تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: ثانياً، الدعم المادي:- قرر العراق على عجل إرسال وفد على مستوى عال للتهنئة، و كان برئاسة السيد محمد سليمان إلا أنه لم يتصل أي شخص عراقي مسؤول، بسفارة السودان ببغداد بشأنه للحصول على تأشيرات دخول أو حتى مجرد إخطار السفارة بذلك، الأمر الذي يعطي وزناً لما ذكره السيد سفير السودان السابق بالعراق في شهادته بأنهم كانوا يتصرفون كشركاء في الحكم، حيث انتفت الفـوارق و الحدود وكل الاجراءات الرسمية و الشكلية المطلوبة في هذه الأحوال. كما أفادنا نفس الشاهد بأنه علم من مصدر موثوق به، وعلى صلة بالبنك المركزي العراقي، أن السيد محمد سليمان إتصل بمحافظ البنك المركزي العراقي في يوم 20/7/1971، و طلب منه تحويل مليونين من الجنيهات الاسترلينية عاجلاً للسفارة العراقية ببيروت. و في يوم 20/7/1971 وصلت إشارة من العراق لمطار الخرطوم تطلبت تصديقاً بنزول - ص 59 – طائرتين عراقيتين في مطار الخرطوم، وجاء في الاشارة [المستند رقم 1 للشاهد 131] بأن إحداهما من طراز انتينوف 24 وأنها ستغادر بغداد يوم 21/7 الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش، كما أضافت الإشارة بأن الطائرة الأخرى من طراز تريدنت ستغادر بغداد الساعة [الخامسة؟] بتوقيت غرينتش في صباح نفس اليوم، دون أن تذكر أسباب الحضور. و كانت الإشارة معنونة إلى سلطات الطيران بدمشق و جدة و القاهرة و الخرطوم. و أوضحت الإشارة أن الطائرة الانتينوف ستهبط بمطار جدة للتزود بالوقود ثم تواصل رحلتها للخرطوم، بينما تطير الأخرى إلى الخرطوم دون توقف. و قد أحيلت تلك الإشارة إلى المسؤولين حيث أرسل التصديق [المستند رقم 2 للشاهد 131] في نفس اليوم، مع الإستفسار عن عدد الأشخاص القادمين لكي تحجز أماكن لنزولهم. وفي يوم 21/7 وصلت إلى مطار الخرطوم إشارة [المستند رقم 3 للشاهد 131] أخرى من سلطات الطيران ببغداد و معنونة أيضاً للقاهرة و جدة و البحرين. و تطلب هذه الإشارة التصديق لطائرة عراقية من طراز انتينوف 12 مقلة لشخصيات هامة من بغداد في نفس الليلة و قد أرسل الرد [المستند رقم 4 للشاهد 131] بالتصديق من الخرطوم في نفس اليوم. ثم وصلت إشارة [الشاهد 131 ص 5] أخرى من سلطات الطيران ببغداد في يوم 22/7، تفيد بأن الطائرة التريدينت المشار إليها في إشارتهم الأولى، ستقوم من بغداد يوم 23 الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش بدلاً من يوم 24 تموز، كما تضيف بأن هناك رحلتين بطائرة انتينوف 24 ستسيران يوم 25 بدلاً من يوم 23/7، كما أن هاتين الطائرتين الأخيرتين ستغادران بغداد الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش. و بالتالي يكون عدد الطائرات العراقية التي كان مفروضاً أن تصل مطار الخرطوم، بعد التعديلات التي أجريت عليها، هي أربع طائرات، و كانت تفاصيل تلك الطائرات كما يلي: الأولى من طراز انتينوف 12، و هي طائرة كبيرة الحجم بأربع مراوح و تستخدم عادة لحمل البضائع و المعدات الحربية كالعربات الصغيرة والاسلحة و الجنود. أما الطائرة الثانية فمن طراز تريدنت، و هي نفاثة انجليزية الصنع و تستخدم في الخطوط المدنية. أما الطائرتان الثالثة و الرابعة فهما من طراز انتينوف 24 و يمكن أن تستخدما في الأغراض المدنية و الحربية [الشاهد 131 ص 5]. و قد حاول مطار الخرطوم الاتصال بمطار جدة للاستفسار عن موعد توقع الطائرة الانتينوف 12 المقلة للشخصيات الهامة، فوق الأجواء السودانية، ولكن تعذر على مطار الخرطوم اجراء الاتصال بجدة، فأبلغ ذلك الاستفسار لطائرة مصرية تصادف وجودها - ص 60 – فوق الأجواء السودانية، و ذلك لكي تقوم بتبليغه لمطار جدة. و قد جاء الرد بعد ذلك من برج المراقبة بالقاهرة، و ذلك نقلاً عن الطائرة المصرية المشار إليها، و التي تعذر عليها الاتصال بمطار الخرطوم، بأن الطائرة الانتينوف غادرت بغداد في تمام 20/20 بتوقيت غرينتش و يتوقع وصولها لمطار الخرطوم في الساعة الواحدة بنفس التوقيت، كما أنها تطير على إرتفاع 24 ألف قدم [المستند رقم 6 للشاهد 131]. ثم اتصلت [المستند رقم 6 للشاهد 131] جدة بمطار الخرطوم يوم 21/7 الساعة 11/23 بتوقيت غرينتش و أبلغته بأن