30 يونيو الذات الضحيه والجلاد

لا ، لا ، لا
لا ننسى ، وكيف لنا ذلك ودماء الأبرياء تغطي الساحات والشوارع تحت سطوة هواجس الانتقام التي تتحكم في آلة القتل الانقاذي ، حيث حراس قلعة الأصول والتطرف،دعاة الاستئصال لكل ما لا يتفق مع تصوراتهم الكهفية المقذوفة خارج امكان الحياة وشروط العيش في عصر بعينه، مهما كان نوعه ووجهته.

شاهدنا كيف تفترس الضحية نفسها بعماء لم تعرفه عصور الغلاة والتشدد والظلام ـ الجنوب ، الفرب ، الشرق ،....- إنه المظهر الأكثر سطوعا ودموية لشلل الذات عن الاقامة في الزمن والتاريخ. الذات في تشظيها وانهزامها أمام نفسها وأمام الآخر.

الذات الضحية والجلأد في الوقت نفسه.

وامام الزحف الاسلاموي، مضي موكب العصر، في فجر ايامه الاخيره في القرن الماضي. مخلفا وراءه كل القيم والأفكار التي كان من المفترض أن يبني على نحو من هديها وصراطها قيم: الحق والجمال والحرية والعدالة. قيم النهضة والتنوير، "ديكارت "،"كانت " (شيئان يضيئان أعماقي بالدهشة: النجوم في السماء والأخلاق على الأرض) "هيجل " ماركس و" نيتشه " والشعراء والفنانين وقبلهم فلاسفة وعلماء العرب والمسلمين والشرق وافريقيا.. ........الخ.

لم يبق منهم إلا ذكريات حزينة للحالمين وسط جلبة هذا المشهد الذي يمني الى حتفه بسرعة سقوط النيازك في صحراء مقفرة .

لم يعد من دور يذكر لتلك القيم والأفكار التي استدعت كل تلك التضحيات العظمي في تاريخ البشر، ليرتفعوا بذواتهم وحياتهم من مهاوي البهيمية والغرائز.

صارت البشاعة والقبح والخواء هي الأركان التي تؤثث الأمكنة والحياة الانقاذيه..

&