الشيء..

الشيء..


02-10-2006, 09:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=98&msg=1254460337&rn=5


Post: #1
Title: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-10-2006, 09:44 PM
Parent: #0

أعرفه كصوت بطني لحظة جوع. لا أدري متى بدأت علاقتي به. لكن المؤكد أنه ظل يلازمني عبر أغلب مراحل حياتي. مرة أقول إنه (يا صابر) ليس سوى وهم. مرة أخرى يخال لي أنه عصي على رؤية كل الناس. ومع ذلك أراه دائما هنا أوهناك. يجلس قبالتي داخل مركبة عامة, أوينطوي على نفسه عند ركن معتم من احدى الغرف الكثيرة التي أنفقت فيها سنواتي المقتربة من الستين حثيثا, زوجتي ماريا التي تصغرني بنحو العشرين عاما تقول إنها لا تراه ولكن تتفهم ما يحدث لي, قالت إن والدها الذي جاء إلى كندا لاجئا من ضواحي احدى مدن السلفادور المجهولة قبل أربعين عاما ظل يراه بدوره بنفس الملامح الحزينة لكلب جائع حتى الممات.

Post: #2
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-10-2006, 10:12 PM
Parent: #1

في أحد أيام هذا الشتاء القريبة, دعونا زوجين شابين من جماعة مسيحية تنتمي إليها زوجتي تدعى "جيهوفا ويتنسس" لتناول وجبة الغذاء في مطعم صيني قريب, كانا قد حضرا من جامايكا قبل نحو العام كمهاجرين جديدين, فجأة أخذ الزوج يتحدث عنه, بينما أخذت زوجته توافقه بإيماءة حزينة برأسها من حين لحين, وما إن رفعت رأسي حتى رأيته يلوح لي بيده من وراء مدخل المطعم الزجاجي ذي الإضاءة الخافتة.

Post: #3
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-10-2006, 10:22 PM
Parent: #2

ثمة أشياء غريبة تحدث في هذا العالم!.

Post: #4
Title: Re: الشيء..
Author: احمد العربي
Date: 02-11-2006, 00:49 AM
Parent: #3

الشفيف البرنس
هتافات الذات
وصراع الفرح والاحزان القديمه
امتلاء الدواخل
وضجيج الماره من هنا وحياتنا المترهله
علي مشارف هذه الدنيا



واصل تداعياتك
واسمح لنا بالبقاء هنا
ود واحترام

Post: #5
Title: Re: الشيء..
Author: عاطف عبدالله
Date: 02-11-2006, 02:11 AM
Parent: #4

العزيز البرنس
بعد قراءتي لهذا النص التجريبي الذي يلخص هاجس مر به كل إنسان أجد أن كلنا سيان أمام ذاك الشيء الذي هو وليس هو .. تحضرني الآن تجربة محسن خالد" الحياة السرية للأشياء " . هل هو المكان غربة النص ام فقط ( شيء وأشياء )
لكن الأجمل من شيء هو قلمك وخيالك الذان يثيران الدهشة ..
تحياتي

Post: #14
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 09:53 PM

عاطف:

Quote: الشيء الذي هو وليس هو


الضعف, هو ما يميزنا كبشر, يمنحنا إنسانيتنا, ذلك أن وجودنا كما يبدو لي يفتقد وجود شيء ما على الدوام, وإذا أدركنا في لحظة ما أن المأساة تكمن في ضرورة وجود ذلك الشيء المفتقد لنهب وجودنا معنى, فالأكثر مأساوية هو البحث عن ذلك الشيء في مكان آخر:

Quote: وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان




وإذا كان معنى الحياة يكمن في الحركة أحيانا, يصبح وجود الشيء المفتقد أقل أهمية, قياسا لرحلة البحث عن الشيء نفسه!.

Post: #13
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 09:15 PM
Parent: #4

العربي الجميل:

Quote: .. وحياتنا المترهله
علي مشارف هذه الدنيا


حياتنا حياتنا, أي إحساس نبيل بالجماعة أوالرثاء تنطوي عليه هذه العبارة!.

