نتيجة أمتحانات الشهادة السودانية

ألكثير منّا قد مر بهذه المرحلة الغريبة من العمر وحديثي هنا عن الفترة مابين تقديم آخر امتحان في الشهادة الثانوية حتي ظهور النتيجة ومن ثم الالتحاق بالجامعات او التسجيل في فصول ألاعادة(في أغلب ألاحوال) خصوصا أذا كانت الرغبات مقسمة مابين كلية الطب أو الهندسة المعمارية وهما الرغبتين ألاكثر انتشارا بين صفوف القسم العلمي ؛ الحقوق أو أقتصاد و علوم سياسية في القسم الادبي ؛وذلك بحسابات الربح والخسارة في ابسط صورها :دكتور=عيادة=بيت +عربية+حساب في البنك=عروس حلوة وبت اكابر؛علوم سياسية =السلك الدبلوماسي=سفير=سفر لبلاد بره +ماهية بالدولار=عروس حلوة وهكذا.وتعتبر هذه الفترة الاكثر توترا في حياة الشباب السوداني من الذكور علي وجه الخصوص للطبيعة الابوية في تكوين الاسرة السودانية فالقسم النسائي يمكنه دائما تحقيق المعادلة بالطريقة العكسية : بت حلوة=عريس لقطة(دكتور؛مهندس؛تاجر؛دبلوماسي)=بيت+عربية+....؛ وتساهم ألاجواء في البيت السوداني في زيادة حدة هذا التوتر بممارسة بعض الضغوط النفسية لتوصيل حقيقة أن مهمتهم قد تم انجازها وأن عناصر الفشل لادخل لهم بها لا من قريب او بعيد وفي كل الاحوال يجب تحمل كل النتائج ومايترتب عليها من تبعات بصورة فردية .عموما ماعدا النخبة القليلة من الممتحنين من ذوي المواهب الربانية في الحفظ والتحصيل زائدا أبناء الأسر الغنية والذين توفر لهم كافة وسائل النجاح وتفك لهم طلاسم تقديم هذه الشهادة اللعينة؛ فالغالبية من البسطاء وهم كثر ويمثلون الغالبية العظمي من الجالسين للامتحانات مواجهون بشبح الفشل في تحقيق النتيجة المرجوة ثم الأعادة مرات ومرات؛هذه الحقيقة لم تكن خفية علي الكثير من الاسر السودانية التي عمدت في البحث لابناءها عن سبل اخري للعيش و عن بدائل لذلك الفشل وبالطبع هذا الفهم للقضية مناسب جدا ويعتبر شماعة جيدة وقد كنت دائما أناقش المسألة من هذا المنطلق مع الوالد وأحاول دائما تعميم الفشل في حال حدوثه والباسه لباس المشكلة القومية وأعطائه بعدا سياسيا واجتماعيا وكان الوالد يستمع الي حديثي غير مقتنعا ويعقب دائما: الداير يقرا بقرا حتي لو تحت ضو عمود في الشارع..أو :فلسفتك دي لو بتسويها في الامتحانات كنت حاتجي ألأول.

