|
|
 سيداحمد خليفة.............. وداعاُ سعيد الشايب
|
وداعاُ سعيد الشايب
بالأمس غيب الموت «وهو علينا حق» علماً من أعلام الفكر السوداني ورمزاً من رموز العمل الوطني وأحد الصامدين خلف قناعاته النقية ، فقد شيعت مدينة ودمدني أمس الأول - وما جاورها - الأستاذ سعيد شايب عن عمر يناهز السبعين عاماً قضاها في العمل العام والوطني .. وفي الدعوة للخير والاخاء والوفاء لمصلحة الوطن والمواطنين .. حيث عُرف الفقيد بأكبر قدر من التسامح والتواضع والكرم والتقشف والكلمة العفيفة في وجه مريديه وخصومه . وقد أمضى الأستاذ سعيد شايب فترة من حياته في المعتقل بعد أن قال كلمته الداوية ضد قوانين سبتمبر ونهجها الذي وصفه بأنه غير اسلامي الذي وصفه بأنه غير اسلامي في العديد من جوانبه ، فضلاً عن كونه نهج لا يشبه القيم السودانية في معظم تطبيقاته .. حيث بقي الفقيد الكبير رهين المعتقل لسنوات إلى أن فكت أسره الانتفاضة العظيمة عام «1985» مع غيره من الزعماء والقادة السياسيين والنقابيين والخريجين . وقد عمد الفقيد العظيم ، بعد حادثة اغتيال الراحل الاستاذ محمود محمد طه ، إلى العمل التربوي والتوجيهي في إطار قومي انطلاقاً من بيته المتواضع بمدينة ود مدني الذي أصبح ، في السنوات الماضية محجة ومزارةً لتلاميذه ومريديه من الجمهوريين وغيرهم من المواطنين السودانيين الذي قدروا في الرجل نقاء سريرته وغزير علمه وشديد تواضعه حتى لاقى ربه وهو يحمل كلّ هذه الخيرات الدنيوية من عطاءٍ وسخاءٍ وعبادة وتوجه حقيقي لله سبحانه وتعالى في كلّ عمل قام به طوال عمره المديد . أنَّ الأُستاذ الراحل سعيد شايب ، وقد عرفته عن كثب ورافقته عن قرب في معتقلات نظام نميري الباطش بين عامي «83 ، 84» كان نموذجاً فريداً من نوعه .. فهو الصامت عندما يكون الصمت لازماً ، وهو المتحدث حينما يكون الحديث واجباً ... وهو الصامد عندما يضعف أو يلين الآخرون ... وهو المتسامح مع خصومه عندما يغضب غيره أو يتشنج !! وقد أدار الراحل الكبير في تلك الفترة من عمر السودان والبلاد تتأهب للانتفاضة حواراً وطنياً من داخل المعتقلات مع خصوم الفكر الجمهوري ، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تحقيق مصالحه تاريخية في الاطار السياسي على الأقل بين الجمهوريين كقطاع نخبة وصفوة وبين الاحزاب الجماهيرية الكبيرة ، حيث كان توجه الجميع بعد ذلك هو العمل القومي واسقاط الديكتاتورية وتحقيق الحريات وتوسيع دائرة الحوار الوطني وصولاً إلى الشفافية والاقتناع بالحجة والمنطق والعمل المفتوح في مجتمع مفتوح . أنَّ الراحل سعيد شايب وفي السنوات الأخيرة من عمره عكف - كما قال لي شخصياً - على التفسير الفكري اللائق بالفكر الجمهوري والدفاع عن ماضي الجمهوريين ، حتى لا يكون غيابهم التنظيمي - الدائم أو المؤقت - مدخلاً لخصومهم للاساءة للفكر الجمهوري وللجمهوريين . رحــم الله الفقيد وإلى جنات الخلد أيها الهرم الوطني الشامخ .
سيداحمد خليفة
|
|
 
|
|
|
|
Kostawi
bunbun
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست