زعيم "شهامة" الحـركة المســلحة الجديدة بغرب كردفان يتــوفي في ظروف غامضـــة

ذكرت مصادر متطابقة أمس أن حادثا "خطيرا" وقع أول من أمس في اقليم دارفور بين جنود من الجيش السوداني وأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار برئاسة تشاد.

ووقع الحادث في قرية ايتو شمال نيالا (جنوب دارفور) التي وصلها فريق من اللجنة للتحقق من اتهام وجهه متمردون من "الحركة من اجل العدل والمساواة" بأن الطيران السوداني قتل الثلاثاء الماضي 65 مدنيا خلال غارة جوية.

وقال المتحدث العسكري باسم الحركة من أجل العدل والمساواة العقيد عبد الله عبد الكريم، ان الجيش السوداني تعرض لأعضاء اللجنة. وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي من ليبرفيل "احرقوا سيارتهم واصابوا عقيدا تشاديا بجروح".

وهذا الحادث الذي وصف بأنه "خطير"، أكده مصدر قريب من لجنة وقف إطلاق النار، لكنه رفض تأكيد التفاصيل التي طرحها المتمردون. لكن هذا المصدر أكد القصف الجوي على قرية ايتو، الا انه لم يقدم حصيلة للعملية. وأعرب المتحدث باسم الحركة من اجل العدل والمساواة عن اسفه "لأن الحكومة السودانية لا تحترم التزاماتها وتستمر في انتهاك وقف اطلاق النار". وأضاف "ننوي جديا الانسحاب من المفاوضات في أبوجا"، وهي مفاوضات السلام السودانية التي يفترض ان تستأنف في 10 ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة النيجيرية.

ومن جهة أخرى، توفي أمس زعيم حركة تمرد مسلحة جديدة ظهرت في ولاية غرب كردفان باسم "شهامة" في ظروف غامضة في المناطق التي يتحصن فيها بجنوب البلاد، ولم تتكشف بعد تفاصيل وفاته، ولكن مسؤولا حكوميا قال لـ"الشرق الأوسط"، إن موسى محمدين مات متاثرا بارتفاع في ضغط الدم.

وبينما اكتفت وكالة السودان للأنباء "سونا"، بأن محمدين توفي بمنطقة وروار بجنوب البلاد صباح أمس، قال الخير الفهيم محافظ ولاية غرب كردفان لـ"الشرق الاوسط" ان محمدين مصاب أصلا بمرضي ضغط الدم والسكري، وان ضغطه قد ارتفع في اليومين الماضيين مما أوصله إلى مرحلة الاغماء في منطقة فريا بجنوب البلاد حيث يقيم هو وعدد من أنصاره هناك، ومات أثناء نقله الى اقرب مستشفى. وشدد ان وفاته طبيعية، وقال ان حكومة الولاية اتصلت امس بأسرته التي تقيم في مدينة المجلد، كبرى مدن غرب كردفان، لأداء واجب العزاء.

وتعتبر الحكومة السودانية ان حركة "شهامة" الوليدة منذ اربعة اشهر، هي ايضا احد اذرع حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي المعتقل الآن، وتستند في الزعم الى ان زعيم الحركة محمدين واحد من كوادر المؤتمر الشعبي، وكان قبل المفاصلة بين الرئيس البشير والترابى 2000، ويعمل بمفوضية العون الانساني ومن ثم عمل محافظا بمحافظة رشاد في غرب كردفان، قبل أن يعزله البشير بعد المفاصلة. ويعتبر زعيم الحركة الجديدة محمدين، 47 عاما، من قيادات ميليشيا قوات الدفاع الشعبي الموالية للحكومة في المنطقة.

وحسب منشوراتها التي وزعتها في كردفان فإن "شهامة" تطالب بإعادة النظر في اتفاقيتي قسمة السلطة واتفاق الترتيبات الإدارية لمنطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، وترفض تصفية ولاية غرب كردفان وتوزيع مناطقها بين ولايتي جنوب وشمال كردفان، كما نصت الاتفاقيات مع الحركة الشعبية.

ومن جهة ثانية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أمس، انها خصصت مساعدة إضافية بقيمة 390 ألف دولار الى 35 ألف عائلة من الأكثر فقرا في اقليم دارفور بغرب السودان.

وستسمح هذه المساهمة بتوفير تسعة أطنان من الحبوب وأدوات زراعية، أضافة الى خدمات بيطرية ومساعدات تقنية سيقدمها مهندسون زراعيون.

واشار بيان لـ"الفاو" الى ان هذه المساهمة ستسمح بإنقاذ الموسم الزراعي المقبل في المنطقة التي تعاني من نزاعات مسلحة ومن نزوح سكانها. وقد انتهى موسم الحبوب في دارفور وقررت المنظمة تركيز عملها على الانتاج الزراعي وحماية المواشي.

وأوضحت منسقة المساعدة الطارئة للفاو شمال دارفور سارة ماكهاتي، ان المنظمة "تستهدف المزارعين الفقراء العاجزين عن شراء الحبوب أو الذين خسروا مؤنهم بسبب النزاع. وستسمح لهم حبوب "الفاو" بزراعة الخضر وتحسين نظامهم الغذائي عبر توفير المواد القابلة للبيع في السوق المحلية بين أيديهم". كما ستتيح الحبوب الموزعة لكل عائلة إنتاج خضر بقيمة 300 دولار على الأقل، وستساعد المنظمة العائلات النازحة عبر تقديم خدمات بيطرية ولقاحات لنحو 12 ألف حمار، وهي حيوانات ضرورية كونها وسيلة النقل الوحيدة للوصول إلى منابع المياه أو الأسوق