الشمال .. المكلوم

د. مهدى محمد خير

أصحاب الدعوات اليائسة والمناشدات البائسة, وهذه الولولة العجيبة, من منظرى نظام الهلاك والهوان فى السودان هذه الحية التى أخرجت رأسها يوما لتخبرنا عن عزم قرنق, شرب القهوة مع " بنات شندى " , وخرج علينا بعده, نابها الأول ليستغيث , "الله الله فى الوطن , الله الله فى العقيدة , الله الله فى الزرع , الله الله فى الضرع ", .. وكأن سرطانا غيرهم, من دمر هذه العقيدة ونفًر الناس منها , وكأن شيطان آخر..غيرهم, خرج علينا من أحد أبواب جحيمهم السبعة , هو من أهلك ذرعنا وجفف ضرعنا, وحرمنا من تعدديتنا وديموقراطيتنا .. وهدد وطننا بالزوال .

اليوم , يحدثنا نابها الآخر .. ويحذرنا, [ أعلن لكم أيهاالأخوة بأننى متشائم مُتشائم متشائم , بل إنى أكاد أُجزم أن تاريخ السودان الحديث لم يشهد أخطر من هذا الوقت العصيب الذى تتقلب فيه بلادنا فى برميل بارود لا يحول بينه وبين الانفجار إلا أن ينفجر!!] ...., [ والآن أما آن لابناء السودان الشمالى أن يوقنوا أن حركة النزوح الكبيرة التى أحاطت بالعاصمة أو كادت لم تكن أمراً تم بمحض الصدفة وأن الأمر لم يكن الا إعداداً لما (بشرنا)به ادوارد لينو وباقان أموم مما رأينا بعضاً منه فى الخرطوم قبل عقود من الزمان فيما عرف باحداث الاحد وما نراه هذه الايام فى شكل تحرشات وأحداث دامية يشهدها قلب الخرطوم وبعض مناطقها الطرفية حتى قبل أن يدخل قرنق بقواته (الشرعية) الخرطوم ]...., [ ينبغى أن يتذكر هؤلاء جميعاً بأن شعب السودان الشمالى لن يقف مكتوف الأيدى إذا فُرضت عليه حرب أهلية ولن يستسلم للذبح كالنعاج ] .

أى قادة هؤلاء .. وأى أرض أنبتتهم .. وأى أرحام قذفت بهم الى هذا الشعب المسكين؟ , كيف يمكن لأنسان فى موضع لصنع القرار وقيادة البلاد ووضع سياستها , حتى وإن وأد الديموقراطية وأتى غدرا , وعلى ظهر دبابة .. وبليل , أن يتحدث مثل هذا الحديث الضحل .. التافه والعنصرى عن مواطنيه ورعاياه ؟. كيف لمن بيده مصالح البلاد وأهلها , أن يقسمها شمالا وجنوبا , شرقا وغربا, وأن يزرع الفتنة والبغضاء والعنصرية بين أهلها وأن يؤلب بعضهم على بعض الى حد الأحتراب والقتل؟.

هل أصبحت الخرطوم , عاصمة الوطن , أرضا محرمة على بعض أهل السودان ومواطنيه ؟, أم تراها أصبحت هى الأخرى كجنان الخلد , حكرا خالصا لكم , لتوزعوا نخيلها, وأعنابها , ولبن أنهارها, وحورها العين,على محسوبيكم وكوادركم الجهادية ؟.

ما الذى تعرفونه .... عن هذا السودان الشمالى ! وما الذى تتوقعونه... منه ؟, وهل تأملون حقا , أن يستمع أحدا من أبنائه ويستجيب لمثل هذا الحديث العنصرى البغيض؟. وهل فى ظنكم أن أهل الشمال أقل ديموقراطية وأقل عدلا من أهل الجنوب وأهل الشرق والغرب, حتى تسعوا بينهم بالفتنة وتستنفروهم للدفاع عنكم , وعن قصوركم المشيدة من عظام وجماجم أطفال السودان ؟... بل كيف يمكن لأهل الشمال , أنفسهم , أن ينسوا من ظلمهم , وشردهم , وسجنهم , وعذبهم , وذبح أبنائهم .. وفرض عليهم جبال الأتاوات بلا مبرر؟.

أنتم لا تخافون أن يصل , المواطن السودانى , قرنق الى الخرطوم أو شندى , أو حتى حلفا القديمة , فأنتم لم ولن تكونوا يوما معًنين بهذه المناطق أو بغيرها , بل إن الذى تخافونه حقا , هو ما سيأتى .. بعد مجئ المواطن قرنق الى الخرطوم , تخافون من الحرية والديموقراطية وشفافية الحكم , ترتجفون من دولة المؤسسات والمنابر الحرة , وتنخلع أفئدتكم وتتحسسون رقابكم , من مواجهة العدالة ويوم الحساب , وتعلمون يقينا أن النعمة التى ترفلون فيها, والمنهوبة من هذا الشعب الصابر, قد حان وقت أستردادها وعودتها الى أصحابها.

إن كنتم فى هذه الأيام, فى ضيق وعنت من الأمر , فأعلموا إن الشعب السودانى قد عرف وتيقن , أن خلاصه من حكمكم الجائر قد دنا , وإن كنتم ترون أن تاريخ السودان الحديث لم يشهد أخطر من هذا الوقت العصيب , فلا يخالجكم شك أبدا, أنها من أسعد ايام هذا الشعب وأحلاها , فتشاؤمكم.. فآلنا , وضيقكم... فرجنا , وسجنكم ... حريتنا , وموتكم كل..... حياتنا .

وتيقنوا إن عزم وأصرار أهل الشمال على أرساء وتثبيت دعائم دولة المؤسسات والديموقراطية وحقوق الأنسان فى السودان, هو من عزم أهل السودان كلهم, بل هم اليوم الأشد حرصا على نشر هذه القيم الأنسانية النبيلة, والعمل بها , وفى كل ركن من أركان هذا الوطن العزيز, حتى يزيلوا من عقولهم وقلوبهم, وعقول وقلوب الآخرين , مرة واحدة والى الأبد , تهم الظلم والأقصاء والعنصرية والأستعباد التى الصقها بهم , أمثالكم ممن أفراد أنتموا لعرقهم ومناطقهم.

سلوي صيام:
تحياتي ..ولك الشكر علي نقل كلام د. مهدي ...

الناطق بلسان كل اهل السودان..

خالص الود,,

سلوي صيام

لك العافية

لا حديث لنا بعد هذا الحديث الوافي

شكرا الاخوة Ehab Eltayeb و Abd-Elrhman sorkati


لكم خالص الود والاحترام

up .....up

Quote: وتيقنوا إن عزم وأصرار أهل الشمال على أرساء وتثبيت دعائم دولة المؤسسات والديموقراطية وحقوق الأنسان فى السودان, هو من عزم أهل السودان كلهم, بل هم اليوم الأشد حرصا على نشر هذه القيم الأنسانية النبيلة, والعمل بها