فنتازيا ( طرقعة الأصابع)...

فنتازيا ( طرقعة الأصابع)...


12-18-2004, 02:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1103333741&rn=0


Post: #1
Title: فنتازيا ( طرقعة الأصابع)...
Author: loai omer
Date: 12-18-2004, 02:35 AM

(المشهد الأول)

كان (هاشم ) يراقب الزحام يبحث عنها .. ومازال مندهش كيف أتتها الجرأة لتصفعه بكلماتها على وجهه ..كيف امتلكت القدرة على رفض حروفه المنمقة .. من تظن نفسها ؟؟؟
هكذا كان يتابع الزحام .. وقال لنفسه كيف الطريق إلى رد الصاع صاعين ؟؟
لابد من وسيلة .. لابد من وسيلة
حينما عاد ذلك اليوم إلى بيته كان لا يزال الزحام يتراءى له وكأنه قد طبع على بؤرة عينيه .. وكانت رغبة الانتقام قد تمكنت منه .

(المشهد الثاني )

كان (طارق) جالساً يراقب ذلك الذي يراقب الزحام .. ويتسلل في هدوء نحو العينين اللتين تومضان بالشر تارة وبالرغبة في الانتقام تارة أخرى .. وقال لنفسه كيف السيبل إلى إيقاف هذا الشر ؟؟
لابد من وسيلة لابد من وسيلة ..
وحينما رآه يغادر الزحام ويتوارى أيقن انه لابد من إيقاف الشر .

(المشهد الثالث)

كانت (نسرين) قد ملت الانتظار والزحام وهي تغدو ذهاباً وإياباً في انتظار بص ليقلها إلى مكان عملها .. لفت انتباهها ذاك الشخص الأنيق الذي يجلس ويراقب شخص آخر امتدت بنظرها نحو الآخر .. الذي كان بدوره يراقب فتاة بهية المنظر التى كانت تراقبها بدورها .. وتساءلت
لماذا تراقبني ؟؟


(المشهد الرابع)

طرقع الدكتور جمال بأصابعه مصدراً صوت على إثره استيقظ أربعة من الطلاب من حالة التنويم المغنطيسي.. وتوجه الدكتور جمال بسؤاله الى هاشم
- احكي لنا ما رأيت ؟؟
-كنت في منطقة هادئة على الشاطئ لا يُسمع فيها سوى صوت الموج وتغريد العصافير .. وبينما أنا في ذلك الهدوء الجميل قد خلعت ملابسي للسباحة إذ بنسر يأتي مسرعاً ويختطف ملابسي ويطير بعيداً فظللت اصرخ لكنه لم يسمعني ..ثم استيقظت .
(المشهد الخامس)

صمت الدكتور جمال برهة من الزمن ثم وجه سؤاله إلى طارق
- ماذا رأيت ؟؟
-كنت جالس في غابة من الغابات كثيفة الأشجار أحاول اقتطاف بعض ثمار المانجو فرأيت نسر يحمل بعض الملابس شدني المنظر ..فظللت أراقبه حتى حط على عشه ودثر صغاره ببعضها وأحاط بالباقي العش واستيقظت .

( المشهد السادس)
مارس الدكتور جمال نفس الصمت ثم قال بعد برهة
-نسرين ماذا رأيتِ ؟
-كنت في صحراء قاحلة .. الرمال تمتد فيها على مد البصر .. والشعور بالعطش كان هو الحالة التى أعيشها .. كنت ابحث عن جرعة ماء .. وبينما أنا في بحثي والتعب والإرهاق يتملكني .. تداعى جسمي وسقطت من الإعياء لكنني قبل الإغماء لمحت ظل شيء يقترب لكنني لم أتبين ما هو .. وفي نفس لحظة الإغماء استيقظت .

