حوار مع ... فاروق جويدة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2002, 04:26 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع ... فاروق جويدة


    الشاعر فاروق جويدة للزمان الجديد: من العار ان يصبح الابداع رافداً سياسياً والثقافة المصرية في استرخاء ممل - خالد عويس
    يختلف الناس، ويتفقون حول التقليد والحداثة، وتصل الاختلافات إلي حد الصدام الثقافي، لكنه قطعاً يولد تيارات جديدة سرعان ما تصطدم بتيارات أخري أكثر حداثة، وعلي الرغم من الاختلافات و المعسكرات الثقافية الا أننا نتفق حول روح الشعر و عذوبته و افتتاننا به كجزء أصيل من تكويننا العقلي..
    إذن هل يمكن القول بأن أدونيس ليس شاعراً، أو نفي تهمة الشعر واسقاطها عن مرهف كفاروق جويدة؟
    هل أدي الاسقاط الايديولوجي وحمي التحريم والتكفير إلي عصب عيني القاهرة ودهس نبضها؟ هل يعتبر فاروق نفسه شاعرا حداثياً؟ باغتناه بحوار لم تعوزه الحدة، انفعل.. هاجم.. دافع.. لكنه أغرقنا في خاتمة الحوار بـ(في عينيك عنواني)!!

    القاهرة.. مشهدها الثقافي الماثل ينم عن تحولات كبري تجتاح العملية الثقافية وتحولها لسادن مطيع، غير قادر علي الاحتفاظ بسماته الابداعية وسماواته الحرة؟
    ــ أنا لا أُبدي أي انزعاج علي ثقافة مصر، إذا كنت أخشي علي النيل من الاوساخ التي تُرمي فيه فحريّ بي أن أنزعج لما يجري، مصر ركن من أركان الثقافة العربية، وكيان ثقافي كالكيان المصري لا يمكن أن تؤثر فيه خزعبلات عابرة، أو حتي رواية، وحين كتبتُ عن رواية حيدر حيدر (وليمة لأعشاب البحر) وهاجمت نشرها في مصر، استندتُ إلي انها كتبت منذ 18 سنة، وأنها من ناحية القيمة الفنية تتسم بالمحدودية بشهادة النقاد، ولا تبلغ مستويات أعمال الطيب صالح وغيره من الروائيين الذين انطلقوا من مصر، أشرتُ إلي اعتراضي علي تولّي الدولة نشر أعمال الكتّاب، أما ما يجري الآن، فهي معارك شكلية، لان التاريخ الثقافي المصري حافل بأعمال احسان عبد القدوس، وحتي بعض أعمال نجيب محفوظ ودواوين نزار قباني، وكتابات يوسف ادريس اضافة للسينما المصرية التي عالجت مسألة علاقة الرجل بالمرأة، وأري أن ما يحدث بين المثقفين الآن هو نوع من الاسترخاء الممل!

    ــ قاطعته ــ كأنك تضع الوزر كله علي المثقفين متناسياً الإسقاطات الايديولوجية الحادة، هل تهمل دورها؟
    ــ لا.. بالتأكيد، هناك إسقاطات ايديولوجية سواء من الاسلاميين أو ممن حملوا راية التنوير، وأخشي علي وسطية الفكر المصري، بل في العالم العربي، فالحياة الثقافية ستكون فريسة بين طرفي الموقف.

    لكن هل نسلّم بالمعالجات الجديدة لمحاكمة الإبداع والمبدعين بناءً علي حيثيات أخري بخلاف النقد الفني أو الإبداعي؟
    ــ لا.. أنا لا أقبل إطلاقاً أن يُصادر عمل فني أو إبداعي أو كتاب، لكن مطلوب من المبدع أن يراعي المناخ الذي يكتب في نطاقه، ألا يمس القصائد مساً مباشراً.

