المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِدءِ ""

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سهير أبودية(القلب النابض)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2006, 06:04 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ (Re: kamalabas)

    الترابي ونزول المسيح وأشياء أخرى

    محمود عثمان رزق
    [email protected]

    لعل الشيخ الدكتور الترابى قد أثار حفيظة الإتجاه المحافظ من أهل التدين فى ندوة بورتسودان وهم يسمعونه يهاجم مسلّمات لم يسمعوا برأى مخالف فيها من قبل. فها هو ينفى إمكانية نزول المسيح، ويجوّز إمامة المرأة، ويفسر حد الردة تفسيرا جديدا، ومن قبل تطرق لحديث الذباب وغيره من المواضيع الحساسة التى جرت مجرى المسلّمات عند عامة الناس.

    والخوض في هذه المواضيع ما كان ينبغى أن يكون حساسا لو أن الناس يردون مواردا مختلفة. ولو فعلوا ذلك لعلموا أن هذه المواضيع قديمة وتطرق لها عدد من العلماء والمفكرين من قبل. والترابى فى عصرنا هذا مبدى لها وليس مبتديا لها، وحين يبديها يفعل ذلك وهو كافر بالحكمة الصوفية التى تقول: إنّ الكلام فى غير أهله عورة.

    فالرجل يرى من وراء الحراك والأزمات بشتى أنواعها- أو "الإبتلاءات" كما يحلو له أن يسميها وفقا للمصطلح القرآني - خيرا كثيرا، فلذلك لا تجده يتحفظ فى إعلان ما يراه صحيحا ولا يتوقف عن فعل ما يراه صحيحا!. فكما أنّ الغنى والصحة إبتلاء والفقر والمرض إبتلاء، فعند الترابى الصواب إبتلاء والخطأ إبتلاء مضاد، وهو يرى بين الإبتلاءين تكليفا بالحركة والعمل، فإن أصاب شكر وإن أخطأ إستغفر وكلاهما عبادة. هذا هو مفهوم الحياة ببساطة عند الشيخ الترابى فى مساره الى الله ولعل هذه البساطة هى أم البرغماتية (pragmatism) التى يتصف بها الرجل وينزعج منها خصومه. ولهذا تجده يجدد إثارة بعض المسائل الفقهية القديمة ولا يألو فى الإضافة إليها.

    فمن إضافاته وإجتهاداته التى لم نعثر على سابق له فيها، مسألة قتل المرتد. فهو عندما تمعن نص الحديث وربطه بالظرف الذى قيل فيه استنتج أنّ الحديث يأمر بقتل المرتد المحارب ولا يأمر بقتل المرتد المسالم. ولقد أبدى الترابى هذا الرأى قبل أن يعلن نميرى قوانين الشريعة وقبل أن يعتقل الأستاذ محمود محمد طه ويتم إعدامه وهذا يدل على أنّه يقف موقفا إعتقاديا وليس تكتيكا من المسألة. وبالإضافة للعامل الزمنى الذى أعلن فيه هذا الرأى فإنّ التاريخ يشهد أنّ الأستاذ محمود وتلاميذه شنعوا بالترابى أشد التشنيع بسبب هذا الرأى فى كتيب أصدروه بهذا الخصوص يحمل إسم: "الترابى يخرج على الشريعة باسم تحكيم الشريعة" وهذه واحدة من الأخطاء التى لم يذكرها الدكتور خالد المبارك فيما ذكر من أخطاء الأستاذ محمود. والحق يقال أنّ الرأى الذى جاء به الترابى لا يجافى مقتضيات اللغة ولا قواعد المنطق ولا أسس الاستنباط لمن يتمعن. ومنهجه هو نفس المنهج الذى دعى إليه الشيخ يوسف القرضاوى فى كتابه "كيف نتعامل مع السنة النبوية" حيث قال: "ومن حسن الفقه للسنة النبوية : النظر فيما بنى من الأحاديث على أسباب خاصة أو ارتبط بعلة معيّنة ، منصوص عليها فى الحديث أو مستنبطة منه، أو مفهومة من الواقع الذى سيق فيه الحديث.

    فالناظر المتعمق يجد أن من الحديث ما بنى على رعاية ظروف زمنية خاصة ليحقق مصلحة معتبرة، أو يدرأ مفسدة معينة، أو يعالج مشكلة قائمة، فى ذلك الوقت.

    ومعنى هذا أن الحكم الذى يحمله الحديث قد يبدو عاما ودائما، ولكنه عند التأمل مبنى على علة، ويزول بزوالها، كما يبقى ببقائها.

    وهذا يحتاج الى فقه عميق، ونظر دقيق، ودراسة مستوعبة للنصوص، وادراك بصير لمقاصد الشريعة، وحقيقة الدين، مع شجاعة أدبية، وقوة نفسية للصدع بالحق، وإن خالف ما ألفه الناس وتوارثوه، وليس هذا بالشئ الهين، فقد كلف هذا شيخ الإسلام بن تيمية معاداة الكثيرين من علماء زمانه، الذين كادوا له حتى أدخلوه السجن أكثر من مرة، ومات فيه رضى الله عنه."

    ونجده أيضا تفرد باجتهاده فى مسألة طلاق المرأة التى تعتنق الإسلام قبل زوجها. وهذه الفتوى لم تكن عن ترف فكرى كما يظن البعض وإنّما لحاجة عملية هى من أعصى المسائل الفقهية التى تجابه العاملين فى حقل الدعوة فى الدول الغربية حتى هذه اللحظة. فقد سئل الترابى وهو فى زيارة للولايات المتحدة عن هذا الموضوع فأجاب: أنّه يرى بقاء المسلمة مع زوجها الكافر حتى يقوى عودها الدينى فإمّا أن يهدي بها الله تعالى زوجها للإسلام أو تتركه وهى مقتنعة بذلك ومحتسبة أمرها لله. أمّا أن تأمر بطلاق زوجها وهدم أسرتها فور إعتناقها للإسلام ففيه فتنة لها قد تدعوها للردة. واستشهد الترابى على صحة إجتهاده بعدم طلاق رسول الله (ص) لبنته المسلمة زينب (رض) من زوجها المشرك العاص بن الربيع. وبالفعل قد بذلت زينب جهدا مقدرا فى إقناع العاص بالدخول فى دين الله، وحينما أسلم العاص ردّ له رسول الله (ص) زوجته من غير أن يطالبه بعقد زواج جديد. وقد تبنى مجلس الفقه الأوربى هذا الرأى وأفتى به رسميا بعد عشرين عاما من صدوره مما يؤكد صعوبة المسألة وتردد العلماء فيها مما جعلهم يقلّبون فيها الرأى كل هذه الفترة حتى إطمئنت قلوبهم أخيرا لرأى الترابى فيها. والجدير بالذكر أنّ الترابى أفتى فى مسألة ليس فيها نص ولم يفت قط بجواز زواج المسلمة من الكافر لأنّها محكومة بنص واضح محكم لا يستطيع أن يتجاوزه هو ولا غيره، وعلى كل إنّ الرجل حيّ يرزق فليسأله من يبتغى الحق من خصومه..

