أوراق من العاصمة التي كانت مثلثة

هناك شبه إجماع على أن الخرطوم تتعرض لهجمة سكانية من كل أطراف السودان ..
من بين قرائن هذا الإجماع هذا الكم الهائل من الركشات و الأمجاد و الحافلات التي قلما تجدها فارغة دونما ركاب ..
و من بين هذه الدلالات .. هذه الإمتدادات السكانية التي تمتد زاحفة أخطبوطيا خارج مداخل العاصمة و تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم إنطلاقا من أطرافها القديمة .. فقد إلتحمت الكلاكلاكات بالدخينات و أبو آدم و بالعزوزاب ، و العزوزاب بالشجرة و الشجرة باللاماب بحر أبيض و هذه بالسجانة و الحلة الجديدة ثم الكوبري فالخرطوم .. تسلسل يذكرك بدروس الطبيعة زمان ( الفم ثم الحنجرة و البلعوم و المريء ثم الإمعاء الدقيقة و الغليظة و أم التلافيف و هلم جرا ) ..
و من هناك عد بابكرالتي ستلتحم بالحاج يوسف عن طريق الوحدة و سوقها المنار مستفزا حى الوحدة الغارق في الظلام .. ( فقد إرتفعت أسعار الأراضي في عد بابكر بعد خبر رصف طريق النص من شارع واحد مرورا بالردمية و محطة الصهريج مرورا بالوحدة و سوق الوحدة حتى عد بابكرالتي ربما ستجاور المطار الجديد المزمع إنشاؤه .. و بعد أن تم بيع معظم الأراضي .. فقد إنطلق المشترون لشراء حفر الكمائن القديمة ) ثم حى الفيحاء و الشروق فكوكو و كوبر و كافوري و الدروشاب و بحري فشمبات فالكوبري ثم البقعة حتى المرخيات .. و عودة إلى بحري فهناك حى نبتة الذي يغري بالشراء فهو جاهز ببئر السايفون و خط الكهرباء و عمود التلفون( بخمسة و أربعين مليون جنيه بس ) ثم السامراب و أم ضريوة فالإزيرقاب ..
كوبري الجريف الجديد سيربط شرق النيل بالخرطوم عبر بري اللاماب ، فما أن بدأ الكوبري يشارف على النهاية حتى أندفع الناس لشراء الأراضي بالجريف شرق على جانبى الكوبري فأرتفع سعر القطعة ليصل فجأة إلى تسعة عشر مليون جنيه سوداني .. و السعر في إرتفاع مستمر .. ( العاوز قطعة يقول لى .. عاوز أغير المهنة إلى سمسار )
كل هذه الهجمة العقارية تجعلك تحس بالهجوم السكاني على العاصمة التي لم تعد مثلثة بل صارت سداسية الشكل ، و في أماكن أخرى منبعجة أو متناثرة في فوضى تخطيطية و خاصة في الشوارع داخل الأحياء .. يقابل هذا الإنتشار العقاري زحف بطيء للخدمات خاصة في موضوع مجاري السيول و الأمطار ، فما أن تتساقط حبات المطر و يفرح بها أهل السافل و الصعيد ، حتى يتجهم أصحاب العربات و الركشات و الأمجاد .. فالشوارع الفرعية تحتضن المياه لأسابيع ، و سرعان ما تنتشر أخبار الشوارع المعطونة بماء المطر بين سائقي الركشات و الأمجاد ، فيعتذرون عن الدخول في شوارع معينة مهما كان السعر الذي ستدفعه ..
كما أن معظم شوارع العاصمة لا زالت تسبح في ظلام عميق رغم زعم السلطات بأن هناك فائضا في التيار الكهربائي ..
حدثني أحد القادمين من عطبرة الحبيبة فقال و العبرة تخنقه بأن مدينة الحديد و النار يأتيها التيار الكهرباء لساعتين في اليوم ، و أحيانا بعد منتصف الليل بعد أن يغط أهلها في نوم عميق .. كأنك تجد الدواء لمريض بعد أن فارق الحياة و هو يكابد المرض ، فلا هو وجد الدواء وقت الحاجة إليه ، و لا هو يدري بعد موته أن الدواء قد أتاه .. يرحمكم الله أهل عطبرة ..
عندما أنتقدت أحد الأقارب بعد أن قام بتفكيك سقف بيته في قريته بالشمال و أتى بمواد السقف المكونة من جذوع النخيل و سعفات النخيل و جريدها ، أتى بها ليسقف بها بيتا طينيا قديما بالكلاكلة ورثه عن أبيه هو و أخوته ، ورثوه دون سقف ، فقد وقفتْ إمكانيات أبيهم عند ذلك الحد جزاه الله خيرا ، و لكنه بنى هنا ليهدم هناك ( يا له من لحاف قصير هذا الذي تغطي به رجليك فينكشف وجهك و تغطي وجهك لتصاب الأرجل بالصقيع ) ،، هذا الرجل الآن أبناؤه يقبضون على جمرات كثيرة يومية ، و عندما إنتقدت كبيرهم قال ( الكحة و لا صمة الخشم ) ففي الخرطوم يكحون و لكن هناك في القرية أفواههم مغلقة و مختومة بالشمع الأحمر عن أشياء كثيرة ، أقلها الدواء و الرعاية الصحية.. ( ملعون أبو الكحة بأنواعها ) ..
أجمل حوار هو الذي تديره مع سائق في قمة زهجه و قرفه ..
سائق ركشة شاب ( جامعي ) .. قلت له : كيف ستتزوج مع هذه المبالغات في طقوس الزواج ؟ ضحك طويلا حتى أشفقت من السقوط في حفرة تكلفنا عناء رفع ( الركشة من ضنبها ) ..
قال و هو يكفكف دمعات الضحك الذي كالبكاء : العرس آخر إهتماماتي يا عمنا .. قول لى كيف أخلي أخواني يكملوا دراستهم ، و كيف أعالج أختي العيانة بالكلى ..
ثم صمت صمتا جعلني أحس بالذنب العميق ..
كان قد طلب ألفين .. فأعطيته أربعة .. لم ينظر إليها .. و أنطلق لا يلوي على شيء ..
لله دركم يا شبابنا ..


