نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض

نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض


07-09-2006, 12:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=92&msg=1190615482&rn=310


Post: #1
Title: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-09-2006, 12:54 PM
Parent: #0

استهلال

تحت وطأة الأزمة السودانية الراهنة في المستوى الفردي والجماعي، القطري والكوكبي، أجد نفسي مدفوعاً، مثل غيري، في التفكير في المخرج من هذه الأزمة بإلحاحٍ شديد- يتجدد طوراً، ويخبو تارة. هذه الوطأة القاهرة التي اغترب بسببها السوداني - حيثما كان، في السودان، أو في أصقاع الدنيا، يبحث عن أوطان- ترمي بثقلها الآن لتهدد كيان الدولة والفرد والمجتمع بصورة لم تشهدها البلاد من قبل. أفكر في الخلاص ككائن إجتماعي تتماهي سودانيته مع كونه جمهوري، شمالي، نوبي، جنوبي الهوي، قهرته قدرة القاهر على أن يقيم خارج السودان لثمانية عشرة عاماً حسوما. أفكر في الخلاص من الوطأة التي نتجت عن تلاقي الهو س الديني - والطائفي قبله - مع أطماع المثقفين الشماليين في السلطة والثروة.

هذا، مع أن الأمل في بزوغ شمس جديدة ظل يتجدد في العقود الأخيرة كما لم يتجدد من قبل. عبر هذا الأمل عن نفسه في المستوى السياسي بنشأة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وصمودها، حتى أصبحت كياناً نابضاً في قلب الوطن، باحثاً للسودانيين عن الحقوق الأساسية المطوية في حق الحياة وحق الحرية. وعبر الأمل عن نفسه في المستوى الفكري قبل ذلك بنشأة الحركة الجمهورية وبتنامي تأثيرها الفكري ودورها في تأسيس المنابر الحرة، التي صارت اليوم تعرف بإسم "أركان النقاش،" وغيرها من وسائل التعبير السلمي عن الرأي. وفي زحفهما المقدس نحو غاياتهما، ألهمت الفكرة الجمهورية و الحركة الشعبية كل الهوامش، في المركز وفي الريف، لتثورعلى القوى التقليدية. وساهمت هاتان الحركتان في تفعيل الإسناد المعنوي لحركات ثورية شمالية متعددة، منها حركة القوى الجديدة "حق،" التي تشرفت بالمساهمة في تأسيسها.

كل ذلك يحدث في ظل ظروف كوكبية بالغة التعقيد، دخل فيها مشروع الهوس الديني في أتون الصراعات الدولية بصورة أصبح فيها هو المحرك الأول للسياسة الدولية، بخاصة في الشرق الأوسط. وقد ساهم متهوسو السودان في ترسيخ هذا المشروع بالدعم الفكري وبتوفير الملاذ الآمن ومراكز التدريب العسكري. استضافة أسامة بن لادن وأشياعه في السودان، وتوسيع أفقه السياسي ليشمل العالم بأسره، كانا بسبيل من توفير مثل هذا الدعم. هذا المشروع أصبح يترنح في السودان، وإن تصاعدت موجته خارج السودان، ربما لكون السودان أول من إكتوى بناره قبل أن يصدره للعالم. ولهذا يكون السودان متقدماً على غيره من الأمم في التخلص من موجة الهوس الديني المتصاعدة، إن كتب لزحف القوى الجديدة النجاح. ليتم هذا لابد أن تقتنع القواعد التي تضللها قوى الهوس، التي تتاجر بالدين، بأن مشروع السودان الجديد بتجلياته الحاضرة يتماهي مع مصالحها، في حين ثبت أن مشروع الهوس الديني، الذي يمثله المؤتمر الوطني، شراء للدنيا باسم الدين. وذلك لأن مشروع القوى الجديدة يسمح للمسلمين ولغير المسلمين بأن يتعايشوا جنباً إلى جنب، في مودة وفي وئام، وأن يزدهروا روحياً، في الفكر وفي الشعور، من غير أن يقصي أي كيان كياناً آخر عن دائرة التزاوج الوجداني في كل مناحي الحياة، دينياً، فكرياً، اقتصادياً، ثقافياً، واجتماعياً.

النجاح الجزئي في الانتصار على مشروع الهوس الديني في الوقت الراهن يتمثل في اضطرار المؤتمر الوطني على التعايش مع الحركة الشعبية بعد أن انقسم علي نفسه. وقد وصل هذا التعايش إلى مداه بعد أن أصبحت تتهدده عوامل شتى، منها الداخلي ومنها الخارجي. جل هذه العوامل معلومة للقارئ الكريم، ولا نرى داعليا للتطرق إليها. ولكن هناك عامل هام ظللنا نغفله طيلة فترة تعاملنا مع الحالة السودانية، وهي السرعة المذهلة في حركة التحول القطري والكوكبي في ظل العولمة الراهنة.

سرعة حراك الواقع الفكري والسياسي في السودان، محاطاً بسرعة الحراك الكوكبي، تقتضي مرونة في الحراك التنظيمي (في التفكيك وإعادة التركيب). ذلك لأن الواقع الراهن أصبح يفكك الكيانات القديمة تفكيكاً تلو تفكيك. مظهر ذلك يتجلي في الانشقاقات غير المتناهية التي نلحظها في التنظيمات السودانية، الحزبية وغيرها. مثلاً نرى المؤتمر الشعبي الوطني ينقسم إلى تنظيمين، وهما مهددان بالمزيد من الانقسامات. وحزب الأمة ينقسم إلى أربعة كيانات. و "حق" تنقسم إلى تنظيمين. والجمهوريون كذلك منقسمون بين من يريد أن يستأنف النشاط الفكري/السياسي، وبين من لا يرى جدوي لذلك. وهكذا.

هذه الظاهرة طرف من ظاهرة كوكبية تتجلى في تنامي حركة الفكر والتحول المستمر، كنتاج لثورة الاتصال والانتقال. وضعنا في السودان لا ينفصم عن أجواء التحول العارم بسبب هذا التنامي المطرد في الحراك الدولي. ولابد أن يكون لتعاطينا مع الواقع الكوكبي الجديد المركب أثر، أجد أننا كثيراً ما نغفل عنه. يعبر عن هذا الواقع تفتت المنظومة السوفيتية إلى شظايا متفرقة، وتفكك الكيانات الحاكمة في الغرب ومحاولاتها لإعادة تنظيم نفسها. وقد أثر ذلك على الحزب الشيوعي في السودان أثراً عميقاً وشل من طاقاته التي عرفت عنه قبل انهيار المظومة السوفيتية. أما في الغرب فقد تم تفكيك وإعادة تركيب للقوى والمؤسسات ذات الصلة بالشأن السياسي بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي. مثلا، تجد أن المحافظين الجدد - وهو كيان جديد نسبياً - يقبضون في الولايات المتحدة في الوقت الراهن على خيوط اللعبة السياسية. وتجد وسط شيوعيين سابقين، وفيهم متدينين وعلمانيين، يهود ومسيحيين، وفيهم على الأقل مسلم واحد، هو زلماي خليل زاد، سفير الولايات المتحدة في العراق، وهو أفغاني الأصل. وهكذا.

نواصل في الحلقة القادمة تحت عنوان "الترابي كظاهرة في منظومة القوى الجديدة"

Post: #2
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 07-09-2006, 01:09 PM
Parent: #1

شكرا للدكتور حيدر بدوي .....والذي صمت دهرا ونطق فكرا.......
.....هذه مساهمة فكرية عميقة ومكثفة نحتاجها بشدة ....لا أريد أن أقطع
حبل تسلسل حلقاتك ولكني أرجو أن يكتب كل من له أهتمام بمثل
هذه القضايا..نريد رؤية ورأي مختلف المدارس الفكرية والمواعين السياسية
نقد اوأضافة ... أختلافا وأتفاقا... وأتمني أن تسعفني الذا كرة
بدعوة بعض الاسماء والشخوص بعد أن يبحر دكتور حيدر أكثر في أطروحته... وسوف أساهم من جانبي في الكتابة....
كمال

Post: #3
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: النصرى أمين
Date: 07-09-2006, 01:30 PM
Parent: #1

الاستاذ حيدر

اعجبتنى كثيرا هذه الفقره:



Quote: هذا المشروع أصبح يترنح في السودان، وإن تصاعدت موجته خارج
السودان، ربما لكون السودان أول من إكتوى بناره قبل أن يصدره
للعالم. ولهذا يكون السودان متقدماً على غيره من الأمم في التخلص
من موجة الهوس الديني المتصاعدة،

Post: #4
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-09-2006, 02:24 PM
Parent: #3

فاتني أن أشكر صديقي ورفيقي وأستاذي الدكتورالنور محمد حمد على مراجعته للمادة بعاليه، وما سيتلو، وتقديمه لبعض الملاحظات الهامة التي أعانتني على التعبير عن أرائي بصورة أوفق. كذلك أشكر الصديقين والرفيقين الحبيبين، أستاذي بشير بكار، والدكتور الباقر العفيق، على مساهمتهما في العصف الذهني الذي أدي لتوليد المزيد من أوجه الرأي، سأوالي طرحها في هذا الخيط.

عزيزي كمال عباس،
فيك دوماً أجد نصاعة الرأي والحجة، ومنك أستلهم الحكمة والتأني في إطلاق الأحكام. أرجو أن تتاح لك فسحة واسعة من نعمة الوقت لتساهم معناً. أنتظر عودتك بشغف.


الأخ الكريم/النصري أمين،
شكراً على رفد هذا الخيط بإطلالتك الرشيقة.

Post: #5
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abureesh
Date: 07-09-2006, 10:04 PM
Parent: #4

سـلام يا حيــدر،

شكــرا وننتظـر باقى الواردات..

Post: #148
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Elmosley
Date: 07-22-2006, 09:02 AM
Parent: #4

نتابع باهتمام

ولنا عودات

محبتي

Post: #6
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: فارس موسى
Date: 07-09-2006, 11:18 PM
Parent: #1

استاذى حيدر فى الاصل دخلت المنبر كمنبر للقراءه

قرأت كثيرا واستمتعت اكثر وانا اقرا لاقلام بعينها وانت احد هذه الاقلام
إفتقدناكم كثيرا

لا تيتموا همومنا السودانويه

ارحب بعودتك واامل عودة استاذى الجليل الدكتور النور حمد وكذلك الدكتور العفيف


شكل المنبر حيعود تانى لايام الفكرنه والمثاقفه الحقيقيه

ارحب بعودتكم مره تانيه

اتابع

Post: #7
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-10-2006, 11:25 AM
Parent: #6

عزيزي أبو الريش،
تحياتي. ننهل من نفس النبع، وإن إختلفت الرؤى بعض حين، فإنا قد تعلمنا بأن الإختلاف نعمة، وليس نقمة. ذلك لأن الإختلاف هو عينه مصدر الائتلاف، إذ لا إيلاف بدون خلاف. لا شك عندي بأنك ستثري هذا الخيط بخصيب تجاربك وتمردك المستمر على الركودالمنتن، وعلى السكون المخذي.

Post: #8
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-10-2006, 12:15 PM
Parent: #7


عزيزي فارس،

أشكرك على كلماتك المحفزة، وعلى أنفاسك الخيرة. يقول الجمهوريون إن السير في بدايات الطريق نحو الحرية الفردية المطلقة لا يكون إلا "بأنفاس الإخوان." وأشعر، بصدق، أني في بدايات الطريق، بل كثيراً ما أشعر بأنني أعدو خلف المسيرة، على هدى قول الشاعر العرفاني:

وإني خلفكم أعدو أنادي آخر الركب *** قفوا لي لا تضيعوني فإني طالب القرب.


وقد لفحتني أنفاسك الخيرة، التي أرجو أن أجاريها في الخير. أشكركً على حسن الظن، الذي أرجو أن أكون أهلاً له.

كثيراً ما يشعر المرء بأنه مهدود "الحيل،" قليل الحيلة، مكابداً المخاض والوطأة المشار إليهما في الاستهلال، وكانه في عالم موحش وحده، تتنازعه الضواري. فينزوي خائباً، خائراً، حزيناً، تحاصره الكآبة من شتى المناحي، فلا يجد ملاذاً غير الله. والله خير ملاذ. في تلك الفترات أشعر بأنني لا بد أن أشغل نفسي بنفسي، التي أستعصت علي استعصاءً، بدلاً من التهريج والجعجعة الفارغة في المنابر العامة. ولكن لا يلبث المرءهناك كثيراً حتى يقيض الله له من الخيرين من يذكرونه بأنه ليس وحده. من هؤلاء الأعزاء من أشرت إليهم سابقاً. وأنت كذلك من هؤلاء، فإني، وإن لم أقابلك في الحس، فهنذا أقابلك في المعنى، ترسل لي أنفاس المعاني، و آيات الدعم المعنوي، إرسالاً محفزاً.
مرحباً بك صديقاً عزيزاً.

أرجو أن أكون دوماً عند حسن ظنك. وأتوقع أن تثري معي، ومع المتداخلين الكرام هنا، هذا الخيط، إن توفر لك الوقت وتوفرت لك الطاقة.

لدي قناعة صارمة بأن هذا المنبر الحر ورصفاؤه يسهمون إسهاماً بريعاً في دمقرطة المعرفة والحكمة. فليدلو كل منا بدلوه. وليسقنا حلو المعاني، لعل الله يعينناعلى المساهمة في تشكيل وعي جمعي يخرجنا من الوطأة الحاضرة، إلى باحات السلام الحق والتنمية والإبداع الحر.

Post: #9
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-10-2006, 10:16 PM
Parent: #1

العزيز د.حيدر، اولا مشتاقين.

ماعارف، عندي احساس صوفي عميق اننا سنتجاوز ازمتنا القاتلة الراهنة، ولوانو بالعقل كده لمان تحسبا بتلقي الموضوع بايظ شديد، ومن علامات بوظانو، غياب قائد ملهم ذي د.قرنق!

قلبي علي الحركة الشعبية ياصديقي!

اصبحنا بعد رحيل والدنا قرنق كاليتامي تماما!

لاحظ دفاع الابارثيدي الرسالي خال "الرئيس" مصطفي الطيب عن سلفا كير، لتضح الحقيقة جلية وعارية!

مجموعة الابارثيدي مصطفي ماشة في اتجاه مشروعا التفكيكي للسودان بخطي وئيدة، بالذات علي ضوء الصراع الاخير داخل القصر.

السناريو ده هو المخيف بحق، وانكفاء سلفا علي الجنوب، بالضبط يصب في مجري استراتيجة الانفصاليين.

ده مفروض يكون همنا كشماليين!

الشمال سيعود محمية مصرية كماكان عبر تاريخو منذ سقوط دنقلا وحتي العام 56م.

حنرجع تاني بوابين اوخدم في قصور بشوات مصر، كماهو حال اهلنا النوبيين الان!

العشم كل العشم في ابناء والدنا الشهيد، د.قرنق، داخل الحركة، او امنا ربيكا.

Post: #10
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: elsawi
Date: 07-10-2006, 10:30 PM
Parent: #9

اتابع هذا الخيط بشغف بالغ .. الإستهلال رمى حجراً في بركة راكدة و فتح نوافذ شتى للتفكير و التأمل في مصيبتنا العضال و داء الهوس الديني الذي الم بديارنا الآمنة ..
مرحب نعودتك يا دكتور حيدر وواصل و سنتابع معك.
كن بكل الخير

الصاوي

Post: #11
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Khalid Kodi
Date: 07-10-2006, 11:21 PM
Parent: #1

الاستاذ حيدر ،

تحية.

ماهى المشكلة؟

ما أنت بصددة لامعنى له مالم تحدد على وجه الدقه ماهى المشكلة أصلا...

Post: #12
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-10-2006, 11:31 PM
Parent: #1

اتفق مع خالد، تحديد المشكلة هو الاساس بل نصف العلاج!

Post: #13
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-11-2006, 03:11 AM
Parent: #12

Quote: اتفق مع خالد، تحديد المشكلة هو الاساس بل نصف العلاج!

التحية للجميع ولصاحب البوست الصديق حيدر
المشكلة اوضح من الشمس
السودان بين وعيين
1-وعي السودان القديم وليس هو المؤتمر الوطني فقط... انها الجبهة الوطنية 2006 واليسار البائس المتحالف معها وليس اشخاص بل ايدولجية
2- وعي السودان الجديد
الحركة لشعبية+ الجمهوريين+ القوى الديموقراطية الحقيقة(جلهم مستقلين قد تجاوزو انتماءتهم القديمة)+ الحزب الاتحادي ان اختار الاستيقاظ والاصطفاف خلف حليفته الحركة الشعبية ومشروعها..وكلهم كده(الجبهة الديموقراطية المتحدة)
واوعك يا ابوالريش...تقول لي ده هذيان(وجه باسم)
لانو ده الموجود وما بنقدر نستورد حكومة واحزاب من اليابان

اين يبدا الحل؟؟
يبدا بوجود منبر حر(فضائية سودانية من الخارج)_اذاعة صحف دوريات رصينة
ومؤسسات مجتمع مدني حقيقية
لان الديموقراطية الحقيقة في حاجة لثقافة مجتمع مدني اولا ثم احزاب حقيقية ثانيا..والحديث ذو شجون
التحية لعودة الاخ حيدر بدوي مرة اخرى لسباق المسافات الطويلة..في هذا المنبر الحر لوحيد المتاح حتى هذه اللحظة..وتاثيره محدود للغاية ..رغم جهود بكري الجبارة لجعله كائن حي يظهر للملاء في السودان ليس في شكل حفلات ورحلات بل ندوات وابعاد انسانية اكبر

Post: #14
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 06:51 AM
Parent: #13

عزيزي بشاشا،
نعم أنا أيضاً أشعر بأننا سنتجاوز الأزمة، ولكن هذا لا يكون بالأماني كما تعلم. سأبين في الحلقات القادمة وجهة نظري عن جذر المشكلة، ورأيي - الجنيني في الوقت الراهن - في المخرج منها. ولكن، باختصار شديد، أشير هنا بأن المشلكة تكمن في أن الوقائع على الأرض تتحرك بسرعة مذهلة لأسباب معلومة. هذا، في حين أن المشهد الفكري لدي قادتنا به ركود شديد. ظل هؤلاء القادة يراوحون مكانهم، باستثناء الترابي، الذي قهرته الظروف، وطرائقه الإلتوائية، إلى قبول أطروحات الفكرة الجمهورية. أرجو أتمكن من تبيين ذلك بوضوح في الحلقات القادمة.

Post: #15
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Muna Khugali
Date: 07-11-2006, 07:05 AM
Parent: #14

شـكـرا دكـتور حـيـدر ومـرحـب بمقالاتـك...سـنتابع معكـم..

مـني خـوجـلي

Post: #19
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Nadia Elsir
Date: 07-11-2006, 07:33 AM
Parent: #15

الدكتور/ حيدر

انقب فى شكل دائم و مكثف عن هذا النوع من الطرح الرامى نحو تحديد ما هو عليه الوضع السياسى فى السودان و محاولة اقتراح حلول بدلا عن الغوص فى رمال متحركة لرصد ما انتهكه المؤتمر الوطنى من جرائم طيلة ال 17 عاما و هو ليس بالامر المدهش لدى من عايشهم طوال ذلك الزمن .

فى تقدمة ما سقت من قول شد انتباهى ادناه :
(النجاح الجزئي في الانتصار على مشروع الهوس الديني في الوقت الراهن يتمثل في اضطرار المؤتمر الوطني على التعايش مع الحركة الشعبية بعد أن انقسم علي نفسه.)

و انا من المتابعين لما يجرى الان من سلوكيات و تصريحات خاصة بالحركة اجدنى احترس من اصفها بعيدة عن المؤسسية و التنظيم من قبل الحركة و ان هى كذلك من حيث تصنيفها فى مقام ردود افعال غير مدروسة التفاصيل و العواقب.

و عليه اراى ان ما سقته من ما سبق و على العكس اصبح مظهر من مظاهر الهزيمة المبكرة ان لم نحاول جهدنا ان نتفادها بالكف عن التعويل على الحركة اذ اضحى واضحا صعوبة الرهان عليها فى وقف مد الهوس الدينى او اى من ما اتصف به المؤتمر الوطنى و اهله من صنوف الهوس ناهيك عن تعايشها كشريك اصيل يعمل على انفاذ برامجه الخاصة .





لك كل التقدير ,

نادية السر

Post: #16
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 07:16 AM
Parent: #14

عزيزي الصاوي،

لن أكتفي منك بمجرد القراءة، إن جاز لي أن أحفزك على المساهمة بالكتابة. إطلالتك هنا تشريف لي. وستسعدني، أيما سعادة، المساهمة بأرائك العلمية، الحصيفة، الناقدة، من غير ما تكلف.

أرجو مخلصاً أن تهدي لي عيوب مشاركاتي. فعلت ذلك من قبل، فزاد تقديري العميق لك، وإن منعتني المكابرة الخبيثة من التصريح لك بذلك.

أرجو أن تكون عودتي هذه بعد إدراك عميق لكون الإنسان لا يسمو إلا بنقد الآخرين له. وليبارك الله لمن يهدي لي عيوبي.

علمني هذا المنبر بأكثر مما أسهمت فيه. وقد تلمست أننا كنا ننطوي على غرور وخواء يجعلنا نجرم خصومنا في الراي لمجرد كونهم خصوم رأي. أرجو أن أستطيع تسديد الدين لمن تعلمت منهم في هذا المنبر أنني أحتاج لتوسيع مواعيني. ومن هؤلاء، الذين أعانوني في توسيع مواعيني هوناً ما، المعارضين للفكرة الجمهورية ممن رزؤا بآفة الهوس، وغيرهم ممن يرى في الجمهوريين صور من التزمت لا تليق بالأحرار.

الجمهوري، حسب طرح الفكرة الجمهورية، يجب أن يكون مشبعاً بقيم النظام الجمهوري، التي تواضع الفكر الإنساني على أنها أنبل القيم التي يتوسل بها الفرد - وسط الجماعة - للإنفلات من التفكير القطيعي. بهذا وحده يستطيع الفرد أن يحقق الحرية الفردية المطلقة. ولا يغيب عن بال أمثالك بأننا، كجمهوريين، كدنا أن نصبح جمهوريين بالإسم والشكل والرسم ضاربين عرض الحائط بروح الفكرة الجمهورية ومعناها، من حيث ندري ولا ندري.

أرجو ألا تتردد في تنبيهي، يا عزيزي، متى سيطر على الشخص المؤدلج، فإنني أمقت "حيدر المؤدلج،" وأريد أن أسمو فأستعيد حيدر الجمهوري، الذي فقدته وطال بحثي عنه. ربما يكون في إعانتك، والمتداخلين، لي سبيل إلى ملامسة ذلك الحيدر، الذي كاد الهوس الديني أن يقتله أو يفقده صوابه وهي حي كميت يعير السقم للسقم!!

Post: #18
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 07:29 AM
Parent: #16

عزيزي عادل أمين،

أشكرك وافر الشكر على المساهمة العميقة. دوما تنفذ إلى جوهر ما أقصد. إطلاعك على الفكر الجمهوري وعلى تجربة الأستاذ الشهيد محمود محمد طه، وعلى طرح شهيدنا الراحل الدكتور جون قرنق، إضافة إلي تجاربك السياسية الخصيبة، مثير لإعجابي، بشكل لا أستطيع التعبير عنه. كنت أفكر في تنبيهك لا ستهلالي لهذا الخيط ولدعوتك للمساهمة فيه. ولكنك سبقتني لأنك سريع النهمة الفكرية.

أرجو أن تعينني بالمساهمة فيما يغيب عني، فكثيراً ما تغيب عني بدائه الأمور، وكثيراً ما أخطئ في التعبير عن مكنوناتي، وكثيراً ما تعبر عنها أنت، بأصالة بينة، بأفضل مما أعبر. ٍسأتكئ على كتفك، إن سمحت لي، فهو من الكتوف التي يمكن الاستناد عليها لإحالة الخوف إلى أمن، والرهبة إلى رغبة، والخيبة إلى حافز.

شرفتني بمشاركتك، يا زميلي وصديقي العزيز.

Post: #316
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-28-2007, 09:30 AM
Parent: #13

UP

Post: #318
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 09-07-2007, 07:26 PM
Parent: #13

مع تحيات الحملة الوطنية لاستئصال شلل الافكار(الجرعة الخامسة)

Post: #17
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Sabri Elshareef
Date: 07-11-2006, 07:18 AM
Parent: #1

كل ذلك يحدث في ظل ظروف كوكبية بالغة التعقيد، دخل فيها مشروع الهوس الديني في أتون الصراعات الدولية بصورة أصبح فيها هو المحرك الأول للسياسة الدولية، بخاصة في الشرق الأوسط. وقد ساهم متهوسو السودان في ترسيخ هذا المشروع بالدعم الفكري وبتوفير الملاذ الآمن ومراكز التدريب العسكري. استضافة أسامة بن لادن وأشياعه في السودان، وتوسيع أفقه السياسي ليشمل العالم بأسره، كانا بسبيل من توفير مثل هذا الدعم. هذا المشروع أصبح يترنح في السودان، وإن تصاعدت موجته خارج السودان، ربما لكون السودان أول من إكتوى بناره قبل أن يصدره للعالم. ولهذا يكون السودان متقدماً على غيره من الأمم في التخلص من موجة الهوس الديني المتصاعدة،





الشكر الكتير يا دكتور وموضوع لابد من ان نعطيه مساحة من التفكير والتدبير

لقد ضيع مستقبلنا ومستقبل السودان لابد من هزيمة العقل السلفي وقضية الهوس

الديني هي الاعلي في اجندتي شكرا

Post: #20
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 07:40 AM
Parent: #17

الأخت العزيزة منى،
كثيراً ما أشعر، وأنا أطالع مسهاماتك النيرة، التي تشرفت بالمساهمة فيها، أوالتي عجزت عن المساهمة فهيا، بأنك موجوعة بشأننا ومهمومة بنا حد الحزن الكاسر. ولكنك ترفضين أن تنكسري. فيزيد ذلك من شعوري بضرورة أن أنهض لفعل شئ. أنهض تارة حاملاً سيفي، القلم، الكلمة، وأصرع تارة أخري. ولكن ما أن ألامس الأرض صريعاً حتي تذكرني مهيرات السودان، من أمثالك، بأنه لا مجال للخيبة، لأن الموت أكرم منها. فأحمل سيفي باغياًالحياة في سبيل الله والوطن!!

Post: #21
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 07:57 AM
Parent: #20

عزيزي صبري،

أشتاق لصوتك. وقد حاولت الاتصال بك مراراً، وترك لك رسالتين صوتيتين، على الأقل. ذلك قبل أكثر من شهر. أرجو أن تكون وشقيقك بخير.

أشكرك على الإطلالة. قضية الهوس الديني يجب أن تكون في أول سلم أولوياتنا. ولكن يبدو أننا نحتاج إلى طرائق تفكير جديدة ووسائل جديدة لمواجهته بالحكمة اللازمة وبما يتناسب مع وسائل وقتنا الحاضر وطرائق تفكيره.

يبدو لي أننا نواجه الهوس بنفس الطريقة التي كنا نواجهها به في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ ذلك الوقت، بخاصة في السودان. طرائقنا القديمة لم تعد ناجعة.

ويبدو لي بأننا يجب أن نفكر في المهووسين باعتبارهم ضحايا لزمانهم ومكانهم، لا كأعداء، لأنهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك. هم نتاج لبيئات تأخرت في الالتحاق بمركب التنوير. هذه البيئات فيهاأمية فكرية وسياسية عالية، حتى لدي الذين تيسرت لهم فرص التعليم المدني الحديث. وذلك لسيادةأنماط التعليم التلقيني الأبوي فيها، إضافة إلى التعليم الديني النصوصي، الذي لا يشجع على التفكر في معنى النص. وقد استغل ذلك من يتجارون باسم الدين أيما استغلال. وهؤلاء أنفسهم ضحايا لبيئاتهم.

أترقب عودتك للمساهمة بالرأي المستنير، الذي أطالعه دوماً في هذا المنبر. وإن عجزت عن المساهمة في خيوطك، إلا لماماً، فما ذاك إلا لأسباب أنت عليم بها، ليس أقلها المسؤوليات الأسرية والمهنية.

Post: #22
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: msd
Date: 07-11-2006, 08:30 AM
Parent: #21

الاخ حيد بدوي
لقد تشابهت همومنا فجد اني مهموم لحال السودان وافكر دوماً في كيفية الخروج من هذا النفق، فما حدث وسوف يحدث ليس بالسهل، ربما اولاً اعجبنا هذا البوح الرائع منك
Quote: أرجو ألا تتردد في تنبيهي، يا عزيزي، متى سيطر على الشخص المؤدلج، فإنني أمقت "حيدر المؤدلج،" وأريد أن أسمو فأستعيد حيدر الجمهوري، الذي فقدته وطال بحثي عنه. ربما يكون في إعانتك، والمتداخلين، لي سبيل إلى ملامسة ذلك الحيدر، الذي كاد الهوس الديني أن يقتله أو يفقده صوابه وهي حي كميت يعير السقم للسقم!!
فاني في الفترة الاخيرة احاول ما استطعت الابتعاد من الايديولوجيا والتفكير في هموم المواطن البسيط لانه هو الحقيقي المتاثر من كل هذه الصراعات الحادثة في السودان، فمثلاً الموت والدمار في الجنوب والغرب والحالة الاقتصادية المزرية في الشمال كان وقودها الاساسي المواطن العادي وليس السياسي الذي يحسب حسباته في بعض الاحيان بمقدار الايديولوجيا او المكسب السياسي، ولهذا اعجبني هذا القول الذي وافق ما وقر في نفسي، فمشكلة السودان في نظري هي اغراق الساسة في الايديولوجيا والشعارات الرنانة وتجاهل حقيقة احتياجات الانسان البسيط الذي يدعوون انهم يمثلوه، فلو كانت هناك اي تنمية بشرية او اقتصادية لما شهدنا كل هذا الدمار او التفكك.

Post: #24
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 09:49 AM
Parent: #21


الأخت الكريمة، نادية السر،


مرحباً بك. قرأت لك بعض المساهمات النيرة في خيوط أخري. وشدتني قدرتك في النفاذ إلى عمق الموضوعات. يشرفني أن أعدك في زمرة رفقائي ورفيقاتي في مسيرتنا هذه المتعثرة نحو غد مشرق لسوداننا الجريح. وأرجو أن تقبليني صديقاً فكرياً لك.

أتفهم الزاوية التي تنظرين من خلالها إلى جوهر قضية التحول في السودان. صحيح أن الحركة الشعبية مرت بانتكاسات كبيرة، وصحيح ِأيضاً بأن هناك خطورة كبيرة في التعويل عليها بشكلها الحاضر. ولكن يزعجني أننا ظللنا نعول عليهاوهي متعافية نسبياً، ونكاد نتخلى عنها الآن وهي عليلة. وهي أحوج ما تكون لأمثالك الآن لمد يد العون لها حتى تخرج من أزمتها الراهنة المستحكمة.

لا يجب أن نتعالي على الحركة، يا عزيزتي، فلولاها لما اخضع مشروع الهوس للجلوس مع شعبنا صاغراً في طاولات الرأي الصميم المتقوي بعزيز مقتدر. لك أن تتأملي كيف كان السودان قبل ستة سنوات، دع عنك قبل عشرة أعوام، أو خمسة عشرة عاماً. لقد حدث تحول جذري نحو سودانٍ أكثر إشراقاً بفضل الحركة الشعبية، التي اتكأنا عليها كلنا يوم لم يكن لنا متكاً غيرها. حتى الأحزاب الكبرى اتكأت على الحركة الشعبية، ثم خانتها كعهدها دائماً. وأتكأ عليها الترابي، رائد الهوس الديني في السودان، بعد صغار وانكسار، وبعد إهانة أصابته من أبنائه القابضين على السلطة الآن!!

تصوري كيف دارت الأيام على الترابي، فأصبح يخطب ود أعداء الأمس!! علم أبناءه التأمر، فتآمروا عليه!! تصوري كيف تحول الترابي - مداهنة للحركة وقوى الاستنارة - للخطاب الإسلامي التنويري، الذي كان يكفر أصحابه بالأمس!!

تصوري أن قتلة الأستاذ محمود يتغنون بأفكاره اليوم!! تصوري أن الترابي ينادي بحرية المرأة، وبإمكانية توليها للولاية الكبري، وبأن الذمي يمكنه أن يحكم السودان!!

تصوري كل ذلك، يا عزيزتي، وستدركين بأن الحركة الشعبية أسهمت في استعادة كرامتي وكرامتك كما لم يفعل أي تنظيم سياسي وصل إلى السلطة في تاريخ السودان المعاصر.

الحركة الشعبية هي ملاذ السودان الوحيد لغدٍ مشرق. شئنا أم أبينا، هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض، فلا يجب أن نداري الرؤوس في الرمال. ولا يجب أن نجعل تعالينا الدفين، وظنوننا الواهية توهمنا بأننا في الشمال، قوى حديثة أو غيرها، نملك نصاعة البيان وفصوص الحكمة وأن غيرنا لا يملكه. القوى الحديثة، بكل أسف، تثبت، يوماً بعد يوم، بأنها تعيد انتاج العقلية التقليدية، بخطاب جديد، حلو الدلالات، خاوي الوفاض. مفردات خطابنا المتعالي في الشمال، بخاصة خطاب القوى الحديثة، تعمينا عن أن أهلنا في الجنوب ساهموا في استعادة كرامتنا في الشمال. هذا المفردات العاطبة، إلا في الخطابة الفارغة، تدغدغ العواطف، وتجعل الشماليين الناشطين سياسياً يخففون من وطأة الشعور بالذنب. وهنا تصبح المفردات كأنها أدوات للتطبيب النفسي، لا أكثر.
إن كنا جادين، فإننا سنعطي الحركة حقها الأدبي في كونها ساهمت في تحريرنا الجزئي الراهن. وسندرك بأن الدماء الطاهرة التي أهرقت في الجنوب لم تهرق عبثاً.

الحركة أنجزت حتى الآن أقصى ما يمكن إنجازه. وليس في وسع مواعينها الآن أكثر مما اتسعت له.

نعم، هنا يجب على الحركة أن تواكب ما حولها من وقائع، تنظيمياً وفكرياً. إنه من العجز وقلة الحيلة الفكرية ونضوب معين الإبداع السياسي أن تصر الحركة على مسماهاالقديم وعلى هياكلها القديمة كأنها لم تنتصر عسكرياً، وكانها لم تحقق انجازاً سياسياً بارعاً بإخضاع مشروع الهوس الديني لطاولة المفاوضات.

ما حققته الحركة يقع في باب الإعجاز. ولكن ما ينتظرها إنجازه لتستوعب كافة قطاعات الشعب السوداني أكبر بكثير!! وما ينتظرها انجازه يقع في مضمار العمل الفكري والمدني أكثر منه في مجال العمل العسكري، وهذه من بدائه الأمور الآن. ولكن الحركة، للأسف الشديد، تغفل بدائه الأمور في الواقع الراهن. ربما كان ذلك بسبب الصدمة التي انتابتها بالتحول للحياة المدينة. وربما كان بسبب الصدمة العميقة التي هزتها، وهزت السودان بأكمله، بفقدنا للشهيد العزيز الدكتور جون قرنق دي ما بيور.

لا أذيعك سراً بأنني أشعر بالتقصير الشديد لكوني لم أستطع المساهمة في تطوير خطاب الحركة بالقدر الذي أرجوه، وإن كنت من أوائل المساهمين في منابرهاؤ الفكرية الجديدة نسبياً. مثال لذلك مساهمة لي بعنوان "تفكيك التنظيم وتنظيم التفكيك: نحو رؤى جديدة لسودان الجديد،" ظهرت في العدد الأول والأخير من مجلة "مسارات،" التي أصدرتها الحركة في العام 1998. بل وأشعر بالتقصير لكوني لم أنضم لصفوفها، لا لأنني لا أرغب في ذلك، ولكن لأنني أتعلل بأسباب، ربما تكون واهية مثل التي أسمعها من غيري.

إذا كنا دائماً في موقف الناقد للحركة، فمن أين للحركة بالكوادر التي يمكن أن تسهم في تعميق الحس القومي السودانوي التضميني الذي يجعل الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي يشعرون بأن آصرة الوطن، وأواصر أخرى تجمعنا، أكبر مما يفرقنا؟

حين أفكر في الانضمام الرسمي والعلني للحركة، يخالجني أنني لن أتخلى عن كوني جمهوري، لأن الانتماء للحركة لا يلغي أي انتماءات فكرية أو دينية. بل يخالجني بأن الانتماء لها يرسخ لإثراء الحس الإنساني، لأن الاحتفاء بالتنوع شرط أساس من شروط تكوينها نفسه.

الشئ الوحيد الذي يمنعني من الانضمام للحركة في الوقت الحاضر، هو ما ظلننا نطرحه في "حق" في كون الحركة متصلبة في الكثير من مواقفها "التنظيمية." مع ذلك فإنني أقول، بأن الحركة، على العكس من الكيانات السودانية الأخرى، متقدمة تقدماً مذهلاً في مجال أطروحاتها الفكرية، ولكنها متخلفة تخلفاً مزرياً من حيث قدرتها على التنظيم. شكل تنظيمها لا يجاري، بأي حال من الأحوال، أطروحاتها، بل إنني أجروء على القول بأنه لا يختلف كثيراً عن التنظيمات التقليدية من حولنا في كثير من الوجوه.

أكثر من ذلك فإنني سأجروء على القول بأننا يجب أن نتعلم من تجربة المؤتمر الوطني الناجحة في التنظيم. وهي تجربة صرفنا عداؤنا الأعمى لفكر أصحابها عن رؤية محاسنها.

باختصار شديد، يمكن القول بأن المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي كيانان عاجزان فكرياً، وناجحان تنظيمياً، وهما كما يعلم الجميع تنظيم واحد انقسم على نفسه. وغني عن القول أنهما يشتركان في المسؤولية عما آلت إليه أوضاع البلاد.

أما الحركة فهي كيان نابض فكرياً، يستمد قوته من القيم الأخلاقية التي يدعو لها من عدل ومساواة وحرية الحق في التعبير و تقديسها لحق الحياة قبل ذلك كله. هذا الكيان الثائر عاجز، تنظيمياً، عجزاً موبقاً سيدخل البلاد في مهاوي لا قرار لها، إن استمر هذا العجز. وستموت الفكرة النبيلة التي انبني عليها، وسينتج عن ذلك دولتان متحاربتان، وستسيل دماء أكثر من التي سالت، وسيضيع إنسان السودان كما لم يضع من قبل.

