الأعشى في الإنداية مع شاو شلشل

قال الشاعر الأُمِي ( سعد العطا في ضواحي أرقو ..رحمه الله حيا و ميتا ) : لو كنت بعرف القراية و الكتابة ، كنت كتبت ليكم في ضهر سحلية جارية و بالليل في ضو البرق ..
أهناك فصاحة مبالغ فيها مثل هذه الكلمات التي قالها .. ؟؟
الشاعر الجاهلي ( ميمون البكري ) أو الأعشى .. مات سنة 7 هـ و لم يكن قد أسلم .. أظن أن بعض شعراءنا في السودان ينتمون إليه ( جينيا ) إن كان الشعر يملك حمضا خاصا به في جسم الإنسان.. لأن معلقته المشهورة تقفز بنا من عهده الجاهلي إلى كل حقب السودان ( قديمها و عهودها الوسيطة و حديثها و ربما مستقبل أيامها ) ..
السودان .. في البدء كان الرحيل قدرا و مصيرا .. أنظروا إلى هذه الإفتتاحية :

ودع هريرة إن الركب مرتحل ... .............و هل تطيق وداعاً أيها الرجل

كل بيت في السودان فيه راحلين ركبانا و وحدانا.حتى ضاقت بنا أركان الدنيا الأربع. و لا يمر يوم دون وداع .. و ما أكثر الرجال الذين لا يطيقون الوداع .. كاذب من يتجلد يوم الوداع .. كاذب من قال أنه إستطاع حبْس دموعه ( إنزلقتْ أم لم تنزلق ) .. و هل تطيقونه أيها الأشاوس ؟؟

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها.... ......تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

أما هذه الغراء الفرعاء .. فيقصد به نساءنا المتبخترات أيام الخريف و كأنهن غزلان قد إنغرزت أرجلهن في وحل الشوارع و الميادين فيقفن لا حول لهن و لا قوة لا حراك بهن كتمثال إبراهيم باشا ..يدخلن غمار الوحل بأحذيتهن و يخرجن ( بدونها أو بفردة ) .. و العجب لو دخلن ( بسفنجات ) ..

كأن مشيتها من بيت جارتها ............. مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل

هذا المرور السحابي كان يتم عندما كانت المرأة تدخل بيت جارتها لتشحدها ( طايوقة ) ثم تأتي بها في علبة صلصة فارغة فتمشي تلك المشية على مهل دون إستعجال .. حيث لا هموم إلا همَ العواسة و الحلَةً .. الآن تتصل الجارة بجارتها و تسألها و هي تتوسد المخدة و هي تداعب كمية من رولات الشعر على رأسها : طابخة شنو الليلة ؟ فيأتيها الجواب في صوت ناعس كسول : حمادة حيجيب معاه غدا جاهز ..

تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت .........كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل

أنظروا إلى هذا الوصف الموسيقي للحلي .. جعله كهمس الوسواس الذي يلامس النفس .. عكس أيامنا هذه .. فالحلي أيامنا هذه ذهب عيار ثقيل و كاتم صوت .. يظل جاثما في الأيادي و الأعناق إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..يرتفع سعر الذهب لعنان السماء ثم يهبط أسفل سافلين .. و نساءنا و لا هنا و لا هناك ..

ليست كمن يكره الجيران طلعتها ............ و لا تراها لسر الجار تختتل

دي و الله جارة السرور ولا بلاش .. شكلا و موضوعا .. و ما أكثرهن ..

يكاد يصرعها لولا تشددها ............... إذا تقوم إلى جاراتها الكسل

يعني لولا ( الشديد القوي ) .. فإن الكسل يكاد يقتلها فلا تتحرك حتى لجاراتها .. و هذه حالة تفشتْ بين المغتربات بعد أن كثر الشحم و اللحم و جاور العظم .. و كثر الريموت كونترول في أياديهن .. و كثرتْ المطاعم توصيل المنازل ..

إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت ........... و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل

هذه تتعب و تفتر بعد ساعة زمان و يترجرج منها جسمها كله و الكفل حتى الخدين .
جاري .. إشتكى من كثرة تردد زوجته على طبيب التخسيس .. ثم العودة للسمنة و بالتالي كثرة التردد على الخياطين ( لتوسيع الفساتين و تضييقها ) ..

هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها .............. كأن أخمصها بالشوك ينتعل

لا حول ولا قوة إلا بالله .. تمشي البنية بأطراف الأصابع ..و كأن الأرض تحتها مزروعة بالشوك ( ذكرتني بعارضات الأزياء في التلفزيون .. لديهن مشية تجيب الخلعة ) ..
أما هركولة فأظنها ( حنكوشة ) بلغة أهل الجاهلية زمان .. حيث كانت الهركولة تنقز في مشيتها و هي ترمي بمرفقيها مع كل خطوة و هذه كانت تعتبر قمة الحنكشة و الهركلة.. منتهى الدلال ..

إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ........... و الزنبق الورد من أردانها شمل

ورد و مسك و زنبق ( ديل ما عندنا .. عندنا البوخة المطبوقة و الشملة و عدة الدخان المعروفة بدءا بالحفرة التي إنقلبتْ إلى قطعة من الأثاث عند معشر المغتربين ) ..

علقتها عرضاً و علقت رجلاً ......... غيري و علق أخرى غيرها الرجل
و علقته فتاة ما يحاولها ............... و من بني عمها ميت بها وهل
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ............... ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل


من هذه الأبيات الثلاث .. يتضح لنا أن ميمون صاحبنا أخد شاكوش من صاحبته .. ثم أخذت صاحبته هذه شاكوشا من واحد تاني .. ثم جاءت أخرى و أعطت الراجل الذي أعطى صاحبة ميمون شاكوش و أعطته شاكوشا بسبب حب ( إبن عما ليها لزم ) ..و كل واحد فيهم ( رفيقتو كاسرة فيه ضلعة ..) .. أيام لها شواكيش ..

أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به .......... ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل
قالت هريرة لما جئت طالبها .......... ويلي عليك و ويلي منك يا رجل
إما ترينا حفاةً لانعال لنا ................ إنا كذلك ما نحفى و ننتعل


و من هذه الأبيات .. نرى أن المعشوقة قد غيرتْ رأيها فيه و تحاول ( أن تزوغ ) من ريدته لأنه أعشى و قرب يعمى و الموت يتربص به و الدهر قد خذله .. و لما حاول أن يأخذ منها موعدا قالت له ( سجم خشمك يا حفيان ) .. فقال لها : نحن كدة حفايا و ما بنلبس جزم .. و يبدو أنها قد تشعلقتْ بواحد مغترب ( الإغتراب زمان كان لبلاد الشام أو اليمن حيث كان بلح الشام و عنب اليمن هما من العملات الرائجة وقتئذ و أسهمهما عالية السعر في بورصة سوق ذي المجنة .. و لكن الغريب كانت السلعتان غير معترف بهما في سوق عكاظ و أسواق تمبكتو ) ..
و قد أخالس رب البيت غفلته ... .........و قد يحاذر مني ثم ما يئل
اللئيم كان يريد أن يختلس وقتا مستقطعا عندما يغفل رب البيت و خاصة إن أكل أكلة ( غتيتة تكثر بها التوابل ) ثم كوًع في تعسيلة القايلة.. أو شرب شرابا من نوع ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ).. رغم أن الشاعر يعترف بأن رب البيت يعرف ( مويتو ) كويس و عامل حسابو منو و بينوم بعين واحدة كالذئب ..و يبدو أن الشاعر يجيد معرفة أوقات الغفلة ..

وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني .......... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول

الحانوت يعادل عندنا ( الإنداية ) .. حيث كانت أيامها مرفوعة الأعلام الحمراء دلالة على تدفق المريسة بكل أنواعها و البقنية بماركاتها المختلفة .. و الذبائح تعلق من عراقيبها .. و ( ريحة الشية ) تطغى على كل رائحة .. و أظن أن هذه الطلاسم ( شاو مشل شلول شلشل شول ) هي الشية و توابعها ( من لحم سنكيت و سيخ و فحم و هبابة و كانون و شطة و ليمون ).. و قد نطقها الشاعر بهذا الشكل لأنها مصطلحات بين أصدقاءه و أكواد سر حتى لا يفهمها الناس أصحاب الشلاقة الذين يأتون للشرب كل يوم معهم (ملح ساكت ) دون أن يدفعوا الشيرنق Sharing.. مع إنو ال ( Bottle Night ) بدعة إبتدعها الرجل سيء السمعة أبو نواس و يقال أنه عمر الخيام في بداية كتابة رباعياته..

نازعتهم قضب الريحان متكئاً ............. و قهوةً مزةً راووقها خضل

هنا يتضح أنه في الحانوت إياه ( الإنداية ) قامت شكلة لرب السما .. حيث تنازع القوم في أحقية من يجلس بالقرب من شجرة الريحان و يتكيء على فروعها و جذوعها.. و هناك نزاع آخر إندلع على ( المزة ) و هي التي دائما تجلب المشاكل لأن بعض السكارى يأكلون المزة بشكل مستديم دون إنقطاع و دون إنتظار مرور الكأس مما يجعل المزة تنتهي قبل الخمر ..
لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ .......... إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
من هنا يتضح لنا أن الجماعة قد وصلوا إلى مرحلة من السكر بحيث صاروا يشربون ( حسادة ساكت و ربما رشف البعض الكأس و هي فارغة ) رغم أنهم وصلوا إلى مرحلة ( سكرة يني المشهورة في كتاب غينيس السوداني صفحة الكاتول ) ..

يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ .......... مقلصٌ أسفل السربال معتمل

برضو كانت زمان في واسطة .. فهاهو الجرسون يخبيء العرقي النضيف تحت سرواله ليعطيه للأفندية و المحاسيب.. أما الرعاع فيشربون من ( قاع المشق ) ..

و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ ............ للجن بالليل في حافاتها زجل

أما هذه البلدة .. فقد مررت بها و أيم الله في عتمة ظلام دامس مع ثلة من المعلمين في أقصى الشمال .. و بما أنني كنت حديث عهد بالمنطقة فقد حذروني من أن الجبل القادم و عند سفحه تحديدا سيمطرنا الجن بزخات من الحجارة و لا بد من إطلاق العنان ( للحمير ) .. و قد كان ،، حيث إنهمر سيل غير منقطع من الحجارة..و عندما وصلنا إلى وجهتنا .. كنت قد وصلت مع السرج إلى حافة الحمار الخلفية عند ذنبه الذي لم يعد هناك من شدة خوفه و ذعره.. و لو تواصلت الهرولة لكنت محتضنا السرج أرضا نتلقى وابل الحجارة وحدنا في ذلك الليل الظليم..

كناطح صخرةً يوماً ليوهنها .............. فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل

هذه بلاغة شعرية من النوع الذي يذهب مثلا :
نقول لشخص لا يهمنا أمره ( أضرب راسك بالحيط ) .. فإن كان أبلها و ضرب راسه بالحيط .. فلا الحائط سيتأثر و لا هو نال ما يبتغي و سيخسر راسه ..

تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته ............... يوم للقاء فتردي ثم تعتزل

رهط مسعود هنا ( هم التحالف الدولي ) .. و إخوته هم المنجرون مع التحالف خوفا منها ..
سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ........... أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
إن إفترضنا أن الشاعر قال ( شَكَل ) فإنه يقصد أنه سيأتينا من بني جلدتنا من يأتينا بالعذاب و الموت و الدمار و الشكَل سيصير خبز يوماتي..

لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ................ لنقتلن مثله منكم فنمتثل

و هذه يقصدنا بها تماما .. و التاريخ يشهد .. ألم أقل لكم بأن هذا الأعشى إبن عما لينا ..

لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ .......... كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل


و ما أسهل مِيتة كهذه الميتة .. حيث يكون الطعن فيه كإنسياب فتيلة السراج في زيتها .. فهي ميتة أكرم من الشطط في أمور البلد و العباد .. ..
ميمون البكري .. أيها الأعشى .. كم أنت بليغ ..