    أمّا المسائل التى تتعلق بعلامات الساعة وسبق أن تحدث فيها غيره فكثيرة. فمثلا، اختلف العلماء فى أمر ياجوج وماجوج هل خرجوا أم سيخرجون؟ ففى رأى علامة الهند أبو الكلام آزاد: أن ذا القرنين ليس هو الإسكندر المقدونى كما هو مذكور فى معظم كتب التفسير، وإنّما هو ملك فارس الشاب الصالح غورش الذى كان راعيا يعيش فى الغابات الجبلية واستطاع بجهد ديمقراطى أن يوحّد قبائل الفرس فى عام 559 قبل ميلاد السيّد المسيح (ص) من غير قتل وإقتتال. ونتيجة لهذا السلوك الديمقراطى والتوجه السلمى سلّمته تلك القبائل المتناحرة زمام أمرها طائعة مختارة فأظهر بها للتاريخ ولأول مرة مملكة فارسية متحدة لها جيش عظيم لم يسبق لمملكة مثلها فى التاريخ (وأود هنا أن ألفت الإنتباه لوجه الشبه بين الملك غورش

    (ذى القرنين) وعبد الله جماع مؤسس دولة العبدلاب السودانية). وقد سمى ذا القرنين بهذا الإسم -وهو إسم من صنع البشر-لأنّه كان يلبس على رأسه تاجا ملكيا له قرنان. (وهنا وجه شبه آخر بين الملك غورش (ذى القرنين) وملوك السلطنة الزرقاء الذين أشتهروا بلبس هذا النوع من التيجان الملكية أو كما كانوا يسمونها "الطاقية أم قرينات").

    قام هذا الملك الصالح ببناء السد بين جبلين فى سلسلة جبال القوقاز حيث لا منفذ جنوبا للقبائل التى تقطن وراء هذه السلسلة غير هذا المنفذ وذلك لأنّهم محاطون ببحر الخزر من الناحية الشرقية وبالبحر الأسود من جهة الغرب وقد سدت سلسلة جبال القوقاز الممتدة من الشرق الى الغرب ما بين البحرين وليس في هذه السلسلة منفذا واحدا غير المنفذ الذى بنى فيه السد وهو مفتوح الآن ويسمى بمضيق "داريال" وبه آثار جدار حديدى تنطبق عليه الأوصاف الهندسية التى بنى بها ذو القرنين السّد. والجدير بالذكر أنّ تلك المنطقة كانت تسكنها قبائل "سى تهين" التى كانت مصدر خطر كبير على مملكة فارس وكل آسيا الغربية وأروبا. فقد هاجمت بالفعل تلك القبائل مملكة بابل فى سنة 700 ق. م ، وهاجمت الصين فى القرن الثالث قبل الميلاد مما اضطر ملك الصين شين هوانغ تى لبناء سور الصين العظيم ليحمى به بلاده واضطر ذا القرنين لبناء سدّ يحمى به بلاد فارس وما حولها. وقد هاجموا أيضا الإمبراطورية الرومانية وقضوا عليها فى القرن الرابع الميلادى. أمّا فى القرن الثانى عشر الميلادى فقد خرج أحفادهم "المغول" بقيادة جنكيز خان فدمروا بغداد والعالم الإسلامى. فكانت قبائل "سى تهين" فى نظر العلامة أبو الكلام هم قوم ياجوج وماجوج حقا، وقد تتبع خروجهم فاحصاه فى سبعة أدوار بدأت من سنة 700 قبل الميلاد بالهجوم على بابل مرورا بالصين وفارس والإمبراطورية الرومانية حتى انتهت بخراب بغداد فى القرن الثانى عشر الميلادى وكل هذه الأدوار قامت به قبائل "سى تهين" الواقعة فى منطقة السد.

    وخلف ذا القرنين على العرش إبنه "كمبوشيا" الذى غزا مصر فى عام 525 قبل الميلاد، ولعل مدينة "كبوشيا" أو "كبوشية" فى شمال السودان قد سميت باسمه. والجدير بالذكر أن كلمة "كمبو" فى اللهجة النوبية –كما أعلمت- تعنى صاحب السلطان أو القوة أو الجبروت ولعل أصل الكلمة فارسى!

    وهكذا هدم العلامة أبو الكلام علامة من علامات الساعة المنتظرة وهدم معها كل القصص التى تتكلم عن تصرفات قوم ياجوج وماجوج من شرب لبحيرة طبرية، وأنهم سيموتون فى يوم واحد، وغيرها من الملحقات.

    فهو بهذا التحليل العلمى تعامل مع قصة ياجوج وماجوج كحدث تاريخى وثّقه القرآن الكريم فيما وثّق من أحداث تاريخية. وهنا يختلف العلامة أبو الكلام مع جمهور الفقهاء والمفسّرين الذين تعاملوا مع القصة كحدث مستقبلى جعلوه علامة من علامات الساعة.

