الكاميرا الخفية .. عثمان ميرغني

الكاميرا الخفية ..!!

نقلا عن الرأي العام
الاستاذ الفنان محمد ميرغني أجرى عملية جراحية لازالة حصوة وخرج من المستشفى وهو طريح الفراش في منزله .. ليس هذا هو الموضوع .. ساروى لكم هذه القصة المثيرة ..

قبل ايام قليلة بينما كان الفنان في منزله يستقبل ضيوفا توافدوا على عيادته وتهنئته بالسلامة .. فوجيء بشاب يدخل اليه في الصالون ويخطره بان يستعد لأن وفدا وزاريا رفيعا في طريقه اليه ..

لم تمض برهة طويلة حتى كان المكان مزدحما بكاميرات التصوير التلفزيونية وفنيي الاضاءة .. طلبوا منه أن يتحرك لاستقبال الوزير في مدخل الباب .. ووسط الاضواء والتصوير استقبل الفنان وزير الثقافة الاستاذ عبد الباسط عبد الماجد ومعه الأمين العام لأمانة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية المهندس السعيد عثمان محجوب وبعد كلمات المجاملة والأمنيات الطيبات بعاجل الشفاء قدم الوفد للفنان مظروفا أنيقا مكتوب عليه من الخارج الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية وبرقت كاميرات التصوير مرة أخرى والتقطت صورة الفنان وهو يتلقى الهدية الكبيرة .. وخرج الوفد وفي المساء تم بث الشريط في نشرة التلفزيون وتم توثيق حالة التلبس بتلقى الهدية الضخمة أمام

أعين المشاهدين الذين ربما حسدوا الفنان على مرضه الذي جلب له المظروف الضخم تحت الأضواء والكاميرات وبصحبة وزير اتحادي وامين عام الخرطوم عاصة الثقافة العربية ..

وبعد خروج الوفد فتح الفنان المظروف فوجد مبلغ )52( ألف دينار .. أى )052( الف جنيه فقط .. وأرجو ان تفركوا اعينكم وتنظروا للأصفار جيدا فهي صفر واحد بعد رقم الخمسة وعشرين .. ولقرائنا من غير السودانيين المبلغ بالدولار أقل من )001( دولار ..!!

ربما ظن الفنان محمد ميرغني أن الحدث فقرة في برنامج (الكاميرا الخفية) .. وربما خطر في باله ان الأمر كله فيه خطأ ما .. ربما من السكرتير الذي وضع المبلغ في المظروف أو اى خطأ آخر .. لكنه يقينا لم يكن قادرا على تصديق أن حقوق النشر لتصويره وبث صورته في نشرة التلفزيون كان يستحق هذا المظروف الخجول ..!!

وربما لو كان الأمر مجاملة شخصية لتقبله قبولا حسنا .. لكنه

باسم الدولة وتحت الأضواء ومن مالنا نحن شعب السودان المحتار.. الشعب الذي تدفع من امواله بلا تردد اى مبالغ لسفر الوفود الرسمية للخارج حتى بلا مهام .. وأن وجدت المهام فإن ما يستحق سفر رجل تسافر له العصبة من الرجال .. بل ربما تسافر وفود لحضور مؤتمرات خارجية فتصل الى البلد المقصود بعد نهاية المؤتمر ..

لا أريد استدعاء المفردات المستهلكة أمثال تكريم المبدعين وغيرها، فلو كان ثمن مجاملة المبدع مثل هذا المبلغ، فإني أسأل بكل براءة وصدق، كم يساوى ثمن (شتمه) وانزال اللعنات عليه ؟؟

ديل ناس ملوص يا عثمان ميرغنى ما تقولها وترتاح يا اخى