حالة

سبحان الله
انها لا تعرف العشق
ولا تسال من لا اجابة منه

كان جالسا فى احدى الاركان
فى قارعة الطريق
ينتعل فردة حذاء قديم
ويرتدى ما يستر بعض من عورته

وكالمغناطيس الذى يجذب
جذب حوله كل ذرات الاتساخ حوله
وقرر ان يترك لكل جزء ان يعيش طبيعته
فالتحى
واتمدد شاربه
ليملا المساحة التى بين انفه واعلى شفتيه
وعيناه
كل عين تحاور مساحة فى اتجاه آخر
فى يمناها عمق
وفى يسارها سطحية
تجعل من التوازن
وشعر اشعث
كمستعمرات للقمل
لا يابه

انه انسان ما
قرر ان يتعامل مع الحياة بلا رتوش
فاعتبره المتعقلون
انه
مخبول
ولكنه لا يشحذ العشق
بل يترك للاشياء ان تنظم حوله

ولا حولة ولا قوة
انها الحقيقة المجردة
فارتسمت على شفاه
ابتسامة
سخرية
من فينا

كانت اللحظة
شتاء
جليد
وكان يجلس فوق فوهة تفوح بالحرارة
وفى يده كتاب قديم
لم تبرح عيناه .. عن صفحة لمدة تجاوزت
لحظة فضولى..
وكأنه فى انتظار.. قطار.. ما

انها لحظة ان تعطعى الحياة ظهرك
وتعيشها
بما تمتلك
انها الحقيقة
انها هباء

مر قطار الساعة العاشرة..الاخير
وكان وكأنه ينتظر قطار خاص

ومات الفضول.. الذى جعلنى ان انتظر
بين متلهف للحظة انبلاج السماء
واجابة عفوية

ولكل ليلاه
وليلتى
نامت قريرة العين
حين كان هوج الرياح يحملنى لمحطات
اصلو ما معروفة وين

وهذه حالة ما

وساكتب لك
رغم
قلة من يقرا ذلك
واسخر كل المساحة التى يمكن ان اعبر لك
فيها عن مشاعرى
رغم بعد المسافات
ولا اكترس كثيرا
لمن كان حولى يشاطرنى بعض حزنى
ساغنى لك
فى كل التراتيل
واحجز ركنا خاصا
باسمك
اردد مقطعى
وحيدا
حين صمت آذان المكبرين
للصلات
فانا لم اكن
مشهورا
ولكنى باسمك قررت ان اكون شيئا
له لون من لونك
واسما من ظلالك
ساغنى حتى
اذى رحل المغنين
والمكان
المسرح
والجمهور الكسالا
لانك انت عصب الحياة
ونبض يدفع فىّ معنى الحياة
ساغنيك
حتى اذا كنت
انا لوحدى المغنى
والمستمع
الاخير

وهى حالة عشق

ورددت اسمك
كان صوتى
صداى
يرن فى اذنى
لحنا
ونحيبا
وكنت وحيدا


وكنت سماءا
وعشقا
ومطر


وصارعت شوقا
فرد شراعا
ليبحر نحوك
وكنت ظلالا
وكنت غناءا حزينا
مساء
وما رجعت طيور المغيب
ولا لون سماءك
شفق المغيب
فكنت
وحيدا
فى انتظار قطارك

فمر القطار
سريعا
على الرصيف
كنت
وحيدا
فى انتظار
الاجابة

وكان الرحيل الاخير
وكنت امنية
عاشق
تمنى ان يلتقيك

وكانت حالة

وغنا كثيرا
بصوت اجش

تلاشى
صداه

بين الرياح

وكان
حزينا
تمناك
يوما
وعاش
التمنى
عسى
ان يلتقيك
وكان السراب
يخيب
ظنى

وما ياست
خلاياه
بل
ظل المغنى
يردد
صوته
بين الجبال
صداه
باعث
بصيص الامل
لعلك
تدرى
معنى الهوى

يوما
ويرجع رشدا
يهدى
هوالك
محطة
فيها التقيك

وكانت حالة

لمن يعزف هذا الغناء!

