مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 05:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2020, 00:52 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف نجدد أفكارنا؟
    الفكر هو المدخل الصحيح للتغيير والإصلاح؛ لأن حركة الإنسان تأتي تاليةً لما يقتنع به ويفكر فيه، والصورة المثلى هي أن تكون الجوارح مُنقادةً للعقل، الذي هو أداة الفكر والفهم والوعي، فبعد الوعي يكون السعي، وعلى قدر استقامة الفكر والوعي، تكون صحة الحركة وفاعليتها، ولذا كان أول ما تنزل من القرآن الكريم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، قبل الحديث عن الواجبات والمنهيات، وبوَّب البخاري في صحيحه: (باب العلم قبل القول والعمل).
    وأما التجديد فيمكن أن نقول عنه بشيء من العموم إنه نَفْضٌ للغبار عما لحق بالمفاهيم والتصورات، لتستعيد صحتها وسلامتها، وعما لحق بالخطط والبرامج وكلِّ ما يقوم به الإنسان، ليستعيد فاعليته وإنتاجيته، بحيث يكون ما يعتقده المرء وما يقوم به موافقًا للواجب ومحقِّقًا للمطلوب بكفاءة.
    ولا شك أن تجديد الفكر هو أحد الأسئلة الكبرى التي يلح عليها واقعنا المتداخل، وتستدعيها مشكلاتنا المتراكمة، ولا مفر من الاشتباك معها والتماسِّ مع إجاباتها.
    ولهذا أعتقد أن سؤال “لماذا نجدد أفكارنا؟” لسنا بحاجة للتفصيل في الإجابة عنه؛ لأن ما نعانيه من مشكلات وتراكمات، على المستويات المتعددة، قد وفرَّ علينا عناء الخوض في هذه الإجابة، لإثبات ضرورة التجديد ولزومه، وبالتالي: أصبحنا مباشرة أمام السؤال الذي يعقبه، وهو “كيف نجدد أفكارنا؟”
    وأعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال المهم، تكون من خلال ثلاث خطوات أساسية، وهي:

    إدراك تغير الواقع:
    أي أن ندرك أن واقعنا قد تغير جذريًّا عما عهده أسلافنا، في المجالات كافة؛ تربويًّا وفكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وصرنا أمام مشكلات لم تعرفها الأمم التي قبلنا، وأمام واقع جديد لم تشهد البشرية مثله، ومن ثم فأي قياس لهذا الواقع الجديد على ما سبقه هو قياس يفتقد المعيار الصحيح، ولن يؤدي إلى تصور دقيق.
    هذا الواقع الجديد وهذه المشكلات المستحدَثة، لاشك أنهما يستلزمان حلولاً تناسبهما، وتصوراتٍ تتماشى معهما، ومن الخطأ البيِّن أن يحسب البعض أن الزمان توقف عند عهد بعينه من الماضي، أو ينظر إلى أحوال الناس ووقائعهم كأنها لم يصبها مسٌّ من التغيير والتبديل!
    أما من يحاول إصلاح الواقع وهو يعتقد أنه لم يتغير ولم يتبدل، فلن يأتي إصلاحه وفق الواجب والمطلوب!