لا يجب أن نجعل الحركة تقع في فخ المؤتمر الوطني. ويجب أن نعينها، لا بالنقد وحده، مع الجزم بأن النقد ضرورة من ضرورات الديمقراطية التي تدعو لها الحركة نفسها (ولا تجد سبيلاً إلى تطبيقاتها). يجب أن نعينها بأن نعلن انحيازنا الكامل لها، إن هي استجابت لنداءاتنا بتغيير هياكلها من تنظيم شبه عسكري إلى حزب سياسي مدني في الأساس، يستعين، فرعياً، بالوسائل العسكرية إلى أن تسود دولة القانون!!

يجب أن نعين الحرك بتأطير حملات مكثفة تعطي الحركة إشارات واضحة بأننا ممن جنودها في الفكر اليوم، ومن جنودها في البناء غداً - من داخل صفوفها- إن بدات هي بالتفاعل الإيجابي مع ناقديها الغيورين عليها، وعلى مستقبل السودان.

أرجو أن تتاح لي الفرصة لتناول كل هذه الأطروحات بالتفصيل. فقد بدأت تتراءى، بفضل تحفيزك، صورة المتقرحات التي أزمع تقديمها ههنا بشكل أكثر وضوحاً. أرجو الاستمرار في رفدي بأرائك النيرة، يا نادية.

هذا ولك مني وافر التقدير والاحترام، مع أملي الباقي في عودتك للمساهمة. ومراحباً بك صديقة في ميدان التثاقف الحر.

Post: #27
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 07-11-2006, 12:24 PM
Parent: #24


أخي د.حيدر بدوي ..لك التحية والتقدير

و مرحبأ بعودتك ..

Quote: الحركة الشعبية هي ملاذ السودان الوحيد لغدٍ مشرق. شئنا أم أبينا، هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض، فلا يجب أن نداري الرؤوس في الرمال. ولا يجب أن نجعل تعالينا الدفين، وظنوننا الواهية توهمنا بأننا في الشمال، قوى حديثة أو غيرها، نملك نصاعة البيان وفصوص الحكمة وأن غيرنا لا يملكه. القوى الحديثة، بكل أسف، تثبت، يوماً بعد يوم، بأنها تعيد انتاج العقلية التقليدية، بخطاب جديد، حلو الدلالات، خاوي الوفاض. مفردات خطابنا المتعالي في الشمال، بخاصة خطاب القوى الحديثة، تعمينا عن أن أهلنا في الجنوب ساهموا في استعادة كرامتنا في الشمال. هذا المفردات العاطبة، إلا في الخطابة الفارغة، تدغدغ العواطف، وتجعل الشماليين الناشطين سياسياً يخففون من وطأة الشعور بالذنب. وهنا تصبح المفردات كأنها أدوات للتطبيب النفسي، لا أكثر.


الجزئية الأخيرة اتفق معك فيها ..فالحركة الشعبية و بدخولها و بثقلها
السياسي الكبير في الحياة السياسية السودانية جعلت هناك نوعأ من التوازن
المطلوب و أعطي للسودان ذاك البعد الافريقي المفقود ولو بصورة معنوية
وهو شئ مطلوب للدفع به و تطويره ليكون فاعلأ في واقع السودان السياسي و الاجتماعي
و الاقتصادي و الثقافي ..احداث الاثنين من العام الماضي كانت امتحانأ رهيبأ للحركة
الشعبية و لكنها نجحت في ذلك الامتحان و بامتياز ..و عبرت بذلك عتبات كونها حركة
عسكرية في المقام الأول الي عتبة الحركة السياسية ..في تلك اللحظات عرفت كيف تقود
الحزن و الصدمة الي قوة دفع موجبة ..و قد لعبت ام الحركة ريبيكا دورأ كبيرأ
في قيادة تلك اللحظات العصيبة في تأريخ السودان المعاصر ..بين ان نكون أو لا نكون
كان خيار الحركة و قتها ان نكون باخماد نيران الفتنة ..

سأعود لك أخي د.حيدر ...مرة أخري ..

تقديرنا بلا حدود ..

Post: #34
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Nadia Elsir
Date: 07-12-2006, 03:33 AM
Parent: #24

صديقى الدكتور حيدر

اقول صديقى و انا جد فخورة و سعادتى لا توصف و ارى ان هناك الكثير ما يجعل منا اصدقاء من حب ارض (وطن) مرورا بحب رجال (وطن) شكلوا وجداننا و عمقوا انسانيتنا و اخيرا ثباتا على حلم (بوطن) يتشارك فى حقوق و واجبات مواطنته الجميع .

صديقى جاء فى ردك الكثير من الافكار التى اراها هى جل ما احتاجه و يحتاجه الجميع من اضاءات تؤشر لما يقع على عاتق اى فرد منا فى هذة المرحلة من و اجبات وطنية تسهم فى اخراجنا من ذلك النفق المظلم.

و ما استوقفنى ادناه:
(ما حققته الحركة يقع في باب الإعجاز. ولكن ما ينتظرها إنجازه لتستوعب كافة قطاعات الشعب السوداني أكبر بكثير!! وما ينتظرها انجازه يقع في مضمار العمل الفكري والمدني أكثر منه في مجال العمل العسكري، وهذه من بدائه الأمور الآن. ولكن الحركة، للأسف الشديد، تغفل بدائه الأمور في الواقع الراهن. ربما كان ذلك بسبب الصدمة التي انتابتها بالتحول للحياة المدينة. وربما كان بسبب الصدمة العميقة التي هزتها، وهزت السودان بأكمله، بفقدنا للشهيد العزيز الدكتور جون قرنق دي ما بيور.)

و ان اتسال هل فعلا الحركة و القائمين على امرها الان على درجة من الانتباه و الوعى لما يتنظرهم من دور فى التحول الفكرى و المدنى؟ ومتى ستفارق الصدمات و اثارها الحركة الشعبية؟.


لك الود منى.


نادية السر


Post: #23
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: lana mahdi
Date: 07-11-2006, 09:04 AM
Parent: #1

الحبيب د. حيدر
تحية و تقدير
كنت أنتظرك لتكمل سلسلة المقالات هنا و لكن مشاركة مبدئية ريثما تكمل لا تضير.
الحقيقة ألاحظ أن أهل ال"سودان الجديد" غير متفقين حول تعريف...وصف...بناء...موحد له، و بالتالي ليسوا متفقين حول تعريف موحد للسودان القديم،و أغلب منظريه-على الأقل في هذا المنبر- يودون كنسه بل محوه!
أسئلتي الحيرى التي أثق أنني سأجد إجابة لها عبر خيط د.حيدر هي:
ما هو السودان القديم ؟؟أهو احزاب سياسية؟أهو ممارسات سياسية؟؟أهو تيارات فكرية؟؟أهو أجسام أم معاني؟؟؟اهو مباني أم رؤى؟؟
أود كثيرا استجلاء رؤى الداعين للسودان الجديد حول مفهوم هذا السودان الجديد،آلياته، مقوماته..الخ
وهل من الممكن أن يشب تصالحياً تجاه قوى السودان القديم-كما يسمونها-؟؟
فحتى الأحزاب التى يعدّها البعض أحزاباً ضمن منظومة السودان القديم، لها"سودانها الجديد"وبرامجها الداعية إليه عبر استشراف تجارب الماضي و نقدها بشفافية و التقويم و التشذيب و التعديل و الإصلاح لما هو قديم و ليس عبر نفي الآخر أو استئصاله.
الأمر الثاني:هل ثنائية التجربة التي جمعت الحركة الشعبية بالمؤتمر الوطني في وليد أخاله ولد مبتسراً ستصب لصالح السودان الجديد،هل المشاركات الصورية التشريعية لأحزاب التجمع ستتمكن تلك الأحزاب عبرها من محاربة قوى الهوس الديني؟
هل الترابي بعد تصريحاته الأخيرة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها-إختلفنا أو اتفقنا حول مصداقيته فيها-لا زال يُعد و حزبه أحد أذرع الهوس الديني في السودان بعد كل ما حملته الفتاوى من راديكالية و نظرة جديدة للفقه و الفتاوى و بعد هدّها لأركان الغلو الديني؟
هل الحركة الإسلامية السودانية اليوم هي نفسها الحركة الإسلامية قبل عقد من الزمان هي نفسها الحركة الإسلامية قبل ربع قرن؟
محبتي

Post: #25
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 10:05 AM
Parent: #23

عزيزي msd،

إبن الجزيرة الحنونة، التي كادت أرضها العامرة أن تجدب بسبب العطب والجدب الفكري لدى النخبة السودانية!

تحيتي، نعم، يجب أن نقر بأننا وحدنا، لا غيرنا، سبب مآسينا. وبأننا نسخة أخرى من مشروع الهوس ما دمنا مؤدلجين - كارهين لمخالفينا في الرأي، نحط من كرامتهم مثلما أحطوا من كراماتنا، فاستوى الحاط والمحطوط!!

أشعر بأنني لم أتعلم من الأستاذ محمود كثيراً، حين قال "إن الدكتور الترابي موضع حبنا، ولكن ما ينطوي عليه من أفكار هو موضع حربنا." ذلك لأنني ظللت أحارب الترابي، الشخص وأفكاره، دون التمييز بين خبيث تلك الأفكار وطيبها. وكذلك ظللت أنظر لكل معارضينا بنفس هذا المنظار. هذا يجعلني معهم في مركب واحد، لست أفضل منهم إلا في المقدار، فهم مهووسون صراحة، وأنا مهووس ضمناً.

وهذا لا يجوز، لا يجوز، لا يجوز!!

أرجو، مخلصاً، أن تعينني متى ما رأيت في إعوجاجاً بسبب التأدلج الخانق لفردياتنا، ولحرياتنا، التي عبرت عنها الفكرة الجمهورية خير تعبير بطرحها لمفهوم "الحرية الفردية المطلقة." نعم، كان هذا طرحها، ولكنا لم نفهم عن الأستاذ محمود ولم نترجم عنه على الوجه الصائب.

شكراً، أيها العزيز. وأرجو أن تعاود الطلة، كلما سمحت لك ظروفك.

Post: #26
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 10:25 AM
Parent: #25

عزيزتي القديرة لنا،

أشكرك على المساهمة النيرة، وهي تعينيني، من خلال أسئلتك، ناصعة الوضوح، أن أوضح مقاصدي بصورة أفضل. قري عيناً، فإنني لم أعد أرى حزب الأمة، مثلاً، بنفس المنظار القديم، الذي ظللت أنظر به إليه. وجود كوادر مثلك ومثل صديقي خالد عويس وصديقي الأسفيري محمد عبد الرحمن، وود العمدة، يجعلني أنتقد نفسي كثيراً في الطريقة التي أتعاطي معكم فيها. صحيح أن لي رأياً عتيداً في الخيبات التي منينا بها بسبب تمركز السيد الصادق المهدي حول ذاته، وقيادة لدفة الحكم بالبلاد أكثر من مرة!! وصحيح أنني أرى بأن عقلية السيد الصادق لا تواكب التجديد، إلا في المفردات الحلوة، في الوقت الذي يكذب أسلوب إدارته للحزب تلك المفردات. ولكن كل ذلك لا يجب أن يكون حائلاً لرؤية جديد الصادق المهدي، ودراسة ظاهرة التشظي التي آل إليها حزبه، ودورك أنت، وكافة الكوادر المستنيرة، في إحياء الحزب بإقصاء كل أنماط التفكير الإقصائي والطائفي فيه.

أملي أن تكوني أنت، وأصدقائي في حزبكم المأزوم، نواة للتجديد فيه. وذلك لأن مصلحة السودان تكمن في تجديد أحزابه السياسية تجديداً جذرياً، في كل أنماط وطرائق التفكير والتنظيم. أنت إنسانة كفؤة، وكذلك الكثير من أصدقائي بطرفكم، ولكن، وللأسف الشديد، مازالت قيادتكم تراوح مكانها. صدقيني إن قلت لك بأنني أحب السيد الصادق في المستوى الشخصي، فقد جلست إليه مرة، وهو رئيس للوزاء بعد الانتفاضة، وأنا شاب حدث في بدايات سلم العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية. وقد أحببت الشخصص الذي جلست معه. ولكن تجليات هذه الشخصية في المستوى العام، هو ما لا يمكن المجاملة في التعاطي معها بجدية. وسأصحح من خطابي، إن بدا مني أي عنف لفظي في ذلك التعاطي. أرجو أن تصححيني متى تجاوزت حدي! فانت تعلمين أنني مستعد للسماع منك، وللتأدب مع مثيلاتك من صاحبات الرأي الرزين والخلق الرصين.

وسأفصل في هذه المعاني، إن تيسر لي الوقت، وتوفرت لي الطاقة. وستكون مساهمتك هذه سبباً في ذلك التفصيل، فلك مني عاطر الشكر. والتحية، مجدداً، لصديقي مهدي عثمان، أبيك الظريف!!

Post: #28
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 01:36 PM
Parent: #26

عزيزي محمدين،

صدقت حين قلت بأن الحركة الشعبية تجاوزت إمتحان أحداث "الإثنين" الحزين بجدارة تناسب مهابة الدكتور قرنق وقامته السامقة وأشواقه للسلام. وقد أثبت القائد سلفا كير والسيدة ربيكا، ومعهما الكوادر القيادية، وكذلك القواعد، بأن الحركة تعني ما تقول، حين تقول بأنها ملتزمة بالسلام. فقد كان التزامها به في تلك الظروف دلالة دامغة على أنها ملتزمة بالسلام من حيث المبدأ، لا كتكيك سياسي، كما هو الحال بالنسبة للمؤتمر الوطني.

عتبنا على الحركة لا يقع في مضمار ممارساتها في الحكم، لأن الحكومة بشكلها الحالي لا تمثل إلا وضعاً انتقالياً، لا يخلو من الإرباك في أحسن أحواله. وعتبنا عليها ليس في خطابها العام بعد اتفاقيات السلام. عتبنا عليها جوهره يتعلق بسلوكها التنظيمي، بخاصة في الشمال. هناك أزمة تنظيمية طاحنة داخل الحركة أدت إلى استقالة كوادر أنفقت زهرة شبابها في النضال الحارق. ونفس هذه الأزمة أدت إلى اعتزال بعض الكوادر الأخرى القديرة، التي لم تعلن استقالتها، للعمل العام في الوقت الراهن.

ٍسأعود لهذا الموضوع في وقت لاحق، بإذن الله.

Post: #29
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-11-2006, 02:57 PM
Parent: #28

الترابي كظاهرة في منظومة القوى الجديدة

بمثلما أسهمت الحركة الجمهورية بترسيخ المنابر الحرة وتفعيل أدوات الصراع الفكري السلمي، والحركة الشعبية بتفكيك القوى التقليدية عسكريا، في إطار القوى الجديدة، فقد أسهمت قوى جديدة داخل الإطار التقليدي نفسه في إضافات حيوية أنتجت الأزمة الراهنة. فقد أفرزت ثورة الدكتور حسن الترابي على الكيان الطائفي (الذي صاهره الترابي في الحس والمعنى) جسماً سياسيا جديداً أضاف حيوية بالغة للمشهد السياسي والاجتماعي السوداني. وقد كان تفوق الترابي على كافة نظرائه في كونه جارى سرعة الحراك التاريخي الذي أفرزته الحالة السودانية في سبيل الوصول إلى السلطة بأفضل مما فعل غيره من الطامعين فيها. ولا شك أن تنظيمه، الذي ظل يتجدد ويتحول حسب الطقس السياسي، يمثل القوى الجديدة تحت إطار القوى التقليدية.

ولد الترابي في مدينة كسلا في ثلاثينيات القرن الماضي لأسرة ذات جذور صوفية، أصلها من قرية ود الترابي، وهي منطقة تأثرت بالطريقة القادرية وقعت لا حقاً تحت نفوذ الختمية والحزب الاتحادي. تجاوز الترابي كل هذه الخلفية، وخلفية والده، القاضي الشرعي، ليصنع لنفسه مجداً مستقلاً. باقترابه من آل المهدي، بالزواج من شقيقة السيد الصادق، أصبح للترابي مواطئ قدم على طول وعرض المشهد السياسي في شمال السودان (حيث كان يسيطر الحزبان السياسيان الكبيران، الأمة والاتحادي على ذلك المشهد). وأضفى تأهليه من التعليم المدني العالي بعداً بريقاً زاءداً لشخصيته. نزعم أن التحولات الكبيرة في حياته الباكرة (في منطقته، وتحول أسرته من منطقته إلى المدينة والتقلب بين المدينة والقرية، والتحول من القادرية والختمية إلى الفقه –مهنة والده- ثم إلى دائرة نفوذ حزب الأزمة) أدت إلى تمرسه في التأقلم على كل وضع جديد يطرأ عليه. ومع غياب الحس الصوفي، بسبب الابتعاد عنه بالتعليم المدني وبعلوم الفقه السلفي، لم يكن للتربية الصوفية دور يذكر في حياته. أضف إلى ذلك الطموح السياسي، وستجد بأنك أمام ظاهرة فريدة في القدرة على التلون، وعلى الكذب، والتمويه، والتحذلق، وخيانة العهود.


سنواصل هذه الحلقة لاحقاً،
مع التأكيد على الدعوة للمساهمة دون الانتظار حتى نهاية السلسلة، لأن المساهمات نفسها تساعد في توليد الأفكار الجديدة وتنقيح الذي طرح منها! أريد، بصدق، أن يكون هذا الخيط تجسيد لروح ديمقراطية حقة، بحيث نصنع كلنا مادته، ونعيد تفكيكها وتركيبها. ثم نعيد صياغتها بصورة تعبر عن كنه الشخصية السودانية في أبسط صورها وأعقدها في آن معاً. وأعلن، مجدداً، بأنني على كامل الاستعداد للتخلي عما اقتنع بأنه غير موضوعي، متى ما بان لي ذلك.

Post: #30
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حسام يوسف
Date: 07-11-2006, 03:14 PM
Parent: #29

Quote: تحت وطأة الأزمة السودانية الراهنة في المستوى الفردي والجماعي، القطري والكوكبي، أجد نفسي مدفوعاً، مثل غيري، في التفكير في المخرج من هذه الأزمة بإلحاحٍ شديد

Post: #31
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Marouf Sanad
Date: 07-11-2006, 10:12 PM
Parent: #30

Quote: تحت وطأة الأزمة السودانية الراهنة في المستوى الفردي والجماعي، القطري والكوكبي، أجد نفسي مدفوعاً، مثل غيري، في التفكير في المخرج من هذه الأزمة بإلحاحٍ شديد




الدكتور حيدر

سلام واحترام

اتفق مع الاستاذ خالد كودي "كما فهمت كلامه" أن الازمة ليست أزمة راهنة , واظن ان هذه واحدة من مشاكلنا وهي اننا دائماً ما نتحرك تحت "وطأةٍ" ما , فيظل فكرنا يركض
خلف المستجدات ,

شكراً لك يا دكتور حيدر على هذا الجهد وننتظر

Post: #32
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-11-2006, 11:34 PM
Parent: #1

ماهي مشكلتنا في السودان؟

نمرة واحد الي اليوم مافي اجماع لتعريف محدد متفق عليهو لماهية مشكلتنا في السودان.

من دون تشخيص صحيح لحالتنا المرضية يستحيل كتابة روشتة العلاج.

طيب ليه فشلنا في الوصول لتشخيص سليم هونصف مشوار العلاج لحالتنا المرضية؟

السبب بسيط:

استخدامنا لذات مدخلات انتاج ازمتنا، كمعطيات للحل!

من ذلك قبولنا بي، ومواصلتنا لاستخدام معطيات الصياغة الاستعمارية للسودان الحالي، كماهو، اللي عمادو شمال عربي مسلم في مقابل جنوب زنجي مسيحي!

علي ان يهمن الشمال وبالذات اقصي الشمال هيمنة مطلقة علي بقية السودان، اوده كان ضروري جدا جدا، لاحداث التناقض المطلوب لاحداث الانشطار المرجو!

الغرض الاستعماري ما كان الوحدة اوالاستقرار ولاينبغي له اصلا، وهذه بديهة!

الي يومنا هذا هذه الفرضية من حيث عرب في مقابل زنوج، شمال في مقابل جنوب سارية المفعول، بل اعدنا انتاج ونسخ الصياغة في الغرب، بي ضبانتو: عرب في مقابل زنوج!

ولم يفطن احد بخلاف الحركة الشعبية وبالتحديد الشهيد د.قرنق، للبقلة الفي الابريق دي!

الحركة هي الوضعت شعار اساس جديد للوحدة، بدل الاساس الاستعماري الانشطاري الخاذوق ده.

الحركة وضعت التوازان مابين شطري التقسيم الاصبح امر واقع كاساس جديد للوحدة بدل خلل هيمنة شطر شمالي علي البقية، هيمنة مطلقة!

ماذا كانت النتيجة؟

رفض تام لهذا الاساس الجديد للسودان الواحد، ومواصلة في طريق ذات صياغة الاحتلال كماهو!

البرنامج البسيط ده كان مفروض يكون شعار مؤتمر الخريجين مثلا، او علي اسوء الفروض، ده كان مفروض يكون البرنامج الاساسي للقوي اليسارية المستنيرة، في 1956، مش في الالفية الثانية، اي بعد خمسين سنة من الاستقلال افتراضا!

الي هذا التاريخ لاوجود لبرنامج ذي ده بطول وعرض الاحزاب والتيارات السياسية في البلد خارج اطار طرح الحركة الشعبية!!

علي النقيض تماما، المطروح في الساحة هوذات الصياغة الانشطارية التفتيتية الوضع اساسا الاحتلال!

مش كده اوبس، بل بعد خمسين سنة من رحيلو الافتراضي، نجد نموذج الاحتلال هو الانفرد بالسلطة تماما، لنعايش اجواء التركية السابقة بي حذافيرا من اول جديد، بي ضبانة فساد التركية ضرائبا، قبليتا، اوتفسخ مجتمعا الاخلاقي!

كلام اقرب للخيال لكنو حقيقة!

Post: #33
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Muhib
Date: 07-11-2006, 11:51 PM
Parent: #32

سلامي للكل .دحيدر صاجب الدار والمشاركين ..

اخي بشاشا , فتحت شهيتي لهذا الخيط بضغطك المستمر حول مشكلات السودان وماهيتها .. اتفق معك معرفة المشكل طريق للحل .. وهنا محاوله يائسه مني عسي ولعل تصيب الهدف ..

مشكله السودان الاوله لها علاقه بالعرق والجهويه .. منذ دخول الاستعلاواتيه للمزاج السوداني , ظهر الانهيار لمنظومه مجتمع سوداني او كيان سوداني واحد للشخصيه السودانيه ..

مشكله السودان الثانيه , الاسلام ومحاوله الاستعلائين منا تطبيقه وبسطه علي صفحه البلد الذي يجمع الغير مسلم او حتي الغير الديني .. واسمع الحلول وربنا يديم الشهيه مفتوحه في زمن الانهزاميه ده .. وسلامي ومعزره ان حورت دفه الخيط كما يحلو ل د حيدر ..

Post: #35
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Murtada Gafar
Date: 07-12-2006, 04:09 AM
Parent: #33

الأخ العزيز الدكتور حيدر بدوي صادق

لك الإحترام الأكيد و الأشواق الكبيرة و زمن من مثل هذه الاطروحات الجادة، فقط أتمنى أن ينساب خيطك هذا بوتيرة أكثر سرعة

بكل تأكيد أنا في المتابعة و لابد من التداخل للنقاش

مرتضى جعفر

Post: #36
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: msd
Date: 07-12-2006, 05:12 AM
Parent: #35

الاخ حيدر بدوي
شكراً علي خيطك الرائع، ولكني اعتقد ان الاتكال علي الحركة الشعبية وحدها لحل مشكلة السودان فيه قدر كبير من المثالية وعدم الواقعية، فالحركة الشعبية في اصل تكوينها هي حركة جنوبية لحل مشكلة الجنوب، بالتاكيد حاولت الحركة ان تجعل حركتها قومية وان تتحدث باسم السودان جميعه لكن واقع عضويتها والمساهمين في انجاحها هم جنوبيون فلا يمكن لها ان تنعتق من هذا الرباط بسهولة، ثانياً الحركة الشعبية في بعض ادبياتها الشعبية كانت تبث الكراهية ضد الشماليين لتحمييس افرادها في الحرب وهذا ما كانت تفعله ايضاً الحكومات الشمالية، وهذا الاشكال ربما خلق حاجز نفسي بين الشماليين والحركة، فاغلب الشماليين بما فيهم اناواقعين تحت تاثير الاعلام الحكومي بما ذلك الاعلام الحكومي اثناء فترة نميري والديمقراطية وهذا الاعلام كان يصور دوماً الحركة الشعبية كعدو للوحدة الوطنية والشمال، وايضاً لا يخفي عليك ان اتفاقية نيفاشا في تجلياتها الواقعية اكدت علي قصر الحركة في الجنوب حيث كان التركيز علي الحل الثنائي المنبني علي فرضية شمال وجنوب وليس علي حل مشكلة السودان باجمعه، بالتاكيد اتفهم الظروف الدولية والمحلية التي ادت الي بزوغ هذا الاتفاقية بهذا الشكل، ولكن هذا ربما يودي كما قلت الي ترسيخ الحاجز النفسي الموجود اساساً عوضاً عن كسره. وعليه اذا كان الاعتماد علي الحركة الشعبية ليس هو الحل الوحيد فما هو الحل، اعتقد ان المشكلة السودانية تحتاج الي فتح جميع الملفات ومحاولة خلق احزاب نخب جديدة علي شرط ان تكون منتمية لمشاكل المواطن والوطن وان تكون ذات استراتيجية واضحة الاهداف، ولعلي اتسائل مع بشاشا ما هي ملامح البرامج الانتخابية لاحزابنا فلا اتذكر شيئاً وان مهتم بالسياسة رغم اني في خلال فترة 4 سنوات اقامة في المانيا استطيع ان احدد الملامح العامة لبرامج الاحزاب الكبري مثل الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي بسهولة لان هذه الاحزاب لا تستغفل اعضاءها ولا تعتمد علي الولاء الذي لا يتغير بل علي برامج واضحة ومفصلة، اتمني ان اجد وقت مرة اخري للاستفاضة، وشكراً اخي حيدر علي هذه الفرصة للحوار الراقي.

Post: #37
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-12-2006, 06:01 AM
Parent: #32

الاخ العزيز بشاشا
تحية طيبة
هل مشكلة السودان هوية ام موارد؟ ودي ازمتك انت فقط وحاول تحددها...
اذا كنت عايز تعرف حقائق
اولا اقرا لينا كتاب
1- السودان حروب الموارد والهوية..لدكتور محمد سليمان
2- مشكلة جنوب السودان الازمة والحل الاستاذ محمود


وذي ما قلت ليك الف مرة ذى وعيك ده جزء من ازمة السودان..لانك تصر عل حقائق تاريخية مغلوطة حتى ولو صححوها ليك الف مرة عن قبائل الشمال الثلاث وعن استغلال مزعوم واكلشهيات كده ترددا ذى الببغان في كل مرحلة عن الخديوي والمصريين..وتشخيصك المازوم
وازمة السودان انه يمر بين وعيين
وحدد تماما انت مع ياتو وعي
1- وعي البسوس وداحس الغبراء ومغالطات التاريخية(السودان القديم)..ام الحقائق العلمية الدامغة(السودان الجديد)
هناك اكثر من تيار يلتقي في وعي السودان الجديد ومحددين اعلاه
وهناك اكثر من تيار يلتقي في وعي السودان القديم محددين في المداخلة الاولي
والسؤال من المسؤل من غياب ثقافة المجتمع المدني في السودان عبر خمس عقود؟
الاجابة هي الجبهة الوطنية كان حزب الامة ولازال حاضن لجماعات الهوس الديني(الاخوان المسلمين) وليس هناك فرق بين كيزان دارفور(العدل والمساواة) وكيزان المركز(المؤتمر الوطني) كلهم تلاميذ الترابي..وترتبت على ذلك كل مأسي الشعب السوداني
والاستاذ محمود حارب الدولة الدينية بكل تصوراتها الطائفية او الاخوانجية ولديه كتب موثقة في ذلك..يبقى الحل يبدا من تجاوز وعي الدولة الدينية..والحروب في السودان حروب موارد وليس حروب هوية
وانت من الاول شايت شمال

Post: #38
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-12-2006, 06:12 AM
Parent: #37

الاخ العزيز حيدر بدوي
تحية طيبة
اشكرك عل روح الثقة
ونواصل
العالم مر بثلاث مراحل
1- استعمار مباشر
2- استعمار غير مباشر-الايدولجيات
3- النظام العالمي الجديد(الشراكة_الديموقراطية)

مقالات ليبرالية: ملامح النظام العالمي الجديد
لقد عملت الايدولجيات"الأممية الشيوعية والقومية بشقيها البعثى والناصري،والأصولية االاسلامية المزعومة بشقيها الاخوانى والسلفي عبر اكثر من أربعة عقود في كافة الدول العربية عبر دولة الحزب الواحد الفاشية والفاسدة والفاشلة على تغييب الشعوب وتزييف ا رادة الجماهير وعملت أيضا على تفتيت النسيج الاجتماعي للدولة القطرية الواحدة بخلق التناقضات الداخلية بين المنظومة الاجتماعية في الدولة العربية من عرب وغير عرب ومن مسلمين وغير مسلمين وتسميم وعى الناس بشعارات وهمية لم تتحقق حتى اليوم في ارض الواقع..وللأسف لازال رموزها الساقطة تنعق في كافة الفضائيات العربية وفي هذا المنتدى الحر ويستهلكون شعارات عفي عليها الزمن
*********
اننا نعيش عصر دولة العلم والمعلومات ومن يملك المعلومة يملك القوة..والمستقبل في المنطقة للدولة المدنية ،دولة الحريات وليس دولة الوصاية بل دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات،دولة التوزيع العادل للسلطة والتوزيع العادل للثروة..أما الايدولجيات فقد أضحت من زبد النظام العالمي القديم وما هي إلا الأفكار النازية/القومية والأفكار الفاشية/الأصولية المزعومة تم إعادة تصنيعها وتسويقها في المنطقة ولا زلنا نعاني من الإضرار المترتبة عليها حتى الآن وقياسا إي فكرة تهدم الإنسان من اجل غايات وهمية ليست من الدين وليست من الأخلاق أيضا ولا تعشش إلا في عقلية مريضة فاقدة الاتزان ا لداخلى نتيجة لظروف بيئية نشأت فيها والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الارض....والحديث ذو شجون

**********
لي طلب منك واحد..اذا جئت الامارات يوم زور ناس فضائية الفيحاء فضائية العراق الجديد..واتعرف عليهم...كجسر تواصل بين قوي السودان الجديد والعراق الجديد فالامر اختلاف مقدار..
لحددت ما الله يقيض لينا فضائية سودانية حرة...

Post: #39
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-12-2006, 06:29 AM
Parent: #32

Quote: الحركة هي الوضعت شعار اساس جديد للوحدة، بدل الاساس الاستعماري الانشطاري الخاذوق ده.


الاخ العزيز بشاشا
وراك والزمن طويل
والشعار ده اختصرتو عبقرية جون قرنق في التحرر من شنو(وعي السودان القديم) وليس من منو(قبائل الشمال)...والخدوي ومصر والتتار...والمغول والفيتكونغ..الخ

واختصرتو عبقرية منصور خالد في جمهورية العاصمة المثلثة..وهيمنة المركز عل موارد الهامش بجهاته الاربعة..
وانت هسع بهذيانك ده عايز تحرر السودان من شنو او من منو؟
وخطابك التحريضي ده يذكرني اذاعة (سوط) العرب سنة ستين

وليس من المهم ان تعقب..لانك اصلا لا تري الا ما تريد ان تراه لكن غيرك يتابع ويفهم وبضدها تتميز الاشياء..واذا كنت عالم انثربلوجي عليك بالجين ماب لقبائل السودان كلها لتحدد نسبة الزنوجة او العروبة عشان تحل لينا مشكلة الهوية دي ..لتعزز بها كتاباتك الاوت اوف ديت وما بتعجب الا الواقعين من جمل في البورد .. وانا ترجع جذوري لالمانيا الشرقية. وتذكر ان الوعي العالم ثالثي الحقيقي يهتم بالموارد وليس الهوية حيث تكمن معاناة الناس وامريكا خلت الشيعة والسنة يقتتلو و وتنهب في البترول وكذلك فعلت الجبهة في السودان لانهم تربية امريكية محضة..يستفيدوا من نوعك كمغفل نافع يروج لصراع هويات بينما هم ينعمون في النفط وتتضخم الخرطوم كجرذ الاوساخ كل يوم.

Post: #40
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abdelfatah Saeed Arman
Date: 07-12-2006, 09:09 AM
Parent: #1

Keep it buddy.... I will be back soon
regards
Fatah

Post: #41
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 07-12-2006, 09:32 AM
Parent: #1

\دكتور حيدر تحياتي
قبل أن أقدم مساهمتي تعليقا ونقدا علي أطروحتك أقدم لك هذه الخلاصة
عن الترابي

كتبت قبل أشهر في أحد الخيوط
Quote: الترابي هل هو مفكرأم هو مجرد سياسي أنتهازي????
يتطوع البعض في منح "صفة" مفكر أسلامي علي الترابي ولا أدري علي
أساس يتم ذلك???
ماهو منهج الرجل في التفكير ???? وما هي أدواته???
وما الحقل الذي أعمل فيه فكره ??
قد يقول قائل أن حقل الرجل الذي يجتهد وينظر فيه هوحقل الدين ...نقول حسنا
ونطرح الأتي
هل نجح الرجل في
المساوقة بين العقل والنقل والتأصيل
والتحديث وأعمال العقل والاجتهاد والاستنباط وصولا
لحلول لمتطلبات العصر
وهل يتضمن مشروعه
حلولا وبرامج تجيب علي أشكالات العصر
والاسئلة الملحة
وهل أعمل العقل والاجتهاد
والاستنباط والقياس من واقع فهمه للقران بصورة
صحيحةواستنباط حلولا من كل هذا
وصولالرؤية تتجاوز سلبيات الحاكمين والمعارضين باسم
الد ين
هل جاء بجديد أو أ ستبق الأقران والأنداد وقام بقراءة
الواقع بصورة سباقة وخلاقة وتقديم حلول علي ضوء ذلك ??? الأجابة لا وألف لا....
فقد ساهم الترابي في تكريس واقع التكلس والتحجر في الفكر الأسلامي
وأظهره بمظهر الحاجر علي حقوق المرأة والأقليات والرافض لحرية الأعتقاد !!!!
فقد وقف الترابي في لجنة تعديل الدستور 1968 رافضا رئاسة المرأة
وغير المسلم عام وكان الرفض بأسم الدين والثوابت موضحا أن هذا هورأي
الدين أتي ذلك في وقت وقف فيه من يجيدون قرأءة الواقع وفهم مقاصد
الدين بحق ضد فهم الترابي الأقصائي هذا
كان هذا هوأسلام الترابي موديل 1968 ثم ليعود الرجل ومن دون حيثيات
ليكفل للمرأءةوالمسيحي بالرئاسة في نص دستور 1998 الذي صاغه هو!!!!
فأي مفكر هذا ?? أو قارئ مجيد للواقع ولمقاصد الدين هذا???
وقف الترابي عام 1985 مع أغتيال الأستاذ محمود وأيد حد الردة
بالرغم من المطاعن التي قدمهاالبعض في فيما يسمي بحد الردة

ألا أن الرجل تنطع وتعالم وتفيقه مفتيابأن هذا هو رأي الدين
وثوابت الأسلام ليعود ذات الرجل ويرفض أعمال حد الردة
فأي مفكرألمعي هذا?? نعم رفض حدة الردة بدعوي أنه ليس من الدين في شئ!!!!مما يجعل المرء يعجب هل تنزل الدين
أكثر من مرة ???أما غابت تلك الحقائق علي من يزعم أنه مفكر ومجدد!!??
رفض الرجل الحزبية والديموقراطية في مطلع التسعينات زاعما أن لاأصل
لها في الدين جاء ذلك في وقت أبان فيه أخريين وبجلاء تماشي
هذه القيم مع مقاصد الدين ليعود ويقول أن منبع وأصل الحريات هو الأسلام
وهكذا نري تخبط الرجل وضبابية فكره وتناقضه فماهو أسلامي اليوم
يصبح عنده غيرأسلامي غدا يأتي ذلك في قضايا جوهرية وحيوية .. الرجل يتعاطي مع قضايا الفكر والمبادئ بعقلية التجارة والكسب والعائد والمردود وعقلية رزق اليوم باليوم بعيدا عن عمق بصيرة المفكر
وتعلقه بالكليات والتنظير الأستراتجيي الذي يصطحب مقاصد الدين وجوهره
...وهكذا نري الرجل لايسبق أو يبادر أو أنما يتبع طريق من كان يعارضهم
با الأمس ... قضايا الفكر لاتقيم بالأنشاء والبريق اللغوي وأبهار القارئ
والتلاعب اللفظي بقدر ما تقيم بالعطاء والأنتاج الأيجابي وأعمال العقل في
الأستنباط وتقديم حلول لقضايا وأشكالات العصر وهوحقل حظ الترابي
فيه
بائس !!!!!
...قد كسد سوق الرجل وبارت بضاعته وتخلي عنه تلاميذه والزموه غياهب
الجب وأتهموه بتخريب المشروع والدولة ومن جانبه أتهمهم ببيع الفكر
والرهان علي السلطة والثروةفأن صح هذا الأتهام يصبح العيب علي الشيخ
والأستاذ فهذا حصاده أذا لم يقدم سوي عصابة غذاهابحب السلطة والثروة
لا بالفكر والمبادئ ففاقد الشئ لايعطيه

وختاما نقول...
نقول أن التخريج والتبرير للرجل- بأنه أخطاء وعاد وصوب نفسه ( كأنما المقدسات العوبة بيد الرجل) - طرح بائس ومثير للشفقة
فالرجل كان يطرح ما يطرح بأسم الدين ويزعم أنها ثوابت ثم يعود
ليلعق ما يطرح وهكذا ..
كمال

Post: #42
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-12-2006, 10:18 AM
Parent: #1

Quote: هي حركة جنوبية لحل مشكلة الجنوب،


الاخmsd

طيب فلنفترض كلامك ده صاح، ممكن توريني ياتو حزب سياسي يعمل الان في الساحة من الاحزاب الشمالية، ماحزب جهوي شمالي يعمل لمصلحة الشمال؟

ماهو ده ذاتو، فنجان القهوة الغرقانين فيهو الشماليين!

ياعزيزي، لاوجود لحركة وحدوية في الساحة بخلاف الحركة الشعبية!

كلام غريب ابدا مافكرنا فيهو لكنو حقيقة!

فالسودان الواحد الفي ادبيات الشماليين هوسودان جهوي جلابي شمالي اولا واخيرا!

