تقرير لجنة د. علوب للتحقيق في 19 يوليو: الأصل و المنسوخ و الملخص

Quote: الفصل الثاني مرحلة مواجهة الحزب الشيوعي بالعداء لثورة مايو 10- أثر قرارات 16 نوفمبر على الحزب الشيوعي:- أصدر مجلس قيادة الثورة في 16 نوفمبر 1970 قراراً "ملحق العدد رقم 2 من النشرة الإخبارية اليومية لوزارة الإعلام القومي مصلحة الأنباء بتاريخ 16/11/1970" رقم (343) بإبعاد –ص 28- السادة المقدم بابكر النور عثمان والرائد فاروق عثمان حمدالله والرائد هاشم محمد العطا من المجلس والذي جاء ### "لقد قامت ثورة الخامس والعشرين من مايو 1969 بقيادة الطليعة الثورية في القوات المسلحة والتي سرعان ما هب الشعب السوداني بأسره يؤيدها لأنها أعلنت منذ أول وهلة مبادؤها الوا### في بياناتها التي أذيعت على الشعب في صبيحة ذلك اليوم التاريخي. وقد أسندت الثورة قيادتها السياسية لمجلس قيادة الثورة بموجب الأمر الجمهوري [مستند رقم 24 للشاهد الأول] آملة أن تلك القيادات سوف تستطيع أن تحقق للشعب كل الآمال و الأحلام التي تضمنتها تلك البيانات. ولكن بكل أسف إتضح منذ أول وهلة أن هناك عناصر تدعي التقدمية في وجه الثورة وحاولت ومازالت تحاول التشكيك في مقدرة الطليعة الثورية على إحداث التغيير الذي أرادته الثورة. وأقبلت على العمل المخرب بكل الوسائل داخل القوات المسلحة بل وإمتدت يد التخريب إلى داخل مجلس قيادة الثورة حيث إحتضنت تلك العناصر بعض الأعضاء الذين وضعوا أنفسهم تحت إمرتها فصارت أسرار المجلس تعرف في الخارج أول بأول مما اضعف هيبة مجلس قيادة الثورة وجعل العمل المثمر الأ### فيه مستحيلاً. ان الثورات لا يمكن أن تسير بقيادات مفككة منشقة على نفسها. ان التماسك داخل مجلس قيادة الثورة و الانسجام بين أعضائه والمحافظة على أسراره هي من أبجديات العمل الجاد المثمر ولكنني أقول بكل أسف أن هذه الصفات في المجلس قد إنتفت إنتفاءاً تاماً بحكم الصلات الوثيقة بين بعض أعضاء المجلس والمخربين في الخارج، وبحكم السيطرة التي هيمن بها أؤلئك المخربين على أولئك الأعضاء. وعليه فإن من رأي هذا المجلس أن المرحلة الحاسمة في تاريخ الشعب والتي سوف تعطي فيها الثورة للشعب السوداني النظام الدستوري المتكامل والضروري لمسيرته القادمة تستوجب إبعاد بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين أكدت المعلومات وجود الصلات بينهم و بين العناصر المخربة". وقد كان لهذا القرار صدىً عنيفاً لدي الحزب الشيوعي ### في منشور [المستند رقم 24 للشاهد الأول] صادر من اللجنة المركزية للحزب بعنوان "بيان إلى جماهير الشعب السوداني من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني حول أحداث 16 نوفمبر 1970" جاء فيه "ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ترى ان هذه الإجراءات ليست بهذه البساطة التي حاول أن يصورها بيان مجلس قيادة الثورة، وليست وليدة الصدفة أو مفاجأة، بل هي في واقع الأمر تتويج لخط يميني ظل يعمل بدأب ومثابرة لتجميد الثورة السودانية