    الانتباه إلى تفاوت النصوص وتَناهِي الأحكام:
    أي أن ننتبه بوعي إلى تفاوت درجات النصوص فيما بينها، وإلى تناهي ما يترتب عليها من أحكام: أي محدودية هذه الأحكام.
    فالأحكام الشرعية لم تَجئ كلها على درجة واحدة من: قطعية الثبوت والدلالة.. بل منها ما هو قطعي الثبوت والدلالة، وما هو قطعي الثبوت ظني الدلالة، وما هو ظني الثبوت قطعي الدلالة، وما هو ظني الثبوت والدلالة معًا.. بل لم تستوعب الأحكام المستخرَجة من هذه النصوص- على درجاتها المتنوعة هذه- كلَّ الوقائع المستجدة.. لأنه النصوص متناهية، أي محدودة، والوقائع غير متناهية أي متجددة.. ومن هنا، جاءت مشروعية الاجتهاد وضرورته، وكان لسؤال تجديد الفكر أهميته وإلحاحه..
    يقول الإمام السيوطي: “نعلم قطعًا ويقينا أن الحوادِث والوقائع في العبادات والتصرفات مما لا يقبل الحصر والعد، ونعلم أيضًا أنه لم يرد في كل حادثة نَص ولا يُتصَوَّر ذلك أيضًا. والنصوص إذا كانت متناهية والوقائع غير متناهية، وما لا يتناهى لا يضبطه ما يتناهى؛ عُلِم قطعًا أن الاجتهاد والقياس واجب الاعتبار؛ حتى يكون بصدد كلِّ حادثةٍ اجتهادٌ”.
    وبالتالي، فعلينا أن ندرك ما هو ثابت مما هو متغير.. وما يجوز بل يجب استصحابه مع الواقع الجديد، وما لا يجوز.. وما يقع فيه الاجتهاد وما لا يقع.. وإلا جمدنا حيث يجب أن نتحرك، أو تحركنا حيث يجب أن نقف..!
    إن ما نراه- للأسف- من خلط بين الثوابت والمتغيرات، أو بين مواطن الاتباع ومواقع الاجتهاد؛ هو ما يُحدث الانحراف يمينًا أو يسارًا، إفراطًا أو تفريطًا، جمودًا أو انفلاتًا، غربةً عن الزمان (نحو قرون مضت) أو غربةً عن المكان (نحو استيراد نماذج من خارج بيئتنا).. وكلا الأمرين غير مقبول.
    المقبول هو أن نتصالح مع واقعنا بمثل ما نحترم ماضينا، وأن نجدد أفكارنا فيما يقبل التجديد بمثل ما نحافظ فيما تجب المحافظة عليه.. سواء بسواء..

    معرفة الواقع وترتيب أولوياته:
    أي أن نعرف واقعنا بدقة، ومشكلاتنا بعمق، ومستجداتنا بوعي، وأن نعلم أن الغربة عن الواقع أو تحاشي التفاعل معه- بدعوى ما يمتلئ به من سوءات- لن تُنتج فَهْمًا صحيحًا له، ولا تصويبًا دقيقًا لمشكلاته، فالحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّرِه، وأي حكم صحيح يمكن أن يَنتج عن تصور غير دقيق؟!

    إن البعض- ويا للعجب- مازال يحسب الحياة جاريةً على بساطتها في الزمان الأول، ويمكن إصلاحها بكلمة هنا أو خطبة هناك، أو حتى بضربة عصا كما كانت درَّة عمر تفعل فعلها المبارك!
    أمام هذا التصور الساذج عن الحياة، تأتي وسائل التغيير والإصلاح أكثر إغراقًا في السذاجة، وأبعدَ ما تكون عن الفاعلية؟!

    ولنسائل أنفسنا: هل نحن نتصور المدى الذي بلغته حركة المرأة في مجتمعاتنا، والذي يصعب- إن لم يكن مستحيلاً- التراجع عنه إلى زمن لم تكن تخرج فيه المرأة من بيتها إلا قليلاً، بل وهل عدم خروجهًا من البيت مطلوب أصلاً ؟!
    هل نحن نمتلك معرفة دقيقة عن حركة المال وكيف تدور مع البنوك؟! وكيف يمكن التخلص من ربوياتها؟!
    هل استوعبنا ضرورات إشراك الشعوب في تقرير مصائرها، وتحديد ممثليها، ومراقبة من ينوبون عنها، أم ما زال بعضنا يستدعي تجاربَ ونماذجَ خلت، كانت تعبيرًا عن بيئتها لا عن وحي السماء وهدي النبوة؟! وصارت كلمات مثل: (الديمقراطية مستوردة، والغرب لا يأتي منه خير) أقرب إلى اللسان منها إلى العقل؟!
    إن معرفة الواقع لا تقل أهميةً وضرورةً عن معرفة النصوص، وإن تنزيل النصوص على غير واقعها، أو جرَّ الواقع إلى غير نصوصه؛ لن يحل إشكالية ولن يخفف أزمة، بل سيزيد الفجوة بينهما، وربما يؤثر سلبًا على النصوص ذاتها عند بعض المتلقين !

