلام ومعاناة هى وإخوتها، ووالدتها التي شقيت وتعبت وكدحت لتوفر الأمن، الحب، الحنان والرعاية لفلذات أكبادها........فماذا تخبئ هذه الأسطر القادمة من آلم؟
    فيا اخوتى مما لاشك فية ان المجتمع السودانى بكل طبقاته وسماته وقبائله المختلفة ملىء بالقصص والروايات التى التى تحكى المعاناة والماساة وانا الان بصدد سرد هذه القصة عن الام التى غاب زوجها واختار ان يقضى باقى عمرة مع زوجة اخرى دون التى انجبت لهو اطفال وكانت معة فى ذات المشوار . الذى بداه سويا لكن لم يكن على العهد معها فتركها معها اولادها فيا اخوتى ان هولاء الابناء يحتاجون لكل شى من ملبس وماكل ومشرب وخدمات تعليمية وصحية .
    نعم انها نقطة تحدى ....الى هذه الام الصابرة التى لم يكن هنالك من يأخذ بيدها، من يقدم لها يد العون...من يمسح معها دمعات الحزن والشقاء وهي تكابد لتوفر لقمة العيش الحلال لمن هم بين يديها، من يخفف عنها وطأة آهات الألم الألم التي كانت تخرج كالحميم وهي تزفرها بعد عناء يوم شديد، فما أصعب ان يكون رب الأسرة غائباً...والأم وحدها...وحدها هي كل شئ.
    قامت هذه الأم بما لا يقدر ان يقوم به الأباء...فقد ترك لها زوجها خمسة من الصبيان كلهم في السلم التعليمي الأول (الأساسي) هم حقيقة في أشد الحوجة لكلمة (بابا) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.
    ومضت الأيام، الشهور، السنين....وكبر الأبناء فمنهم من دخل الثانوي، ومنهم من دخل المرحلة العليا، ....فقرر أكبرهم أنإيتخز قرارا بالعمل لمساعدة هذه الأم المكلومة.... فقال لها ذات يوم: أماه....لقد فعلت المستحيل من أجل راحتنا، فسهرت لنومنا، وجعت لنشبع...فدعينا نرد لك شيئاً..على ماقمت به من اجلنا ياأمي..... كم فرحت الأم لسماع تلك الكليمات...فقد آن الآوان أن تمتد يد....من فلذات أكبادها...لتضمد لها بعض الجراح....وتأخذ عنها بعض الشقاء........فيمضي الصبي في طريق العمل الشاق.....ولكن كان حظه كحظ من هم دوما يعانون في عالم لا يعرف الرحمة ولا العون......حيث لا وظيفة ثابتة، ولا أجر يسد الرمق....ولا مال يشبع تلك البطون الخاوية...خاصة وأنه لم يكمل تعليمه...فتشاء الأقدار أن يعمل في البناء...وأن تتجلي المأساة الكبرى...في أكثر صورها إيلاما، وبشاعة، حيث يشاء القدر ان يسقط الأبن يوما من على بناية عالية ،شاهقة لتكسر يده ورجله ويصبح طريحا لا يفارق الفراش ليبحث هو بدوره عمن يمد له يد العون.......فكان لابد من يد عون اخرى تمتد.... خاصة بعد وفاة والدتهم التي وافاها الموت بعد هنيهة...وكيف لا...كيف لها ان تعمر وقد فتك بها المرض...وأنهد جسدها النحيل من الشقاء والضنك...ولم يكن هنالك غيره الآن... والدهم...الذي علم بكل ذلك ولكنه أين...غارق مع زوجته الأخرى في بلاد الغربة ونسي ان له أبناء يعانون في إنتظاره ليمد لهم يد العون أو بعضا من الحنان ..على الأقل حق أبوته....ولم يكن هنالك غيرهاالأن...الإبنة الوحيدة بين إخوانها .....والتي لم تكتمل فرحتها بدخول الجامعة منذ سنة مضت بعد.....ولا تزال تمنى نفسها بالتقدم والنجاح في أحلامها ...(الجامعة) التي كم حلمت بها...وتمنتها...مئات المرات والمرات...فقد ضاع حلم الطبيبة الذي راودها وكادت ان تحققه بدخولها كلية الطب...ولكن المشوار مازال بعيد المنال.....ولم تنس يوم أن وقفت أمام معيدة كليتها...والدموع تجري مدرارة على خديها....لتخبرها برغبتها في ترك الدراسة بالجامعة نسبة لظروفها الأسرية القاهرة....هي من كانت نموزجا للطالبة الجامعية المجتهدة والمثابرة...وضاع الحلم الجميل وسط آتون الشقاء....وضاعت الأحلام....... وبعد بحث مضنن إستطاعت أن تجد وظيفة بأحد مصانع الغزل والنسيج لتقبض في نهاية الشهر بضعة من النقود لا تكفي لأن تسد الرمق ولا تفي بالمطلوب..ولم تجد ما تفعله...ولا ما تقوله...لم تعرف لمن تشكي، وانسابت دمعاتها بحارا حتى جفت على خديها ...ولم تستطع ان تفرغ تلك الآهة الحرى التي إحتبست داخل صدرها يوماً....وكأنها آخر ما تبقى لديها....فمادت بها الأرض....وانهال الظلام الحالك أمام عينيها...فرفعت بصرها إلى السماء ولم تقل سوي :يارب.
    بامــــســـــيكـــــــــــــــــــــا00

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de