♧ مِنْ أَرضِ الْمَحَنَّة مِنْ قَلْبِ الْجَزِيْرَةِ.. برْسِل للمسافر أشْواقي الكَتيرَة £

إنتي من وين يا بِنَيَّة.. و ناوية على و ين السفر؟!!

{19}
لقد سئمنا من نفوس ظلت تلوك المُر ة فوق المرة و تهادن الرياح الهوج..
و لم يتبدل حالنا قيد انملةٍ وحيدْ يلفني الليل في سكونه..و تمضي الفصول حتف
أنفي و في صميمي وجدانٌ صار أفرغ من فقاعة على كفٍ مديدْأقود نضال شعبٍ
أعزل ما له من سلاح سوى جعجعة بالهتاف و النشيدْ.. نردده و بعض أبيات من قصيدْ
و قوات فض الشغب تلاحقنا بسياط تلهب ظهرنا..بينما تزمجر السماء بحناجر الحشود} ،
و تهتف الحشودْ :إذا الشعب يوماً أراد البقاء، فلا بد للبلور أن ينكسر على صخرة القدرْ
و لا بد لهلام كل فاجر ٍو لغثاء كل سيلٍ ، ذات يوم أن ينحسرْ
و مهما يشيع الضياع في صوامع الكُهَّان فلابد زاهق ثم ينطمرْ
كنيزك سماوي يتحرر منه الشعاع حينما تنخلع الأوراق من أعصانها
و تهجر الزهرات أكمامها و يذهب الزبد جفاءً و يبقى الذهب رماداً من تبرْ
لما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع مثله مندثرْ
يضيف آخرون: وحتى الرماد سينبت عشباً و سوف يزرقُّ النهرْ
ويخبو القمر خلف النجوم و تلفظ الأطيار لعنات الزخم الفضفاض
و نشدو بالنشيد لميلاد شعب من جديد بعد فقدان صوابنا في لواكة الصبرْ
و اهتزاز أصالتنا في عزف الوتر و رصانتنا في نجوى الحديث مع حبات المطرْ
خاصرتي باتت وجهة لسياح همج و نُخَب حثالة من كأسي المنقعرْ
هكذا لحني غدا. هكذا غدي لحني .. و صفق الجميع لبعض بوحي
و حيوا رعونتي .. وسخروا من وطني المتشظي على مدى الدهرْ
كقارورة من البلور فرغت في أحشائها كل الرؤى
من أحلام الرجوع . رباه، هل لوطني من مهدي ينتظرْ؟!
رباه ،أما لشعبي من نشيد؟ لأكتبه وألملم شعث كلماته
ألا ليت شعر شوقي لوطن صار عبرةً لمن عساه يعتبرْ
لكنني عازم رغم كل شيء على المضي قدماً لآخر العمرٍْ