تصعيد نحو توريث الحكم..جمال حسني مبارك يفتتح مؤتمر الحزب في غياب والده

جمال مبارك يقدم برنامجه الرئاسي بافتتاح مؤتمر الحزب الحاكم
2004/09/22

والده غاب عن الاجتماع مكتفيا بتوجيه رسالة قرأها صفوت الشريف
القاهرة ـ لندن ـ القدس العربي :
في خطاب بدا رئاسيا امام اكثر من ألفين من كوادر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، برز السيد جمال مبارك، مرشحا قويا لخلافة والده، الرئيس حسني مبارك الذي غاب عن الجلسة الافتتاحية امس، مكتفيا بتوجيه رسالة قرأها علي الحاضرين الامين العام للحزب صفوت الشريف.
وقدم جمال في خطابه ما بدا وكأنه برنامج عمل سياسي رئاسي يشمل مواجهة تحديات سياسية واقتصادية. ويقدم رؤي واضحة لقضية الاصلاحات التي تصدرت الاهتمام داخل المؤتمر وخارجه، مقرا بضرورة المضي قدما في تطبيقها، بينما بدا خطابان ألقاهما قبله الامين العام للحزب صفوت الشريف، ومساعده لشؤون التنظيم كمال الشاذلي مجرد ترديد لعبارات انشائية، ومديح للرئيس المصري دون محتوي سياسي حقيقي.
وعدّد جمال اجراءات اصلاحية تم تحقيقها خلال العام الماضي، مثل الغاء محكمة امن الدولة العليا، وانشاء المجلس القومي لحقوق الانسان، والغاء عقوبة الاشغال الشاقة والاوامر العسكرية والسلطات الاستثنائية للنيابة.
واشار الي ان المؤتمر سيتبني وثيقة مهمة عنوانها حقوق المواطنة وهي تحدد الحقوق الاساسية للمواطن المصري.
واعلن عن سياسات جديدة سيتم اعتمادها في عمل لجنة الاحزاب وهي الجهة المؤهلة للموافقة علي انشاء اي حزب جديد في البلاد، وكذلك الممارسة السياسية، وقوانين عمل النقابات المهنية دون الخوض في تفاصيل تلك السياسات.
وبعد كلمة جمال مبارك، بدأت اعمال المؤتمر بجلسة خاصة خصصت للسياسات الاقتصادية، اعلن صفوت الشريف انها ستكون برئاسة امين السياسات وعاد جمال مبارك الي المنصة، ليعلن عن توجهات سياسية جديدة في ست مجالات اقتصادية، هي برامج مكافحة الفقر ومساعدة محدودي الدخل، وحماية المنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك، وادارة الاصول المملوكة للدولة، وتطوير القطاع المالي بشقيه المصرفي والتأميني، والاصلاحات بالمنظومات الضريبية واخيرا ادارة المعلومات والتشريعات والاجراءات.
ودعا جمال وزراء المجموعة الاقتصادية، وهم اعضاء في لجنة السياسات التي يرأسها، لشرح تلك السياسات، بينما اكتفي الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء بمتابعة الجلسة.
وقال الرئيس المصري (76 عاما) زعيم الحزب الوطني في كلمته القصيرة الي اعضاء المؤتمر التي تلاها نيابة عنه صفوت الشريف واكد فيها أن المؤتمر السنوي الثاني للحزب يعقد تحت شعار الفكر الجديد وأولويات الاصلاح كجزء من التطوير الذي بدأ بالفعل علي مدار العامين الماضيين . وكان الرئيس المصري يشير بذلك الي الفترة التي تولي فيها جمال مبارك موقعا قياديا في الحزب وهو رئاسة امانة السياسات المخولة رسم التوجه العام للحزب وحكومته. وقال نجل الرئيس المصري، الذي تخشي المعارضة المصرية من ان يكون طامحا لوراثة الحكم، انه منذ انطلاق عملية الاصلاح والتطوير داخل الحزب الوطني كانت هناك شكوك مثارة حول جدية هذا التوجه الجديد من قبل بعض اعضاء الحزب الذين لم يتضح لهم مفهوم الفكر الجديد أو مغزاه .
ولكن التقرير الذي قدمه جمال مبارك لاعضاء حزبه والذي نقله التلفزيون المصري (الحكومي) علي الهواء مباشرة، خلا من اي اشارة الي الاصلاح الدستوري وهو مطلب رئيسي للمعارضة المصرية التي تدعو بصفة خاصة الي تعديل طريقة انتخاب رئيس الجمهورية لتكون بالاقتراع الحر المباشر بين اكثر من مرشح.
وتطالب المعارضة المصرية، سواء كانت الاحزاب الشرعية او تلك التي لا تتمتع بوضع قانوني وابرزها حركة الاخوان المسلمين، بتحديد فترة الرئاسة بولايتين كحد اقصي.
ومازال الرئيس مبارك ـ الذي يتولي الحكم منذ 23 عاما وتنتهي ولايته الرابعة في الخريف المقبل ـ يلتزم الصمت حيال مسالة اعادة ترشيحه لفترة خامسة من ست سنوات.
ورفض المتحدث باسم مؤتمر الحزب الوطني، محمد كمال، امس الخوض في هذا الموضوع مكتفيا بالقول ان مسالة اعادة ترشيح الرئيس مبارك لولاية خامسة غير مطروحة علي جدول اعمال المؤتمر . وقال كمال هذه المسألة غير مطروحة ولكن لا توجد تابوهات او خطوط حمر تمنع مناقشة اي موضوع.
وبدا جمال مبارك حريصا علي القاء خطابه بلغة عربية سليمة ام تخلو من اغلاط نحوية من دون الرجوع كثيرا الي الاوراق المكتوبة امامه