    أما عن حديث الذباب الذى أثاره الترابى فقد سبقه إليه غيره. فاذا رجعنا لكتاب: سبل السلام، للإمام الصنعانى الذى طبع فى دار إحياء التراث العربى عام 1960 وقام بمراجعته وتقديمه المرحوم الشيخ محمد عبد العزيز الخولى، الأستاذ بدار العلوم بالقاهرة، سنجد أنّ الشيخ الخولى نقل ما كتبه الطبيب الفقيه محمد توفيق صدقى فى كتابه المسمى بسنن الكائنات عن حديث الذباب بعد أن شرح أخطار الذباب فى نقل الأمراض. ولتعميم الفائدة وتوثيق أسبقية الدكتور صدقى، رأيت نقل ما كتبه الدكتور بتمامه كما جاء فى هامش الكتاب لأنّه ذو فائدة صحية وفقهية عالية بالنسبة للقارئ، ومن خالفه منا فى إجتهاده الفقهى فحتما سوف يتفق معه فى حربه على الذباب كحد أدنى!!



    يقول الدكتور محمد توفيق صدقى:

    "لا يخفى أنّ من عادة الذباب أن يجتمع على القاذورات والنجاسات ثم ينتقل منها الى طعام الإنسان أو يسقط فى شرابه أو يقف فوق عينيه، وبذلك تنتقل جراثيم الأمراض الى الإنسان وتنتشر بين أفراد هذا النوع. ومن أمثلة ذلك وقوفه على عين المصابين بالرمد الصديدى ثم إنتقاله الى الأعين السليمة فتصاب بهذا الرمد. ومن أسباب انتشار الحمى التيفودية بشكل وبائى وقوف الذباب على البراز مثلا إذا لم يدفن فى الأرض دفنا جيدا فيتلوث الذباب بمكروب "التيفود"، وبعد ذلك يقف على الخبز مثلا. ومثل التيفود الهيضة (الكزليرا) والدسونتطاريا.

    ومن الذباب مايلدغ بعض الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة ثم يأتى الى الإنسان فيلقحه بها. ومنه ما ينتقل بلدغه مرض النوم وغيره من شخص لآخر. ويقال أن "البللغرا" تنتقل أيضا بلدغ بعض أنواعه كما سبق. ومن المحقق أن حمى ثلاثة الأيام وسبعة ألايام والحمى البسيطة المستمرة فى الهند كلها تنتقل بلدغه. وحمى الثلاثة الايام هذه تسمى أيضا "بابا تتسى"، وسميت بذلك من اسم الذباب الذى يحدثها phlebtomus pappatatassi وميكروب هذه الحميات وراء المجهر على ما يظهر.

    ومن مضار الذباب أيضا أنه قد يضع بيضه فى الجروح أو فى الآذان أو فى تجاويف الأنف فيفقس هذا البيض ويخرج من النغف (وهو ما يسمى الآن باليرقات ويشبه الدود) وهذه الديدان تأكل من جسم الأنسان وتحدث فيه إلتهابا شديدا ، وإذا أصابت جروحه آلمته إيلاما شديدا ويحصل بسببها أيضا التهاب الجرح وحمى، وتعوق برء الجرح مدة مديدة حتى أن الجرح لا يشفى إلا إذا خلص منها. ومن أنواع هذه الديدان ما يأكل جثة الموتى.

    وقد قرر أطباء الإنكليز أن من أعظم أسباب إنتشار الحمى التيفودية بين الجنود فى حرب الترنسفال (من سنة 1899-1902) كان الذباب، وساعده قى ذلك الريح تنقل الأتربة الملوثة بالبراز الى طعام الجنودن فلذا يجب إزالة كل القاذورات من حول الإنسان ودفن المواد البرازية ونحوها دفنا جيدا، أو إبادتها بأى طريقة بحيث نأمن وقوف الذباب عليها وإنتقاله إلينا. وأحسن الطرق جرق القاذورات أو وضع "الفنيك" أو "الفورمالين" عليها.

    وإذا وقف الذباب على الأعين وجب طرده فى الحال، وإذا وقف على الطعام أو سقط فى الشراب فالأسلم تطهيرهما بالنار، وكلما كثر الذباب وجب السعى فى إبادته بقدر الإمكان فاعلم أن الذبابة الواحدة تضع نحو 900 بيضة وحياتها لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.

    أمّا ما رواه البخارى عن أبى هريرة من أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: " اذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإنّ فى أحد جناحيه شفاء وفى الآخر داء" فهذا الحديث مشكل (سيأتى تعريف المشكل وفقا لعلماء الأصول) وإن كان سنده صحيحا، فكم فى الصحيحين من أحاديث إتضح لعلماء الحديث غلط الرواة فيها كحديث "خلق الله التربة يوم السبت" مثلا وغيره مما ذكره المحققون وكم فيهما من أحاديث لم يأخذ بها الأئمة فى مذاهبهم. فليس ورود هذا الحديث فى البخارى دليلا قاطعا على أن النبى صلى الله عليه وسلم قاله بلفظه مع منافاته للعلم وعدم إمكان تأويله على أنّ مضمونه يناقض حديث أبى هريرة وميمونة وهو أنّ النى صلى الله عليه وسلم سئل عن الفأرة تقع فى السمن؟ فقال: "إن كان جامدا فاطرحوها وما حولها وكلوا الباقى، وإن كان ذائبا فأريقوه ولا تقربوه". فالذى يقول ذلك لا يبيح أكل الشئ إذا وقع فيه ذباب، فإنّ ضرر كل من الذباب والفيران عظيم.

    على أن حديث الذباب هذا رواه أبو هريرة وفى حديثه وتحديثه مقال بين الصحابة أنفسهم خصوصا فيما إنفرد به كما يعلم ذلك من سيرته. وغاية ما تقتضيه صحة هذا السند فى أحاديث الآحاد الظن. فلا قطع بأنّ هذا الحديث من كلام النبى صلى الله عليه وسلم وكانوا (أى الصحابة والتابعين) يروون الحديث بالمعنى فيجوز أن يكون لفظ الراوى لم يؤدّ المعنى المراد، والله أعلم.