دي ياها الفجيعة الكبري الراجياكم لوجيتو تنبشو في الحتة دي!

خذ مثلا اكبر الاحزاب، الحزب الاتحادي. شعارو شنو؟

الاتحاد مع مصر!

عيييييييييك!

طبعا هو صنيعة مصرية من الالف للياء!

خد حزب الامة، اكبر مستودع لي مهمشي السودان، شعارو شنو؟

الصحوة الاسلامية!

طبعا ده كود معناهو الصحوة العربية!

اي بي لغتنا، الصحوة الشمالية!

طبعا التغيير اصلا مامهمة الطائفية واليمين.

دي مهمة اليسار.

تعالو شوفو طرح اليسار.

بالله ارحم الوسط الطائفي واليمين المهووس من اليسار الفضيحة!

اليسار شقين، شق القومية العربية عديل كده، اي القومية الجلابية، والشق الاخر ماركسي، زعيمو صرح انو دنقلاوي عديل كده، فوق لي اعلانو انو السودان عربي، اي شمالي!

طبعا المقياس هو خلاصة اسهام هذه الاحزاب اليسارية الكرتونية اللي هي فروع لي احزاب دول اجنبية!

مرة اخري الحركة الشعبية تظل هي الحركة الوحدوية الوحيدة في البلد من حيث الطرح، رغم انو 90% من قاعدتا انفصلاية، وهذا طبيعي جدا جدا!

ده البوري عبقرية د.قرنق الجا من خلفية انفصالية ذي دي، ليكون نبي الوحدة ورسوله الاول بلامنازع في السودان.

لاننكر طبعا اسهام الاستاذ محمود كمعادل موضوعي لي قرنق في الشمال، وان كان من ارضية مغايرة.

Post: #43
Title: نحو جمهور يات سودانية ! !: الشعبية و الوطني وآلام المخاض لميلاد وحدة أم أعلان أنفصال?
Author: kamalabas
Date: 07-12-2006, 10:25 AM
Parent: #1

سلام د حيدر
قبل التداخل نبداء بطر ح حزمة أسئلة المقصود منها المزيد القاء الضوء
... العنوان
نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
.....

هل سيؤلد السودان الجديد أوالمتجدد من رحم الشراكة بين الشعبية
والوطني? هل الصيغ القانونية والدستورية الحالية تقود لهذا?
هل تمت أو تتم عملية تفكيك لدولة الحزب الواحد وعقلية الشمولية
والاقصاء?( الاخبار": تعذيب مواطن والشروع في أغتياله لتوزيعه منشورا
.....أيقاف صحيفة لنقدها رئس الجمهورية....جهاز الامن يواصل ممارساته
.....حد الردة لازا ل قابعا ولم يلغئ......أسلامية دستور وقوانين العاصمة
......الخدمة المدنية والعسكرية لازالت تحت هيمنة الجبهة......
.......تمزيق النسيج الاجتماعي والتعائش السلمي والذي حفظته ورعته
القوي "التقليدية" أشعال الفتن العرقية والجهوية.......ورفض ما أقرته أبوجا من قدوم قوات دولية لحفظ السلام وأنفاذ الاتفاق!!!!
.....هل تمت الاستفادة من روح نيفاشا. ونصوصها لبناء حل شامل وعادل
للأزمة السودانية وتوزيع عاد ل للسلطة والثروة وحل الظلامات
وبناء مؤسسات ديموقراطية وحل قضايا الهامش والاقليات العرقية والدينية
وقضايا المرأة والنأي عن التعالي العرقي والديني ومعاملة المواطنيين
علي قدم المساوة بغض النظر عن أختلاف اللون والنوع والعرق والدين?
..... نعم أن نيفاشا قد تجاوزت مربع الحرب والاقتتال ولكن كيف?
00000تجاوزته عبر صيغة قد تقود لسودان جديد ومتجدد سودان صاعد
ينهي واقع الامية والجهل والتخلف والفقر ويدشن لنقيضه ويقوم علي
عمد من المساوة واللامركزية والتنمية المتوازية.....
000000أو تجاوزته لعمل ترتيبات عملية للمفاصلة والانفصال السلمي
عبر الاستفتاء......
ويبقي هنا السؤال هل الواقع الحالي وسيادة العقليةالشمولية والاقصائية
والتي تسببت في أنتاج الازمات وأعادة أنتجاها وتفاقمها ... وتكريس
دولة الحزب الواحد والمؤسسات القديمة والاصرار علي النموزج الاسلاموي
والذي يصر علي بقاء حد الردة والقوانين الاسلاموية والحدود هل يجعل
هذا الواقع من الوحدة خيار جذابا ?ومالذي سيدفع المواطن في
الجنوب للتصويت لخيار الوحدةفي ظل هذه المعطيات والتي أدت الي تملل
وثورات الاطراف من المسلمين أنفسهم....?
من هنا أخشي أن تتمخض تلك الالام المخاضية والطلق عن أنفصال
الجنوب وليس عن ميلاد لسودان جديد? تتناسل بعده عمليات الانفصال
والتناسل الامبيي.....
ولا أدري كيف سيكون مصير قوي الاستنارة بعد أن تستفرد الانقاذ بالشمال
وما هو مصير التيار الوحدي داخل الحركي بعد تقود الانقاذ البلاد
للأنفصال?
كمال

Post: #44
Title: Re: نحو جمهور يات سودانية ! !: الشعبية و الوطني وآلام المخاض لميلاد وحدة أم أعلان أنفصال?
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-12-2006, 12:10 PM
Parent: #43

الأخ الكريم معروف،

نعم، أتفق معك بأننا لا يجب أن نشغل أنفسنا بالراهن وحده، دون أن نستقرئ التاريخ وأن نستشرف المستقبل. ذلك لأن الراهن هو وليد لزيجة التجربة بالحلم. والتجربة التي لا تنتج حكمة تكرر نفسها، أي تظل تجعلنا نعيش في الماضي لا في الراهن.

وهذا ما أرجو أن أكون قد تجنبته. كماهو واضح الاستهلال، فإني أحاول تقديم قراءة جديدة لواقعنا المتأزم من خلال منظور تاريخي، راجياًأن استخلص خلاصات تستشرف المستقبل . فقد تحدثت عن سرعة التحول في وقتنا الراهن، وعن عدم مواكبتنا له، مما يعني أننى مهموم بالتاريخ، ومشغول بكوننا ما زلنا نعيش في الماضي بعقلياتنا، وإن كنا نعيش في الحاضر باجسادنا.

أتفق معك ومع الأخوين خالد كودي وبشاشا بأنني أحتاج لتوضيح أطروحتي الأساسية بصورة أفضل مما فعلت. ولكن موضوع الخيط، بطبيعته، مركب والخطوط فيه متشابكة ومعقدة. وهذا يجعلني في حالة مخاض ذهني (أعاني مزيجاً من التلذذ باستشراف ولادة أفكار جديدة، تعين على قراءات جديدة، وموجوعاً بآلام المخاض). وآمل أن أجد الخلاص فيكم ومنكم. ولا شك أنكم "أهل حارة." فإن لم يكن هذا وقت الحارة، فمتى يكون؟

أرجو أن تعينني أنت وخالد وبشاشاً بتحديد ما ترونه أنتم بوضوح، حتى نولد معاً رؤية جديدة. محاولة الأخ بشاشا مقدرة في هذا الشان، وسأتطرق لها في حينه. ولكن دعني أقول الآن بأنني لا أزعم، على الإطلاق، أني أملك مفاتيح الرأي في هذه القضية. بل على العكس من ذلك، فقد استهللت القول بأنني متأزم بسبب من ازمتنا الوطنية الماحقة. والمتأزم، بطبيعة الحال، "رأيو تلفان." ولأن رأيي تلفان فإني قصارى ما أملكه هو أن أعبر عن أفكاري ومشاعري كما هي، وكما يجب، متشعراً ثقل الواجب الوطني، بعد أن ناءت كتوفنا بما تحمل. هذه قصاراي، لهذا فإني أتوسل إليك وإلى كل المتداخلين الكرام، أن تهدوني صواب الرأي، بعد أن قمت بما أراه من واجب علي.

هذا، في تقديري، هو السبيل الوحيد للخروج من أزمتنا: أن نمارس الديمقراطية وأن نستخلص الحكمة من حواراتنا سوياً، بدلاً من التعويل على أي جهة آخرى، مهما عظم شأنها. لقد آن للإنسان العادي - وكلنا عاديين، وإن خيل لنا غرورنا غير ذلك - أن يصنع، بفضل الله، مصيره بأن يشكل خطابه هو، لا أن ينتظر الآخرين لتشكيله له.

قد آن لنا أن نعيين بعضنا البعض - في تفكيك الخطاب القديم، وإعادة تركيبه وفق معطيات الحاضر وأشواق المستقبل - دون التعالي على بعضنا البعض.

Post: #45
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 07-12-2006, 12:32 PM
Parent: #1

حول الازمةالسودانية كتبنارد علي أحد.الاخوة
Quote: أولا دعنا نري هل ذكر الكيزان وتحميلهم مسؤلية ما يجري ...ينطلق
من مكائدات سياسية ? وهل هو كيد صبياني?
التعامل مع مرض خطير لايتم بالأستشفاء عبر الأسبريين والمسكنات
ومعالجة ظواهره...
.....لابد من التشخيص السليم ومعرفة أس العلة أولا
نأتي بعد هذا لتشخيص علة دارفور....
مظالم ...تهميش ...عدم التوزيع العادل للسلطة والثروة الخ
....طرحت المظالم سلما وعبر اليات سياسية....
فكان رد البشير أنه لايتحاور أو يتفاوض الأ مع من يحمل السلاح فكان
أن حمل الناس السلاح....
... هيمنت الأنقاذ علي مفاصل الثروة والسلطة وأقصت الأخر وظفت موارد
الدولة وأمكاناتها لصالح حزب سياسي معين....
.....قتلت الأنقاذ وشردت وحرقت وأبادت...
.... رفضت الأنقاذأتفاق سوداني صميم.ولتعود وترضخ لأتفاق أخر تحت ضغوط وأملااءت خارجية,,,,,
...... رفضت الأنقاذ صوت العقلاء بحل المشكل الغربي في أطاره الداخلي ثم
عادت لتستورد الحلول....
00 الأنقاذ والتدخل الخارجي0000
..... فرطت ما يسمي بالحركة الأسلامية في حلائب لصالح دولة أجنبية...
سمحت لقوات موسفيني بأن تدنس التراب الوطني وتصفي خصومها علي ترابنا
الوطني,,
... سمحت وكنتاج لفشلها للتوصل لحل سوداني -سوداني للقوات بأن تنتشر
في الجنوب وجبال النوبة...عمقت ما يسمي بالحركة الأسلامية أزمة الغرب وحولتها لصراع عرقي
الأنقاذ تدعم الجنجويد ووتهم الشعبي بدعم أطراف أخري لتشتعل الفتن
العرقية وتضيع دارفور بين سندان الشعبي ومطرقة الوطني.....
....سمحت وعبر فشلها في حل مشكل دار فور بالتدخل الدولي وبصمت
علي قرارات الأمم المتحدة التي دشنت هذا التدخل...أذا التدخل حادث
وماثل ولايهم لون بشرة القوات التي تربط علي تراب دارفور المهم
أنها أجنبية ..
."لايهم لون القط مادام يأكل الفيران"
وأضفت
Quote: ونعود لموضوعنا الأساسي ونقول يتضح من السرد والتحليل السابق
أن الأنقاذ هي أس العلة ومكمن الداء ولابد من التصدي لجذر البلاء
و وتحديد سبب المرض
أن كنا جادين فعلا في العلاج...
ماهو العلاج?
تتلخص مؤشرات روشتة العلاج في....
---رد المظالم ورفع الغبن.....أقامة تنمية متوازية.....توزيع عادل
للسلطة والثروة... توسيع دائرة وفعالية الحكم الذاتي.....محاسبة
المسؤليين عن فظائع دارفور وغيرها......نسف دولة الحزب الواحد وأنهاء
هيمنة الحزب الواحد... بناء مؤسسات الدولة وهياكلها ودستورها
وقوا نينها
أنطلاقا من حقيقة التعدد والتنوع العرقي والجهوي والديني والثقافي
والسياسي....
أقرار التعددية الحقيقية ونظام فصل السلطات وأستقلال القضاء ومؤسسات
المجتمع المدني... التأكيد علي مساوة الجميع في الحقوق والواجبات
غض النظر عن أختلاف العرق والجنس والدين...وأنهاء أحساس المواطنة
من الدرجة الثانية والتعالي العرقي والجهوي والديني...
عودة الكيزان لحجمهم الجماهيري الطبيعي بعيدا وهج السلطة وبريق
الثروة ليتم الأحتكام بعدها لصندوق الأقتراع
وخيار الجماهير....

كمال

Post: #46
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-12-2006, 01:53 PM
Parent: #45

ٍٍسأعود

Post: #47
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-12-2006, 01:53 PM
Parent: #45

مكرر

Post: #48
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 07-12-2006, 02:52 PM
Parent: #47


الأخ العزيز د. حيدر وضيوفه الكرام

وعسى أن تنفع الذكرى

دى .. رمية:

http://www.youtube.com/watch?v=_sB_hisJHfs&search=elbalabil


لغاية ما الكترابة القايمة من أصحاب الراى الواحد ديل .. تنقشع شوية



وأنا البجيك راجع


Post: #49
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-12-2006, 03:01 PM
Parent: #47

الأخ / د. حيدر
الإخوة المتداخلون والزائرون

سلام عليكم
قليلة هي المواضيع الجادة التي تثير العقل وتحفز الآخرين على تناولها بالدراسة والتأمل والتحليل ومنها هذا الموضوع الذي طرحه الأخ حيدر فله التحية .
إن الحراك الفكري و السياسي وفشل الطائفية والقوي الجديدة ونجاح الإسلامويين بقيادة الترابي جزئياً بالوصول للسلطة وتحقيق مكتسباتهم الحالية،وتجلي فساد نظامهم، وهمنا الحالي بمستقبل بلادنا ومجتمعنا، كل هذا له فاعل ومحرك واحد في مستوى الشريعة (أي السبب الظاهر) هو الإنسان ، وهذا الإنسان نفسه أمارة بالسوء في الناموس العام، وغير ذلك داخل في (إلا ما رحم ربي )وهو خروج عن هذا الناموس ، بعبارة أخرى إن الفاعل موصوم وغير معصوم بل جعلت نفسه الأمارة حافزاً لتقدمه ويحمل جرثومة أمراض ومعايب السلوك التي ظلت باقية في كل الأحوال التي طرحها الأخ حيدر بل على طول التاريخ ،فكيف السبيل إلى تلافي هذا الأمر؟ إن لم يكن بمنع النفس عن الهوى الذي أجده صعب المنال إلا أن يكون سيراً في التاريخ، فعلى الأقل بالتوافق على نظام يضمن التعايش معه ويكف أذاه عن الآخرين .
تعلمنا من الناموس أن القفز فوق مراحل التاريخ أمر صعب إن لم يكن مستحيلاً ولكن جعل المرحلة قصيرة أمر ممكن وسرها يكمن في الحراك وتكثيف الصراع لأن به تتكون الأفكار فتنتظم القوى لتخلق توازناً يؤدي إلىتوافقات جديدة تدفع بالأخلاق إلى مرحلة جديدة تساهم بقدر كبير في تغيير السلوك، وهذا التكثيف قدم أنموذجه الأعلى في حياتنا المعاصرة الأستاذ محمود الذي قال المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح ). وهي كما نرى علاقة جدلية عميقة متشعبة لأنه بدون صلاح المجتمع يصعب صلاح الفرد فالأخلاق تشكلها الظروف وبدون صلاح الفرد يظل المجتمع في الحالة التي ترونها أمامكم اليوم في السودان والعالم بدرجات متفاوته وما الظروف إلا التربية والتعليم ، والعدالة وسيادة القانون، والمساواة والحرية،والتنمية والخدمات الاجتماعية .....الخ، وكل هذه مرتبطة بأخلاق الفرد كما هي مرتبطة بأخلاق المجتمع لأن علاقتها تبادلية سواء كنا حكاماً أو محكومين مدراء أو خفراً نحرس الأبواب،فلكي يتحرك الإنسان من مرحلته إلى المرحلة التي تليها لا بد من الصراع فهذا هو الناموس ولكن في المقابل الصراع أيضاً له أخلاق ومعايير مرتبطة بتطور المجتمع الذي يرتبط بالصراع كماً وكيفاً وبدرجة تمدن الفرد المرتبطة أيضاً بصلاح المجتمع كما تقدم ومن هذه الزاوية أي تكثيف الصراع أوافق دكتور حيدر في أن أصحاب الهوس الديني لم يكونوا شراً مطلقاً بقول هيغل( يتقدم التاريخ أحياناً من أسوأ أبوابه ) وقول نيتشة ( إن الشيطان يخدم مشيئة الرب) .
مما تقدم أري الصورة بإختصار كما يلي : كلنا معطوبين من حكم ومن هو متوقع له أن يحكم ولتحجيم هذا العطب في المرحلة لابد من منهج فكري يعترف بهذا العطب ويخلق نظاماً يوجهه في مصلحة المجتمع أولاً والفرد ثانياً فنحقق درجة من الصلاح تساهم في تقريب المرحلة التالية ،ولكي يوجد هذا النظام لابد من الصراع فهو دينمو الفكر ومحركه ،ولكي يقوم الصراع بإحراز النتائج لابد من توازن القوى، ولكي تتوازن القوى لا بد من التنظيم فالوحدة أساس القوة والإختلاف والصراع أساس التطور، فوحدتنا تكون على القواسم المشتركة التي تمثلها الأهداف المشتركة ، واختلافنا وصراعنا على المصالح الفردية مكمن العطب فينا وحافز التطور في آن معاً .
وفي الختام لي ملاحظة بسيطة إذا سمح الأخ حيدر على هاتين العبارتين :
Quote: وقد استفاد تنظيم الترابي، إيما فائدة، من إرباك خصومة بذات اليمين وذات اليسار، فكسب الكوادر المؤهلة من هنا ومن هناك، مما أفضى بحركته لأن تهيمن على المشهد السياسي منذ تصالحه مع النميري في عام 1977 وحتى اليوم.
،
Quote: فإن تنظيمه هو أول تنظيم سوداني يصل إلي السلطة بمشروع فكري (شائه، نعم، ولكنه ليس كذلك لدي حامليه على أيسر تقدير).
أولاً ، لا أرى أنهم مؤهلين إلا إذا قصدت القول بأنهم من الخريجين وحملة الشهادات فلو أنهم حققوا قدراً من النمو العقلي الذي هو هدف التعليم لعلموا أن فكرهم لا ينتج إلا خراباً ، أما إذا علموا وأرادوا ذلك فتنتفي في حقهم العبارة الثانية
Quote: (شائه، نعم، ولكنه ليس كذلك لدي حامليه على أيسر تقدير).

وثانياً ، مشروع فكري هذه أراها كبيرة في حقهم وأحب أن نكتفي بمشروع ولكن ليس له علاقة بالفكر فالإنسان الذي لا يملك الحد الأدنى من الإحساس بالتاريخ ليس له فكر ،جاءني أحد الزملاء الإسلامويين في عام 1992 يدعوني لتأييد النظام وقال بالحرف الواحد ( بعد أن يستتب لنا الأمر في الجنوب سنفتح كينيا ويوغندا وأثيوبيا) إلى أن يصلوا أمريكا التي دنا عذابها ، ولم يصل فكرهم إلى إدراك أبسط الظروف والملابسات المحيطة بالصراع في عالمنا المعاصر في نهاية القرن العشرين وأن رجلاً ببندقية واحدة ومقدرة إعلامية بسيطة يستطيع فعل العجب العجاب . الم يكونوا يقولون (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ؟)فأين السلطان الذي وضعوه لأنفسهم حتى لا يفسدوا !!؟أم أنهم كانوا يظنون أنهم سيحسنون صنعاً!!!!!؟ نعم ظنوا، و دعم هذا الظن عندهم ولاية القوي الأمين التي طرحوها ، نعم هذا هو رأيهم في أنفسهم وهو جهل وليس معرفة وتأهيل، لأن القرآن وعلم الإجتماع قررا في هذا الأمر بصورة واضحة ولكنها فاتت على هؤلاء المؤهلين وشربوا الخدعة من شيخهم الباحث عن المجد بقيادة الأمة من الخلف كما قال الدكتور منصور خالد. .يادكتور حيدر إنهم لم يدركوا العلاقة بين الظروف السياسية والإقتصادية بل الظروف جميعها وبين أخلاق المجتمع فأضروا وتضرروا كما تنبأ لهم اِلأستاذ محمود بالصراع فيما بينهم ثم موت حركتهم بعد ذلك وهو ماحدث الآن بالضبط .
أكتفي بهذا القدر لأنني لو إسترسلت في معايبهم الفكرية التي كانت سبباً في معايبهم السلوكية لأصابكم الملل.

ولك التحية مجدداً أبوحمد.

Post: #50
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-12-2006, 03:22 PM
Parent: #1

عادل امين سلام،

لولقيت فرصة عايز لي معاك بوست منفصل ذي بتاع عثمان محمد صالح. للزمن ده عن حزب الامة، ياهو ذاتو شغل اب سنينة يضحك علي اب سنينتين، باعتبارك اتحادي.

ياخي وعي شنو اوسودان جديد شنو من واحد اتحادي زيك، همو الاول والاخير الاتحاد مع الامبريالية الصاغت السودان الحالي؟

ده هظار ياعادل!

قصدك موديل جديد للسودان القديم، المصري.

اماكلامك عن صراع الموارد، فيكفي تجربة طرح الحزب الشيوعي، الاهرق نصف قرن انطلاقا من فهمك ده زاتو، وكنتيجة هاهو الان خارج التاريخ في السودان يصارع سكرات الموت البطئ.

ذي كلامك اوفهمك بتاع صراع الموارد هوالمسؤول اولا واخيرا من الكارثة الحالية، لانو فشل الطرح المروع ده احدث فراغ فكري هائل دفع بالاسلام السياسي لملئه، لانو قوانين الوجود لاتسمح بالفراغ!

ياعزيزي كمثال فقط نظرة الدونية للنوباوي، من الجعلي "الحر" الجدو الرسول، ماليها اي صلة بالموارد ياصديقي.

النوباوي دون لانو زنجي، والجعلي متفوق لان في عروقه تجري دماء عربية!

ماسمعت بالعبد عبد وان طالت عمامته؟

طالت عمامته مقصود بيها، مهما كان غندولي اوبرجوازي، فعوض دكام الله يرحمو يظل عب ودغلفة في عيون، بياع الموية بتاع برد في موقف بصات شندي في بحري الاملاك!

اهو ده قد القفة الماركسية بتاع صراع الطبقات، اللي المشكلة كلها جات مارقة من خلالو!

عشان كده الشيوعي عمرو ده كلو فضل حايم بي قفة مخرومة فاضية معلمة الله!

بعد ده كلو تاني دايرنا نسوي شغل رعي غنم ابليس، بتاع المادية التاريخية والبروليتارية وماادراك؟

ياخي اديها صنة!

عرب وافارقة هواساس الصياغة المصرية الحالية للسودان القديم كما شرحنا، الحزبك الاتحادي كان ولايزال احد اوتاد هذا الارث!

Post: #51
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-12-2006, 07:28 PM
Parent: #50

وصلتني الرسالة أدناه من الأخ االكريم عبد الحي على موسي، وهو يقيم بالمملكة العربية السعودية. أحييه معكم، وأشكره وافر الشكر على اهتمامه، وعلى الوقت والجهد الذين بذلهما لإيصال رأيه لي ولكم.
********************

الأخ د.حيدر
تحياتي والمنبر نور (بدليل سرور الأخوة بهذا القدوم على الأقل وأنا منهم) وهذه منة من الله لا نحسدك عليها بل نسأل لك الزيادة لأن شيخنا البرعي يقول:
ولا تكن حاسدا شخصا على نعم ***** سل الإله الذي أعطاه يعطيك
طبعا حقيقة يمكن للمنبر أن يرجع كما كان بهذه الطلة المنتظرة بعد طول غياب ويساهم بقوة في تعرية الهوس – ولا أظن أن الشعب السوداني في حاجة لذلك لأن الهوس عرى نفسه عمليا- أو حقيقة يمكن أن يساهم في اقتلاع هذا النظام.
أنا في رأيي المتواضع أن هنالك طريقان لذلك :
الأول:-
وهو الالتفاف حول الحركة الشعبية وخاصة حركة القوة الديموقراطية وجميع العلمانيون من هم بداخل السودان -مع افتقادنا كثيرا للقائد د. قرنق- حتى ندرك ما فاتنا ذلك التقصير في الفترة التي مضت.
الثاني:
استهلال (أولا أنا أعتقد بأن حبي للأستاذ لا يمكن أن تحمله العبارة)
ومع ذلك ممكن الطريق الثاني لا يعجب كثير من أصدقائنا الجمهوريون وهو:
تكوين جبهة تضم جميع الأحزاب السودانية – شمالها وجنوبها- باستثناء المؤتمر الوطني وشقيقه الشعبي وهذا مؤكد سينتج عنه وصول السيد الصادق للحكومة وهو –أي السيد الصادق- أقل كثافة من المهووسين بل لطيفا مقارنة بهم وبالتالي ستكون هنالك منابر حرة داخل الوطن للفكر الحق الحر لتوعية هذا الشعب المغلوب المخموم. وفي رأيي أن هذا ممكن وواقعي وهو مقدمة لوضع أفضل (وقد توافقني على أنه اقل مرارة من الوضع القائم).
أنا شخصيا عايز اليوم وقبل الغد أن يصل للسلطة أصحاب الفكر الحق ولكن أظن أن الوقت ليس وقته ويبقى تمني. عليه يجب الرضا بالمتاح والتدرج مطلوب.
كذلك أضم صوتي لأحد الأخوة الذي اقترح وجود قناة فضائية لإيصال الصوت للسودانيين بالداخل وممكن الأخوة بالحركة الشعبية الذين هم داخل السلطة أن يسهموا في تلك القناة وهذا لمصلحة الجميع بدل أن ينفرد بهم المؤتمر الوطني ويستحوذ على المنابر الإعلامية كما هو حاصل الآن.

تنبيه:
طبعا هذا الموضوع سأضطر إرساله عبر بريدك الألكتروني كسابقاته وذلك لأني غير مشترك بالمنبر.

Post: #52
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: abdalla elshaikh
Date: 07-12-2006, 08:14 PM
Parent: #50

ألأخ بدوي
ماطرحته يدعو إلي ألحوار ألعميق..سبق أن نشرت دراسة بجريدة[ألخرطوم]بالقاهرة[1994] تحت عنوان[..ألتجربة ألسياسية ألراهنة..حكومة/معارضة..هل وصلت إلي أعلي مراحل عجزها..?]..والتجربة كنت أعني بها تجربة أحزاب ألإستقلال(1956)وهى أحزاب[ألأمة..ألإتحادي..ألشيوعي..ألإخوان ألـمسلمين]تلاحظ أنني لـم أدرج[أية حزب جنوبي]وذلك لأنهم لـم يشاركوا في تنشئة هذا ألـمولود[ألإستقلال]عندما كان جنينا في[مؤتـمر ألخريجين]..والذي ينادي[نشيده]بأن نتوحد تحت هذا ألغطاء الـمتوهم:-
أمـة أصلها للعرب ودينها خير دين

أخي بدوي غداة ألإستقلال إنطرحت ثلاثة شعارات وهي:-
(1)شعار ألليبرالية هي ألحل[ألإتحادى وحزب ألأمة]
(2)شعارألإشتراكية هي الحل[عـموم أحزاب أليسار ألسودانى
(3)شعار ألإسلام هو الحل[عـموم ألأحزاب ألإسلامية..]
بالنظر إلي هذه ألشعارات تجد أنها طرحت أسئلة جارحة..ولكن عندما تنظر إلي راهن ألحال ستجد إجابات بائسة !

Post: #58
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-13-2006, 03:16 AM
Parent: #50

Quote: عادل امين سلام،

لولقيت فرصة عايز لي معاك بوست منفصل ذي بتاع عثمان محمد صالح. للزمن ده عن حزب الامة، ياهو ذاتو شغل اب سنينة يضحك علي اب سنينتين، باعتبارك اتحادي.

ياخي وعي شنو اوسودان جديد شنو من واحد اتحادي زيك، همو الاول والاخير الاتحاد مع الامبريالية الصاغت السودان الحالي؟

ده هظار ياعادل!

قصدك موديل جديد للسودان القديم، المصري.

اماكلامك عن صراع الموارد، فيكفي تجربة طرح الحزب الشيوعي، الاهرق نصف قرن انطلاقا من فهمك ده زاتو، وكنتيجة هاهو الان خارج التاريخ في السودان يصارع سكرات الموت البطئ.

ذي كلامك اوفهمك بتاع صراع الموارد هوالمسؤول اولا واخيرا من الكارثة الحالية، لانو فشل الطرح المروع ده احدث فراغ فكري هائل دفع بالاسلام السياسي لملئه، لانو قوانين الوجود لاتسمح بالفراغ!

ياعزيزي كمثال فقط نظرة الدونية للنوباوي، من الجعلي "الحر" الجدو الرسول، ماليها اي صلة بالموارد ياصديقي.

النوباوي دون لانو زنجي، والجعلي متفوق لان في عروقه تجري دماء عربية!

ماسمعت بالعبد عبد وان طالت عمامته؟

طالت عمامته مقصود بيها، مهما كان غندولي اوبرجوازي، فعوض دكام الله يرحمو يظل عب ودغلفة في عيون، بياع الموية بتاع برد في موقف بصات شندي في بحري الاملاك!

اهو ده قد القفة الماركسية بتاع صراع الطبقات، اللي المشكلة كلها جات مارقة من خلالو!

عشان كده الشيوعي عمرو ده كلو فضل حايم بي قفة مخرومة فاضية معلمة الله!

بعد ده كلو تاني دايرنا نسوي شغل رعي غنم ابليس، بتاع المادية التاريخية والبروليتارية وماادراك؟

ياخي اديها صنة!

عرب وافارقة هواساس الصياغة المصرية الحالية للسودان القديم كما شرحنا، الحزبك الاتحادي كان ولايزال احد اوتاد هذا الارث!

***********
الاخ العزيز بشاشا
تحية طيبة
1-ذى هزيانك ده لو سويتو مع زول في بوست منفصل حيطق ليه عرق..
2- انت ازمتك تكمن في تقص المعلومات والاستكبار وسنفصل ليك الكلام ده من ما تكتب ومن دقنو افتلو
3- كلام صراع الموارد ده ما كلامي...ده كلام د.محمد سليمان وهو اقتصادي متخصص..والانت ما داير تعرفو ابدا ان معاناة السودانيين تكمن في سوء ادارة موارد البلد منذ الاستقلال الي يومنا هذا..وننصحك للمرة الاخيرة تقرا اولا الكتب النصحناك بيها دي..بعدين تعال حاور
4- اما بحشرك للامبرالية ومصر ..ولاحزاب السودان القديم وظروف نشاتها..لن تغيير مجري التاريخ..كل الايدولجيات جات من مصر..والحزب الاتحادي الديموقراطي يعبر عن وعي اكثر من ثلث الشعب السوداني..رغم انفك اذا كان عندك انف..ونحن نتعامل مع احزاب السودان القديم كواقع موضوعي لاننا ما بنقدر نستورد احزاب من اليابان
5- اما الفراغ الذى جاء بالهوس الديني للسودان..السودان دولة من دول العالم الثالث ولها محيط اقليمي عربي وافريقي..ولابدان تتاثر به..والاسلاميين من افرازات الحرب الباردة وهذا شيء لا نختلف فيه،بس اعرف ان جلهم من دار فور بالذات المتطرفين وبشهادة الكتاب الاسود وعدد الوية المجاهدين في قتل النوبة والجنوبيين في زمن الحقبة التربية الكالحة ..ولكن الحاضن لهذا الفيروس هو حزب الامة..بشهادة ناس حزب الامة انفسهم
6- مسالة الجعلي والنوباوي...دي بتحسم ان الامر ازمة وعي..وسبق ان نبهتك انك تقرا بوست(القدم بالقدم والامات خدم في ارشيف 2006 قبل ما يحذفو بكري ويضيع عليك معلومات قيمة عن اصول قبائل الشمال النوبية بما في ذلك الجعليين(الشلوخ غير العربية). وقدمنا ليك نصيحة علمية تشوف الجين ماب بتاعة الرشايدة العرب الاصليين السودانيين وتقارنا بالجين ماب لاي زول يقول انا عربي غيرم ..لتكشف الكذبة التاريخية دي وتتجاوزا .وطبعا منصور خالد الجعلي المستشار للراحل جون قرنق..لا يحمل الوعي المذكور انفا..وتخصيص حوارك وتحديد القبائل والنظرة لدونية لهم واجمالهم دون تميير الكيزان منهم ..يؤكد تماما افتقارك لثقافة المجتمع المدني التي ندعو لها وامثالك لا يستطيعون ان يخلقو سودان جديد فوق تركة من الاحقاد..لجهلهم بمقولة جون قرنق الحكيمة التي كتبتها مليون مرة في البورد ده..وما حاكتبا ليك تاني ..
7- ارجع فقط للاربعة سطور الحددت ليك فيها محورين فقط لقوي السودان الساسية اعلاه ..وحلف الحركة مع الاتحادي الديموقراطي..لاني حاوريك راي النوبة نفسهم في احزاب السودان القديم(في مداخلة قادمة موثقة )..وهم اكثر واقعية واحسن من رايك ده كثير
8- ذي ثرثرتك المترفة دي تنفع في الصالونات الادبية..وليس في مكان ناس يبحثو فيها عن مشاريع سياسية حقيقة..لمستقبل وانت تايه في الماضي مع انميا حادة في المعلومات والعجيب في الامر انك في امريكا بلد العلم والمعلومات
9- وتاني ما تشخصن الحوار ومرة تقول لي انت اتحادي ومرة شيوعي.. واهتم لما يكتب وليس من يكتب وهذه اول شروط الاستيقاظ وعندي اكثر من 2000 بوست هنا..ومحدد موقفي تماما..من السودان القديم ومن حاجات كثيرة مبتزلة جلبت لي عدوات لا تحصى ..ومن السياسة والسياسيين..وابدا حاورني من حيث بدات..والرهانات القادمة علي الانتخابات والمواطن ووعيه والامر يحتاج فضائية اكثر من موقع الكتروني..والازمة في السودان ازمة وعي..شئت ام ابيت..ويبدو على الاخوان هنا عليهم ان يحلو مشكلة بشاشا اولا بعدين مشكلة السودان
يا الحبيب بشاشا لا توجد اي عداوات بيني وبينك من يتبعك من مثقفين دارفور ..النوع الواقع من جمل..لان ازمة دارفور ما بدات ينة 2002 بل بدات منذالصراع الاقليمي الشادي الليبي..ودور الجبهة الوطنية في توطين غير سودانيين في الاقليم..والجفاف التصحر..وهلمجرا..وعايزك تركز في الجزئية دي..سنة 1988 وفي زمن الديموقراطية المزعومة كانت هناك حرب في دارفور يقف وراءها متنفذين في حزب الامة..وقد اسهم في حلها سيد احمد الحسين مما حدا بثلاث نواب من دارفور لاعلان انضمامهم للحزب الاتحادي الديمقراطي(دار الوثائق المركزية-صحيفة الايام والصحافة)..حتى لا تبخس الناس اشيائهم..وفي امر الاحزاب السودانية الاخفاق والنجاح نسبي وندعوك لقراءة النخبة السودانية وادمان الفشل..قبل ان تفاجا بكتاب مجهول(بشاشا وادمان الفشل)
وانا متاكد انك ما قعد تقرا كلامي باذن واعية..كما يفعل حيدر بدوي..لان الاخوان الجمهوريين..يتمتعون بوعي حر حقيقي وعقلية تحليلية..وانظر كيف اقوم بنشر مقالاتهم الرصينة والقائمة على فكر جبار..لازال يبعد عنك وعن ناس السودان القديم بمئات السنوات الضوئية...ويدعون انهم اكاديميين ودكاترة..ولم نرى شي يوقظ فكرة او يهذب شعور فيما يكتبون... وانت تريد اختزال الاستاذ محمود كمفكر سوداني عالمي..وهذا رجل عندما كان يتحدث عن الدولة لمدنية كان نس قريحتي راحت في الفكر ذي الابعار والدستور الاسلامي المزيف ومحاكم الطواريس والسحرة ومطاردة ستات العرقي والحديث ذو شجون
وذى ما قال ليك حيدر بدوي..انا وانت عل نفس الجانب من ضفة النهر( لا مكان بيننا لعابد الوثن-السودان القديم)..فقط احدنا يسبق الاخر..وهذا ما ستثبته الايام..والسنين القادمة والارشيف حكم بيننا...وما ينقصك المعلومات وقراءة الكتب السودانية الجيدة

Post: #226
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 08-16-2006, 08:38 PM
Parent: #58

up

Post: #53
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-12-2006, 08:36 PM
Parent: #1

Quote: لغاية ما الكترابة القايمة من أصحاب الراى الواحد ديل .. تنقشع شوية


ياسلام!


بطل عنطظة واتلما.

Post: #54
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 07-13-2006, 00:21 AM
Parent: #53


Quote:

Quote: Quote: لغاية ما الكترابة القايمة من أصحاب الراى الواحد ديل .. تنقشع شوية




ياسلام!


بطل عنطظة واتلما.




الأخ بشاشا

تحياتى الطيبة

ألا تفهم ما أنا بصدده من مداخلتى أعلاه , فهذا شيئ طبيعى .. ووارد , ويحدث لنا جميعا.

ولكن , أن تفسره كشئ "ضدك" أنت شخصيا, ثم تبدأ فى إستخدام مثل هذه اللغة الغريبة , فهذا أمر لن أقول عنه أكثر من أنه .. حيرنى تماما .



فهل هناك مشكلة أخرى , أنا معنى بها .. غير المداخلة أعلاه ؟.


مع شكرى الجزيل




Post: #60
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-13-2006, 03:56 AM
Parent: #54

Quote: الأخ بشاشا

تحياتى الطيبة

ألا تفهم ما أنا بصدده من مداخلتى أعلاه , فهذا شيئ طبيعى .. ووارد , ويحدث لنا جميعا.

ولكن , أن تفسره كشئ "ضدك" أنت شخصيا, ثم تبدأ فى إستخدام مثل هذه اللغة الغريبة , فهذا أمر لن أقول عنه أكثر من أنه .. حيرنى تماما .



فهل هناك مشكلة أخرى , أنا معنى بها .. غير المداخلة أعلاه ؟.


