انهيار المسرح التحريضى عند دريد لحام ام هزيمة المثقف العربى سياسيا ؟

يعتبر الفنان السورى دريد لحام من الفنانين العرب الرواد فى المسرح التحريضى و السينما السياسية التى تتناول القضايا الاجتماعية و قضايا الحريات باسلوب لاذع وساخر ويتجسد ذلك فى سلسلة من اعماله الخالدة و ثنائيته مع الكاتب المعروف محمد الماغوط انتجت اعمال خالدة مثل (ضيعة تشرين) و (كاسك يا وطن) و (الحدود) و غيرها

و لكن ظل دريد لحام يمثل تساؤل مشروع فى الفترة الاخيرة باتجاهه نحو انتاج و تقديم البرامج التلفزيونية الخفيفة و المسلية وهى اغلبها برامج لا يملك حقوق انتاجهاوهى مستوحاة من قنوات اجنبية بحيث يتم تعريبها فى استوديوهات ام بى سى

فى حوار ساخن اجرته معه قناة الحرة اليوم الاثنين 18 اكتوبر 2004 تطرق محاوره الى كثير من قضايا الفن و المسرح و السياسة و التى بحسب راى سجل فيها دريد لحام تراجعا و تخاذلا لقضايا المسرح التحريضى السياسى وهذه بعض جوانب الحوار:

فى سؤال عن منهج بريخت الفنى فى التحريض السياسى على خشبة المسرح انكر دريد لحان ان يكون مسرحه انعكاس لتجربة فنية تمثل منهج بريخت مع العلم بان معظم اعماله قامت على هذا المنهج خاصة فى بواكير انتاجه كما نذكر ايضا ان الكاتب محمد الماغوط لا ينكر صلته الكتابية ببريخت و التى استلهم منها اعماله المسرحية. وفى سوال مباشر ساله مقدم البرنامج عن موقفه من قضايا الديمقراطية و الحريات فى الوطن العربى فكان رده مثاليا بانه يدعو الى انظمة عربية تحقق العدالة الاجتماعية متجنبا التطرق الى فساد هذه الانظمة و طغيانها الواضح و هنا تداخل المقدم ليساله الم يكن يدعو بذاك المسرح السياسى الى اقامة مجتمع اشتراكى او ما يشبه النظام الشيوعى فكان رد دريد بسرعة( اعوذ بالله) وهو رد لا يعبر عن فنان يمتلك رؤية سياسية و فنية لتغيير الحياة الاجتماعية.
وفى سؤال اخر عن موقفه من اعتقال السياسيين فى سوريا دافع عن حقهم فى التعبير عن رايهم و لكنه قال انه يرى ان اسلوب توقيع عرائض التضامن مع المعتقلين اسلوب غير مجدى و انه لا يحب ان يوقع على مثل تلك العرائض . و قال دريد انه ليس بالضرورة ان يكون المثقف فى مواجهة مستمرة مع النظام و انما هناك جوانب سيئة للانظمة و جوانب جيدة يجب الاشادة بها و ذكر حادثة توقيفهم من قبل المخابرات السورية عند عرض احدى المسرحيات السياسية و قال ان الرئيس السابق حافظ الاسد هو من قام باطلاق سراحهم ووصفهم الاسد بانهم شباب مبدعون
كما ايد دريد لحام موقفه الداعم للتدخل السورى فى لبنان ووصفه بانه موقف انسانى و قال ان سوريا لن تخرج من لبنان ابدا لان لبنان هى فى دواخل كل السوريين

و عندما كثرت الاسئلة السياسية الحرجة على دريد قال انه- يخشى الا يعود الى البيت – فى اشارة الى الحرج الذى يمكن ان تمثله تلك الاسئلة

سيتواصل الحوار مع دريد لحام بقناة الحرة منتصف نهار يوم غدا الثلاثاء 19 اكتوبر 2004 فى برنامج( قريب جدا)