    ــ قاطعته مرة أخري ــ ينبغي الإشارة إلي أن مردودات الضجة التي أُثيرت حول سلمان رشدي كانت لصالح تسويق (آيات شيطانية) ولم يُمس سلمان رشدي، اذن ما الفائدة وراء الضجة وصيحات العنف؟
    ــ ما لا يستحق البقاء من الابداع، لن يعيش. رواية سلمان رشدي مصيرها مزبلة التاريخ!! الانجليز حرقوا 9 دور سينما احتجاجاً علي عرض فيلم السيد المسيح، هذا حدث في ليلة واحدة في لندن! الانجليز أنفسهم منعوا نشر رواية (عشيق الليدي تشارلي) التي كتبت في الأربعينيات، ولم يُسمح بنشرها إلا في السبعينيات لاحتوائها ما اعتبروه مساساً بالاسرة المالكة من خلال مناقشة الشذوذ الجنسي لأحد أفرادها، فما بالك بمن يمس عقائد الناس، اسلام، مسيحية، يهودية، وحتي بوذية.
    أنا أعتقد أن الابداع مشروع جمالي حتي لو سلك طريقا للقبح كنموذج فج يصل من خلاله لحقيقة جمالية، فلتناقش النصوص قضايا جنسية، لكن ما المراد من ذلك؟ إباحة الشذوذ والانحلال أم الوصول إلي قيمة جمالية، نحن مجتمع شرقي، الرئيس كلينتون وعد الشواذ بادراجهم في الجيش وبقي في الحكم 8 سنوات دون ان يبر بوعده للرفض الواسع الذي جوبه به من قبل قيادة الجيش، اذن هناك ضوابط حتي في المجتمعات التي نتهمها بالانحلال فما بالك بالمجتمع المسلم؟

    ما رأيك في الفضائيات العربية، هل قدمت خدمات جليلة للثقافة العربية؟
    ــ المسألة في تذوق الجمال، أغنيات هابطة، وغيرها، التذوق الجمالي عبارة عن مكونات، فكما تشكّل الانسان علي الجمال بإمكانك ان تبنيه في اتجاه آخر، الفن مسؤولية، الجمهور نفسه الذي كان يسمع الاطلال و ولد الهدي ، يسمع الآن خُش عليَّ خُش والعب تحت الدش . ــ واستدرك ــ أعود إلي نتيجة قاطعة مفادها ان ما يحدث في مصر الآن هو ظاهرة صحية لأنه لا زال في دائرة الحوار، ولكن لا بد أن يصل الحوار إلي صيغة، بدلاً مما نشهده من تصفية حسابات شخصية وبلوغ مناصب!!

    هل للسلطة دخل؟
    ــ نعم.. لأول مرة أقول هذا، بعض خلافات موظفي الحكومة انعكست علي الواقع الثقافي، وهو ما يدور في داخل وزارة الثقافة.

    من الذي يحدد ضوابط الإبداع؟
    ــ المبدع نفسه، إذا كنت أحارب الإسلام السياسي فهذه قضية تختلف عن امتهان العقيدة نفسها. للدين قدسية اكثر من قدسية الابداع نفسها!!

    اتحاد الكتاب متهم بمسك العصا من المنتصف؟
    ــ في زمن سابق، كان هناك ضمير نقدي لدي المبدع، لجنة النصوص كانت تفرز الثمين من الغث بخصوص الاغنيات، النقاد الكبار كانوا يقومون بمهمة ابداعية فاعلة من وجهة نظر فنية، الآن، الضمير النقدي راح في اجازة، ومعايير النقد اصبحت سياسية وأيديولوجية، ومن العار أن يتحول الابداع إلي رافد سياسي الذي هو اصلاً رافد ضئيل من روافد الفكر وحين يسيطر الجزء علي الكل فالتوقعات تشير إلي نتائج كارثية.

    ماذا عن اتحاد الكتاب، كأنك تتجاهله؟
    ــ اتحاد الكتاب أضعف من أن يتخذ موقفاً مشرفاً، أن يحمي أو يدين.