مع شكرى الجزيل




الدكتور العظيم والعلامة مهدي محمد خير
تحية طيبة
قد تعتقد ان بشاشا لم يفهم ما تكتب...هل انت تفهم ما تكتب؟
شنو الكترابة؟ وبتقصد بيها منو هنا..وهذا المنبر مفتوح للجميع وليس الدكاترة فقط ...
ومن هم اصحاب الراي الواحد ديل؟..الناس القدمو مداخلات هنا كلهم حلوين ولهم اضافات ثرة في هذا المنبر
انت بخست كل الناس هنا وعممت..وبشاشا رد ليك الرد البشبهك..يعني كترابة دي بتشبه عنطظة واتلما تماما..

ايوه هناك مشكلة...ثقافة التبخيس ومركبات الجهل .خاصة من اصحاب الدال العجيبة وهي جزء كبير من الازمة السودانية وجزء من وعي السودان القديم وعاني منها الاستاذ محمود والدكتور قرنق ..والديموقراطية وعي وسلوك
ونحن منتظرين ايضا تنقشع الكترابة ونشوف البيان والتبيين بتاعك

Post: #61
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 07-13-2006, 07:14 AM
Parent: #60



Quote: الدكتور العظيم والعلامة مهدي محمد خير
تحية طيبة
قد تعتقد ان بشاشا لم يفهم ما تكتب...هل انت تفهم ما تكتب؟
شنو الكترابة؟ وبتقصد بيها منو هنا..وهذا المنبر مفتوح للجميع وليس الدكاترة فقط ...
ومن هم اصحاب الراي الواحد ديل؟..الناس القدمو مداخلات هنا كلهم حلوين ولهم اضافات ثرة في هذا المنبر
انت بخست كل الناس هنا وعممت..وبشاشا رد ليك الرد البشبهك..يعني كترابة دي بتشبه عنطظة واتلما تماما..

ايوه هناك مشكلة...ثقافة التبخيس ومركبات الجهل .خاصة من اصحاب الدال العجيبة وهي جزء كبير من الازمة السودانية وجزء من وعي السودان القديم وعاني منها الاستاذ محمود والدكتور قرنق ..والديموقراطية وعي وسلوك
ونحن منتظرين ايضا تنقشع الكترابة ونشوف البيان والتبيين بتاعك


الأخ عادل أمين

تحية طيبة

نعم يا عزيزى , أنا أفهم تماما ما أكتب . وما ظللت طوال عمرى أكتبه .. لم , وأرجو صادقا أنه , لن يكون يوما فيه إبخاس للناس , إيا كانت مقامات ومستويات هؤلاء الناس , ويمكنك بالطبع التأكد من هذا فيما أكتبه فى هذا البورد.. إن أردت .

وبعبارتى الهزلية والأخوية جدا , والمذكورة فى مداخلتى أعلاه , وهذا ليس إنسحابا أو خوفا من أحد , فأنا لم أبخس أحدا حقه هنا .. , وكل المقصود منها هو ما أوجزه , وببساطة شديدة صاحب هذا البوست , الأخ د. حيدر هنا :

Quote: عجبني المعنى المبطن في تعليقك على أصحاب الرأي المتقارب من أمثال كمال بشاسا وعادل أمين، وتعاركهما وغيرهما في غير معترك. أسال الله أن يكون في تعليقك جرعة شافية لنا جميعاًًُ في هذا الخيط.


ولعل وصلة أغنية البلابل القديمة , والتى أوردتها كـ "رمية" , لتذكير الناس بمقدار الحرية والإنفتاح الذى كان السودان وشعبه يتمتع بهما قبل عشرات السنين من حكم الإنقاذ ما يدعم كلامى فى هذا الإتجاه . ولو أحسنتم الظن وصبرتم قليلا , لوفرتم علًى وعلى أنفسكم الكثير من هذا التلاوم .. والحرج .


وربما أكون , وبعد كل هذا الذى طرحته , مخطئا , فلندع بقية الأخوة المتداخلون فى هذا البوست يصوبونى , وعندها تأكد أننى سأقبل وعن طيب خاطر تصويبهم , وأعتذر عن خطئى وبلا أدنى إستكبار أو حرج .

أما مسألة "مركبات الجهل" , فهذا والله أمر لا أنفيه ولا أنكره إطلاقا , فنعم .. أنا رجل غارق فى مستنقع الجهل تماما , ولكنى لازلت أصر وأسعى جاهدا لأن أتعلم كل يوم من الصغير ومن الكبير , وأرجو صادقا أن يمحو الله جهلى .. وأن يزيدنى علما .

وبخصوص هذه "الدال العجيبة" التى أحملها أنا أمام أسمى , والتى رأيتها أنت جزءا كبيرا من الازمة السودانية وجزءا من وعي السودان القديم والتى عاني منها الاستاذ الشهيد محمود والدكتور الشهيد قرنق .. فهى دال تبين أن مهنتى طبيبا .. ليس إلا , وليس لها أى علاقة من قريب أو بعيد بأى نقاش فكرى أو ثقافى , وهى إن لم تعيق .. فلن تساعد .

أما إن كنت تريد تصنيف أرائى أو أفكارى , على إنها جزءا من وعى "السودان القديم" والتى عانى منها الأستاذ الشهيد محمود والقائد الشهيد قرنق , وهذا ما أعتقد أنه أهم من هذه "الدال العجيبة" , فأنت , وببساطة شديدة أيضا , لا تعرف عن أرائى وأفكارى ونشاطى فى هذا المجال .. شيئا .

ونعم , أؤيد قولك تماما , أن الديموقراطية وعي وسلوك , ولكنى أضيف على هذا , وهى أيضا .. إحسان الظن بالآخرين .


لك جزيل الشكر والتقدير


Post: #55
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-13-2006, 00:32 AM
Parent: #53


أعزائي الكرام،


قبل أن أطرح استخلاصات (syntheses) حيوية من مساهماتكم النيرة، التي أرجو أن تؤدي إلى نتائج عملية في نهاية المطاف، وليس لمطاف الحوار نهاية، أرجو أن تسمحوا لي بتوجيه هذه المخاطبات والملاحظات الخاصة:

صديقتي العزيزة نادية،
مرحباً بك في دار الصداقة الحقة، خاصة وأنني ممن يؤمنون، حقاً، بأن بنات بلدي من أمثالك هم حداة الثورة القادمة وعصبها المتين. ولا يخالجني شك في أن وحدة صفنا، نساءً ورجال هي الباب الأوسع للوحدة بمعناها السامي. فإنه قبل أن تكون هناك انشطارات قطرية وعنصرية وجهوية كان هناك الانشطار الأعظم بين الرجال والنساء، فكان استعباد المرأة سابقاً لكل أنواع الاستعباد. ولو اتحد أمثالك مع الثوريين في بلادي، ونجحوا في تثوير المرأة، فإن المراة السودانية ستثبت أنها قادرة على تصيحيح ما أفسده التسلط الذكوري-العنصري- المتهوس. فلنضم أيادينا لجعل المرأة السودانية - في كافة أنحاء السودان، ريفه، وحضره، شماله وجنوبه – تتلمس قضيتها وتربطها بما يجري من أحداث من حولها. فإنه لا يخفى على مثلك أن المرأة هي المتضرر الأول من الأزمات التي نخلقها خلقاً. على الرغم من ذلك، فهي تقوم بصبر وأناة بتحمل مسؤوليتها في إصلاح ما نعطبه برعاية الجريح وتربية اليتيم وإطعام الجائع والإستمرار في رفد الحياة، التي يحاول أن يحصدها التسلط الذكوري-العنصري-الجهوي-المتهوس حصداً. مرحباً بك في محراب الفكر الحر.

العزيزان عادل وبشاشا،
أنتما بحق من أسباب استمراري في العضوية في هذا المنبر الحر. كلاكما دعامة ثورية تنويرية من نوع متفرد. وما يجمع بين طرحيكما أكبر بكثير مما يفرق. ولأني أعرفكما على المستوى الشخصي منذ كنا طلبة في جامعة الخرطوم، اسمحوا لي بالتجرؤ على القول بأن مزاجيكما كشخصين أيضاً بينهما تقارب شديد. والدليل هو أنكما تستخدمان خطاباً متشابهاً في التراشق الحر، الذي أرجوكما أن تحيلاه إلى تثاقف حر. ولا تثاقف في المنتهى، ولا منتهى، إلا بالتراشق في البدء. أريد أن أقول بأن الخلاف بينكما علامة صحة، وإن كانت تجلياته في الوقت الراهن تمثل أصل العلة في المثقف السوداني. وسأبين ما أقصد في الاستخلاصات.

عزيزي محب،
مرحباً بك يا صاحب أجمل إسم في المنبر. كثيراً ما أدعي بأن مشربي هو المحبة. وكثيراًُ ما أفشل في ترجمة ذلك إلى واقع. المحب لا يصدره منه إلا الخير. ولا تظهر في قسماته، في الحس والمعنى، إلا البشارات. وفي هذا يقول الشاعر العرفاني:

إن المحب إذ اختفت أسراره*** ظهرت على صفحاته أنواره

وما ألبث في غياهب سوء الظن، والتعجل في إطلاق الأحكام، وتعكير أجواء المحبة هنيهة، إلا و يذكرني أمثالك من أصحاب الرأي الهادئ الرزين بأن المحبة هي تاج القيم، وأن لا قيمة تعدوها مهما عظمت. حتى الحرية والعدالة والمساواة ماهي إلا قيم خادمة لقيمة للمحبة.

أشكرك على المرور، راجياً ان تعود، للاسهام برأيك السديد، يا صديقي القديم المتجدد.


عزيزي كمال عباس،
كم تملؤني اسهاماتك بالثقة بالله، وبما يدخره لأهل السودان من حسن المآلات. ما دام السودان ينجب أمثالك فلا خوف عليه، ولا يجب أن نحزن. سأتكئ عليك كثيراً في استجلاء ما يغمض علي. تملكك لمغاليق المعلومات عن الشأن السوداني ومفاتيحها يثير إعجابي المتجدد بك وباسهاماتك النيرة. ويثير إعجابي أيضاً تمكنك من نواصي التحليل العميق وقدرتك على جعل المعلومة حية نابضة في سياق طازج من بنات فكرك، الذي لا تحده النصوصيات الفارغة ولا الأدلجة المتعالمة. أتوقع منك الكثير في هذا الخيط.

عزيزي عثمان عبد القادر،
أشكرك على حسن الظن بي، أيها القريب، الحبيب، إلتقينا من قبل أم لم نلتق. مدهش مزجك بين الفكر والواقع. وهذا فن من أصعب فنون الكتابة. ومدهش كذلك ربطك للأزمة بمصدر ومحط الأزمات: النفس البشرية، التي تسقط مشاكلها على الآخر، وهي أس الداء، مثلما هي منبع الدواء. أزمة المثقف السوداني تكمن في كونه لم يدرك هذه المسألة البسيطة. أرجو أن يضع هذا الخيط أساساً لتشخيص الداء فنحفر لأنفسنا بأنفسنا في أنفسنا لنصل إلى منبع الدواء!!

أرجو أن تستمر في الحفر لوضع الساس ورفع الراس، لنبتعد من غياهب الإنزواء ونقترب من متعة الإرتواء!!



الأخ الكريم msd،
مساهمتك الحصيفة تستحق الاهتمام الشديد، خاصة وأنك ترى في تعويلنا على الحركة الشعبية مثاراًُ للنقد. سأناقش هذه النقطة في معرض الاستخلاصات الموعودة، غداً، بإذن الله، إن تيسرت لي الطاقة وتوفرت نعمة الوقت.

أرجو أن تذكرني بإسمك الفعلي، إن لم يكن لديك مانع.


عزيزي مرتضى جعفر،
أشتاقك أيضاً، وأرجو أن تتيسر لنا فرصة لقاء قريباً بإذن الله. عزائي في الوقت الراهن أن حبيبنا باقر العفيف بيننا، ونحن على اتصال دائم. وسيزورني وأسرته قريباً. وسنشترك في مؤتمر الدرسات السودانية في رود أيلاند بورقة مشتركة عن فهمنا لأطروحات الفكرة الجمهورية فيما يلي شأن الهوية ونجاحاتها في ما فشل فيه الآخرون. وسيقضي مع الباقر أكثر من أسبوعين معي. ولا يد أننا سنتحدث عنك. فأنت قريب مني، على الرغم من أنه لم تتاح لنا فرص التفاعل الشخصي بمثلما توفرت لنا فرص التلاقح الفكري في هذا المنبر. أتوقع عودتك واستمرارك في إثراء هذا الخيط، ما شاء له أن يفيد.

الأخ العزيز عبد الفتاح سعيد عرمان،
أرجو أن تعود لإثراء الحوار بأرائك النيرة. سأنتظرك بترقب!!


صديقي العزيز د.مهدي،
أنت بحق رفيق سفر يطمئن الإنسان لصحبته في مسالك التنوير. سأظل أسند رأسي المتعبة من رهق المسير على كتفك، أيها النطاسي الشفوق. عجبني المعنى المبطن في تعليقك على أصحاب الرأي المتقارب من أمثال كمال بشاسا وعادل أمين، وتعاركهما وغيرهما في غير معترك. أسال الله أن يكون في تعليقك جرعة شافية لنا جميعاًًُ في هذا الخيط.

الأخ الكريم عبد الله الشيخ،
مرحباً بك صديقاً أتشرف به. لقد اقتطعت من مساهمتك النيرة ما سأعلق عليه في الاستخلاصات. أرجو أن تستمر في تشريف الخيط بالمساهمات.

Post: #56
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عاطف عمر
Date: 07-13-2006, 00:54 AM
Parent: #1

Quote: هذا، مع أن الأمل في بزوغ شمس جديدة ظل يتجدد في العقود الأخيرة كما لم يتجدد من قبل. عبر هذا الأمل عن نفسه في المستوى السياسي بنشأة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وصمودها، حتى أصبحت كياناً نابضاً في قلب الوطن، باحثاً للسودانيين عن الحقوق الأساسية المطوية في حق الحياة وحق الحرية. وعبر الأمل عن نفسه في المستوى الفكري قبل ذلك بنشأة الحركة الجمهورية وبتنامي تأثيرها الفكري ودورها في تأسيس المنابر الحرة، التي صارت اليوم تعرف بإسم "أركان النقاش،" وغيرها من وسائل التعبير السلمي عن الرأي. وفي زحفهما المقدس نحو غاياتهما، ألهمت الفكرة الجمهورية و الحركة الشعبية كل الهوامش، في المركز وفي الريف، لتثورعلى القوى التقليدية. وساهمت هاتان الحركتان في تفعيل الإسناد المعنوي لحركات ثورية شمالية متعددة، منها حركة القوى الجديدة "حق،" التي تشرفت بالمساهمة في تأسيسها.


العزيز الحبيب د. حيدر
سلام ومحبة وشوق
أصدقك القول إنني قد رأيت وقرأت وسعدت بهذا البوست الهام منذ يومه الأول وأحببت المشاركة فيه ، لكنه جاء ( Over Dose ) مما صعب على إختيار المدخل المناسب .على كل حال ومعتمداً على واحد أحد سوف أتبنى الطريقة ( الحيدرية ) كما تقول الأخت الحبيبة أسماء مجذوب ( لها والأنجال ) عاطر التحايا ( وتوووشك ) ندخل في الموضوع .
في ظني أن الحركة الشعبية لتحرير السودان تمثل منعطفاً بالغ الدلالة ليس لما تفضلت بذكره من ( صمودها حتى أصبحت كياناً نابضاً في قلب الوطن، باحثاً للسودانيين عن الحقوق الأساسية المطوية في حق الحياة وحق الحرية.) وحسب . بل لتعريتها الحادة للحالة الفكرية والسياسية البائسة لأحزابنا السياسية الكبرى . فقد عايشنا وشهدنا مناورات أحزابنا هذه وهي في سدة الحكم في الفترة الديمقراطية الثالثة وانتقادها لبعضها البعض والذي وصل لحد التجريم لمجرد ( الإتصال ) بالحركة الشعبية حتى وإن سمى هذا الإتصال أنه من أجل استكشاف القواسم المشتركة . ورأينا وعايشنا نقض العهود لمجرد حادث طارئ حتى وإن كان مؤلماً كحادث الطائرة تلك .لكن ما إن سطت الجبهة القومية الإسلامية على الحكم حتى هرع جميع القوم ويمموا أوجههم شطر الحركة الشعبية وأصبح ( المتمرد ) قرنق هو ( د. جون ) ، وانتقل من كونه ( دمية في يد الغرب ) إلى ( زعيم المهمشين )، وتبدلت صورته من( دراكولا مصاص الدماء ) إلى ( صاحب الطرفة الحاضرة ) . نظروا إليه باستعلائهم المعهود وظنوا أن بندقيته ستعيد إليهم حكمهم السليب . كانت الحركة الشعبية بالنسبة لكل القوى السياسية التي عارضت الإنقاذ ، تمثل طوق النجاة، تمثل الأمل، لكنها تمثل في ذات الوقت عجز هذه القوى السياسية عن المضي بمعارضتها هذه لنهاياتها المنطقية .
فوجئت كذلك أخي حيدر بكل هذا ( الحب ) للراحل قرنق من كل أطياف النخب السودانية ، حتى أضحى التغني بهذا الحب ( فرض عين ) لإثبات التقدمية ومناهضة الجبهة وحكمها . أقول فوجئت لأننا كنا ( غرباء ) في إقتناعنا بأطروحات السودان الجديد وكان وقتها حديث هذه النخب يدور حول قرنق ولماذا لم يرجع للخرطوم بعد الإنتفاضة ( وما قال بجي ومالو ما جاء ) ومجاهداتنا لإثبات أن عدم رجوع قرنق لوحده لهو الدليل الأنضر على ثاقب نظرته السياسية وقد أثبتت الأيام صدق رؤيته وصدق اقتناعنا . كنا ( غرباء ) وكنت معنا وكان معنا الصديق الحبيب عبدالوهاب عمرابي وتناقشنا كثيراً وكان عتبك علينا أننا نمارس ( مثاقفة الصالونات ) . صحيح كان مدخلنا لذلك الفهم هو إعجابنا المشترك بكتب أستاذنا د. منصور خالد.
سارت الأحداث على النحو الذي يعلمه الجميع ، وأخضعت المشيئة الإلهية الكل لإمتحان عسير بذلك الرحيل المأساوي للدكتور قرنق . هنا أعاد التاريخ نفسه . تشظت الحركة الشعبية عن أهدافها الأساسية المتمثلة في ( سودان جديد ) كما تشظى من قبل الأخوان الجمهوريون بعد الرحيل المأساوي للأستاذ محمود .الفرق بينهم ( فرق مقدار ) .
- تشظي الحركة تمثل في الإستعانة بكل خصوم ومناوئي الدكتور قرنق المنشقين عليه في الناصر والمؤسسين لجبهة( إستقلال ) جنوب السودان والموقعين ( لإتفاقية الخرطوم للسلام ) وتسليمهم لدفة الأمور ( رياك مشار ولام أكول وصحبهم ).
- تشظي الحركة الشعبية تمثل أيضاً وكنتيجة طبعية لما ذكر أعلاه في إنكفائها على نفسها وتركيز كل همها على الجنوب ، تمثل ذلك في تركيز كل كادر الصف الأول من الحركة في حكومة الجنوب وتمثيل الحركة بكادر الصفوف الثانية في الحكومة المركزية في إشارة لا تخطئها عين اللبيب .
- تشطي الحركة تمثل في ( استسلامها) للأمر الواقع الذي يفرضه عليها شريكها المؤتمر الوطني ( معركة وزارة الطاقة ووزارة المالية ) مما يعزز الإنطباع أن الأمر قد حسم وأن الحركة فقط بانتظار مرور سنوات الإنتقال ليعلن الإنفصال رسمياً وبذلك يقبر مشروع الدكتور قرنق الوحدوي الذي نذر وقدم حياته فداء له .
- تشطي الحركة تمثل في ( تهميش ) الحركة للكادر الشمالي فيها مما يهزم دعاوي الوحدة ويحعلهم في مركب واحد مع الذين ثاروا ضدهم تمثل ذلك في الكيفية التي أتى بها الدكتور منصور خالد وهو الخبير القانوني وهو من شارك في وضع دستور السودان ثلاث مرات في ثلاث حقب مفصلية وهو المسلح بخبرة سياسية وتفاوضية امتدت منذ الخمسينات أتى عضواً في وفد ترأسه ( شاب جنوبي ) لو قدر للدكتور منصور الزواج لكان في عمر أبنائه . وتمثل التهميش أيضاً في تعيين الدكتور لام أكول وزير الخارجية لشقيقة في وظيفة دبلوماسية أرفع من الوظيفة الدبلوماسية التي تم تعيين د. الواثق كمير فيها رغم فارق التأهيل العلمي والخبرات بينهما مما جعل صديقنا الحبيب وأكبر مناصري الحركة الأخ الحاج وراق يقول أن الحركة قد وصلت لأدنى درجات الفساد وهو الفساد العائلي ( أو كما قال ).

أما عن تشظي الأخوان الجمهوريين ( والتمس سعة صدرك ) فقد تمثل في ذلك (الإنزواء المهجري) . فلو سلمنا بحجم الصدمة المتمثلة في رحيل الأستاذ ولو سلمنا بصحة القرار في تلك الأيام بالهجرة لإنعدام الأمن ، لكن الآن قد تغير الوضع تماماً فقد خرج الشيوعيون من تحت الأرض وكتاباً مثل الحاج وراق يؤرقون منام حكام الخرطوم فما بال إخوتنا الجمهوريين قد استمرأوا حياة الغرب و( الجهاد الإلكتروني ) ، لقد عرفنا الأستاذ محمود وسمعنا من ثقاة كيف جاب السودان بلداً بلداً مبشراً وداعياً لدعوته تعرض للأذى ولنابئ القول وللغاز المسيل للدموع فما زاده ذلك إلا تمسكاً بدعوته التي مات فداء لها . رأينا أيضاً الأخوان الجمهوريين في حملاتهم الشهيرة تلك مقتفين أثر أستاذهم . نوقن بالتطور وندرك النقلة الهائلة لثورة الإتصال لكننا نوقن أيضاً أن مكان أصحاب الفكر هو ( وسط ) وبين جمهورهم.
تلك الحملات وذلك النشاط الذي قام به الجمهوريون في الجامعات (الأستاذ احمد المصطفى دالى ، الأستاذعمر القراى ،الأستاذتين أسماء وسمية محمود و-------- ) قد أسس لثقافة الحوار العلمي واسهم إسهاماً مقدراً في خلق واقع ثقافي وسياسي معافى فإن كان كل ذلك ضرورياً في تلك الأيام فالضرورة الآن أشد كون الوطن في مفترق طرق يكون أو يتفتت ومن يخطب الحسناء لا يغلها المهر .

أخي حيدر
لك ولأسرتك الكريمة حبي الذي تعرف

Post: #57
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-13-2006, 03:06 AM
Parent: #56


الأخ/د.حيدر

سلام
نحن في انتظار القادم.
تركت لك رسالة في الماسنجر

أبوحمد

Post: #59
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-13-2006, 03:40 AM
Parent: #1

Quote: النوبة في السياسة السودانية
لقد عاملت المعارضة السودانية النوبة معاملة أفضل بقليل مقارنة بحكومة الرئيس عمر البشير الحالية .
و عندما كان حزب الأمة في الحكومة ، كان هو القوة الرئيسية خلف سياسة المليشايات والحملة ضد النوبة . ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية، و عبدالرسول النور حاكم كردفان ، و بعض الشخصيات القيادية في حزب الأمة كفضل الله برمة ناصر. كما أنضم بعض سياسي حزب الأمة ، كرئيس اللجنة البرلمانية السابق حريكة عز الدين ، إلى الحكومة العسكرية الحالية ، و هو يواصل المشاركة في الحملات العسكرية.
أما الآن وهم في المعارضة ، فإنهم يتشدقون بكلمات "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان".
ولكن ليس هناك من مؤشر بأن حزب الأمة قد غير موقفه تجاه النوبة . فالحزب ما يزال يرى أن البقارة هم إحدى دوائره السياسية الرئيسية ، وعتقد أن مساندته للنظرية التوسعية للبقارة هو أفضل طريق لكسب قياداتهم الذين هم مع الحكومة الآن . و لم يعبر حزب الأمة حتى عن ندمه ، ناهيك عن تقديم الإعتذار عن جرائمه في جبال النوبة . و لا يزال النوبة يتشككون في نوايا حزب الأمة ، كما يعارض الحزب بشدة السماح للنوبة بتقرير مصيرهم .
لقد طال إنتظار بيان واضح من حزب الأمة يقر فيه بجرائمه الماضية في جبال النوبة و يعلن إقراره بمبدأ إحترام كل حقوق شعب النوبة . وحتى يتم تأكيد مثل هذا الإلتزام ، فإن شكوك النوبة الخاصة بأن حزب الأمة لديه نفس سياسة الحكومة الحالية سيكون لها ما يبررها.
إن الحزب الإتحادي الديمقراطي ليس له مثل هذا السجل السيء في جبال النوبة ، و لكنه ما زال حزباً يمثل مصلحة محلية ضيقة ، بدلاً من أن يكون حزبا قوميا حقيقاً . و كان بإمكان الحزب ، و برؤية أوسع للسودان ، أن يستغل بكل سهولة عدم التوافق بين النوبة و حزب الأمة لمصلحته ، و أن يسعى إلى عمل تحالف إستراتيجي مع الحزب القومي السوداني أو مجموعات النوبة الأخرى في عقد الثمانينات . و لكنه فشل في ذلك. و مثله مثل حزب الأمة تماماً ، فإن الإتجاد الديمقراطي منقسم على نفسه فيما يختص ببعض القضايا ، كالقوانين الإسلامية ، و حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب ، مما أثار شكوك النوبة بأن الحزب يشارك الحكومة الحالية رغبتها في إقامة دولة إسلامية . لقد طور الحزب الإتحادي الديمقراطي مؤخراً بعض الرؤى تجاه الشعوب المهمشة في شمال السودان ، و لكن هذه الرؤى لم تترجم إلى إلتزامات بعد . و ما زال النوبة في إنتظار إلتزام واضح من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي فيما يختص بحقوقهم الأساسية.
يهيمن حزبا الأمة و الإتحادي الديمقراطي على التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ، و الذي يطرح نفسه كبديل لحكومة عمر البشير – الترابي. مع ذلك ، فإن للنوبة مبرراً قوياً لشكوكهم بأن حكومة التجمعسوف لن تمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الشمالية تجاه النوبة . و أن للجيش الشعبي لتحرير السودان ديناً كبيراً مستحقاً للنوبة ، ليس الآن جبال النوبة كانت ما زالت الجبهة الرئيسية في الحزب ، و لكن لمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من قوات النوبة في المعارك التي جرت في جنوب السودان ، و الذين ظلوا مخلصين بصورة دائمة للعقيد جون قرنق . كما أستفاد الجيش الشعبي أيضاً من القائد يوسف كوة ، كعضول لوفود محادثات السلام و الرحلات الخارجية. و أعتمدت الحركة الشعبية بدرجة كبيرة على مهارات يوسف كوة كرئيس لمؤتمر الحركة عام 1994م. و لكن إلتزامات الحركة تجاه النوبة ظلت موضع سؤال . و لى الرغم من أن الجيش الشعبي يطالب رسمياً بمنح جبال النوبة حق تقريرالمصير ، لكن الكثيرين يتشككون بأن هذا الإلتزام يمكن التخلي عنه من أجل الحصول على إتفاق أوسع.
و لقد تفجرت مخاوف النوبة العميقة بتوقيع "اتفاقية شقدوم" بين الجيش الشعبي وحزب الأمة ، في 12 ديسمبر 1994م. فبينما تقر الفقرة الثانية من الإتفاق بأن "حق تقرير المصير هو حق إنساني أساسي للشعوب " نجد أن الفقرة الرابعة تحتوي على خلاف ذلك ، و أنها مناقضة لموقف الجيش الشعبي: "2/4 يرفض حزب الأمة ذكر تضمين جبال النوبة ، و منطقة أبيي ، و جبال الأنقسنا في الفقرة الخاصة بحق تقريرالمصير ، لأنه لا يعترف بحق تقرير المصير لأي مجموعة تقع خارج جنوب السودان . كان الموقعون عن حزب الأمة هما عمر نور الدائم ، و مبارك الفاضل.
يجب على الجيش الشعبي لتحرير السودان أن يعلي من شأن إلتزاماته تجاه النوبة لتصبح جزء مكملا ًلوضعه التفاوضي مع الأحزاب الشمالية و مع الحكومة ، إذا كان ذلك من خلال الإيقاد أي أي وسطاء آخرين (كالرئيس كارتر) . و يجب على الحركة الشعبية أن لا توقع أي إتفاقية لا تعطي النوبة حقوقاً متساوية مع الجنوبيين.
إن موقف الأحزاب السياسية و الحركة الشعبية تجاه النوبة لمؤشر على وجود مسلك تفضلي واسع الإنتشار وسط القيادة المعارضة. فهم يعتقدون أن إيجاد الحلول يكمن في عمل الصفقات بين القادة ، و ليس في التعبئة الشعبية . و لقد جلبت هذه النظرة المأساة للسودان ، وسوف تظل كذلك.

(من كتاب افركا رايتس..1996)******************


وطبعا يا بشاشا..عشان تخلي خطابك التحريضى غير المؤسس وغير العلمي..وحن الطير البلا شطير...
اقرا الكلام الفوق ده كويس ولاحظ الكلام ده جبناه من ارشيف 2005

وشوف التعقيب ده وابنى عليه ..كاديما* السودان الجديد الذى لا تستطيع الحركة الشعبية وحدها صناعته دون التحالف مع القوى الديموقراطية الحقيقة السودانية..اكرر القوى الديموقراطية الحقيقية..بعيدا عن المرجفين في المدينة..والانتخابات قربت

Quote: تعقيب: طبعا نحن الان نحن فى سنة 2005...وتغيرت اشياء كثيرة..بعد ان استقرت الاحوال فى جبال النوبة..واضحت اتفاقية نيفاشا خارطة الطريق الوحيدة لسودان جديد..اين يجد اخوننا النوبة انفسهم؟؟..اين المكان الطبيعى للحزب القومى السودانى؟؟..هلى فى تجمع الداخل ام فى تجمع الخارج..ام يوسعون حزبهم حتي يشمل كل اهل السودان؟

Post: #62
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Deng
Date: 07-13-2006, 08:48 AM
Parent: #1

الاخ العزيز حيدر.

مرحبا بعودتك القوية للبورد.

سوف أعود للتعقيب والرد على مقالك هذا.

دينق.

Post: #63
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-13-2006, 10:32 AM
Parent: #1

Quote: لتذكير الناس بمقدار الحرية والإنفتاح الذى كان السودان وشعبه يتمتع بهما قبل عشرات السنين من حكم الإنقاذ ما يدعم كلامى فى هذا الإتجاه


دكتور مهدي،

اولا بدل تبرير او تزيين الباطل لي روحك كان اشرف ليك تعتذر عن تعاليك الاجوف ده.

نرجع للموضوع:

مقدار الحرية المهولة البتتكلم عنها دي قبل الانقاذ، كانت مبذولة لي منو؟

هل لي ناس ادمو، كوكو، شول او ادروب، ولاناس كمال بشاشا، عادل امين، اوغيرم من اصحاب الحظوة بالميلاد؟

كمال بشاشا ولاعادل امين الليلة يمشو في اي بقعة داخل الخرطوم، ومن علي بعد ميل كامل، سيشار اليهم كاولاد عرب، كناية عن انهم احرار وفي رواية اشراف، بينما امثال دينق مثلا، يشار اليهم كعبيد، فروخ، المان وماشابه.

مش ده الحاصل ولا انا ضهبان؟

فالبناء الاجتماعي زاتو قايم علي القهر والتمييز خليك من البناء السياسي!

شفت كيف رايك من شدة مابايت لمن معتت؟

جربنا ذي البتقول فيهو، واللسة ماقلتو، فماذا كانت النتيجة؟

اكثر من 2,000,000 راحو شمار في مرقة ايامك الخوالي في الجنوب وحده!

استغرب من البتباكو علي ماضي ذي ده؟

النظام الحالي ده منكم واليكم اوما مقطوع من شدرة ياشماليين!

Post: #64
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-13-2006, 01:48 PM
Parent: #63

عزيزي د.مهدي،

أولاً أشكرك على الترحيب بي بالبلابل و "نور بيتنا." تربطني بالبلابل قرابة رحم، وقرابة فكرية، وقرابة موسيقية كذلك، فأنت تعرف أنني أنشد وأغني. ثانياً، يا سيدي، أنت الذي نورت بيتنا. ولا شك عندي بأن الأخوين عادل أمين وبشاشا لو عرفا مساهماتك في العمل الوطني في جامعة الجزيرة، وبعد ذلك في كل مفاصل العمل العام، والتضحيات التي قدمتها بسبب ذلك، سيريا بأنهما لا يختلفان معك إلا في ما يعطيه سطح المفردة لا معزاها. كل واحد منكم ينير لنا الطريق بأسلوبه المتفرد، الذي لا يجاريه فيه أحد. الهدف من هذا الحوار ليس التطابق، لأن التطابق أصلاً يمتنع، لانه ليست هنالك ذرتان متطابقتان في هذا الوجود، دع عنك الإنسان مع أخيه الإنسان!!

وسأبين تلاقيكما في الطرح لا حقاً في الاستخلاصات التي وعدت بها.

Post: #65
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-13-2006, 02:03 PM
Parent: #64

عزيزي الحبيب عاطف عمر،
هلت على الأفراح، وحلت بي البركات بقدومك الميمون. تعلم كم أحبك وأسرتك الكريمة. لقد شب إبننا الحبيب الأمين عن الطوق!!! وهاهو يزين إسمك في المنبر بصورته المشرقة.
يا سلآآآآآآآآآآآم!!سأخابرك والأسرة قريباً بإذن الله إن مددتني برقم هاتفك على البريد الداخلي بهذا المنبر.

أما مساهمتك فقد أدهشتني وأطربتني، فإني أتفق معك في جلها، إن لم أقل كلها، بما في ذلك تعليقك عن إخوتي الجمهوريين، وتشظيهم وتقاعسهم عن أداء الواجب المباشر. أحيلك لمكتبتي بهذا المنبر لقراءة أرائي حول هذا الموضوع ، بالأخص موضوع بعنوان "الجمهوريون: الفكرة والمجتمع." فقد طرحت فيه، بإسهاب، ما تفضلت أنت بالتعبير عنه بقوة وبيان واضحين.

وسأتناول رأيك حول ضرورة أن نتحرك وسط أهلنا في السودان بشئ من التعليق الشافي، مع جملة الموضوعات الهامة التي طرحتها، في سياق استخلاصاتي القادمة من هذا الحوار.

Post: #66
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-13-2006, 02:19 PM
Parent: #65

أخي وصديقي العزيز دينق،

طلتك البهية تملؤني طرباً. فأنت، بالإضافة لكونك صديق عزيز، تجسد حلم وحدة السودان بصورة معجزة ومبهرة. صبرك على الجهل في هذا المنبر، وصمودك أمام المتهوسين والعنصريين، وقدرتك البديعة في التعبير عن نفسك بوضوح، وشجاعتك الفكرية الآخاذة، كل هذه وغيرها من الفضائل، ظلت تذكرني بأن يومنا أفضل من أمسنا، على الرغم من أوجاع المخاض. وأن غدنا سيكون مشرقاً، تمسح فيه دموعنا، فنتعلم من مآسينا.

في ذلك اليوم سندرك بأن دماء شهداءنا التي أهرقت لم تذهب هدراً. روت تلك الدماء المهرقة عروق وطننا الجريح بدفق من الحياة جديد. ولن نلبث حتي يجري دم الحياة الخصبة الخلاقة من قلوبنا قوياً، مبدعاً دنيانا الجديدة في السودان الجديد التي تتوق وأتوق إليه.

مرحباً بك، أيها الحبيب، في هذا الخيط الذي استنار بطلتك، والذي سيتقوى بسماهماتك القادمة.

Post: #67
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 07-13-2006, 03:38 PM
Parent: #63


الأخ بشاشا

دعنى أدلى برأيئ أولا , حتى تعرفه إن كان "بايت ومعتت" .. أم لا !.


تيار عريض من الشعب السودانى الآن أصبح متفهما ومدركا لحقيقة ; أن من المستحيل أن يستمر السودان بنظامه السياسى , والإقتصادى , والإجتماعى , والثقافى الموروث والحالى , وإن لم يدمره ويفتته بالكامل هذا النظام , فسيظل من أكبر المعوقات فى طريق إستقراره ونموه .. حاضرا ومستقبلا .

والشعب السودانى بأسره اليوم مواجه ومحصور , زمانا ومكانا , للتعامل مع هذا التحدى فى حتمية التغيير . فهو محصور مكانا , بتحدى لملمة أطرافه وقواه المختلفة المؤمنة بالتغيير والساعية له داخل البلاد وفى مختلف المنافى , والتنسيق بينها وتوحيدها فى جبهة واحدة . ومحصورا زمانا , بحتمية سرعة التعاطى مع تحدى التنسيق لهذه القوى المختلفة وتوحيدها وتجهيزها للمواجهة الحتمية , والتى صارت تقريبا على الأبواب , لهزيمة النظام القائم وفرض المشروع السياسى والإجتماعى والثقافى للسودان الجديد , وهذا بالطبع , المعنى به هو الإنتخابات المقبلة التى أفرزتها إتفاقية نيفاشا .

وفى الحقيقة , هذه هى الخطوة الأولى فقط , فى إتجاه أن تحل مشاكل السودان المزمنة والمستعصية بإجماع شعبى وسياسى غير مسبوق , وليس من مناص لتحقيق هذا الهدف سوى أن تنسق كل القوى الحريصة والساعية للتغيير فى ما بينها , وما أكثرها , وتتفق على برنامج الحد الأدنى .. وتتوحد حوله . أما مسألة ماهية "برنامج الحد الأدنى" هذا , فكفيل بتوضيحه وبيانه تفعيل الحراك والتشاور السياسى الجاد والعاجل لمختلف القوى السياسية السودانية الآن .. من خلال فتح المعابر والمناير فيما بينها , ومنبرنا هذا .. أحداها .

وليس عصيا إطلاقا , على الشعب السودانى وقواه السياسية الساعية للتغيير أن تحقق الأغلبية الساحقة فى الإنتخابات المقبلة , وتفرض دستورها المدنى الديموقراطى الدائم الذى يحقق وحدة وإستقرار البلاد , وتفرض برنامجها الإقتصادى والإجتماعى والثقافى لتحقيق السودانوية المميزة والحقيقية لهذ الشعب .

