السلام الشعبي

السلام الشعبي


12-24-2004, 11:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1103885063&rn=0


Post: #1
Title: السلام الشعبي
Author: نصار
Date: 12-24-2004, 11:44 AM

في مسيرتنا الوطنية منذ الاستقلال كان دائما ما تبدء التغيرات الكبري بمبادرة شعبية تعلن فيها الجماهير رغبتها في الثورة و بعد انجاز الجماهير لدورها تملك الامر للسياسيين و في كل مرة يتم اختذال الثورة الي مجرد تغيير سياسي معزول عن الجماهير و مفرغ من مطالبها و طموحاتها، و بذا تكرر الفشل و ادي ذلك في كل مرة الي فقدان المكتسبات المحدودة (التجارب الديموقراطية الناقصة شكلا و مضمونا) حين عظمت الهوة بين السياسي و الشعبي و وصلت العلاقة بين الطرفين في كثير من الاحيان الي خصومة شوهت اداء الجميع نتجت عنها فوضي و تزمر و زهد في التجربة وصلت لحد الترحيب بالانقلابات في فتراتها الاولي ليس حبا فيها، بقدر التعبير عن الاحباط و الرفض لظلم ذوي القربي.

دا الكان بحصل. الان نحنا مقدمين علي تجربة معكوسة، فالواضح انه ابينا او رضينا البدور في نيفاشا _اذا تجحت المساعي او فشلت_ ح يشكل واقع جديد

* في حالة عدم وصول الطرفان المتفاضان الي نتيجة _تفرض محتوي بركولات نيفاشا و مشاكس بثنائيتها الاقصائية و التمثيل الشائهة للارادة الوطنية_ بتكون في احتمالات كثيرة علي رأسها التدخل الاجنبي السافر و فرض اجندته بحسب مصلحة الاطراف الاكثر تأثيا في الساحة الدولية.

* الاحتمال الثاني هو الاقرب للحدوث، حيث تذهب اغلب التوقعات الي أن نيفاشا و ما يخرج عنها سوف تكون سيدة الموقف و هي التي سوف تشكل مستقبل البلد. و بما أن الحالتين لا يمثلان حلولا مثالية و أن الاحداث تصنع خلف ظهر الشعب السوداني و قواه السياسية و الشعبية، فقد وضع الجميع أمام خيارين، الرفض او القبول. و من ردات الفعل من قبل الاحزاب السياسية نجد أن التوجه العام يدل علي عدم الرفض _وليس القبول_. و الاسباب وراء هذا الموقف في رأي تتمثل في:
* فقدان الاحزاب المعارضة لخيارات اخري و عدم قدرتها علي فرض نفسها كند للطرفين المتحاورين للدرجة التي توصلها ألي طاولة المفاوضات الحاسمة.
* المعارضة و الشعب يرون أن ايقاف الحرب يمثل اولوية عليا و في سبيل تحقيق ذلك يمكن ابتلاع حل ناقص و معاب علي أن تتحول طبيعة النضال الي ما يتناسب مع ما بعد الحرب حتي يتثني تحقيق تحول ديموقراطي حقيقي و سد الثقرات في جسد الاتفاقيات.


البهمني هنا الاحتمال الاقرب للحدوث وهو التوقيع النهائي علي البروتكولات و كيفية التعامل مع الواقع الذي يترتب علي تطبيق الاتفاق البينتج عنها في ظل وجود لاعبين اساسيين و وقوع الاخرين _في الهامش السياسي_ . من موقعي كمنتمي سيساسيا، و بالاخص انتماء الي تنظيم سياسي حديث اري أن المرحلة الجديدة تتطلب التعامل معها بقدر عالي من السؤولية و و العمل المؤسسي الحقيقي الذي يستنهض همم الجماهير و يكسبها القرار في القضية الوطنية و اعتمادا علي هذه القوة الحقيقية يتم الضغط علي الاطراف التي اكتسبت لنفسها شرعية _تفاوضية_ حتي تسود الشرعية الجماهيرية و ارادتها ليتثني اخيرا تحقيق الشعارات الوطنية التي ظلت مرفوعة منذ الاستقلال دون ان يطبق منها شئ.