سائق أمجاد .. شكله يوحي إليك بأنه مستعد بأن يضربك إن أخطأت في وصف بيتك .. قلت له : رأيك شنو في مشكلة دارفور ؟
قال و هو يعتدل في جلسته الأولى المعوجة : دي إتفاقية بين الحكومة و أمريكا عشان يلفتوا إنتباه العالم عن فلسطين و العراق و أفغانستان و عشان بوش ينجح في الإنتخابات ..
طيب الحكومة هنا حتستفيد شنو ؟
قال بلهجة الواثق من معلوماته و كأنه يتحدث من داخل أروقة الكونغرس أو كأن كونداليزا تهاتفه في جواله المتهالك و المعصوب في وسطه بقطعة من اللستك : البلد دي حيحكموها قرنق و ناس الإنقاذ .. مافي زولا يعشم ليهو في كرسي لو سبَح .. قال أحزاب قال ..
هذا التحليل البسيط يصادف قبولا محدودا عند بعض الساسة ،، و لكنه قبول يكتنفه رفض عقلهم الباطن المسكون بهاجس إمكانية خوض إنتخابات نزيهة برعاية أمريكية ..
كل السودانيين يشتغلون بالسياسة .. فهي خبزهم اليومي ولات حين خبز و رغيف ..
و كل الساسة في السودان لا يشتغلون بهموم معظم السودانيين .. بل بهموم الحزب و النخبة و حسابات الربح و الخسارة ( شيلني و أشيلك ) ..
و هنا يكمن ورم السودان السرطاني الذي لا شفاء منه إلا بإستعمال مباضع حكومة وطنية منتخبة و بدخول الوطن في غرفة عناية مركزة يسهر عليها شباب منعتقون من ربقة الإرث السياسي المهتريء ..

