الإنقاذ تكسب....والجانجويد..........!!!!!!!!!

الإنقاذ تكسب....والجانجويد..........!!!!!!!!!


08-19-2004, 05:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1092888130&rn=0


Post: #1
Title: الإنقاذ تكسب....والجانجويد..........!!!!!!!!!
Author: nadus2000
Date: 08-19-2004, 05:02 AM

أعلم تماماً أن ما يحدث في دارفور قد أصبح بؤرة مركزية لكل أجهزة الإعلام العالمية، بعد أن سبقتهم الأمم المتحدة والولايات المتحدة ممثلة في قمة السلطة فيها بوش وعنان ومن تبعهم وقد تابعنا جميعا تداعيات هذه القضية التي وضعت كل الوطن في المحك "أن يكون أو لا يكون".
وقد كشفت هذه القضية سوءاتنا جميعاًًً، وأنا ليس هنا بصدد الحديث عن هذه السوءات المكشوفة للكل، وإنما ما أنا بصدده الآن، هو نجاح الإنقاذ في تغطية وسترة عورتها، وهو ما خططت له ومنذ البداية، وإن لم تكن قد تنبأت بوصول القضية إلى أن تحتل القضية الأولى على مستوى العالم من حيث الإهتمام الدولي والإقليمي، بل أنها كادت أن تقود إلى تحرك الكي فور (K4)، وصار خيار التدخل العسكري من ضمن الأجندة أي إجتماع ناقش هذه القضية، وما أكثرها، وقد بنت حكومة الإنقاذ إسترتيجيتها على خطة مزدوجة (Two In One) يسير العمل فيهما معاً وبتنسيق عالي جداً وقد تركزت أهداف هذه الخطة المزدوجة في الخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، وتحقيق بعض المكاسب المحلية إن إستطاعت إلى ذلك سبيلاًً ولهذا سننظر لها على أساس أنها خطة واحدة تسير على محورين مختلفين وهما:

أولاً: تقليل المخاطر على الإنقاذ:
وقد إعتمدت هذه الخطة على إلقاء كل اللوم على طرف ثالث وعليه قررت أن تضحي بالجانجويد، وإعتمدت في ذلك سياسة أن الحرب بين قوات قبائل عربية (الجنجويد) والقبائل الزنجية، فذهب الجميع وراء هذه الفرضية، والتي بلا شك أنها تشتمل على بعض من الحقيقة بل هذه العبارة توصف ما يظهر من جبل الجليد فقط، وقد خططت لذلك ومنذ فترة طويلة بالتدريب والتسليح ومن ثم الدعم اللوجستي والمتمثل في نقل وحركة هؤلاء الجنود، وقد إحتاطت الحكومة بأن تستعمل الجانجويد كمخلب قط، وعند الضرورة (الزنقة) ترمي به. وبدأت ذلك بممارسة نفس اللعبة السابقة التي ظل نظام الخرطوم يمارسها دون ملل، ألا وهي لعبة التصريحات المتضاربة، فالرئيس يعلنهم مجاهدين، والمحاكم تقدمهم في محاكمات تلفزيونية تحرص على دعوة وسائل الإعلام لحضورها، وتنجح الحكومة مستغلة غفلتنا وضعف ذاكرتنا الجمعية، فبعد أن شاهد العالم وسمع أثار القصف الجوي وتسجيلات الطيارين وهم يتلذذون بقصف الآمنين، نسينا كل هذا وإتجهنا نتحدث عن عن صراع بين الجنجاويد الذين كانوا يعيشون على فروسية الأزمان الغابرة، فمن أين لهم الطائرات وكل هذه الأسلحة!!!!!.
إنتهزت الخرطوم فرصة الإهتمام الدولي بما يحدث لدارفور وسيرت المواكب والمظاهرات ضد التدخل الأجنبي، وفي نفس الوقت إستقبلت كولن باول وزير الخارجية الامريكية بحفاوة زايدة حبتين وكذلك كوفي أنان، هل يا ترى ألم يكن زيارتهم تدخلا أجنبياً، والسؤال لبعض الإخوة بالمنبر، ألا يشكل وجود قوات أجنبية في جبال النوبة والذي تجاوزت مدة إقامتهم العام تدخلاً وأجنبياً كمان؟ وصرخت لتحتمي بالجامعة العربية و مصر واللائي إنتهى مفعولهما منذ زمن بعيد (Expired).

ثانياً: خطة ما بعد الإستقرار:
أن الإنقاذ حين وضعت خطتها لمعالجة ما بعد إنتهاء هذه الحرب، والتي لم تضع في حسبانها ان تتجه الأمور فيها إلى هذا الحد، ولم تكن تحسب أن الأمر سيأتي بدولة الإستكبار ليتضمن خطابات الرئيس بوش إسم السودان ودارفور لأول مرة، "هل يعد هذا في سجل الإنجازات" هذا بالإضافة لإدانة دولة بقامة فرنسا صاحبة المواقف المتمايزة عن الجوقة الأمريكية، حتى الدول التي تتعاطف مع الإنقاذ لم تستطع إلا أن تلوذ بالصمت وتعلن إمتناعها عن التصويت.
ورغم أن أن خطة ما بعد إنتهاء الحرب والتي تتعلق بإستقرار هؤلاء اللاجئين المغلوب على أمرهم، فأنا أعتقد أنه ورغم ما ذكرناه آنفاً حول مفاجأة الإنقاذ بتداعيات هذه الحرب إلا أن المحور الثاني من الخطة ما زال (Valid) أي قابل للتنفيذ وهو يتعلق بإعادة توطين هؤلاء اللاجئين وفق توزيع جغرافي يفقد حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي أي ثقل جماهير في اي إنتخابات قادمة، وهكذا تعلن الحكومة إستعدادها لمواصلة حكم السودان ما بعد إنتهاء الفترة تقرير المصير، ولو إضررت لإخلاء إقليم سوداني من جميع سكانه.
خلاصة :
يجب أن نتذكر دائماً أن هذه الحرب تدور بين قبائل سودانية والحكومة، والجانجويد مجرد فرقة عسكرية لها دور مرسوم لا يتجاوز إلا ان جزء يسير في خطة عسكرية متكاملة، وفرت لها الحكومة
كل آلتها العسكرية والإعلامية وإمكاناتها المادية.