    وهب أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك حقيقة، فمن المعلوم أنّ المسلم لا يجب عليه الأخذ بكلام الأنبياء فى المسائل الدنيوية المحضة التى ليست من التشريع بل الواجب عليه أن يمحّصها ويعرضها على العلم والتجربة، فإن إتضح له صحتها أخذ بها ، وإلا علم أنّها مما قاله الأنبياء بحسب رأيهم وهم يجوز عليهم الخطأ فى مثل ذلك، وقد حقق هذه المسألة القاضى عياض فى كتابه الشفاء فليراجعه من يشاء، ومما رواه فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: "إنما أنا بشر فما حدثتكم عن الله فهو حق زما قلت فبه من قبل نفسى فإنّما أنا بشر أخطئ وأصيب." (أنتهى مقال الدكتور صدقى)

    وحتى مسألة إمامة المرأة فليست من آراء الترابى وإنما هى خلاف قديم بين بعض الفقهاء والجمهور، فقد علّق صاحب كتاب: عون المعبود على شرح سنن ابى داوود بعد أن أورد حديث أم ورقة بنت نوفل الأنصارية التى سمح لها رسول الله (ص) بإمامة أهل بيتها قائلا: "والحديث دليل على صحة إمامة المرأة أهل بيتها وان كان فيهم الرجل. فإّنه كان لها مؤذنا وكان شيخا كما فى الرواية، والظاهر أنّها كانت تؤمه وغلامها وجاريتها، وذهب الى صحة ذلك (أى صحة إمامة المرأة للرجال) أبو ثور والمزنى والطبرى وخالف ذلك الجمهور." وقد أشار الى هذا الخلاف أيضا إمام المتصوفة والظاهرية الشيخ محى الدين بن عربى فى كتابه "الفتوجات المكية" حيث رجّح صحة إمامتها وذلك فى قوله: "من الناس من أجاز إمامة المرأة على الإطلاق بالرجال وبه أقول. ومن الناس من منع إمامتها على الإطلاق، ومنهم من أجاز إمامتها بالنساء دون الرجال.....الى قوله...والأصل إجازة إمامتها فمن ادعى منع ذلك من غير دليل فلا يسمع له، ولا نص للمانع فى ذلك " والخلاف هنا يدور بسبب القياس وفقدان النص المانع، فالأقلية التى أباحت إمامة المرأة للرجال مطلقا لم تجد نصا يمنعها من القول بجواز إمامتها ومن ثمّ قاست على حقيقة إمامة أم ورقة للرجال بغض النظر عن المكان. وبتعبير آخر، إذا أمّت أم ورقة الرجال فى بيتها فما المانع من أن تأمّهم فى غير بيتها مع عدم وجود نص يمنعها من ذلك؟ فيرد الجمهور بأنّ ليس كل الأمور يصلح فيها القياس، فطالما أنّ النص أعطاها الحق فى إمامة الرجال فى مكان معيّن وهو بيتها فلا يحق لكائن من كان أن يوسع لها فى المكان فيسمح لها بإمامة الرجال خارج بيتها إلا صاحب التشريع نفسه.

    كما يحتج الجمهور بأنّ أم ورقة أمّت الرجال لأنّها كانت الوحيدة من بينهم تحفظ القرآن. وفى الحقيقة هذه الحجة ليست بشئ لأنّ أم ورقة قد سألت رسول الله (ص) أن يتخذ لها مؤذّنا، وكان يمكنها أن تسأله أن يتخذ لها إماما لأنّ وجود الإمام أولى من وجود المؤذن فى هذه الحالة. أو كان يمكن أن تسأله أن يتخذ لها إماما ومؤذنا فى آن واحد وهذا ليس بطلب صعب مع وفرة حفظة القرآن الكريم آنذاك. وهل يعقل أن يكون هذا المؤذن حافظا للآذان ولا يحفظ ما تصح به الصلاة من أم الكتاب وسورة الإخلاص؟ فمن الواضح جدا أنّ أم ورقة كانت تريد أن تعرف حق المرأة فى الإمامة كما أرادت صاحبتها من قبل أن تعرف حق المرأة فى إختيار زوجها كما فى الحديث والقصة المشهورة.

    والدليل الآخر على أن إمامة المرأة للرجال قد يفهم منها الديمومة هو موقع المرأة كإمام فى الصلاة. فقد أمرت أن تجعل صفوف الرجال أمامها وتتقدم صفوف النساء رفعا للحرج عنها بسبب الحياء الفطرى الذى يمنعها من الركوع والسجود أمام الرجال. وهذا فى حد ذاته يثبت أنّ الإمام ليس له موقع ثابت لا يتزحزح عنه، ففى صلاة الجماعة التى تتكون من شخصين يقف الإمام بجانب المأموم مع فارق بسيط، وفى صلاة الجمع الكبير يتقدم الصفوف، وفى حالة الزحام الشديد والاحتياج لكل شبر من الأرض يقف الإمام فى وسط الصف الأول ويتقدم الصف بقليل. أما فى حالة المساجد المزدحمة جدا من الداخل والخارج حيث الحاجة لكل شبر من الأرض أيضا، فيجوز للمصلين خارج المسجد أن يتقدموا الإمام طالما أنّ المحراب يفصل بينهم. وفى الحرم الشريف ترى الصفوف دائرية والإمام مستقبلا القبلة من جهة ويقابله مأموم به من الجهة المعاكسة. وفضلا عن موقع الإمام فإنّ صفوف الصلاةنفسها ليس لها شكل هندسى واحد، فيمكن أن تكون دائرية أومستقيمة أومربعة حسب موقع المصلين من الكعبة قربا وبعدا.

    فإذن موضع الإمام لا علاقة له بأحقيّة الإمامة ومسألة تقدم المأموم على الإمام باب واسع فى الفقه. وأكرر للمرة الثانية أن مقام المرأة خلف الرجال وهى إمام لهم يشتّم منه إثبات حق المرأة فى الإمامة الدائمة مع إختلاف الكيفية. وإذا رجعنا لكثير من العبادات فسنجد أنّ التكليف فيها للجنسين واحد إلا أنّ الكيفية مختلفة كما فى أمر الصلاة والإحرام والصيام.