    سبق أن هاجمت قصيدة النثر؟
    ــ نعم.. حتي الآن القصيدة النثرية بلا جواز سفر، وحين تجد نقاداً لها وجمهوراً داعماً، فسأكون أول المباركين وأعترف بخطل رأيي، قصيدة النثر تعيش حالة انفصام وقطيعة بينها وبين المتلقي العربي. مَن من شعراء النثر أصبح قامة شعرية معروفة في الشارع العربي، حتي ادونيس، غير مقروء في أيّ عاصمة عربية الا من تلاميذه وحوارييه، كما ان الانقسام النقدي لا يزال كبيرا علي قصيدة النثر التي تحتمي في عباءة السياسة وليس عباءة الابداع. كما أن هناك انبهاراً أعمي بالثقافة الغربية، أؤكد أننا أفدنا من الثقافة الغربية في مجالات الرواية والقصة القصيرة والمسرح والسينما، لكن الانبهار الأعمي قاد بعض لمجازفة تجريب القصيدة النثرية من دون هدف واضح!! لا بد من تحديد وبلورة نواحي المضمون واللغة والايقاع والشكل.

    لكنك متهم بالتموقع في خندق التقليدية العمياء ايضاً وربما بشكل أكثر تحديداً الرومانسية ؟
    ــ يا أخي، لقد وصلتني خطابات تهديد من اسرائيل بسبب قصيدة شارون ومسرحياتي السياسية تشهد علي تجريبي خارج الأفق الرومانسي، أنا كتبت رسائل لمانديلا وصلاح الدين وبوش وسلمان رشدي، وكلها قصائد سياسية، آخر رسالة ماجستير بجامعة القاهرة تحت اشراف د. طه وهبي كانت بعنوان الشعر السياسي عند فاروق جويدة ، هل بقيت رومانسية الآن؟؟

    ادونيس شاعراً ومفكراً، هل تري فرق؟
    ــ ليس بالضرورة ان يكون كل شاعر مفكراً، ولكن ما أجمل أن يكون في الشعر شيئاً من الفكر، أنا أري أن ادونيس مثقف كبير ومنظِّر عظيم فقط أما شعر أدونيس فاقرأ ديوانه قصائد أولي ، سنة 1954 لتعرف حجم ادونيس الشعري، اذا أردت أن تعرف قيمة شاعر فاقرأ بداياته!! وفي تقديري ان ادونيس في قصائد اولي كان شاعراً محدود القيمة. ولو كان ادونيس يعلم انه قادر علي السباحة بجوار محمود حسن اسماعيل، وصلاح عبد الصبور، ونزار قباني، وعمر ابي ريشة، والبياتي والجواهري لما كتب قصيدة النثر مطلقاً.

    يروج بعضهم لسرقة ت. س. اليوت المتعمدة من أبي العلاء المعري؟
    ــ ليس هو السارق الوحيد، كارل ماركس، دانتي، هيجل سرق من الإمام الغزالي ، جدلية هيغل التي تأسست عليها النظرية الماركسية هي نتاج سرقة واضحة من الإمام الغزالي، هؤلاء كلهم سارقون.

    وماذا عن الجدل الدائر حول بدايات شعر التفعيلة؟ مَن كان الاسبق؟
    ــ أنا عندي رأي خطير، البادئ هو محمود حسن اسماعيل.

    وليس (بدر) أو (نازك) أو...؟
    ــ كلهم خرجوا من عباءة محمود حسن اسماعيل، أنا أقول دون حساسيات: ان نزار قباني ابن شرعي لعلي محمود طه و....

    وانت ألست ابناً شرعياً لعلي محمود طه؟
    ــ انا ابن شرعي لكل شاعر جمع الصدق والأصالة!