أبا جهينة ..
يارائع ..
كعادتك في حضور ألمعي ..
وتعرف للأبداع دروب ..
كيف عملتها دي ؟
تحياتي لك ..

أخي العزيز حامد
تحية و تقدير و سلام كبير

تشكر أخي الكريم على مداخلتك الراقية و التي لا تأتي إلا من ذواقة للأدب و روائعه ..
تسلم حامد

ما أجملك يا أبا جهينة هذه درر نفيسة أنت مبدع لا خلاف في ذلك لكن أستحلفك بالله هل تستعين في كتاباتك بنفر من الجن ، هذا إبداع فوق التصور وخيال يقف عند حدوده الخيال أشكر كل الظروف التي جعلتني ألتقيك في هذا الفضاء السايبيري الرحب. دمت ودام إبداعك أيها النوبي المتمرد بلسان عربي مبين

أبوجهينة

أدينى عنوان الأنداية بتاعتك لأنى عايز أتأكد من نسبنا لى ود شداد

ميمون البكري .. أيها الأعشى .. كم أنت بليغ ..



جلال داود .. أيها الأطشم .. كم أنت لضيض

أبوجهينة يا جميل
الشرح الذي صاحب كل بيت شعر كان أجمل من بيت الشعر نفسه ، ولو كان الأعشي حياً حتى يومناهذا لكانك معك وقهقه حتى تسقط سجارته من الخجة ده لو كان بدخن.

أخي العزيز الوقور الملاعمر
تحياتي

Quote: أشكر كل الظروف التي جعلتني ألتقيك في هذا الفضاء السايبيري الرحب

و بكل صدق .. أنا فخري بك أكبر للقياك هنا على هذا المنبر .. فكل مداخلاتك هي قمة في التعمق و الشرح ..
أبقاك الله و عافاك
تسلم أخي

صديقي الحميم علي الحلاوي

سلام كبير

Quote: جلال داود .. أيها الأطشم .. كم أنت لضيض

ألم أقل لك أن الأعشى قريبنا ؟؟

تسلم علي

الأخ العزيز صديق رحمة النور
تحية و سلام و تقدير

تشكر على المرور هاهنا ..
أجزم بأن الأعشى يتجول بيننا و يتحاوم في المحطة الوسطى و يمشي في أسواقنا ( عدا عفراء مول )

تسلم صديق .. و دمت

الاستاذ ابوجهينة

والله لو قرأ " الزوزني" شرحك الرائع هذا لنصبك شارحا في مكانه و عهد اليك تفسير " قفا نبك من ذكري حبيب و منزل" للملك الضليل امرؤ القيس .

يقال ان كل الشعراء الجاهليين كانوا " ينبذون" , اي يشربون النبيذ وان معظم فصائدهم قد قيلت في لحظات النشوة ولذلك لاشي غريب في ان الاعشي كان بتاع " انادي" و " اعلام حمراء" .

لكن سؤالي لك يا استاذ , كيف اتتك هذه الفكرة , تلك المقاربة و التفسير المرح لفصائد الزمن القديم علي ضوء الواقع الحالي .

و اضحكتني كثيرا طلبات " الكبسة" بالتلفون بتاعت اخونا " حمادة"

شكرا لك .

عزيزي الأستاذ خالد الطيب

تحية و تقدير

Quote: يقال ان كل الشعراء الجاهليين كانوا " ينبذون" , اي يشربون النبيذ وان معظم فصائدهم قد قيلت في لحظات النشوة ولذلك لاشي غريب في ان الاعشي كان بتاع " انادي" و " اعلام حمراء" .

ألم أقل لكم أنه مننا و فينا ؟

أما كيف أتتني الفكرة .. فأنا كلما أقرأ شعرا جاهليا قديما .. أتخيل الشاعر يعيش في إحدى بوادينا أو يتجول في واحدة من قرانا .. لا أدري لماذا .. و لكنني أعتقد أن كل الشعراء القدامى قد حلموا بالسودان .. أو تصوروها في خيالاتهم ثم ترجموها شعرا ..

