بطر السلطة ،، وعلماء السؤ / زهير الســراج

بطر السلطة
زهير السراج


* من يقرأ التاريخ يدرك ان جل الحروبات التي فتكت بالبشر عبر العصور كانت نتيجة مباشرة او غير مباشرة لأفعال او تعاليم «علماء السوء» الذين جعلوا من الدين «قطاعاً خاصاً» يستثمرون من خلاله!!
والتعاليم المقدسة تُشكل وتُفسر حسبما تقتضي المصلحة الخاصة، أو لتكون سيوفاً مسلطة على رقاب من يعارض اهواء هؤلاء!!
يقول الشهبندر:
« وفي عقيدتي ان لا شيء يسيء الى المبادئ الدينية والروحية، مثل ان يُجعل منها مطية لتحقيق الاغراض المادية البحتة».
ومن درس وتقصي اسباب الثورات اليمينية واليسارية المتطرفة التي عبثت بالمقدسات الدينية، يجدها في مجملها ردات فعل لقهر واستبداد «علماء السوء» الذين ينفثون في صدور السلاطين.
وهؤلاء واولئك باساليبهم الخاصة التي تجعل الحق باطلاً والباطل حقاً، يفعلون العجب العجاب.. والفتاوى تنتشر كالنار في الهشيم اذا ما ذاع الجهل واستشرى الفقر وعم الخواء.
واذا ما وعى الناس وتفتحت البصيرة فالسيف او المال أوْلى ترغيباً او ترهيباً.
وبمثل هذه المفاهيم الخاطئة عُذِّب الائمة الاربعة وقُتل الحلاج، ومحمود محمد طه، ومن قبلهم حرقت كتب ابن رشد وتعرض لمحاولات القتل، وكذا نفى الافغاني، وشرد الكواكبي وطرد البنا والقرضاوي والامثلة لا تعد ولا تحد.
وآيات القرآن وتعاليم الانجيل اوضح من الشمس في كبد السماء.
والذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً تعرف افعالهم عبر المواقيت والامكنة.
والحلال بين والحرام بين!!

لكن الحاجات البشرية تقدمها أيادٍ، وليست تعاليم ونصوص!!
* قبيل ثورة 22 يوليو المصرية قيل ان احد الباشوات المتسلطين جمع فلاحيه بعد أن تضجروا من عسفه وظلمه وعدم وفائه بحقوقهم.
واتى الباشا ومن حوله الخَفَر مدججين بالبنادق وصاح فيهم مهدداً بالويل والثبور وعظائم الامور.
ثم في ختام وعيده دعا احد الفلاحين البؤساء وسأله قائلاً:
ـ أسأل ربك ان يعطيك بقرة؟
فاطرق الفلاح منكسراً نحو الارض..
وسأله الباشا المتكبر ثانية:
ـ أسألني بقرة؟
واستطرد الباشا مواصلاً:
اذهب الى تلك الحظيرة وخذ منها ما تشاء!!
* تصوروا الى اي مدى يمكن ان تبطر السلطة صاحبها فيفتري حتى على الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله.
أشرف حسن عجب الدور