|
اله النار
|
هل كانت خطاوينا اطول من ان يحتملها درب .. ؟ ام كانت خطايانا اعظم من ان يغفرها اله .. ؟ صلواتنا لم تجدينا .. دعواتنا لم تتجاوز اسقفنا الفقيرة .. نذورنا اعيت ظهورنا ..نظراتنا التي طالما رنت الى السماء انظارا لفرج ات ، التصقت الان بالارض الطينية السمراء ..المعطاءة رغم الجدب .. الخصبة رغم الجفاف ..( واذا كانت المصائب تأتي من السماء ، فالنخلق نحن الفرح من هذه الأرض ) . غناوي الرعاة .. ترانيم اباءنا في الحقول ، حكايا امهاتنا عند الليالي ، تراتيل القماري فوق اسقفنا المتهاوية ، كانت اكثر بلاغة من كل الاناجيل والمزامير وما شاكلها … كانت لنا ومنا.. كل القرابين ارقت مضاجعنا .. اثقلت ضمائرنا …. (( ولا زلنا نرقب اجني - اله النار الاري ذو الوجهين - وهو يحمل القرابين الى السماء ….)) سألني احد الاطفال …: لماذا كان لزاما ان يكون اجني ذا وجهين ؟ تقول الاسطورة : (( كان يبكي قرابينه بوجه ، ويضحك بالوجه الاخر …)) لكن القرابين بصقت في كلا الوجهين .. كل القرابين فعلت ذلك : عروس النيل ، هاشم وجوريف ، الحمائم البيضاء ، ابو ذر الغفاري ، المسيح على صليبه ، غيفارا متكئا على بندقيته، لوثر كينج وحلمه ، شيراز عند البحيره ، سليمان خاطر في سجنه ، ناجي العلي في شوارع لندن ، عبد الرحمن في سبتمبر 95 ، غسان بين حقول برتقاله ، مروة بين صفحات الكتب .. حتي اضاحي… العيد فعلت ذلك. (( وانا ارشحكم جميعا قربانا للعام القادم )) وتقول اسطورة اخرى : (( انه كلما سالت من عين طفل دمعة .. ولدت في السماء نجمة .. وكلما غابت عن وجوهنا بسمة .. افلت في السماء نجمة ..)).. - والسماء ملئى بالنجوم الوليدة والنجوم الاَفلة - لماذا يغضب القياصرة حين نؤدي رقصة جماعية على ضفاف النيل في ليلة مقمرة ؟ ولماذا بغضب الاله حين تمسك يدي يد فتاة احبها في ذات تلك الرقصة الجماعية ؟ لازال آجني في رحلتي الشتاء والصيف ، يحمل قرابيه صعود ا ويعود بالاناجيل والوعيد نزولا … وأحيانا بالشهب (( ولا زلنا نعبد رب بيت أهلكنا بالجوع وأرهبنا بالخوف )) وأنا أرشحكم جميعا قربانا لكل الأعوام القادمة .
|
|
|
|
|
|