الثقافة السودانية - ناجحون وفاشلون -مقال جدير بالقراءة (نقلا عن العربية نت)

الثقافة السودانية - ناجحون وفاشلون -مقال جدير بالقراءة (نقلا عن العربية نت)


06-15-2004, 05:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1087272163&rn=0


Post: #1
Title: الثقافة السودانية - ناجحون وفاشلون -مقال جدير بالقراءة (نقلا عن العربية نت)
Author: Shalabi
Date: 06-15-2004, 05:02 AM

مقال جدير بالقراءة لما يمثل من واقعية و يطرق الوتر الحساس في أزمة الثقافة السودانية ...

سعد المطرفي
-------------
أعجب من السودان، ذلك البلد الذي حظي بقوة ثقافية قل أن يوجد لها مثيل، فهو خليط من الثقافات الدينية والعرقية واللغوية. كيف لا والسودان بلد إفريقي يجمع العرب والزنوج والمسلمين والمسيحيين. فكيف لهذا البلد أن يرضى أن يكون في آخر ركب الثقافات مع أنه يملك ما يخوله ليتصدرها؟ كيف لعاصمة الثقافة "العربية" القادمة أن تنجح في استضافة محفل وهي لم تنجح في إبراز ما يؤهلها لحمل ما يسمى بالثقافة؟
لا تتحاملوا علي أيها السودانيون فأنا لا أنكر الثقافة السودانية، ولا أتجاهلها ولست في موقع أتعرض لها بالتجريح، ولا مديحي لها سيرفع من شأنها، ولكن أنتم تتحملون مسؤولية عدم الترويج لثقافتكم عفواً أقصد ثقافاتكم.
أيها المثقفون السودانيون في شتى أنحاء المعمورة نعرف أن ظروفكم السياسية منعت انتشار الثقافة الأصيلة في بلادكم نعلم أن القائمين على التلفزيون السوداني أنسونا منادي "الشعب بلهب الحرية" وأبدلوه بالصورة الذهنية القاتمة التي لصقت في ذهن الصغير قبل الكبير والمثقف والبليد، الصورة المميتة القاتلة للغناء السوداني صورة نغم واحد لفنانين كثر ما تفرق بينهم إلا بأشكال المصفقين الثلاثة الذين يقفون خلفهم.
أذهبوا رائحة وردي ومرروا طعم مصطفى السيد أحمد. وطمسوا كتب الأدب والروايات حتى أجبروا الطيب صالح وطيوره على الهجرة إلى الشمال.
ولكن لتكونوا صرحاء مع أنفسكم ايها السودانيون، أين أنتم يامن يسكن خارج الوطن المكبل خلف القضبان؟ ماذا قدمتم لثقافتكم؟ كيف روجتم لمبدعيكم؟ ماذا قدمتم لفنانيكم غير حمل رواياتهم في أرفف مكتباتكم وملء سياراتكم بأشرطتهم تدندنون بها في طريقكم لأعمالكم وبيوتكم؟
يكاد لا يخلو أي مركز إعلامي في العالم عامة وفي العالم العربي خاصةمن "جالية" سودانية. تكاد لا توجد جامعة أو مؤسسة علمية إلا وبها سوداني يتنقل بين أروقتها بزيه المميز وعمامته الحاملة لمعاني العزة.
ولكن ما أن يصل الإعلامي السوداني إلى عمله إلا ويطفئ مسجل السيارة وينسى "القلب الأخضر" وينسى "أكتوبر" معها، ويدخل مكتبه لينشغل بعالم الفن الشرقي والغربي ونجوم الفن وتراثه ومثقفي العرب والعجم، وثقافته هو مركونة في رفوفه يغلفها الغبار، وفنه هو يحترق من حرارة شمس النسيان قبل شمس الأصيل.
أنتم تتحملون نسيانكم لثقافتكم قبل نسيان الناس لها. إننا لا نعاتب أحزاب "عرس الشهيد" على طمسهم لمعالم الثقافة السودانية الأصيلة، فلا نلومهم على النكران والذين يتخذون شعار"الغاية تبرر الوسيلة" حتى لو أن الوسيلة هي قطع حنجرة كل مغن لم يصطحب ثلاث مصفقين خلفه، فهذه عندهم هي أصالة التراث السوداني التي يجب أن تبقي في ذهن كل مشاهد في الوطن العربي. لذا لا لوم على من لا يعرف للملامة أصول.
اللوم كل اللوم عليكم انتم الذين تجتمعون فقط في منتدى موحد تناقشون فيه أموركم وامور مثقفيكم وتأبون أن تطرحوا هذه النقاشات خارجها أنتم من ترفضون – ولا أريد أن اتهم بالفظاظة وأقول "تستحون" – أن تروجو لمثقفيكم في منابركم الإعلامية التي تعملون بها وتخدمونها.
بالله من يعرف الأستاذ الشاعر محمد مدني؟ قولوا لي أين سيكون موقع الأستاذ مدني الآن لو كان غير سوداني وكم صفحة من الصفحات الإعلامية ستحتلها صوره واشعاره وآلام وطنيته؟.
أيها المبدعون الصامتون الخجلون في أموركم الجريئون في أمور غيركم قد حان الوقت لتستفيقوا وتنفضوا الغبار عن كتبكم وفنكم وثقافتكم وتبدؤوا في الترويج لها قبل أن تفنوا وتفنى معكم ثقافتكم.


#http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=4157&I=IDP