الوضع الراهن - حقائق و تحديات

كثرت في الاونة الاخيرة الاحاديث عن انفراج سياسي ديموقراطي في البلاد وذلك بعد التوقيع علي الاتفاقيات الست بعد ضمها في ملف واحد . يبدؤ للمنقب في الامر السوداني ان جل تلك الاحاديث لا تخلو من روح العاطفة , والامنيات الطيبات , وقيل ان الطريق لجهنم ملئ بالاماني الطيبة حيث ان هذه الامنيات يعكس الواقع السياسي الحالي شكا في تحقيقها و لتدليل علي ذلك يجب علينا ان نتبين الاتي :

1- مازالت هناك بعض المجموعات تحمل السلاح وهي غير ملزمة بالاتفاقية حيث انها غبر خاضعة للحركة الشعبية - مليشيا النوير- وتهديدها القيام بدور المشاكس في حالة تخطي الاتفاقيات لها( وهذا ما حدث فعلا) بالاضافة للمجموعات المقاتلة في المناطق المهمشة في الشرق حيث مؤتمر البجة وثوار دارفور غربا. وقيام الحكومة بعمليات عسكرية اشبه بمجازر روندا مما ادي لقلق عالمي ازاء ما يحدث وبدلا من قيام الحكومة بالاعتراف بما حدث ويحدث سارت في نفس الخط القائم علي الكذب والتدليس والضغط علي الاخر للرضوخ وقبول الامر الواقع رغم فشله.

2- وجود كيمات كبيرة من الاسلحة في ايدي الجماعات المسلحة و التي تدعم من قبل الحكومة خاصة في مناطق التماس -الرزيقات والعرب- , -المسيرية والدينكاوما محرقة بابنوسة ببعيدة عن الاذهان- مما يجعل هذه المناطق بؤر صراع دائم .

3-الانقسامات داخل الانقاذ من اجل الثروة والسلطة مما يؤدي لانهيار العملية السلمية ( بافتراض استمرارها) لذلك نرئ ان السلام كان ذا بعد تكتيكي اكثر من انه ذو بعد استراتيجي. راجع موقف الحكومة من خرق وقف اطلاق النار وحديث قطبي المهدي.

4- السياسة الاقصائية التي مورست من الطرفين الموقعين حيث اقصيت قطاعات وشرائح واسعة للشعب السوداني ممثلا في احزابه ونقاباته ومؤسسات مجتمعه المدني.

5- غياب دستور يحكم العلاقة بين المواطن والموسسة الحاكمة حيث قسم السودان علي اساس خطوط التماس ( ديني-عرقي) مما يجعل من امر التعايش السلمي امر مشكوك فيه. بالاضافة التمييز في حقوق المواطنة فكرست لاتفاقية لتفرقة المواطنة علي اسس دينية وعرقية او الخلفية الاجتماعية-الثقافية.



نعود

up

!!!