اعلام خارجى ضعيف فى مواجهة هجمة عالمية شرسة

اعلام خارجى ضعيف فى مواجهة هجمة عالمية شرسة


التقارير المفزعة التى نشرتها منظمة هيومان رايتس والتى مقرها نيويورك حول دعم الحكومة لمليشيات الجنجويد.. والتى نفتها الحكومة على لسان وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان.. ، أحدثت اثراً بالغ الأهمية.. مع الغياب الكامل لاعلام الدولة الخارجي.. ولا ادرى ما الذى يعمله المستشارون الصحافيون فى سفاراتنا المنتشرة فى معظم دول العالم..

امتيازات بلا حدود.. ولكن بلا عمل واضح على الاقل يرد بعنف على الحملات التى تقودها المنظمات العالمية والغربية ضد السودان.

والمطلوب من الدولة ان تعيد النظر فى هذا الجيش الجرار من البشر المحظوظين الذين يتبوأون مواقع اعلامية سودانية في سفاراتنا..

لم اسمع نشاطا سوى للاستاذين الجليلين الصادق بخيت والعبيد احمد مروح الذى ظهر عبر قناة عربية قبل أيام يدافع بقوة عن اتهامات وجهت للحكومة.

ملايين الدولارات تصرف شهرياً دون عائد.

ابديت دهشتى لاحد المسؤولين العرب الذين زاروا السودان أخيراً عن وصول قضية دارفور خلال اشهر قليلة الى منابر الأمم المتحدة والدول الغربية وتبنتها امريكا.. وكأن قبائل دارفور غير العربية نزحت من امريكا وكأن كوفي عنان جاء من قلب دارفور.

قال لى المسؤول العربى الكبير: إن مسلحى دارفور لديهم مكاتب اعلامية فى كل عواصم العالم.. يشرحون قضيتهم بالمنشور.. وبالندوات وبالكاسيت وبالفيديو والـCD وبكل اللغات.. وقال لم أر معارضة عربية أو افريقية بهذا النشاط الذى يمتلكه مسلحو دارفور.. بينما اعلام الحكومة السودانية غائب.. غائب تماماً.

نعلم ان وزارة الخارجية بها كوادر دبلوماسية مؤهلة وقادرة على شرح وجهات نظر السودان لكن معظم الكوادر الاعلامية في معظم الدول الخارجية غير قادرين على القيام بالمطلوب: اما لانعدام المال.. واما لانشغالهم باستقبال الوفود ووداعها.. ويهملون مهماتهم الاساسية.

المطلوب من وزارة الخارجية ووزارة الاعلام والاعلام الخارجى الجلوس معاً لمناقشة تجربة الملحقيات الصحفية فى الخارج.. من ناحية الكفاءة والمؤهلات والاعتمادات المالية والامكانيات المتوافرة.. مع استبعاد كامل لاصحاب الولاء فقط.. ان معظم دول العالم تأثرت تأثيراً مباشراً بما ينشره مسلحو دارفور والمتعاطفون معهم خارج السودان وليخرجوا بأقل ملحقيات صحفية توفر لهم معينات عمل متقدمة وامكانيات مالية كبيرة تستطيع ان تؤدى مهامها على الوجه الاكمل.

إلا هل بلغت؟.. اللهم فأشهد

والله الموفق وهو المستعان

كمال حسن بخيت - جريدة الرى العام السودانية