تسلم خالد

أخي أبا جهينة
صدقت أخي فقد تبعثر أبناء البلد في كل وادي وما أنفكوا. وأحسب أنك أسقط عمداً هذا البيت من القصيدة
علقتها عرضاً وعلقت رجلاً غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وبنظرة سريعة تجد كم مهول من الشواكيش والبيع في طرف السوق وفي وضح النهار في هذا المشهد الدامي الدرامي العاطفي الذي يشبه الأفلام الهندية ، وطبعا لسؤ حظ الأعشي لم يكن الموبايل معروفاً في ذلك الزمان وإلا كان عمل لي هريرة miss call أو رسالة من تحت الخيمة وبرضو المفضوح مفضوح ما سكت قال شنو:
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ... ناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبل
بالسوداني "ده الجنن عبد القادر" هنا الجرسه حصلت وكل واحد فك آخرو وكشف أوراقه "إن المصائب يجمعن المصابينا" وما فيش أعشي أرجل من أعشي ساعة الشاكوش لأنو هذا الأعشي فتح صدرو وعمل فيها الرجل الخارق وقال في ذات القصيدة
إنا نقاتلهم حتى نقتلهم ... عند اللقاء وإن جاروا وإن جهلوا
لكين طبعا رجالتو وقوتو وهرشاتو دي ما نفعت مع أول صدود من هريرة لأن الحب أقوي من كل أسلحة الدمار الشامل ومعهما تحالف العالم لضربه لن يهزمه ، لا وكمان بلا خجله يقول ليك
نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل
طيب لمن إنتو كده نحن كيف أقصد الجرسه والبكا شنو ، إنت يا الأعشي ما درسوك في حصة المطالعة المصل السوداني القائل "إن بليت يا فصيح لا تصيح"

ما أسعد هريرة بالأعشي وما أسعدنا بصحبة أبو جهينة

الوقور الملاعمر

Quote: نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل طيب لمن إنتو كده نحن كيف أقصد الجرسه والبكا شنو ، إنت يا الأعشي ما درسوك في حصة المطالعة المصل السوداني القائل "إن بليت يا فصيح لا تصيح"

فطيمة دي هي القشة التي قصمت ظهر بعير الأعشى

تسلم أيها الأخ العزيز و بك نواصل ..

الحبيب ابوجهينة


القومة ليك يا حبيب ...

ما اروعك سيدى وانت تبتكر اشياء هى الروعة نفسها فهذه القصيدة من منا لم يدرسها وكان يتضجر منها ولكنها الان احلى واجمل بتحليلك لها والقاء حزم الضوء عليها ومقارنتها بحالنا وحال اهلنا فى الوطن الحبيب ..

بصراحة وكانك من اهل الهند والسند ..

تسلم لينا وتتحفنا وتثرى البورد وتعود بنا للايام الخوالى الجميلة وها هى تلوح ببوستاتك البديعة الراقية الجميلة ..

لك ودى

عمدتنا الحبيب قرشو
تحية و سلام

Quote: فهذه القصيدة من منا لم يدرسها وكان يتضجر منها

هل تصدق يا عمدة .. كثرة الضجر من قصائد زمان إنقلب إلى مرآة ساطعة تعكس حالنا و كأننا رجعنا القهقري أو كأنهم زمان عاشوا أيامنا هذه ..
تسلم يا عمدة

