|
Re: أحمد الجلبى وفرق الموت فى العراق (Re: قرشـــو)
|
جسر الائمة.. كلمة السر في صباح 31 اغسطس 2005 توافد فقراء الشيعة من كل قراهم البعيدة, للاحتفال باستشهاد الامام موسى الكاظم سابع ائمة الشيعة المعصومين من الاثنا عشرية, فقد وافق هذا التاريخ الخامس والعشرين من رجب, وفيه يحتفل الشيعة بالقدوم الى المرقد المقدس سيرا على الاقدام من المدن والقرى البعيدة. ويقع مرقد الامام موسى الكاظم في حي الكاظمية في الجهة المقابلة لحي الاعظمية, والاخير فيه ضريح الامام ابي حنيفة النعمان, ويصل بينهما جسر يطلق عليه جسر الائمة, وجاء الشيعة للزيارة ولم يقطعوا العادة رغم ظروف العنف والقتل في البلاد, ووصلوا الى وسط الجسر, وكانوا بالالاف غالبيتهم نساء واطفال وشيوخ كبار. وسرت بينهم شائعة بان هناك انتحاريا يلف جسمه بحزام ناسف, وفي دقائق تدافع المساكين في هلع ورعب, وبعضهم مات دهسا تحت الاقدام, وبعضهم الاخر قفز في دجلة, وقبل ان تصل اي نجدة من قوات الشرطة او الاحتلال وصل القتلى والجرحى الى اكثر من الف انسان في فاجعة يندي لها الجبين. وقيل في البداية ان ابو مصعب الزرقاوي هو من فجر الجسر, وقيل الجماعات المسلحة السنية, وطالب البعض بالقصاص من السنة مرتكبي الحادث, لكن عقلاء الشيعة لم يقعوا في الفخ, رغم نداءات عمار الحكيم وغيره من الذين سارعوا الى المطالبة بالقصاص من الزرقاويين والجماعات المسلحة الارهابية, لكن هذه الاطراف نفت علاقتها بالحادث واستنكرته, واتهمت بارتكابه جهات داخل الحكومة. وبمرور الوقت تم تناسي حادث الجسر وايام الحداد الثلاثة التي اعلنها ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الموقت انذاك, وكان الف شخص لا اهمية لهم, فلجان التحقيق في الحادث تلاشت, ولم يعد احد يفتح سيرة ما جرى, وحتى اموال التبرعات التي جاءت من الخيرين لم تذهب الى اهالي الضحايا. رجل وحيد كان اول القادمين الى الجسر, وهذا الرجل كان احمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني, وحسب وثيقة ضابط قوات العراقيين الاحرار, فانه اشرف على اخراج الفاجعة بسيناريو محكم, فالشرطة العراقية اغلقت الجسر من ناحية الامام الكاظم الا من ممر صغير, فاصبح الجميع محاصرا, ووقع المحظور, وانتظر الجلبي حربا اهلية بين الشيعة والسنة, لكنها لم تقع, وقال عراقي حصيف ليس الجلبي وحده, انما هناك شخصية سياسية كبيرة تحكم الان لا تتورع عن الاقدام عن فعل اي شىء في سبيل هدفه الكبير وهو اقتطاع دولة من جسم العراق حتى لو دمر المراقد والمساجد على المصلين بمن فيها, فهذا السياسي سارع دون معرفة الحقيقة واتهم " الارهابيين" بارتكابه رغم ان الحادث لم تطلق فيه رصاصة واحدة. الغريب ان رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير من قائمة الائتلاف الموحد ادان ما اسماه ب¯ "الموقف الصامت" لمعظم الانظمة العربية ازاء فاجعة جسر الائمة, وقال: "لا تقوم الدول العربية ولو بكلمة كاذبة بالاعلان عن اسفها بينما تعرب اسبانيا وغيرها من الدول عن ذلك". وطالب وزارة الخارجية العراقية بان "تحمل ملف جسر الائمة وتعتبره وثيقة لادانة الدول العربية والارهاب". واوضح: "يجب اعتبار هذه الكارثة نقطة تحول في السياسة الخارجية للعراق", وذكر كذلك بموقف عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية عندما وصف الدستور العراقي بانه "دستور طائفى" معتبرا ذلك تدخلا في شؤون العراق الداخلية. وبالطبع ذهب هذا التصريح الحاد وامثاله ادراج الرياح, فلجنة تقصي الحقائق التي اشرف عليها حسين الشهرستاني وزير النفط الحالى بالتأكيد عرفت الحقيقة وابتلعت لسانها خوفا من »فرق الموت« وزعيمها التليد احمد الجلبي, فقد قيد الحادث ضد مجهول.
|
|
|
|
|
|