هلوسه خفيفه ..

هلوسه خفيفه ..


09-12-2004, 04:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1094959764&rn=1


Post: #1
Title: هلوسه خفيفه ..
Author: طلال عفيفي
Date: 09-12-2004, 04:29 AM
Parent: #0

* الى سلافه سهل ..

يبقى الحزن هو المسأله , والبرج الذي تحدق منه الروح في عليائها
المستوحش ..
...............................
...............................
ما يجعل الأمر غريباً , كوننا نُحن للحزن و مساحاته وما يفضي إليه ..
به إرتبطت الكتابه والأغاني والعشق والنظره للأمكنه ..
فترانا نعد للحزن طقوسه الليليه , نرش له ماء الورد وماتيسر من موسيقى فيروز , و أطوار عجيبه من أطوار النفس .
أراني دائماً جاهزاً ,عن طيب خاطر للإنحدارالى تلك الهاويه المفرطة ..
تحتشد فيني الوحدة والغربه والذكريات التي لن تتكرر والناس الذين وقفوا مره على رصيف العمر وغادروا:أشعار لمحمود درويش , صوت سعادحسني ووجهها , سكك القاهرة المُبللة بمطر عابر , حكايات صلاح جاهين ,ألمانيا وقراها الخضراء التي لن أراها كما كنت أراها .. طفولتي المُلونه وليالي المراهقه المحفوفه بعشقٍ خصيب لم يكتمل .. أفكار نيره حول عالمٍ منير , إحتمال أن تصبح رجلاً كامل الأهليه في بلاد كاملة الأهلية , جرس مدرسي في أواخر الطفوله , عيون بنت في المدرسه معلقه على شباك وجهك ..
بداياتك و أنت تحاول تعلم الرسم على خشب درج الفصل الإبتدائي ( تلك المحاولات التي أفضت دائماً إلى عقابك ) ...
والجيتار , أتذكر؟ كم كنت مبهوراً بتلك الأوتار وصوتها وكأنها تغويك
و تناديك : تعال !
عبد الحليم حافظ , و أغنيات فيلم الخطايا , بكًرت بنمو ياسمينة العشق فيك ,وكيف ساعد ذلك المغني المرحوم على إلتهاب حواسك العاطفية و أنت مازلت ولد صغير ...
السودان أيضاً , كجغرافيا مليانه بالإشارات , صاعد فيك ذلك النهم للحزن ,إقترب بك منه , كان الفقر يغمر الساحات .. لم يكن بمقدورك أن تتجول وأنت ولد صغير في الحي , بتفاحه وفرها لك كدح الطبقه الوسطى .. ولا بشعرك الناعم الذي خصتك به جينات الحلب .. كان عليك دائماً أن تختبيء بنعمك الأصيله والمكتسبه .. فالجو العام مزاجه عكر تجاه أي جمال , حتي ولو كان عادياً أو بسيط .
حتى الطفل الذي كنت تحبه في طفولتك الألمانيه , أصابه مرض غريب , فمات .
(الآن تذكرت , وصرت كبيراً بما يكفي لأسأل أمي عن قصته , وسأوافيكم بالتفاصيل في موضع آخر) .
حكايات ألمانيا طويله بشكل مرهق لو مددت لها كف الذاكره بسلام .
هي حكايات فيها صور وألوان و أحاسيس و روائح وأصوات ..
الأمر الذي أتفاداه دائماً وبعناية لأنه يشبه الورطه بحذافيرها .
إنها بحر يوحي ساحله بالغرق ..
بعيداً عن الفلسفه والكلام الذي يشبه كلام محي الدين بن عربي عن الغرق والساحل , فتلك البلاد غامت على طفولتي و أمطرت عليها , أحداثاً ومشاعر ..
الحنان مثلاً ... حين أسمع هذه المفرده يتنزل علي وجه FRAU ALFAMANN التي ربتني في رياض الأطفال كمدرسه وراعيه,كان أنفها كبيرا , وشعرها فضياً مخلوطاًبسواد يشبه شعر أبي تلك الأيام , كان تقريباً على ذات التشذيبه .
كانت حنونه حناناً لايغتفر بالساهل , و وديعة وداعة راهبات .
و اليوم , حين يسألني الواحد عن أصدقائي المقربين و أنا على مواشك الثلاثين من العمر لا يسعني إلا أن أتذكر بحفاوه وإبتسام ( يفضي إلى الحزن ) ذلك الولد MARTIN الذي تنضح عن وجهه عيونه الزرقاء تحت شعره الأصفر الناعم الملفوف ,أمسكني مفاتيح الشيطنه
والإختباء , ومعه بدأت سيرة عدو الأمهات وراء الأسرار الصغيره .
..........................................