    يقول الأستاذ عمر عبيد حسنة: “إن فقه المجتمع والواقع يوازي فقه النص؛ وبدون فقه المحل ومعرفة الاستطاعات بشكل علمي وموضوعي فسوف تستمر المجازفات، وهدر الطاقات، والعبث بالأحكام الشرعية، والمساهمة السلبية بالإساءة إليها، ولو عن حسن نية. فلا يمكن أن يسمَّى فقيهًا حامل النصوص؛ لأن فقه أبعاد التكليف قسيم فقه النص ومكمِّل له، فلا فقه لنص بلا فقه لمحله. فالاجتهاد كل الاجتهاد اليوم لا بد أن ينصرف، فيما نرى، إلى محل تنزيل النص ومورده؛ ذلك أن النصوص أصبحت محفوظة وميسور الوصول إليها”.

    وبجانب هذه المعرفة الدقيقة بالواقع، لابد أن نرتب أولوياته ومشكلاته الأكثر إلحاحًا؛ حتى لا ننشغل بالمهم عن الأهم، فضلاً عن الانشغال بعديم الجدوى عن المهم والأهم!
    وكم حدثت من مشكلات، وضاعت من جهود؛ نتيجة خوض معارك وهمية أو معارك كان يمكن تجنبها والإعراض عنها؛ لعدم فائدتها، أو لقلة أهميتها بالنظر لقضايا أخرى!
    ولذا، نستطيع أن نقول في الختام: إذا أدركنا أننا أمام واقع تغيَّر جذريًّا، ويتغير باستمرار، وإذا عرفنا أن النصوص الشرعية تتفاوت فيما بينها، وأن أحكامها محدودة، وإذا اشتبكنا مع واقعنا كما ينبغي، بناءً على المعرفة الدقيقة بمشكلاته، وبترتيب قضاياه من حيث الأولوية، إذا أدركنا ذلك كلَّه، فسينفتح الباب أمامنا عن عشرات القضايا التي تنتظر فكرًا جديدًا وتعاملاً واعيًا، وسنكون على بصيرة بكيفية تجديد فكرنا فيها، على استقامة وبصيرة، وسنتجنب- حينئذٍ- الدورانَ في فلكِ مُعَادٍ من القولِ مكرور!!
    ---------------------------
    تأثيرات الصداقة العقلية
    المرء على دين خليله، وكذلك يحمل مع الدين الخلق والفكر والعادة والتصورات [وإخوانهم يَمُدونهم في الغَي ثم لا يُقصِرون] سورة الأعراف .
    • وهذا ما يُعرف بسلطة المحيط الاجتماعي وتداعياتها على العقول والأفكار، والقليل من يهتم بها وينأى عن آثارها.
    • وهي من القوى الناعمة، والتي تحتشد بلا جنود ولا قوة ولا حرس، ولكنها تأسر بالبساطة المحتفة بكؤوس الشاي والانشراح الديواني.
    • تساهلُ كثير منا في صداقاته ومجالسه، أضعف من عقله وهمته ومسالكه التربوية والحياتية. وفي الحديث الصحيح: (المرء على دين خليله).
    • ربّ مجلسِ أُنس وطعام، أخمل همةً، وأضعف تفكيرا، وبتنا في مخانق السطحية وضعف الرأي والوعي.
    • نتراكض وراء اللطافة وتخفيف الكآبة، ونتغافل عن الرقي العقلي وعوامل دعم التفكير .
    • الصاحب ساحب، يسحب منك جلّ معاني الخلق والاستقامة والعقل والإبداع .
    • لا تعجب ممن كنت تعظّم فكره، فانحدر، وقد بات يصاحب الأسافل والرَعاع والهمجيين.
    • ولن يكون العقل واعيا بنائيا واستنقاذياً، إلا عبر تغذية سليمة وعالية، من شروطها تجنب الصداقات المعوجة، وقال الحسن البصري رحمه الله:"ما استودع الله أحداً عقلاً إلّا استنقذه به يوما ما"
    • إذا أكمل الرحمنُ للمرء عقلَه ... فقد كمُلت أخلاقه ومآربُه
    • والناس مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، وستُحمل الرداءة الفكرية من جراء مجالس مغلوطة، أو صداقات معتوهة.
    • وهذا يشمل الصداقات الطويلة والعابرة، وزملاء الدراسة والأنس.
    • وأحيانا صداقة التلامذة لشيوخهم وكتبهم وصيرورتهم أتباعا بلا تثبت وبرهان، وتقليدهم في المواقف والمعتقدات والتصورات المبدئية.
    • وإن تاسَ فأسَ على عالم محقق، عاين الحقائق، ولامس البراهين، لكنه لم يَحِد عن طريقة شيخه البدعية، وتحامله على أئمة السلف والحديث، ووافقه في المين والمكر والتزييف.
    • وهذا ضرب من الصداقة الفكرية المنتهية للتبعية وفقدان المنطق السليم، وقد قالت العرب:"حبك الشيءَ يعمي ويصم"

