السينما السودانية على مقاعد الانتظار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2002, 07:06 AM

zico
<azico
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السينما السودانية على مقاعد الانتظار


    السينما السودانية على مقاعد الانتظار

    افلام السبعينات: كانت رافدا مشرقا

    د. وجدي كامل

    على الرغم من ان تاريخ بداية الفرجة السينمائية بدأ بالسودان بعد سنوات قليلة من تاريخ بداية اول عرض سينمائي بباريس 28/12/1895م وانتشر بصفة خاصة في تجمعات الجاليات الاجنبية.

    وعلى الرغم من ان السودان تمتع وطوال تاريخه الحديث كوسط ثقافي حساس ونشط لشتى تيارات الفن والثقافة الاوربية الا ان انعكاس تلك المؤثرات على ارض الواقع لم يخلف سوى جملة من الصراعات المؤقتة التي لم تتمكن من تأسسيس بنية مستقلة للمدنية والحداثة، فالمدينة والحداثة وان كانت ملامحهما موجودة حتى وقت قريب نسبيا الا انها فشلت في اعطاء مقومات من الاستمرار والتطور، وحال السينما السودانية حال شبيه بصورة اوضاع التطور الشائهة بالبلاد، فالسودان مثله مثل الدول الافريقية التي وقعت تحت السيطرة الاستعمارية البريطانية في شمال وجنوب الصحراء بافريقيا قد عرف اول التشكيلات النظامية للانتاج السينمائي اواخر اربعينيات هذا القرن ، بحيث تمكنت هذه القاعدة الانتاجية الصغيرة من تغذية دور العرض بالكثير من الافلام الوثائقية التي اهتمت بالتوثيق لاهم الاحداث والوقائع السياسية، كما الرصد الوثائقي لاهم المعالم السياحية وباعتبار ان ليس كل مايصنعه المستعمر يصبح فاسداً ودنيء الاغراض فان وحدة الانتاج السينمائي قدمت فائدة كبيرة للسينما والسينمائيان السودانيين، لما اتاحته من فرص تدريب وابتعاث لتلقى دورات متخصصة في التصوير حيث كان من أوضح المستفيدين من هذا البرنامج المصور والمخرج جاد الله جبارة، كما المخرج كمال محمد ابراهيم ، تمكن هذان السينمائيان من تحقيق جملة من الافلام الوثائقية القصيرة التي لايزال محتفظ بها وظلت افلام السينمائيين السودانيين مرتبطة طيلة فترة الستينات بانتاج وتحقيق النمط الوثائقي من الافلام، والتي تعتبر توثيقاً ذكيا وحرفيا مثل «طفولة مشردة» لكمال محمد ابراهيم ، الذي يتفوق على زميله جبارة بعمق النظر السينمائي من حيث اختيار الموضوعات ومعالجتها فنيا، لم يتغير حال السينما السودانية في الستينات تغيراً نوعياً فقد حل الانتاج السينمائي بامدرمان محل وحدة الانتاج الفلمي ، وواصل ذات الارتباط بالسياسة الثقافية للدولة حيث ظلت الجريدة السينمائية هي المعلم الاشد بروزا في الخارطة الانتاجية الرسمية الامر الذي استبعد تماما احتمال انتاج افلام روائية طويلة اسوة بدول افريقية وعربية شاركت السودان بدايته السينمائية.

    انتج السودان وعبر قطاعه الخاص اول فيلم سوداني طويل «آمال واحلام» عام 1970م بتحقيق المخرج ملاسي، توالت بعد ذلك محاولات القطاع الخاص لانتاج افلام روائية طويلة حيث اخرج جاد الله جبارة «تاجوج» وانور هاشم «رحلة عيون» ببداية الثمانينات.

    مشهد السينما الروائية الطويلة بالسودان يظهر حتى الان على نحو باهت وضعيف ولكن في الضفة الاخرى فان سينما الخريجين النظاميين وعبر ثلاثين عاما من كليات ومعاهد سينمائىة معروفة بالعالم قد افلحت والى حد كبير بالتبشير بواقع سينمائي مستقبلي عبر مجموعة من الافلام المتميزة التي قاموا بتحقيقها ، وقد شكلت حزمة الافلام التي تم انتاجها منتصف السبعينات بقسم السينما بمصلحة الثقافة رافدا مشرقا لسينما ذات مواضع ومعالجات باهرة، وجدت التقدير من مهرجانات دولية واقليمية عديدة، ويعد المخرج ابراهيم شداد رأس الرمح والاب المبكر لهذا الاتجاه الذي برز في افلام الخريجين حيث عمل منذ عودته من الدراسة عام 1964 من المانيا الشرقية على اخراج افلام ذات صيغة مختلفة عن السائدة آنذاك.