الحب ؟ .. هي: EVA إذن ! كانت تسكن خلفنا بشوارع ( لو صحت مرجعية العمر الطويل ) .
كان منزلنا في أعلى التل في تلك القرية الوديعة بحق:FALINGBOSTEL
أسفل المنحدر , على اليمين , كان بيت ناس martin القديم , وخلفه تسكن EVA أول العشق !
كنت أشوفها عابراً أو قادماً , واقفه على مشارف منزلهم المطل على الشارع المعبور , بوجهها الطفل وفستانها الأحمر ذي الدوائرالصغيرة الزرقاء وهي تلوح لي وفي شمال يدها دب بني صغير .
( حين زرت ألمانيا في واحده من زيارات العمر الأخير كانت البنت قد كبرت وطال هندامهاوإختفى الدب من يدها الشمال ) .
MARTIN كذا كان قد رحل للنمسا للدراسه ومقابلة أمه ( التي إنفصلت عن أبوه ورجعت لموطنها ) .
كما زرت في ذات الرحله المربيه الحنون FRAU ALFAMANN التي تذكرتني بسرعه قائلةً : آه .. لا أصدق ! مرةً أخرى هذه العيون ؟
.............................................
ماذا كنت أقول لكم ؟
هل تماديت في الحكي ؟
على العموم , فهذا ما حدث , وما كان , أو ما أتذكره الآن .
.............................................
.............................................
قصص الحب الكبيرة لم تكن قد حدثت بعد ....
لكني كنت مسكوناً في كل ماحدث بذلك الذي حدث .. و بشكل خرافي ( قد لا يصدقه عقل ) .

..........................................
..........................................



.........................................
.........................................


طلال

Post: #2
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: Adil Osman
Date: 09-12-2004, 01:27 PM

واصل يا رجل..

Post: #3
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: إيمان أحمد
Date: 09-12-2004, 02:08 PM

عزيزي طلال

وجدتني أبتسم وأنا أقرأ... وأراوح بين العنوان والكتابة، طالعة ونازلة... ومتخيلاني بي فوطة مبلولة ومعصورة بعناية أتوجه إلي جبينك لأضمده!


(تري كم درجة الحرارة التي تنتج مثل هذه الهلوسات؟!)
سعدت بهلوساتك


(ربما كطبيب مجرم)
إيمان

Post: #4
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: محمد صالح علي
Date: 09-12-2004, 05:55 PM
Parent: #3

طلال
وانا
احببت EVA وفستانها الأحمر المنقرط بي ازرق الجميل ودبهاالبني الصغير ... وشبهتها بطفلة لساندرا بولوك في فلم شاهدته من يومين
ولكن يا صديقي
حين زرت المانيا في واحدة من زيارات العمر الاخير و كانت البنت قد كبرت وطال هندامها و اختفي الدب عن يدها الشمال
هل كفت عن التلويح يا طلال؟!!!

ولك تحية قبل و بعد ان تفيق
اكتب ...

Post: #5
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: Optimist
Date: 09-12-2004, 08:24 PM
Parent: #4

هلوسة جميلة يا طلال

لأنت كاتب بديع

متعنا بهترشتك الجميلة

Post: #6
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: ود عقاب
Date: 09-12-2004, 10:08 PM

طلال عفيفى

Quote: يبقى الحزن هو المسأله , والبرج الذي تحدق منه الروح في عليائها
المستوحش ..