(المشهد السابع )
هذه المرة زادت مدة صمت الدكتور جمال .. لكنه ما لبث أن قال
-وأنت يا دعاء ماذا رأيتِ؟
-كنت جالسة في جهاز الكومبيوتر تداعب أناملي لوحة مفاتيح الكومبيوتر .. كنت اكتب احد البحوث التى طُلب منا في الجامعة اعددها وكان البحث عن وسائل إعمار الصحراء وكنت كذلك ابحث في مواقع الانترنيت عن معلومات إضافية تساعدني في إكمال البحث .. شعرت وان شيء يشدني لكي اروي نباتات الظل التى املك عدد منها في غرفتي .. فأتيت بدلو ماء وقبل أن أكمل ذلك استيقظت.
( المشهد الثامن )
صمت الدكتور جمال مجدداً وحين التفت الى القاعة التى كانت مكتظة بالطلاب لم يكن يسمع سوى صوت أنفاس في تتابع الشهيق والزفير .. وكانت حالة الترقب والانتباه في أقصى درجاتها ..فقال
- من كل ما سمعتموه يتبين لنا إن ما نراه قد يختلف ظاهرياً عن ما نقوله ونرويه ..لكن هناك رابط شفاف جداً يربط بين ما يحدث فعلاً وبين ما رويناه .
كانت شدة الانتباه قد وصلت مداها في هذه اللحظات
.. لكنه واصل حديثه وقال :
- بالنسبة لهاشم رفض مشاعره وهو ما حدث فعلاً يتساوى مع خطف النسر لملابسه وهو ما رواه ..والتشابه نلحظه في أن رفض مشاعره كان تعرية معنوية واختطاف الملابس كان تعرية مادية .
همهمات الإعجاب كانت هي الوحيدة التى قطعت الصمت الذي كان يسيطر على كل الأجواء .
تنفس الدكتور جمال بعمق وواصل حديثه قائلاً:
- وبالنسبة لطارق هو شخص كثير القلق والخوف من المستقبل .. ما حدث فعلاً هو نظرات الشر التى رآها تومض وأصابته بالقلق .. وما رواه هو رؤيته النسر وهو يحيط عش صغاره بالملابس فأصابه القلق عليها..فالارتياب من الأخر والقلق هو الرابط بين ما حدث لطارق وبين ما رآه .

تعالت الأصوات في القاعة مما خلق مناخ خصب للنقاشات الجانبية بين الطلاب وبعضهم فيما يسمعون من تحليل .. قطعته حركة شفاه الدكتور جمال وهو يهم بالكلمات فعاد الصمت من جديد فقال:
- وبالنسبة لنسرين ما حدث فعلاً هو انها رأت ذاك الأنيق وهو يراقب آخر وما روته انها كانت في الصحراء .. ومن المعلوم ان الصحراء تكون في الغالب خالية من البشر .. فماهو الرابط الشفاف هنا ؟؟
وهي حالة تبدو للوهلة الأولى أكثر صعوبة من سابقاتها لذا سنشرح الوضع بالنسبة لنسرين بشيء من التعمق
إن الإنسان بطبيعته حينما يحوز شيء على اهتمامه وتفكيره قد لا يمنحه الوقت الكافي لرؤية غيره ..
فنسرين جميلة جداً لكنها لا تثق بجمالها فذالك الأنيق الذي لا يعيرها اهتماماً والذي يراقب آخر ..لا تدري سر اهتمامه به جعلها تشعر بالتجاهل وافتقادها للمشاعر وهذا هو ما حدث فعلاً .. أما ما روته من انها كانت في صحراء قاحلة وهي هنا ترمز لجدب إحساسها من الامتلاء والماء الذي تبحث عنه يمثل الحب المفقود في حياتها .
تناول الدكتور جمال كوب من الماء واخرج منديل من جيب بدلته ومسح به على جبينه ثم قال :
- وبالنسبة لدعاء ما حدث فعلاً إنها كانت بالنسبة لهاشم التعرية المعنوية وبالنسبة لطارق مصدر قلق من خوفه عليها وبالنسبة لنسرين مصدر تساؤل وحيرة .. وما روته من انها قامت لتروي نباتات الظل بالماء ..فهذا الماء يمثل الحب المفقود بالنسبة لنسرين والرابط الشفاف هو الصحراء التى تمثل جدب المشاعر التى تعاني منها نسرين وبالنسبة لهاشم الماء هي الصفعة التى أيقظته من حالة السترة المزيفة .. وبالنسبة لطارق كان البحث هو رسالة الاطمئنان التى توجهها له بان لا يقلق عليها فهي تسير بخطوات مدروسة .
وأكمل الدكتور جمال حديثه قائلاً :
- ومن كل هذا يتضح لنا أن هناك رابط شفاف بين ما يحدث فعلاً وبين ما نرويه وإن كان مختلف ظاهرياً
هل من سؤال ؟؟
(المشهد التاسع )

