الساجور... وكيمياء النفس الشريرة

كلمة غريبة كانت ترددها الجدة العظيمة الحرم...وكان على ان ارثها منها ولا ادرى اذا كان لها تفسير فى السفر القيم للبروفسر عون الشريف قاسم (معجم العامية فى السودان)..ومنذ كنت طفل كا يخيفنى ذلك الشيىء الذى يفغر فاه وتبين احشاءه المتلظية ويسميه السودانيين مكوة الفحم..كان اشبه بالتمساح..ومنذ ذلك الحين اضحت المكوة هى ساجورى دون منازع..ولكن ابى الذى عمل مدرسا بالدلنج وبمريدى..يحب ابناء هذه المناطق..وهم اناس طيبون حرمتهم حروب الهوية والموارد من فرص تعليم عادلة وجاؤ الى الشمال ليعملو مكوجية..اذا كان علي ان اتخطى اكثر من تمساح فاغر فاهه فى محل الغسال الى الجوار فى شمبات الاراضى لانقل لعم دنيال تحيات ابى وملابسه ايضا..وللاسف حتى الان وبعد اثبت ابناء هذه المناطق تفوقهم فى كافة المجالات الفكرية والثقافية والسياسية لا زال البعض من ازلام السودان القديم يعاملهم بشوفينية مريضة كجزء من ثقافة السودان القديم المنحطة..كنت اود بعد غيبة طويلة ان ابدا بتحية الاصدقاء والاعداء..حيث يعج منبرنا الحر بالطيب والشرير والقبيح..ولكنى للاسف اليوم شاهدت ساجور حديث(مكوة كهرباء)..يحمله يمنى ووضعه جوارى فى محل الانترنت..هذا الساجور الحديث له ذيل يخفيه بكيس امريكى كما قال مظفر النواب عن وزراء النفط العرب..وطبعا وزير النفط السودانى ليس منهم لانه فى تلك الفترة لم يكتشف النفط فى السودان ..ومع ذلك لا اتصالح مع هذا النوع من السواجير الامريكية..لان صديقى الذى يجلس جواري الان ويبدو سعيد بحيازته لهذة الالة.. اما كان له او من الافضل ان يطلق زوجته النكدية التى لا اعرفها ولكنها تمارس عليه تسلطها..وتلزمه بشراء مثل هذه الاشياء التى حتما ستقود الى انحرافه لاحقا وتعاطيه للرشوة والفساد...انظرو يا اخوانى انى مستعد ان اغسل كل الملابس العالم واموال تنظيم(000) ولا اكوى جلابية سودانية واحدة..خاصة اذا كانت انصارية لانى لا اعرف اذا كنت قلبتها اثناء الكوى ام لا. واليمنيين يعتبروها رمز لكسل السودانيين.ولا يعرفون انها رمز للسرعة فى نفرة الجهاد..
********************
.وفى الاوانة آلآخيرة يبدو انى تجاوزت هذا الكائن الحى الذى يسمى المكوة اصبح لدى ساجور جديد يسمى فضائية الجزيرة..والتى ما هى الا بوق للقوميين المقبورين والاسلاميين الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا.فهى لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور .خاصة عندما اسمع احدهم يقول(اليو م سقطت ورقة التوت عن الجميع)..ولا ادرى من يعنى بالجميع...الحكام المستبدين ام علماء السوء ام انصاف المثقفين ام انصاف الاكاديميين اصحاب المراكز ذات الاسماء الطنانة الرنانة حيث نسمع جعجعة ولا نرى طحينا والمثل الانجليزى يقول(the half learned man is a dangrous man ..ام عن امريكا..هل كان هناك ورقة توت اصلا...ونحن اغمضنا اعيننا من منتصف القرن الماضى حياء من العورات التي تحيط بنا من كل جانب...فى مصحة كبيرة..كان اسمها ام درمان كان اسمها السودان كان جنويبا هواها..وكان شماليا وشرقيا وغربيا .
**********
التعزية المقدرة لكل من فقد عزيز فى هذه الدنيا الزايلة فى غيابنا..التحية لكل الاصدقاء القدامى والاعداء القدامى والاصدقاء الجدد والاعداء الجدد
***********
الشكر للاخ وزميل الجامعة بكرى ابو بكر الذى ابقى الباب مفتوح..والاخ العزيز نزار الذى سال عنا والاجابة الذى طلبها مقتبسة من المطرب عبدالوهاب الصادق(كلام الحب كلو قلتوهو بس كلامى انا الما عرفتوهو)..وما اكثر الكلام الما عرفناه فى حياتنا..وظلمنا اصحابه وبخسناهم اشياءهم ..
**********

نتعمد الاسراف
كى نستر الفاقة
الزاد خبز حاف
والنفس افاقة

سعيدون بعودتك يا عادل امين

واصل مساهماتك الناضجة والمحفزة على التفكير والتساؤل..

الاخ العزيز عادل عثمان
تحية طيبة
هذا البوست هو جزء من مشروع لتحرير الناس من شنو وليس من منو..نحن نسعى لصياغة هوية مشتركة لبلد كان اسمها ام درمان كان اسمها السودان كان جنوبيا وشماليا وشرقيا وغربيا هواها..اشكرك على الزيارة وناسف لتاخر الرد....ويكفيك الله شر السواجير لانها لم تعد فقط المكوة فى هذا الزمن الآسن...