الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر

الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر


11-07-2004, 04:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1099797140&rn=0


Post: #1
Title: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: خالد عويس
Date: 11-07-2004, 04:12 AM

خالد عويس
الروائح المنبعثة من البيوت الطينية المتلاصقة تعبق أجواء المدينة الصغيرة بمزيج البهارات قبل رمضان بما لا يقل عن شهر، تشي أن السيدات منهمكات في اعداد "الحلو- مر"، الذي يصنع عادة من عجين يتم تخميره، وبهارات عدة لتجفف شرائحه بعد ذلك، وتنقع في الماء البارد لتجهيز الشراب لاحقا. رائحة "الحلو- مر" هي المؤشر المبكر لقرب حلول شهر "الصيام" كما يطلقون عليه هناك.

"القولد"، مثلا، مدينة أميل للريف؛ ففي أنشطتها الاقتصادية، ونسيجها الاجتماعي تبدو كقرية كبيرة، لم يقاربها لعوالم المدينة إلا البنيات الأساسية التي خلفها الانكليز، وزاد عليها السكان مرافق جديدة أضحت بمرور السنوات معالم دالة إلى "مدنية" القولد وإن ألقت حقول النخيل والفول المصري والقمح بظلال كثيفة مؤكدة "قروية" القولد وطابعها الريفي.

لكن هذا الطابع الريفي يبدو مترسخا أكثر في المظاهر الاجتماعية لهذه المدينة الصغيرة التي ترقد على الضفة الغربية لنهر النيل، " 80 كيلومترا" جنوب دنقلا حاضرة المديرية الشمالية.

وفي رمضان من كل عام، تنغمس المدينة، المتريفة، في أنشطة حميمة تمازج بين الطقوس الدينية والاجتماعية خالقة خصوصية لشهر رمضان فيها.
يعمد كبار السن خصوصا من السكان لتعقب الهلال في أيامه الأولى؛ ليتيقنوا من أن صومهم كان صحيحا، ويرفع الكثيرون منهم أيديهم للسماء بالدعاء بمجرد وقوع أبصارهم على الهلال الذي يسمونه "شهرا".

يبدأ اليوم الرمضاني بالنسبة للغالبية هناك في الساعات الأولى من الصباح لمزاولة الفلاحة، حيث يكون الجو مائلا للبرودة، ويميل الفلاحون لقضاء أشغالهم قبل صلاة الظهر؛ وهبوب الرياح الساخنة في الغالب ما لم يكن الوقت شتاء.
وتستيقظ ربات البيوت كذلك في وقت مبكر ليتمكنّ من رعاية الدواجن والماعز التي غالبا ما تشاطر الريفيين بيوتهم الكبيرة.

و يتوجه غالبية الناس للصلاة في المساجد الحديثة أو الأخرى التقليدية ذات الطابع القديم المبنية من الطين والمعروشة بعروق وجريد النخل.
ويقضي البعض وقتا طويلا في المساجد عوضا عن البيوت لقراءة القرآن، وحضور حلقات للذكر، والدروس الدينية حتى موعد صلاة العصر، وهو الوقت الذي يتوجهون فيه لأخذ قسط من الراحة. لكن عددا من كبار السن والشباب الذين يقطنون قريبا من سوق المدينة، يزجون الوقت بالحديث والتسلية أمام المتاجر وربما التبضع إلى أن تأذن الشمس بالغروب.




الشوارع تكتظ بالموائد و"العصيدة" تاجها

المشهد في هذا الوقت مؤثر جدا في كل قرى ومدن الشمال السوداني خصوصا، وفي السودان كله عموما، إذ يندر أن يخلو شارع من جماعات تفترش الأبسطة، وتضع الافطار منادية على عابري السبيل.

وما لم تخرج قبل الفطار بساعة على الأقل، يتعذر عليك غالبا أن تبلغ مكانا تقصده لتلبية دعوة خاصة للافطار، لأن دعوات "الشارع" التي تبلغ درجة القسم المغلظ لن تدعك في حال سبيلك.

في القولد، درج الناس على تناول الافطار في شكل جماعات، يتوجه جيران المساجد والخلاوي عادة إلى دور العبادة، هذه التي تؤوي في الغالب الغرباء وعابري السبيل. أما الغالبية فتوجد في الشوارع الواسعة التي تشبه الميادين، مكان ثابت منذ عشرات السنين للافطار وصلاة المغرب.