و إلى أوراق أخرى ..

يا سيدي ألف حمد لله علي السلامة وبركة الجيت

ابو جهينة سلامات ياصديقي العزيز
ما إن لمحت إسمك في سجل الحضور حتى إنفرجت اساريري وبدأت أهيئ نفسي لدسم القول .
حمدلله على السلامة

قريبي الرائع أبو جهينة

الف مرحب بعودة البوستات الدسمة

Quote: عندما أنتقدت أحد الأقارب بعد أن قام بتفكيك سقف بيته في قريته بالشمال و أتى بمواد السقف المكونة من جذوع النخيل و سعفات النخيل و جريدها ، أتى بها ليسقف بها بيتا طينيا قديما بالكلاكلة

ياخي وحاتك يا غالي ياود الغالية من الضحك لحدي ماقتا الزول ده قاصدنا ..
وخصمو علي يومين ...






عوض لينا اليومين ديل بي جلسة الحرم المعتادة ..




وبركة الشفناك طيب ..

يا أبا جهينة
سلام وكثير المودة والشوق والفرح بعودتك سالما
في النصف الأول من البوست كنت أضحك حتى تدمع عيناي.. أراضي وما إليه، وأعجبتني معارفك ووصفك للمناطق.. وعندما حكيت عن الركشات لقلت لنفسي: والله جلال دا زول جدع، أتاريهو بركب الركشات.. وعندما وصلت لصاحب الركشة وقصته مع العرس وما قاله لك وما قلته له اكتشفت أنني وصلت إلى مكان التراجيديا في الحكاية فدمعت عيناي

[

Quote: B]سائق ركشة شاب ( جامعي ) .. قلت له : كيف ستتزوج مع هذه المبالغات في طقوس الزواج ؟ ضحك طويلا حتى أشفقت من السقوط في حفرة تكلفنا عناء رفع ( الركشة من ضنبها ) .. قال و هو يكفكف دمعات الضحك الذي كالبكاء : العرس آخر إهتماماتي يا عمنا .. قول لى كيف أخلي أخواني يكملوا دراستهم ، و كيف أعالج أختي العيانة بالكلى ..

الحمد لله على السلامة.. وربنا يزيل الكانوا السبب في الدمار الشامل..

ياسر

عزيزي عمر الماحي
تحية و مودة

جيناكم يا حبايبنا
و بكم تمتد حباب الود و نواصل

عزيزي علي عثمان
تحية و شوق

القلوب عند بعضها .. و بركة الشفناكم طيبين و سالمين
أرقد عافية

إبن العم العزيز عبدو

تحية و سلام كبير و شوق كتير
أرجو أن تكون و الأسرة بخير
تشكر على الترحاب الجميل

عزيزي دكين

تحية و شوق كبير
أولا طمنونا عن الوالدة .. و هل بقت كويسة ؟ و هل هي موجودة أم سافرت للبلد ؟

تانيا أنا في إنتظاركم على أحر من لفح السموم..
أرقد عافية

عزيزي و صديقي الأستاذ الكبير ياسر الشريف
و الله ليك وحشة كبيرة جدا
أرجو أن تكون و الأسرة الكريمة بخير ..
الجرح في السودان غائر و عميق ..
كل يوم يثبت شعبنا أنه من سلالة سيدنا أيوب عليه السلام
و لكنه أيضا يحمل جينات طائر الفينيق الخرافي و الأسطوري
لله درك يا سودان و شعوبه
أرقد عافية
و لنا لقاء

