مسؤول حكومي سوداني يتعرض للضرب في مخيم للاجئين بدارفور

مسؤول حكومي سوداني يتعرض للضرب في مخيم للاجئين بدارفور


09-17-2004, 12:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1095421941&rn=0


Post: #1
Title: مسؤول حكومي سوداني يتعرض للضرب في مخيم للاجئين بدارفور
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 09-17-2004, 12:52 PM

مسؤول حكومي سوداني يتعرض للضرب في مخيم للاجئين بدارفور
انفجرت شحنة التوتر التي كان يغلي بها مخيم فقير للاجئين السودانيين في دارفور وتحولت الى موجة عنف يوم الجمعة عندما هاجم سكان بالمخيم مسؤولا حكوميا واوسعوه ضربا حتى اشرف على الموت بعدما حاول منعهم من التحدث الى دبلوماسي امريكي زائر.

ويكتظ مخيم مورني الموبوء بالامراض باكثر من 70 الف لاجيء في ولاية غرب دارفور بالسودان وهم من بين حوالي 1.2 مليون نازح فروا من ديارهم هربا من غارات ميليشيات الجنجويد العربية المتهمة بحرق ونهب قرى السكان ذوي الاصول الافريقية.

وكان مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية اندرو ناتسيوس يتحدث الى زعماء القبائل داخل المخيم عندما اشعل مسؤول حكومي سوداني ثورتهم.

فقد اصدر المسؤول بمفوضية المساعدات الانسانية الحكومية تعليماته قائلا "التزموا الهدوء ولا تتكلموا."

واصيب زعماء القبائل بنوبة من الغضب وبدأوا يصيحون فيه "جنجويد ..جنجويد."

واندفع رجال وفتيان يرتدون الجلاليب البيضاء يضربونه بالعصي والفؤوس.

وحاول المسؤول الحكومي الفرار بعيدا الا ان الرجال اخذوا يطاردونه حتى سقط على الارض وشجت رأسه في موضعين ولكنهم واصلوا ضربه مع ذلك.

وتدخل عمال الاغاثة الانسانية لوقف اعمال العنف. وحاول احد مراقبي الاتحاد الافريقي التدخل لحماية الرجل ولكنه تعرض للضرب ايضا.

ولوح احد الشبان فيما بعد بفأس كبيرة امام الصحفيين قائلا "انهم (الجنجويد) قتلوا عشرة من افراد عائلتي."

وتظاهر شبان اخرون ملوحين بالخناجر والعصي والفؤوس.

وصاح صبي بغضب قائلا "لقد قتلوا ابي وامي."

ونقل ناتسيوس الذي يقوم بجولة مدتها ثمانية ايام في السودان بعيدا عن المكان الى موقع امن.

وقال المسؤول الامريكي فيما بعد ان اعمال الشغب التي وقعت تعد مؤشرا على التوترات داخل المخيمات المكتظة حيث تنتشر بها امراض الكبد الوبائي والملاريا.

وقال "بالقطع هناك حالة غضب عارمة في كل المخيمات."

وتعترف السلطات في الخرطوم بانها سلحت بعضا من الميليشيات لمحاربة متمردي دارفور الذين بدأوا تمردا ضد الحكومة في فبراير شباط 2003 ولكنها تنفي اي صلات بالجنجويد والذين تعتبرهم خارجين عن القانون.

وتقدر الامم المتحدة بان ما يصل الى 50 الفا قتلوا جراء الصراع الذي تسبب فيما تصفه بأنه اسوأ أزمة انسانية في العالم.

وكان زعماء القبائل مصممين على ان يتحدثوا عن كيف دمرت قراهم وكيف اضطروا للسير اياما متواصلة احيانا سعيا للوصول الى ملاذ امن في مدينة مورني.

وكان عدد سكان مورني لايتجاوز ستة الاف نسمة الا انه ارتفع الان الى حوالي 70 الفا.

وحكى زعماء القبائل ايضا قصصا مختلفة عن احدث هجمات تعرضت لها المخيمات الا انهم اختلفوا فيما بينهم حول حقيقة المشاجرات التي تحدث بين بعضهم البعض.

وتقول حكومة السودان انها نشرت ستة الاف من رجال الشرطة في دارفور لتأمين مناطق الصراع وحماية المخيمات من هجمات الجنجويد.

وقال جمال محمد احمد وهو شرطي يقوم بدورية لحراسة مهبط طائرات خارج المخيم ان نحو 200 من رجال الشرطة الجدد وصلوا الى المكان قبل يومين لحماية المدنيين. واضاف ان لا احد منهم من سكان دارفور وانهم من ولايات اخرى في وسط وجنوب السودان.

وقال ايليا دينج جوك وان من قبيلة شيلوك بوسط السودان "مهامنا تتركز على حماية المدنيين من الجنجويد. ولا يمكننا ان نستخدم القوة ضدهم (المدنيين)."

الا ان احد سكان المخيم ويدعى علي احمد 30 عاما قال انه ليس لديه اي ثقة في مقدرة الشرطة على حمايتهم. وقال "هؤلاء مزارعون ..اناس بسطاء. ماذا يمكنهم ان يفعلوا في مواجهة الجنجويد."

وسئل اذا ما كان يعتقد على غرار زعماء المخيم ان رجال الشرطة من الجنجويد فقال "لا. هولاء الشرطة ليسوا من الجنجويد. انهم من الجنوب. ولكن كل العرب جنجويد."
sudanile