أخي أبا جهينة
لا أتفق معك أخي في أن هذا البيت ينطبق على مجتمعنا تمام الإنطباق
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ............ و لا تراها لسر الجار تختتل
فهناك هريرات (جمع هريرة سالم) الجيران من ما يسمعوا بابهم كركب ساكت جري يخلو ليهن الشارع لأنهم ما عندهم غير الشمارات ويشدن التياب والغويشات والشباشب ولي عند قلم الحواجب حتى من الجيران لزوم عندنا عرس في الدناقله أو ودنوباوي و اللامب بحر أبيض والعرس ينتهي والعروس تلد والتوب ما يرجع والدهب يقولو ليك والله جانا حرامي "يعني بس الحرامي ده حرامي ومجنون يجيكم إنتو" ، أما عن التجسس قال ولا تراها لسر الجار تختتل ده بعضاً من هريراتنا مش يختتلوا وبس ديل بختتلوا ويقتتلوا من أجل أن يختتلوا سرار جيرانهم ، واليوم التشتري فيهو بطيخه بالغلط ساكت إلا تجي شايلها في نص ربطة برسيم أو تختها في شوال درءاً للشبهات أما ناس برتقال وموز وعنب وتفاح وبقية الفواكة التي نسمع بها ديل إلا تعمل رحلة لي أهل بيتكم والأفضل أن تتجه غرب الكلية الحربية منطقة تسمي "جبال المرخيات" وهناك يمكنك أن ترخي رباط حذائك وتستمتع بهذه الفاكهة بعيداً عن الأعين وربنا يستر عليك وعلى أسرتك ما يكون في تمارين رماية في ذلك اليوم.

الوقور الملاعمر

لا أخالفك الرأى كثيرا في هذه النقطة و خاصة :

Quote: فهناك هريرات (جمع هريرة سالم) الجيران من ما يسمعوا بابهم كركب ساكت جري يخلو ليهن الشارع لأنهم ما عندهم غير الشمارات ويشدن التياب والغويشات والشباشب ولي عند قلم الحواجب حتى من الجيران لزوم عندنا عرس في الدناقله أو ودنوباوي و اللامب بحر أبيض والعرس ينتهي والعروس تلد والتوب ما يرجع والدهب يقولو ليك والله جانا حرامي "يعني بس الحرامي ده حرامي ومجنون يجيكم إنتو"

و قد سمعت مشادة حامية الوطيس هذه السنة بين إثنتين هريريات يتنابذن بالألقاب و الإسم الفسوق بعد الإيمان لأن هذه إستلفت توب تلك و لما رجعتها كان التوب ( مهرودا ) من وسطه بفعل ( ركشة ) أو باب ( أمجاد ) الله أعلم .. و لم يفض النزاع إلا زوج تلك الذي قام بتمزيق التوب و حلف إنو يجيب توب جديد لهذه ..

أرقد عافية

شقيقي أبوجهينة
سلام وفخر

Quote: و هناك نزاع آخر إندلع على ( المزة ) و هي التي دائما تجلب المشاكل لأن بعض السكارى يأكلون المزة بشكل مستديم دون إنقطاع و دون إنتظار مرور الكأس مما يجعل المزة تنتهي قبل الخمر

إنت عارف المافيها إنتظار دي بتكون (مزة) وصل وليس مزة على السطر
في واحدة من قرى السودان الممعنة في القروية واحد عرس وجاب ليهو فنان من العاصمة عشان يغني .. أها في واحد من ناس الحلة جاء قعد مع الفنانين منها يكرمهم ومنها يمتع عينيه برؤية فنانين الخرتوم وكان على أهبة الإستعداد للقيام بكل ما فيه راحة هؤلاء النفر فالفنانين قبل ما يبدو السكر قالوا والله لو لقينا لينا مزة أخونا طار زي البرق ولكنه سرعان ما عاد أدراجه يستفسر عن ماهية المزة فأخبروه بأنها أشبه بالعشاء ولكنها أخف من العشاء فصاحبنا وبعد مرور ربع ساعة جاءهم بي كورة مليانة لبن مسخن وقال ليهم أها أجيب ليكم سكر؟؟؟
لكن يا شقيقي كلامك ووصفك للمزة بهذه الإجادة يهدد شقاقتنا

عزيزي و شقيقي الحاج بدر

تحية ماكنة

هناك نوع من المزة يشربها البعض حليبا كثير السكر حتى تتكسر صفائح الكحول في كروياته التي إختلط حابل أحمرها بأبيضها ..و هو النوع الذي ذكرته أنت في :

Quote: وبعد مرور ربع ساعة جاءهم بي كورة مليانة لبن مسخن وقال ليهم أها أجيب ليكم سكر؟؟؟

أما وصفي للمزة التي يتناولها السكارى أثناء تناول المنكر وصفا دقيقا بتلك الطريقة .. فلا تخف على أخوك يا أبو البدور .. بل و أجعل شقاقتنا أكثر تماسكا لا تنفصم عراها ..