المهم بعد أنتهاء ألأمتحانات وأنتهاء فترة الدلع وألأهتمام الزائد المصاحبة لها وبعد مرور اسابيع قليلة تبدأ لهجة المخاطبة في التغير وتبدأ مرحلة جديدة وشكل مغاير في التعامل واليكم بعض النماذج للمثال لا الحصر : ...راقد اليوم كلو في البيت قوم فتش ليك شغل .... ؛انت أصلك مانافع نحنا لامن كنا في عمرك فتحنا بيوت وكنا بنساعد ابواتنا......عملتها كلها حوامة مع ناس الجبهة الديموقراطية خليهم هسي يدخلوك كلية الطب.......جاري اليوم كلو تشرح لبنات الحلة وتديهم في الحصص كلو حايظهر في النتيجة يا ابو العريّف....وهكذا دواليك من الكلام المحبط وفي الغالب يلحق ذلك الكلام بطنطنة و حنفشة من جانبنا في بداية الامر ولكن بعد التعود نصاب بشيء من تخانة الجلد ويدخل الكلام من الأذن ليخرج في نفس اللحظة من الاذن الاخري (كبري..بضم الكاف) دون حدوث تأثير مباشر أو غير مباشر ودون حدوث اي خدوش بالكرامة. من ثم تبدأ المرحلة الثانية حيث نتعدي مرحلة القول الي مرحلة الفعل والتنفيذ و يتفنن الآباء في ابتكار المشاريع ليشغلوا وقتك (الفاضي وضايع بلا فايدة) وحتي يتم لك تبرير الركلسة وألأكل المجاني؛ في الغالب تكون هذه المشاريع من نوع الحرف اليدوية والعمل البدني المرهق(اهو برضو تتعلم ليك صنعة تاكل منها عيش بدل الترقد من ضل لي ضل)..ويدخل في ذلك كل انواع التصليحات بالبيت من تكسير حيطة الشارع المايلة وبناءها من جديد مرورا بزيادة الردمية داخل الحوش(الميلان لازم يكون علي جهة باب الشارع عشان موية المطر تمرق اول باول) الي فتح السبلوقات وضرب الشبابيك بوهية وتجيير الصالون و...و....و... هذا بالاضافة الي انجاز كل المراسيل للسوق والدكاكين(عشان تعرف أنو الحياة ما لعب كوتشينة وقشرات في المغربية).

في ليلة وضحاها يتم تجريدك كما رأينا أعلاه من كل مخصصاتك المادية والادبية بهذا الشكل العنيف والمجافي لكل اتفاقيات الامم المتحدة لحقوق الانسان والحيوان وتواجه بحقيقة أن زمن (أكل ومرعي وقلة صنعة) قد انتهي الي غير رجعة فيزيد ذلك من تعلقك بقشة نتيجة الشهادة السودانية رغم علمك التام بأن النتيجة في الغالب مخستكة لكن يامعلم احتمال تجيب في الاحياء نتيجة تغطي ليك الفرق في الكيمياء بس أنا خايف من نتيجة العربي لانو لو (قديت) ماحايكون في نتيجة زاتو؛ الرياضيات جات ساهلة وخصوصا حساب المثلثات وأقل حاجة يا ابو الشباب 90 درجة مضمونه ودي بتعادل نتيجة الفيزيا لو مسألة الضو ماضربت ؛الكهربية كانت ساهلة ونص الضو متأكد منه ميه الميه بس لو تضرب معاي مسألة الضو ديك يازول حا أخش ليك الجامعة بالمزيكة ..... وتجد الواحد منا متفرجخا في نص العنقريب وفي يده ورقة من كراسة قديمة كانت أرشيفا للكتشينة (أحداث الاسنافيك مع توقيعات الشهود) ويحسب طول النهارفي النسبة مرة وفي ال(بوكسينق) مرات ومرات . الغريب في الامر ان نتائج تلك التحسيبات تختلف يوما عن يوم ولكن الطابع العام يتوالي تنازليا بمعني ان المخطط البياني العام يتجه نحو نقطة السقوط رغم محاولات الوالدة لاضافة شيء من التفاؤل وال (بووشينق) لافتراضاتي المتشائمة.
نواصل وفي انتظار ذكرياتكم عن تلك المرحلة وما واجهتموه من (أرهاب) خلالها.

مادام ماهببتوه لينا قلنا نهببو برانا ليروحنا
هب هب

up up

ودحماد ياظريف الدنيا بداية شتاء على كل حال النهبيب معاك.

سيف الدين جبريل

ود حماااااااااااااااد
جيت أبارك ليك يا غالي
كل سنة و انت طيب

ود حماد يا خوى احمد الله على تلقيح الكلام البايخ و بس ...
فى بلد الخواجات هنا .. بجدعوك فى الشارع مما تم الثانوى ..او تصل سن 17 ولا 18 سنة (ايهما يحدث اولا) ..
أهلنا والله استحملونا .. وليس لنا الا أن نشكرهم .. وزيادة ...