تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: 11- هروب السيد عبدالخالق محجوب:- في مساء 29/6/1971 إختفى السيد عبدالخالق محجوب من المكان الذي كان معتقلاً فيه في منطقة المصانع الحربية بعد أن غادره ليلاً. وقد إختفى معه العريف عثمان محمد عبدالقادر الذي كان يعمل في تلك اللية حكمداراً لحراسته ولم يكتشف أمرهما إلا في –ص 35- حوالي الساعة الخامسة من صباح يوم 30/6/1971 [الشاهد 168 ص 2] حينما أبلغ نبطشي ال### في المصنع بذلك. وكان يقوم بحراسة السيد عبدالخالق حينذاك دورية مزدوجة مكونة من فردين يتبادلها جنود، حيث يتولون الحراسة ليلاً من الخارج حينما يكون بداخل الغرفة. وقد تعمد ذلك العريف الذي كان حكمداراً للحراسة في ليلة الهروب أن يرتب لنفسه نوبة عمل كحكمدار للحراسة في تلك الليلة بعد أن رسم مع آخرين خطة هروب السيد عبدالخالق. وقد استـغل في تحريض ذلك العريف على تهريبه، طموح العريف الذي كان يتطلع إلى السفر للخارج لتكملة تعليمه نظراً لتعرفه بأسرة دنماركية حينما كان في بعثة دراسية تابعة للمصانع الحربية بألمانيا الغربية قبل سنوات. واتضح أنه كان قد سافر فعلاً في اجازته بعد ذلك محاولاً ترك الخدمة العسكرية والبقاء خارج القطر، إلا أنه لم يتمكن من الحصول في مطار القطر الذي سافر إليه، على الاذن بالدخول، مما أدى إلى رجوعه [جواز سفر العريف رقم "B. 95661" صادر في 31 أغسطس 1968، مستندات نقاط البوليس دفعة 4 ملف رقم 7]. ويؤيد ذلك جواز سفر العريف الذي يشير إلى أنه كان قد غادر مطار الخرطوم في 17 أكتوبر 1968 وعاد إليه في 19 أكتوبر 1968. ويبدو جلياً أنه قد أستغلت فيه هذه الرغبة زيادة على تعاطفه مع أفكار السيد عبدالخالق محجوب والتي كان يجد فيها متنفساً عن عدم رضائه على الأوضاع في المصانع الحربية، زيادة على ما يستشعره من تمييز للبعض وترقيات استثنائية، كما لا يستبعد تأثره بالنظرية الشيوعية كما يبدو ذلك من الكتب التي كان يحتفظ بها في غرفته، كما أقر بذلك عند مناقشته [الشاهد الثالث ص 10-15]. ففي ليلة 29/6/1971، وحوالي الساعة العاشرة مساءً بعد دخول السيد عبدالخالق إلى غرفته، جمع أفراد الحرس حيث أوقفهم في وضع يجعل ظهورهم لناحية غرفة المعتقل. وصار بعد ذلك يلقي عليهم بعض التعليمات المتعلقة بطريقة الحراسة وسر الليل. و في ذلك الوقت خرج السيد عبدالخالق متسللاً من الغرفة. وبعد بضع ### صرف العريف الجنود، وقام بترك بندقيته و القاش والبوريه، ولحق بالسيد عبدالخالق في الفضاء الواقع ### مكان الاعتقال، وهو يرتدي باقي زيه العسكري، وكان الشخص الذي رسم مع العريف خطة هروب السيد عبدالخالق قد أخطره بأنه ستكون هناك عربات معدة لأخذهما على شاطيء النيل الأبيض عند مصائد الأسماك على مقربة من مكان الإعتقال. فسار الاثنان حتى وصلا إلى المكان المتفق عليه. ووجدا عربتين في ذلك المكان احداهما فلوكسواجن والأخرى عربة لاندروفر وكان السيد هاشم العطا يقف عند باب إحدى العربتين حينذاك، حيث ركب معه السيد عبدالخالق