    تأثيرات الصداقة العقلية
    ويظن بعضهم أن التأثر لا يعدو كونه قيميا وأخلاقيا، وغفلوا عن الأثر العقلي، والفداحات الفكرية الملقاة على عواتقهم من جراء تفاهات تحط الفكر، وتسف المسلك، وتبدد الجهود، والله المستعان [إنَّا وجدنا آباءنا على أمة] سورة الزخرف.
    ومنها:
    ١- انحطاط التفكير : بحيث يغرد فيما يسوء ويهون ويكدر، ويوجع القلب.
    ٢- بلادة الذهن: بسبب الترسبات الواقعة على معالم الإبداع.
    ٣- التقليد: من فقدان الآلة وفقدان الحركة الفكرية الدائبة.
    ٤- تشوش الإدراك: لفساد المقدمات والمحكمات الفكرية السليمة.
    ٥- وهاء المعلومات والقواعد: من جراء مجالسة لا تسمن ولا تغني من جوع.

    ٦- التخدير المفصلي: والذي يعطل جوهر العقل وتوهجه وتوقده.
    ٧- ذوبان الإبداع: لتعطل أساسيات التفكير، والرضا بالدونية العقلية.
    ٨- استصعاب الأمور: لتهالك الإدراك وسيطرة مساحة المخانق على آفاق السعة والانتشار .
    ٩- التلذذ بالسطحية: لا سيما وقد جاءت من خلال طرائف منعشة، أو مؤانسة مطغية.
    ١٠- التخوف من التجديد: ومخاصمة الأفكار الجديدة، والرؤى الحديثة بإطلاق.

    والخشية أن ينتهي ذاك لاستلاب العقل، وذهاب الذكاء والإبداع، وقناعة المرء بأفكار انهزامية دخيلة تمس دينه ومعتقده وسلوكه، كحديث السنن المحذر من جحر الضب وضيقه وهوانه(لتتبعن سَنن من قبلكم)، والتقاطه المعلومات ومصادره المعرفية من جهات غريبة ومشبوهة...! والسبب صداقات اجتماعية أو كتبية، أو بيئية.
    وفي النطاق العلمي يتصاعد التكرار التأليفي، وتختفي مكامن الإبداع، وتشتعل من جديد مسألة " قفل باب الاجتهاد "، والتي كانت إساءة بالغة للإسلام والأمة والعقل والممارسة والتصنيف، ومؤذنة بولادة جيل متخلف عميق الرجعية والانهزام، والله يقول [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون] سورة آل عمران .
    ونحمد الله أن تصدى لها علماء مفكرون وفطناء في حينها ونسفوها من جذورها.. والله الموفق.
    -----------------------------------
    حاجتنا للاستشارة
    كلنا نريد تحقيقَ النجاحِ في الحياة ، ونتمنى التوفيق في كافةِ أمورنا ، ونرغبُ أن نسيرَ مع ركب المتميزين وثمةَ أمرٌ يجمعُ لك أصولَ النجاحِ والتوفيق .
    إنها الاستشارة.. نعم الاستشارة .
    تلك الجملة التي نتمنى أن نعيشَ في ظلالها ونقطفُ ثمارها .
    الاستشارةُ هي الوسيلةُ المختصرة لسعادتك في كافة أمورك .
    الاستشارةُ هي النور الذي يضيءُ طريقَ حياتك .
    الاستشارة ، إحدى الأوامر التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم (وشاورهم في الأمر).
    الاستشارةٌ وصف تميز به أهل الإيمان (وأمرُهم شورى بينهم).