لله درك

Post: #6
Title: Re: الشيء..
Author: Emad Abdulla
Date: 02-11-2006, 05:15 AM
Parent: #1

وهو ذاك يا حميد

الشيء .. لا تكاد تكتنهه لكنه هناك , كما ( ذبابة العين ) يصفها أطباء العيون , موشوم بها الحدق لكنه لا ( يبصرها ) ..
يجثم ثقيلا - أحيانا - حتى ليكاد يبكيك رزح صدرك تحت دواليبه , وكثير الأحيان يكون لطيفا كصديق مؤنس ..
يتخذ له ماشاء : ظل متعامد على الناصية الكسلى .. كيس فول ( الحاجات ) .. حذاء الكمساري و هو يحاسب الواقف قبالتك .. السائل المخاطي في أنف ( عوض سيد الخدار ) .. عواْء الكلاب البعيد آخر الليل .. سقف الزنك ( الحزين ) في دكان عبدالله .. تسبيح جدي فجرا .. رائحة ( توب الجيران ) تتوسده أمي .. شكل ( الهبوب ) تزداد حركتها ارتفاعا في سماء الخرطوم .. أبخرة قدرة الفول .. الحشرات وهوام الليل حول ( لمبة عمود النور ) في ليل خريفي .. كوب الشاي البارد على افريز نافذة ( الناظر ) .. شلوخ ( كرار ) ينعكس عليها ضوْ لمبة الحوش .. و .. و ..
ذاك الشيء ..
بارد .. وحميم
و.. كذاك أحبه

( ممتليء بالشيء ..
وباللاشيء ..
كمقهى الصيف )
-------

هو ذاك يا برنس .. أعتقد

مودتي و الاحترام

Post: #7
Title: Re: الشيء..
Author: elham ahmed
Date: 02-11-2006, 06:05 AM
Parent: #6

حميد
تدفق ابداعا ايها الملك
واصل
فى انتظار بوحك

Post: #8
Title: Re: الشيء..
Author: newbie
Date: 02-11-2006, 07:52 AM
Parent: #7

Quote: تدفق ابداعا ايها الملك

Post: #9
Title: Re: الشيء..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 02-11-2006, 09:36 AM
Parent: #8




Post: #10
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 12:16 PM
Parent: #9

سأعود بعد الدفع بالمساهمة التالية إلى إلهامي وأحاديث أصدقائي الشجية.

Post: #11
Title: Re: الشيء..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 02-12-2006, 02:26 PM
Parent: #10

وودت التحية
بالصورة عزيزى يا برنس



للشىء قصة عندى
الشىء عندى نقطة....



احيانا ... تكبر
فلا اعد ارى الا النقطة
عفوا اقصد الشىء
فهنا
يأتى الشىء والنقطة ... فى
فى توازى الادراك
احساس ورؤية




دعنى احدثك
النقطة احيانا تصينى بالرعب
لانى اراها


واخاف التحدث عنها ..... بها
تفاصيل وعوالم تنخر الذاكرة
وتعيش بينى وبينها
تملك سطوة المكان
وتاخذ كل المشهد فأراها وحدى




واسال العباد وخلق الله من منكم
رأى .. النقطة


لا احد



يا برنس .. مالك على


ســـــــلام

Post: #12
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 08:46 PM
Parent: #11

ماريا قالت إن والدها في آيامه الأخيرة كان يراه في هيئة رجل نحيل يشبه حطام ذكريات بعيدة مات أغلب أطرافها. وما إن يراه حتى يضرب بنصائح الأطباء عرض الحائط. ويشرع لسبب ما في تناول كميات كبيرة من الطعام تكفي في كل مرة لإشباع كتيبة منهكة من جيش الكولونيل دي موريرا أيام حرب الجراد الأولى. لا أذكر أنني سمعته وهو يتكلم طوال علاقتي الممتدة معه قط. كان عادة ما يجلس حزينا يتأملني وأتأمله في صمت. ذات مرة رأيته يطل من عيون أطفال في أسمال بالية كانوا يحدقون من بعد في فترينة لعرض الحلويات في شارع مزدحم. أوهكذا خيل لي. المشاعر وحدها تطل من العيون. وهو شيء كائن. له ملامح ووجود يحجبه القرب الشديد غالبا. قيل إنه لا يظهر سوى لأناس يعايشون ظرفا كالذي عايشته معظم أيام عمري. الآن ماالذي يجعله يلوح لي بيده من وراء مدخل المطعم الزجاجي ذي الإضاءة الخافتة. "إنه يظهر لك في هذه اللحظة", تقول ماريا بأسى, وتضمني إليها طويلا, يحدث ذلك على الأرجح حوالي الثالثة بعد منتصف كل ليلة تقريبا حين تفتقد وجودي إلى جوارها داخل غرفة النوم بعد فترة قد تطول أوتقصر. آنذاك, أحس برائحة جسدها الدافئة وهي تتسلل إلى أنفي من وقفتها عارية القدمين داخل أحد قمصان نومها الشفافة بينما تميل مستندة بكتفها الأيسر على باب المطبخ المشرع تراقب بحنان غامر محاولة تجاهلي للشيء ببحث مضن عن شيء آخر منسي كنقطة عصام أو لا وجود له أتصور وقتها أني سأعثر عليه مختبئا داخل درج ما. وإذا لم يكن كنقطة عصام, فما هذه الغلالة الرقيقة التي تكسو عيني في كل مرة!.