لقلب اصم!

وما الجدوى
فى عشق قلب
مجاف
احب لجلمود صخر!

ولكن قلبى
يريد التردد
حولك
ويبعث منه شعاعا
صداه
يرد للسماء
الجميل

وانى لعشاق
لقلبك
مهما
كان صلدا
وعشقى
امانة
رسالة
صدق

واغنيك
مهما
كان الغناء
صعبا
سلالم صعودك
جبال
عتاه

وكانت حالة

عشنا الأخضر
عنقود تظلله السكينة

ضم أضياف الهوى
وأسرار من العشق دفينة

هجرته يوماً
وتركت الزغب أطياراً حزينة

ولرباما يوماً يعود
مولوداً تباركه المدينة

المسافر

افتقدك
واجد بعض من السلوى فى ابياتك المعبرة

وسلام كثير مكثف

شرنوبى

الله ما اجمل البكاء عندك (ياناي المحبة)

الاستاذ الفنان
الصديق الموصلى

انها حالة اجهاش على حائط المبكى
والعالم يجرجر ازياله
وكما تعلم انى احمل قلبا بين يديى
يتقطر شوقا للسكون
على محطات
تتعرف على ملامحه
ويزرع قمحا
ويحصد نخلا

انها حالة
صادقة
لانسانة ما
مازلت فى انتظارها

والله حالتك حالة يا شرنوبي

مش كده يا خال العيال

حالة

العم شرنوبي
دخلت البوست ده وانا متاكد انو حاالاقي لي وجبة دسمه للروح وفعلا كان
اطعم وجبة روحية الله يديك العافية وكل عام وانت بالف خير

العزيز الساحر

يا الف مرحب

وليكن عاما تنداح فيه الروح
ويعم السلام وطن النزيف
ولترجع الطيور الى اوكارها
وليفيض النيل بطمى و بخصوبة مختلفة
وليكن
لنا نحن الموغلون فى الذاتية
والمتعبون من اجترار الذاكرة
والمتسكعون فى بلاد الله البعيدة
لنا عام نرتاح فيه
فى احضان امهاتنا
ومن يشتاقون لطلعتنا التى شاخت فى
محطات الانتظار

وهى حالة من الوجد لوطن
وانسانة

محمود درويش

إلتقينا قبل هذا الوقت فى هذا المكان
ورمينا حجرا في الماء,
مر السمك الازرق
عادت موجتان
وتموجنا
يدي تحبو على العطر الخريفى
ستمشين قليلا
وسترمين يدي للسندبان
قلت: لا يشبهك الموج
ولا عمرى..
تمددت على كيس من الغيم
وشق السمك الازرق صدري
ونفانى فى جهات الشعر , والموت دعانى
لأموت الآن بين الماء والنار
وكانت لا تراني
ان عينيها تنامان تنامان

سأرمى عرقي للعشب
لن انسى قميصى فى خلاياك
ولن انسى الثوانى
وساعطيك انطباعا عاطفيا

لم تقل شيئا
سترمينى الى الاسماك والاشواك
عيناها تنامان تنامان
سبقنا حلمنا الآتى
سنمشي فى اتجاه الرمل صيادين مقهورين
يا سيدتى!
هل نستطيع الآن ان نرمى بجسمينا الى القطة
يا سيدتى! نحن صديقان
ونام السمك الازرق فى الموج
واعطتنا الاغانى
سرها
فاتضح الليل
انا شاهدت هذا السر من قبل
ولا ارغب فى العودة
لا ارغب فى العودة
لا اطلب من قلبك غير الخفقان
كيف يبقى الحلم حلما
كيف يبقى
الحلم حلما
وقديما شردتنى نظرتان والتقينا قبل هذا اليوم فى هذا المكان


من حالات وفواصل
الحالة الخامسة

محمود درويش

up