تجدى مستمتع بتك الكلمات

واصل وفى الانتظار

Post: #7
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: محمد سر الختم
Date: 09-12-2004, 11:56 PM

أنا قلبي برج حمام هج الحمام مِنُّو

Post: #8
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: ودقاسم
Date: 09-13-2004, 00:12 AM

طلال عفيفي
واضح أن الحكي هنا له أعماق بعيدة ، لكنك تتعمد إبقاءنا عند المدخل ، أوغل بنا يا رجل فنحن نعرف كيف نغوص برفقة الغواصين المهرة ، وبنا شبق أصيل يجعلنا نتوق إلى ولوج الأعماق البعيدة ،،
توقفك ينهكنا ويتلف أعصابنا ، وربما يدفعنا إلى الصراخ ،،
احكي لنا عنها وعن مراحل نموها المختلفة ، صف لنا فساتينها ، ونبتة صدرها ، وقصة شعرها ، وتمردها ،، احكي لنا عن البهدلة التي تعرضت لها أنت ، وأنت تراقب كل هذا ،،
لك التحية والشكر ..

Post: #9
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: طلال عفيفي
Date: 09-14-2004, 06:40 AM
Parent: #8

عادل .. سأواصل .. شكراً على المرور .

...................................
...................................

إيمان .. ترى كم هي درجة حرارة الفقد ؟ ..
ذاكرتي يا إيمان يأتي عليه حين من الدهر وتاخدني فيها على خوانه ,
وذاكرتي توجعني إذ هي لا ترشح رشحاً خفيفاً بل تسربع سربعة مخلوطه بالألوان والرائحه والأصوات ..
أتذكر مثلاً الدلايه التي كانت مربوطه في سلسلة أمي وهي تعلمني ربط
رباط الجزمه .. كان عمري أربع سنوات ..
أحاول الهرب من هذه الذاكره اللحوح بالانغماس في عمري والاستمتاع به
وحصد ملذات العالم ومذاقاته .
سوى أنه يا إيمان:
يدرككم الحنين ولو كنتم فيه بروج مشيده ..


......................................
......................................

محمد يا صالح,أما زلت تحب السينماوتصادق بنات الشاشة الجميلات ؟
كم توحشني سينمات الاسكندريه..
أتذكر سيندي كروفورد ؟؟ كانت بينكما علاقه عاطقيه متأججه من طرف
واحد , لكنك غادرتهاالى نوسه ولم تترك لهاجنبا لتنام عليه ..
أشتاقك جدا ..

...........................
...........................


Optimist .. شكراً على الحضور ..
حين أشعر بأن ما كتبته يمس بشراً آخرين , أحس بسعاده غامره ونشوه
أليفه ..
سأواصل الهترشه, بس أمسك قوي .

..........................
..........................


أتراك محزوناً برضو يا "ود عقاب" , هل يتاورك الحنين زي وجع الضرس؟؟
خليها على الله ..

..........................
..........................


محمد السر ؟؟!!!!!
هو ده انت ؟؟
يا أخي .. يا أخي .. يا أخي !
واحشني يا حكيم يا طيب , يا انسان يا محترم ..
محمد منير ما زال من أقوى الناطقين باسم القلب يا ود السر , مازال
في عينيه لمعان العاشقين الأشقياء ..
القطع الانت كتبته ده من أكثر أغان منير مقربه لمزاجي , بكلمات مجدي
نجيب الشفافه,وصوت الولد النوبي الطيب النافذ زي ريحة البن ..
أسمع, أكتب لي عن كندا ..
وعاقر لك صبيه,فالبرد يتلف الروح .

...........................
...........................

ودقاسم , يا مراحب فعلا ..
اتمنى لو أكتب أكثر لكني بعد كتابة السيره أشعر أن مثل هذة الكتابه
قد تكون ضعيفه خارج سياق النص الكبير , والنص الكبير طويل وممكن يكون ممل , خصوصاً أنه نشر على دفعات من قبل ..
ولكن صدقني بي شوق عالي للكتابه , وشكلي كده هواصل ..
وزي ما قال الشاعر " جيب السبع ما يخلاش " ..
فرصه بس ريثما أفصص رمانة القلب .
أعتز جداً بمرورك ..


.......................
.......................



وحشتينا يا سوسو ...

...
طلال



Post: #10
Title: Re: هلوسه خفيفه ..
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 09-14-2004, 07:16 AM
Parent: #9

طلال
تبعثرنا هلوستك ، كاحسن ما يكون الجمع ، وتجمعنا كأروع ما تكون البعثرة ، ما زلت اطاطي رأسي على أمل أن انام واواصل الهلوسة معك ، فلتبدا هلوستك المتيقظة.