دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حدثت هذه القصة فى ربيع 1991 فى مدينة طنطا بمصر
|
وصل اخيرا الى باب العمارة. كان الوقت قد جاوز منتصف الليل بقليل.. دلف الى السلم المؤدى الى الشقة. كان الظلام دامسا.. با الكاد يرى يديه و هى تتلمس الطريق نحو الطايق الثانى.. اخرج مفتاحه بصعوبة و فتح باب الشقة مد قدمه نحو الداخل ولكن سرعان ما تكعبل وسقط امام الباب داخل الشقة. سقط بين كراسى كثيرة و طاولات عديدة و كميات لا نهائية من الكبابى و الزجاج الفارغ. ظن اسامة لوهلة انه دخل الى شقة اخرى.. حاول النهوض و تمسك با لباب و لكنه سقط من جديد و حينما حاول النهوض للمرة الاخيرة, انقض عليه فجاة جمع من الناس يحملون عصى تلمع فى الظلام و كادوا ان ينهالو عليه با الضرب, صرخ احدهم فجاة : يا جماعة اقيفو.. اقيفو دا اسامة الخاتم. و قف الجميع فعلا و اضاء صاحب الصوت نور الشقة.. كان مشهدا غريبا و عجيبا.. عاطف مكاوى كان هو الذى اضاء النور.. عاطف الزين كان ممسكا بعصا غليظة و الشرر يتطاير من عينيه اما طارق النور فلقد انحنى يعاون اسامة على النهوض. ما الذى حدث هنا؟ فكر اسامة لثوانى.. عندما غادرت هذا المنزل منذ يومين لم يكن الحال هكذا. يا ترى هل اصيبو با الجنون.. لقد كان كل شى طبيعى و.. قاطع افكاره صوت ود الزين بعد ان جلس الجميع على ما تبقى من كراسى قال عاطف الزين و الدهشة على عينيه : اسامة الليبى رجع تانى !!! صرخ اسامة كمن لدغته عقرب: شنو الليبى .. ماممكن الليبرى رجع تانى؟. ثم سرد عاطف النور الحكاية و كيف ان الليبى الذى زارنا منذ اسبوعين قادما من ليبيا الى طنطا حيث افهمنا انه صديق لعلى الامين زميلنا الذى غادر الى ليبيا طلبا للرزق منذ سنة و ان على الان يعمل فى مكتب والد الليبى فى ليبيا و منه اخذ عنواننا و قرر السفر الى مصر لبعض الاعمال هنا. طلب الليبى فى ذلك الوقت ان نسمح له با البيات عندنا حتى الغد لانه فى طريقه الى المنصورة و حيث انه لا يعرف احدا هنا سوانا. كل هذا كان اسامة يعلمه كل العلم. ولكن : الليبى الجابو تانى شنو؟ فى ذلك اليوم نام الليبى عندنا فعلا و فى صباح اليوم التالى ايقظ الليبى اسامة طالبا منه خمس جنيهات لزوم المواصلات الى المنصورة و ادعى ان جميع امواله محولة الى حساب بنكى فى المنصورة عندها غادر الليبى مع الخمسة جنيهات و كان يحمل لفافة فى يده, علمنا لاحقا انها لم تكن معه عندما جاء. غادر الليبى ولكنه لم يغادر و حده بل اخذ معه ما خف حمله و غلى ثمنه, كامرات تصوير فخمة واحدة كانت لا اسامة و الاخرى كانت لعاطف مكاوى . نعم لقد سرقنا الاخ الليبى و فقدنا الامل فى العثور عليه او على الكامرات و تم نسيان هذه الحادثة و دخلت تحت بند عليه العوض و منو العوض. و هاهو الليبى بعد اسبوعين.. يعود مرة اخرى حيث قام العاطفان بتكبيله فى الغرفة الخلفية من الشقة و خوفا من هربه قامو بوضع المتاريس و الكبابى امام الباب حيث تعثر اسامة عند دخوله سابقا. ذهب اسامة الى الغرفة الخلفية ليلقة نظرة على الاسير و وجده فعلا مقيدا الى السرير و نائما كما ينام الاطفال. روى الليبى للشباب حينما رجع كيف انه و هو فى طريقه الى المنصورة شعر با الندم على فعلته تلك و لكنه كان فى حاجة ماسة الى المال حتى بدا ضميره الليبى يتعبه على حد قوله و قرر عندها العودة الى هؤلاء السودانيون الطيبون و ان يسلم نفسه لهم و ليجرى ما يجرى. عند الصباح اعترف الليبى بما فعل و بما سرق و انه وضع الكامرات لدى بائع مسروقات فى المنصورة ولم يتم بيعها بعد حتى البارحة اذا ما العمل ؟ا تم عقد اجتماع صغير و حاسم و قرر الجميع اخذ الليبى رهينة الى المنصورة حتى يتم ايجاد المسروقات و عندها فقط يطلق سراح الليبى, و فعلا تم التحرك الى المنصورة عن طريق استئجار عربة بيـجو حيث جلس فى المقعد الخلفى اسامة ثم الليبى ثم عاطف الزين, و جلس مع السائق عاطف النور, اما عاطف مكاوى ففضل البقاء فى طنطا تحسبا لاى مفاجات اخرى. و صلنا المنصورة عصرا و قادنا الليبى الى مكان البائع و لكننا لم نجد احدا, بحثنا و بحثنا فى المدينة دون جدوى و الليبى يحلف با اغلظ الايمان ان البائع كان هنا, اصابنا التعب و لم ندرى حينها ماذا نفعل , و فى اثناء هذه الحيرة و بدون اى مقدمات سقط الليبى مغشيا على الارض وسط احدى شوارع المنصورة الجانبية.سقط هكذا دون حراك و اخذ يصرخ بتعب: الحقونى يا سوادنة انا معى فشل كلوى ولابد من غســـــــــــــــــــــــيل الان ثم سكت. يا للهول قرر عاطف الزين لابد من نقل الليبى فورا للعلاج. تمكن الجميع بمساعدة بعض الاخوة المصريين ان ننقله الى مركز غسيل الكلى با المنصورة و تم قبوله هناك حيث تركه الشباب و فقدوا الامل نهائيا با العثور على اى كامرا كانت بل انهم خشوا عندها ان يفقدوا الليبى نفسه. عادوا ليلا للاطمئنان على الاخ الليبى و وجدوه بخير و فرح فرحا كثيرا عند رؤيتهم كمن راى امه,و اصر على مرافقتهم من جديد.نظروا اليه بارتياب ثم نظر كل منهم الى رفيقه و دون كلام او وداع اطلق كل منهم ساقيه للريح والى اقرب بيجو عائدين الى طنطا
هذه قصة حقيقية و همية جرت احداثها فعلا و لم تجرى و اى تشابه فى الاسماء انما هو قد يكون من وحى الصدفة.
.
|
|
|
|
|
|
|
|
|