ابوجهينة سلامات
مشتاقين
وكاننا لينا
سنين
والسودان على حسك

والله انت محظوظ حمت ديل كلهم

Quote: من هناك عد حسين التي ستلتحم بالحاج يوسف عن طريق الوحدة و سوقها المنار مستفزا حى الوحدة الغارق في

بس فى الحاج يوسف عندنا عد بابكر ولا شنو

ولك ودى

أبوجهينة
كيفك ؟؟
قلت لي أصبحت سداسية الشكل !! يديها العافية ،، ما قصّروا ناس الجبهة ،، هم يعشقون الأرقام الكبيرة ،، والدمار الكبير رقم كبير ،،
أنا الآن أكتب من داخل منزلي الكائن في المكان الذي تعرفه ،، وبعد أسبوع سأكون برفقتكم في المكان الذي تعرفه ،،

أبوقوتة الحبيب
الشوق بحر

أرجو أن تكون بخير و عافية
تشكر على الترحاب الجميل
و تشكر على التصحيح .. تصدق في واحد إسمو حسين ، عمل لى سافوتة في الإجازة دي عشان كدة إسمو لاصق في قاع الذاكرة
أرقد عافية

ابن عمي / ابوجهينه
مسكاقمي
هكرفي
مبروك
الاهل كويسين
مشيت الكلاكلة كلهم تمام
أنا مع اخوي دكين
نجي عندك ونسمع الكلام الجو الجو
فرحنا ومحتاجين ليك يا اخوي

ابوجهينة
حبابك...وحمد الله على السلامة

Quote: بدخول الوطن في غرفة عناية مركزة يسهر عليها شباب منعتقون من ربقة الإرث السياسي المهتريء

دا العلاج.... يسلم لسانك يا رائع

ود قاسم الحبيب

تحية و مودة و سلام
تحياتي لأم طلال و الأسرة الكريمة و أرجو أن تعودوا على جناح السرعة و بالسلامة إن شاء الله .. نحن في إنتظارك لإجتماع عاجل لفض صفحة ذكريات كثيرة و هموم أكثر ..
تمتعوا بأيامكم هناك
الكل في الإنتظار
أرقد عافية

قريبي الحبيب حمزاوي

إرهكرفي مسكاقنا .. ويافيجلو ملروني ؟

أرجو أن نتقابل قريبا
أرقد عافية

عزيزي د. عادل سي جي
تحية و محبة و تقدير لشخصكم الكريم

متابع بوستاتك .. أحيانا القراءة المتأنية فقط تكون أبلغ من المداخلة و خاصة زى بوست بقارة السودان
يديك العافية

شقيقي جلال
سلام يحمل شوق وإحترام
حمداً لله على سلامة رجوعك

Quote: سعر القطعة ليصل فجأة إلى تسعة عشر ألف جنيه سوداني ..

أمش بيتكم وما تجي المدرسة الإّ وولي أمرك معاك
لك حبي وتقديري وفرحتي الشديييييييييييييييييدة بي عودتك

ابوجهينه الف حمدلله علي السلامه وجد الموضوع شيق ... لكن بيني وبينك شغلة سمساري اليومين ديل تمام

شقيقي الحاج بدرالدين
الشوق بحجم كل الإمتدادات
مش إتفقنا نتقابل في السودان و وصفت ليك بيتنا ؟
و ما وريتنا إجازتك كانت كيف ..
و عشان خاطرك .. جيب المبلغ دة و تعال .. بديك قطعة بيها عشان إكتشافك للغلطة المطبيعية الحتكلفني أول خسارة لى في دنيا السمسرة
أرقد عافية

عزيزي وليم
تحياتي و مودتي و تقديري
تصدق أي زول هناك بقى سمسار ..
أي حاجة تشتريها بقى في واحد في النص بينك و بين المشتري ياخد منك و من البائع ( منشار عديل ) ..
و هي في النهاية شغلة سهلة ما بتحتاج غير جوال و لبسة أنيقة و إبتسامة عذبة على جانب الفم ..
أرقد عافية

