عندما تهَجَّم علينا جارنا الشايقى يريد علقتى بالبَسْطونه..!ه

عندما تهَجَّم علينا جارنا الشايقى يريد علقتى بالبَسْطونه..!ه


09-02-2004, 02:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1094089166&rn=0


Post: #1
Title: عندما تهَجَّم علينا جارنا الشايقى يريد علقتى بالبَسْطونه..!ه
Author: mekki
Date: 09-02-2004, 02:39 AM


لن أكون مبالغاً إن قلت لكم أننى أكثر سودانى غير شايقى يحب الشوايقه..!ه
وأعتقد جازماً أن الكلام الذى يقال عن الشوايقه من قِبَل القوميات الأخرى ما هو إلا حسد ظاهر من باب "المابتحصِّلو جدِّعوا..."
وحبى للشوايقه لم يأتى من فراغ....إذ جاورتهم فى مدينة عطبره طوال سنوات طفولتى ومراهقتى..!ه
ويتميز هؤلاء القوم-والحديث عن الشوايقه- باللَحْلَحَه الشديده فى أمور الحياه...وخوفهم وحرصهم الزائد على أبنائهم...والأب الشايقى مستعد للتضحيه اللانهائيه من أجل أبنائه...أما المرأه الشايقيه فهى مشهوره بمقدرتها على (مَسْك) الرجل...ونادراً ما تُطلق زوجه شايقيه كما قال لى صديقى فى الجامعه-الوجيه- حسن عاصقيل...ه
أما دفء العلاقه فى عش الشوايقه الزوجى لا يحتاج-منِّى – إلى كثير دليل...فرائحة الدخان المميزه تَعَكِل كل يوم الى رب السماء-وبكثافه غير عاديه- فى المدينه العماليه المكتظه بهم..!ه
وعندما أنشأ المستعمر مدينة عطبره عرف الشوايقه-بحاستهم القويه- أن المال والجاه هواهُ عطبراوى...فيمموا شطر المدينه بكثافه متسلحين بحكمتهم: الوطن الحقيقى هو الذى يوفر الحياه الكريمه...فلم يربطوا أنفسهم-على مر الدهور- بمساحه جغرافيه محدده..!ه
وفى صدد الهجره إلى عطبره والتشجيع إليها أنشد شاعرهم:

مانِى راجعين...مانِى راجعين
وكان سألتو فى الداخلى قاعدين
الشاى باللبن كُبَّايتو مِلِّين
مانِى راجعين..مانِى راجعين...!

والداخله هو أقدم حى فى عطبره...وهو بمثابة نواة المدينه..وكان يطلق عليها- فى البدايه- بالداخله...ه
وتجد الشايقى يكابد ايما مكابده فى الحياه من أكل وشرب...لكنه يحرص-رغم ضنك ظروفه- على إمتلاك منزل وبنائه بصوره جيده..ويجد فى ذلك مسانده شديده و قويه من زوجته...إذ تتحمل معه ظروف التوفير القاسيه...صابره على أكل الفول والويكى دون نقنقه أو تذمر...ولا تجد أى شايقى-رغم كثرتهم فى المدينه- يسكن فى بيت إيجار..ه
وحُب الشوايقه لأبنائهم وحرصهم الزائد على سلامتهم يشكل قنبله موقوته كثيراً ما كانت تُعَكِّر صفو سماء أحياء المدينه العمَّاليه...ه
وأذكر فى نهار أحد الأيام والوالد غائب فى العمل....إذا بطرْقٍ عنيف على باب منزلنا..ولسوء حظى كنتُ أنا من فتَح الباب...وإذا بشايقى جارَنا يحملُ بَسْطونَه مُدَنْكَلَه وبجواره إبنه الذى يزاملنى فى المدرسه الإبتدائيه...والذى أعرفه كجوع بَطْنى..!ه
إبتدرنى جارنا الشايقى بحِدَّه مخيفه: نِحنا دايرين مكى...وين مكى؟؟...!!ه
فطأطأتُ رأسى بخوف شديد...حتى أدركتنى الوالده بِحِسها الأمنى فجاءت تجرى نحو الباب بعد أن أسرعت بلبس توبها...وسألت الرجل بجزع : فِى شنو؟...الحاصِل شنو؟!ه
فرد جارنا الشايقى: ولدى ده-مُشيراً إلى إبنه- دايماً يشكى من واحد إسمو مكى...دايماً مكى ده داقِّيهو وشايل حاجاتو (!!)..ومخَّوِفو من المدرسه...نحنا دايرين مكى...ده مُش بيت مكى..؟!ه
فردّت الوالده: يا هو ده مكى...وده ولد مسكين شديد...وما ممكن يدُق ليهو زول..والكديسه تاكل عشاهو...
فتغير وجه جارنا الشايقى: مكى يا هو ده؟؟..هَى يا ولد-وإلتفت إلى إبنه- يا هو الفنطوط ده البى يدقك كل يوم؟؟!
فرد إبنه-زميلى فى المدرسه- ولسوء حظه..أيوه يا هو ده
فتجهم وجه جارنا الشايقى...وإغتاظ...إذ كان- على ما يبدو- قد رسم صوره ماك تايسونيه (Mack Tyson) للمدعو مكى....وإلتفت الى أبنه يضربه ضرباً مبرحا بالبسطونه..إنت يا ود خايس..يدقك فنطوط زى ده..يلا أمِش قدامى البيت
وإنجلت حملة هكس باشا-من على منزلنا- بسلام...!
مع تحياتى للجميع