ترهلات مخلّة ..... "2"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2002, 05:04 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ترهلات مخلّة ..... "2"


    ترهلات مخلّة تصبغ الشخصية السودانية: العقل السوداني: استجابات الشروط الخارجية تكرّس حالة الخمول (2) - خالد عويس
    تنبهت الي ان معظم حالات الوعي التي قادت لفتح مزاليج العقل العربي وتفكيكه واعادة تأمل التاريخ العربي مؤدية الي حراك فكري واسع تتسع دوائره تدريجيا نهضت في اطراف لا تعتبر مركزية في الخارطة العربية، وفي يقيني ان العناصر ذات الدم المختلط في المغرب وسوريا وحتي البحرين كانت اقدر من سواها علي استيعاب تقاطعات الثقافة العربية و النسق المضمر كما يصفه عربي قح هو الناقد السعودي عبد الله الغذامي، وسواء اتفقنا مع طروحات هؤلاء او اختلفنا، فان محصلة جهودهم قادت الي حركة عقلانية لا زالت تصادم المرئيات المتوارثة وتسفر عن اهتزازات في يقينيات العرب بعقلهم الجمعي وثقتهم فيه، الا ان الواضح ايضا ان حركة التفكير في السودان لم تبلغ ما بلغه هؤلاء ولم تستجب لطروحاتهم الا بقدر يتبين فيه حجم الاجترار والترديد من دون اسقاطات او محاولات لتتبع الحالة ذاتها حيال العقل السوداني حتي بحسبانه جزءاً من العقل العربي علي الرغم من عدم دقة الوصف، وهو ما كان خليقا بالسودانيين ان تتوّلد بينهم حركات عقلانية تقود لكشوف جوهرية بخصوص وعيهم بتاريخهم المنتسب الي العرب وحدهم اجحافا، وضرورات تفكيك التاريخ المتيقن لديهم بناء علي ما توافر بين ايديهم من تشكيك في ما يختص بالنسق، ويزيدون عليه بتأملات خاصة بهم باعتبار ان ثقافتهم حالة متميزة، وان ذلك يحتم نشوء تيارات عقلانية تتدارس الحالة السودانية وترمم اختلالاتها، وبالامكان اعتبار المجهودات العقلانية المشار اليها مرجعية تتيح للباحثين وضع اسس معيارية وعقلانية تتأسس عليها جهود اخري ــ ويمكن ان تتقاطع معها ــ فالغذامي مثلا لم يكتف ببحث النسق المضمر وانما تعداه لنقد الاطروحة الادونيسية، صحيح ان الموازنة كانت غائبة بغياب صوت الفكر الافريقي بحسبانه متلقيا ايضا لما بثته افكار لومببا ونيكروما وسنغور ومانديلا التحررية الثورية، لكن العقل السوداني كان دائما مستجيبا لشرط الوافد الفكري سواء افريقيا او عربيا، فالصوفية التي تتمركز في قلب الذاكرة السودانية لم تنشأ كتجربة سودانية محضة وانما وفدت من العراق والمغرب ومصر، ووجدت في التربة السودانية مناخا خصبا لتتم سودنتها وفق الشرط السوداني الذي يتلاءم مع مزاجها المعتدل، وحركات التحرر في الجنوب برغم احقية ما تطرحه الا ان العامل الفكري الخارجي سواء كان امميا كما في نشأة الحركة الشعبية او اقليميا، شكّل لب التفكير الجنوبي وقاده لتماسات حرية بالتأمل مع مجمل الحراك الفكري في قارة افريقيا علي الرغم من صعوبة الفصل، والتيارات الاسلامية الحديثة رفدت الحياة السياسية في السودان بتجارب بعيدة كل البعد عن البيئة السودانية، ويتمثل واقع الرفد الفكري الخارجي والاستجابة السودانية المتعاطية باجترار واداء تلقيني في وجوه كثيرة كسلوك ثقافي كرّس حالة القطيعة مع العقل الناقد والمتحفز للحفر العميق، فليس من المعقول ان تكون الحالة السودانية مضمحلة في محتواها الداخلي غير قادرة علي تبصر المكونات الجوهرية التي غذت الشخصية السودانية، في حين تستجيب للشرط الخارجي من غير عناء التعمق ايضا، حالة الديكتاتورية التي يرصدها الغذامي مثلا في وجوه ثقافتنا العربية ويبينها في نماذج كثيرة تشمل فحول الشعراء والادباء مع الاشارة لمصطلح الفحولة نفسه لتتماهي مع فحولة اجتماعية تقولب المجتمع في اطار النموذج الذكوري المحض باستبطان سيادة ثقافية وتواطؤ مع النسق الذكوري وكونه متباينا بين الذكور انفسهم، هي حالة تشبع بها العقل السوداني