Quote: لكن يا شقيقي كلامك ووصفك للمزة بهذه الإجادة يهدد شقاقتنا

لن تهددنا شقاقتنا مزة لعينة

أرقد عافية

أعطر التحايا لك يا أبوجهينة ويراعك المسحور هذا يخط دررا كهذه تحملنا بعيدا تحلق بنا في دنيا أخرى ما ألفناها من قبل ويا لها من دنيا
كتاباتك أقل ما يمكن وصفه بها هو أنها قمة الروعة وأتمنى أن تكثر منها لأننا نجد فيها الكثير الكثير .

لك مني خالص التحايا وتمنياتي لك بالتوفيق

محمد محي الدين هنا ؟؟؟ أكاد لا أصدق
أين أنت يا عزيزي ؟ و لماذا هذه الغيبة الطويلة ؟ عل السبب خير ؟؟
سعدت بعودتك .. و تشكر على المداخلة
تسلم .. و بكم نواصل

الرائع الحبيب جلال

Quote: كأن مشيتها من بيت جارتها ............. مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل هذا المرور السحابي كان يتم عندما كانت المرأة تدخل بيت جارتها لتشحدها ( طايوقة ) ثم تأتي بها في علبة صلصة فارغة فتمشي تلك المشية على مهل دون إستعجال .. حيث لا هموم إلا همَ العواسة و الحلَةً .. الآن تتصل الجارة بجارتها و تسألها و هي تتوسد المخدة و هي تداعب كمية من رولات الشعر على رأسها : طابخة شنو الليلة ؟ فيأتيها الجواب في صوت ناعس كسول : حمادة حيجيب معاه غدا جاهز ..

ياخى والله أمتعتنى بحلاوة مواضيعك وخفّتها .. بالله أكتب أكتب أكتب ، فأنا أعشق هذا القلم حقّاً .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]

لؤى

تحياتي أيها المبدع

حاضر .. من الكيبورد دة للكيبورد دة
إنت غالي و الطلب رخيص

أبا جهينة أولا لك التحية والتقدير والاشواق
وبالمناسبة هذه المداخلة رقم (1000)حرقت الدش في يدي وأنا ناوي أنزل بوست فريد من نوعه بهذه المناسبة أي مناسبة بلوغ الالفية في عدد المشاركات
ولكن بوستك وقصيدة الاعشى وشرحك ومقاربتك الفريدة أجبرتني على الكتابة والمداخلة
****************
يقول الدكتور عبده بدوي في مقدمة كتابه (تاريخ الشعر العربي في السودان): من أراد أن يعيش بيئة الشعر الجاهلي ويفهمه الفهم الصحيح فاليذهب إلى بادية السودان خاصة أرض البطانة أو في غرب البلاد في سهول كردفان
فهذه شهادة من أستاذ ناقد متعمق في الشعر الجاهلي
*************************
خلال قراءتي لشرحك الشيق تذكرت أستاذ الاجيال أستاذ الادب الأستاذ (محمد سعيد) الملقب بمحمد سعيد (ياي) في شرحه لمعلقة عنترة بن شداد
وهو يشبه جمل عنترة بالدبابة والمصفحة

إبن بلدي العزيز حبيب بلدو

تحياتي

Quote: وبالمناسبة هذه المداخلة رقم (1000)حرقت الدش في يدي وأنا ناوي أنزل بوست فريد من نوعه بهذه المناسبة أي مناسبة بلوغ الالفية في عدد المشاركات

ألف مبروك على الشمعة رقم ألف و عقبال مليون شمعة و أنت بألف عافية و صحة ..
تسلم على المداخلة الراقية

الخال العزيزجلال داؤد
تحياتي وأمنياتي الطيبة،
شكر اً لهـذ البوست الأنيق
معذرة لعدم ردي على مداخلتك
في بوستي الأخير.
فضلت هبوط ذلك البوست ،
وجئتك زائراً .
لك التقدير والإحترام بلا حدود

عثمان