في –ص 36- العربة ولم يكن الشاهد عثمان يعرف السيد هاشم العطا حينذاك ولكنه أدرك مؤخراً كما جاء في شهادته، أن ذلك الشخص الذي كان يقف عند باب العربة الأولى هو السيد هاشم العطا، وذلك حين إلتقى به بعد أحداث 19 يوليو بناء على طلب السيد هاشم العطا لمقابلته، فعرف أن ذلك الشخص الذي إلتقى به في تلك الليلة عند العربة هو السيد هاشم العطا، ### له نفس قامته ونظارته، وذهب العريف عثمان نحو العربة اللاندروفر وركب بها كما طلب منه حينذاك، وتحركت به العربة فتعرف على سائقها حينذاك حيث اتضح له بأنه هو المقدم محجوب ابراهيم الملقب "بمحجوب طلقة" والذي كان يعمل من قبل نائباً لمدير المصانع الحربية حيث أُبعد في الفترة التالية لقرارات 16 نوفمبر 1970 لذلك فالمرجح أن الأخير هو الذي إتصل بالعريف، وأنه هو الذي يرسم تفاصيل عملية تهريب السيد عبدالخالق لمعرفته بظروف المنطقة. كما أن صلته بالمصانع الحربية تقيم قرينة على معرفته على الظروف المتعلقة برغبة العريف في السفر، والتي أستغلت في تحريضه على الإشتراك في تلك العملية. وبعد أن وصلت العربة التي أقلت العريف أمام منزل بالخرطوم 3، انتقل إلى عربة أخرى كانت تقف أمام ذلك المنزل، حيث قام شخص يدعى حسن قطان بقيادتها إلى الدويم. وقد قضى العريف بقية تلك الليلة بمنزل ذلك الشخص بالدويم، حيث مكث فيه بعد ذلك. تم نقل العريف بعد ذلك إلى منطقة شاتاوي شمال الدويم حيث أخذ إلى منزل يقيم فيه أحد المدرسين، كما يقيم معه مساعد حكيم وفراش الشفخانة. وكان العريف خلال الفترة التي قضاها مع "حسن قطان"، قد نقل إلى عدة منازل لأهل الميز، حيث كان يأتي إليه أ### ويأخذونه في المساء وقد حضر له حسن قطان بشاتاوي في يوم 19 يوليو 1971 حوالي الساعة السادسة والنصف أو السابعة مساءً حيث أخذه إلى لوري للحضور للخرطوم. وأثناء الطريق سمع العريف نبأ الانقلاب من الراديو. وقد نزل العريف من اللوري في قرية الشيخ الصديق، حيث تركه حسن قطان بمنزل مساعد حكيم هناك وذهب حسن إلى الخرطوم ليتعرف على الحاصل ثم يرجع لأخذه. فعاد حسن مرة أخرى في يوم 20/7/1970 بعربة لاندروفر حيث أخذ العريف إلى الخرطوم إلى منزل السيد برير الأنصاري وفي الليل ### الساعة واحدة ونصف جاء شخص إلى العريف وأخـ### هناك إلى منزل آخر يخص أخاً للسيدة سعاد ابراهيم أحمد وقد أخبر ذلك الشخص العريف بأن "ناس هاشم العطا" يريدون مقابلتك. وقد ا### في ذلك المنزل بالسيد عبدالخالق محجوب والذي ا### بأنهم سيعدون له اجراءات السفر، ثم أعيد بعد ذلك إلى منزل السيد برير، كما قابل العريف، السيد هاشم العطا بناء على طلب الأخير في نفس ### حيث خرج السيد هاشم العطا من الاجتماع، وسلم عليه .. السيد هاشم العطا ان كان قد قابل محجوب ابراهيم، ثم نادى السيد هاشم العطا، السيد محجوب ابراهيم حيث سلم الأخير على العريف. وقد استمع العريف حينذا إلى السيد هاشم العطا يسأل الشخص الذي أخذ العريف من منزل السيد برير الأنصاري إلى هناك قائلاً: "يا نُــقد –ص 37- دا ماسكنه