Post: #17
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 10:45 PM
Parent: #8

صديقي المختفي نيوباي:

Quote: Quote: تدفق ابداعا ايها الملك



تحية ومحبة.

Post: #16
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 10:42 PM
Parent: #7

إلهام:

Quote: واصل
فى انتظار بوحك


وذلك مايعطي كتابتي معنى.. ياأمي!.

Post: #15
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 10:35 PM
Parent: #6

Emad Abdulla:

بمرور هذا البوست, أحس وكأنني أكتب من داخل عقولكم, لكأنكم تكتبون (ياأصدقائي) من داخل عقلي, وذلك ما يهبني شعورا غامضا تجاه ذلك التقارب النفسي الذي يجعلني أرى عبر حروفكم ما أنا لا أزال بصدد التفكير فيه على أبواب الكتابة, ربما لأننا نتحدث عن الشيء نفسه ولكن من زوايا مختلفة, لكن أكثر ما أثار دهشتي هنا هو ذلك الحفر الذي تمارسه أنت بحثا وتقليبا وتذكرا لتفاصيل حياتنا اليومية الحميمة:

Quote: شلوخ ( كرار ) ينعكس عليها ضوْ لمبة الحوش

Post: #18
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-12-2006, 10:52 PM
Parent: #15

Quote: وودت التحية
بالصورة عزيزى يا برنس


أعلم ذلك يا صديقي عصام. وهذا من أكثر الأحاديث شجوا. بيد أني سأعود إليك مرة أخرى في أعقاب وردية الليل التي ستبدأ بعد قليل. دمت.

Post: #19
Title: Re: الشيء..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 02-13-2006, 03:12 PM
Parent: #18

مالك على فعلا .... صديقى برنس
انا فى عواصف لاتنتهى بفعل . النقطة .الشىء
الورطة فى ان تنتابك عشرات الاحاسيس فى لحظة
والعجب انها مدركة
ومدركة
والتنوين على القارىء

....... اعفونى قليلا
هذا النوع من الكتابة يعشقنى

النقطة
ذهبت هذا الصباح بملء ارادتى
وصديقى محمد نور الى الشروق
مكتبة بالخرطوم تبيع اشياء الرسم
وعدت حاملا قارب الورق
وقلت يا نهر لاتسر
وانتظرنى لاتبعك
ومضى النهر مسرعا
حاملا قارب الورق


.........

وحاولت بعدها رسم النقطة فى ثلاث لوحات

........






البرنس عد وردية يومين

سلام

Post: #20
Title: Re: الشيء..
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 02-13-2006, 10:34 PM
Parent: #19

ياعصام, يقول صديقي حلمي سالم عند أعتاب (سراب التريكو):



حزن خفيف
على قصة الشعر
وحنين إلى أن يراني من لم يكن يراني..
وأنا على أبواب المواساة



ويقول مغادرا (تسريحة) الأنثى:



هذه أمي
على باب وسط الدار
دلالها باد في حسرها غطاء الرأس
ومدنيتها في الإبتسامة
لكن نصفها الأسفل - من الضلوع حتى البانتوفل- متآكل.
يلزمني أن أراها ثانية
لأنني عدت من دفنها
قبل أن يتاح لي أن أفرد أصابعها.



ربما لهذا سأكتب بعد قليل أثناء وردية الليل..




