|
Re: ستونة مجروس:رمز بارز لمغنيات الشتات السود (Re: ابو جهينة)
|
تحدي السلطات المغنيات الثلاثة في الشتات السوداني:
بينما يستمر الرجال والنساء في أداء الأعمال الموسيقية في عدة مواقع خاصة، أو في مواقع تحت الارض في السودان، إلا أن خطر الاحتجاز أو العنف لايزال كبيراً(كندا 2014). بعيدا عن هذه المهددات المباشرة، فإن النساء المغنيات مثل رشا، والسارة ستونة لهنّ الحرية في التغنِّي بما يختَرنَه، والمشاركة في الجدل السياسي حول مستقبل السودان. في اوائل عام 1990 دفع تنامي مد العسكرة والأسلمة كلَّ واحدةٍ من المغنيات لمغادرة البلاد. فقد غادرت ستونة ورشا إلى القاهرة، بينما اصطحبت السارة الصغيرة التي كانت نوعا ما، والديها إلى اليمن. وجدت ستونة جمهوراً لموسيقاها ذات الأسلوب الشعبي، ولِفنْ نقش الحنة، لدى مجتمع معتبر من السودانيين المنفيين حديثا، بالإضافة لمجتمعات قدامى المهاجرين السودانيين في القاهرة. لفتت ستونة من خلال قدراتها الموسيقية والتنظيمية انتباه مروجي الموسيقى العالميين حيث اصدرت البومها العالمي الأول( طريق السودان) في عام 1998. انتقلت رشا من القاهرة إلى اسبانيا في منتصف التسعينات، وطورت اسلوباً موسيقيا يجمع بين التعبير الموسيقي السوداني وبين التأثيرات الاسبانية والجاز، وترتيباتها الصوتية الخاصة. وقد تم إصدار البومها الأول (سودانيات) عام 1997 حيث وجد الاستحسان العالمي. انتقلت أسرة السارة إلى أمريكا في منتصف التسعينات. درست السارة علم موسيقى الشعوب، وفي عام 2010، وبتأثيرٍ من المشهد الموسيقي النابض بالحياة في نيويورك، فقد أنشأت مجموعتها الخاصة (نوبة تونز). تخصصت ستونة في ما تصفه صناعة الموسيقى توليفة من التقاليد الشعبية، والدولية، والعالمية والأفريقية، والشرق إفريقية و/ أو السودانية، إلا أن جمهورها من السودانيين يفضلون أغاني البنات. النساء اللّاتي يؤدين أغاني البنات في شمال وأواسط السودان لهن تاريخ من التعليقات الاجتماعية، والتي قد تكون في بعض الاحيان وقحة للغاية، حول الجنس والطبقة والتراتبيات الأخرى في السودان(مالك 2010). كان هؤلاء المؤديات( المغنيات) مُستبَعدات إلى حدٍ بعيد من صناعة الموسيقى الشعبية السودانية بسبب ارتباطهن الجندري بأعمال المسترقين السابقين. راق لستونة، باعتبارها مغنية شعبية، الفخار السوداني والشغف لثقافة اصيلة. إلا أنها لم تكن تملك صِنعَة تسجيل ذات اهمية، إلا بعد ان انتقلت للقاهرة. عمِلت رشا والسارة، قبل أن تصبِحا مشهورتين بسبب موسيقاهِن السودانية، مع مجموعات موسيقية ذات جذور افريقية وشرق اوسطية. وجدت النسوة الثلاث اهتماماً من مروّجي الموسيقى العالمية مع استمرارهن في جذب الجماهير داخل السودان وفي الشتات السوداني. لا يمكن تصنيف موسيقى هؤلاء النسوة بسهولة باعتبارها صنف واحد. تُغنِّي المطربات الثلاث بشكل رئيسي باللغة العربية، ويعترِفنَ علانية بأصولِهن وارتباطهِن بالسودان. بالإضافة إلى أنّهن يعتمِدَن على بعض عناصر الموسيقى السودانية التقليدية، مثل السلم الخماسي، والإيقاعات الشائعة في التقاليد الموسيقية في شمال السودان، والآلات السودانية مثل البنقُز والدربكُّة (وهما نوعان من الطبول)، والعود. إن التقاليد الشعبية الأنثوية في شمال السودان المتعلقة بأغاني البنات عبارة عن تأثير موسيقي وفلسفي متماسك في كل أعمال هؤلاء النسوة الثلاث. في حين أن ستونة تغني حصريًا أغاني البنات، فإن موسيقى رشا والسارة مستوحاة من التأثيرات الموسيقية الأخرى أيضًا - رشا من موسيقى إسبانيا والسارة من مجموعة واسعة من شرق إفريقيا وأنواع أخرى. إن الإنتاج الفني لستونة ورشا والسارة، والذي يمثل أجيالًا موسيقية مختلفة، قد ساعد على توفير نقطة مرجعية للسودانيين في الشتات ليتصالحوا مع الحياة المتنقلة ومفاهيم الانتماء الفضفاضة. إن هؤلاء الثلاثة جميعهن مشهورات داخل وخارج السودان، وبالتالي يلعبن دورًا تجسيريًا من خلال تسجيلاتهن وعروضهن الحية، ووجودهن على الإنترنت. إذا تم رسم خريطة للسيرة المهنية ولأنواع الأغاني لهؤلاء المغنيات الثلاث مقابل خط زمني للمغتربين السودانيين، فقد كان لستونة حضوراً أطول حضور في السودان، ولكنها لم تلفت انتباه صناعة الموسيقى العالمية كمحترفة راسخة، إلا بعد سنواتٍ عديدة. بدأت رشا أيضاً حياتها المهنية في السودان، إلا أنها كانت صغيرة جدًا عندما انتقلت إلى إسبانيا، وطورت نهجًا جديدًا للتعبير الموسيقي السوداني كمغنية وككاتبة أغاني. أخذت مهنة السارة شكلها بالكامل خارج السودان، وهي تصف موسيقاها بأنها تنتمي إلى نوع موسيقى البوب القديمة في شرق إفريقيا. توضِّح هذه الخريطة التقريبية لقرارات المغنيات حول عبور الحدود والتخوم، التأثير المتبادل بين تحركات السودانيين في الشتات، وبين التعبير الموسيقي، كما تحدد أيضاً المعايير حيث يتم من خلالها الحكم على ابتكاراتهم، وممارساتهم التجارية، ومواقفهم الهووية من قبل مستمعيهم السودانيين داخل وخارج السودان، لكونها مقبولة أو متجاوزة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|