تفرش "البروش" –أبسطة مصنوعة من سعف النخل- والأبسطة القماشية قبل الغروب بنصف ساعة على الأقل، ثم يتوافد الصبية والشباب وهم يحملون طعام الافطار، والشاي والقهوة، ويلحق بهم قبيل الآذان بربع ساعة الشيوخ. وقد تفطر النساء أيضا جماعات. تمتد جلسات الافطار في الشارع إلى ما قبل صلاة العشاء بقليل. ويصلي الناس المغرب في الشارع بعد أن يكونوا قد أفطروا على تمر وماء.

لا يميل الناس هناك إلى الاكثار من الطعام في الافطار، ويكتفي الغالبية بـ"زاد قليل" كما يصرون على تسميته هناك، لأن رمضان لم يشرّع أصلا من أجل الاكثار في الأكل، وانما للاقلال منه بحسب رأيهم.

وتحوي المائدة الرمضانية صنوفا من الأطعمة التقليدية التي تقدم عادة في رمضان مثل العصيدة، فيما يحتل شراب "الحلو –مر" صدارة المائدة، متقدما على المشروبات الباقية التي يمثل الليمون والعرديب أهمها.

ويفضّل الصائمون أيضا "القراصة" وهي عبارة عن خبز سميك يوضع على طبق كبير ويغطى بـ"الويكة" أو الخضروات. ويحتل "الفول المصري" بالسمن البلدي والخبز مكانة خاصة لدى الناس هناك، علاوة على الحلويات المصنوعة في البيوت وأهمه: "اللقيمات" التي يطلق عليها أيضا "الزلابية".

وتمثل القهوة السوداء طقسا يكتسب خصوصية فريدة هناك، ففي غير رمضان يحرص الريفيون على تناولها مرتين يوميا: عند الصباح، وقبيل غروب الشمس. وعادة ما لا تكتفي الأسرة الواحدة بتناول القهوة بمعزل عن الآخرين، إذ توفر القهوة وطقسها المسائي خصوصا فرصة لتوثيق الأواصر، والتحدث في أمور شتى يغلب عليها الطابع الريفي، وهموم الفلاحة.




قهوة رمضان خصوصيتها كبيرة

أما في رمضان فيصبح شرب القهوة جزءا متمما لطقوس الافطار. فبعد صلاة المغرب، يتجه الناس كبارا وصغارا لصب القهوة من وعاء فخاري مجمّر، له فتحة في الأعلى ويسمى "الجبنة" بفتح الجيم والباء والنون، ومن اسمه استمدت القهوة اسمها الشائع في السودان... "الجبنة".

يمضي الناس الوقت الذي يعقب الافطار في الشارع حيث أفطروا، ومع أن المدينة الصغيرة شأنها شأن غالبية القرى والمدن في شمال السودان، لا تشملها خدمات الكهرباء العامة، إلا أن الظلام الذي يخيم باكرا هناك يمثل بحد ذاته طقسا جميلا بالنسبة لهم. إذ لا حاجة لدخول المنازل، فالسمر الذي يعقب الافطار في الشارع، ويجمع الشيوخ بالشباب والصبية في الظلام، أروع في نظرهم من دون كهرباء.

بعد صلاة العشاء بقليل، والتي يؤديها الناس في المساجد الرئيسة في المدينة، يتناول كبار السن العشاء ليأووا إلى النوم باكرا ويستقبلوا غدهم بصلاة الفجر في موعدها. وهم يعتبرون "السهر" من علامات قلة مروءة المرء، وقلة تدينه، لأنه في الغالب يؤدي إلى تضييع الفجر.

أما الشباب، فكانوا في السابق يتوافدون على الأندية الرياضية القليلة التي تعني أيضا بالأنشطة الثقافية والاجتماعية. وكانت القولد فيما مضى حاضنة لواحدة من أهم المدارس "الوسطى" في شمال السودان، لذا كان رمضان كغيره من الشهور، تحظى لياليه بأنشطة ثقافية منوعة ومعمقة، تشمل الندوات الأدبية والدينية والمناقشات المفتوحة.