إذا لم يغمرني فرح إلهام عبر الهاتف!!!.










.

Post: #21
Title: Re: الشيء..
Author: elham ahmed
Date: 02-14-2006, 03:41 AM
Parent: #20

Quote:



.
ربما لهذا سأكتب بعد قليل أثناء وردية الليل..




إذا لم يغمرني فرح إلهام عبر الهاتف!!!.



Post: #22
Title: Re: الشيء..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 02-14-2006, 07:49 AM
Parent: #21


Post: #23
Title: Re: الشيء..
Author: Muna Khugali
Date: 02-14-2006, 07:55 AM
Parent: #21

هـو الـذي يجـعلك تجـلس في قلب 'ركـن' المكـان حـزينـا..
أو يجـعلك منتشيا بالفـرح في وقت آخـر...
هـو ذلك الذي نوصـفه فنقـول..لا نـعـرف 'كنهه'

مـني



Post: #24
Title: Re: الشيء..
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 02-14-2006, 02:51 PM
Parent: #23

البرنس
للقمر تأثير بديع غلى الانسان وانت قمرك قريب منك الايام دي
شنو الشي البتحسو لمن تشوف الحبيبه ادغدغ عصب الهفة وافتح ابواب الروح
لمن تقراء كلمة جميلة ولا يهزك فيلم او مسرحية ولا اي نص اكان بشري ولا حروفي
شنو الشي الطلق فينا النار ولهلب جمرة الحنين للوطن فينا شنو الشي الرابط بينا الان
الحب ياحميدو اللللللللللللللللححححححححححححححححححححبببببببببب واصل في النص العجيب وبهدلنا لمن يوم تقتل ليك زول زي محسن خالد...ز

Post: #25
Title: Re: الشيء..
Author: elham ahmed
Date: 02-14-2006, 03:27 PM
Parent: #24

حميد
ذلك الشى الذى يجعلنى .................

Post: #26
Title: Re: الشيء..
Author: فضيلي جماع
Date: 02-14-2006, 04:01 PM
Parent: #25

الأديب حقا/ عبد الحميد البرنس

أعجبني تكنيك السرد حتى اللحظة. نظرتي لمكابدة الكتابة بمختلف أجناسها ربما تختلف. كنت وددت لو جاء مردود القاريء feedback في خاتمة النص أو بعد مرحلة يقطع فيها كاتب النص شوطا أطول. من تداعي السرد أكاد أجزم أن هذا العمل الإبداعي ذو قابلية للتمدد والإندياح بدرجة أكبر مما نتصور. تداخل أكثر من قاريء وانفعالهم بجزيئات عمل هو في طور التخلق والإبتكار ، وتعليقات البعض وأحكامهم الفطير وكانهم يشاهدون مباراة كرة قدم، هذا النمط من متابعة ميلاد الكتابة الإبداعية -في اعتقادي- يسهم في زعزعة تركيز الكاتب distraction-حتى لو استطاب كاتب النص هذا الكورال غير المنسجم!!

أناشد البرنس أن ينتبه إلى أنه ابتكر "ثيمة" ذكية لاندياح السرد. إعط القاص (المبدع) في داخلك خصوصية الجلوس إلى هذا "الشيء" بعيدا عنا ثم عد إلينا وحدثنا عنه على مسافات طوال ، أو بعد أن تفرغ جعبتك منه.

ما الذي ذكرني بواقعية جارسيا ماركيث السحرية وأنا أتابع الشخص "الطيف"-"الوهم" في هذا النص؟ لا نية عندي لعقد مقارنة‘ فأنا أومن بتشابه الإبداع الإنساني. نصك جميل وقابل للإندياح أكثر. إصرف عن ذهنك الجمهور واجلس لوحدك مع هذا "الشيء" ثم أطلعنا في الختام على حكايته كلها.

هل قلت شيئا مفيدا؟ أرجو كذلك.


Post: #27
Title: Re: الشيء..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 02-14-2006, 04:53 PM
Parent: #26

أهوانى واغرانى
حديثك فضيلى
لك الود
دائما


سعدت ةحقا بنسمة وجودك

واصابنا
هلاك
غيابكم
انت


والنور عثمان
وعالم
والصثلحى
وكلكم


نحن فقط
صامتون

والشىء
هو
نقطة
وأبتداء



ســـــــــــلام