    KAAO
                  

04-20-2002, 02:51 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيناريو مكتوب ومؤامرة محسوبة (Re: خالد عويس)

    فاروق جويدة : سيناريو مكتوب ومؤامرة محسوبة
    الجمعة 19 أبريل 2002 04:00
    لا يمكن لنا ان نفصل الاحداث التي تجري حولنا بعضها عن بعض من الصعب جدا ان نقرأ بعض السطور ونتجاوز البعض الآخر ونتصور اننا استوعبنا كل ما حوت الصفحات‏..‏
    ولهذا فإن ماحدث في الأشهر السبعة الأخيرة يدور في فلك واحد بل انه في الحقيقة ليس اكثر من سيناريو محكم الحلقات والأحداث والشخصيات‏..‏ ولهذا يصبح من الخطأ ان نقرأ ما حدث في افغانستان بعيدا عن كل ما يحدث الآن في الاراضي المحتلة‏..‏ او ان نتصور انه لا توجد علاقة مابين احداث سبتمبر في امريكا‏..‏ وانهيار طالبان والقاعدة والهجوم الاسرائيلي الضاري علي السلطة الفلسطينية‏..‏
    واذا كانت هذه هي الحلقات الاولي في السيناريو فان هناك حلقات اخري قد تكون اكثر اجراما وبشاعة لأن هناك لافتة عريضة علقتها امريكا تحت عنوان مقاومة الارهاب وما أكثر الارهاب الذي يمكن ان يحدث تحت هذه اللافتة‏.‏
    عندما حدثت مأساة سبتمبر الدامية في قلب نيويورك وقف العالم كله وادان بشدة هذه الجريمة البشعة‏..‏ وفي مثل هذه الكوارث الكبري يراعي دائما الدقة في القاء التهم او ادانة طرف من الاطراف قبل التأكد من الدلائل والقرائن والشواهد‏,‏ وتحرص جهات التحقيق عادة سواء في اكثر البلاد تخلفا او اكثرها تقدما علي ألا تقع في فخ الشكوك او الظنون او الهواجس احتراما لقدسية العدالة وتجرد القضاء‏..‏ ولكن الشئ الغريب انه منذ اللحظة الأولي للمأساة اتجهت الاتهامات مباشرة الي العرب والمسلمين وبدأ سباق محموم للوصول الي هذه الادانة بكل الوسائل الاعلامية ووسائل الضغط السياسي والنفسي برغم ان كل الادلة والشواهد لا تقرضي ابدا وحتي الآن الي درجة الاتهام الجنائي‏.‏
    وحاول الاعلام الغربي بكل وسائله ان يؤكد الاتهام وان يلبس الاسلام هذه الجريمة وان يكون العرب هم اكثر الاطراف مساءلة واستجوابا امام الغرب وبسرعة غريبة وبعد إلصاق التهمة بالعرب والمسلمين جاءت الخطوة الثانية في الربط بين ما حدث وبين ظاهرة الارهاب‏..‏ وذلك يعني بالضرورة ربط الارهاب بالاسلام وذلك ايضا يعني بالضرورة ربط الارهاب بالعرب والمسلمين وهذا كله يتطلب مواجهة الارهاب ومن خلال هذه المقدمات كان ذلك ما يعني بالتبعية مواجهة مع المسلمين والعرب‏..‏ كانت هذه هي بداية السيناريو المتقن والذي بدأ بالاعلام وانتهي بالقنابل والطائرات والصواريخ وكل اسلحة الدمار‏.‏
    كانت احداث سبتمبر إذن اتهاما للإرهاب‏..‏ ثم تم الربط بين الارهاب والاسلام ثم ان الاسلام هو العرب والمسلمون‏..‏ وهذا يعني ان المواجهة مع الارهاب تعني المواجهة مع كل المسلمين والعرب‏..‏ ورغم ان الرئيس الامريكي بوش سقط سقطة مروعة عندما اعلن ان الحرب ستكون صليبية ثم اعتذر‏..‏ إلا أن السيناريو اكمل بعد ذلك فصوله‏.‏