ولينظر كل منا الى ما يحققه فعله المباشر على الأرض , وخطابه السياسى والفكرى المطروح فى هذه المساحة وغيرها , لمختلف فئات الشعب السودانى وطوائفه , فى إتجاه تحقيق هذا الهدف .. من عدمه .



مع التحيات الطيبات


Post: #68
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-13-2006, 09:41 PM
Parent: #67

استخلاص (1)

يقول الأخ الكريم عادل أمين "الي هذا التاريخ لاوجود لبرنامج ذي ده بطول وعرض الاحزاب والتيارات السياسية في البلد خارج اطار طرح الحركة الشعبية!! ويخاطبني كمال بشاشا بالقول" ياعزيزي، لاوجود لحركة وحدوية في الساحة بخلاف الحركة الشعبية.." وفي هذه الجزئية هما يتفقان، وأتفق معهما بدوري، قلباً وقالباً. ذلك لأنه لم يتخلق حتى الآن كيان سياسي كبير ذو مشروع واعد بحجم الحركة، ليس في الوزن السياسي فحسب، بل في الوزن الفكري الرؤيوي. فكرة ومشروع الحركة الشعبية يجللهما الوزن الأخلاقي لأطروحاتها عن المساواة والعدالة والحرية لجميع السودانيين، سحقاً لجميع ما يفرق لصالح ما يجمع.

ففي الحركة تتاح لك حرية أن تعبد الله وأن تتطور روحياً ما شاء لك التطور، لا يهم لأي دين تنتم. مثال لذلك فإن الحركة بها هيئة لرعاية شؤون المسلمين وتوفير احتياجاتهم التعبدية. وهذا ما لم يوفق أي كيان سياسي واجتماعي شمالي منذ الاستقلال في مراعاته لترسيخ معاني الوحدة بإزاء إخوتنا الجنوبيين أو الشماليين من غير المسلمين. أولت الحركة أيضاً قضية المرأة أهمية قصوى، ليس في خطابها السياسي فحسب، بل في هياكلها التنظيمية والسياسية. في كل ذلك تلتقي معي الحركة كجمهوري، كما تلتق مع أي شمالي، يرغب في العمل معها وفق هذه الرؤية التضمينية، غير التفريقية. فإنني لا أستطيع أن أبقى جمهورياً، محتفى به وبرؤيته، داخل أي إطار حزبي، أو سياسي، تقليدي. الحركة الشعبية هي الإطار الوحيد الذي يرى في التنوع قوة ويري عرى الوحدة في التنوع. ربما يقول قائل بأن المؤتمر الوطني لا يشترط على الشخص أي ديانة أو توجه للانتساب له. ولكن هذا تدحضه المنظومة الايجدلوجية التي يمثلها هذا الكيان. وسنأتي للحديث عن ذلك عند تناول المؤتمر الوطني كأخر تجل لمآلات مشروع الهوس الديني.

أزعم بأني وعادل وبشاشا متفقان في الطرح أعلاه، كما دللت بالاقتباس منهما. غير أني أختلف مع الأخ عادل في ترجيحه لعامل الموارد الاقتصادية على عامل الهوية في تأجيج الصراع في السودان. فإنني لا أرى بأن التنمية والهوية موضوعان منفصلان من بعضهما. صحيح أن هناك دولاً، مثل الهند، استطاعت أن تدير صراعات الهوية فيها بصورة أوفق من غيرها، ولكن لا أحد يزعم بأن التخلف في الهند لا يرتبط بقضية الهوية. وتبدو الهند الآن على اعتاب فتن طائفية عديدة، على الرغم من نموها الاقتصادي المذهل، وعلى الرغم وعلى الرغم من نجاحها كأكبر ديقراطيات العالم.

تصاعد دور الهوية في الصراعات نحو العدالة في السودان، في القرون الخمسة الأخيرة، لكون العنصر العربي ظل شديد التمسك بعامل النسب، بصورة شوهت صورة السوداني عند نفسه. وقد انطمس صراع الهوية في داخل النفس السودانية وظل كامناً فيها، بمثلما انعكس في خارجها. فإنك تجد سحنة الواحد منا تنطق بافريقية لا تخطئها العين، في حين أن لسانه يتبرأ من قول سحنته. هذا النوع من الناس يثير السخرية في بلاد مثل السعودية والإمارات وقطر (وقد عشت في الأخيرتين ما يقارب الثمان سنوات في أخريات القرن الماضي).

لأن النفس السودانية منقسمة على نفسها، محتربة في داخلها، فإنها أنزلت الحرب للواقع وظلت تنكر دورها فيها، بمثلما أنكرت جلدها. تجلي موضوع صراع الهويات هذا، بعد تشميسه بحرب ضروس، في العلن -ساطعاً أو مستتراً كان ذلك التجلي- أدى إلى التشظيات التي نراها في الساحة السياسية في السودان منذ الاستقلال. ولا تنيمة مع تشظي أو حرب، يا عزيزي عادل. موضوع الهوية هذا سأترك لأخي الباقر العفيق تناوله بشئ من الاسهاب هنا في هذا الخيط، لأنه متخصص فيه، ويجيد أدوات تحليل الحالة السودانية وفقه بشكل أفضل مني بكثير. وقد وعدني الباقر، مشكوراً، بالمشاركة بعد أن ينجز بعض الأعمال الملحة التي بين يديه هذه الأيام.

هنا يجدر بي هنا أعضض قول الأخ الكريم محب حين يقرر أن "مشكله السودان الاولى لها علاقه بالعرق والجهويه .. منذ دخول الاستعلاواتيه للمزاج السوداني , ظهر الانهيار لمنظومه مجتمع سوداني او كيان سوداني واحد للشخصيه السودانية..." هذا بالطبع لا يقلل من أهمية طرح الأخ عادل أمين عن عدالة التوزيع للموارد.

الصورة كما أراها تقول بأن السودان به مشاكل مركبة لا يجوز تبسيطها وفق منظور أحادي. ما أراه هو أن بشاشا يرجح موضوع الهوية بصورة تجعله يبدو بمظهر "العنصري" على الجانب الآخر، وهو بالطبع ليس كذلك. وعادل يرجح موضوع التنمية بصورة تجعله كانه يتغافل موضوع الهوية، وهو موضوع هام للغاية. لذلك فإن بشاشا يتناوله بطريقة يريد بها أن يلمس الناس ما ظلوا ينكرونه منذ امتزجت الدماء العربية بالدماء السودانية. بشاشا له قدرة عالية على تلميسنا للأمور التي كانت يجب أن تكون بديهية، ولكنها استعصت على البداهة بسبب عنصريتنا البغيضة. ولكن مشكلة بشاشا تكمن في أنه يشاغب من يحبهم. وخذوا هذا القول مني. فقد عاصرت هذا الإنسان النبيل في جامعة الخرطوم، وخبرته مذ كان يشاغبنا في الأركان، بروح مشاكسة، ولكنها سمحة، وبعقل لا يقبل السكون ولا الارتهان. كثيراً ما يفقد كمال محاوريه، بل ومحبيه، بمشاكستهم وتعكير صفوهم بدون موجب، أحياناً، وحين يحرجهم بكونهم لا يدركون البديهيات حيناً آخر.

Post: #69
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: b_bakkar
Date: 07-14-2006, 02:02 AM
Parent: #68

عزيزي حيدر،
الرجل الذي يحمل دائما عبء السودان والإنسانية على كتفيه مثل صخرة سيزيف، والثائر من أجل الحق، لا يخشى فيه لومة لائم، ومن أجل العدل والكرامة الإنسانية.

هذه فكرة عظيمة التي دفعت بها، فكرة ثقلت في السماوات والأرض، فكرة السودان الجديد، التي بشر بها البطل الأسطوري قرنق، ورحل فجأة تاركا بني السودان في التيه. وقبله كانت فكرة العهد الإنساني الجديد، الذي بشر به البطل الأسطوري، الإنسان القادم من مستقبل بعيد، الأستاذ محمود محمد طه، ورحل تاركاً الجمهوريين والإنسانية في التيه.

أنا أؤمن دائماً بأن السودان بلد عظيم، وسيكون له شأن عظيم في مستقبل الإنسانية، وموعد مع التاريخ طال الزمن أم قصر. ومن أسباب ذلك التفاؤل، حتى في أحلك لحظات حياتنا، أن السودان ببساطة البلد الوحيد في العالم النامي الذي أطاح من خلال انتفاضتين شعبيتين بدكتاتورتين عسكريتين خلال عقدين فقط من الزمن. والسودان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشرقها، الذي أجريت فيه انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، منذ استقلاله، بصرف النظر عن مستوى نضج التجربة الديمقراطية. هو البلد الذي أنجب محمد أحمد المهدي، وعبد الخالق محجوب، ومحمود محمد طه، وحسن الترابي، وجون قرنق، وأقوى حزب شيوعي في أفريقيا والشرق الأوسط، وأول حركة إسلامية في العالم السني تصل إلى السلطة (وهذه مصيبة طبعا، سنناقشها في موضعها) وأعظم مفكر إسلامي عصري صاحب دعوة صوفية وتجديدية تؤسس للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتنشئ حركة اجتماعية متميزة في أنشطتها وسمتها ومؤثرة.

هناك بالطبع وجه آخر قبيح غاية القبح للسودان والسودانيين. أفكر أن أكتب يوما عن "الوجه السوداني القبيح". ولكن ليس الآن.

وحتى شياطين السودان متميزون عن بقية الشياطين !!! ضللوا سعي "الشيطان الأكبر"، أمريكا!! ولذلك فإن "فقراءه" الذين سيطردون شياطينه قريبا، بإذن الله، سيكونون أقوى وأغنى "فقراء" في العالم، بعد طرد الشياطين بالبخرة والمحاية، وأهم شيء "العزيمة" !!

لقد حبستني أنت وأصحابك الحيويين في مكتبي حتى الساعة الواحدة صباحا الآن.
سأواصل غدا – وهو اليوم في الواقع..

Post: #70
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: yagoub albashir
Date: 07-14-2006, 07:39 AM
Parent: #1

أخي الحبيب دكتور حيدر بدوي
تحية و ود

رغم انشغالي و انغماسي في أتون العمل اليومي و المناوبات، و رغم قلة مداخلاتي و مشاركاتي في المنبر التي تنقطع لشهور، إلا أنني وجدت هذا الخيط جاذباً لتتبعه و الإمساك بطرفه مداخلاً إن أمكن لعلّي أصل معكم و به إلى رؤى مشتركة تعين على تفهم الأسباب الحقيقية التي عصفت بهذا البلد العظيم و تكاد تهوي به في مكان سحيق ، وتلمس الطرق المؤدية إلى بر الأمان، وكيف لا يكون هذا الخيط جاذباً و كاتبه أستاذ جامعي عميق الفكر صقلته البحوث العلمية و الحوارات الفكرية،وموضوع ذلك الخيط يتناول الهم العام؟
الحبيب الدكتور حيدر رغم إتفاقي معك في وجود أزمة سياسية و إقتصادية و أخلاقية خانقة لا يختلف حولها اثنان إلا إني أجد نفسي أختلف معك في الأسباب التي أدت لتلك الأزمة ، حيث أشرت في أول حديثك عن التلاقي بين الهوس الديني ـ والطائفي قبله- مع أطماع المثقفين الشماليين في السلطة و الثروة رغم إغفالك لذات التلاقي بين اليساريين و المثقفين الشماليين و الجنوبيين إبان الحكم المايوي.
وأرى أن السبب الحقيقي في تلك الأزمة التي بدأت منذ الإستقلال هو التعدد الديني و الثقافي و الإثني و عدم وجود رؤى و أطروحات فكرية و سياسية و أضحة المعالم لدي كافة القوي السياسية و الفكرية و الثقافية السودانية لعلاج ذلك المشكل في ذلك الوقت.
فعند اليسارين و اللبراليين كان الحل أن يريحوا نفسهم من التعدد الديني بإبعاد الدين عن الحياة العامة و يصبح ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ، ولكن كان الدين في نفس الشعب السوداني حاضراً و أقوى من أن يُستبعد من الحياة العامة ففرض نفسه بشدة مما أفشل المشروع العلماني اليساري و اللبرالي .
و عند الحركة الاسلامية كان الحل إدخال الدين في الحياة العامة بالحسنى أو بالجهاد و فرضه وفقاً للإجتهاد الفقهي القديم دونما تجديد أو مراعاة لظرف الزمان و المكان و إغفال لكثير من الإشراقات الإسلامية الفقهية التي تعين على التجديد ، ولم تنطلق الحركة الإسلامية السودانية متمثلة في الجبهة الإسلامية القومية في ذلك الزمان من موقف مبدئي بل انطلقت من موقف إنتهازى كما عبّرت عنه أنت ببيع الدين بالدنيا، هذا الهوس الديني الغير مستوعب للواقع فشل تماماً في حل الأزمة السودانية بل زادها تعقيداً و جعل البلاد على شفا حفرة من التمزق و التدويل.
أما عند الحزبين الكبيرين حزب الأمة و الإتحادي الديمقراطي فكانا مشغولين بالتحرير و الإستقلال و السودنة،وكان يشغلهما النزاع الداخلي ما بين ليبراليين مؤيدين للخط العلماني ومحافظين يتطلعون للدولة الإسلامية،وكان هذا الحال في حزب الأمة حتى جاء السيد الصادق المهدي و طرح فكر الصحوة الإسلامية.
أما الآن فالتفكير الجديد في البحث عن المخرج فهو فكرة السودان الجديد و القوى الجديدة و هي مسميات هلامية ليس لها جسم محدد تلمسه ولا فكر ملموس تعتنقه.
هل السودان الجديد فكر ؟إن كان كذلك هل عبر عنه الفكر الجمهوري؟
هل الحركة الشعبية لتحرير السودان تملك مشروعاً فكرياً و سياسياً متكاملاً عن السودان الجديد؟
أين يقع فكر الصحوة الذي يطرحه حزب الأمة القومي من السودان الجديد و القوى الجديدة؟
في الختام آمل أن أجد الوقت الكافي لكي أتابع معكم.
مع خالص الود.
يعقوب

Post: #71
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-14-2006, 09:01 AM
Parent: #1

1-الاخ العزيز الدكتور مهدي محمد خير
تحية طيبة
1- لم يكن ابدا يوما هناك في السودان ديموقراطية حقيقية ..لان الديموقراطية الحقيقية تحتاج لدولة مدنية..وثقافةمجتمع مدني..وعلى ضوء هذه الثقافة تبني احزاب وطنية ذات مشاريع واضحةوهادفة..اما اذا اردت ان تعرف السودان القديم من الاستقلال ومن محترفين عليك ما كتبه الاستاذ محمود..ود.منصور خالد..ومحمد المحجوب..لذلك الديموقراطية الحقيقية تنتظرنا في المستقبل وليس في الماضي..واكبر عائق لها ليس الحزب الحاكم فقط والذى يشكل اخر الوجوه القبيحة للسودان القديم..بل الجبهة الوطنية 2006 واليسار المازوم المتحالف معها
2-الاخ العزيز حيدر بدوي
تحية طيبة
اذا كان الصراع سببو الهوية لماذا تتقاتل قبائل الجنوب فيما بينها وهي اثنية واحدة ولماذا تتقاتل مع قبائل الغرب...ستجد السبب اقتصادي بحت الحركة من اجل المراعي والتنافس...لذلك لا يمكن ابدا اغفال الجانب الاقتصادي..والعجز المستمر بعد الاستقلال في توظيف الموارد المهولة للسودان التوظيف العلمي في خدمة الجميع في المركز والاطراف ..وانا من عطبره و بقيس علي السكة حديد والتدهور الذى اصابها..كانت هناك تنمية زمن عبود واخرى خجولة في زمن النميري السبعينات لمن كان نميري رئيس مش امام..وبعدين في تنمية الان بعد امانشطر اصحاب وعي معسكرات تجويد سورة النمل والجهاد وعرس الشهيد الترابيين ورفد المؤتمر الوطني بالتكنوقراط من العديد من المشارب..ستجد يا اخي حيدر ان العلة الفاعلة في تخلف السودان والحروب هي الجبهة الوطنية..لذلك حاربها الاستاذ حتى في مستوى زعامتها وطموحاتهما الخطرة..ولها مؤلفات ثرة في ذلك
3- الاخ العزيز بشاشا (محمد سعيدسوط العرب 2006
خطابك المازوم ده ما بحمل في داخلو اي حقيقة علمية
اذا كنت تريدني ان اجاريك في هذيانك..بقول ليك ناس الغرب بضطهدو الجنوبين ويقتلوهم ايضا دون رحمة ويسمونهم الجانقي ويسترقوهم وفقا لاعراف فاسدة..لذلك لا تزايد على اهل الشمال كثير..الوعي الذىيبخس الناس هو وعي الكيزان وحزب الامة ايضا..ويعانون من تدني الثقافة لدرجةانهم يمارسون العزف عل نغم الهوية النشاذ حتى في منابر الاعلام..لذلك لا تحسب العنصريين علي القبائل..وكانت في زمن عبود هناك خدمة مدنية حرةوجامعات حرة بمكتب قبول حر قبل ما تجي الايدولجيات والانظمة الشمولية لتميز بين الناس على اساس ايدولجي وليس عنصري..والكيزان في كل السودان ملة واحدة مافي فرق بين كوز الشمالية وكوز دارفور.كلهم تلاميذ المدرسة التربية المعروفة بابتزالها المريع..وفجورها المدمر
4-الاخ العزيز الذى يسال عن برنامج الحركة الشعبية.. البرنامج التطبيقى موجود في
(برتوكولات مشاكوس_اتفاقية نيفاشا- الدستور الانتقالي)..ولوالتفت حولها القوى الوطنية لوصل هذا النظام الي موته السريري باقل خسائر..وكما قلت ان الازمة ازمة وعي والوعي عايز اعلام فضائية حرة ...لذلك المرجفين في المدينة يشوشون علي الشعب السوداني وتضيع الحقائق في زمن ثروة المعلومات وذلك يخدم الفاشلين اصحاب المشارب الضيقة..خصاة عندما يسعون ان يحلمو الحركة اوزار شريكها المختل الوعي والشعور(المؤتمر الوطني )..
فقط لم يتنزل البرنامج على مستوى الشعب وتم التعتيم عليه والالتفاف حوله بعد موت قرنق بفعل النظام العاجز عن قراءة النظام العالمي الجديد ومخاطر الانزلاق في عدم الالتزام بالاتفاقيات الدولية..وتحريك ملف دارفور ده هو(دق القراف خلي الجمل يخاف)..لان جذرة امريكا في السودان وراءها عصا غليظة..والخلل ايضا عدم اهتمام الحركة باهمية الاعلام المرئى والمسموع...في هذه المرحلة.. ولا زال برنامجها يتعرض للتشويه والاستهزاء من براعم الجبهة الوطنية2006 من اصحاب الوعي المستلب في منبرنا الحر
5- الاخ البسال عن انزواء الجمهوريين في مرحلة حرجة...نعم هناك تقصير كبير من اخوانا الجمهوريين...وان شخصيا بطالبم بان يغزوالفضائيات الحرة ويخاطبوالناس عبرها كما فعل باقر عفيف في برنامج من واشنطون/الجزيرة وبرنامج عين علي الديموقراطية /الحرة..ولماذا لا يكون لهم برنامج في فضائية الحرة خاص بالسودان..
وفي الختام اكرر ما قلته مرارا وتكرارا..ان الوعي في السودان درجات ادناه التكفير والهجرة واعلاه الحركة الشعبية/السودان الجديد وبينهما امور متشابهات...وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ولكل بضاعة شراي وسوق
************
بشاشا...يا بشاشا
المي حار مالعب قعوي....الازمة ازمة سؤ ادارة موارد

Post: #72
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 12:19 PM
Parent: #71

عزيزاي الحبيبان بشير ويعقوب البشير،
كم هو مبهج ومثير للغبطة أن يهجم عليك السرور ببشارتين في آن معاً: بشير ويعقوب ود البشير. أما أنت يا بشير فقد كنت، وما تزال، ولن تنفك، تعلمني من أطايب الكلم وبديع الحكم، وتضع في يدي مفاتيح الحكمة، فلا ألبث أن أضيعها، فآتيك ساعياً لتردني إلى رشدي. لست إلا مزعة منك ومن عقلك الجبار وقلبك الكبير، وليتني أظل كذلك. أنت أخي وصديقي ورفيق عمري، الذي لا يصح السفر في تيه الصحراء إلا معه. وأي صحاء تلك التي نتوه فيها الآن؟ ألم يأن أن نستشرف المدينة؟ تلك المدينة التي أراه تشرق في سمائك الوضيئة وأرضك الخصيبة، مورقة الأزهار والأشجار، متجددة الأطوار!!

كم أبهجتي مساهمتك، وكم رفعتني لسماواتك الكبيرة، ودنيواتك الكثيرة، الرحيبة. سأترقب، بشغف شديد، شديد، شديد، المزيد من الإسهامات.

أما أنت، يا يعقوب، فإنني وإن لم ألتقك في الحس، فإن لي معك رحم موصولة، وصلة صداقة مباشرة كذلك. لنا مهدي، رفيقة عمرك، بمثابة الإبنة البارة بي. ولا يزيد خلافي معها في الرأي، ومعك - في الجزئيات الصغيرة- مودتي لكما إلا متانة. في لاقضايا الكبرى، والأهم، نحن نلتقي كما لا يلتق متخالفان. فكثيراً، ما اهتدي لوجه الرأي الصواب من تبادلي للراي معكما وبقية العقد افريد من شباب حزب الأمة بيننا، وإن منعني حظ النفس من البوح بذلك في بعض الأحايين.

ثم إننا، أنت وأنا، نتاج لرحم أخرى تقوي من الأواصر بيننا، لاحظنا ذلك أم لم نلاحظه. تلك هي رحم المقاومة للطغيان الفكري والتنتظيمي التي تجعلنا في حال تساؤل مستمر، وتشكيك حتى في فضاءاتنا الداخلية. كثيراً ما نسجن أنفسنا، بمحض اختيارنا، ولا اختيار، في سجون السكون. من قراءاتي لاطروحاتك، أشعر بأنني وأنت نلتقي في خاصية ما تجعلنا قلقين، دائمي التساؤل، ومقلقين، نتيجة لذلك، للكيانات الفكرية والسياسية التي ننتمي إليها، مع حبنا العميق لكل منتسبيها.

مثلاً ظللت أنا في كيان المجتمع الجمهوري مصدر ثورة على الجمود، الذي أسميه بالجمود الطائفي والهوس!! نعم فإنا اتهم بعض إخوتي الجمهوريين، بخاصة قياداته، بأنهم طائفيون، واتهم البعض، بخاصة من القواعد، بأنهم متهوسون، ونصوصيون أكثر مما يجب. ولا أفعل ذلك إلا من قبيل المحبة الخالصة، أو التي أرجو أن تكون كذلك. ويعرف ذلك عني كل أحبابي من الجمهوريين.

وفقاً لنفس المنهج فإنني انتقد حزب الأمة، محبةً، لا رغبةً في تقويضه. فإنه من مصلحة السودان أن يعود حزب الأمة حزباً قوياً، نابضاً بالحيوية الثورية، معيداً تركيب فكره الثوري للقضاء على الطائفية. وتلك آفة ثار عليها الإمام محمد أحمد المهدي، بمثلما ثار على المستعمر. ثورة الإمام المهدي لم تكن ضد الانجليز فقط، لقد كانت ثورة على كل الظروف التي هيأت للأستعار وعل ىكل أشكال الطغيان المحلي والأقليمي في السودان. فكانت بذلك ثورة على الجمود الاجتماعي والسياسي في السودان. فلولا تفكيك وإعادة تركيب الحالة السودانية لما انتصر الإمام المهدي على الانجليز. ولولا ردة التعايشي عن المهدية لما عاد الطائفية بوجهها الكالح. أرجو أن تتاح لي فرصة للاستطراد لاحقاً. ولكن باختصار شديد أريد أن أقول بأننا، أنت ولنا وأنا، وكل الثوار، يجب أن نفكك الكيانات التي ننتمي لها تفكيكاًبريعاً، لنعيد تركيبها تركيباً بديعاً. فإن لم تستجب لنا فلنهجرها ولنعيد تركيب شتاتنا الداخلي بما يحلو لنا، وفق ما تقتضيه المصلحة العامة. هذا هو ما فعله الإمام محمد أحمد المهدي حين ثار على الشريف، قبل أن يثور على غيره!! ألا يجدر بنا أن نكون ثوريين، ولو كان لك على بيت المهدي، الذي تنكر لتراث المهدي؟ أولا يجد بنا أن نثور على قيادات الجمهوريين، الذين تنكروا لتركة الأستاذ محمود محمد طه الثورية؟

لم أقصد هنا إلا أن أقول بأن ما يجمعني بك أكثر مما يفرق بكثير، كثير، كثير!!! وفي هذه المداخلة الترحيبية لم أقصد إلا أن أقول بأني صلتي بك أعمق مما يتصور كلانا. مرحباً بك، يا عزيزي، مثاقفاً، حراً، لا يرى لغير عقله عليه سلطان!!

وهنا لا يسعني إلا أن أدعوك للاستمرار في المساهمة، ولاقتطاف ما تراه ناضجاً من ثمرات هذا الحوار، من شجيرات أيٍ من المساهمين لتدلو بدلوك. فتفكك ما شاء لك أن تفكك، ولتركب ما شاء لك أن تركب. ولتقطف ما شاء لك أن تقطف. ولتزرع ما شاء لك أن تزرع. فإنني أشعر، بصدق، بأنني لن أستطيع إدارة ها الحوار العميق لوحدي، لذلك فإني أرجوك أن تعينني في إدارته، كيف شاء لك ذلك.

وهذه الدعوة مقدمة للجميع. ومع الشاعر العرفاني الجمهوري العظيم العوض مصطفى أدعوك، وكل المتداخلين، هكذا:

تعال إلينا يا صاح فصدور القوم هنا رحب***بثمار القوم ستعرفهم، خبرني ما تلد النجب

Post: #73
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 12:24 PM
Parent: #72

سأعود للأستخلاص الثاني الذي سيشتمل على تعليقاتي على المساهمات السابقة في وقت لاحق، راجياً أن يلتزم المتحاورن بالموضوعية، والبعد عن التجريم، والتنابذ، والتجريح، والتعالي الفكري.

يقول الأستاذ محمود في ذلك: "التواضع هو أصل الخلق الرصين الذي يقود إليه العلم الصحيح!!"

فليسأل كل منا أينا موضعه من هذا التعريف للتواضع!!!

Post: #74
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 12:30 PM
Parent: #72

العزيزان عاطف عمر ويعقوب البشير،

الرابط للخيط أدناه سيعطيكما فكرة عن مكابداتي مع إخوتي الجمهوريين. وسيأتي يوم نجعل وثائق حوراتناالداخلية مبذولة للراي العام. ولكن هذا الخيط سيعطيكما بعض التصور لما يدور في الدار الجمهورية، وهي دار رحيبة، على الرغم من ضيقها وعدم استجابتها المرجوة لسمتجداتنا الطواحن.

الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!

Post: #79
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عاطف عمر
Date: 07-14-2006, 03:04 PM
Parent: #74

Quote: العزيزان عاطف عمر ويعقوب البشير،

الرابط للخيط أدناه سيعطيكما فكرة عن مكابداتي مع إخوتي الجمهوريين. وسيأتي يوم نجعل وثائق حوراتناالداخلية مبذولة للراي العام. ولكن هذا الخيط سيعطيكما بعض التصور لما يدور في الدار الجمهورية، وهي دار رحيبة، على الرغم من ضيقها وعدم استجابتها المرجوة لسمتجداتنا الطواحن.

الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!


العزيز الحبيب د. حيدر

سلام ومحبة

أنقل هنا الرابط المعني لفتح مسارات جديدة لهذا التحاور الذكي


الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!

Post: #105
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Dr Mahdi Mohammed Kheir
Date: 07-16-2006, 05:24 PM
Parent: #71



Quote: 1- لم يكن ابدا يوما هناك في السودان ديموقراطية حقيقية ..لان الديموقراطية الحقيقية تحتاج لدولة مدنية..وثقافةمجتمع مدني..وعلى ضوء هذه الثقافة تبني احزاب وطنية ذات مشاريع واضحةوهادفة..اما اذا اردت ان تعرف السودان القديم من الاستقلال ومن محترفين عليك ما كتبه الاستاذ محمود..ود.منصور خالد..ومحمد المحجوب..لذلك الديموقراطية الحقيقية تنتظرنا في المستقبل وليس في الماضي..واكبر عائق لها ليس الحزب الحاكم فقط والذى يشكل اخر الوجوه القبيحة للسودان القديم..بل الجبهة الوطنية 2006 واليسار المازوم المتحالف معها

الأخ العزيز عادل أمين

تحياتى الطيبة

لا شئ يولد كاملا يا سيدى , فنضال الشعوب المتواصل نحو التحرر والتنمية والديموقراطية , إنما تصوغه فى النهاية "نخب" من قياداتها السياسية المحترفة داخل مؤسسات الدولة المختلفة . فإما أن تصبح هذه القيادات السياسية واعية وحريصة على مصالح هذه الشعوب وحريتها وممارساتها الديموقراطية , أو أن تقصر قاماتها عن أداء مهامها ومسئولياتها فتقود البلاد من نفق مظلم الى آخر .

والدولة "المدنية الديمقراطية" التى ورثتها ومارستها القوى الوطنية بعد رحيل المستعمر مباشرة , على نقصها فى ذلك الزمان , كان من الممكن لها , كطبيعة كل المواليد ,أن تنمو وتتطور وتقوى مع التقدم الزمنى إن حرص القادة السياسيين على تقوية التجربة وتجويدها وتطويرها . كان من الممكن لها أن تصبح الآن تجربة ديموقراطية رائدة وراسخة ومثال لكل دول العالم الثالث , لو فقط إنشغل السياسيون بها وبمصالح الوطن بدلا من إنشغالهم بتبدير المكائد والدسائس لبعضهم البعض , لو فقط أمتنعوا عن خرق الدستور وتجاهل قرارات المحكمة الدستورية وكل ما تبع ذلك من تدمير للممارسة الديموقراطية وإعاقة تطويرها وترسيخها . وعلى ذكر الأستاذ الشهيد تأتى مقولته فى هذا المقام "الشعب السودانى شعب عملاق .. دائما يتقدمه أقزام" ... ولا يزالوا .

نحن هنا .. ونحن الآن , وعلى إختلاف توجهاتنا الفكرية والسياسية , وعلى الرغم من إيماننا التام وإجماعنا , كقوى ديموقراطية , بحتمية قيام الدولة المدنية الديموقراطية التى أساسها الدستور العلمانى الذى يحقق المواطنة الحقة لكل فئات الشعب وطوائفه بما يحفظ لهذا الوطن إنصهاره ووحدته , وعلى الرغم أيضا , من أننا مواجهون , وفى وقت عصيب وحرج , بالحقيقة القاسية فى أن يكون هذا الوطن .. أو لا يكون , ما الذى فعلناه , ونفعله الآن تحديدا , لمواجهة هذا التحدى والموقف المهيب ؟؟. هل من الممكن أن نقول على مواقفنا وأفعالنا وأقوالنا من إنها بمستوى الحدث الذى نواجههه كشعب ويواجهه السودان من خلفنا .. كوطن ؟؟.

الإجابة على هذا السؤال , وإن كانت مؤلمة ومخزية فى آن واحد , فهى , وببساطة شديدة , لا "كبيرة" , فلقد تقاصرت قاماتنا كلنا عن إستحقاقات الوطن علينا , أصبحنا أكثر جحودا وأكثر أنانية تجاه هذا "الوطن!!" , أصبح إهتمامنا منصبا أكثر فأكثر على تحقيق طموحاتنا الشخصية والأسرية , وحتى عندما نواجه أنفسنا بهذا التقصير المريع والمخجل , لا يتعدى دورنا مستوى تحليل "الموقف" ونقده .. ثم لوم الآخرين وتعنيفهم , والمحصلة .. المزيد من التدهور والإنكسار .. وإنزلاق الوطن نحو .. نهايته المأساوية.

لقد تحدثت , وركزت , على أهمية الجانب الأعلامى , وضرورة أن يكون لقوى السودان الجديد وسائل إتصال فعالة بالجماهير , من ضمنها "قناة فضائية" تعنى بنشر المبادئ والأفكار لهذه القوى وطرحها وترويجها لجموع الشعب السودانى بما يحقق الإصفاف خلفها , وهذا طرح لا يمكن أن يكون هناك خلاف عليه , ولكن .. , أين يقع هذا الطرح فى سلم الأولويات ؟ , وأليس من الأفضل أن تحقق أولا قيادات أو أفراد "قوى السودان الجديد" إتفاقها على برنامج محدد للإصطفاف والتوحد خلفه قبل إطلاق هذه القناة الفضائية , والتى ستتحدث عندها بأسم قطاع عريض من أبناء الشعب السودانى , أو جبهة واسعة , بما يحقق دعمها المادى والتقنى والثقافى , ويثرى التنوع المتوقع للمشاركين فيها ؟؟.

والسؤال الملح والأهم من كل هذا , ما هى "تحديدا" الجهة أو المجموعة التى من المفترض فيها أن تتبنى هذا الطرح وتفًعله , وتفتح قنوات الإتصال وإثراء الحوار بين كل هذه القوى المعنية بالتغيير وإرساء معالم وقوائم .. السودان الجديد ؟؟.


مع الشكر الجزيل



Post: #127
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-19-2006, 07:47 AM
Parent: #105

Quote: والسؤال الملح والأهم من كل هذا , ما هى "تحديدا" الجهة أو المجموعة التى من المفترض فيها أن تتبنى هذا الطرح وتفًعله , وتفتح قنوات الإتصال وإثراء الحوار بين كل هذه القوى المعنية بالتغيير وإرساء معالم وقوائم .. السودان الجديد ؟؟.


مع الشكر الجزيل


الاخ مهدي
تحية طيبة
1-عندما قلنا الديموقراطية وعيو سلوك قسنا ذلك علي الممارسة التي تمت من بعد الاستقلال حتى الان عبر كتب قيمة للمذكورين اعلاه..لذلك لن تاتي قوى السودان القديم وتحديدا الجبهة الوطنية 2006 بالديموقراطية لان فاقد الشي ء لا يعطيه
2- المشروع الذى يقود للتحول الديموقراطي هو اتفاقية نيفاشا ولوازمها من برتكولات مشاكوس والدستور الانتقالي..والية التنفيذ وانا اصدق الدكتور قرنق فيما يقول
3- يجب ان تصطف القوى الديموقراطية الحقيقية في السودان خلف الحركة الشعبية..لتلزم المؤتمر الوطني بالسير قدما في التنفيذ بدون لف او دوران...
4- المعادل الموضوعي للتحول الديموقراطي علي مستوي الجماهير هو اما ان يجود المؤتمر الوطني للحركة ب50% من ساعات البث التلفزيوني والاذاعي..انةتصدر الحركة جريدة يومية ودورية شهرية..او تكون هناك فضائية حرة من الخارج لتمليك الحقائق للجماهير وتغير وعيهم نحو الافضل و..لوضع الحكومة في المسار الصحيح
والذي يبدا
1- ابالملف الانساني لدارفور واعادة النازحين وبسط الامن
2- اعادة كافة المفصولين من القوات النظامية والخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي الي الخدمة وتعويضهم ماديا ومعنويا
وهذه المسؤلية المباشرة لحكومة الوحدة الوطنية الحالية
**********
وارجع واقرا بدقة ما كتبناه هنا من اول مداخلة الي اخر مداخلة وبدقة..لان هناك كثيرين التقطو ما نريد..ونشكرهم علي ذلك

Post: #75
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-14-2006, 12:31 PM
Parent: #1

الدكتو حيدر بدوي،
شكرا لهذا الطرح الجاد الذي افتقده هذا المنبر في الآنة الأخيرة.

المشكل السوداني عميق ومتشعب ومغذى في جوانب كثيرة منه بأوهام العامة.

للمشكل جذوره التاريخية التي فرخت جوانب سياسية واجتماعية وثقافية وما لكل هذه الجوانب من ظلال في الحياة.

ولانتاج معرفة حقيقية لابد أن يتوفر نفر من الدارسين، كل في مجاله حتى تتضح الصورة.

عموما لي بعض الإسهام المتواضع في الجانب السياسي أرجو أن أجد الوقت لتلخيصه هنا.

الشكر لك مرة أخرى.

Post: #76
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 12:34 PM
Parent: #75

الأخ الكريم حامد،

مرحباً بك، وشرفتنا، يا عزيزي!!

ٍسأترقب مساهماتك، خاصة وأنك مسست لب الأزمة في مداخلتك المختصرة بعاليه. أرجو ألا تتأخر علينا.

Post: #77
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 12:39 PM
Parent: #76

فاتني أن أقول، يا حامد، بأنني أقرأ لك بين الفينة والأخرى. وأرى في إسهاماتك سطوعاً بائناً في الحجة، ونفساً، هادئاً، وعميقاً. و لم يمناعني من مشاركتك هذا الرأي من قبل إلا ضيق ذات الوقت!!

فليكن هذا الخيط بداية لصداقة معلنة بيننا، فإن الصداقة الفكرية قائمة أصلاً، وإن لم تفصح عن نفسها بالمنطوق من الكلام.: وما أكثر وما أفصح الكلام الصامت الصاخب بين الثوار!!

Post: #78
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-14-2006, 12:44 PM
Parent: #77

Quote: فليكن هذا الخيط بداية لصداقة معلنة بيننا، فإن الصداقة الفكرية قائمة أصلاً، وإن لم تفصح عن نفسها بالمنطوق من الكلام.: وما أكثر وما أفصح الكلام الصامت الصاخب بين الثوار!!



سعيد، سعيد بهذا الكلام.
وقطعا ستقوى روابط الود يا دكتور.

Post: #80
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abdelfatah Saeed Arman
Date: 07-14-2006, 09:11 PM
Parent: #1

الاخ العزيز الدكتور حيدر بدوى
كتبت مداخلة اخذت منى الكثير من الوقت ولكنى عندما عملت اضف رد لم اجدها ... ولا اعرف ما الذى حدث بالضبط
ولكنى اعدك بكتابتها مرة اخرى .
ودمت
فتاح

Post: #81
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-14-2006, 10:20 PM
Parent: #80

العزيز عبد الفتاح،

كثيراً ما حدث لي ذلك. خيرها في غيرها. الكتابة لا تضيع، وإن لم يقرأها أحد. فإن من وظائف الكتابة أنها "تعتقل" الأفكار في "العقل" إعتقالاً. ولا شك عندي أن الوقت الذي أنفقته فيها لم يذهب هدراً.

لقد زدت من شغفي على الإطلاع على أرائك. أرجو، مخلصاً، ألا تتاخر علينا.