الطائرة المشار إليها ستكون فوق منطقة ارشاد جدة في الساعة 25/23 بنفس التوقيت، و فوق بورتسودان الساعة 45/3 بنفس التوقيت كذلك. ثم اتصل [المستند رقم 7 للشاهد 131] مطار جدة مرة أخرى بالخرطوم في يوم 22/7 الساعة 41 صباحاً بتوقيت غرينتش، حيث أفاد بأن الطائرة انتينوف 12 سوف تهبط بمطار جدة لنقص في الوقود. و قد وصلت بعد ذلك اشارة [المستند رقم 8 للشاهد 131] بتاريخ 22/7 الساعة 5/3 صباحاً بتوقيت غرينتش، و كانت مرسلة من العراق و تتضمن نفس المعلومات التي كانت قد وصلت من برج القاهرة عند الاستفسار عن تلك الطائرة. كما أرسلت جدة إشارة [المستند رقم 10 للشاهد 131] إلى مطار الخرطوم في يوم 22/7/71 الساعة 55/1 صباحاً بتوقيت غرينتش أن تلك الطائرة تحاول الهبوط مطار جدة نظراً لتعذر الرؤية. و الجدير بالذكر أن توقيت غرينتش الذي ورد في تلك الاشارات يختلف عن التوقيت العادي الذي كان معمولاً به في السودان و يقل توقيت الساعة الصيفي عنه بثلاث ساعات [الشاهد 131 ص 5]. و في مساء يوم 22/7/71، قطعت الاذاعة العربية برامجها و أعلنت "إستشهاد" السيد محمد سليمان الذي كان على رأس وفد التهنئة، في تلك الطائرة. ثم نشرت بعد ذلك اسماء بقية اعضاء الوفد المتوفين فكان بينهم السفير العراقي المرشح للخرطوم و الذي يدعى حمودي العزاوي. و الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك سفير للعراق بالخرطوم منذ نقل سفير العراق بها وكيلاً لوزارة التربية و التعليم ببغداد، و لم يتم ترشيح العزاوي بالصفة الدبلوماسية و يحدثنا السيد سفير السودان بالعراق عن شخصية العزاوي فيقول بـأنه عرف عنه أنه من سفاحي حزب البعث و أنه دبر اغتيال حردان التكريتي بالكويت حينما كان العزاوي مستشاراً هناك، كما عرف عنه في بغداد قتله العشرات من العراقيين بيديه. كما أفادت تحريات سفير - ص 61 – السودان بالعراق بأن عدداً من المرافقين الذين كانوا بالطائرة التي سقطت، هم من قائدي الدبابات [الشاهد 14 ص 9]. يؤيد ذلك ما نشرته صحيفة الجمهورية العراقية في عددها الصادر يوم 24 تموز 1971، حيث تشير إلى وصول رفاة المتوفين في حادث "الطائرة العراقية الخاصة قرب ميناء جدة السعودي مساء أول أمس"، كما تشير أيضاً إلى وصول جرحى الحادث معهم في نفس الوقت. و مما جاء في تلك الصحيفة من أنباء ذلك الحادث ما يلي: "- - - و قال ان بقية الجرحى مصابون بكسور و رضوض و خدوش بسيطة و تدعو حالتهم إلى الاطمئنان أيضاً، بإستثناء العريف جاسم محمد الذي أصيب بكسور مركبة في الجمجمة وعظام الفك العلوى و أن حالته العامة ما زالت خطرة، و أضاف أن الجرحى سيوزعون على المستشفيات ذات الاختصاص للمعالجة فيها. و كان الحادث قد أسفر عن إستشهاد الرفاق محمد سليمان عضو القيادة القومية للحزب و صلاح صالح عضو المكتب العسكري للقيادة القطرية وحمودي العزاوي السفير في ديوان وزارة الخارجية و الملازم الأول وليد التكريتي و الملازم قاسم كاظم الـ### و الملازم فاروق جميل و نائب الضابط المقاتل عسكر### و نائب ضابط رادار حسن عباس محسن ونائب ضابط قلاص مصطفى زينو و نائب ضابط كهربائي عبدالحسين عـ###، أما الجرحى فهم إضافة إلى الرفيق النجم كل من الرفاق الملازم عامر الحمداني و نائب الضابط جميل زهير و نائب الضابط قيس سعيد رشيد و نائب الضابط شاكر ها### و العريف جاسم محمد". و يبدو من استعراض رتب الجرحى و المتوفين في حادث تلك الطائرة، كما جاء في تلك الصحيفة أنه كان بينهم كثيراً من ضباط الصف الفنيين. و لا نحسب أن وفداً قادماً بغرض التهنئة، يضم مثل هذا العدد منهم ان لم يكن المقصود من مجيئهم هو إستخدامهم. كما أن عدد الطائرات الأخرى التي كانت في طريقها للخرطوم يوحي بما لا يدع مجالاً للشك أنها كانت تحمل دعماً عسكرياً من عتاد و معدات أو غير ذلك. خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما جاء في تقرير [مستند أمن عام دفعة رابعة ملف 5أ] للأمن العام من صدر خاص عن حادث الطائرة التي هبطت إضطرارياً بجدة حيث جاء فيه ما يلي: "و تتفق المصادر في أنه أعقب هبوط الطائرة انفجار شديد و احتراق كامل لجزئها الخلفي مما يرجح معه البعض وجود متفجرات و صفها البعض بأنها أسلحة و ذخيرة".