    جاءت حملة تجميع العالم فيما يسمي التحالف الدولي لمواجهة الارهاب‏..‏ ودخلت في هذا التكتل كل الاجناس وكل الديانات وكل الشعوب ولم يتخلف احد‏..‏ وبدأت معارك التحالف في افغانستان واستخدمت فيها امريكا وانجلترا ودول التحالف احدث ما وصلت اليه ترسانات الاسلحة في العالم المتقدم وتمت ابادة الآلاف في حرب غير متكافئة بين دولة فقيرة واقوي دول العالم ثم نقلت القوات الامريكية ما بقي من الاحياء الي سجون جوانتنامو في كوبا وألقت بهم في السجون بلا محاكمات وبلا استجوابات ولم تقبل ان تعاملهم كأسري حرب ضاربة بذلك كل الاعراف والقوانين حول حقوق الانسان
    وحتي هذه اللحظة كان العالم متوهما ان امريكا تخوض حربا ضد الارهاب‏..‏ وان لديها من الادلة والتحقيقات مايدين طالبان والقاعدة‏..‏ ومرت اسابيع وشهور ولم يقدم القضاء الامريكي دليلا واحدا ضد طالبان او القاعدة‏..‏ ومازال الاتهام حتي الآن بلا ادلة وكان شيئا غريبا ان تحارب امريكا انتقاما لعمل لم يثبت الادانة فيه علي اي طرف من الاطراف‏.‏
    في جانب آخر بدأت امريكا تضع فصولا اخري للسيناريو المحكم ضد قواعد الارهاب في العالم كما تراها‏..‏ ولأن الموقف كان واضحا من البداية‏..‏ ولأن اطراف المعركة كانت محددة‏..‏ فقد كانت مواجهة الارهاب تعني فقط مواجهة المسلمين والعرب رغم ان في امريكا واليابان واوروبا وامريكا اللاتينية جماعات ارهابية ضارية تبدأ بمافيا المخدرات وتنتهي بجماعات سياسية عريقة في الارهاب‏..‏ الا ان الاختيار وقع فقط علي العرب والمسلمين‏..‏ ولهذا لم يكن غريبا ان تكون السلطة الفلسطينية ممثلة في زعيمها ياسر عرفات قوي ارهابية‏..‏ وهنا كانت بداية المكاشفة في هذا السيناريو الذي تمت صياغته ببراعة بين واشنطن وتل ابيب وشارك فيه عتاة الارهابيين في البلدين‏.‏
    أعلن البيت الابيض قائمة بالجماعات الارهابية وصادر اموال الآلاف من البشر والجماعات وكان علي رأسها حزب الله وحماس والجهاد وهي القوي التي تتصدي للصلف الاسرائيلي في الاراضي المحتلة‏..‏ وبمجرد ان تصورت واشنطن انها فرغت من حلقات السيناريو في كابول اعطت الضوء الاخضر لكي تنتقل الكاميرات بسرعة الي الاراضي المحتلة‏..‏ وهنا بدأ السيناريو يدخل مراحل التنفيد وتصوير المشاهد‏..‏
    ‏*‏ اعلنت امريكا رفضها لسياسة عرفات وطالبت بضرورة البحث عن قيادة اخري للشعب الفلسطيني‏..‏
    قررت اسرائيل فرض الحصار علي الرئيس عرفات في رام الله اربعة أشهر كاملة بدأت اسرائيل اكبر عملية اغتيالات للقيادات الفلسطينية في الاراضي المحتلة شملت جميع التيارات في القوي الوطنية الفلسطينية‏.‏
    بدأت امريكا تمارس ضغوطها علي الدول العربية من اجل الوصول الي اتفاق سريع يوقعه عرفات حسب مطالب اسرائيل بأي صورة من الصور‏.‏