Post: #82
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-15-2006, 10:31 AM
Parent: #81

أعزائي المتداخلين والقراء،
أعتذر عن التأخر عليكم بموالاة الاستخلاصات، والتسلسل في إنزال الجزْء المعد سلفاً من السلسة.
يشرفني منذ أمس وأسرتي أخي الحبيب الدكتور النور حمد وأخي وصديقي الحبيب وعبد الحليم حسن العوض، الزائر من السودان، وزوجته العزيزة، الفنانة، والمبدعة نجلاء يوسف لطفي، المنشدة الجمهورية صاحبة الحنجرة الذهبية، وأبنائهم الميامين محمود وأحمد وآن، المنشدة المبدعة بدورها، بنت أبيها وأمها بحق وحقيق.

ٍمستمع وأسرتي، غاية الاستمتاع بضويفنا الكرام، الذين ما زالوا يتحفوونا بثمرات الفكر والشعور من حيواتهم الخصيبة. هذه أوقات لاتتكرر، مثلها مثل كل الأوقات. ولكن لعب
د الحليم عندي معزة خاصة. فقد كان رفيقي في الغرفة في جامعة الخرطوم يوم دخلتهخا هائماً مهموماً تائها في بحر العاصمة، التي كنت مستجداً على السكن الد ائم بها.

ولأن كلانا كان من أسر متواضعة، ولأن كلانا كان جمهورياً، ومازال، فقد وجدنا في بعضنا السلوى. نهاجر إلى الأستاذ محمد محمد طه كلما حزبنا أمر خلال الأسبوع أكثر من مرة. وفي نهاية الأسبوع، نذهب للإقامة في الثورة نعود بعدها للجامعة خلال أيام الدراسة، لنعود للثورة مرة أخرى، ومرات، للإقامة التامة خلال الإجازة الصيفية في الثورة، أو الترحال في الوفود الجمهورية التي تطوف الأرياف والمدن من أقاصي السودان إلى أقاصيه. باختصار، حليم بالنسبة لي نسيج وحده، لذلك فلتعذروني إلي الغد لأواصل في الاستخلاصات.

أما تنزيل ما هو حاضر من السلسلة، فسأقوم به في وقت لاحق خلال اليوم، راجياً أن أواصل في الاستخلاصات، لادرج تعليقات على الحبيب كمال عباس وكل من تداخل بعده وقبله.

أشكركم على حسن التفهم.

Post: #83
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عاطف عمر
Date: 07-15-2006, 11:13 AM
Parent: #82

Quote: ولكن لعبد الحليم عندي معزة خاصة. فقد كان رفيقي في الغرفة في جامعة الخرطوم يوم دخلتهخا هائماً مهموماً تائها في بحر العاصمة، التي كنت مستجداً على السكن الد ائم بها.


يا الله

يا لذلك الزمان الجميل
عبدالحليم حسن العوض
يا لهذا الإنسان النادر النبيل
في منزلهم العامر ، وفي منزلنا قضينا تلك السنة المفصلية في حياتنا( ثالث ثانوي ) ونحن نؤدي امتحان الشهادة السودانية ، معاً كنا في نفس المساق ( علمي / رياضيات ) . لحليم أسلوبه السهل الممتنع في إيجاد الحلول للمسائل المعقدة وله صبر طويل على التفاصيل الدقيقة . من أجمل مفاجآت تلك السنة أن وفقنا الله تعالى لدخول جامعة الخرطوم كلية الهندسة وبنفس البوكسنق ( 256/300 ) مع إختلاف التفاصيل عند كلينا .

لعلها فرصة طيبة أن أحكي لضيوفك الكرام أخي حيدر هذه المعلومة .

عبدالحليم هو من دفعني لقراءة كتب الفكرة الجمهورية ( بلسان الحال )

نشأت في مجتمع رفاعة ، وكانت به معارضة عنيفة للفكرة الجمهورية يقودها كثيرون منهم أستاذنا النور محمد أحمد الذي كان يقول لنا أن الفكرة الجمهورية تدعو لأن يتزوج الإنسان بشقيقته وانهم---- وأنهم ------ . لكن عبدالحليم ( الجمهوري ) كان معي صباحاً في الفصل ومساء نحن معاً في بيتهم أو في بيتنا نذاكر معاً كنا نصلي أوقاتنا معاً وبعد العشاء أصلي الشفع والوتر وأنام . لكنني كنت أصحو مرات كثيرة في الثلث الأخير لأجده على المصلاية ركوعاً وسجوداً .
سألت نفسي عن هذه الفكرة التي تلزم أصحابها ومعتنقيها بقيام الليل .
سألت نفسي عن مصداقية ما يقوله أستاذنا النور عن هذه الفكرة .
قررت أن أقرأ بنفسي كتب هذه الفكرة ، واسمع من دعاتها وأحاورهم
فإما قبول عن بينة ، أو رفض عن بينة .
وقضى الله تعالى أمره .

هذا أخي حيدر بعض ما عنيت في مداخلتي السابقة من ضرورة تواجد أصحاب الفكر وسط مجتمعهم ، فالعبرة ليست دائماً بالأفكار ، بل في التزام أصحابها بها ليكون ذلك أبلغ وسيلة للدعوة فرسولنا الكريم كان خلقه القرآن .

كا لا يفوتني أخي حيدر أن أحيي زوجته وأنجاله
وأحيي أستاذي د.النور حمد الذي حاورته في بوست سابق فأسرني بتواضعه وصدقه مع نفسه.

Post: #84
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abu Eltayeb
Date: 07-15-2006, 12:58 PM
Parent: #83

حيدر بدوى ..

أستاذى لك حبى .. ( to sir, with love )

ليس لدى ما أقوله الآن فى حضرة أساتذتى

الجمهوريين .. إلا أن يأتينى الإذن أو يفتح

الله لى بشىء يفيد ... تكلم وقل أخى الأكبر

فهل من مزيد ... أما أنا فمهمتى أن ادخل

ما بين الفينة والأخرى , لأُعلى راية هذا البوست ..

مامون أحمد إبراهيم

( ضيف حالياً على صفحات أخى : لطفى على لطفى )

Post: #85
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abdelfatah Saeed Arman
Date: 07-15-2006, 05:03 PM
Parent: #1

الاخ العزيز د. حيدر بدوى

التحية لك ولضيوفك مرة اخرى.

الحزب الجمهورى هو الذى نبه مبكرا الى ان هناك مشكلة فى الجنوب يجب حلها؛ ودفع الاستاذ الشهيد

حياته ثمنا لمواقفه الواضحة و الناصعة ضد جماعات التطرف و الهوس الدينى.

بداية الجبهة الاسلاموية ليست وحدها المسئولة عن هذا الوضع الحالى بل جميع هذه الاحزاب مسئولة

مسئولية مباشرة عن هذا الوضع؛ وربما نختلف حول حجم المسئولية لكل منها ولكن هذا موضوع اخر.

البعض يرى ان المشكلة كانت بعد الاستقلال ولكنى ارى انها كانت ارهاصاتها قبل ذلك بكثير... منذ

المهدية عندما اختار الامام المهدى عبد الله ود تورشين خليفة لها ؛ وهو كان قرارا ثوريا وحكيما و

شجاعا ؛ وهو اختيار احد ابناء الهامش ان يكون خليفة له . ولكن ظهرت شوفانية اولاد البحر عندما

انكروا على الخليفة عبدالله ذلك وعايروه بانسابهم.. ولم يكن منه الا ان عزف على ام كيكى خاصته و

انشد ردا عليهم " خليفة المهدى دقنه دايره وسنه بيضه ... ادب الانجليز عيون الكديس ؛ ونحنا

التعايشة شرابين المريسة اولاد النبى عيسى!"

وفى التاريخ الحديث عندما اختار ثوار اللواء الابيض الراحل الكبير البطل على عبد اللطيف قائدا

لهم ... ولكن نفس المشهد تكرر وظهرت عقلية ابناء الشمال النيلى المتعالية مرة اخرى عندما

ارسل الاشراف مزكرتهم الشهيرة الى الجمعية ... وتسألوا عن من هو على عبد اللطيف ؟ و هل الثورة

اصبحت شىء مبتذل حتى يقوم بها ابناء الشوارع؟ !! . وهذا لان على عبد اللطيف اتى من الجنوب و

ليس من المركز ... ولم يشفع له اسلامه و لا وطنيته ولا حتى والدته التى هى من الشمال. وتكررت هذا

المشهد حتى فى 1998 عندما اخرج على الحاج ومن معه الكتاب الاسود. وفى اخر ديمقراطية ذهب

الفريق احمد يوسف الى الشهيد د. جون قرنق لاقناعه بالمجىء الى الخرطوم وهو تربطه به صلة صداقة

وزمالة؛ وكان دكتور قرنق يعلم العقلية التى فى الخرطوم فلذلك سال الفريق يوسف وقال له انه

يدعو الى سودان موحد يتساوى فيه الجميع هل فى ذلك غلط؟ فرد بالنفى ... وسأله مرة اخرى انه

يقول يجب اتاحة الفرصة لابناء الهامش ومشاركتهم لصنع القرار فى الخرطوم هل فى ذلك غلط؟ فرد

الفريق يوسف بالنفى ايضا. فقال له د. قرنق دعنى اقول ليك الغلط وين ... الغلط هو انا جون قرنق

على رأس هذه الحركة ولو كنت انت يا احمد يوسف على رأسها لم تكن لتجد احدا يستنكر عليك ذلك.

هذا هو تاريخنا وهؤلاء هم ساستنا؛ وعلينا ان لا نسأل سؤال ساذج مثل الذى سأله الاديب الطيب صالح

من اين اتى هؤلاء؟

ومشروع السودان الجديد هو محاولة جادة الى تغير كل هذا ؛ وهو يعتمد على الاحزاب الشمالية بقدر

ما هو مشروع معتمد على الحركة الشعبية. وهو مشروع كبير ونجح فى خلق علاقات جديدة داخل الحركة

الشعبية . وانا عندما عملت مع القائد المناوب جورج كوج باراج فى مكتب القاهرة . كان يستغرب

الكثيرين من زوار المكتب ان هناك سجادات لاداء الصلاة بالنسبة للمسلمين.. بل و انا احيانا عندما

يكون المكتب مكتظ بالزوار اذهب له فى مكتبه واصلى داخله؛ واحيانا يسألنى إن كنت اريده ان

يخرج لكى استطيع اداء صلاتى. انظر لهذا التواضع و الاحترام العميق لمعتقدات الاخرين... هل ترى

ان ذلك كان ان يكون ممكنا لو فكرة السودان الجديد. بل وفى رمضان يقيمون من اجلنا موائد الافطار

فى بيوتهم وهم غير مسلمين ... هل يوجد تسامح اكثر من ذلك.. هذا كان حلم الدكتور قرنق ان

يتعايش الجميع فى تسامح و محبة وان يسعوا ان ما يجمعهم لا الى ما يفرقهم ؛ وتجلى هذا الكلام

عندما قال الشهيد قرنق ان مشروعنا مشروع السودان الجديد هو مثل فطور رمضان عند المسلمين فى

الشمال ان يأتى كل بما عنده وبهذا نخلق مائدة دسمة و متنوعة. وادعو الجميع المساهمة فى هذا

المشروع لانه لا يخص الحركة وحدها بل يهم الجميع هذا إن ارادوا سودان موحد على اسس جديدة.

كل الود

فتاح

Post: #86
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-15-2006, 09:47 PM
Parent: #1

الحبيب د.حيدر،

يابختك!

اوياريت تشوف لي انشودة الله ياخديجة، والله الله الله.

ياعزيزي كان العشم في الفكر الجمهوري ان يكون المعادل للحركة الشعبية في الشمال، ولكن.

لازلت مقتنع تماما انو خلاصنا حيكون بالضبط في ذي طرح الفكر الجمهوري بالتحديد، وليس اي طرح اوشكل اخر، بخلاف بعث روحي اولا واخيرا في شكل ثورة ثقافية تلقائية منسابة من دون مركز ايديلوجي اوقيادة فردية ملهمة اومذهبية جامدة.

ابدا قصدي حراك اجتماعي في المقام الاول ثم سياسي في الدرجة الثالثة اومايليها.

طبعا ده في الظاهر مناقض لي كل كلامي، ولكنو يظل في الظاهر، لانو طرحنا مرحلي اومؤقت يقود الي المعبد ولكن لايدخلنا اليه.

البدخلنا المعبد اويطوفنا بينا داخله هو البعث الروحي الخالص، لانو الروحانية هي مفتاح شخصيتنا، ابتداء من الجنوب اولا، ثم الغرب ثم الشرق ثم الشمال الاكثر كثافة "مادية".

الجنوب هو الانقي روحيا والطف، والشمال هو الاكثف، لانو علي الحدود، بينما الجنوب مطمور في الاعماق اومدخور لي يومو!

في تاريخنا القديم، دايما البعث بعد اضمحلال كان بجي من الجنوب الجغرافي!

عشان كده الجنوب الجغرافي للناس الفي مصر، كان هو القبلة، تماما كما الكعبة اليوم!

بل علي العكس كان العمل في الاديرة ومعابد ذلك الزمان شرطو ان تكون جنوبيا!

كلام غريب ومصادم لكل ماتواضعنا عليه من معرفة ووعي مركزو شمال الكرة الارضية اليوم، ولكنو حقيقة لامعني لتناولها الان، فالمواعين ماجاهزة لي كلام زي ده ابدا ابدا!

Post: #87
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-16-2006, 00:07 AM
Parent: #86

مكرر

Post: #89
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-16-2006, 00:15 AM
Parent: #86

الأخ/ د.حيدر
المتداخلون والقراء الكرام
سلام لكم جميعاً
بما أني قد تحدثت في مداخلتي السابقة عن النفس البشرية وبؤسها الأزلي بسبب الهوى ،والصراع والتدافع بميزان القوى وأهميتهما في إيجاد الفكر والأخلاق المعاشة في الواقع ودور التنظيم في هذه القوى والتوازنات ،هناك عامل آخر له صلة وأهمية كبيرة في حركة الفكر الاجتماعي السياسي وأنظمة الحكم بصفة عامة والنظام الديمقراطي المتوازن بصفة خاصة،ألا وهو نوع ومقدار الثقافة العامة التي يتمتع بها المجتمع وهو مانسميه الوعي العام وأعتقد أن الجميع يدركون أن الوعي مسألة ممتدة بين أسفل سافلين والإطلاق ولكن الذي يهمنا منه هو وعي المرحلة( أدب وقت)(براجماتية) والذي يجمع بين الطرفين الماضي والمستقبل بما يكون لهما من تأثير على حاضر المرحلة وقد لامس كثير من الإخوة المتداخلين بقصد أو بغيره هذه المسألة وعلى سبيل المثال :
حامد بدوي :
Quote: المشكل السوداني عميق ومتشعب ومغذى في جوانب كثيرة منه بأوهام العامة.

عادل أمين :
Quote: والخلل ايضا عدم اهتمام الحركة باهمية الاعلام المرئى والمسموع...في هذه المرحلة.. ولا زال برنامجها يتعرض للتشويه والاستهزاء من براعم الجبهة الوطنية2006 من اصحاب الوعي المستلب في منبرنا الحر
-لم يكن ابدا يوما هناك في السودان ديموقراطية حقيقية ..لان الديموقراطية الحقيقية تحتاج لدولة مدنية..وثقافةمجتمع مدني..وعلى ضوء هذه الثقافة تبني احزاب وطنية ذات مشاريع واضحةوهادفة..
وحتي قول الأخ بشيرعيسي بكار المشوب ببعض المرارة :
Quote: وحتى شياطين السودان متميزون عن بقية الشياطين !!! ضللوا سعي "الشيطان الأكبر"، أمريكا!! ولذلك فإن "فقراءه" الذين سيطردون شياطينه قريبا، بإذن الله، سيكونون أقوى وأغنى "فقراء" في العالم، بعد طرد الشياطين بالبخرة والمحاية، وأهم شيء "العزيمة" !!

فالثقافة العامة هي السلاح الذي حارب به الترابي وهي السلاح الذي جعل رجال الطائفية يستغلون هذا الشعب وجعل كثيرين يشيدون بموقف على عثمان محمد طه ويصفونه بأنه الرجل الذي جلب لهم السلام وينكرون الأستاذ محمود ويصفونه بالمرتد!!!!!!وما زالوا بعيدين عن إدراك طروحات الحركة الشعبية، أو حق، و قيمة التنظيم أساساً كآلية لإحداث التغيير أو الأعمال الناجحة، لأن الفردية الفهلوية والخطاب الدوغمائي مازالا هما المسيطران والفاعلان حتى في أوساط المتعلمين فأرجو من كل الإخوة المتداخلين وأصحاب الرؤي أن يولوا هذا الموضوع كثير اهتمامهم ويطرحوا ما لديهم لمعالجته أوالتعايش معه دون أن يقودوا الأمة من الخلف كما يفعل الطيب مصطفي ومن لفَ لفه، فالكعكة التي تتصارع عليها النخب السياسية بطبعهم البشري ( معطى) هي الشعب لأنه سلم المجد لهم أو مقبرة هلاكهم، وسلاحهم في ذلك إستغلال نقاط الضعف في المجتمع،وهي كذلك بالنسبة للمفكر فإما أن يقبل أو يلفظ حتى لو كان صاحب الشريعة والحقيقة، ولأهمية هذا الأمر اعتبره الأستاذ محمود من الأهداف العليا وأبان ذلك عندما سأله الصحفي بابكر حسن مكي قائلاً : ماذا يريد الجمهوريون ؟ فأجابه الأستاذ : نحن نريد إشاعة الوعي بين الناس،فنحن مع مثقف الشمال والجنوب نحاوره ثم نتركه يختار .لذلك أستطيع القول بأن الوعي العام الذي تمثله ثقافة الأمة والذي به تستطيع أن تستبين الغث من السمين هو من أهم أركان البناء وأجدني مؤيداً للأخ عادل في فكرة القناة الفضائية بل كنت قد عتبت على الحركة الشعبية في مقالات سابقة قصورهم في الجانب الإعلامي وترك الساحة لألفوات الجبهة ،وأخشى ما أخشاه أن نتوهم الفوز في الإنتخابات القادمة دون الأخذ بالأسباب العملية فيفاجئنا أبناء ميكافيللي بما لم يكن في الحسبان.
وختاماً تعليقات خفيفة على بعض المداخلات :
بشير بكار
Quote: وأقوى حزب شيوعي في أفريقيا والشرق الأوسط، وأول حركة إسلامية في العالم السني تصل إلى السلطة (وهذه مصيبة طبعا، سنناقشها في موضعها)
أظن هذه سببها الأحادية الفكرية وعدم شيوع ثقافة النسبية في السودان فالإنسان السوداني يتمتع بقدر كبير من اليقين يحسده عليه أساتذة العلوم الطبيعية (يمكن المسألة دي السبب فيها أكل المحدقات وعلى رأسها الشطة .........مزحة)من ذكريات أحد الإداريين الإنجليز في العهد الإستعماري قال : (إن السوداني يخدمك بإخلاص ولكنه في قرارة نفسه مقتنع بأنك ذاهب إلى الجحيم )
يعقوب البشير
Quote: وأرى أن السبب الحقيقي في تلك الأزمة التي بدأت منذ الإستقلال هو التعدد الديني و الثقافي و الإثني و عدم وجود رؤى و أطروحات فكرية و سياسية و أضحة المعالم لدي كافة القوي السياسية و الفكرية و الثقافية السودانية لعلاج ذلك المشكل في ذلك الوقت.
إن الرؤى والأطروحات التي تأتي بصورة فوقية لاتملك القدرة على الثبات والفاعلية بقدر الأفكار و التوافقات التي تتولد من الصراع نتيجة لهذا التعدد وعليه يكون السبب هو غياب الصراع وليس التعدد ،بل أن التعدد والتنوع هو المورد والمعطى اللازم لقيام الصراع .
حيدر
Quote: ألا يجدر بنا أن نكون ثوريين، ولو كان لك على بيت المهدي، الذي تنكر لتراث المهدي؟ أولا يجد بنا أن نثور على قيادات الجمهوريين، الذين تنكروا لتركة الأستاذ محمود محمد طه الثورية؟
الله ، اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ،قال أحد فلاسفة الإغريق 384 ق.م : ( إن الثابت
الوحيد في هذه الحياة هو التغير المستمر ) لذلك يجب علينا أن نكون في حالة ثورة دائمة ساعين دوماً للإرتقاء والعروج محاكين في ذلك الناموس، وحذار ثم حذار من السكون والجمود.

ولكم التحية جميعاً أبوحمد

Post: #90
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-16-2006, 04:36 AM
Parent: #86

الاخ العزيز بشاشا
تحية طيبة
انظر الى هذيانك تحت


Quote: الجنوب هو الانقي روحيا والطف، والشمال هو الاكثف، لانو علي الحدود، بينما الجنوب مطمور في الاعماق اومدخور لي يومو!

في تاريخنا القديم، دايما البعث بعد اضمحلال كان بجي من الجنوب الجغرافي!

عشان كده الجنوب الجغرافي للناس الفي مصر، كان هو القبلة، تماما كما الكعبة اليوم!
بل علي العكس كان العمل في الاديرة ومعابد ذلك الزمان شرطو ان تكون جنوبيا!

كلام غريب ومصادم لكل ماتواضعنا عليه من معرفة ووعي مركزو شمال الكرة الارضية اليوم، ولكنو حقيقة لامعني لتناولها الان، فالمواعين ماجاهزة لي كلام زي ده ابدا ابدا!


كلام الطير في الباقير مزخرف بمفردات صوفية
طبعا الوعي الايدولجي االمخيم عليك يجعلك تصب لينا افتراضات جاهزة..ونقول امنا وحلقنا قرعة ...كلامك ده ادبي وما فيه حبة فكر او قائم علي حقيقة...
اذا عايز تتكلم عن الانسان كقيمة مجردة ومن بعد روحي ديني(اني جاعل في الارض خليفة)..ده ما محلو..واذا عايز تثبت ان الحضارة في افريقيا تبدا من المركز وتتحرك للاطراف..في الاتجاهات الاربعة..وتاخذ اتجاه مصر والسودان..الواقع يكذب قولك..مصر المعاصرة الان اكثر تقدما من السودان في كل المجالات..والشمال السوداني اكثر تقدما من الجنوب(بسبب قوانبن المناطق المقفولة)..والناس كانت عريانة لحدت قريب ده والعري مش حضارة وكانو اروحين ويقتلون بعضهم في حروب الموارد/المراعي والقتل عمل كثيف جدا..بينما الشمال الجغرافي تاثر بتعاقب الاديان اليهودية ثم المسيحية ثم الاسلام..كما تاثر بالاستعمار التركي الرجعي ثم الاستعمار الانجليزي الحديث الذى صنع دولة مدنية حديثة اسسها بكوادر مصرية لعدم وجود مؤهلين سودانيين ثم تعلم ابناء الشمال بحكم الموقع والقرب من مصر ثم ابناء الغرب والشرق وظلم الجنوبيين تحت قانون المناطق المقفولة..لذلك ظل السوادنيين الشماليين يشعرون بالدونية حيال مصر وانت نموذج ثم ناس الغرب يشعرون بالدونية حيال الشماليين...ثم اخيرا الجنوبيين..رغم ان الاسباب فنية بحتة جعلت المصريين اولا في السودان والجنوبيين الاخيرين
وان الضرر البالغ هو ان مصر عملاقة في كل المجالات الا في السياسة ..وهي مصدرة كل الايدولجيات لنا ولديها عقدة التفوق لذلك احتكرت الاسلام بمؤسسة الازهر الشريف المتخلفة ثم العروبة بجامعة الدول العربية بجعل المقر والامين منها...ولا يمكنك ابدا ان تتجاوز التاثير المصري في السودان..والا اقترح ليك تفصل السودان ده وتجرو بتركتر تختو جم بوركين فاسو..عشان تؤطر فيها دولتك المازومة والمزعومة....وطبعا لاني اهتم بالموارد اقول ليك الفايدة والوحيدة الكان ممكن تقدما لنا مصر ومنذ الستينات ان تمد لينا كهرباء من السد العالي الى الخرطوم عبر الشمال المظلم الذى لازال يعيش لمبة الهبوب...وكا يكون اكبرانجاز ...قومي عربي ..

وبعدين يا اخوى اذا كان الكلام عن الحضارة والرقي والتطور اخد اليابان نموذجا ....جذر صخرية سدس مساحة السودان و الحمار الضكر ما يقعد فوقا وظفت العقلية اليابانية العلمية مواردها الشحيحة افضل توظيف..وبقت قوى اقتصادية كبرى في العالم..بينما االسودان الذى توازي موارده امريكا...مع الفكر ذى الابعار والايدولجيات المختلفة ..تحول لسلةمجاعة العالم..ومصر نسبيا توظف مواردها افضل مننا بكثير...فقط نحن شعب ثرثار وما متواضع ...وانت نموذج حي لذلك...لذلك فكنا من التنظير الذى لا يفيد اي مواطن سوداني في الوقت الراهن وتحدث بصورةمباشرة عن الانتخابات التي بعد سنتين ورهانات الوعي الان... وارجع فقط للمداخلة الاولى والمحورين المحددين اعلاه...واحزاب المستقبل في السودان..وضرورة الفضائية الحرة في هذه المرحلة ,,,
*********
بعدين لاتوجد ثورة ثقافية بدون ملهم اخلاقي ونحن عندنا اثنين الاستاذ محمود/غاندي والدكتور قرنق/مانديلا..والحلقة المفقودة هي الفضائية الحرة واجهزة الاعلام القادرة علي توصيل مشاريع هذين الرجلين للجماهير المغيبة..وستجد الكثيرين يشاركوني هذا الراي

والتحية لكل المشاركين

ان نوقد شمعة خير من ان نلعن الظلام

Post: #88
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: sharnobi
Date: 07-16-2006, 00:11 AM
Parent: #1

عزيزى استاذ حيدر


ويأتيك بالاخبار من لم تذودى


لنحلم بوطن تانى

Post: #91
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 10:38 AM
Parent: #88

نواصل حديثنا عن الترابي كطرف من ظاهرة القوى الجديدة "المنفلتة."
*********

إلتزم الترابي طريق "الإخوان المسلمون،" وضرب فيه المضارب، حتى بهر الناس من حوله. وشارك في ندوة في جامعة الخرطوم أسهمت في تأجيج ثورة أكتوبر، من ضمن أنشطة أخرى من قوى سياسية ونقابية أخرى أدت لتلك الثورة الباهرة. وحين سطع نجم الترابي، وتيسرت له أسباب السطوة أسس "جبهة الميثاق،" منسلخاً سلخاً من الجسم الأم "الإخوان المسلمون." وهنا تفرد الترابي بقيادة ما صار يعرف، زوراً وبهتاناً بالحركة الإسلامية!! ثم غير الترابي إسم التنظيم إلى "الاتجاه الإسلامي،" ليعمل في الجامعات والمعاهد العليا في عهد مايو. وكلمة "اتجاه" ههنا توحي بأنه التنظيم ليس حزباً، وذلك استجابة لظروف حل الأحزاب السياسية إبان الحكم المايوي. وهنا كان "الاتجاه الإسلامي" يعمل كما يعمل الحزب، بكل معنى الكلمة، وفي أهم المعاقل، معاقل العلم والتنوير. نفس هذا الوضع ينطبق على الحزب الجمهوري، الذي تغير إسمه إلى "الإخوان الجمهوريون.،" الذي ظل المعادل الوحيد للهوس اليديني، في الجامعات، حيث كان نشاط "الإخوان المسلمون،" فرع جبهة الميثاق، الذي تسمى بالاتجاه الإسلامي مكثفاً. ولأن الجمهوريين كانوا أقوى المعارضين للهوس الديني في أهم المعاقل، في الجامعات، تآمر الترابي وصحبه لقتل الأستاذ محمود، فما توا هم وكال للأستاذ في الموت حياة يا أولى الألباب!!! وفي معنى ذلك، ظل يطربنا، ومازال، الراحل المقيم الفنان عبد العزيز محمد داؤود، بقول الشاعر العرفاني إبن الفارض:

أنتم فروضي ونفلي، أنتم حديثي وشغلي
ياقبلتي في صلاتي، إذا وقفت أصلي

إلى أن يقول:

الموت فيه حياتي، وفي حياتي قتلي
قلت امكثوا فلعلي أجد خطاي لعلي
**********************************

مازال لهذا الحديث عن الترابي من بقية، سننزلها تباعاً، راجين أن يتداخل من تستجد له فكرة من المتدااخلين أن يدلي بها. أقولها صادقاً، إذ أقول بأنني أتعلم من المتداخلين الكرام، ربما بأكثر مما أفيدهم. لهذا فإنني أدعوكم للتداخل، دون انتظار لانتهاءالسلسلة، لأنه لا انتهاء أصلاً. ذلك لأن كل نهاية هي بداية لنشدان غاية جديدة تلو بلوغ غاية!! وهكذا لا بدء ولا انتهاء، في سماوات الله وأراضيه. لا انتهاء ولا ابتداء في بديع المكان ولا بديع الزمان، ولا في بديع المكتوب ولا اللسان!! وفي الكلمة كان المبتدأ، وبالكلمة تكون النهاية، ولا نهاية!!!

وهنا كانت عبقرية الترابي: توظيف الكلمة، للنطق عن أكوانه (أزمانه ومكانه) بأفضل مما فعل معارضوه، فكان بذلك أكثر إنسجاماً مع حركة الله في خلقه، وحلقة الشر في أنسه وجانه!!

وظف الترابي الكلمة، المبهمة، المليئة بكل شئ، ولا شئ، بأفضل مما فعل غيره، فكان أن ملك القلوب بالحق وبالباطل وشغل الدنيا، بعد أن أدخل العالم برمته في أتون الهوس الديني، وقد أشرنا إلى ذلك من قبل. ونرجو أن نجد متسعاً من الوقت لنجليه أكثر.

Post: #92
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 07-16-2006, 11:03 AM
Parent: #1

Quote: ولا يمكنك ابدا ان تتجاوز التاثير المصري في السودان..


Quote: مصر عملاقة في كل المجالات الا في السياسة ..وهي مصدرة كل الايدولجيات لنا


داعية الاتحاد تحت تاج الخديوي،

اوبعد ده كلو ياعادل او بي كل قوة عين تتكلم عن سودان جديد، اوكمان تنظر في الموضوع؟

الشهادة لله!

ياخي حاسوب دماغك الالي لازال وكشأن كل رموز السودان القديم، يعمل وفق برمجة "النوافذ المصرية" او "الويندوز المصرية"!

بعد ده، تقول لي سودان جديد؟

استغفر الله!

فلو مصر العايشة علي السمسرة والنخاسة، بيعا لي دماء الفلسطينين بمئات الملايين من دولارات "الاعانة"، عملاقة- فاعلم ان ذلك بعضا من مانهبتو من بلادنا اوانسانو الباعو المصريين في سوق النخاسة مرة اخري، لسد ديونا!

اذا التصدو لي رهن السودان لمصر، مش قيادتو، من امثالك اوامثال سيدك الميرغني الجو اهلو في معية كتنشر، فطبيعي جدا يكون ده حالنا، او داك حال دولة الخديوية.

انت بس اختا الكلام والتنظير عن السودان الجديد، ياشيخ غفر القديم!

Post: #93
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-16-2006, 12:44 PM
Parent: #92

الدكتور، حيدر بدوي.

كنت قد وعدتك بالمداخلة فيما أعتقد إنني أفهم فيه وهو الجانب السياسي للمشكل السوداني المتعدد الجوانب.

ها أنا أبدأ فأقول:

ما سأحاوله هنا هو نقد الحركة السياسية السودانية من خلال إعادة ترتيب الأحداث السياسية بحيث يكون لها معنى. وتحليل الخطابات السياسية بحيث تكشف عما تخفي. وتحليل الممارسات السياسية بحيث تكشف عن إرتباطاتها الإستراتيجية. وذلك باعتبار أن الحدث والخطاب والممارسة حقائق تاريخية مميزة ومستقلة، قابلة للتحليل والنقد. وقد إبتعدنا، قدر المستطاع عن نقد وتحليل الأشخاص من الزعامات السياسية التي شاركت في الحركة السياسية السودانية خلال الفترة التي حددناها هنا. وذلك لقناعتنا بأن الشخصية السياسية، في تاريخيتها، ليست سوى عنصر منفعل أكثر مما هو فاعل في صنع الحدث السياسي وتكوين الخطاب السياسي وتبرير الممارسة السياسية. هذا فضلاً عن أن الشخصية السياسية هي جوهرياً، إجابة محددة وقاطعة بإزاء الوقائع السياسية من ضمن عدة إجابات تشكل في مجموعها ما يسمى بالحركة السياسية. وما نبحث عنه هنا ليس الإجابات وإنما الأسئلة، والأسئلة الجديدة التي لم تسأل من أجل تجاوز الفهم القديم الراسخ وإستبعاد المعايير السائدة وتبديد الأوهام الخادعة. ووسيلتنا إلى ذلك هي استنطاق بداهات الحدث وبداهات الخطاب وبداهات الممارسة. فلا ندعي معرفة بالخفايا وما وراء الكواليس، ولا نبحث عن ذلك. فما يشكل الحياة السياسية هو البداهات التي يعرفها كل الناس.

واستنطاق هذه البداهات يستدعي أولا: إعادة ترتيب الأحداث السياسية من منظور جديد بحيث تضئ من ذاتها شيئا من المعنى والمغزى. ويستدعي ثانيا: تفكيك الخطاب السياسي في صوره المختلفة بحيث يكشف عن المخفي والمسكوت عنه بين ثناياه. ويستدعي ثالثا: تحليل السلوك السياسي بحيث يكتسب دلالة منطقية.

كل ما سلف يتطلب منهجاً جديداً. منهج يتضمن ممكنات عقلية جديدة يتجاوز بها خبرية الحدث السياسي وخطابية الخطاب السياسي وشعارية الممارسة السياسية، للكشف عن دلالية الحدث ومضمرات الخطاب وجوهر الممارسة. منهج يسعى لبناء نسق معرفي لتأويل المجال السياسي خلال الفترة من عام 1940م إلى عام 2000م.





ولنبدأ بالنظر لأهم مظهر تجلت فيه الحركة السياسية السودانية والذي يكشف بوضوح لا لبس فيه عن جوهرها الحقيقي، ألا وهو حقيقة توزعها على ثلاثة تيارات سياسية مستقلة عن بعضها البعض ومتوازية بحيث تنعدم الأرضية المشتركة فيما بينها. فمعروف أن الحركة السياسية السودانية منذ نشأتها وحتى اليوم تنقسم حول ثلاثة تيارات رئيسية هي:
التيار الإتحادي العروبي.
التيار الإستقلالي الديني.
التيار الحداثي العلماني.

وعليه فإن كل ما وقع وما صار في السودان منذ نشأة الحركة السياسية السودانية وحتى الوقت الراهن، ما هو إلا نتيجة مباشرة لحركة وتحولات وصراعات هذه التيارات الثلاث. فهذه التيارات تحتكر وتهيمن حصريا على كل النشاط السياسي في السودان منذ نشأة الحركة السياسية الوطنية. وتندرج ضمن هذه التيارات كل الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية في السودان، شماله وجنوبه وشرقه وغربه. إذ لا وجود لتيار رابع حتى الآن.

وقد فرخ التيار الأول الأحزاب ذات التوجه العروبي المؤمنة بضرورة صبغ الدولة السودانية بالصبغة العروبية ثقافيا وعرقيا وجعلها جزئا من المجال السياسي العربي. وأنتج التيار الثاني الأحزاب ذات التوجه الديني الساعية لربط الدولة السودانية بالدين الإسلامي. كما خرجت الأحزاب الحداثية العلمانية التي تسعى لدولة سودانية تنتفي فيها الهيمنة العروبية والتغول الإسلامي، من عباءة التيار الثالث.

وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه الديني في السودان معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، وإذ كانت الأحزاب ذات التوجه العروبي هي الأخرى معروفة ومتجذرة في التربة السياسية السودانية، فإن الغموض وعدم التحديد يغلفان الأحزاب الحداثية العلمانية باستثناء (الحزب الشيوعي السوداني).

وحسب الفهم السائد والمتكرس، فإن الشأن السياسي السوداني يظل منحصرا ضمن دائرة الهيمنة العروبية - الإسلامية. ويعطي هذا الفهم المتكرس للأحزاب، خارج دائرة هذه الهيمنة، وصف أحزاب الأقليات، ويقصد بذلك الأحزاب الجنوبية وأحزاب جبال النوبة والبجه ودارفور. وحيث أنها أحزاب أقليات متفرقة، فهي لا تشكل تيارا سياسيا يمكن أن يضارع التار العروبي والتيار الديني. ومن ناحية أخرى, يبدو أن وصف أحزاب (الأقليات) هذه بأنها الأحزاب الحداثية العلمانية، ينطوي على كثير من التجاوز.

غير أن هذا الفهم المتكرس والسائد لم يردعنا عن البحث عن فهم أوسع وأعمق لنخرج بنتائج مغايرة تماما. ومن أجل ذلك عدنا قليلا إلى الوراء، إلى بداية تكون الحركة السياسية السودانية في ثلاثينات القرن العشرين حتى نتبين الأمر. فعندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة التيار الحداثي العلماني لمناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ولمناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين الذين توزعوا بين التيارين المذكورين، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل الأرياف والأطراف والهوامش. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل الأرياف والأطراف زائداً المتعلمين، هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إقامة سودان حداثي لبرالي علماني بعيداً عن أطماع الساسة المصريين وبعيداً عن طموحات السيد عبد الرحمن المهدي. وعلى الرغم من فشل هذا الحزب وموته المبكر لما لقيه من حرب من جميع التيارات، إلا أنه قد أثبت من خلال عمره القصير بأن قضايا أهل الأرياف والهوامش لا بد لها من وعاء سياسي يأتي من خارج التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني. ولم يع أهل الأرياف والهوامش ضرورة قيام هذا الوعاء إلا بعد الإستقلال حيث أضطروا لخلق إتحاداتهم وأحزابهم السياسية خارج التيارين المذكورين، تلك التنظيمات التي عرفت بالأحزاب الجهوية.

والآن، وبعد مرور قرابة الخمسين عاماً، فإن وعي أهل الأطراف والهوامش بتناقض مصالحهم مع توجهات التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني، قد تعمق ونضج لدرجة أن الأطراف والهوامش تقاتل الآن لفرض الخيار الحداثي العلماني على السودان.

Post: #94
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 01:15 PM
Parent: #92

واجبي الأخلاقي يحتم علي للدخول الآن لكي أطلب من الأخوين العزيزين كمال بشاشا وعادل أن يتوقفا قليلاً مع نفسيهما ليكتشفا بأنهام يتعاركان في غيرك معترك. أنتما تتفقان في القضايا الكبري وتختلفان في الصغائر، وكم فتك بالأممم ضغائر الأمور!!!!!!