    وإذا سلمنا جدلا بوجود رجال فى زمن رسول الله (ص) لا يحفظون من القرآن شيئا يؤهلهم لإمامة جماعة صغيرة من الرجا والنساء والأطفال –كما يوحى بذلك جو الحديث- مما جعل إمرأة كبنت نوفل تستشعر الأمر وتستأذن رسول الله (ص) لتقوم بهم إماما لحفظ الدين، فهل فى زماننا هذا قد انعدم الأمّيون الذين لا يحفظون شيئا من كتاب الله؟ فهل كان مسلمو البوسنيا الى عهد قريب يعرفون من الإسلام شيئا غير الشهادة ؟ وهل يعرف مسلمو الإتحاد السوفيتى وغيرهم من إخوانهم الذين إنفصلوا من الإتحاد السابق فى زماننا هذا شيئا عن القران والدين؟ وهل يعلم مسلمو جبال الأنقسنا بالسودان شيئا عن الدين؟ وصاحب هذا المقال قد سمع يوما الدكتور عبد المطلب الفحل من إذاعة أم درمان الوطنية يسأل أحد شباب الأقاليم أين الكعبة؟ فأجاب الشاب بكل حماس: الكعبة فى جدة!!!! وبالرغم من محاولات التلقين وكلمات الإستنكار السليمانية التى تبدأ ب "يا راجل!!" لم يستدرك الشاب الخطأ وأصر على أنّ الكعبة فى جدة!!!

    فاذا اتفقنا على أن الأمية الدينية تغطى سحابتها المشئومة معظم مسلمى العالم ونحتاج لجهود مضنية وأموال ضخمة لإنقاذ المسلمين من ظلامها الدامس، فكيف يجوز لنا أن نختلف فى شخصية المنقذ ذكرا يكون أم أنثى؟ أسودا أم أبيضا؟ فقيرا أم غنيا؟ عربيا أم أعجميا؟ هل ياترى يهتم الغريق بأى من هذه الأسئلة وهو يواجه الموت غرقا؟ وهل هناك موت أكبر من فقدان الدين وغرق أكبر من الغرق فى بحار الجهل؟؟

    فماذا يضير الدين والمتدينين- ونحن فى هذه الحالة- أن تقوم إمراة فى مكان ما، تحفظ القرآن وتجيد الفقه لتصلى بقومها وتعلمهم أمور دينهم؟ وبكلمات أخر، أيّهما أخطر على الدين: أن نترك شعبا كاملا فى الجهالة وضلال العقيدة أم أن تتولى أمرهم إمرأة صالحة تنقذهم من الضلالة الى النور؟ وهل أضرّ تزاحم النساء للرجال فى الحج بالدين والمتدينين شيئا؟ فاذا كان الجواب بالنفى، فلماذا إذن يتضرر الدين والتدين فى غير الحج من إمامة المرأة أو جلوسها على كرسى الأستاذية؟

    وقد أصاب الشيخ محى الدين بن عربى حين قال: إنّما قدم الحافظ للقرآن للإمامة من أجل القرآن لا من أجل شخص الحافظ، وذلك لأنّ الإمام الحق هو القرآن الكريم وكل حافظ له هو فى الحقيقة تابع له. فإذن فكرة الإمامة وفقا لهذه الفهم الراقى لا تتعلق بالذكورة والأنوثة بقدر ما تتعلق بالحفظ والعلم والتقوى والانضباط، فكل من رزق الحفظ فقد رزق معه حق الإمامة فضلا من الله ويشهد لهذا حديث رسول الله (ص) الذى يقول فيه: "يؤمكم أحفظكم لكتاب الله" وهو إطلاق غير مخصص ولعل أم ورقة قد فهمت ذلك أيضا.

    كما نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا عبد الرحيم البرعى الذى لم يتأفف من ذكر النساء الصالحات فى مدائحه التى ذكر فيها عددا منهن وذهب أبعد من ذلك- وفقا لمنهجه فى التوسل بالصالحين- ليدعو الله بهن لقضاء حاجته كما فى قصيدته المشهورة ب"مصر المؤمّنة بأهل الله".

    وحتى كلمة "التوالى" التى أدخلها الترابى للساحة السياسية كمصطلح يعنى به التناصر الحزبى حول القضايا الكبرى –مع الحفاظ على شخصية كل حزب بإستقلاليتها وتميّزها- بدلا من التناحر وإضعاف البلد ككل، هى لفظة مستعملة فى ساحة الفكر الإسلامى، فمثلا لابن حجر العسقلانى كتاب يحمل اسم: "توالى التأسيس لمعالى محمد بن إدريس" ، وهو كتاب يبحث فى مناقب الإمام الشافعى. أما الترابى فأخذ اللفظة وتمعنّ فى معانيها فوجد فيها معنى التناصر والتميز- فعند بن السكيت مثلا، أن الولاية بالفتح والكسر تعنى النصرة، أما صاحب معجم لسان العرب فكلمة توالى عنده تعنى التّميز- فإجتهد وأدخلها ساحة الفكر السياسى الإسلامى كمصطلح يعنى به التناصر والتميّز السياسى الراشد بدلا من المعاداة المبنية على الإقصاء، فضازت عليه الدنيا ولم تعدل! ولعل السبب فى هذا أنّ الوعى واللاوعى الشعبى يؤمن بأنّ خلق مصطلحات جديدة فى عالم السياسة والقانون والإقتصاد حكرا على الخواجات وحدهم! إلا أن بن النحيلان أساء الأدب عندما إقتحام الحمى على أهله وجاء بشئ نكرا مستغشيا ثيابه عن النصيحة الشعبية: "خلى البصارة للنصارة"!

    أما عن نزول المسيح فالقول فيه مربوط بفكرة خروج المهدى المنتظر. فاذا سددت رمية مميتة لفكرة المهدى المنتظر ستسقط معها تلقائيا فكرة نزول المسيح والعكس صحيح أيضا. وذلك كذلك لأنّ الروايات ربطت بينهما فى كثير من الحوادث ولعل رواية صلاة المسيح (ص) خلف المهدى رواية مشهورة بين الناس. وفى الحقيقة قد أنكر كثير من العلماء فكرة المهدى المنتظر من أصلها، ففى رده على زعيم الثورة المهدية، نجد الشيخ أحمد الأزهرى بن الشيخ إسماعيل الولى الكردفانى يفنّد إدعاءات محمد أحمد المهدى ويسوق له الحجة تلو الحجة ليثبت له أنّ صفات المهدى المنتظر المذكورة فى الروايات لا تنطبق عليه البتة وأنّ الأمر لا يعدو من أنّ يكون تلبيسا من إبليس. وبعد أن قضى الشيخ أحمد من مرافعته وسرد حججه، عرّج لأصل الفكرة فقال: " المهدية ليست بنبوة ولا رسالة وغايتها خلافة فإنكار أصل المهدية والشك فيها لا يوجب كفرا بمعنى الخروج عن الإسلام" كما إدعى محمد أحمد المهدى الذى نسب ذلك لرسول الله (ص) فى حضرة نبوية!