الحبيب ابو جهينة
حمد لله علي السلامة وشفناك طيب
مساحات شاسعة تركتها يباب فينا
من غيرك يملا جروفنا خضرة بعد يباب
بالجد فقدناك

Quote: سائق ركشة شاب ( جامعي ) .. قلت له : كيف ستتزوج مع هذه المبالغات في طقوس الزواج ؟ ضحك طويلا حتى أشفقت من السقوط في حفرة تكلفنا عناء رفع ( الركشة من ضنبها ) .. قال و هو يكفكف دمعات الضحك الذي كالبكاء : العرس آخر إهتماماتي يا عمنا .. قول لى كيف أخلي أخواني يكملوا دراستهم ، و كيف أعالج أختي العيانة بالكلى .. ثم صمت صمتا جعلني أحس بالذنب العميق ..

الزول دا النسخة المحلية من المغتربين في الزمن الضايع!!

ابو جهينه
الف حمد الله الف على السلامة
اقدر اقول ذى ما قال افنان ابرايم عوض
بوردنا نور
اما عن العاصمة وما ادراك العاصمة ياخى ده مش كرش فيل ده الفيل ذاتو بشحمه ولحمه وعلى فكرة انته شفته المناظر فى اجازتك ده لكن الفيلم لو شفته ما هندى عديل وكمان دور واحد من امتدادها
بس عليك الله رايك شنو فى بطل الفيلم (ركشه ) اكيد اتعرضت لمواقف ظريفه او من البنت الجميلة امجاد .
الف حمد الله على السلامة

عزيزي جدا أساسي الأساسي الزول الراسي
و الله ليك وحشة .. و بركة الشفناك بعافية و طيب

(الزول دا النسخة المحلية من المغتربين في الزمن الضايع!! )
أنا أديتكم عينة واحدة .. و لكن حقيقة العينات و الأمثلة كثيرة .. و فعلا نسخة من المغتربين في الزمن الضايع
أرقد عافية

الأخ العزيز بلدي يا حبوب
تحية و مودة و تقدير
تشكر على الترحاب الجميل

فعلا الخرطوم فيل من نوع ( الماموث ) المنقرض ..
أما الركشة فهي بطلة الفيلم بلا منازع .. كان لي عشق أن أتجول بها في كل الحارات مع دق الونسة مع سائقيها الشباب .. و لنا عودة مع ونساتهم المختلفة ..
أمجاد رغم خطورة نوعية القيادة .. إلا أنها جعلت التاكسيات الصفراء ترفع علامة الإستسلام التام ..
أرقد عافية

ابوجهينة انعمت مساءً ..وسلمت يا رائع

حمد لله على السلامة..

ربما انا اكثر المتداخلين استيعاباً لحديثك بحكم اننى كنت فى اجازة بالوطن فى نفس هذه الفترة.. ورايت ما رأيت من الغرائب فى العاصمة من تكدس سكانى فى احياء عديدة وصعوبة الحركة المرورية مع العدد الهائل من (الحديد الكوري)وما غلى من سيارات اخرى ..حتى (الفورد) صار يضايق الدفار فى شوارعنا المهترية..
الركشات التى اصبحت ظاهرة وحركتها اكبر دليل على ان العاصمة ستنفجر سكانياً اذ ان كثرة البشر فى هذه الرقعة الجغرافية تجعلهم يلجأون الى هذه الوسيلة الارخص والاسرع للذهاب هنا وهناك.. فالشوارع العرضية جعلت من السهولة الذهاب من آخر الصحافة الى الكلاكلات ومن من المطار الى السوق الشعبي وهلما جرا

كما قلت ابو جهينة الركشات وسائقيها وما تصدر منهم من عبارات وعلى حد تقديرى وتجربتى انهم خير من يحكى عن الوضع وان تعددت الاساليب وضروب الحكايات التى تكسب الرحلة وقع خاص وانت تهتز منصتاً له تارة وتارة اخرى لكاسيت نانسي عجرم..!

