♧ مِنْ أَرضِ الْمَحَنَّة مِنْ قَلْبِ الْجَزِيْرَةِ.. برْسِل للمسافر أشْواقي الكَتيرَة £

إنتي من وين يا بِنَيَّة.. و ناوية على و ين السفر
(Re: دفع الله ود الأصيل)


{6}
سيداتي آنساتي الفُضْلَياتُ وسادتيو الفضلاء ،
أيا أقلاماً رشيقةً تحني رؤوسها شموخاً لتترع
صفحات المتون بالمداد المضمخ بالحكم ، و ترصع
صدور الحواشي بنفائس الدر في أحشائها كامنة.

© أذكى التحية و أغلى المنى أزفه إليكم ، مفعماً بالود و التقدير،
يا شموعاً للعطاء تظلون دوماً توقدون أصابعكم كمسرجة تذرف
زيتها دمعاً سخيناً لكي تُنير دروب الحائرين.يا فراشاً برياً حائراً يرنو
معانقاً لأكمامالزهور الربيعية. وجب عليَّ شكرك من قلبي إلى قلبك.
و يهيم ثنائي في خضم إبداعك وعظيم هنائي بدوام عطائك.

® هنيئاً لكم بشرفٍ باذخٍ أنتم أحق به و أهله و ربي يبقيكم
قبطاناً على دفة ركبنا عزائنا أنكم سوف لن تُسْدَلَ أشرعتكم كي نظل
مبحرين معكم عبر المدى ، و لتجعلنا لك في كل نحو للعلم صدى.

@ يا من أبهجتموني مراراً بسِحر نظمكم و شفيف بوحكم و جدانكم.
و اليوم ها أنتم تضعونني على حين غرة بين شاخصين على صفيحٍ ساخنٍ .
فماعساي أقول عن لقائنا للتو في خضم للحياة لا متناهٍ ، كسرت مجاديفي لأُبحر
في رفقةٍ مأمونةٍ ترمقها نجوم الكون بنظراتٍ تقول إن العطاء لا بد أن يكون بلا حدود.

¶ جِئْتُ أتعلم و العلم يُحيي قلوب الموتى كما تنتعش البيادرإذا ما تغشاها المطر،
و العلم يجلو عمى القلوب كما يُجلِّي سواد الليل القمر.أرد الفضل صاعين إذ أعيده
إلى أهله فأنتم من ترسمون لهذا الأثير الأسفيري هويته و ترسخون له قدم صدقٍ
بين الخالدين. و إن وجدتموني مقصراً ، فلكم مني العتبى حتى تستغيثوا بالرضا،
و إذا رضيتم، فلتعلموا أنني أقرب إليكم مما تعكس لكم مرآت صدقكم.

¶ و إذا لم تُكتب لنا اللقيا دماً و لحماً فنحن مؤتلفون أرواحاً
كجنودٍ مجندةٍ و مشاعرَ جياشةٍ نتقاسم الإحساس بالغربة في حياتنا الدنيا
وهي مختزلةٌ بين حقيقتين: 1 ) مم خلق} و 2) لا محالية الارتحال،يوم
نغادرها بخفي حنين منقوبَين: كشأن قابضٍ ريحٍ مع حفنةٍ يباب ٍ و لكن كونوا
على ثقة يا أبناء الأكابرأن مناي في الدنيا و قبل الرحيل أن يبقى وصالنا
دوماً على طرفي أثير و لو كان بينهما بعد المشرقين.

[} و هذا عهدٌ مني يوم أن يجمع الله شمل كل شتيتٍ في المنافي، فقط يترك
لي تنويها في الخاص بأنه قادمٌ ، و سيجدني مهرولاً حاسراً رأسي و حافي
القدمين ( قجلةيا مولاي حافي حالق) أتقدم جوقة شرفهٍ بها رهط مستقبلي ركابه
بالورود، عند صينية مدني و قبل كبري البوليسو بيدي قنديلٌ و طوقٌ من زهور
إكليل الجبل. حتى و لو شددتُ له الرحال إلى ميناء عثمان دقنة بسواكن لما كلفني
ذلك أدنى شعورٍ بالمشقة. و لكن صدقوني يا رائعون،إنو لدي موانع موضوعيةٍ
لأظل دوماً عابراً متوارياً خلف أستار المستعار. و ليس هذا من باب التشويق.

[} فأخوكم- بعيد عنكم - مصاب برهابٍ فكريٍّ رقيقٍ كنسمةٍ ترتاح
على هدب الدغش و تنوم ، فى عز الليل وأنامساهر ، و هو ناعم كرأس
الأفعى و لكن به مخدِّرٌ، فليس لدي سوى خيارين أهونهما عليَّ أصعب و
أحلاهما أمر: فإما أفضل أمارس مغبة العبث بعذرية الحروف هكذا، لتطلع
على عواهنها متل صوت طفلةٍ وسط اللمة منسيةٍ و إمَّا أن تظلواتروني
فقط كصورة مائية ..تداخلت خطوط معالمها خلف السطور .

[} أخيراً ، معذرة للاسترسال و الأطالة : و رحم رحم الله رجلاً
قد أهدى إلي عيوبي؛ فإن كان للحقيقة عُنُقٌ كي تمده لترى الأشياء
بحجمها الطبيعي و بلا رتوشٍ، أو كان لها كَبِدٌ لتهضمَ به عصارة الكلام
فتصنعَ منه نبيذاً من خمر المعاني معتقاً سخاءً رخاءً و لذاً للشاربين،
فقد سبق لأخي/ ياسر عمر الأمين بأن أصاب حقيقتي في كبدها
و عنق رحمها، إذ نبهني لتطويلي الممل في الكتابة.
[} و ذلك عائدٌ ربما إلى كوني بالأساس كاتب عمودٍم ن طراز منقرض،
و ربما أني حديث عهدٍ بثقافة عصر (التيك أوي). نُصْحٌ كلما قررت العمل به
لأقصّر من مد عصفي الذهني ما استطعت إلى ذلك سبيلاً . و مع كل هذا، لعله لم يرَ
من الديك في شخصي إلا رأسه، علماً بأن لي سبعين عيباً أخرى لم يهده الله إليها بعدُ،
و لإن علمتم شيئاً منها لأدركتم السبب و بطل عندكم العجب مني؛ لعل أدناها أن نزعةَ
مشاكسةٍ تنتابني و لوثة جنون عظمةٍ تستهويني للنبش في غير المألوف، تشدني دوماً
لأعود بأشواقي القهقرى ، و تحرضني لرفض كافة الأوضاع القائمة أمام ناظري
لظنٍّ مني حد القناعة بأن أمهاتنا ولدننا أحراراً، و سوف لن نسلم ذقوننا
ذات يومٍ لكائن من كان لكي يسعى في مشروع استعبادنا
و بيعنا أرقاء في أسواق النخاسة؟!