الظــــــــــــــــــلاميون!

الظــــــــــــــــــلاميون!


08-22-2004, 07:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1093156056&rn=0


Post: #1
Title: الظــــــــــــــــــلاميون!
Author: jini
Date: 08-22-2004, 07:27 AM

الحاج وراق
من الأرشيف
هناك خيط منهاجي واحد ينتظم الممارسات المتعددة التي حدثت مؤخراً ـ الندوة المفاجئة لتبيين فساد عقيدة الشيعة، ومنع إحياء ذكرى 81 يناير يوم حرية الفكر والضمير، وإلغاء الحفل الغنائي للفنانة المبدعة أصالة وعلى اختلاف المواقف، فان الذهن الذي يقبع خلفها واحد: الذهن الظلامي المغلق·

واما عداؤهم لحرية الفكر والوجدان فذاك مما لا يحتاج إلى بيان!··· ويبغضون في أصالة تغنيها للحب·· والحب دافع الترقي الإنساني، ما من عظيم أو مبدع إلا وكان طيف حبيب ما يطوف في اوقات سهده ومعاناته، حافزاً للتميز، مضمداً للجراح، وملاذاً في الأنواء··· والحب فضيلة، لأن عطش الروح هو الذي يدفع بالأجساد إلى التهتك والإبتذال، والمحبون ذوو أرواح ممتلئة، ولذلك لا ينحطون ولا يخونون·· وكيف يزعم انسان محبته للناس، وهو لا يعرف الحب الملموس لانسان واحد من لحم ودم؟! بل وكيف يزعم محبته لله؟! ما من سبيل إلى محبة الله إن لم تتجلى في محبة عباده! والله محبة·

ويبغضون في أصالة أنها نموذج لحيوية الجسد، وحيوية الجسد لا تنفصل عن حيوية العقل، ولكن الظلاميون يبغضون حلقات الذكر الصوفي بزعم أنها بدعة ودروشة، ويبغضون الرقص بزعم أنه خلاعة وفسوق! والجسد الذي لا يتحرك للإيقاع إنما الجسد العاطل، يرتخي ويتكرش ويتهدل، تماماً كالدجاج المذبوح المجمد الذي يفضلون، والعقل كذلك كما الجسد خامل خمول عقل دجاجة!!

وغني عن القول أن المذهب الشيعي لم يتأسس بالأمس، إذاً فصحة أو فساد عقيدته ليست القضية الماثلة الآن·· ما يزعج الظلاميون حقاً ليس موضوع العقيدة، وإنما حقيقة أن الشيعة الآن قوة تحرير: تحرير للفكر وللأرض··· ففي مخاض صعب ومشقة، ولكن بنجاح ملحوظ، يلج الشيعة الأزمنة الحديثة ـ يؤسسون في نظام ديمقراطي في ايران، وينظمون انتخابات تحت اشراف ورقابة القوى المحافظة فتخسرها هذه القوى نفسها، لأنها وبرغم محافظتها فأنها تتصف على الأقل بالاستقامة الاخلاقية التي تعصمها من التزوير! ويفوز السيد/ خاتمي برؤيته المستنيرة لتجديد الذهن المسلم· فالسيد/ خاتمي صاحب التمييز الحاسم بين الدين والتدين، الدين كنصوص مقدسة، والتدين كمقاربة بشرية لهذه النصوص، ليصل الى النتيجة بأن التدين يظل نسبياً قابلاً للخطأ والصواب وللنقد والتجاوز، ودون هذه النتيجة وهذا التمييز ليس من سبيل للمسلمين إلى دخول الأزمنة الحديثة···· والسيد/ خاتمي مُطلق الدعوة إلى حوار الحضارات، بديلاً للإنغلاق الأصولي في عالم الاسلام، وبديلاً لأصولية صقور الحرب في الغرب اولئك الذين يريدون تغطية إرادة الهيمنة والنهب تحت رايات >صراع الحضارات< الزائفة·

والشيعة كذلك وراء أهم مآثر العرب والمسلمين المعاصرة، مأثرة حزب الله اللبناني في طرد الغزاة المحتلين الاسرائيليين من جنوب لبنان، ولا جهاد بلا اجتهاد ولا تحرير للارض بلا تحرير للعقل، وقد انتصر حزب الله لانه استند على خصب لبنان الثقافي، خصب الحوار والمثاقفة الديمقراطية، واستند على اجتهادات العلامة حسين فضل الله، وهو لدهشة الظلاميين في السودان، يرفض اقامة دولة دينية في لبنان مراعاة لتعددها الديني >!< وعلى عكس الحركات الاسلامية الأخرى فان حزب الله لم يوفر الحماسة المعنوية وحدها ، وانما وفر كذلك الضوابط الفكرية والسياسية والاخلاقية للقتال، فلم ينفذ حزب الله عملية عسكرية الا وكان لها اطارها السياسي والاخلاقي الواضح·

إذاً فالعداء لإرادة التحرير، الظلاميون لا يعرفون اجتهادا ولا جهادا··· >جهادهم< إما >جهاد< الحلاقيم من على المنابر، او الارهاب الجبان ـ اصطياد الابرياء والعزل في المقاهي والمناطق السياحية···· وأما اجتهادهم فهو معروف >!< بحدود مرجعياتهم التي تفتي بكفر من يقول بكروية الارض ودورانها!! الحقيقة التي قررها أخوان الصفا< قبل مئات السنين من جاليلو ، ودون حتى توفر التلسكوب ومركبات الفضاء!!

والناس أمزجة، لسنا نعترض أن يختار الظلاميون لأنفسهم ما يشاؤون، لهم أن يختاروا فقر الروح وخمول الجسد والعقل، ولهم أن يختاروا لأسرهم ما اختاروه لأنفسهم، ولكن ليس لديهم الحق البتة في فرض أمزجتهم وخياراتهم على مجمل الوطن، فالوطن ليس مزرعة خاصة للظلاميين·

ü يقول الحكوميون أنهم مع السلام، وفي ذات الوقت يطلقون آيادي الظلاميين من بينهم وجوارهم، هؤلاء لم يحتملوا الشيعة فكيف بالمسيحيين؟! ولم يحتملوا مجرد ذكرى الشهيد محمود محمد طه فكيف بجون قرنق؟! ولم يحتملوا أصالة فكيف بغناء ورقص صبايا الدينكا؟! قالوا سلام قالوا!!!

من (عيزومة مراكبية)! إلى دعوة جادة وصادقة·


___
جني