    ويعد فيلمه «حفلة العبيد» اي مشروع تخرجه من المانيا، مثالا على جودة الرؤية السينمائية لديه عندما عالج علاقة ملونين- ابيض واسود- على معيار جديد يقوم على نبذ التقسيم اللوني وهجاء الاشكال المتعددة للعبودية مؤكداً على ان ما يغير كرامة الانسان وقيمته هو العبودية التي تحدد في جملة من الشروط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وليس في اللون،ويعبر المكان في الفلم، اي الفضاء الذي عليه يقيم السجينان وعلاقتهما ، تعبيرا بليغا عن اجواء الفيلم كما التكوينات المبدعة للكادرات وعند عودة المخرج الى وطنه حاول في عدد من التجارب غير المكللة بالنجاح تحقيق افلام ذات مواصفات وشخصيات مختلفة دون ان يجد تعاونا من الادارات وتفهما لما يريد فعله الامر الذي ادى لان تظل معظم افلامه بالستينات وحتى بداية السبعينات حبيسة القلب دون ان يتمكن من اكمالها، وبالتالي دون ان يشاهدها الجمهور، واذا ما ظل هناك اتهام يتابع شداد منذ بداياته حول صفوية افلامه ومخاطبتها للنخبة فقط، فان الانتاج اللاحق له والذي بدأ في الظهور منذ تأسيس قسم السينما بمصلحة الثقافة اكد على ذات الاتهام، ففي فيلمه «الجمل» 1979م الذي حاز على عدد من الجوائز اهمها في «كان» لا يمكن اتهام أو انتقاد شداد بالصفوية في المخاطبة الا بقدر ما يحتاج الى مشاهد بمنظوره الخاص ، مشاهد يفكر ويستنتج ويقدر على حل شبكة العلاقات الرمزية التي يطرحها المخرج عبر تصويره لمعاناة جمل يستخدم كأداة شعبية تقليدية لعصر الزيون، لست اشارك وصف المخرج بالصفوية في هذا الفيلم بقدر ما اشهد على شاعر كبير يرسم بالصورة والاحساس الشفاف كادرات ستظل عالقة بذهن متفرجها لوقت طويل ، فالفيلم يصور الجمل على انه كائن حي يحس ويتعب ولكنه مستغل من قبل الآدميين المستغلين بالتخلف في اساليب الحياة، وطرق الاقتصاد البدائي التي يقيمونها ، الجمل في نهاية الفيلم يلبس ثوبا فيتحول الى رجل عبوس، وهكذا يريد ابراهيم شداد افهامنا بالا نغلو في قسوة معاملتنا ، ونحن تحت شروط الحاجة على الآخرين فكلنا جمال، وما الجمل الا قطعة منا، يبدو ذلك جليا في القدر العميق من التعاطف الذي يتحرك ويهدر في نفس المشاهد، وهو يشاهد كادرات دوران الجمل المستمرة على تقطيع متنوع، وخشن ، وسريع ترافقه الاصوات الحادة العالية للمعدات الخشبية الضاغطة بكل قوة وعنف صاعد متوتر يؤدي بعد قليل الى انهيار الجمل من التعب، يرقد الجمل مثل الانسان على ظهره معبراً بأنفاسه الخارجة ولسانه عن فداحة المجهود ، يحدث هذا في الوقت الذي تذهب فيه نتائج هذا المجهود- الزيت - الى الجمهور الذي يأتي مصطفا متنافسا لشراء الزيت.

    في عام 1984م يحقق شداد فيلما اقل حظا في علاقاته الجمالية ومستواه الفني ولكنه مثير من حيث فكرته، يحكي الفيلم بايقاع بطيء قصد منه المخرج مشابهة ايقاع المشاهدة بايقاع الحادثة، قصة رجلين يحاولان الهرب على ايام حملة الدفتردار الانتقامية التي جرت ابان حكم محمد علي باشا للسودان، فالقصة الاصلية تقول بتعرض الآلاف من السودانيين للتبشيع والقتل دونما رحمة وتفريق لصغار أو كبار، على ايدي واسلحة جنود الدفتردار الذي جاء من مصر منتقما لمقتل اسماعيل باشا، فالملك نمر شيخ الجعليين بمنطقة شندي قام بحرق اسماعيل واصحابه بعد ان اعد لهم كمينا تم تركيب فكرته بعناية ودهاء كبيرين.