وكانت الأندية حينذاك تعتمد في ادارة وتفعيل هذه الأنشطة على الموظفين والطلاب النابهين، وبمرور الزمن استأثرت الأنشطة الرياضية على اهتمام أكبر في أوساط الشباب.

لكن الدراما التلفزيونية والبرامج الخفيفة بعد صلاة التراويح أضحت تزاخم الأنشطة الأخرى، حيث يتدافع الشباب لحضور التلفزيون في هذه الأندية على الرغم من امتلاك أعداد مقدرة منهم أجهزة تلفاز في بيوتهم، بسبب أن الأندية توفر "جوا اجتماعيا" يناسب رمضان.

وفي حين يستمر السهر أمام التلفزيون، أو في ممارسة الرياضة لغالبية الشباب، يحرص بعضهم على ارتياد المساجد لاقامة الليل مع قلة من الشيوخ الذين يأوي معظم للنوم باكرا.

ويحلو لبعض الشباب القيام بدور المسحراتي بعد اكمال السهر في الأندية، أو في جلساتهم على الرمال في الشوارع، خصوصا عندما يبدأ القمر في الاستدارة، مما يشكل لهم حميمية ريفية خاصة "ستدنسها" الكهرباء، برأيهم، فيما لو تسللت إلى قراهم ومدنهم التي تصالحت مع الظلام لقرون.

نقلا عن العربية.نت
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=7725

Post: #2
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: حمزاوي
Date: 11-07-2004, 05:40 AM
Parent: #1

اخي الحبيب خالد عويس
مشتاقين
ذكرتني الايام الحلوة والماضي واهلنا الطيبين في الشمال واكلاتهم الحلوة الكابيدة والملاح المكرب بالشرموط ذكرتني القولد وناس القولد شبعانه وسلقي ودمبو وكومي والقولد شمال والقولد جنوب وحلة العرب والسوق ومطعم عمنا ابراهيم والفول المضنكل انهم اناس طيبون بالفطرة
هل نسلتقي في وطننا ومع اهلنا بعد هذا الشتات ونحن نردد في القولد التقيت بالصديق

Post: #3
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: ترهاقا
Date: 11-07-2004, 06:42 AM
Parent: #2

ويييين يا حبيبنا - نورت البورد

فقدناك كتتتتتتير بى جاى ، لعلك ميسوط فى الامارات

كل عام وإنت بخير وتحياتنا للمدام

احمد ، نور ، علاء

Post: #4
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: على اسماعيل
Date: 11-07-2004, 10:59 AM
Parent: #3

الاستاذ الصديق / خالد عويس - التحية والاحترام

بما اننى ما من الشمالية ولكن ما يربطنى باهلى الدناقلة نسب اعتز به كثيرا حيث اننى متزوج من قرية التيتى التى تبعد عن القولد حوالى ال 40 كلم شمالا ومن هذا المدخل يجعلنى اعلم كثيرا عن القولد وعلى ما اظن اخبرتك قبل يومين بهذا الموضوع ،

القولد زرتها كعابر سبيل لاربع مرات ولكن كانى اقصدهاواتعمد المرور بها- احيانا بدعوى الاستراحة واحيانا اخرى بدعوى التزود بالوقود او الاستراحة و تناول وجبة وسطية ...الخ ، وفى كل مرة تسحرنى هذه القرية المدينة بجمالها وطيبة اهلها والتى كما ذكرت لك من قبل تذكرنى باهلى فى كردفان وبالاخص الارياف منها وذلك لتطابق العادات والتقاليد والموروثات الثقافية وطيبة اهلها وتوادهم واكرامهم للضيوف وعابرى السبيل ، وما ذكرته بعاليه تماما كانك توصف قريتى الحمادى الكردفانية التى لا تختلف كباقى قرانا واريافنا فى كل بقاع الوطن - ومن القرى التى اعجبتنى كثيرا قرية التمتام - قرية الدبة - قرية الباجة - قرية القولد - قرية قنتى - قرية الصحابة -قرية التيتى - دنقلا العرضى - وبهناك الدوم - نمرة تلاتة - ارقو السير - هل تصدق كل هذه القرى (المدن ) زرتها واستمتعت بزياراتها وفى كل اجازة لازم تكون فى اوائل جدول الزيارات ولدى اصدقاء كثر لا اود ذكرهم خوفا من النسيان لاقع فى الحرج -يا ريت التوثيق لهذه الموروثات العظيمة هذه يا اخى خالد - عموما هنيئا لنا و لكم يا صديقى القولد وهنيئا للقولد بكم
ودمت /على اسماعيل