    والمرء يعجب كيف تكون فكرة المهدى المنتظر فكرة أساسية ومن المعلوم فى الدين بالضرورة ولا نجد لها أثرا فى البخارى ومسلم!!. فهل مات الشيخان بنقص فى الدين والعقيدة؟ وما بال تلك الجموع الغفيرة من الصادقين الذين روى عنهم الشيخان أكثر من 15 ألف حديث صحيح -حسب شروط علمية قاسية أصبحت أساسا لعلم التوثيق الحديث- : هل من المعقول أنّهم لم يسمعوا بفكرة المهدى المنتظر أم أنّهم سمعوا بها وكتموا أمرها عن البخارى ومسلم؟ أم ياترى كتم البخارى ومسلم العلم بعد تيقنهم من صحة الحديث؟

    ومسألة أخرى فى قضية المهدى والمسيح ما زالت تزعج فكرى وهى كيف يأتم نبى بمن هو دونه؟ فهل فى تاريخ النبوة كلها منذ عهد سيدنا إبراهيم (ص) الى عهد سيدنا محمد (ص) أن وجد نبيا من الأنبياء أو رسولا من الرسل يقف موقف المأموم لمن هو دونه؟ فإذا كان الجواب بالنفى هو الأصح – لأنّ إمامة أبى بكر الصديق لرسول الله غير ثابتة وإمامة عبد الرحمن بن عوف لها ظرف مختلف-، فلماذا إذن يأتم المسيح الذى هو رسول ونبى وولى بالمهدى الذى هو خليفة وولى وما الحكمة فى ذلك؟

    وعلى كل حال، عدم وقوف أحاديث المهدى المنتظر على قاعدة صلبة كما ذكر ابن خلدون وغيابها التام من أصح كتب الحديث تدفع بالشك تلقائيا فى مسألة نزول المسيح (ص)، وذلك لأنّ الموضوعين وجهان لدينار واحد، وبالمنطق لا يمكن الشراء بوجه واحد من الدينار وقبض الوجه الآخر، فإما أن تدفع بالدينار كله للتاجر وإما أن تقبضه كله. وبكلمات آخر، لا يمكن أن تكون أحاديث نزول المسيح (ص) صحيحة لا يتطرق إليها الشك وفى المقابل تكون أحاديث المهدى المنتظر التى هى توأم للفكرة واهية! ففى هذا خلل منهجى واضح لمن يتدبر. ومشيا مع منهج الشيخ أحمد الأزهرى نقول: إنّ نزول المسيح ليس من غايته رسالة جديدة ولا نبوة جديدة وإنّما نزوله كما نصت الروايات، لنصرة المهدى المنتظر بكسر الصليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية. وبالتالى فإنّ الشك فى هذا الخبر أو حتى إنكار أصله لا يستوجب كفرا يخرج من ملة الإسلام. وذلك لأنّ المنكر هو مؤمن بالمسيح وبالرسالة المحمدية بغض النظر عن مسألة النزول، فنزول المسيح (ص) خبر قد يزيد المؤمن إيمانا إذا تحقق ولكن عدمه لا ينقص منه شيئا. وإذا إفترضنا جدلا أن هذه الروايات غير موجدة أصلا، فهل سيشعر أى منا بنقص فى إيمانه أو التشريع الذى جاء به المصطفى (ص)؟ إذا كان الجواب بالنفى، فإذن القضية ليست من أركان الإيمان ولا نواقضه، والإنكار سببه شبهة عدم الإثبات وليس الإثبات، والإثبات لا يكون بصحة السند فقط كما يظن البعض فصحة السند تفيد أن الراوى لا يتعمد الخطأ فضلا عن الكذب ولكن صحة السند لا تفيد صحة النقل حرفا حرفا، فقد يسقط الصدوق جزءا من الخبر أو يرويه بالمعنى بسبب ضعف الذاكرة.

    إن الموضوع الذى دفعنى لكتابة هذا المقال ليس هو إثبات صحة أو خطأ رأى من الآراء، وإنما قصدت بنشر هذا المقال ثلاثة أشياء هى:

    أولا: الإشارة لضيق صدورنا فى السودان بالإجتهادات الفكرية.

    ثانيا: إثبات أن الترابى مسبوق ببعض هذه الآراء وقد يكون قرأها- وهو قارئ نهم - وتأثّر

    بها أو قد يكون وصل إليها باجتهاده وهو أهل لذلك.

    ثالثا: أن يعلم عامة الناس والعلمانيون منهم خاصة أن الساحة الفكرية الاسلامية تشهد صراعا عنيفا فى داخلها بين تياريين هما التيار التجديدى والتيار المحافظ وكلاهما متمسك بالإسلام كمرجعية لحل مشاكلنا، وللأسف تدور بين هذين التيارين معارك فكرية عنيفة لا تقل عنفا من المعارك التى دارت بين الإسلام والشيوعية أو التى تدور الآن بين الإسلام والعلمانية. وخير شاهد على عنف تلك المعارك هجوم د. يوسف الكودة- وهو يمثل التيار السلفى المحافظ- على الترابى فى قوله: أن يكون للعالم " الذلة أو الذلتان فليس ذلك بغريب بل هو وارد ومتوقع ولا ينقص أو ينتقص من من قدره شيئا، ولكن غير المقبول هو أن يجتمع فى الرجل الواحد الشر كله باجتماع كل زلات وهفوات الآخرين فيه كما هو ملاحظ فى دكتور حسن الترابى" (الراى العام: عدد 3003 بتاريخ 7 يناير 2006). أمّا من جهة التجديدين فأنّ الكودة وأمثاله من المحافظين لا يصلحون للفكر أصلا وإنما للفتوى فى أمور الحيض والنفاس على حد قول الإمام الخمينى فى هجومه على بعض علماء الحوزة الدينية وعلماء البلاط الملكى فى عهد الشاه.