قال احد الطلاب :
- دكتور جمال ماهو المفهوم الذي يمكن التوصل إليه من الحدث الأخير قبل الاستيقاظ بالنسبة للحالات الأربعة ؟؟؟
- سؤال جميل جداً.. بالنسبة لهاشم كانت لحظة تمكن الانتقام منه هي تمثل لحظة النوم والصراخ هو لحظة الاستيقاظ .. ويمكننا أن نفهم من هذا أن لحظة اكتشاف التعرية هي لحظة الاستيقاظ .
أما بالنسبة لطارق فلحظة النوم كانت هي تملك القلق ولحظة الاستيقاظ هي احاطة العش بالملابس ..
ويمكننا أن نفهم أن القلق هو لحظة النوم والاستيقاظ أي أن الشخص القلق لا يستمتع باي منهما
أما نسرين لحظة النوم هي لحظة التساؤل ولحظة الاستيقاظ هي الإغماء من العطش ويمكننا أن نفهم من ذلك إن التساؤل هو لحظة النوم واقتراب إجابة التساؤل هي لحظة الاستيقاظ.
والحالة الأخيرة دعاء لحظة النوم غير مدركة ولحظة الاستيقاظ هي العطاء للآخرين وهي في ماروته في فعل سقاية نباتات الظل ويمكننا أن نفهم من هذه الحالة ان الشخص المعطاءة لا يحصي ولا ينتبه كم أعطى للآخرين.

( المشهد العاشر)
وفي هذه اللحظة طرقع الدكتور عبد القادر الإمام أصابعه فاستيقظ الدكتور جمال من حالة التنويم المغنطيسي.
ربت الدكتور عبد القادر على كتف الدكتور جمال وقال له
-دكتور جمال احكي لنا عن ما حدث ؟؟
-لا أتذكر شيء
-نهائي
-نهائي
قال الدكتور عبد القادر لمجموع الدكاترة من المشرفين والمتابعين لمناقشة رسالة الدكتوراه ..
أولاً إن الشخص المنوم مغنطيساً لا يتذكر شيئاً من ما مر به من أحداث .. هذا ما أردت إثباته ..
ثانياً.. ان الشخص المنوم مغنطيسياً قد يتمتع بقدرات ليست موجودة فيه في الواقع .. فالدكتور جمال ليس دكتور في الواقع فهو ميكانيكي سيارات ولا يعرف أي شيء عن علم النفس .. فلكل شخص قدرات يتمتع بها العقل الباطن لا يدري عنها العقل الواعي شيئاً..
(المشهد الأخير )

طرقعة من أصابع احد الركاب جعلت عبد القادر الإمام الملقب بعبد القادر شتات يستيقظ من أحلام اليقظة .. وبعد ان أعطى الراكب ما تبقى له من ثمن التذكرة قال:
-الركاب المثقفاتية ديل حيضيعونا .. كل يوم يحشووا رأسنا بحاجات غريبة ..بلا تنويم مغنطيسي بلا وهم معاهم
طرقعة أصابع أخرى من راكب أخر جعلت عبد القادر شتات ينزل ويقول للسواق بكل إصرار
-مش الشغلانة دي خليناها .. خليناها
وخرج راكضاً وطرقعات الأصابع تطارده .

Post: #2
Title: Re: فنتازيا ( طرقعة الأصابع)...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 12-31-2004, 01:53 PM
Parent: #1

لؤى

سعيدة بطعم اكتشاف قلمك الشفاف

هذه الطرقعة ينبغى ان تكون فوق على نهاية هذا العام

هل لنا بفنتازيا للعام الجديد


وكل سنة ويوم وانت اروع

اشراقه