Post: #5
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: abdalla BABIKER
Date: 11-07-2004, 11:05 AM
Parent: #1

الاستاذ خالد

تشكر يا اخي وانت تنشر الثقافة والعادات السودانية

Post: #6
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: خالد عويس
Date: 11-09-2004, 06:57 AM
Parent: #5

حمزاوي
ترهاقا
علي اسماعيل
عبدالله بابكر
شكرا لمروركم الجميل.
ولحمزاوي وترهاقا العزيزين أقول كل سنة وأنتم وأسركم طيبين وقد اشتقت لكم جميعا في الرياض. وليتني أتمكن من زيارتكم قريبا لأستمتع بأنسكم وسمركم.
ولعلي وعبدالله وبورداب الامارات
تحية من قلبي على حفل الافطار وعلى التثاقف الجميل الذي نقلنا لأجواء سودانية خالصة
وعذرا لعدم تمكني من الرد باستفاضة -وكنت راغبا في ذلك- على وعد بالعودة لهذا الموضوع الذي قصدت نشره في "العربية نت" لتعريف الآخر بنا وببساطتنا الجميلة وعاداتنا الضاربة جذورها في تربتنا

Post: #7
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: مناهل محمد الحسن
Date: 11-10-2004, 00:18 AM
Parent: #1

الاخ خالد
سلام
ذكرتني بالجواء الرمضانية في امدرمان بنكهة الابري (الحلو-مر)

شكرا لوجودك القيم في الافطار وارجو ان تجد المقترحات التي نوقشت فيه حيز للتنفيذ مع بقية الاخوة البورداب فنحن في الانتظار

ولمزيد من التوثيق لعاداتنا

Post: #8
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: محمد عبدالقادر سبيل
Date: 11-10-2004, 02:14 AM
Parent: #7

خالد عويس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياخي معزوم فطور معاي بالله في ابوظبي. بس اتصل عشان نظبط ليك الحاجات الذكرتها اعلاه.

عموما ليكن معلوما لديكم ان الدكتور بتاع مستشفى القولد اخوي شرط ( ميسّر عبد القادر سبيل )
يعني لو عايز سلفا ترايد ولا بنسلين مائي في البيت قول لينا.
ألذ شئ انني اتصلت به بمناسبة رمضان لكنه خارج الشبكة وبالصدفة اتصل هو من دنقلا
فقلت له بصفتي متشدد: دينك دينك لحمك دمك يا اخي. كما قال النبي الكريم موصيا بالحرص على اقامة أمر الدين .. فماذا رد علي الطبيب الشاب؟
قال لي : أنا يا مولانا اتبع الطريقة المكاشفية
أخوك يا مؤمن يامصدق .. ولكنه في نهاية المحادثة قال لي من باب الأمانة : أقصد أنني أقوم بالكشف على الناس على طريقتي .. شفت دكتوركم عينة كيف الله يهدي.

المهم كيف تقيم في الامارات ولا تكرمني بالزيارة؟ لك مودتي

Post: #9
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: sari_alail
Date: 11-10-2004, 05:43 AM
Parent: #1

Ustaz khalid oweis
ramdan kareem ya man
al fatoor fi al golid
but i will write about al fatoor fi Melaka-malaysia
ya man da barnamej ajeeb

Post: #10
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: فرح
Date: 11-10-2004, 09:11 AM
Parent: #9


Post: #11
Title: Re: الافطار في الشارع.. رمضان في "القولد".. خصوصية بطعم الحلو -مر
Author: خالد عويس
Date: 11-11-2004, 08:19 AM
Parent: #10

مناهل
ساري الليل
محمد عبدالاقدر
فرح
تحياتي وشكري لمروروكم هنا
كل سنة وانتوا طيبين
الأخ الأستاذ سبيل
دعوتك مقبولة وحريص على زيارتكم بأبوظبي ويسرني جدا أن نلتقي لأمتع نفسي بالأحاديث الثقافية وبقراءاتك الشعرية وليكن هذا في أيام العيد بمشيئة الله
تلفوني
0506876803