    من جانب آخر كانت امريكا تلوح بورقة الارهاب ضد كل من يقترب من قضايا الوطن او التحرير او الارض‏..‏ وهنا بدأت تصدر عشرات النشرات عن حسابات في البنوك تجمدت‏..‏ وجمعيات ألغيت واشخاص تم منعهم من دخول امريكا وبدأت موجة من الكراهية ضد العرب والمسلمين في كل مكان‏.‏
    والواقع ان ذلك كله كان يجري من خلال تنسيق واضح بين امريكا واسرائيل فلم تكن اسرائيل بعيدة عن احداث سبتمبر‏..‏ ولم تكن بعيدة عن كل ما جري في افغانستان كذلك فإن امريكا كانت قريبة جدا من كل ما فعلته اسرائيل مع الفلسطينيين حتي وان ادعت غير ذلك‏.‏
    بعد ان صعدت اسرائيل الموقف في الاراضي المحتلة من خلال الاغتيالات والحصار ومنع العمال الفلسطينيين من العمل في اسرائيل وحملة تجويع الشعب الفلسطيني واغتيال قياداته كان من الطبيعي ان تزداد شراسة المقاومة الفلسطينية كرد فعل لما حدث‏,‏ وكان هذا هو المطلوب حتي تجد امريكا مبررا لهجوم اسرائيلي كاسح علي اراضي السلطة الفلسطينية‏..‏ وهنا ارتفعت نغمة الاستشهاد والعمليات الانتحارية وبدأ مرة اخري الربط بينها وبين الاسلام والجهاد حتي تفتح بذلك ابوابا اوسع للهجوم علي الاسلام العقيدة والدين والسلوك وحتي تجد اسرائيل مبررها لاقتحام الاراضي الفلسطينية‏.‏
    والواقع ان امريكا لم تقتنع ابدا بأن ما يجري في الاراضي المحتلة هو دفاع مشروع ونضال شعب يحاول تحرير ارضه ولم تفرق امريكا بين جماعات الارهاب التي تتستر بالدين او السياسة او حتي المخدرات وبين شعب يقاوم الاحتلال ويريد وطنا يعيش فيه وفي الوقت الذي كان فيه مانديلا زعيما سياسيا عظيما في يوم من الايام لانه يدافع عن حرية شعبه فان عرفات ارهابي يجب التخلص منه لانه لا يريد ان يتنازل عن القدس لاسرائيل او لانه لا يريد اشعال حرب اهلية بين رجاله‏..‏ ووسط هذا كله سقطت شعارات ومقولات كثيرة كان بلد الحرية ذات يوم يتحدث عنها ويؤكدها من خلال عشرات الكتاب والمفكرين الذين دافعوا عن حرية الانسان وحقه في حياة حرة كريمة وفي اليوم الذي اعلنت فيه امريكا علي لسان رئيسها انها فقدت الثقة في عرفات فقد اعطت الضوء الاخطر لشارون لكي يكمل اخطر واهم حلقات السيناريو المشبوه‏..‏ بدأت الحلقة بقرار من شارون بحصار عرفات ثم عزله ثم تحددت اقامته‏..‏ ثم كان الاجتياح الدامي لرام الله وسجن زعيم السلطة الفلسطينية في حجرتين بعد حصار دام اربعة أشهر كاملة‏.‏
    وهنا نتساءل هل يمكن لعاقل ان يصدق ان تفعل اسرائيل ذلك دون رغبة امريكية؟‏..‏ هل يمكن ان يجتاح شارون الاراضي الفلسطينية بهذه الوحشية دون مساندة امريكية؟‏.‏
    هل يمكن ان يعزل شارون عرفات ويحدد اقامته‏..‏ ويسجنه دون علم الرئيس بوش راعي السلام؟‏..‏ وبعد ذلك هل يمكن لنا ان نصدق ان يطلب بوش من شارون سحب القوات الاسرائيلية خمس مرات ولا يذعن شارون لطلبه؟‏.‏
    هل يمكن ان يأتي باول الي المنطقة العربية ثم يذهب الي مدريد وينتظر حتي يكمل شارون خطته الوحشية ليذهب بعد ذلك للقاء عرفات بحيث يكون قد انتهي كل شئ؟‏..‏ ان حلقات السيناريو واضحة لكل من يحاول قراءتها‏..‏ ولكن للاسف الشديد يبدو ان العالم العربي هو الوحيد الذي لم يقرأ هذا السيناريو قراءة واعية منذ البداية‏.‏