    تعالوا معي لنعيشَ في بساتينِ الاستشارة :
    الاستشارة هي أن تعرض مشكلتك أو موضوعك على أحدِ الحكماء ليعطيك رأيه وخبرته في ذلك الموضوع .
    وقديماً قيل : "الاستشارةُ هي استئجارٌ مجاني لعقول الحكماء" .
    ولو رحلنا في تاريخ الاستشارةِ قليلاً ، فسنجد في تاريخ الأنبياء نماذج :
    فهذا موسى عليه السلام يطلبُ من ربه شخصاً يسانده في الدعوة فيقول (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون اشدد به أزري وأشركه في أمري).

    وفي سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم تجد عدة مواقف تدل على أنه كان يستشير، فجاء عنه استشارته في المعارك ؛ وثبت عنه استشارته لزوجتهِ أم سلمة رضي الله تعالى عنها لما رفض بعض الصحابة أن يحلقوا شعورهم في قصة الحديبية ،وكان صلى الله عليه وسلم يقضي الليل مع أبي بكر وعمر في شأن المسلمين .وكان الصحابة يتشاورون فيما بينهم في قصصٍ يطولُ المقامُ فيها .

    وفي واقعنا: ولعظيم مكانة الاستشارة في المجتمع فإنّ كل الجهات الحكومية والشركات تعتني بقسمِ الاستشارات فيها .
    وحتى نستفيدُ من موضوعِ الاستشارةِ فلابد أن نتناول بعض التفصيلات المهمة فيها .
    فتأملوا بعض الصفات التي ينبغي أن تكون في الشخص المستشير ، ومن أهمها :
    ١- أن يكونَ صادقاً في طلب الاستشارة وليس مجرباً للرأي الذي سيسمعه من المستشار .
    ٢- أن يتواضع للمستشار فربما كان المستشارُ أصغرُ منك سناً أو من جنسية أخرى ، فلا تتكبر ، واقبل الرأي والحكمة ممن جاء بها .
    ٣- وضِّح المعلومات كلها للمستشار ، ولا تكتم معلومةً في استشارتك حتى يكون الجواب الذي تسمعهُ محيطاً بكل جوانبك .
    ٤- اختر الشخص الحكيم الذي يجمع بين صفة العلم والخبرة والحكمة .
    ٥- ليس شرطاً أن يكون المستشار والدك أو صديقك ، فربما كانوا لا يدركون الجواب المناسب لك .
    ٦- ابتعد عن الشخص المستعجل أو ضعيف العلم لأنه يضرك في الاستشارة .
    ٧- اختر الشخص المتخصص في موضوعك ، فمثلاً إن كانت استشارتك في موضوعٍ مالي فاختر المستشار الذي له عناية بالمال ، وإن كان موضوعك عن الأسرة فاختر المستشار الخبير بالقضايا الأسرية .
    نقول هذا ، لأن بعضَ الناس يستشيرُ في موضوعهِ أي شخصٍ يقابله ممن يعرف من الأقاربِ أو الزملاء ، وربما لم يكونوا من أهل التخصص في الاستشارة .
    ٧- حينما تتضحُ الرؤيةُ لك ، فنفذ كلام المستشار ، وخاصةً إذا توافق مع غيره من الحكماء .