التي دخلت فترة جديدة بعد 25 مايو 1969، وحصرها في حدود ### اصلاحية بدلاً من تحويلها إلى ثورة شعبية شاملة لإنجاز المهام الوطنية الديمقراطية وفتح الطريق أمام المـ### الإشتراكي لشعبنا. ان هذه الاجراءات ليست حدثاً ### كما صورها البيان، ولكنها امتداد للأفكار –ص29- والتصفيات الداخلية في القوات المسلحة". وقد إستعرض المنشور بعد ذلك عدداً من المسائل التي يدعي أنها كانت مصدر الخلاف الذي أدى إلى عزل الأعضاء الثلاثة حيث يقول "ان الخطوات التي اتخذها مجلس الثورة، قد جاءت بعد صراع طويل دار في البلاد وانعكس داخل مجلس الثورة حول: في أي إتجاه يجب أن يسير النظام، وأي منهج ### في كل القضايا الأساسية التي تواجه البلاد، وتذليل الـ### الصعاب التي تحيط بالخطوات التقدمية التي تمت، صراع حول الأشكال الملائمة لوحدة القوى الثورية وبناء الجبهة الوطنية الديمقراطية، صراع حول المفاهيم والتصورات للوحدة العربية والعلاقات بين الأنظمة التقدمية، صراع حول الخطوات الملائمة لحل المشاكل الإقتصادية التي تواجه البلاد، صراع حول دور القوات المسلحة وأجهزة الأمن ومستقبلها.. إلخ". وقد إختتم المنشور بدعوة لجماهير الشعب لتدارك الخطر، والعمل على إلغاء القرارات وإتخاذ خطوات أخرى إختتمها بالدعوة لإطلاق سراح السيد عبدالخالق محجوب الذي كان قد أعتقل في يوم 17/11/1970 [مستند أمن عام دفعة خامسة رقم 2]. والجدير بالذكر أن الحزب قد أصدر كتيباً [مستند أمن قومي دفعة رابعة عشر رقم 2 ملف ###] ضمنه ذلك المنشور المتعلق بالإتحاد الثلاثي رأي الحزب في ذلك الإتحاد والذي يقترح بدلاً عنه التحالف والتنسيق والذي يعتمد نجاحه في نظر الحزب على "الإعتراف بالدور المستقل للطبقة العاملة وتنظيماتها ب### المستقلة وعلى رأسها الحزب الشيوعي، وبالتخلي عن مواقف التحفز ض### الماركسية" وقد اختتم المنشور بالدعوة إلى طرح موضوع الإتحاد للإستفتاء الشعبي مع دعوة الجماهير الثورية إلى التيقظ في وجه كل محاولة من الرجعية والإستعمار لإثارة النعرات والتعصبات القومية الضيقة التي ليسب سوى ستار لمعاداتهم للثورة وللـ### التقدمية. وقد صدر منشور [مستند رقم 25 للشاهد الأول بتاريخ 19/11/1970 بتوقيع الضباط الأحرار بعنوان "بيان ### رفقاء السلاح بالقوات المسلحة وجماهير الشعب السوداني، حقيقة أسباب 16 نوفمبر 1970"] يدعي وجود بواعث ### لتلك القرارات تتلخص فيما أسماه السياسة المالية الخاطئة التي مارسها العميد محمد عبدالحليم، المشكلة الإقتصادية لخطة التنمية، سياسة المصادرة التي اتبعها الرقيب العام ### أسس، جهاز الأمن القومي و ما يمارسه من سلطات بوليسية بقتل عدد من المواطنين، المحسوبية، السلوك الشخصي لأعضاء مجلس الثورة، الفساد في جهاز الأمن القومي والرقابة، تسلط فئة من كبار الضباط بحكم صداقتهم لوزير الدفاع الاستثنائية وموضوع الاتحاد الثلاثي". سنستعرض مؤخراً ### وجود علاقة بين الحزب الشيوعي وتنظيم سري تابع له في القوات المسلحة يعرف بالضباط الأحرار –ص30-