اجراءات الملاحقة عبر الانتربول فاعلة ّ!!..بعد عبد العزيز خالد هل الضحية القادمة من حركة البجا؟؟

حديث المدينة

عثمان ميرغني

Email: [email protected]

الذراع الطويلة ..!

أعرف أن الذين وهبهم الله ذاكرة جيدة سيتضايقون من عنوان حديث المدينة اليوم لأنه يحمل نفس الاسم الكودي للعملية العسكرية الامريكية التي دمرت مصنع الشفاء في اغسطس من العام 1998 والتي اطلق عليها البنتاجون اسم الذراع الطويلة أو The Long reach ..

وبعيدا عن الاسقاطات السياسية اسهمت عملية القبض على العميد «م» عبالعزيز خالد في دولة الامارات العربية المتحدة ثم ترحيله الى السودان في لفت انظار السودانيين الى الدور الذي تلعبه ادارة الانتربول في وزارة الداخلية في تمديد ذراعا امنيا عبر الحدود للقبض على المطلوبين .. وبدت الصورة كما لو ان الشعب السوداني اكتشف فجأة ان هناك ادارة بهذا الاسم في السودان وأنها تستطيع أن تعبر بسلطتها الى خارج الحدود..

ورغم ان العملية بدت كما لو كانت اجراء استثنائيا معزولا لكن العميد عمر المختار الفكي مدير ادارة الانتربول يؤكد أن عمليات القبض على المطلوبين وتبادلهم مع الدول العربية أمر يجري بصورة مستمرة ولا يكاد يمر شهر دون ان تشهد اروقة الانتربول مثل هذا الاجراء .. فهناك كثير من المتهمين في قضايا جنائية يظنون أن الهرب خارج الحدود يعصمهم من طائلة القانون .. لكن الاجراءات الثنائية التي تتم عبر الانتربول تسمح للحكومة باستردادهم متى ما اكتملت الاجراءات القانونية .. وقد اسهمت العلاقات المؤسسية والصلات الوثيقة بين الضباط السودانيين ونظرائهم في الدول الأخرى الى تيسير اجراءات الملاحقة خارج الحدود بصورة تسمح للشرطة السودانية القبض على المتهمين في وقت وجيز اذا توفرت معلومات مناسبة عن المتهمين .

وحسب العميد عمر المختار فإن الدول العربية تتعاون مع السودان بصورة كبيرة وتثق كثيرا في دقة ومصداقية التحريات والاجراءات القانونية التي تتبعها ادارة الانتربول في وزارة الداخلية .. وقد اسهمت هذه الثقة في مد ذراع و يد القانون الجنائي السوداني للوصول الى المتهمين بسرعة وسهولة عندما يلوذون بالدول العربية خاصة في الخليج ومصر .. وقد قدم لى العميد المختار مثالا لقصص متهمين ارتكبوا اعمالا تقع تحت طائلة القانون الجنائي ثم عبروا الحدود الى الدول التي يسهل السفر اليها من السودان لكنهم فوجئوا في تلك الدول بالقبض عليهم واستردادهم مرة أخرى بواسطة ادارة الانتروبول ..

وكان الأمر في الماضي لا يتعدى الأعمال الجنائية العادية لكن التنسيق بين وزارات الداخلية في الدول العربية أوصلها لاتفاقية اقليمية لمكافحة الارهاب . وقد يذكر الكثيرون أنها استخدمت من جانب السودان في حادثة تفجير أنبوب النفط شمال عطبرة التي بسببها ابعدت السلطات المصرية الفريق عبد الرحن سعيد بعد تصريحات أدلى بها في القاهرة واعترف بمسئولية التجمع عن العملية فوضع رقبته تحت سيف الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب.
ويبدو ان الأمر سيتكرر مرة أخرى مع تنظيم البجا هذه المرة بعد حادثة تفجير انبوب النفط شمال شرق مدينة شندي ..
وحسب العميد عمر المختار فإن اجراءات الملاحقة عبر الانتربول فاعلة - جدا - في الوصول الى المتهمين لأنها تدرج المطلوبين في قوائم الانتظار في المطارات التي تصبح مثل الفخ فتقبض على من يمر بها بصورة آلية أكيدة .. وفي حادثة العميد عبد العزيز خالد مثال جيد لذلك