ولأبين ما أقصد.

عادل وبشاشا، كلاكما تتفقان على الآتي:

1. الحركة الشعبية ملهم للشعب السوداني، وركيزة من ركائزه الكبرى. فهي الوحيدة التي تصدت لعنجهية المهووسين ولصلفهم، وتقتيلهم للناس وتعذيبهم، وإداخل السودان برمته في أتون جهنم.

2. كلاكما يؤمن بالأستاذالشهيد محمود محمد طه، ونصاعة حجته وعمق تجربة التنظيم الذي أسسه، وهو الحزب الجمهوري، (الذي صار يعرف بالحركة الجمهورية).

3. كلاكما مساهم أصيل في مشروع السودان الجديد بكل ألوان طيفه البديعة، وكلاكما يقظف من ثماره الطيبة، كل من زاويته المتفردة، كل منكما مما يليه.

الفارق الوحيد
بينكما هو أن أحدكم "متأفرق،" أكثر مما يجب (بسبب اهتمامات ودراسات وقراءات أكاديمية راهنة). والآخر (الذي لا أراه "أخراً،" وإن رأي هو نفسه كذلك بإزاء الآخر، الذي ليس "آخرا" بدوره إلا في ما يعطيه السطح) ربما يكون "متعرباً" أكثر مما يجب (بسبب انتماءات سابقة بدأ خلاصه منه ولم ينته بعد).

أرجوكما يا عادل وبشاشا، ألا تقطعا هذا الخيط نسالة نسالة، فنهوهن وتذهب ريحنافرقاً فرقا!!!

Post: #95
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Abu Eltayeb
Date: 07-16-2006, 01:37 PM
Parent: #94

أستاذى لك حبى . (sir,with love)

فوق الفوق .. حيدر وإخوانه ..

مامون

Post: #96
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 01:47 PM
Parent: #95

عزيزي مأمون، أبادلك الحب الشديد!!

وأسالك أن تبلغ تحياتي الحارة لأخي الحبيب لطفي على لطفي، الجمهوري (من منازلهم!!)

سأوالي الاسخلاصات حسب الترتيب والتسلسل الموضوعي! Sir, with Love
أعذرني إذ تأخرت في التعليق على رسالتك العامرة بعاليه.

أحب أن أشاهد أفلام سيدني بوتييه. يبدو لي أننا نلتقي في الكثير في المعني. أسأل الله أن نلتقي في الحس قريباً، في السودان، أو في قطر، أو في أمريكا، أيهما يسر الله أولاً، ولا أول، ولا آخر، إذ أنني في الركب آخر!!

Post: #229
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Elmosley
Date: 08-18-2006, 12:35 PM
Parent: #96

د حيدر والمتحاورين

نحن نتابع باهتمام فشكرا لكم

Post: #268
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-08-2006, 11:26 PM
Parent: #229

up

Post: #274
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 10-28-2006, 08:59 AM
Parent: #96

up

Post: #296
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Osman Musa
Date: 12-23-2006, 06:06 AM
Parent: #96

أخى د/حيدر

تحيه طيبه

بكل الأعجاب اطالع مابين سطورك ـ

وكانى أسمع انشادا

ياســــيد الأنشـــــاد

عثمان عبدالرحيم موسى

Post: #307
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: بكرى ابوبكر
Date: 06-27-2007, 05:33 AM
Parent: #96

5

Post: #293
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-02-2006, 01:00 AM
Parent: #94

فوق

Post: #117
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-18-2006, 02:42 AM
Parent: #92

Quote: اوبعد ده كلو ياعادل او بي كل قوة عين تتكلم عن سودان جديد، اوكمان تنظر في الموضوع؟

الشهادة لله!



العزيز بشاشا
تحية طيبة
هناك مدرسة جديدة تسمي الواقعية السياسية..وهى تبني افكار وفقا للواقع الموضوعي..والحكاية في السودان بقت شباك وبابين ولمدة 6 سنوات
ونحن قلنا ليك الاتحادي الديموقراطي بعبر عن وعي ثلث اهل السودان..وليس انت وحدك السقف الاعلى للوعي
قلنا ليك العالم بقا كديما..واتحاد اليسار اليبرالي مع الوسط
واليسار الليبرالي في السودان تجسده الحركة الشعبية(تخطت الحزب الشيوعي الذى اختار الجبهة الوطنية2006) ..والوسط الحزب الاتحادي الديموقراطي
بعدين انت عبء علي السودان الجديد وتزور التاريخ وتنشر الكراهية وتثير الزوابع غير الممطرة لحدت ما الرايزوب بتاعك يحصل المنطقة البرتقالية السيفير وتشرد...هناك اسئلة تتعلق بالهوية امشي جاوبا في بوست الترحيب العملتو ليك تراجي وبعدبن تعال لي بيجاي اكلمك عن الموارد والكهرباء من مصر ..لان الهوية ليس ازمة السودان..
ولازم تعرف الحقيقة البسيطة دي
الحركة والاتحادي متحالفين منذ 1988 ولم تاتي نزر تعلن نهاية هذه الشراكة وليس هناك غطاء للحركة في الشمال افضل من الحزب الاتحادي الديموقراطي ...هذا اذا استيقظو وبداو في الحركة حتى الانتخابات وعملو فضائيتم من مصر كما وعدوا..وبعدين بنضيف المستقلين والقوي الديموقراطية الجديدة لهذا المحور(قوي الهامش)
ولي عايزنا نستورد احزاب من اليابان
والمستقبل في السودان اما تحكم بمشروع حقيقي او تعارض بمشروع حقيقى ..ما بنفع حقي سميح وحق الناس ليه شتيح

فقط خليك مع المداخلة الاولي والمحوريين(ناس لا لا) معارضة السودان القديم الجبهة الوطنية 2006 والفجور في الخصومة..المدمر ... ومعارضة السودان الجديد(القوي الديموقراطية الحقيقية وعيا وسلوكا)...نحن في طريقنا الي الجبهة الديموقراطية المتحدة...وان غدا لناظره قريب...وكلامي معاك كمل يا كمال

Post: #161
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: osama elkhawad
Date: 07-23-2006, 11:56 PM
Parent: #117


شكرا صديقنا حيدر على ايرادك لموضوعة العولمة،
وكنت قد قلت، كنت حسب زعمي الضعيف،أن مقولة العولمة،هي مقولة اساسية في خطاب الاستاذ محمود محمد طه،
فهو قد أثار مسالة عولمة السلام والاشتراكية والديمقراطية،
وحاول ان يقول بذلك في خطاب يمتزج باللطف والدعوة الى المحبة،فكان بحق غاندي افريقيا متبعا خطى افارقة آخرين مثل مارتن لوثر كينغ
العولمةتطرح ايضا قضية الهوس المتعولم ،كما تطرح قضية توحد شعوبنا الافريقية والعربية وكل شعوب العالم الثالث في مواجهة التكتلات العالمية الضخمة
ولي عودة كان الله هوّن
محبتي لك ،و للمتداخلين الكرام
المشاء

Post: #125
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-19-2006, 07:06 AM
Parent: #92

Quote: اذا التصدو لي رهن السودان لمصر، مش قيادتو، من امثالك اوامثال سيدك الميرغني الجو اهلو في معية كتنشر، فطبيعي جدا يكون ده حالنا، او داك حال دولة الخديوية.

انت بس اختا الكلام والتنظير عن السودان الجديد، ياشيخ غفر القديم!

بشاشا بوق الجبهة الوطنية 2006
سلام عليكم
بالله هسه الهذيان ده يشكل وعي زول في امريكا(سجم خشم امريكا كان كدي)


البوست ده ما فيه حكامات يمجدو ليك اراجيفك..دي.. عشان كده ركز معانا شوية...
الذى جاء بكتشنر..هو الدولة الدينية الفاشية لعبدالله التعايشي التي تحدت النظام العالمي القديم..ورات في امر تزويج ملكة بريطانيا بالامير يونس ود دكيم..بس الدولة الدينية الفاشية الاولي جاءت بالانجليز..من الشمال..لكن احفاد التعايشي الجدد مخلفات دولة الترابي الفاشية الثانية عايزين التتار يجونا من الغرب المرة دي وينظرون في امر تزويج الامير موسي هلال بملكة هولندا ... وهذا ادمان فشل يتكرر كل مائة عام
وبعيدن فرق بين الخديوي /الاتراك والمصريين لان الاتراك الاستعمروا مصر والسودان منذ محمد علي باشاوازلو الشعبين مصر والسودان بنظامهم الاقطاعي الفاشي .. الرسل اسماعيل باشا مع النيل وحاربهم الشيايقية في معركة كورتي وقتله الجعليين في شندي ..لكن ما بتكلمنا ليه عن الدفتردار المشي بهناك (بالغرب )عمل شنو والحاربو منو ووين..؟؟
ومصر كانت مستعمرة تركية منذ محمد علي باشا التركي لحدت فاروق الالباني واول رئيس مصري كان محمد نجيب ودعم استقلال السودان

استمر يا بوق الجبهة الوطنية القديم
ونكذب في قراءة التاريخ
نكذب في قراءة الاخبار
ونقلب الهزيمة الكبرى انتصار
**********
وكتر الف خير الانجليز الذين صنعو دولة مدنية حديثة في السودان وخلصونا من دولة التعايشي الفاشية و رجعتنا الجبهة الوطنية بعد الاستقلال الذى لا ليته كان لايام جديس وطسم..ويا حليل الانجليز ..والحديث ذو شجون

Post: #97
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: أبو ساندرا
Date: 07-16-2006, 01:55 PM
Parent: #1

Quote: سنواصل هذه الحلقة لاحقاً،
مع التأكيد على الدعوة للمساهمة دون الانتظار حتى نهاية السلسلة، لأن المساهمات نفسها تساعد في توليد الأفكار الجديدة وتنقيح الذي طرح منها! أريد، بصدق، أن يكون هذا الخيط تجسيد لروح ديمقراطية حقة، بحيث نصنع كلنا مادته، ونعيد تفكيكها وتركيبها. ثم نعيد صياغتها بصورة تعبر عن كنه الشخصية السودانية في أبسط صورها وأعقدها في آن معاً. وأعلن، مجدداً، بأنني على كامل الاستعداد للتخلي عما اقتنع بأنه غير موضوعي، متى ما بان لي ذلك.




العزيز دكتور حيدر بدوي
وكما ذكرت في المقتطف أعلاه فإن المساهمات العميقة قد أثرت مقالك الغني
هذه وجبة غنية ودسمة للإستفادة منها وهضمها أحتاج لوقت قد يتسنى لي في عطلة نهاية الأسبوع
حتى ذلك الوقت سوف أواصل إطلاعي وإستمتاعي
وهرش الدماغ

Post: #98
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Adrob abubakr
Date: 07-16-2006, 01:58 PM
Parent: #1

الدكتور حيدر تحياتي
احس بعض التناقض في الجزء الأخير من الجملة ممكن توضحها لينا؟
Quote: وهنا كانت عبقرية الترابي: توظيف الكلمة، للنطق عن أكوانه (أزمانه ومكانه) بأفضل مما فعل معارضوه، فكان بذلك أكثر إنسجاماً مع حركة الله في خلقه، وحلقة الشر في أنسه وجانه!!

Post: #118
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: رأفت ميلاد
Date: 07-18-2006, 06:20 AM
Parent: #98

العزيز حيدر بدوى

تحياتى

لا أزال فى أول البوست وبدأته بمنظومتك الرائعة

تلاههست الأنفاس بالمداخلات الرائعة

توقفنى عادل أمين بهذا الحلم البيع

Quote: اين يبدا الحل؟؟
يبدا بوجود منبر حر(فضائية سودانية من الخارج)_اذاعة صحف دوريات رصينة
ومؤسسات مجتمع مدني حقيقية
لان الديموقراطية الحقيقة في حاجة لثقافة مجتمع مدني اولا ثم احزاب حقيقية ثانيا..والحديث ذو شجون
التحية لعودة الاخ حيدر بدوي مرة اخرى لسباق المسافات الطويلة..في هذا المنبر الحر لوحيد المتاح حتى هذه اللحظة..وتاثيره محدود للغاية ..رغم جهود بكري الجبارة لجعله كائن حي يظهر للملاء في السودان ليس في شكل حفلات ورحلات بل ندوات وابعاد انسانية اكبر


فهذا فعلآ بداية النصر ليس تشر الوعى فقط بل بل هزيمة الهوس والخرافات والتخلف

سأعود ليس بعد قراءة البوست بل بعد إعادة قرائته مرارآ وتكرارآ
لكى لا تفوتنا فائته

والى الأمام

رأفت ميلاد

Post: #99
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبد الله عقيد
Date: 07-16-2006, 02:20 PM
Parent: #1

الأخ الدكتور حيدر
والأخوة المشاركون
لكم التحية

نتابع هذا الطرح المتميز
الذي افتقدناه لفترة طويلة.


لكم تقديري

Post: #111
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-17-2006, 12:18 PM
Parent: #99


Post: #112
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-17-2006, 12:20 PM
Parent: #99


Post: #113
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-17-2006, 12:24 PM
Parent: #99


Post: #100
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Sabri Elshareef
Date: 07-16-2006, 02:36 PM
Parent: #1

حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد(1 – 5)



هذا المقال لصديقي الكاتب الروائي احمد ضحية وهو

شاب غزير الانتاج المعرفي ويعد كسبا لواقعنا الثقافي والسياسي

Post: #101
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 04:54 PM
Parent: #100

الأخ الكريم أدروب،

دبايوا،

أقصد بأن الترابي لا يملك أن يفلت من إرادة الله، المهيمن، العزيز، الجبار، القاهر، فهو من خلقه، وفي دائرة من أضل الله منهم. الترابي لن يفلت من سنة الله في خلقه. كماأن الترابي لم يملك، ولن يملك، أن يفلت من حلقة الشر التي تحيط به، إلأ إذا تاب وأناب، ثم بعد ذلك خصع لحكم دولة القانون، ثم عمل صالحاً، بعد فساد كبير في الأرض، باسم الله!!

أرجو أن أكون قد أبنت.

Post: #102
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 05:02 PM
Parent: #101

الأخ الكريم عبد الله عقيد،
مرحباً بك بيننا. أرجو أن تشرفني بمساهماتك الجادة. فإني، وإن اختلفت معك في بعض الأمور، أرى في خطابك أن وجهة نظرك ستثري الحوار. أرجو أن تعود إلينا للمساهمة.

Post: #103
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 05:16 PM
Parent: #102

ٍٍعزيزي صبري،
أشكرك على رفد الخيط بالمزيد من الرأي الحصيف.

Post: #104
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 05:23 PM
Parent: #103

عزيزي أبو ساندرا،

شرفتني، أيها الحبيب.
أنت من دعامات هذا المنبر الراكزة، اتفقت معك أو اختلفت، وقليلاً ما أختلف.

سأظل أرتقب، فهل من مرتقب؟

Post: #106
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 05:26 PM
Parent: #104

عزيزي صلاح،
يا "خيرنوبي،" حاشاك الشر في "شرنوبي،"

شرفتني بالطلة.

أرجو أن تشرفني بأكثر منها، إن وجدت في الخيط ما يستحق المتابعة، والمساهمة.

Post: #107
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 05:30 PM
Parent: #106

الأعزاء حامد وعادل وعثمان وبشاشا،

ستشتمل الاستخلاصات القادمة على محاور تناقش الكثير مما طرحتموه ههنا، تصريحاً واستتاراًً.

شكراً على استمراركم في رفد الخيط بالكثير، المثير، الخطر!

أرجو أن تستمروا في برم هذا الخيط برماً شديداً، وكانه خيطم، إلى أن يصبح حبلاً متينا، نصنع عروته الوثقى بأيادينا جميعاً. نعم، فلنصنع تلك العروة، ولنقبض في مواجهة كل صنوف الشر والفساد، حيثما كان الشر، وحيثما كان الفساد!!

Post: #108
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: b_bakkar
Date: 07-16-2006, 05:54 PM
Parent: #100

عزيزي حيدر

رميت بحجرك الكبير في بركة هذا المنبر الساكنة – التي تصبح في بعض الأحيان آسنة - فاختلجت المياه.. بل يبدو أن البركة غشيها سيل من المياه الجديدة، فبدأت الحياة فيها تتجدد..

أحييك وأحيي جميع الإخوة الذين أثروا هذا البوست بمساهمات قيمة ومفيدة للغاية..


لي صديق عزيز قديم قد تعرفه، اسمه محمد أحمد الصادق، رجل ثوري يكتب بعمق نادر وبصدق جارح أحيانا.

كتب لي مؤخرا قائلا:


"يا بشير

الحركة الشعبية اختطفت

الحركة الشعبية اختطفتها الثعالب

بعد أن مات الأسد في كمين نصبه له الصيادون الخارجون على القانون “poachers”

الحركة الشعبية الآن محتاجة منكم إلى إنقاذ يا مؤيدي الحركة وأصدقاءها الكثر في الشمال

الذين استقبلتم جون قرنق في الساحة الخضراء استقبالا لم يسبق له نظير، وبنيتم عليه، مثل سائر أبناء الشعب السوداني في الجنوب والشرق والغرب، آمالا عراضا.

بشير،

قل لعبد العزيز الحلو وباقان أموم وياسر عرمان ودينق ألور ونيال دينق وإدوارد لينو ومالك عقار (يتامى قرنق كما أطلق عليهم عمنا بونا ملوال)

عوووووك، يا ناس الحركة الأصليين

أمر الانقسام في الحركة الشعبية معروف وواضح للقاصي والداني
بل كذلك أمر اختطافها مباشرة بعد أن رحل القائد الوطني الفذ قرنق
ونحن عارفين أنكم أصبحتم مهمشين ومكبلين بالحديد
توقف بناء الحركة في الشمال كان بقرار سياسي غير معلن
وبسبب عدم تخصيص ميزانية للتنظيم

أصبح القرار الآن في أيدي السادة تيلار رنق ولام اكول ومارتن ماجوت وأليو أيينق وغيرهم
وهؤلاء لا يؤمنون بوجود شيء إسمه حركة شعبية ولا برؤية السودان الجديد كما كان يطرحها قرنق.
وسودانهم الجديد هو الجنوب وحده، ونحن والله ممكن نبارك ليهم من الآن.. لكننا نثق تماما أن هذا السودان الجديد الذي يحلمون ببنائه في الجنوب لن يتحقق مطلقا وحزب المؤتمر الوطني مهيمن على السلطة في الشمال
وسيرون ذلك بأم أعينهم، إذا ما أصروا على السير في هذا الطريق الوعر.

والسيد النائب الأول "كراع في المركب وكراع في الطوف"، يحاول أن يرضيكم ولكنه ينفذ آراء القادمين الجدد الذين لابد أنه اختارهم هو بنفسه لغايات محددة عنده.

من قبيل الترضيات تشكيل المكتب السياسي والأمانة العامة مؤخرا، وتنصيب باقان أموم أمينا عاما، ولكن لا يبدو أن لأي منهما أثر حقيقي على صنع القرار حتى الآن

فيا قادة الحركة الشعبية القدامى الذين ما زالوا يؤمنون برؤية السودان الجديد، إنكم لن تستطيعوا إقناع القائد سلفا بتغيير رؤيته ومواقفه وهي رؤية ومواقف كانت واضحة خلال حياة د. جون ، على الأخص في اجتماع رمبيك الشهير في ديسمبر 2004

إذا أردتم بالحركة والجنوب والسودان خيرا، عليكم بالرجوع إلى الشعب الذين حملكم على اكتافه عندما عاد بعضكم لأول مرة والذي استقبل د. جون ذلك الاستقبال "الخرافي". أنزلوا إلى الشعب في الشمال والغرب والشرق وشوفوا كان يخذلكم.

وإذا ما عايزين تنزلوا نحن برانا بنعمل حركتنا الشعبية الجديدة وسودانا الجديد. إنتو بس زحوا من طريقنا إذا ما قادرين تعملوا حاجة بالله. ونحن واثقون من أن البذرة التي بذرها قرنق لن تموت. لأن أي حل حقيقي ونهائي لمشاكل السودان القديم لن يمر إلا عبر بوابة مشروع السودان الجديد كما حدده قرنق تماما وكما خطط له في اتفاق السلام الشامل ، الذي أصبح الآن يحتاج إلى إنقاذ من جماعة الإنقاذ، مثلما أن الجماعة الأمنية بتاعة الإنقاذ محتاجة نفسها الآن إلى إنقاذ.

جون قرنق في ذلك اليوم، الذي استقبله فيه الشعب السوداني في الساحة الخضراء، اكتسح كل القادة السياسيين السودانيين، وكان ذلك الاستقبال استفتاء لجميع أهل السودان، من الشماسة وبائعات الكسرة والشاي في الأسواق والرعاة في البوادي، إلى طبقات المهنيين و المثقفين والتجار، وكانت نتيجة الاستفتاء فوزا ساحقا لصالح قرنق، ولذلك كان لابد أن يذهب قرنق ليبقى الحريصون على البقاء"

أخوك
محمد أحمد الصادق


Post: #109
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2006, 06:30 PM
Parent: #108

ما أعظم صديقك محمد أحمد، أيها البشير،

يبدو أن صديقك يعرف الحركة الشعبية ظاهراً وباطناً، يميناً، ويساراً، فوقاً، وتحتاًً. ما أعظم محمد أحمد، الذي وصف باسمه الشعب السوداني نفسه، فأصبح الإنسان البسيط في السودان يسمى "محمد أحمد."

صديقك هذا، رجل حصيف، يفهم في السياسة، ويفهم في الدين، ويدرك الظواهر والبواطن، تماماً مثلما السوداني البسيط الحصيف، الذي يعرف بحدسه صدق الصادقين، وبهتان المرجفين، وفجور الكاذبين!!

أرجو أن أكون محمداً وأحمداً. ما أبدع محمد أحمد. ثم إني أرجو أن أكون صادقاً، أيها البشير، الصادق، الأمين!!



الجرعة التي سقانا إياها محمد أحمد مرة، بطعم العلقم، فيها الداء وفيها الدواء. صرعتني، يا عزيزي، هذه الجرعة!! دعني أحاول استساغتها وهضمها، لأعود لعلي أتعافى من سقمي المقيم!!


عما قريب، الهمبريت، يفتح شبابيك الحبيب، والحال يطيب، يا محمد أحمد.......

ده كلو، كلو بينتهي، يا محمد أحمد...
ما أجمل محمد أحمد في محجوب شريف، وعند محجوب شريف!!

آآآآآآآآآآآهي من وجعي على محمد أحمد، والتحية لمحمد أحمد، الصادق، أيها البشير، العزيز، الحبيب، إبن عيس بن بكار.

Post: #110
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-17-2006, 08:17 AM
Parent: #109

نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والآم المخاض (2)

الدكتور حسن الترابي كظاهرة في منظومة القوى السودانية الجديدة


غير الترابي مسمى حركته إلى "الجبهة القومية الإسلامية،" ليجاري ظروف ما بعد انتفاضة أبريل، وليوسع من مواعين حركته باكتساب كل من هو مسلم لحركته، بعض الطرف عن حزبه، أو طريقته الصوفية، أو استقلاليته كمسلم عادي، غير مسيس!! وهنا تكمن براعة الترابي، وموهبته السياسية، في توظيف كل ظرف لصالح تفعيل حركته ورفدها بروح جديدة تستوعب المتغيرات. ثم غير الترابي مسمى حركته إلى "المؤتمر الوطني الشعبي العربي الإسلامي،" بعد استيلائه البغيض على السلطة بواسطة البندقية. وهنا، وقد تسلم مقاليد الأمور، من وراء ستار، طفق الترابي يوظف السودان كله ليكون مسرحاً للهوس الديني، بجلب كل من دان بدين الهوس إلي السودان. فدخل إلى بلادنا الحبيبة، المسالم أهلها، الأفغان العرب، وغيرهم من متهوسي الأرض باسم الإسلام، ليدرجوا تحت مسمى المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي!!!" الفضفاض!!!!!!

ثم تغير الإسم إلى "المؤتمر الوطني الشعبي،" ليسقط الإسلام تماماً من المسمى، كما سقط من سلوك منتسبي المؤتمر!! نعم، خرج الإسلام من سلوك قادة الهوس، الذين استهوتهم شهوة الحكم وشهوات الثراء الحرام أيما استهواء!!! وهنا أيضاً تعمد الترابي اسقاط "الإسلام" من المسمى ليستوعب قطاعات أوسع، وبخاصة غير المسلمين في حركته، حتى تبدو وطنية وشعبية شاملة. وبالفعل أكل الجنوبيون من متسقطي الموائد ذلك الطعم، ودخلوا في حركته زرافات ووحدانا!! ويالها من عبقرية سياسية تلك التي تسقط الإسلام –الذي كانت تددعيه إدعاءً- لتكسب الدنيا هوناً ما، لتخسر في الآخر الدنيا والآخرة معاً!!

إنتهى الحال بالترابي ليصبح "المؤتمر الشعبي،" مرقده الأخير. وباستثناء المسمى الأخير، فإن الترابي، كان دوماً يوسع في المواعين التنظيمية. ولكن هذه المرة منعته الغلواء والغرور من ترك المسمى لتلاميذه الذين خانوه كما خان هو الشعب السوداني. نعم، خان الترابي الشعب بالإلتواء والكذب والتآمر والتعالي الأجوف، وإدعاء ما لاطاقة أخلاقيه له به. وخانه بقتل أنبل الناس من المعارضين له، وتعذيب من بقي منهم حياً وطردهم إلى فجاج الأرض. خان شعبه ثم تسمى بإسمه، زوراً وبهتاناً، فخاب سعيه في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وقد كانت آخرته في تآمر أقرب تلاميذه إليه عليه في ليلة ظلماء افتقدت فيها بدور. تسمى الترابي بالشعب الذي أسقطه في صندوق الانتخاب، فما لبث أن جاء منتقماً من هذا الشعب الصابر بالنار والضراب. تسمى بإسم الشعب الذي رفض نظرته المتعالية، فطفق المرفوض، المنبوذ من الشعب بصندوق الانتخاب في دائرة مدينة الصحافة، يطلق نعوت الجهل والتخلف على نفس الشعب، الذي تسمى بإسمه.

في كل مرة غير فيها الترابي إسم حركته لم يكن يفعل ذلك عفو الخاطر، بل كان يهدف إلى استخدام الإسم، الكلمة، كمبنى، لترمز إلى معاني بها يتم توسيع الإناء التنظيمي لحراكه السياسي التنظيمي المحض. وهنا تجدر الإشارة إلى رأينا بأن الترابي في الأصل علماني، تزيا بزي الإسلام في الحس والمعني ليخدع شعبه باسم الدين!!! وهذا حديث يطول، ونرجو أن نوفق في إليه في سياق آخر. ولا يهما في سياقنا هذا غير أن الترابي، بمرونته التنظيمية ، أوصل مشروع الهوس الديني إلى السلطة بواسطة البدقية ليعيد صياغة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والا قتصادية في السودان بصورة تشابه ما فعلته المهدية، ولا تشابهها. وقد أسهمت حركته هذه في تفتيت الكيانات الطائفية التقليدية تفتيتاً تفتيتاً. فأصبح تنظيم الترابي بذلك مجتهداً في إنفاذ باطله بأكثر مما كان معارضوه (من القوى الجديدة "المتعلمنة") مجتهدين في انفاذ الحق الذي ينطوون عليه.

وقد أربك الترابي القوى التقليدية والقوى الجديدة على حدٍ سواء، لأنه استخدم خطاب القوى القديمة وكوادرشابة تجيد استخدام وسائل القوى الجديدة خير استخدام. نجح الترابي ونجحت كوادره، ليس لأنها كوادر نالت أرفع درجات التعليم المدرسي فحسب، بل لأنها تدربت على أساليب العمل الحديث من خلال تعاطيها مع القوى الجديدة الأخرى. ولا يفوت على حصيف أن كوادر تنظيم الترابي استفادت، إيما استفادة، من أساليب التنظيم الشيوعي ومن الجمهوريين، وغيرهم في ترسيخ نجاحاتهم في التجنيد وحشد الدعم الداخلي والخارجي.

وقد أربك الترابي حلفاءه وأصهاره الطائفيين لأنه استخدم خطابهم باستدعاء خطاب الثورة المهدية عندما خاطب الأنصار تارة منوهاً بعظمة الثائر محمد أحمد المهدي، و تارة باللعب على وتر الشريعة الإسلامية حين يخاطبهم ويخاطب الختمية وسادة الطرق صوفية وأتباعهم والفقهاء المتعالمين، وغيرهم!!! ثم أربك الترابي القوى الجديدة لأنه فرض نفسه كرقم مؤثر و مستحوذ على قدر كبير من الاهتمام و النشاط في مجالها الحيوي في الجامعات و وفي نشاط الاتحادات والنقابات. وقد استفاد تنظيم الترابي، إيما فائدة، من إرباك خصومة بذات اليمين وذات اليسار، فكسب الكوادر المؤهلة من هنا ومن هناك، مما أفضى بحركته إلى الهيمنة على المشهد السياسي منذ تصالحه مع النميري في عام 1977 وحتى اليوم. ووجود الترابي اليوم، بعد أن بطش به أقرب تلاميذه إليه، خارج سدة الحكم لا يعني أنه خارجها تماماً. ذلك لأن نموذجه وطرائق تفكيره في الإلتواء والتلون، والتحذلق، والكذب، والخداع، ما زالت هي الحاكمة، وإن أهين وأذل صاحبها وقهر بتهديد البندقية التي أتت به إلى السلطة.

قبل أن أختم هذا الجزء، لا بد من القول بأن حكم نظام الجبهة لم يكن باطلاً كله، وذلك لأنه ليس هناك باطل مطلق في الوجود، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه. اتفقنا أو اختلفنا مع الترابي، فإن تنظيمه هو أول تنظيم سوداني يصل إلي السلطة بمشروع جاد (شائه، نعم، ولكنه ليس كذلك لدي حامليه على أيسر تقدير). انعكس ذلك المشروع على برنامج تنظيم الترابي، الذي أخلص له اتباعه أيما إخلاص. وقد تم تنفيذ هذا المشروع السياسي بصورة صارمة نتجت عنها الأزمة الراهنة. سلبيات تنفيذ هذا المشروع لا تخفى على عيي، لهذا لن نعيد التطرق لها. أما نجاحات التنظيم فمنها ما سلف ذكره من تملك المشروع لفكرة سياسية جادة ولبرنامج واضح، وإن كان جامحاً جموحاً متوحشاً. وجدية الترابي وأتباعه في الحكم لم يسبقهم عليها أيٍ من الحكومات السابقة منذ فجر الاستقلال. ولا ينكر إلا مكابر بأن الجبهة استطاعت تنفيذ برنامجها لأنها أستهوت بعض قطاعات الشعب بثقافته في التهليل والتكبير والتدبير!! وهذا ما فشلت فيه القوى الجديدة التي لم تمس مشروعاتها، بكل أسف، وجدان الشعب كما مسه مشروع الهوس الديني.

Post: #114
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-17-2006, 12:39 PM
Parent: #110

الدكتور حيدر بدوي،
الأخوة المتداخلون،

أسمحوا لي إذ يبدو إنني قد (عكيت) وأنا أحاول إثبات هذه المداخلة.

أرجو أن تتسع صدوركم حتى أكمل ما أنا بصدده. وقد لا تتجمع خيوط الرؤية إلا قرب النهاية.

سأستأنف من نقطة توزع الحركة السياسية السودانية إلى ثلاث تيارات متمايزة، فأقول:


مرة أخرى، لو نظرنا إلى هذه التيارات السياسية الرئيسية التي تقسمت حولها الحركة السياسية السودانية لرأينا أنها بلا قإسم مشترك وأن التناقض بين رؤياها لمستقبل السودان، قبل الإستقلال كانت من التباعد بحيث أنها شكلت تصورات لمستقبل ثلالثة أقطار مختلفة لارابط بينها. فلا شئ يربط بين مستقبل السودان وهو جزء من دولة عربية كبيرة هي مصر وبين مستقبله كدولة مستقلة حسب الإرث المهدوي الديني وبين مستقبله كدوله ثالثة هي دولة حداثية لبرالية علمانية على نمط الدولة القومية في أوربا.

إذن نحن لسنا بإزاء تيارات سياسية تجمع بينها أرضية مشتركة هي الدولة - الوطن القومي - الهوية، وانما نحن بإزاء تيارات سياسية نشأ كل واحد منها لنقض وهدم وإجهاض الدولة - الوطن - الهوية، التي يدعو لها التيار الآخر. وهذا يعني أن كل كل تيار سياسي من التيارات الثلاثة، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني والحداثي العلماني، لايرى في التيارين الآخرين سوى الخروج والتمرد أو التغول والهيمنة.

من هنا جاءت بذرة العنف السياسي وبذرة الإنقلابات السياسية في التجربة السياسية السودانية. وقد كان التياران الرئيسيان، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني، من التجذر في التربة السياسية السودانية بحيث أجبرا بريطانيا العظمى على التسليم بإرادتهما السياسية، فوافقت في إتفاقية السودان، أو ما عرف بإتفاقية الحكم الذاتي عام 1953م، على أن يستفتى الشعب السوداني لتقرير مصيره بين رؤيتين، هما رؤية التيار الإتحادي العروبي الداعية للإرتباط بمصر ورؤية التيار الإستقلالي الديني الداعية لخروج الدولتين المستعمرتين، مصر وبريطانيا وترك السودان للسودانيين بقيادة السيد عبد الرحمن المهدي. وكانت هذه الإتفاقية هزيمة حقيقية للتيار الحداثي العلماني الذي كان في بداياته الجنينية وكان من الضعف بحيث أن كثيرا من أصحاب المصلحة الحقيقية فيه لم يكونوا يدركون بوضوح أهمية نهوضه قطبا ثالثا في الساحة السياسية.

لكن، وبسبب ظروف سياسية تاريخية، وتحولات ومتغيرات أساسية، سقط الإستفتاء ونال السودان إستقلاله دون حسم الصراع بين التيارين الكبيرين. وهذا يعني أن كل تيار قد احتفظ باجندته لإستبعاد التيار الآخر. فلا يعقل أن تقبل دولة عربية كبيرة تضم مصر والسودان بوجود تيار إستقلالي ديني ينادي بفصل جنوب وادي النيل عن شماله. كما لا يعقل منطقاً أن تسمح الدولة المستقلة الدينية بقيادة السيد عبد الرحمن المهدي بوجود تيار سياسي قوي يدعو لمحو السودان من خريطة العالم بضمه لمصر. وهكذا لم يكن في أجندة أي من التيارين سوى إستبعاد ونفي الآخر.

من هنا جاء العنف والإنقلاب العسكري في الممارسة السياسية السودانية. فقد صار الإنقلاب هو الوسيلة الوحيدة لإجهاض مشروع الآخر. وتبادل التياران الكبيران، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني، تدبير الإنقلابات لإجهاض مشروع الآخر. فقد جاء إنقلاب الفريق عبود عام 1958م عندما تحقق أهل التيار الإستقلالي الديني من ضعفهم السياسي ومواتاة الفرصة لأهل التيار الإتحادي العروبي لإقامة دولتهم الإتحادية العروبية. ثم جاء إنقلاب جعفر محمد نميري عام 1969م، عندما تيقنت الطليعة العسكرية الراديكالية من التيار العروبي بقرب أجازة الدستور الإسلامي من داخل الجمعية التأسيسية ومن ثم إقامة الدولة الدينية. وكان لابد من إجهاض هذا المشروع السياسي وشيك التحقق. وكذك جاء إنقلاب عمر البشير عام 1989م، عندما كان الإسلاميون في كامل إستعدادهم النفسي والسياسي لاستلام السلطة وإقامة الدولة الدينية بالقوة، وفي نفس الوقت كان أهل التيار الإتحادي العروبي والتيار الحداثي العلماني قد أبرموا إتفاقية (الميرغني- قرنق) ولم يكن بين السودان وإقامة دولة التحالف (العروبي – العلماني) الحقيقية سوى عقد المؤتمر الدستوري. وهكذا كان لابد من إنقلاب.

وأمام هذا التبادل الإنقلابي العسكري بين التيارين الكبيرين والذي غطى كامل الحقبة الزمنية من الإستقلال عام 1956م وحتى اليوم، مع ثلاث سنوات إنتقالية بين كل إنقلاب وآخر، أمام كل هذا كان أهل التيار الحداثي العلماني يزدادون وعياً ويزدادون قوة ويزدادون قناعة بضرورة ابتكار عنفهم السياسي الخاص، بإزاء حركة سياسية أدمنت العنف العسكري كوسيلة لتبادل السلطة. ومن هنا كانت الحرب الأهلية هي وسيلة أهل الأطراف والهوامش، أصحاب المصلحة الحقيقية في الخيار الحداثي العلماني، لفرض خيارهم السياسي على الحركة السياسية السودانية. ومنطق هذه الحرب الأهلية واضح وبسيط، وهو هزيمة التغول على السلطة والثروة بإسم الدين وهزيمة الهيمنة السياسية والثقافية بإسم العروبة.

أما من أين جاء هذا التشوه البنيوي في تركيبة الحركة السياسة السودانية والذي أدى لأن تكون التيارات السياسية بكل هذا التباعد والتناقض وإنعدام الحد الأدنى من الأرضية المشتركة، فهذا هو موضوع مداخلتنا القادمة.

Post: #115
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-17-2006, 03:38 PM
Parent: #114

عزيزي حامد،

أشكرك على الاستمرار في برم هذا الخيط، الذي يستحيل على يديك وأيادي المتداخلين إلى حبل متين. أرجو أن تستمر في البرم إلى أن نصنع عروتنا الوثقى، التي بها سنواجه الهوس وقوى السودان القديم، لتطهير بلادنا من دنس التسوق باسم الله!

وسأستمر بدوري في رفد الخيط على صعيدين. الأول هو الاستمرار في السلسلة، والثاني هو تضمين تعقيباتي على مداخلاتكم الثرة في الاستخلاصات التي شرعت في تنزيلها.

Post: #116
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: b_bakkar
Date: 07-17-2006, 10:55 PM
Parent: #115

عزيزي حيدر وسائر المشاركين الكرام

صديقي محمد أحمد الصادق أنشط مني في الكتابة. وقد وصلتني منه هذه الرسالة:



هناك مداخلات كثيرة قيمة وتستحق التعليق
ولكني أود إبداء بعض الملاحظات بإيجاز، في محاولة لجعل الحوار يتخذ منحى عمليا أكثر منه نظرياأو تحليليا.