    هناك كتب كثيرة صدرت عن احداث سبتمبر في امريكا وفيها ما يؤكد ان الكارثة اكبربكثيرمن قدرات طالبان والقاعدة واذا كانت مسئولة عن ذلك فاين ادلة الجريمة
    هناك عشرات الكتاب في امريكا الذين هاجموا الغزو الامريكي لافغانستان تحت دعوي مقاومة الارهاب لان هذه الدعوي لا ينبغي ان تصبح حروبا دامية‏.‏
    هناك وفد من الكتاب العالميين ذهب الي رام الله والتقي بالرئيس عرفات واعلنوا جميعا ان ما يحدث في الاراضي المحتلة مؤامرة نازية حقيرة‏..‏ هناك البرلمان البلجيكي الذي قطع علاقاته مع اسرائيل‏..‏
    وهناك عشرات المظاهرات التي ادانت الغزو الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ابتداء من امريكا وانتهاء بفرنسا وانجلترا او استراليا حتي أن آخر استفتاء بين الشعب الامريكي اعلن رفضه المساعدات والمعونات التي تقدمها واشنطن لتل ابيب‏.‏
    هناك ادانة شبه عالمية لموقف امريكا الغريب من قضايا حقوق الانسان امام عمليات التعذيب والمحاكمات المشبوهة ضد اعضاء طالبان والقاعدة في السجون اللا انسانية في كوبا‏..‏ وللاسف الشديد ان اسرائيل طبقت الوجه الثاني من السيناريو الامريكي في افغانستان‏..‏
    كان استخدام النيران بنفس الطريقة ونفس الاسلوب وربما نفس الاسلحة حيث الاجتياح الكامل للاراضي والبشر وتدمير كل شئ‏.‏
    كانت معاملة الاسري الذين تم اعدامهم او نقلهم للسجون‏..‏ فعلت امريكا ذلك عندما نقلت المئات الي سجون جوانتنامو هذا ما فعلته اسرائيل عندما نقلت الفلسطينيين الي سجون عوفر والنقب‏,‏ حيث يوجد أكثر من اربعة آلاف فلسطيني الآن‏.‏كان الربط واضحا بين ما حدث في افغانستان وما يحدث في فلسطين علي اساس انه ارهاب‏..‏ رغم ان ما فعلته امريكا في افغانستان وما تفعله اسرائيل في فلسطين‏..‏ كان هو الارهاب الحقيقي‏..‏
    من هنا يمكن ان نصل الي نتيجة واضحة لا يمكن ان نختلف عليها‏:‏ إن ما حدث في الاراضي المحتلة كان تنسيقا اسرائيليا ـ أمريكيا بدأ مع سقوط مبني مركز التجارة العالمي حتي تدمير الدولة الفلسطينية بالكامل مرورا علي افغانستان وسجون جونتنامو والنقب وعوفر وهذه كلها حلقات في سيناريو واحد حتي وان اطلقت اسرائيل علي حملتها الجدار الواقي واطلقت امريكا علي غزوتها العدالة المطلقة‏..‏ وهي جميعها تعكس وجها قبيحا لعالم فقد ضميره وعدالته واخلاقياته امام صراعات القوي والمصالح‏..‏ وللاسف الشديد ان ما حدث ليس الحلقات الاخيرة من هذا السيناريو الكئيب وربما تبعته حلقات اخري اكثر ضراوة واكثر جنونا واستخفافا بالبشر والحياة‏.‏
    وبعد ذلك كله هل ما يحدث حولنا مجرد مصادفة‏..‏ ام انه سيناريو مكتوب؟‏..‏ الارجح انه سيناريو يصل الي درجة المؤامرة والبقية ستأتي‏.‏(الأهرام المصرية)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de