|
آسف ... معليش ياخ ...!
|
-
إنه وبعد :
قبل أيام خلت وجدت نفسي أكتب نقداً ذاتياً أبذله للشعب السوداني أقول فيه كلمتي للتاريخ رغماً عن قناعتي التامة أنني لم أساهم في هذا التاريخ سوي ما مضي أو ما سنشهد صناعته ـ التاريخ الذي لطالماً قضيته متأملاً مثلي مثل الآلاف من أبناء جيلي ـ التاريخ الذي لم نر من أمره سوي هتافات الهاتفين وكواريك السماسرة والتجار ـ التاريخ الذي إجتهد رواته كثيراً في اخفائه .
قرأنا ما أرادوا لنا أن نقرأ وسكبنا الأغنيات التي تمجد مجد هذا الوطن وكان عادياً أن تتغني بأغنية مثل التي تقول : أنا سوداني أنا فور ما رأيت ما أغضب سودانيتك التي لطالما إفتخرت بها ـ كنت كالكثيرين أراهن علي فطنة هذا الشعب سفيح الأحلام والأمنيات أظن دوماً بنضالاته وتضحاياته أفضل الظنون حتي ونحن في سني حياتنا الطلابية كنت وآخرين نظن أن هذا الوضع مصيره الي زوال الي أن زال الكثيرون موتاً وقتلاً وتشريداً واحباطاً ومنفي ! تاركين خلفهم أمانيهم الغضة وأحلامهم التي علي موعد قريب مع الموت أيضاً .
فكرة الكتابة جاءت بعد إنتظاري لهبوط مسيح جديد يعيد لهذه البلاد المجنونة رشدها يعيد لساستها حكاماً ومعارضة طريقهم الذي ضلوه يعيد للجميع روح المبادرة التي افتقدتها الساحة السياسية السودانية والتي بدورها صمتت في الوقت الذي كان الجميع فيه ينتظرون فعلاً راشداً ومعقولاً . أنا لا أدين أحداً هنا لكنني بكل تأكيد ناقم علي القوي السياسية بمختلف أشكالها وألوانها وهي ترتضي الغياب في الوقت الذي يسير فيه الوطن نحو هاويةالفرقة والشتات .
الحياة في هذه المدينة تسير ببطء غريب يمر اليوم حاملاً سلحفائته فتتمني بقلب وجل أيها الإنسان لو لم يمضي أملاً في حدوث المعجزة التي أشرنا اليها بالمسيح الجديد ـ نقاشات الناس تحولت لشكية ـ يشتكي الناس من الغلاء ومن المواصلات ومن الفقر الذي بشرهم به السادة المتنفذين . يشكون في لياليهم يئنون في وسائدهم وهي أمور طبيعية لشعب فقد القدرة علي صناعة تاريخه ـ حاضره ـ مستقبله ـ تضاءلت إنتصاراتهم حتي أنه من الصعب ان لم يكن مستحيلاً تجد من يحتفل معك بذكري بقامة أكتوبرالمجيدة ـ ليصبح إنتصارهم الوحيد الحصول علي ربع كيلو عجالي وسلطة خدرا يقيه ومن معه شر الجوع .
أي والله إختفت ملامح الناس تقريباً وصاروا أشباحاً تتحرك في الظلام تبتسم بحساب وتبكي بحساب وتمضي في الشوارع بألف حساب ـ بالأمس القريب مثلاً ألزمت إدارة المرور سائقي المركبات بربط الحزام ـ ذكرتني المشاهد بحكاية طريفة حكاها لي صديق عزيز بعد أن مل إنتظار الثورة السوانية ليتهكم صاحبي قائلاً :
السودانيين ديل بقوا ما السودانيين بتوعين زمان أها كيف ؟عارف باقي ليلنا ده الحكومة كان طلعت قرار وقالو اي زول قبال يتحرك لي شغلو يمشي المحلية ويتجلد عشرة جلدات حتلقي الناس تكابس من دغش الرحمن عشان يتجلدو سريع سريع ويشوفوا مشاغلهم ياخ السودانيين ديل انتهو عديل
غريب الأمر أنك لا تضحك أيها الإنسان حال سماعك لهذه الحكاية حتي صاحبي كان يبكي وهو يقص أقصوصته التي أظن أنها أكثر الروايات تعبيراً عن حاصل ما حصل للقوم السودانيين في سنوات الضباب هذه .
في الختام :
لك أن تعلم يا وطني العزيز أن الكثيرون من ابنائك وبناتك يعيشون اليوم أسوأ لياليهم وهم يرون ما يحدث دون أن يستطيعوا تقديم يد العون لك ـ لك أن تعلم أنهم قهرونا شعباً وأرضاً وأننا بقينا ماعارفين نسوي شنو غير أن نلعن الظلام في اليوم ألف مرة . اننا نستجير بتاريخك الذي لطالما حكوه لنا في مقاعد الدراسة أن تنهض وتقاتل وحدك فقد راح علينا الدرب وتشابهت الحكايات ولم نعد بالتالي نعرف درباً واضحاً يقودنا اليك ـ شغلونا بأكل عيشنا ونهبونا كحل العيون ياخ ديل لم (يتركوا لنا ما يقال ) .
يقول الكتاب :
أشوفك ياوطن ممشي
أحندكبك زمن جاي
أغازلبك شمس باكر
أغنيلك غنانا الجاي
وأشوفك يا بلد مرسي
ولا حول ولاقوة الا بالله .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:02 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:06 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:10 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:13 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:21 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | معاوية عبيد الصائم | 11-26-10, 09:18 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:26 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 09:36 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | عبداللطيف حسن علي | 11-26-10, 09:55 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-26-10, 10:03 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | معاوية عبيد الصائم | 11-27-10, 01:49 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 11-27-10, 02:56 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | معاوية عبيد الصائم | 11-30-10, 04:14 PM |
Re: آسف ... معليش ياخ ...! | خضر حسين خليل | 12-02-10, 01:01 PM |
|
|
|