التراث السياسي السوداني ملئ بالاخطاء و السلبيات للدرجة التي شوهت سمعة العمل السياسي و العاملين في الحقل الوطني، و زهدت هذه التشوهات قطاعات عريضة من الشعب في الشأن العام و كذلك حرمت الوطن من جهد الكثيرين من ابناءه العلماء النزهاء القادرين علي العمل و النظر احيانا لترفعهم عن الاساليب الشائيه التي يتوجب علي من يريد أن يشغل المكان الذي يناسب قدراته ان يسلكها و الا يتم اقصاءه او لضيق مواعين و افق الاحزاب السياسية و الظروف الوطنية غير الملائمة للعمل المدني و للمبادرات الشخصية و الجماعية. و أن طال النقد مواقف النخب فأني اري أن هذه الفئة البالغة الاهمية في تشكيل مصير الوطن قد بدءت حراكا يدعوا للتأفاؤل في عودة المثقفين و اصحاب المؤهلات و الخبرات التي تم اكتسابها في الغالب خارج حدود الوطن بنجاح مشهود و سوف يكون لحراكهم هذا الاثر الحاسم في ما سوف تأول اليه التطورات المصيرية في المرحلة القادمة.

فبالاضافة للجهود المخلصة للرواد الذين بدءوا يوطنوا فكرة مؤسسات المجتمع المدني و الجمعيات المهنية و المتخصصة و الطوعية، نري هنا في هذا المنبر المبادرة العظيمة التي تقدم بها الدكتور الواثق كمير. هذه الجهود و المبادرات اري ان لها اثر يفوق العمل السياسي البحت حيث انها تكمل الجهود و تصحح المواقف و تحشد الجهود الشعبية و تنقل الخبرات و المعرفة و الدعم الخارجي معتمدة علي علاقاتها مع المؤسسات الدولية و سمعتها و الثقة التي اكتسبتها في حقول مختلفة. نداء الوطن في هذه المرحلة لا تخطئه اذن و لا ينكره عقل و لا يتجاهل فؤاد ينبض بحب السودان. النموزج النبيل الذي اخطته الدكتور الانسان كمال ابو سن يفترض ان يحتذي من العاملين بالخارج الذين لا تتيسر لهم العودة النهائية للمساهم في اعادة بناء الوطن في اقاليمه المختلفة بأن يخصصوا اوقات للمساهم بجهدهم و اذا صدقت النيات و تحفذت العزائم و برعت الافكار فسوف تنتفي ضرورة البقاء في الخارج و يجمعنا وطن سحقق للجميع كرامتهم و تتحقق فيه طموحاتهم.


و الله من وراء القصد
و الله المستعان

Post: #2
Title: Re: السلام الشعبي
Author: نصار
Date: 12-27-2004, 10:35 AM
Parent: #1

في الوقت الذي تجد فيه الاحزاب السياسية ملزمة بنصوص اتفاقية لم يكون لها دور في صياغتها و تضعها في هامش التأثير علي مجري الاحداث في المرحلة الاولي لتطبيق المتفق علية من قبل الطرفين الاساسيين، فهناك مساحة مهولة متاحة للجهود المدنية من شأنها أن تسد الثقرات الخطيرة في صيغة الحل السياسي المتاح. و علي المبادرات المتوقعة من المثقفين و الخبراء و الناشطين في المجالات المختلف، يقع حمل ثقيل لا مناص من القيام به للملمة اطراف الوطن و التمهيد لحل المظالم المستشعرة في اقاليم شتي _او قل كل اقاليم الوطن في ظل ظلم السلطة الحالية_

Post: #3
Title: Re: السلام الشعبي
Author: Raja
Date: 12-28-2004, 04:07 PM
Parent: #2

العزيز نصار..

سلام..

أرفعه من الصفحة الرابعة لحين عودتي لهذا الطرح المهم..

Post: #4
Title: Re: السلام الشعبي
Author: نصار
Date: 12-28-2004, 04:39 PM
Parent: #1

العزيزة رجاء

بالله وصل الرابعة


الله يرفع قدرك

و في انتظار العودة المأمولة

صادق الود