    ابراهيم شداد لا يتخذ التفاصيل أو السياق الاصلي الطبيعي للحدث منطلقا للبناء الدراماتورغي في فيلمه، بل يستخدم بداية رمزية تتكرر على نحو متطور فيما بعد.

    نرى امرأة تنام في بيتها بينما رضيعها بجانبها لتتدخل يد تقوم بخنق الطفل وضربه من فوق الغطاء، يلي ذلك ظهور رجل ابيض مغطيا ظهر راسه للكاميرا، يتحرك راسه وقد وضع عليه طربوشا، بعد ذلك نشاهد احداث الفيلم، رجلان يحاولان الهرب وقد اضطرا لتمثيل انهما مصابان بالعمي غير ان المشوق فعلا هو ان الرجلان يعطيان امرهما ويسلمانه لحمار، يخرج الرجلان بالحمار من بيئة جبلية وصخرية تعكس مناخ الشدة والطبيعة الصخرية الشاقة، يخرج الحمار بهما من قار ثم يبدآن في المحاولة رويدا رويدا، رحلة من المستحيل وهروب الى السراب، الحمار يصعد بهما ويهبط يميل يسارا ويمينا يوقعهما ويكاد ينحرف بجسديهما من عل، الرجلان التعيسان يجدان نفسيهما وبعد ايام من الصبر على الرجوع والانهاك الجسدي الذي حولهما الى شبحين، وبعد كل تلك المكابدات على ذات نقطة البداية.

    حدوتة مثيرة حقا اهلت الفيلم لاخذ جوائز عديدة اهمها السيف الذهبي في 1987م ، حدوتة مثيرة فسرها البعض بانها ترميز سياسي يلخص ويشير الى حاكم السودان آنذاك وفترة حكمه ذات الخواص الدراماتيكية.

    امافيلم شداد الثالث «انسان» فقد جاء عن انسان زمن الكوارث الطبيعية والاقتصادية والسياسية عندما صاغ المخرج جملة من الخطوط الدراماتورغية لانسان فقد ثروته من الابقار وفقد استقراره نازحا الى المدينة التي كان الطوفان كذلك قد ضربها، فيصبح اسير ضربات احلام اليقظة وحركة المقارنات الموجعة بين ما كان وماهو صائر، فيلم انسان يعد جزءا من ثلاثية كان من المفترض ان ترى النور باسم «البقعة» «انسان» انسان الكوارث اكمل عمليات تحقيقه شداد وهي من المهجر الذي احاله مثل اغلبية زملائه من السينمائىين السودانيين الى شخصيات شبيهة بانسان الكوارث، انسان تدغدغه الاحلام وتزحمه المشروعات والطموحات للتعبير السينمائي الفصيح بينما لدغات المنفى تدمي قلبه وذاكرته دونما هوادة أو انقطاع ذات المصير المرعب الذي يبعث رائحة الكريهة على مواقع سينمائىين فنانين كبار مثل حسين شريف الذي حقق اجمل قصيدة سينمائية سودانية حتى الان في فيلمه «انتزاع الكهرمان» والمخرج الشفاف القدير «الطيب مهدي» محقق «الضريح» و«اربع مرات للاطفال» والتحفة الخاصة «المحطة» التي يبدو انه تحول الى احد شخصياتها عندما اصبحت ترمز الى الخارج الكبير الذي ينتظر فيه الجميع وسائل المواصلات القادرة على ارجاعهم الى وطنهم ، هكذا ينتظر الناقد الرائد ، والمخرج عبدالرحمن نجدي وصلاح شريف المصور والباحث المهموم بشأن السينما السودانية هكذا ينتظر الهادي احمد ابراهيم وسليمان محمد ابرهيم ، وناصر الطييب، والطيب مهدي وعبادي محجوب وسعيد حامد وصلاح عوض وآخرين.

    سينما السودان المستقبلية قد تخرج من عودة هؤلاء أو من مجيء جيل جديد ذي رؤى مغايرة لعلاقات السينما بالواقع الاقتصادي أو السياسي ولكن من الثابت والواضح هو امتلاء واحتشاد الثقافات السودانية والمناخات المتعددة بها على كل ما هو قادر علي تعريف العالم من جديد بالسودان شعبا وارضا في ظل وجود وسيط اعلامي هام ومتميز كالسينما ، وكما اجابني ذات شتاء ببداية التسعينات في واغادوغو، المخرج السنغالي والروائي العالمي عثمان سامبين :«السينمائيون الافارقة بمقدورهم ان يصنعوا سينما عظيمة عندما يكف السياسيون الافارقة عن صناعة الافلام الرديئة» فهل يكف السياسيون؟ ايتها السينما انهضي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de