واعاد انتاجها كحالة عربية تضادد الآخر وتسلب رؤاه لصالحها وتطوّع الظروف لاكتمال نسقها وتضمره في شتي مناحي الحياة، وبرغم ان الافريقانية واتتها الجرأة لتضمر شيئا من انساقها كما يرصد الباحث مختار عجوبة علي سبيل المثال حال المرأة السودانية الا انها كانت خافتة ولم تتوضح كحالة افريقية وسودانية محضة بل ان العقل السوداني تورط مع الانقاذيين في حملتهم الشعواء ضد المرأة بحسبان ان مكاسبها السابقة تبطن شيئا من الوثنية والبعد عن النموذج الديني فالعقل هنا مال للاستجابة لشرط الاجتهاد الوافد اكثر من ميله للتعاطي والاخذ باجتهاد يتلمس حاجات مجتمع له ثقافته وظرفه الخاص مثّلت المرأة فيه علي الدوام عنصرا فاعلا وحيويا و عاملا ففلاحة الاراضي والعمل الي جانب الرجال كان جزءاً من الحالة السودانية الخاصة، فالذاكرة لم تخبيء المرأة الانثي بقدرما خبأت المرأة النموذج، لكنها اعرضت عن ذلك بعد ان اقتنعت بطروحات الانقاذ الداعية الي تقييدها والتعامل معها علي اسس جديدة هي في حقيقتها مستلفة من ذاكرة مشبعة بخيالات الجواري والمرأة المطابقة للشرط الجنسي فقط، نستنج ان العامل الديني ذا الحضور الاقوي جسّد خللا لكونه هو الآخر وافدا تعامل معه العقل السوداني كزرع استنبت في تربة غريبة لابد من تطويعها لصالحه، لهذا فان معظم الاحالات الدينية والاخذ بمعطيات جديدة ينبني علي ذاكرة لا تؤمن بقدراتها هي بصدد الاجتهاد والتجديد وانما تهرع لجغرافيات تعتبر قداستها وقربها من المصادر للأخذ عنها وتفريخ نماذج تؤمن بصلاحيتها اكثر من نماذج يمكن ان تنشأ في بيئة غريبة!! وتتوه البوصلة الجنوبية ايضا لتبحث عن مصادر تزن المعادلة الثقافية المتكاملة، وتتوه بوصلات اخري بين هذي وتلك لتذوب في خضم الموجات الفكرية التغريبية الوافدة او تستند الي افكار اممية لتضمن وجودها، واجد بعض الطروحات الفكرية في السودان غريبة بعض الشيء، فالبعث العربي اذا ما توافرت له فرص النجاح واثمر واقعا جديدا في كل البلدان العربية فاني له ان يثمر ذات النتائج في السودان؟ ناقشت عدداً من البعثيين حيال الامر وتوّضح لي انهم منشغلون فعلا بالمعضلة لكن انشداداتهم بـ عبقرية عفلق لاعادة الحياة للعروبة لم تمكنهم من دراسة الامر علي نحو جدي، والتيارات الاسلامية تقوّت بفضل هؤلاء وسواهم من اليساريين والوسطيين الامة ــ الاتحادي لتستغل العاطفة الدينية الجارفة وترمي كل خصومها باستبعاد الدين من الخارطات الفكرية وتستلف كامل نهج المودودي ــ البنا وتطوره بناء علي آليات براغماتية وتنزله الي ارض الواقع السوداني علي خلفيات تدغدغ عقلاً سودانياً لا عقلانياً ! اذن هل يمكن ان نشير لشخصية سودانية منفصلة عن شخوص عربية وافريقية؟ واين تستوطن الشخوص التاريخية في عقل لا يستوعب سوي شخصيتين هلاميتين تابعتين للاقليم اكثر من نضوجهما الذاتي وانتمائهما للداخل، وهل كلتا الشخصيتين تعبران عن أحادية ام انهما نتاج تراكيب مشوّهة لجملة شخوصاً تكوّنت متواطئة ضد التاريخ ومقصيّة شخوصاً اكثر حضورا او علي الاقل ذات فاعلية تاريخية ضخمة، لا يمكن سبر اغوار هذه المسائل المتشاكلة باستبعاد اعادة انتاج التاريخ السوداني ورصد كل شخصية علي حدة وتلاقحاتها الخاصة وما رفدت به الشخصية العامة التي نحاول ان نتبينها، ولابد ان تتحمل كل شخصية الافصاح عن اختلالاتها الخاصة كذلك التي ادت لاهتزاز الشخصية العامة والغائها، ونعود مرة اخري للجزم بأن اية دراسة تخلو من العودة الي بداية التكوين السوداني لتتبع الحراك التاريخي وصولا الي شخصية مضمرة بالفعل وخافية لا نتبينها هي الأحق بالوجود، وفضح الشخوص الماثلة التي الغتها بوعي او من دون وعي، سيكون مجهودا ينضاف الي المجهودات التي كرّست واقع العزلة الذي نعيشه.

    KAAO
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de