انتصار الانسانية فى دارفور وانكسار الفاشية فى السودان.د. شريف عبد الله حرير

انتصار الانسانية فى دارفور وانكسار الفاشية فى السودان.د. شريف عبد الله حرير


08-05-2004, 06:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1091725620&rn=0


Post: #1
Title: انتصار الانسانية فى دارفور وانكسار الفاشية فى السودان.د. شريف عبد الله حرير
Author: degna
Date: 08-05-2004, 06:07 PM

د. شريف عبد الله حرير
بقرار مجلس الامن الدولى رقم 1556 بتاريخ 30 – يوليو 2004 تكون الانسانية قد انتصرت على قوى الشر والفاشية فى سودان الجبهة الاسلامية القومية فبعد ابادة مايفوق الخمسن الفاً وتشريد مليون ونيف من اهلنا فى حرب ابدة جماعية وتطهير عرقى جاءت ردة فعل المجتمع الدولى ممثلةً فى القوى المحبة للسلام والانسانية وعلى رأسها مجلس المجتمعات الديمقراطية والامم المتحدة فى شكل انذار جلى لا لبس فيه فهل ترعوى حكومة الجبهة الاسلامية الحاكمة فى الخرطوم ام تسدر فى غيها وطغيانها وعنجهيتها غير عابئة بالمجتمع الدولى كما هو ديدنها فى تصدير الارهاب وقوى الشر الى كل جيرانها؟.

ولأنها حكومة صابئة لا تحترم مقدساً او اجماعاً ولا اى رابطة انسانية فقد كان لرد فعلها هو الرقض المتعجرف للقرار الاممى الانسانى بل وسارعت الى تأجيج العواطف الشريرة واعلان التعبئة العامة والاستمرار فى خرق وقف اطلاق النارواطلاق يد مليشاستها المعورفة باسم الجنجاويد للقتل والاغتصاب والحرق على الهوية العنصرية وبعد تدخل دولى مصرى الافراغ الموقف من الشحنة الحالية حسب تعبير وزير الخارجية المصرى اصبح وقف الخرطوم منقسماً على نفسه ومرتبكاً فى تعبيراته، حيث لا هو موقف الرفض الذى عبر عنه اغلب المسؤولين ولا هو موقف القبول الذى عبر عنه وزير خارجية النظام وسفيره فى اديس ابابا. من هو الذى يعبر عن موقف الخرطوم؟. هل هو رئيسه ام نائب رئيسه ام عاملهم فى صقع بعيد من اصقاع الارض؟.

السؤال الجوهرى والاساسى فى كل هذا الهرج والمرج الذى يتسم به موقف الخرطوم هو ماذا بعد مضى شهر الانذار؟. يقيننا هو ان حكومة الخرطوم سوف تلجأ الى المناورة كما هو ديدنها لعشرات السنين وسوف تجد من اصدقائها الدوليين من يسانها على ذلك التفافاً حول القرار الاممى" الحميد". ولسوف يجد المجتمع الانسانى عند انتهاء الشهر المرصود من ميزانية الزمن ان آلافاً من القتلى والمشردين قد اضيفوا الى احصائيات الضحايا وبنفس آلية التطهير العرقى والابادة الجماعية التى بدأنا طلائعها تزحف من الغرب نحو الشرق الى تلال البحر الاحمر. كيف نرصد ميزانية من الزمن من حكومة لا تحسن استخدامها الا للمناورة والمزيد من التقتيل وارتكاب الفظائع؟.

لو كانت حكومة الجبهة من غير المعدن الذى نعلمه عنها تماماً لكانت الساعات كافية لوضع حد لهذه المأساة الانسانية دعك عن شهر كامل. هذه الحكومة تتصف مصداقيتها بدرجات التجميد القصوى بعد الصفر بعشرات الدرجات. اما الارادة السياسية لفعل اى خير تجاه المواطن فتفتقدها وفاقد الشئ لا يعطيه. فالجنجاويد جزء اصيل من آلة النظام القمعية حيث ان تمويلهم وتدريبهم وتوجيههم الى القتل والتعذيب والسحل وقيادتهم بيد النائب الاول والاحهزة الامنية والاستخباراتية التابعة له. فبكلمة منه كان يمكن اخضاعهم للقانون فى دولة فاشلة لا قوانين لها . كيف لا وقيادتهم المعروفة لكل طفل مذعور فى دارفور يجتمعون الى الرجل كل يوم ويتم ترحيلهم بطائرات الجيش السودانى الى مواقعهم الخاصة بالتدمير والقتل بامر منه. هذا الرجل هو الخصم والحكم حيث استمراره ونظامه فى السلطة شهراً آخراً يشكل قمةً شماء وفى نفس الوقت قاعاً صفصفاً فى هذه المأساة الانسانية.

المطلوب من المجتمع الدولى ليس اصدار القرارات التحذيرية- بالرغم من ترحيبنا بها- فالطلوب هو عمل فاعل فى مواجهة هذا النظام وتفكيك عصاباته بل وتفكيكه نفسه لانه اس المشكلة. فالجنجاويد جزء من تشكيلاته المقاتلة وليس عصابات خارجة على الدولة. يجهزون بواسطة الدولة ويصرف عليهم من خزانتها. فالمنطق السليم يقول لا يمكن من هو كل المشكلة ان يكون هو جزء من الحل. ومن الجانب الآخر لو لم تكن الجنجاويد هى جزء من النظام لرحب بالعرض الذى تقدم به المجتمع الدولى لمساعدته على احتواء الجنجاويد وتحييدهم بالكامل. فالغراب يقتلع اعين الكل الا اعين ابنائه.

آن للعالم ان يأذن برحيل هذا النظام غير مأسوف عليه بعمل فاعل وايجابى. ونحن فى حركات المقاومة جاهزون بالكامل لبذل مزيد من الجهد فى هذا الاتجاه. فالمشكلة التى ادت الى هذا الوضع لا توجد جذورها فى دارفور او الجنوب او الشرق او الشمال الجغرافى ولكنها توجد فى الخرطوم فى القصر الجمهورى والقيادة العامة. آن الاوان لتفكيك الشمال السياسى وهو نظام الخرطوم الباغى المتجبر الذى يتغذى على اشلاء اطفالنا ومسنينا ونسائنا ويرقص كالشيطان على نيران قرانا المحروقة بطائراته وجنجاويده وعلى نحيب النساء المغتصبات من قبل قواته . سوف يكون العالم اكثر امناً اذا رحل هذا النظام اليوم وقبل الغد. فهل من معتبر بآلام السودان عامة ودارفور خاصة؟.

الخلود لشهدائنا والنصر لجماهيرنا المشردة فى الاصقاع.

دكتور شريف عبدالله حرير
نائب رئيس التحالف الفدرالى الديمقراطى السودانى