بيتا من عنكبوت

بيتا من عنكبوت


08-12-2004, 09:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1092300148&rn=0


Post: #1
Title: بيتا من عنكبوت
Author: faisal44
Date: 08-12-2004, 09:42 AM

مقال اعجبنى.... للكتابه وفاق عثمان من صحيفه الاضواء
بيتا من عنكبوت

وهل عرف العنكبوت طريقا الى قلوبنا؟؟ كثيرا ما تخيلت بيتا عنكبوتى ضخم يمتد مساحات كبيرة فى دواخلى تلتف خيوطه المتطفلة فى كل مكان.. تعطل مراكز الاحساس فيّ.. ينسى البعض متى كانت اخر مرة ضحكوا فيها بصدق او حتى بكوا يصاب شكلهم الخارجى بالجمود يفقدوا القدرة على التعبير.. يتصرفون بآلية لا يخالجهم أدني احساس بالحياة.. تمر الايام وتزداد تلك الخيوط تشعبا وازدهارا فتشيخ قلوبنا قبل الاوان وتزبل زهيرات الامل قبل ان تفتح اعينها لترى الحلم الوليد..

هل لاحظنا ان احدهم ضحك كثيرا ثم سعل.. ثم سكت.. انه الغبار العالق بدواخله اثارته تلك الضحكة المفتعلة غير المقصودة او لنقل الحقيقية.. لا يهم لكننا حتما سنعلم ان الضحك قد هجر قلبه زمانا ليس بالقصير فطبيعي ان يسكن ذلك القلب عنكبوت نبحث أحيانا كثيرة عن شيء يمكننا معه تغيير الاشياء أو صقلها أو وضعها في قالب آخر وعندما نفشل في ذلك نستكين ويقلل تفاعلنا مع العالم الخارجي... تتوقف لدينا لغات عديدة للمخاطبة فنظل نعتمد علي لغة واحدة لا تمثلنا كليا ننسى ان لدينا طاقة لا حدود لها ندمر بها العالم ان اردنا، نختزن طاقتنا تلك ونحن أحيانا كثيرة لا نعلم بوجودها أصلا.. يفصلنا عن الاحساس بها بيت عنكبوتي ليس إلا.. يختلف تقبلنا لمعايير الزمان والمكان والاشخاص فنتراجع أمام هول الحقيقة او غدر الزمان أو لنقل ضيق المكان لكن مهما كان المعيار مطلوب أن نظل كما نحن وبأي شكل أردنا.. لا نخنق أبدا او نمنع ابدا رغبة حقيقية ملحة في تخطي الاشياء رغبة في أن نضحك او نبكي او نصرخ او نركض بحرية ابعد ما يكون نحن نمتلك قلوبا خافقة بالحياة فلماذا نسجن الأمل خلف قضبان بأسنا أو نشنق حلما اخضر بفكر يائس وخوفا غير مبرر...... ثم ماذا بعد هذا نظل حيارى علي رصيف الايام المسافرة بلا عودة نندب حظنا العاثر قلوبنا أعزائي هي جل ما نملك تلك الخفقات المتتالية هي المعني الحقيقي للحياة هي مفتاح الأخذ والعطاء لنزيح تلك الخيوط جانبا ونطل بداخلها ستدهشنا تلك الكنوز المخبأة.. كنوز صدق وحب يتفجر ينابيعا تسقي الدنيا وما فيها ليخرج ذلك العنكبوت اللعين ولتسكن الطيبة مكانه...... نحتاج حقا لقلوبا طيبة تغمرنا طيبتها تلك عبر إبتسامة جميلة وكلمة صدق نبيلة هي أقصي حدود الروعة والاحساس ليمد كل واحد منا يده ويتحسس قلبه ويتاكد مائة بالمائة انه سر الحياة... كل الحياة ورقة لهم...

عن القلوب قالوا:

طلب سيد لقمان الحكيم منه يوما أن يذبح له شاة ويجلب له أطيبها فجلب له القلب واللسان وفي اليوم التالي طلب منهم أن يذبح شاة اخري ويجلب له اخبث ما فيها فجلب له القلب واللسان فتساءل سيده عن السر في هذا قال لقمان: هما الأطيب ان طابا والاخبث ان خبثا.