فرصة "معلم راحل" حلم "الأساتذة" في السودان

فرصة "معلم راحل" حلم "الأساتذة" في السودان

الخرطوم - “الخليج”:

لم يعد المعلم في أرياف السودان البعيدة يحلم بفرصة “إعارة” يمكن أن تتاح له في احدى دول الخليج بعد ما اكتشف “فجأة” أن الفرصة الثمينة موجودة في بلده، فقد انتشرت حمى “المعلم الراحل” وسط المعلمين خاصة في مناطق دارفور حتى غدا هدفا أوليا لغالبيتهم.

في هذا العام تفاجأ الناس في مناطق دارفور وجنوب كردفان بأن التسابق القديم وسط قطاع المعلمين للفوز بفرصة إعارة تحول بالكامل إلى تدافع “رهيب” إلى تعليم الرحل، وبات المعلمون خاصة في المراحل التعليمية الأساسية لا يفكرون بغير البحث عن وظيفة معلم راحل بعد أن اكتشفوا أن مرافقة البدو المتجولين لعام دراسي واحد يعادل تماما ما يمكن أن يعود به المعلم المعار الى بعض دول الخليج وربما زاد عنه.

ومؤخراً نفضت السلطات السودانية الغبار عن تجربة قديمة كانت نفذتها مطلع الخمسينات لتعليم البدو المتجولين، قبل أن يطويها النسيان،وكانت التجربة التي بدأها الإنجليز قبل رحيلهم تراجعت حتى كادت تتوقف بسبب خطة طموحة لتوطين المجموعات العربية المتنقلة في مناطق الغرب وحزام الوسط طلبا للمرعى والماء.

ووجدت التجربة الجديدة قبولا واسعا بين المعلمين الذين تكالبوا على الانخراط فيها، بعد أن اكتشفوا المزايا التي سيتمتعون بها بين العرب الرحل، والتي تبدأ من تحول “الأستاذ” وهو اللفظ الذي يفضله البدو من معلم للطلبة إلى فقيه و”حلال عقد”، كما يتحول في كثير من الأحيان إلى قاض يفصل في الخصومات بين أفراد القبيلة وجماعاتها، وفقيه يفتي في القضايا الشرعية من ميراث وزواج وطلاق وغيره، ومشغل لأجهزة التثقيف “جهاز عرض سينمائي وجهاز تلفزيون ومساقط للطاقة الشمسية” تقدم إليه من بعض المنظمات العاملة في المنطقة.

وفوق هذه المزايا يتقاضى المعلم الراحل معاشا شهريا “متراكما وممنوعا من الصرف” من إدارة التعليم وغالبا ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه زملاؤه المقيمون ومعاشا مميزا من محافظة البدو في الولاية المعنية، بجانب عطاءات تجود بها منظمة اليونيسيف التي تشارك الحكومة في تمويل التعليم المتنقل، وربما لهذه الأسباب وضعت إدارة التعليم المتنقل في وزارة التربية والتعليم شروطاً قاسية لاختيار المعلم الراحل.

ودخل المعلمون في تنافس شديد للحصول على إذن الرحيل وبدأوا الاتصال بزعماء القبائل ورجالات الإدارة الاهلية واقناعهم بمؤهلاتهم المتنوعة، ويبدو ان الدولة لا تمانع في توسيع دائرة المدارس المتنقلة فقد شملت الإدارات الخاصة بتعليم الرحل 19 ولاية من بين 26 ولاية.


http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=84691

Dear Sympatico
Good and interesting news