    إننا بحاجةٍ للاستشارة في عدةِ قضايا في حياتنا .
    ففي الجانب الأسري قد يحدثُ بينك وبين زوجتك خلاف ، وقد لا تدرك الحل المناسب لها ، فليس عيباً أن تستشير .
    وكم من زوج غفل عن الاستشارة واتخذ الرأي بشكلٍ سريع فوقع في مشكلاتٍ أكبر من مشكلته الأولى ثم ندم كثيراً .
    وفي الجانب المالي نحتاجُ للاستشارة ، وكلنا يعلم أن بعضَ التجار كان نجاحهم بعد توفيق الله بسببِ استشارةٍ من خبيرٍ في عالم التجارة .
    وأما ذلك الذي استعجل في مشروعه التجاري أو العقاري فقد وقع في ورطات الديون ولم يحقق إلا الفشل والندم وربما نزل السجنُ بسبب مطالبات الناس .
    وتعال للجانب الوظيفي ، كم من قضية تدور في العمل بحاجةٍ إلى استشارة ، وكم يحزنك أن ترى مديرك يتخذ القرارات بشكل فوضوي مما يضر بالعمل والعاملين معه .
    وفي الجانبِ الدعوي نحتاجُ للاستشارة في اختيارِ الموقف الدعوي المناسب للقضايا التي تعترض طريق الدعوة .
    ونحتاج للاستشارة في كيفية التعامل مع المدعوين على اختلاف طبقاتهم .

    هناك صفات لابد من توفرها في الشخص الذي تستشيره ومنها :
    ١- أن يكون أمنياً ، فلا يجوز لك أيها المستشار أن تنشر قصة المستشير ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :[المستشار مؤتمن] .
    ٢- إذا عرفت الجواب فالحمد لله ، وأما إذا لم تعلم فلا تتحدث مع صاحب الاستشارة بلا علم ، وقل : لا أدري ، أو أرشده لمن تعرف أنه يعلم .
    ٣- لاتكن عاطفياً مع المستشير ، وقدِّم الرأي الذي تعتقدُ أنه الأفضلُ له ، واعلم أن رأيك ربما كان صلاحاً للمستشير في دينه أو دنياه فاتق الله في الجواب الذي تعطيه إياه .

    قد نصادفُ بعض الناس الذين يظنون أن الاستشارة دليل على ضعف العقل وغياب الحكمة ، ولهذا هم لا يستشيرون .
    إن هؤلاء أكثر الناس وقوعاً في الخطأ ، ولكنهم لا يعلمون .
    فلو كانت الاستشارة ضعفٌ في العقل لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بها .
    ولو كانت الاستشارة دليلٌ على غياب الحكمة لما اعتنت بها الدول في كل شؤونها .
    اجعلوا الاستشارة ركنا مهما في حياتكم ، واغرسوها في نفوس زوجاتكم وأولادكم .
    --------------------------------------------
    حتى لا نفسد للود قضية !
    " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" وقضيتنا اليوم تشتت دائم وعداء مستمر بسبب الاختلاف في الرأي، لقد تعرضت العلاقة الأخوية والصداقة والجيرة بين أفراد الدول المتجاورة، بل بين أفراد المجتمع الواحد إلى عداء مستميت وحقد دفين ونفوس محتقنة، لأن أصحاب هذه العلاقة يجهلون ثقافة الرأي والرأي الآخر، والتي تقوم على احترام الإنسان أي فكرة مخالفة لفكرته، والاستماع إليها ومناقشتها بكل حياد وموضوعية ودون تحيز لرأي معين، وهذا الاحترام للرآي الآخر صفة حضارية تحث على الإبداع في طرح الأفكار المتنوعة والآراء المختلفة.

    الرأي الآخر هو صحيح بكل المقاييس من منظور صاحبه وإن كان يخالف رأينا، وهذا الاختلاف أمر صحي ومفيد طالما لا يتعدى الخطوط الحمراء والمساس بالمسلمات والثوابت سواء الدينية أو الأعراف.
    عندما نرفع شعار " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" نهدف إلى المحافظة على العلاقة الإنسانية بين الأطراف المتحاورة، وعدم انحدار النقاش من التحاور إلى التناحر، والعمل على الوصول لنقطة اتفاق وأرضية مشتركة لبناء وسطية في الرأي تعمل على توازن الاختلاف فيه، وتقرب وجهات النظر، وتقلص مساحة الخلاف.