لي شنو؟" مما يوضح أن السيد محمد إبراهيم نـقد هو الذي أحضر العريف إلى مكان وجود السيد عبدالخالق والسيد هاشم العطا. و أخبر السيد نـقد العريف مؤخراً بأنهم يحتاطون من أجله نسبة للدور الذي لعبه في تهريب السيد عبدالخالق والذي لا بد أن يكون قد أوجد له أعداء. ثم أعيد العريف إلى منزل السيد برير الأنصاري حيث بقى به حتى يوم 22/7/1971. وكان قد أُخذ في يوم 21/7/1971 إلى أستديو بأم درمان في شارع كرري حيث أخذت له صور فوتغرافية استعداداً لاستخراج جواز سفر جديد لسفره إلى خارج القطر. وقد علم العريف مؤخراً بفشل الانقلاب، حيث سافر إلى أهله ببلدة أم سنط بالجزيرة، ومن ثم إلى الجنينة بغرب السودان حيث توجد أخته بهدف الخروج من السودان إلى تشاد.وقد أُسدي له النصح من أسرة أخته لكي يسلم نفسه إلى السلطات لأن البوليس كانوا يتوقعون، وأنهم كانوا قد إعتقلوا أخاه المقيم هناك بإشتباه في أن يكون هو العريف، ثم أطلقوا سراحه بعد ثلاثة أيام. فأُخذ العريف إلى قائد حامية الجنينة حيث قام بتسليم نفسه [الشاهد الثالث ص 1-17] ويتضح جلياً من شهادة العريف ومن الظروف الأخرى المشار إليها من قبل من الدعوة لانقاذ حياة السيد عبدالخالق. أن الحزب الشيوعي السوداني الذي ينتمي إليه الأخير ويشغل منصب السكرتير العام له، هو من رتب هذا الهروب، كما اشترك في تهريبه السيد هاشم العطا بشخصه. وتشير الظروف المتعلقة باعتقال السيد عبدالخالق محجوب إلى سوء تقدير كبير من جهات الأمن المختصة التي حددت او وافقت على تحديد ذلك المكان لإعتقاله للأسباب التالية: ينم اختيار ذلك المنزل المجاور لميز المصانع الحربية عن غفلة بالغة إذ يمكنه ذلك الوضع من الاتصال بالضباط الذين يقيمون في الميز كما يمكنه ذلك المكان أيضاً من الاتصال بالشيوعيين العاملين في المصانع الحربية. فقد ورد في شهادة نبطشي [الشاهد 168 ص 1-2] للمصانع. أن الشيوعيين فيها كانوا يحرصون على أن يوكلوا نوبات الحراسة للجنود الشيوعيين زيادة على أنه كان يوجد ميز [الشاهد 169 ص ###] للضباط على بعد خطوات من مكان إعتقاله، حيث كان يسمح [الشاهد 167 ص 1] للسيد عبدالخالق أن يتمشى في أي وقت يشاء في الميدان الواقع داخل فناء ذلك الميز، مع العلم بأنه مسؤول الحزب [مستند أمن عام دفعة ثانية رقم 3 ص 38 ملف 5أ] الشيوعي عن العمل في القوات المسلحة. كما يتأثر سوء التقدير من اختيار منطقة المصانع الحربية مكاناً للاعتقال إذا أخذنا في الاعتبار أن المقدم السابق محجوب ابراهيم والذي كان نائباً لمدير المصانع الحربية قد أقصي من منصبه بعد 16 نوفمبر بسبب ميوله الشيوعية [مستند قوات الشعب المسلحة دفعة سابعة ص 2] -ص 38- الأمر الذي كان يمكن أن يتوقع معه عدم ملائمة تلك المنطقة التي يحتمل أن تكون مجالاً لنفوذ السيد محجوب إبراهيم ومعارفه وأصدقائه من الشيوعيين أو غيرهم من المتعاطفين و لو كان قد طُـلب من السيد عبدالخالق محجوب نفسه أن يقترح مكاناً لإعتقاله لما كان في وسعه أن يختار مكاناً أفضل من تلك المنطقة.