..واحدة قريبتنا عاشت سنين فى السعودية وقبل سنة رجعت السودان ..كانت ماشة مشوار لاركويت ..بتاع الركشة قال ليها بأخد 3 الف...قامت قالت ليهو (ليه 3 الف والله بديك بس الف ريال- بدلاً عن جنيه طبعاً-) قال ليها :
(يا حاجة امسكى فى كلامك ده قوى)...وعند الوصول لمحتطها كان صاحب الركشة على يقين بأن (الحاجة دى) لا يزال (الريال) يشغل حيزاً فى ذكرياتها وابتسم وهو يتناول 1000 جنيه بصدر رحب واطلق العنان نحو راكب آخر يقف عند ناصية بيت آيل للسقوط..
وفى فلسلفة (البقاء فى العاصمة لا يعنى الجنة)...ها هى (حبوبة) تعبر عن سخطها فى البقاء بالخرطوم متعللة بأن بالها مشغول (بلغنمايات) الموجودة فى (حامدنارتى) القرية التى ولدت فيها وعاشت ريعان شبابها فى كنفها..وبين حيضان البرسيم...ونخيلها..
كما سمعت ان خدمات الهيئة القومية للكهرباء ربما تطول قريتنا...اى ستتخلص العاصمة من عدد لا بأس به من اهل قريتى وما جاورها من مناطق
..وسمعت مؤخراً بأن سكان العاصمة قد نقص 1 نسمة برجوع (حبوبة ) بجسدها النحيل الى البلد ..
ترى هل يعود البقية حين يلامس التيار الكهربائى (بساتم) بوابيرهم الصدئة؟ وتأمن بيوتنا وبيوت اجدادنا شر انتزاع اسقفها؟

ابو جهينة هل رأيت تلك الفخامة العمرانية بعاصمة ببلادى..المعمورة ، الرياض،المهندسين، شارع شمبات...الخ
فخامة تفوق الخيال بنيت على اراضى يصب عليك التكهن بأسعارها..حين يتراى لك رهط من السماسرة ...يتهامسون باسعار فلكية ...والغريب فى الامر انا هنالك مشترون ليس بالقليل!!!!
الوالد –يديهو العافية- انفق خمسة آلاف من الريال قبل عدد من السنين لشراء ارض فيما يسمى بحى البقعة وكان اكثر ما شجعه اناها بعيدة وستكون فى مكان هادئى مستقبلاً ..وقد اكد له بأنها تقع فى امتداد كبري الفتيحاب الجديد ..غير انه لم يكن يعلم فى ذاك الوقت بأن هذه ( البقعة) ستلتصق بالفتيحاب بعد ان اقترنت هى الاخرى بالمهندسين ومن الجانب الآخر بأبوسعد !!!!!
الغريبة ان الوالدة – الامية- قبل سنسين وعند شراء هذه القطعة كانت دائماً تقول ان هذه القطعة ناصية وكانت شديدة الاصرار على ذلك رغم انها كانت ارض جرداء فى ذلك الوقت ولم يحدث انها زارتها البته ، كما ان الوالدة - يديها العافية – قالت لنا بالحرف الواحد - ونحن ذاهبون لمسحها- ( لو ما ادوكم ناصية ما تشيلوها)
والى هذا الوقت وبعد طول هذه السنين ما زلت محتار فى اعتقاد الوالدة الغريب الذى لا يدعمه شئ!! وها قد التصقت القطعة ببيوت البنك العقاري ولكن بعد بيعها وذهاب قيمتها مع الريح..! وامتدت عاصمتنا الى مزيد من السراب..!!