    إن قمع رأي الآخر بحجة المخالفة يولد احتقانا في البيئة الواحدة ويؤدي إلى نفور الأفراد فيها من بعضهم، وبالتالي إيجاد كمية من المشاعر السلبية من أحقاد وضغائن وتصادم بين الناس.
    علما أن وجود الرأي المخالف يخدم نقطة أو موضوعا مستقبليا تعجز بصيرتنا القاصرة عن رؤيتها في الوقت الحالي، ويعتبر ذلك الرأي الأفضل والأصلح في بعض المواضع والمواضيع، لذلك رفضه التام غير مقبول ومحاربته جريمة شنعاء في حق فرد يمثل عنصرا فعالا في مجتمع قرر أغلبية أفراده الركون إلى الصمت أو التزام ظل التبعية، متخليا عن تفعيل دور العقل وإنتاج الأفكار التي تخدم الأمة بأي شكل من الأشكال، والتي هي خطوط ورسوم لقاعدة أساسية ملزمة في الحياة في يوم ما.
    إن احترام الرأي الآخر ومحاولة الوصول إلى حلول وسطية من شأنه أن يرفع قيمة النقاش ويحقق الأهداف التي تؤدي إلى تطوير جوانب كثيرة في المجتمع، وحيث أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة ماسة لغربلة الكثير من الأفكار المسمومة والمطروحة في ساحاتها الفكرية، والتي تسعى لتلويث الفكر الإسلامي السمح.

    قال تعالى:" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" (الأحزاب 21)، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا في احترام الرأي الآخر، فقد روي البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:" لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فخرج الصحابة رضوان الله عليهم من المدينة إلى بني قريظة وحان وقت صلاة العصر، فاختلفوا في ذلك؛ فمنهم من قال: لا نصلي إلا في بني قريظة ولو غابت الشمس لأنه صلى الله عليه وسلم قال:" لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"، فنقول: سمعنا وأطعنا، ومنهم من قال: إن الحبيب صلى الله عليه وسلم أراد بذلك المبادرة والإسراع إلى الخروج، وإذا حان الوقت صلينا الصلاة لوقتها. بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعنف أحدا منهم، أو يوبخه على ما فهم.
    هذه الحادثة تترك في نفوسنا أثرا عميقا نحو قضية قبول الاختلاف مع الآخر واحترام رأيه، وتحثنا على المرونة والإيجابية تجاه الرأي الآخر، فاحترام الأفكار المختلفة مؤشر جيد على نضج وتحضر ووعي المجتمع.
    إسلام ويب...






                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب... سيف اليزل برعي البدوي07-08-20, 11:52 AM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:03 PM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:05 PM
    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-09-20, 12:13 PM
      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-10-20, 10:42 AM
        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-11-20, 12:23 PM
          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-13-20, 12:32 PM
            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-14-20, 03:42 PM
              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-15-20, 01:05 PM
                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-16-20, 01:46 PM
                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-17-20, 12:47 PM
                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-18-20, 03:53 PM
                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-19-20, 02:58 PM
                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-20-20, 05:18 PM
                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-21-20, 03:01 PM
                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-23-20, 00:52 AM
                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-24-20, 01:11 AM
                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-25-20, 01:58 AM
                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 01:41 AM
                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 12:20 PM
                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-03-20, 03:17 PM
                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-04-20, 02:10 PM
                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-05-20, 02:06 PM
                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-06-20, 02:56 PM
                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-07-20, 12:27 PM
                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-08-20, 01:04 PM
                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-09-20, 01:12 PM
                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-10-20, 01:07 PM
                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-11-20, 03:28 PM
                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-12-20, 05:15 PM
                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-13-20, 01:28 PM
                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-14-20, 01:58 PM
                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-15-20, 12:34 PM
                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-16-20, 02:47 PM
                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-18-20, 11:36 AM
                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-20-20, 01:39 AM
                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-22-20, 00:20 AM
                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-23-20, 11:50 AM
                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-27-20, 03:28 AM
                                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 02:22 AM
                                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 10:21 PM
                                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-30-20, 04:49 PM
                                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-31-20, 11:16 PM
                                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-02-20, 00:30 AM
                                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-03-20, 06:00 PM
                                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-05-20, 02:42 PM
                                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-28-20, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de