زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان يطالب بقوات من الخرطوم والحركة الشعبية

زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان يطالب بقوات من الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان ولاتحاد الأفريقي لحل أزمة دارفور
لندن: المهدي عبد الوهاب
دعا زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى تكوين قوة عسكرية من الجيش الحكومي السوداني وجيش الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوات من الاتحاد الأفريقي لتشرف على تحقيق الاستقرار في دارفور بغرب السودان. وقال إن حل الازمة في السودان، ومن ضمنها أزمة دارفور، يمكن تجاوزها بتحقيق حكومة قومية تكون قادرة ذهنا وأخلاقا للشروع في الحل السلمي للمشكلة.
وقال الدكتور جون قرنق الذي تحدث مساء أول من امس في ندوة نظمها مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان في لندن إنه يقترح قوة قوامها 30 ألف جندي: 10 آلاف من الجيشين الحكومي وحركته، يضاف اليهم 10 آلاف آخرين من قوات يشرف على تكوينها الاتحاد الافريقي. وقال إن هذا الاقتراح كفيل بصرف النظر عن استدعاء أي قوات أخرى خارجية. ودعا الى قبول الاقتراح لأن ثلثي القوات التي ستشرف على السلام ستكون سودانية، واستدرك ساخرا «اللهم الا اذا كنت لا اعتبر سودانيا» في اشارة لقواته.
وفي الندوة قدم قرنق عرضا تاريخيا لتكوين الدولة السودانية الذي يعود الى قبل دخول العرب الى السودان قائلا «إن تاريخ البلاد لم يبدأ بدخول العرب والحكم التركي كما كان تقول مناهج الدراسة السودانية». وأشار قرنق، مقتبسا من كتابين أحدهما «العهد القديم»، والثانى كتاب لمنظمة اليونسكو عن تاريخ افريقيا، إلى أن اسم السودان ورد في العهد القديم حيث تذكر «جنة عدن التي يحدها من الشرق دجلة والفرات ومن الغرب النيلان الازرق والابيض». وتطرق الى التاريخ القديم لممالك النوير والدينكا والشلك «التي كانت تمتد الى حدود الخرطوم الحالية، وتاريخ مملكتي نبتـة ومروى. وقال قرنق إن السودان عرف التعايش السلمي بين شعوبه المتباينة بأديانها المختلفة.
وقال إن الجبهة الإسلامية زادت الأزمة السودانية تعقيدا، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الحركة الشعبية لا تقصد «اسقاط الاسلام لأنه دين سوداني له جذوره واحترامه مثلما هي المسيحية دين سوداني أيضا». وقال قرنق: نحتاج الى جيش قومي جديد على اسس وفلسفة جديدتين، وليس على أساس وفلسفة حزبيين. ووصف قرنق ما يحدث في دارفور بأنه مأساة كبيرة سببه سياسة خاطئة «وليس الجنجويد» الذين اعتبرهم ضحايا أيضا «إذ جرى تجنيدهم على أسس قبلية وأطلقت يدهم من دون رقيب». وقال إن الخرطوم درجت من قبل على تجنيد عناصر شبيهة بالجنجويد هي «قوات المرحلين» وارتكبت من الفظائع ما ارتكبت». وأعرب قرنق عن دهشته بقوله «هل من المنطق في شيء أن تطلب الأمم المتحدة ومجلس الامن من حكومة السودان أن تحمي النازحين في دارفور؟ إنهم كمن يطلبون من المجرم حماية من افتعل ضده الحرب».