بلغنى اثر مكالمة هاتفية ان سعر الارض فى حى جبرة جنوب الخرطوم قد وصل الى (خمسة وستون مليون جنيه) فقـــــط! ولولا اسراب البعوض النائم نهاراً والنشط ليلاً لبغ ضعف وفى رواية اخرى صعفين...
امتدت العاصمة جنوبا ايضاً وهنالك مشترون يدعمون الانتشار!!!

ابوجهينة توافقنى على ان العاصمة –مثلثة كانت ام سداسية- تحتاج الى منافذ عدة؟ وتوسع رأسي لا افقى ،كبارى طائرة،خطة اسكانية محكمة ،حركة مرورية تمنع الاختناق ، شوارع واسعة اتجاهين،تصريف جيد ..مع تيار كهربائي طويل البال حتى تستوعب العاصمة هذا العدد الكبير من البشر الذى اصبح واقعا والزحام الذى يظهر جلياً مع كميرا التلفزيون والعاصمة على موعد مع مزيداً من النزوح والانتشار العمرانى (مخططاً كان ام عشوائياً .).هل ستكون عاصمتنا حضارية ؟ هل تقبل التحدي اذا ما قدر لها ان تكون عاصمة الثقافة العربية يومُ ماا؟
_____________________________

ابوجهينة بالمناسبة حضرت للمنزل ولم اجدك مساء الجمعة الماضية وتركت لك رسالة ،،،،

حتى نلتقى لك ودى،،،

الحبيب الغالي جلال
عوداً حميداً
أتيت لألقاء التحية والتمتع برشاقة قلمك..

وحقاً صارت العاصمة جسماً يحتار الرسامون في رسمه..

عزيزي الولوف وليد طه
تحية و شوق شديد
إتصلت بك على الرقم الموجود على الباب و لكن لم أجدك .. أتمنى شوفتكم ..

(ابوجهينة توافقنى على ان العاصمة –مثلثة كانت ام سداسية- تحتاج الى منافذ عدة؟ وتوسع رأسي لا افقى ،كبارى طائرة،خطة اسكانية محكمة ،حركة مرورية تمنع الاختناق ، شوارع واسعة اتجاهين،تصريف جيد ..مع تيار كهربائي طويل البال حتى تستوعب العاصمة هذا العدد الكبير من البشر الذى اصبح واقعا والزحام الذى يظهر جلياً مع كميرا التلفزيون والعاصمة على موعد مع مزيداً من النزوح والانتشار العمرانى (مخططاً كان ام عشوائياً .).هل ستكون عاصمتنا حضارية ؟ هل تقبل التحدي اذا ما قدر لها ان تكون عاصمة الثقافة العربية يومُ ماا؟)

و هذا هو بيت القصيد و أهم شيء في أن تتمكن العاصمة بالفعل من إستيعاب هذا الكم من البشر و لا ندخل في متاهات عواصم أخرى قريبة منا ..
تسلم

تحية و مودة
ألف حمد لله
علي السلامة

عزيزي أبو محمد إسماعيل الوراق
تحية ماكنة بالحيل
متى نسعد برؤياكم مجددا ؟
و إلى ذلك الحين .. أرقد عافية ..
تحياتي للأسرة

عزيزي عثمان محمد صالح
تحياتي و أشواقي
سعدت بوجودك هنا ..
تصدق .. عندما مررنا بالعربن بالقرب من خشم القربة .. خيل إلى أنني أشم عبق قرية 15 و أسمع تعليقات خالك عمر و ضحكته الرزين و أستمع إلى صوت محمود بسيوني و عشرات الذكريات الحميمة ..
تحياتي لك و للأسرو و للخيلان و الحبوبة فاطنة حسن ..
آفيلقو

الحبيب اوجهينة جلال داود

الف حمد الله على السلامة يا راجل و الرياض منوره بيك .

عزيزي الصادق خليفة
تحية و سلام و شوق
أرجو أن تكون الأسرة بهناك بخير و عافية
إلى أن نلتقي .. أرقد عافية