ابو الجوز يوثق لتاريخ جامعة الخرطوم : فترة كان مهرها بشير..سليم و التاية

ابو الجوز يوثق لتاريخ جامعة الخرطوم : فترة كان مهرها بشير..سليم و التاية


06-29-2004, 10:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1088546090&rn=0


Post: #1
Title: ابو الجوز يوثق لتاريخ جامعة الخرطوم : فترة كان مهرها بشير..سليم و التاية
Author: محمد اشرف
Date: 06-29-2004, 10:54 PM

مواصلة لمشروع التوثيق السياسى للفترات المختلفة التى شهدتها جامعة الخرطوم قصدت بعض الاصدقاء و زملاء الدراسة للاسهام فى الكتابة عن بعض الفترات المهمة و التى شهدت احداث صاخبة وها هو احدهم لم يبخل قلمه بالمشاركة:


الفترة من 1989 الى 1991
كل من اراد ان يوثق لتاريخ جامعة الخرطوم السياسى لابد ان يتناول هذه الفترة بتركيز و اسهاب وذلك لان هذه الفترة قد شهدت العديد من الاحداث التى اسهمت
بشكل واضح جدا فى افراز واقع جديد داخل الجامعة و الى تغيير الصراع السياسى فيها حيث اصبح صراعا بين معسكرين : معسكر طلابى يضم كافة طلاب الجامعة بمختلف تنظيماتهم السياسية و اخر يضم طلاب السلطة.
ساتناول تلك الاحداث التى افرزت هذا الواقع بالتفصيل

استيلاء الجبهة الاسلامية على السلطة
وقع انقلاب الجبهة الاسلامية فى يونيو 89 ووضح جليا منذ اليوم الاول طبيعة هذا الانقلاب الفاشية و كيف لا وقد صادر الحريات الاساسية و قطع الطريق امام التطور الديمقراطى و السلام الذى كان وشيكا عبر اتفاقية السلام السودانية التى وقعت فى 17 نوفمبر 1988 والتى التف فيها كل الشعب السودانى . وككل الانظمة الديكتاتورية التى مرت على السودان كان العداء الاول لجامعة الخرطوم وذلك للدور الذى ظلت تلعبه عبر تاريخها الطويل فى مقاومة الانظمة الشمولية و انحياز طلابها الى جانب جماهير الشعب السودانى و نضالها المستمر اساتذة و طلاب لاستعادة الديمقراطية و التعددية الحزبية . لكل ذلك ركزت الجبهة الاسلامية كل طاقاتها الامنية لضرب و تدمير جامعة الخرطوم فاصدرت ما اسمته بقرارات ثورة التعليم العالى والتى هى فى حقيقتها قرارات استهدفت فى المقام الاول تدمير مؤسسات التعليم العالى الموجودة اصلا و غطت ذلك بشعار زيادة الاستيعاب الذى لا يعارضه احد اذا كان وفق خطة مدروسة بعد ايجاد بنيات تحتية داخل هذه المؤسسات تستوعب هذه الزيادة . عموما يمكن اجمال هذه القرارات فى الاتى:

1/ الزيادة الغير مدروسة فى اعداد الطلاب المقبولين هذا العام (90-91) والتى لم تقابلها اى زيادة او توسع فى الخدمات-القاعات- المكتبات – الاستاذ المؤهل.
2/ التعريب : جاء ضمن قرارات السلطة دون ان يكون هناك اى استعداد له من حيث المرجع و الاستاذ المؤهل.
3/ فتح عدد كبير من الجامعات دون اى تخطيط و اشراك عدد من هذه الجامعات فى موارد وبنيات جامعة الخرطوم مما اثر سلبا عليها.
4/ الغاء حق السكن والاعاشة لطلاب الجامعة وقد مس هذا القرار شعارا اصيلا ظلت الحركة الطلابية تناضل من اجله سنينا طويلة الا وهو مجانية التعليم و المطالبة بتعميمه على كافة مؤسسات التعليم فى السودان حتى لا يتحول التعليم الى تعليما طبقيا.