    للأسف هذه صورة حقيقة من العنف الفكرى الذى يسود الساحة الإسلامية، فالذين يصورون الساحة الأسلامية بالتجانس الثقافى أو الخمول الفكرى أوالتقاعس فى تجديد الفهم الدينى ليسو من الأمانة التصورية فى شئ. ومن يظن أن هذا الصراع لن يتولد عنه شئ نافع فهو واهم، أما متى؟ وأين؟ وكيف؟ فهى أسئلة لا يعلم جوابها إلا الله تعالى.

    وعلى كل، من المؤسف أن تصادر الحرية الفكرية باسم الدين أو باسم الإشتراكية أو باسم الديمقراطية أو بحجة الحفاظ على الأمن وخوف الفتنة ووحدة الصف. وباسم بعض الذى سبق، قرأنا وسمعنا هجوما عنيفا على د. الترابى عندما صرّح بما سبقه إليه الدكتور صدقى، فقد رماه خصومه بالكفر والفسوق والدجل والشر. ومن المعلوم أنّ كتاب الدكتور صدقى الذى ورد فيه هذا الكلام قد نشر فى الخمسينات من القرن الماضى بينما صرحّ الترابى بنفس الرأى فى أواخر السبعينات من القرن نفسه. وقد يكون الترابى قرأ هذا الكتاب واقتنع بما فيه من رأى وطفق يدعو الناس إليه فيما يدعو له من تجديد للفقه والفكر، أو قد يكون وصل إليه باجتهاده وتوافق رأيه مع رأى الدكتور صدقى وهذا كثير ما يحصل. فمثلا، كثير ما يفكر المرء فى أمر أو تخطر له فكرة فيجدها منفّذة أو مكتوبة فى مكان ما.

    واختصارا لهذا الجدل يمكن أن يسأل د. الترابى عن كيفية وصوله لهذا الرأى: هل هو من ’راسو ولا من كراسو‘ كما يقول المثل؟ ولا يوجد عيب فى أيّ منهما فالعلم إمّا من الرأس إجتهادا أومن الكراس تقليدا أو من الإثنين معا.

    والمرء يعجب عندما يرى رأى الدكتور صدقى منشورا فى هامش كتاب من أشهر الكتب الإسلامية، ويعجب أكثر عندما يعلم أنّ الذى جاء به رجل من أهل العلم فى مصر، ويزداد عجبه عندما يعلم أن الكتاب طبع ووزع لجميع أنحاء العالم الإسلامى ومع كل ذلك لم نسمع بحملة تكفير ولا تفسيق ضد الدكتور صدقى بسبب رأيه فى حديث الذباب.

    فاذن ما هو سر ضيق بلادنا بالعقول فى الوقت الذى تتسع فيه للفيافى؟ وكيف نوفق بين ضيق الصدر هذا و تشدقنا بالحرية والشورى والديمقراطية والعدل والمساواة وغيرها من المعانى السامية التى لا وجود لها فى حياتنا إلا بعد أن يغلبنا النوم وتبدأ معه الأحلام الوردية التى تتبخر فى صباح اليوم الباكر مع شروق تلك الشمس المحرقة؟.

    وعلى كل، يقف هذا الجيل الحديث مسرورا جدا لهذا التدافع الفكرى وتلك الأراء الجريئة التى عبر عنها كل من أبوالكلام و الطبرى و الغزالى وابن خلدون و الترابى وغيرهم. وعلى أهل الإسلام- وبالأخص أهل الحركات الإسلامية- أن يعلموا أن حرية الفكر وحرية الرأى هما صمام الأمان لمجتمع صحى ومبدع ومخلص. وليتهم يدركوا أنّ العالم الإسلامى وغير الإسلامى بسبب إنتشار التعليم بدأ يخرج من ضيق العصبية الحزبية والقومية والعنصرية والمذهبية وتبعية الرجال الى عالم أرحب لا تهدده إجتهادات المجتهدين، ولا يحكمه مذهب واحد، ولا يتحكم فيه رجل واحد، ولا ينظر فيه الى لون واحد ولا جنس واحد. و سيجد أهل الإجتهاد والإبداع خاصة فى هذا العالم الجديد كل احترام وتقدير وإعجاب ولا يعنى ذلك بالضرورة العمل باجتهاداتهم أو الإتفاق معها.

    ونحن إن لم نطبق حرية الرأى فى أنفسنا فحتما لن نقبل بها للآخرين لأنّ فاقد الشئ لا يعطيه. وهكذا نكون قد أضعنا على أنفسنا وعلى غيرنا ثنتين من أهم القيم الإسلامية الإنسانية هما قيمة التفكير وقيمة التعبير عنه. كما يجب أن نعلم أنّ الدعوة للحرية تستلزم الشجاعة والتراجع عن الخطأ إذا شعرنا فى وقت من الأوقات بأن الشيطان قد خدعنا وزيّن لنا الباطل ( ديكتاتورية الفكر و السياسية) حقا. فيجب أن ندين أنفسنا قبل أن ندان، وأن نعلم أنّ باب التوبة مفتوح وهى من صلب ديننا الحنيف وأجمل ما فيه من قيم. فأطلقوا الحريات أيها العلماء وادعوا الناس لممارستها عملا بقاعدة "متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار".

    أما تعليقنا على مقال الدكتور صدقى فنقول: ليس فيما أورده الدكتور خطر على الدين لا فى أصوله ولا فروعه. ومنهجه الذى إتبعه هو منهج دار حوله نقاش حاد بين العلماء الذين يتعاملون مع حديث الآحاد كالمتواتر وبين الذين يرون أنّ أحاديث الآحاد لا تفيد إلا العلم الظنى فقط. وعليه فإنّ للعالم الحق فى الإجتهاد فى فهم النص وعرضه لأدوات اليقين للتأكد من صحته، وهذا باب واسع فى الجدل الفقهى ليس هذا مكانه. أما قول الدكتور بأنّ "هذا الحديث مشكل" فتعريف المشكل عند علماء أصول الفقه: "هو الذى خفى معناه بسبب فى ذات اللفظ ولا يفهم المراد إلا بدليل من الخراج". ولهذا إستعان الدكتور صدقى بالعلم الحديث وما أورده فى شأن الذباب ليكون دليلا من الخارج يفهم به الحديث. وقد أنكر عليه الشيخ الخولى قائلا: "ليس فى الحديث إشكال"، ولكن يوجد إشكال كبير فى الحديث ومن أهم إشكالاته أنّنا نلاحظ أنّ الذباب يقع على القاذورات برجليه وليس بجناحيه وبالتالى يكون المصدر الأساسى للداء الذى ينقله الذباب هى الأرجل وليس جناح واحد فقط. وحتى عندما يمسح الذباب أرجله على جناحيه يفعل ذلك على الجناحين وليس على جناح واحد.

