محنة عرفات .. هي محنة القيادة العربية

ياسر عرفات .. أبو عمار أو أبو زهوة .. شفاه الله وعافاه ورد كربته واعاد اليه صحته وهو يصارع الحياة .. ومحنته هي في جوهرها هي محنة كل القيادات العربية بل نهج الحكم العربي الذي رمي البيض كله في سلة القائد الملهم فأذا مرض أهتزت أركان الدولة المفصلة علي مقاسه .. فهم في حكمهم يردعون المعارضة بأعتبارها عمالة ويكممون الأفواه باعتبارها خيانة .. وتحتار الطبقة المقربة من سطوة القائد لتقاسم الأرث وبهرجة السلطة .. لو أن السلطة الفلسطينية كانت قائمة علي مؤسسات حقيقية ودستور واضح المعالم لما أحتارت تلك السلطة في أيجاد الوقت المناسب( لاعلان وفاة القائد ) لما اربكت الشعب الفلسطيني المبتلي بالاحتلال الاسرائيلي والاحتكار الثوري ..الحق يقال بأن ياسر عرفات كان قد فقد بريقه الثوري بمجرد دخوله فلسطين علي بنود اتفاقية غزة اريحا .. والرجل الذي كان عليه ان يبني دولة مؤسسات وينشر قيم الديمقراطية والحرية فيما آل اليهم من (ارض) جعلها بؤرة للفساد وسقر في مقابل الجحيم الأسرائيلي .. ذلك الفساد لم يقل به شارون وبوش فحسب بل دحلان نفسه رجل فتح وذراعها الأمني .. بل كان الشعب الفلسطيني في وقت ما قد وجه سلاحه وانتفاضته ضد عرفات وبطانته .. فالدولة الفلسطينية المزمع اقامتها بنضال طويل جدا وانتفاضات دامية أن كانت هي علي شاكلة الدولة العرفاتية فمن الأفضل ان يستذكر الناس قصة النضال الطويل ويرجئون مشروع الدولة لانها كما اتضح من فلسفة السلطة الفلسطينية ستكون عبئا اضافياعلي كاهل المواطن العربي .. ستكون بؤرة اخري من بؤر الديكتاتورية والفساد .. مرة اخري شفي الله ياسر عرفات الأنسان والتاريخ النضالي ولكن قصة عرفات الحاكم فيها اكثر من رأي ...

الآن وقد نعي الناعي وفاته ..له الرحمة والمغفرة ..فسيحفظ التاريخ له قصة نضاله الطويل من أجل قضيته التي ضحي من أجلها .. اذكروا محاسن موتاكم ...