وقد دعت السلطة الى مؤتمر لتطبيع تصفية السكن والاعاشة باشراف ورعاية اتحاد الطلاب انذاك و الذى كان على رئاسته التجانى المشرف و اقر المؤتمر نظام البطاقات ticket كبديل للخدمات المجانية . الجدير بالذكر ان المؤتمر لم يكن معول عليه تنفيذ قرارات الحكومة و انما امتصاص الغضب الطلابى و شق صف الوحدة الطلابية. اوضحت التنظيمات السياسية ان نظام التكت ما هو الا الخطوة الاولى فى طريق التصفية الكاملة للسكن والاعاشة و بالتالى يجب التصدى للمخطط و عدم الركون له.

فى الوقت الذى التف فيه الطلاب مشكلين وحدة طلابية عريضة ضد تصفية السكن والاعاشة حدث مقتل الطالب بشير الطيب 5/ اداب على يد كادر الاتجاه الاسلامى المدعو فيصل حسن عمر على اثر مشادة كلامية تربص فيصل عقبها للطالب بشير فى ممرات شعبة التاريخ ليلا و ارداه قتيلا عن طريق الغدر طاعنا اياه بسكين حادة. بعد هذه الحادثة اختفى كادر الكيزان فيصل حسن عمر من الجامعة و شاعت الانباء بان تنظيمه قد قام بتسفيره الى خارج البلاد. المهم ان الطالب القاتل ظهر بعدها بعدة سنوات وقيل انه قبض عليه و حوكم و لكن لا احد علم او حضر هذه المحكمة المكذوبة. فى العام 1994 اقام الاتجاه الاسلامى عرسا للقاتل فيصل حسن عمر و ذكروا انه استشهد فى الجنوب.
الجدير بالذكر ان الشهيد بشير الطيب لم يكن ينتمى لاى تنظيم سياسى سوى انه كان طالبا نشطا سياسيا و معروف بعدائه للكيزان و مواقفه الوطنية الشجاعة.
جاءت هذه الحادثة لتزيد من وتيرة المواجهة بين الطلاب و الكيزان وزيادة الجو السياسى بالجامعة سخونة على سخونة

فى ديسمبر 1989 توحد الطلاب خلف اللجنة السياسية المشتركة والتى كانت تضم كل الفصائل السياسية بالجامعة وخرج الطلاب فى مظاهرات هى الاولى من نوعها حيث مثلت اول مواجهة مباشرة مع سلطة الجبهة الاسلامية. خرجت المظاهرات منددة بتصفية السكن والاعاشة و بسياسات حكومة 30 يونيو سقط على اثرها طلاب شرفاء هم الطالب سليم من كلية الاداب و الطالبة التاية ابوعاقلة من كلية التربية حيث لم يمهلهم الرصاص الوقت الكافى للتعبير عن قضاياهم فانطلق ليستقر فى صدورهم و ليبقى وصمة عار فى جبين السلطة التى قابلت الصدور المكشوفة و الايادى المعزولة السلاح بالطلقات.

انتهت بنهاية هذه الاحداث دورة اتحاد التيجانى المشرف و استعدت الجامعة لخوض معركة جديدة بقدوم انتخابات يناير 1991
دعا تحالف القوى الوطنية انذاك لخوض الانتخابات بقائمة موحدة ولكن الطلاب المحايدين اصروا على انهم ليسوا تنظيما سياسيا و بالتالى لا يمكنهم خوض الانتخابات مع بقية التنظيمات فى قائمة موحدة. و فى عشية الانتخابات و بعد مفاوضات طويلة تم التوصل لصيغة برنامج موحد مع المحايدين على ان تدعم التنظيمات الاخرى قائمة المحايدين ضد الكيزان . تمثلت ملامح ذلك البرنامج فى النضال مع كافة جماهير الشعب السودانى لاستعادة الديمقراطية و الحريات الاساسية بالاضافة لقضايا الجامعة مثل مجانية وديمقراطية التعليم

فازت خيارات الطلاب فى تلك المعركة الانتخابية لتبدا سلسلة جديدة من المعارك السياسية بالجامعة

و نواصل