    الشئ الثانى، أنّ الذباب يتسبب فى عدد من الأمراض فهل هذا الدواء المخزون فى جناح واحد يفى لكل هذه الأمراض أم لمرض واحد؟ هذه جزئية من إشكالات الحديث.

    وعلى كل، إنّ أمراض العالم الإسلامى التى ينقلها الذباب بأجنحته لا تزن جناح بعوضة إذا ما قيست بتلك الأمراض والمصائب التى تنقلها أجنحة الطائرات المدنية والعسكرية الى مطارات المسلمين وبعلم من قادتهم وأحزابهم اليمينة واليسارية وعلمائهم وفقهائهم والكل يقف عاجزا من استنقاذ شئ أو بعض شئ. هذه هى قضيتنا فهل لها من علاج؟؟؟؟

                  

العنوان الكاتب Date
المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِدءِ "" القلب النابض01-08-06, 11:04 AM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-08-06, 11:06 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-08-06, 11:07 AM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ luai01-09-06, 02:57 AM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ محمد الأمين موسى01-09-06, 05:51 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ charles deng01-09-06, 08:31 AM
            Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ نزار محمد عثمان01-17-06, 07:09 AM
              Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ الحارث سرالختم عبد الله01-17-06, 07:28 AM
                Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ حسن البشاري01-17-06, 08:45 AM
                  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ luai01-17-06, 10:46 AM
                  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 11:34 AM
                  Re هذه الأنتهازية التي نعني يابشاري !!!! kamalabas01-18-06, 10:28 PM
                Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 11:36 AM
              Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ luai01-17-06, 10:44 AM
            Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 11:39 AM
              Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ adil amin01-18-06, 01:57 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 07:19 PM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 11:19 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ حسن البشاري01-17-06, 02:13 PM
            Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ Murtada Gafar01-17-06, 02:49 PM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ مجدى محمد مصطفى01-17-06, 04:46 PM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ عبدالعزيز حسن على01-17-06, 09:52 PM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-17-06, 10:19 PM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ حسن البشاري01-18-06, 08:23 AM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 08:36 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ حسن البشاري01-18-06, 09:25 AM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ adil amin01-18-06, 01:41 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 05:22 AM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 09:16 AM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ حسن البشاري01-18-06, 09:38 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 10:06 AM
            Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ Murtada Gafar01-18-06, 10:43 AM
              Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 10:52 AM
                Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ Murtada Gafar01-18-06, 11:01 AM
                  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-18-06, 11:31 AM
  Re: الترابي هل هو مفكرأم هو مجرد سياسي أنتهازي???? 2 kamalabas01-18-06, 12:01 PM
    Re: الترابي هل هو مفكرأم هو مجرد سياسي أنتهازي???? 2 kamalabas01-18-06, 12:13 PM
  Re: وشهد شاهد من أهلها د. حسن مكي: يفضح الترابي ومايسمي بالحركة الأسلامية!!!! kamalabas01-18-06, 04:06 PM
    Re: وشهد شاهد من أهلها د. حسن مكي: يفضح الترابي ومايسمي بالحركة الأسلامية!!!! Biraima M Adam01-19-06, 00:47 AM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ kamalabas01-19-06, 02:07 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ adil amin01-19-06, 04:41 AM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ انتصار محمد صالخ بشير01-19-06, 09:50 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-19-06, 10:27 AM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ adil amin01-20-06, 09:16 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض01-19-06, 10:30 AM
  Re: هل خرجنا عن موضوع الخيط ??? kamalabas01-19-06, 11:41 AM
    Re: هل خرجنا عن موضوع الخيط ??? القلب النابض01-19-06, 11:54 AM
      Re: هل خرجنا عن موضوع الخيط ??? kamalabas01-19-06, 12:26 PM
    Re: هل خرجنا عن موضوع الخيط ??? Murtada Gafar01-19-06, 12:05 PM
      Re: نحو منهج علمي للحوار القلب النابض01-19-06, 12:51 PM
        Re: نحو منهج علمي للحوار حسن البشاري01-19-06, 02:37 PM
  Re: ماهذا التخبط أيها القلب النابض????? kamalabas01-19-06, 03:00 PM
    ????? القلب النابض01-19-06, 03:47 PM
      Re: ????? Murtada Gafar01-19-06, 04:11 PM
        Re: ????? jini01-19-06, 04:27 PM
          Re: ????? القلب النابض01-19-06, 04:53 PM
  أين الخروج من سياق مقالات المحبوب عبد السلام يا أيها القلب النابض?? kamalabas01-19-06, 04:41 PM
  ........شكرا مرتضي جعفر علي هذا الحفرالفكري العميق...... kamalabas01-19-06, 05:02 PM
    Re: الرأي الآخر القلب النابض01-19-06, 05:20 PM
      Re: الرأي الآخر Murtada Gafar01-20-06, 11:37 AM
        Re: الرأي الآخر Adil Al Badawi01-21-06, 07:13 AM
          Re: الرأي الآخر Murtada Gafar01-21-06, 08:09 AM
          Re: الرأي الآخر القلب النابض01-21-06, 03:58 PM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ kamalabas01-21-06, 04:34 PM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ القلب النابض02-02-06, 06:04 AM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ Adil Al Badawi02-05-06, 03:14 AM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ Adil Al Badawi04-15-06, 06:40 AM
  Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ kamalabas04-15-06, 11:17 AM
    Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ محمد عبدالقادر سبيل04-16-06, 03:42 AM
      Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ nadus200004-17-06, 09:35 AM
        Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ محمد عبدالقادر سبيل04-18-06, 03:13 AM
          Re: المحبوب عبد السلام يكتب ......."إجتِهَادات الشَيخ التُرَابي ... " عَوْدٌ عَلىَ بِ charles deng04-18-06, 05:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de