* الموضوع المطروح بطبعيته معقد وله أبعاد متعددة:السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، والمحلي والإقليمي والعالمي إلخ. وفي دراسة هذه الأبعاد يمكن للناس أن يذهبوا مذاهب شتى، ويشرقوا ويغربوا، في التحليل والتنظير إلى مالا نهاية.

المشكلة ببساطة:

* كثيرا ما يتركز النقاش والتحليل على الجانب النظري والأيديولوجي، وذلك أمر مفهوم لأن الايدولوجية كثيرا ما تستخدم، وبالأخص في وقتنا الحالي، كغطاء وحارس لخدمة المصالح السياسية والاقتصادية وكمبرر لاستخدام كل الوسائل المنحرفة بل الوحشية لتحقيق غايات يبدو في الظاهر أنها سليمة بل وأن طلبها والدفاع عنها واجب ولو أدى ذلك إلى الموت، مثل شعار الحاكمية لله وتطبيق الشريعة الإسلامية، أو شعار "أمة واحدة ذات رسالة خالدة من المحيط إلى الخليج"، أو الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، أوالتحرر من الاستعمار، إلخ. وكثيرا ما يواجه التابعون الموت بحماس في سبيل تلك الغايات، ولكن القادة عندما يصلون إلى السلطة يعملون على نقيضها تماما.

* واقعنا الحالي يطرح مشكلة جماعية مصيرية خطيرة وملحة، وواضحة بحيث لا يحتاج فهمها والتماس الحلول العاجلة لها إلى الكثير من الجدل والتنظير. تتلخص تلك المشكلة في كيفية الخروج من الأزمة الطاحنة التي تعصف بالبلد وتهدد بتفكيكه وزواله الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى؛ وفي وقف شلالات الدم والموت جوعا، ولجم الفساد الفاجر، واستعادة الحقوق المسلوبة والحريات المصادرة، والتمهيد للتحول الديمقراطي الحقيقي، وبداية الطريق نحو الاستقرار السياسي الذي لن تكون بدونه أي حلول.

* الخروج من الأزمةالراهنة لن يعالج وحده الأسباب الأساسية للمشاكل والخلافات والفوارق الاقتصادية والاجتماعية، ولكنه يمثل الخطوة الأولى والأساسية في هذا السبيل. بعدها يمكن مواصلة دراسة الأسباب الجذرية لكل مشاكل السودان بروية وموضوعية وفي حرية تامة، والتماس الحلول الطويلة الأجل والدائمة لها، في حوار وطني جامع لا يستثني أي جهة أو جماعة.

المطلوب هو العمل لا الكلام

* الشيء المفقود والمطلوب بإلحاح شديد في هذه المرحلة هو العمل الإيجابي الحثيث، من جميع القوى ذات المصلحة في التغيير، بغية الإسهام في إيجاد حل للأزمة الراهنةالشاملة. وتلك القوى هي الآن جماع الشعب السوداني بمختلف فئاته وأحزابه وجماعاته، تقليدية أم حديثة، إقليمية أم وطنية.


* هناك آلية عمل قائمة للحل، في نظرنا، تتوفر فيها أفضل الفرص في المرحلة الراهنة للعمل على الخروج من الأزمة. وتلك الآلية هي اتفاق السلام الشامل إذا ما نفذ بحذافيره، وخاصة ما يتعلق بتعديل القوانين لتتماشى مع الدستور الجديد (بغص النظر عن مثالبه) وما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتحديد مهامها وإعادة هيكلة الخدمة المدنيةوإصلاحها، والتمهيد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة على نحو ما هو منصوص عليه في الاتفاق، أي بعد ثلاث سنوات من التوقيع عليه. (هذا الاتفاق قد لا يكون عدد كبير من المساهمين في هذا المنبر أو مرتاديه قد أطلع عليه)

* هناك بالطبع عقبات حالت ومازالت تحول دون تنفيذ ذلك الاتفاق. أولها تغيير سياسة الإنقاذ بعد رحيل د. قرنق والتغيير الذي حدث في قيادة وسياسة الحركة الشعبية. ومن العقبات أيضا معارضة حزب الأمة للاتفاق (باعتباره اتفاقا ثنائياومعيبا وناقصا) وإصرار الحزب على أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عقد مؤتمر جامع، وتحالف معه في ذلك حزب المؤتمر الشعبي. ومن العقبات أيضا موقف الحزب الشيوعي الفاتر والملتبس إزاء الاتفاق.

* حزب المؤتمر الوطني لن ينفذ الاتفاق عن طواعية، والتيار الغالب الآن في الحركة الشعبية لا يهمه تنفيذ الاتفاق في الشمال، ولا يدرك أن تنفيذه في الشمال شرط أساسي للوصول إلى مرحلة الاستفتاء نفسهاثم تحقيق الاستقرار في الجنوب سواء في إطار السودان الجديد الموحد أو دولة الجنوب المستقلة.

* أولا على قوى المعارضة الوطنية، بمختلف مشاريها، ولكن على الأخص، الجماعات الأقرب إلى الحركة الشعبية في رؤيتها وتطلعاتها إلى سودان جديد فعلا، العمل الحثيث لمساعدة الحركة الشعبية على تجاوز انقسامها وأزمتها الراهنة. وذلك بفتح حوار مباشر وصريح مع قادتها المؤثرين من التيارين اللذين يتنازعانها، ومع السيد سلفا كير نفسه، قائد الحركة، بشأن العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاق، وكيف يمكن أن تسهم القوى الوطنية في الشمال في تنفيذه، وواجبات الحركة الشعبية في هذا الباب.

* يجب الكف عن النظر إلى الاتفاق باعتباره شأنا يخص حزب المؤتمر الوطني والحركة وحدهما، وانهماوحدهما المسؤولان إلى جانب المجتمع الدولي عن تنفيذه، أو الحقيقان بجني ثماره. فالاتفاق أصبح وثيقة دولية معترفا بها، بل يفترض أن يكون هناك ضامنون لتنفيذه. وهو ملك الشعب السوداني قبل وبعد حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وإذا تقاعس الاثنان عن تفيذه يجب على القوى الوطنية التي ترى أن المخرج من الأزمة الراهنة هو وقف الدماء وتغيير القوانين المقيدة للحريات ولجم الفساد ورد الحقوق ورفع الظلم وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد ثلاث سنوات، أن يكون همها الأول هو التشمير عن ساعد الجد وتوحيد جهودها والشروع في العمل المباشر، بكل الوسائل الممكنة للغضط من أجل تنفيذ الاتفاق.

* العمل الإيجابي المباشر، يشمل- بالإضافة إلى النقد المتزايد لسياسات النظام في الصحف الداخلية وعلى الإنترنت،- على سبيل المثال لا الحصر، المطالبة الجماعية الملحة بتنفيذ مختلف بنود الاتفاق عن طريق المذكرات الموجهة إلى الحكومة والمجتمع الدولي والأطراف المعنية، في مواكب هادئة ومنظمة،أذنت بها السلطات أم لم تأذن، ورفع القضايا الدستورية لتعديل القوانين، ورفض أي انتخابات لا تجري في مناخ يوفر الحرية والنزاهة، والامتناع الجماعي عن دفع الضرائب والإتاوات التي تفرضها الدولة، والاستعداد لدخول السجون بالآلاف، وتصعيد المعارضة تدريجيا حتى العصيان المدني. والاستعداد لبذل كل التضحيات، من سجن وتعذيب وقتل. فمن لم يمت بالسيف مات بغيره. هذا هو واجب المعارضة الحقيقية والقادة الحقيقيين. هل يذكر الناس مواجهة الشعب الروماني لدبابات شاوشيسكو بصدوره العارية؟ بل حتى معارضة الروس للانقلاب العسكري وإحباطهم له بقيادة يلتسن السكير؟؟

* كثر الحديث عن إقامة تحالف وطني عريض أو جبهة عمل واسعة وتعددت المبادرات من الأفراد أو من جماعات صغيرة. ولكن ليس هناك حتى الآن عمل حقيقي وجاد في مستوى التحدي الذي تطرحه هذه المرحلة الصعبة.قادة المعارضة يكتفون بالحديث في الندوات العامة بديلا عن العمل. وأصبح بعضهم يدمن الكتابة والتحليل كأنه صحفي.

* نحن نقول هذا الكلام وفي ذهنناالقول السوداني الشهير "الفي بر عوام"، وندرك الظروف القاسية التي يعيشها الناس في الداخل. وليس غرضنا التحريض من الخارج على عمل لا نشارك فيه نحن. والواقع أننا نهيئ أنفسنا للعودة إلى السودان في وقت قريب، والمشاركة في أي عمل يفضي بنا إلى الخروج من الأزمة الراهنة. والموت وسط الجماعة عرس، كما قال أهلنا.


* الأسئلة التي ينبغي أن تطرح وتجد الإجابة عليها، في رأينا، هي:


*هل يصلح تنفيذ اتفاق السلام الشامل فعلا مخرجا من الأزمة الراهنة، أم لا يصلح؟


* هل من سبيل إلى إقناع قيادة الحركة الشعبية بأن إقامة تنظيم الحركة في الشمال عامل أساسي لتنفيذ الاتفاق، والإسهام في تحقيق التحول الديمقراطي في الشمال، وبالتالي ضمان الوصول إلى مرحلة الاستفتاء نفسها، وضمان الاستقرار للجنوب سواء استقل بقي في إطار السودان الموحد؟


* هل من سبيل إلى إقناع كل القوى الوطنية المعارضة لجماعة الإنقاذ بجمع كلمتها وبحث السبل العملية لإنهاء الأزمة الراهنة وتجنيب البلد مصيرا يكاد محققاينتهي به إلى التفكك والفوضى؟

* هل من بديل لهذا السبيل في العمل؟

محمد أحمد الصادق


Post: #119
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-18-2006, 07:10 AM
Parent: #116


أستاذي بشير،

لك محبتي وعاطر ودي وأشواقي. ثم لك شكري الوافر على رفدنا بمراسلات الأخ الكريم محمد أحمد الصادق، الذي يبهرني إدراكه العميق لأبعاد الشأن السوداني من زواياه المتعددة. هذا في المستوى العام. أما في المستوى الخاص، فقد بهرني ببواطن الأمور بالحركة الشعبة.

أرجو أن تبلغه احترامي وشكري الشديدين، وكذلك حبي. فإني أحب المهمومين بشعبي المضام، وأعاف غير المهمومين به على قول محجوب شريف "وأعاف الصديق الي ما بهم بيك.... جميع الأغاني اتكالن عليك." ومحمد احمد، صديقك هذا الكاتب الحاذق الفنان، المطرب بإيقاع الكلمة، يطربني بأغانيه الملحمية التي يساهم بها في هذا الخيط. نعم، فإن الهيام بالوطن يكتب أجمل أغنية!! فما أعظم فنون الاتساق والتناغم مع إيقاع نبض الشارع!! وما أجمل إيقاع نبض الشارع السوداني حين يثور!!! وما أجمل أغانيه حين يفعل!!!

و"الثورة انطلقت شعارات ترددها القلوب!!!" ما أحلى محمدنا الأمين الأحمد، فهو يغني مثلما محمدنا الوردي الأحمد، مثل محجوبنا الشريف الأحمد، وكلنا محمد أحمد!!! وكلنا نغني لثورة قادمة. هذه المرة نغني "قبلها،" لا كما غنينا بعد "أكتوبر!!" والغناء قبل الثورة يجعل الغناء بعدها أكثر تطريباً. وسترى يا بشير وسترى يا محمد أحمد، وسيرون، ما أعنيه وستسمعه، ويسمعون، بلطف الله ورحمته!!

حار تحياتي لمحمد أحمد، ووافر شكري له مرة أخرى!!

وجميع الأعاني اتكالٍن عليك، يا بشير!!! فلنطرد البشير، ولنسقط على عثمان، الباطش الكبير، ولنكشف مستور شيخهم الترابي، الكاذب، الصاغر الأول والأخير!!!

وسأعود للتعليق على مساهمة محمد أحمد الصادق، التي أحسبها استخلاصاً أميناً لما أود طرحه. ولكن لا يضير أن أتناولها في استخلاصاتي التي ستتوالى في هذ1 الخيط الذي كاد أن يصبح حبلاً متيناً بفضل محمد أحمد، وكلنا محمد أحمد. فلك وله التحيات الزاكيات والشكر الوافر.

Post: #120
Title: Republic
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 07-18-2006, 07:57 AM
Parent: #1

Salam Dr.Hayder and family.

No doubt this is going to be one of the most serious and needed topic.

I will continue reading .

My love and salam

Mutwakil Mustafa el-hussein

Post: #121
Title: Re: Republic
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-18-2006, 10:11 AM
Parent: #120

عزيزي متوكل،

تحيتي ومحبتي وعظيم شوقي إلى لقياك الحسية. تسرني رؤياك أثيرياً، ولكني متلهف للقائك في واشنطن التي سأزوها وأسرتي في نهاية الأسبوع القادم.

أرجو أن تعتبر هذا الخيط خيطك لتبرم فيه كيف تشاء، إلى أن بصبح حبلاُ متيناً، بعروة وثقى. كذلك أرجو أن تسهم فيه في المستوى النظري والعملي إلى أن يصبح هيكلاً نعبد فيه وبه الله ونخدم شعبنا المغلوب وشعوب الأرض قاطبة، يا أيها الحبيب!

ليس لدي أدني شك بأن مشروع السودان الجديد في التأسيس للسلام والتنمية يمكن أن يكون نموذجاً عالمياً يقتدي به كافة المقهورين في العالم.

نحن نعلم بأن مشروع السودان الجديد كاد أن يهزم مشروع الهوس الديني. وبهذا نصبح، كما ذكرت سابقاً في هذا الخيط، أول دولة تتخلص من الهوس الديني، لأننا أو من صنعه، وجربه، بخاصة في تجلياته المعاصرة!!

سنتباحث كثيراً ههنا، أيها الحبيب!!

Post: #122
Title: Re: Republic
Author: Marouf Sanad
Date: 07-18-2006, 01:19 PM
Parent: #121

المطلوب هو العمل لا الكلام

* الشيء المفقود والمطلوب بإلحاح شديد في هذه المرحلة هو العمل الإيجابي الحثيث، من جميع القوى ذات المصلحة في التغيير، بغية الإسهام في إيجاد حل للأزمة الراهنةالشاملة. وتلك القوى هي الآن جماع الشعب السوداني بمختلف فئاته وأحزابه وجماعاته، تقليدية أم حديثة، إقليمية أم وطنية.



الاستاذ حيدر

اتفق تماما مع الاستاذ

محمد احمد صديق

ما يحدث الآن عندنا في السودان شديد الشبه بما جاء في رواية ماركيز "قصة موت معلن" الكل يعرف , الكل لا يريد ان يفعل شيئا!!

وما يمكن ان يؤول اليه الحال معروف تماما وبتفاصيله للجميع , فأدنى هذه المآلات المتوقعة تتمثل في قدوم المؤتمر الوطني مرة اخرى وعبر صناديق الاقتراع , واعلاها تتمثل في تشرزم السودان وتقطيع اوصاله , كما تقطعت احشاء سانتياجو نصار .
امكانية الحؤول دون ذلك ممكنة وواضحة كما الشمس , ولكن المفجع ان الاحزاب السياسية تتعامل مع المخاطر القادمة بعدم مسؤولية مبالغ فيه , ما نحتاجه في المرحلة الراهنة هو مزيدا من الاخلاق يا دكتور حيدر فلامر لا يحتمل المساومات , أو النظر للمكاسب الحزبية ,

Post: #123
Title: Re: Republic
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-18-2006, 02:52 PM
Parent: #122

عزيزي معروف،

أوافقك حين تقول:
ما نحتاجه في المرحلة الراهنة هو مزيدا من الاخلاق يا دكتور حيدر فلامر لا يحتمل المساومات , أو النظر للمكاسب الحزبية ,


وسترى لاحقاً ما أعنيه بأننا متفقان. أرجو أن تواصل المتابعة، والتعليق، متى ما اتيح لك ذلك، وكيفما أتيح لك. هذا بالطبع إذا ظللت تجد فيه ما يستحق اهتمامك. وعلى كل حال الخيط خيطك. فأبرم فيه ماطاب لك البرم. هذا، إن رأيت في ذلك متعة بمثلماأجد.

Post: #124
Title: Re: Republic
Author: Marouf Sanad
Date: 07-18-2006, 03:53 PM
Parent: #123

بالتأكيد يا دكتور

اليوم أعدت قراءة مقالة كتبها الاخ أحمد ضحية بعنوان " محمود محمد طه:تجديد الخطاب الديني" ,التي نشرت باصدارة أدب ونقد , واحمد واحد من نوارات "حق" ومفاخرها , اتمنى ان يتمكن احمد من بسطها هنا . فبلا شك انها ستساهم في رفد النقاش الدائر هنا , فقد لامست المقالة بعضا من الجوانب التي طرحتها في خيطك

Post: #128
Title: Re: Republic
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-19-2006, 07:58 AM
Parent: #124

عزيزي، وصديقي، عادل أمين،

فاتني أن أثمن إصرارك المثابر، وتأكيدك المستمر، الذي لا يدانيه ملل، على إلحاحية أن تمتلك قوى السودان الجديد فضائية تبث جرعات إعلامية تنويرية تحمل رؤاها. ولكن هذا مطلب يعز في الوقت الراهن، لأسباب جمة، لا أود الخوض فيها الآن بتفصيل.

ولكن ثق بأن هذا الموضوع من أهم الموضوعات في سلم أوليات الحركة الشعبية، وإن لم يحن الوقت لتنزيل هذه الأولوية على أرض الواقع. وربما لا يخفي عليك بأن الحركة تواجه تحديات جمة قد تؤدي إلى تصدعها هي الأخرى، إن لم نساندها، إما من داخلها أو من مواقعنا التنظيمية والحزبية أينما كنا. وتجد مسألة إعادة ترتيب الحركة لكيانها التنظيمي وفق رؤى جديدة تتناسب مع المرحلة الحاضرة الأولوية القصوى فيها. ومن الأولويات الفرعية في هذا الشأن أن يتم تنظيم الحركة وفق أسس جديدة تجعلها تنتقل، سلمياً، من حركة قوامها الأول هو التنظيم العسكري، إلى حركة يكون قوامها الأول هو تكريس البعد الرؤيوي الذي سيعيد صياغة التنظيم ليصبح بالفعل حزباً سياسياً تشمل عضويته كافة فئات الشعب السوداني. وقد يتطلب ذلك، في تقديري المتواضع، أن يتم تغيير إسم الحركة الشعبيه نفسه إلى إسم يتناسب مع المرحلة الراهنة: تماماً كمات كان يفعل الترابي في كل مرحلة من مراحل تطور حركته!!! أرجو أن أجد فسحة من الوقت للحديث حول هذا الموضوع الحيوي بتفصيل أكثر.

في شأن ذي صلة، عبرت، يا عادل، عن حسن ظنك بالحزب الاتحادي حين ظننت بأنه قادر على إنشاء فضائية في مصر. ولا أوافقك في هذا الرأي، مع أني سلسل أسرة إتحادية!! فالحزب الاتحادي، بكل أسف، لا يضم كوادر مؤهلة لإدارة شؤون الحزب، أو للتعبير عن توجهات الجزب، خل عنك أن يستطيع إنشاء قناة تلفزيونية فاعلة، بله فضائية تتطلب كماً هائلاً من التأهيل الفني ومن البرامج. ثم أنك تعول على مصر أكثر مما يجب. مصر نفسها لا تنافس بجدارة في مجال الإعلام الفضائي، فهل يستطيع حزب متشظٍ متهالك أن يفعل ذلك؟

أتحدث عن تشظي الحزب الإتحادي وفي الحلق غصة. لقد تفكك هذا الحزب العريق إلى عدة أحزاب، ثم لم تستقل شظاياه عن الخضوع المذل للنظام المصري المتسلط!!!

ومن أسباب غصة حلقي، كذلك، أن الحزب لم يستثمر علاقة رئيسه السيد محمد عثمان الميرغني المتينة بالدكتور قرنق والحركة الشعبية. شأنه في ذلك شأن الأحزاب الشمالية، التي ظلت في كل عهود الحكم منذ الاستقلال، تتباطء في الحراك غير الموجه برؤية حاكمة لبرامج الحزب.
**************

تنويه لجميع المتداخلين:
لم أقصد بالتعليق على نقطة أثارها عادل أمين أن أرد عليه مخلاً بالتسلسل في الردود على المتداخلين حسب أقدمية التعليق. سبب هذا التعليق هو أنني كنت أنوي التعليق على موضوع الفضائية عند ترحابي بالأخ عادل. ذلك لأنه شديد الاهتمام بهذا الموضوع، مثلي تماماً، إن لم يكن أكثر مني بكثير. وأرى في كون عادل دائم التذكير لنا بأهمية هذا الموضوع خيراً كثيراً. فلنظل نذكر بعضنا البعض بأولويات المرحلةالحاضرة، حتى نعطي أولويات المرحلة القادمة حقها. ذلك لأنه ليست هناك خواتيم مسددة، موفقة، بدون مقدمات رؤيوية عميقة. وعادل أمين لا يصر على الفضائية فحسب، بل يتناول ذلك في سياق تفكيك رؤيوي للوعي القديم وتركيب رؤيوي أيضاً لوعي جديد، ستكون الفضائية إحدي وسائله. لعمري، إن هذا الموضوع هام، هام، هام، للغاية!!

ولا يفوتني أن أشكر الاخ رأفت ميلاد، وبقية المتداخلين الذي عضدوا وجهة نظر عادل في هذا الشأن.

******************


سأعود لا حقاً لتنزيل الاستخلاص الثالث.

Post: #126
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-19-2006, 07:42 AM
Parent: #1

الأخ /د.حيدر
المتداخلون والقراء الكرام
سلام عليكم جميعاً
أعجبت كثيراً بما كتبه الأخوين محمد أحمد صادق وأحمد ضحية مما يجعل هذا الخيط على قول الأخ حيدر يسير بإتجاه الحبل المتين،لأنهما جهدا في أن يكون طرحهما أقرب الى العمل منه إلى التنظير المجرد ،وسوف أجعل من هاتين العبارتين اللتين وردتا في حديثهما مدخلا لما أريد الحديث عنه لقناعتي بأهميته فيما نحن بصدده من إقامة جمهورية ثانية على أسس سليمة :
يقول محمد أحمد صادق:
Quote: حزب المؤتمر الوطني لن ينفذ الاتفاق عن طواعية، والتيار الغالب الآن في الحركة الشعبية لا يهمه تنفيذ الاتفاق في الشمال، ولا يدرك أن تنفيذه في الشمال شرط أساسي للوصول إلى مرحلة الاستفتاء نفسهاثم تحقيق الاستقرار في الجنوب سواء في إطار السودان الجديد الموحد أو دولة الجنوب المستقلة.
وما أقتبسه الأخ احمد ضحية من د.حيدر ابراهيم :
Quote: من الصعب أن يتنازل مثل هذا الحاكم المستبد عن سلطته المطلقة طواعية للمثقفين , إذا لم يشكلوا قوة ضغط مؤثرة ومنظمة , لذلك يتم نسف فكرة التجسير هنا من أساسها (4) فالأمر لا يحتاج إلى جسور أو توفيق لوجهات النظر بل تغيير جذري , بتقويض نظام حكم المؤتمر الوطني الاسلاموي الفاسد وبناء نظام ديمقراطي على أنقاضه .

لا يخفى على أحد منا ما للقوة بمختلف تجلياتها من حضور دائم في كل العلاقات البشرية ،وتأثيرها على الأخلاق وتحديد المواقف، وحركة التغيير في المجتمع عموماً،(وهل كان عماربن ياسر كمعاوية بن أبي سفيان؟) وهي قد تكون في فهمنا كجمهوريين مراحل تاريخية تنتهي بفناء الصور الغليظة الكثيفة وإحلال أخري أكثر لطافة بعروج يرقى إلى الإطلاق دون توقف، وكذلك الصراع الذي هو من ناموس الكون لأنه يحمل في داخله بذرة الفكر والإبداع،فهو يبقى ويلطف ويدق حتي يصبح كدبيب النملة أيضاً والآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ........الآية) ترتقي مع تمدن الإنسان لتفنى صور القوة الغليظة وتعلن عن ميلاد جديد للقوة أكثر لطفاً وتمدناً، ولكن للأسف الشديد مازالت هذه الصور الغليظة فاعلة بدرجة كبيرة وإن نالها شئ من التلطيف .
أقول ذلك وكلي قناعة بأن الأخلاق تشكلها الظروف ولتغيير هذه الأخلاق المتشكّلة لا بد من الدفع،والدفع لا يكون إلا لمن ملك قوة متوازنة مع من يريد دفعه إلى الصواب .
يقول الأخ محمد أحمد :
Quote: الشيء المفقود والمطلوب بإلحاح شديد في هذه المرحلة هو العمل الإيجابي الحثيث، من جميع القوى ذات المصلحة في التغيير، بغية الإسهام في إيجاد حل للأزمة الراهنةالشاملة. وتلك القوى هي الآن جماع الشعب السوداني بمختلف فئاته وأحزابه وجماعاته، تقليدية أم حديثة، إقليمية أم وطنية.

ولكن جماع الشعب السوداني وصاحب المصلحة في دفع هذا النظام للرحيل ليس جمعاً وإنما آحاداً أو مجموعات لا ترقى إلي التوازن مع رجالات المؤتمر الوطني الذين أمتلكوا النفوذ بالسلاح والمال ووسائل الإعلام.
ولكي تتم معالجة هذا التشظي في جماع الشعب لا بد من معرفة الأسباب التي جعلت أهواءهم شتى على الرغم من توفر الشرط اللازم لثورة التغيير وهو التذمر العام .
وفي ظني أن هذه الأسباب تتلخص في كلمة واحدة إسمها المصالح ،وقد أوجد اتفاق نيفاشا فرصة ذهبية لكل الأحزاب لتلتف حوله وتشكل القوة المطلوبة لهزيمة النظام القائم بعد الفترة الإنتقالية الأولي وكان بإمكان هذه القوى والتي ستمتلك الأغلبية بعد الإنتخابات أن تغير الدستور بما تراه في مصلحة السودان الجديد بنظامه الديمقراطي العلماني التعددي ،ولكنها آثرت الفهلوة الفردية وقعدت بها منبتة لم تبلغ لها اربا، ولنتأمل ما قاله الأخ محمد أحمد جيداً :
Quote: ومن العقبات أيضا معارضة حزب الأمة للاتفاق (باعتباره اتفاقا ثنائياومعيبا وناقصا) وإصرار الحزب على أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عقد مؤتمر جامع، وتحالف معه في ذلك حزب المؤتمر الشعبي. ومن العقبات أيضا موقف الحزب الشيوعي الفاتر والملتبس إزاء الاتفاق.

فأنا ألحظ أمرين في غاية الأهمية في موقف السيد الصادق،الأول هو إدراكه التام بأنه لا يملك القوة لتغيير هذا الإتفاق ومعرفته يقيناً بأنه لا يتم إلا بالتوازن وليست بالميثولوجية الحالمة،والثانية أخلاق الفهلوية التي أظهرها تبنيه لهذا الإعتراض والسبب في ذلك ظرفه الخاص كأقوى حزب في آخر إنتخابات جرت في السودان وخاصة بعد إنقسام الحركة الإسلامية وفشلها الأخلاقي بعد أن كانت البعبع الذي يقض مضجعه وينزل عليه الرعب ليل نهار.
إذن موقف السيد الصادق أملته مصلحته الخاصة وليست مصلحة السودان وهذا حقه الطبيعي، وطبعه البشري،لأن مصلحة السودان كانت تقتضي وجوده في داخل التجمع بعد تسجيل إعتراضه، ووضع قوته الشعبية مع قوة الحركة الشعبية لأعتقادي بأن السيد الميرغني كان في حالة إنسجام مع الحركة قبل انقلاب الجبهة،ومع معرفتنا لهذا الأمر نحن في حاجة إلى قوة الصادق لإضافتها لجماع الشعب كما نادي بذلك الأخ محمد أحمد .
هل نحن مستعدون لنعطي الصادق أو غيره من قادة الأحزاب والقوى مصالحهم التي يسعون إليها فنحقق نحن بذلك مصالحنا التي نراها في الوحدة والمساواة والتنمية ؟
إقتراحي ورؤيتي الشخصية نعم ،ولكن بشروط الديمقراطية حتى نهاياتها، فلا فرق عندي بين الصادق والبشير وغازي صلاح الدين فكلهم بشر تساووا في المعطيات فليس بينهم من لا يحب المال حباً جما، ومن لا يحب السلطة والجاه ولا تأمره نفسه باتباع الهوى، فشروط العقد واضحة، نحقق لك طموحك وتحقق لنا ما نريد بآليات دفع تضمن لنا أنك تحت تصرفنا وليس العكس .

نتابع ابوحمد .

Post: #129
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-19-2006, 12:32 PM
Parent: #126

عزيزي أبو حمد،

اشكرك على المداخلة الثرة، العميقة.
أتابع باهتمام. أرجو تواصل، وكأنك صاحب الخيط، لأنك باالفعل من أصحابه.
فلنواصل جميعاً برم الخيط إلى أن تتشكل عروتنا الوثقي!!

Post: #130
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: elsawi
Date: 07-19-2006, 04:21 PM
Parent: #129

الأخ الحبيب د. حيدر
إشتغال القلب و الخاطر بمشاكل الوطن لا يصيب إلا الذين تجاوزوا "الأنا" الى رحاب أكثر أتساعاً و تخلصوا عن الأنانية و الإنكفاء على الذات الى التفكير في حلول لمشاكل بحجم الوطن .. أتساع افقك لتقبل النقد و سعيك بشغف لسماع الرأي الآخرو أخذ الإيجابي منه دليل عافية فكرية و دليل على إجادتك لأدب الإختلاف الذي تفتقر اليه جميع رموزنا السياسية بلا إستثناء، تلك الرموز التي تمارس الخداع و الكذب و الخبث والمكائد و التي وصلت ال حد مصادرة حق الحياة لأصحاب الرأي المغاير، الأمر الذي اجج من نيران الخلاف و راكم كثيراً من الغل في النفوس و ابعد من إحتمال الوفاق ..
أشد على كفك و احييك على هذا السمو و ليت اولي الأمر فينا يتعلموا منك أدب الإختلاف. و أشكرك كثيراً على كلماتك الطيبات في حقي، فقد أعطيتني أكثر مما استحق، وكما قلت نحن كلنا نتعلم في هذه الدنيا و ليس فينا من يمتلك الحقيقة المطلقة أو العلم الكامل، كل منا يسهم بقدر إستطاعتة علنا نخطو خطوة تجاه الحلول لمشاكلنا العصية.
تابعت عن قرب سلسلة مقالاتك في هذا الخيط، و حقاً لقد لمس حديثك جوانب كثير من مشاكلنا الراهنة لاسيما قضية الهوس الديني، و حقاً لقد فتحت نوافذ كثيرة للتفكير في مخارج لأزماتنا المتعددة، و قد أثرى الإخوة و الأخوات المتداخلين الحوار بمساهمات نيرة و عميقة و ثرة.
أتفق معك في معظم ما اوردت خاصة حديثك عن عدم مواكبة الكيانات التنظيمية للحراك الفكري و السياسي، فالأحزاب السودانية بإستثناء المؤتمر بشقيه و الحركة الشعبية تخلفت كثيراً عن مواكبة الأحداث المتسارعة، فكانت تركض ركضاً خلفها و بدا ذلك جلياً في لهثها للحاق بطاولة المفاوضات في نيفاشا فضنت عليها الحكومة و الحركة الشعبية بذلك خاصة و ان المفاوضات كانت قد قطعت شوطاً بعيداً، و بعد ان تم التوقيع على إتفاقية السلام بمعزل عن احزاب التجمع سارعت بعض الأحزاب للحاق بالركب و قبلت التمثيل في المجلس الوطني في خجل بعد تمنع مصطنع مرتكبة أفدح اخطائها التاريخية التي ستحاسبها عليها الجماهير التي كانت تنتظر الخلاص على أيديها. و هاهي الأحزاب التي شاركت في المجلس الوطني و التي لم تشارك مازالت تنتظر الأحداث حتى تدلي بدلوها ولا تشارك في صنع تلك الأحداث (يعني شغل اليوم باليوم). و التفكك التنظيمي الذي بدأ يعتري جسد الحركة الشعبية بعد توقيع إتفاقية السلام لن يجعل الحركة الشعبية بأحسن حالاً من بقية الأحزاب، إذ اصبحت كل مفاتيح اللعبة و المبادرة في ايدي المؤتر الوطني، و بقيت الحركة الشعبية خارج دائرة المبادرة تنظر الى ساعة يدها بين الحين والآخر منتظرة موعد الإنفصال على احر من الجمر. و للحق اقول ان استشهاد الدكتور قرنق المبكر قد ساعد كثيراً في تعميق الأزمة التي تعيشها الحركة الشعبية اليوم.
ذكر احد الإخوة المتداخلين ان المخرج من ازمة السودان الحالية يبدأ بتعريف المشكلة و متابعة جذورها و اسبابها و من ثم اقتراح اسباب علاجها و اجد نفسي متفقاً مع هذا الطرح، فمشكلة السودان هي الأكثر تعقيداً في التاريخ المعاصر لأنها مشكلة مركبة ذات أبعاد كثيرة متشابكة، و لكن يمكن تلخيصها في اربعة مشاكل رئيسية.
1- المشكلة السياسية
و تندرج تحتها العديد من المشاكل الأخرى مثل الديمقراطية وواجبات ترسيخها و قضايا الحريات العامة و إصلاح الأحزاب و نفخ الروح الديمقراطية بها و إصلاحها، و التداول السلمي للسلطة وفق الأسس الديمقراطية المعروفة ...الخ
2- المشكلة الإقتصادية
و تشمل فشل القطاع الزراعي، و انهيار كثير من المشاريع الزراعية كالجزيرة و مشاريع النيل الأبيض و ظهور البترول كبديل للمحاصيل النقدية الذي اسهم بشكل مباشر في إهمال الدولة لقضايا الإصلاح الزراعي، بالإضافة لمشاكل التنمية غير المتوازنة و هجرة سكان الريف للمدن ..الخ
3- المشكلة الإجتماعية
و تشمل قضايا الفساد الإجتماعي و ضعف مقدرات المجتمع المدني للقيام بواجباتة و تفشي الظواهر الإجتماعية السلبية مثل السرقة و المحسوبية و البغاء و الكذب و الإختلاس، الأمر الذي ادى الى تغيير التركيبة الإجتماعية للإنسان السوداني، و الذين يعيشون خارج السودان اكثر ملاحظة لهذا التغيير. المشكلة الإجتماعية هي الإبن الشرعي للمشكلتين السياسية و الإقتصادية.
4- المشكلة العرقية و قضايا الهوية
و هذه ام المشاكل في السودان و هي كانت منذ الإستقلال كسرطان الدم في جسد الوطن، و ازهقت فيها ملايين الأرواح و بلايين الدولارات و امتصت كثيراً من الموارد و الخيرات عبر السنين، بدءاً بالجنوب ثم الغرب فالشرق و هاهي مؤشرات ظهورها في الشمال لا تخفي على عين، و اهم اسبابها التنمية غير المتوازنة و التقسيم غير العادل للسلطة و الثروة.

هناك العديد من المشاكل الأخري المعقدة مثل مشاكل التعليم و الصحة و البيئة و اللاجئين ..الخ و لكنها مشاكل نشبت كنتاج طبيعي لأحدى المشاكل الرئيسية آنفة الذكر و يكمن معالجتها ضمن علاج المشكلة الأم.
أزماتنا تعاقبت و مشاكلنا استفحلت لأننا تاريخياً ظللنا نجزئ المشاكل و نجزئ الحلول ولا ننظر للمشكلة بأبعادها المختلفة، فمثلاً حل المشكلة السياسية و ترسيح الممارسة الديمقراطية و إطلاق الحريات العامة و إصلاح الأحزاب و التداول السلمي للسلطة لن يحل من مشاكلنا في وجود المشاكل العرقية و مشاكل الأقليات و لعل مثال الهند الذي ذكرته يعتبر مثالاً على ذلك. و أيضاً حل المشكل الإقتصادي بمعزل عن المشاكل الأخرى لاسيما السياسية لن يحل بقية مشاكانا و اسطع مثال لذلك العراق قبل الغزو، إذ كان العراق يعيش في رفاهية إقتصادية نسبية و لكنة كان يرزخ تحت نار الدكتاتورية فكانت مصادرة الديمقراطية و الحريات العامة سبباً رئيسياً في إشتعال نيران المشاكل العرقية و مشاكل الأقليات بين النظام من جهة و بين الأكراد و السنيين و الشيعة من جهة ثانية.
و قطعاً لن يخفى عليك ان أي حديث عن إصلاح اجتماعي على مستوى الدولة و الأفراد و مؤسسات القطاعين الخاص و الحكومي و اجهزة الخدمة المدنية ...الخ في وجود المشاكل الإقتصادية و السياسية يصبح كالحرث في البحر، و ايضاً البحث عن حلول لمشكلة الهوية و الصراعات العرقية و الطائفية في وجود المشاكل السياسية و الإقتصادية و إفرازاتها السلبية مثل عدم التوزيع العادل للسلطة و الثروة و التنمية غير المتوازنة بعتبر ضرباً من المستحيل.
في تقديري مشكلة بهذا الحجم و هذه الأبعاد المتعددة و الشائكة تتطلب جهد شعبي و إجماع قومي لمواجهتها و التصدي لها. ولن يفلح أي حرب مهما كانت مقدراتة على حل هذه المشكلة المعقدة منفرداً، فالأحزاب يجب أن تبدأ بأنفسها اولاً لأنها جزء أصيل من مشاكلنا الراهنة و ستظل سبباً رئيسياً في إعادة إنتاج ازماتنا في المستقبل مالم تعيد صياغة هياكلها و تحقن الديمقراطية في دمائها و تنظر لقضايا الوطن الملحة و تبحث عن الحلول بعيداً عن الحزبية حتى تسترد عافيتها و تخرج من حالة الشلل الذي الم بها و حتى تتمكن من توسيع مواعينها لتستوعب اهمية الجهد الجماعي لمواجهة قضايا الوطن الكبرى. لا استثني الأخوان الجمهوريين من هذا العبء، فقد آن الأوان للخروج بحزبهم الى ساحة العمل السياسي للمساهمة بفكرهم و طاقاتهم للتصدي مع غيرهم من الأحزاب لواجبات الوطن الجسيمة و الملحة التي تنتظرهم، فالمساهمة في البحث عن الحلول ليس فرض كفاية يقوم به البعض و يسقط عن الآخرين، و ليس هذا هو زمن التقوقع و الإنكفاء على الذات و الدوران في دائرة الأخوان الجمهوريين المغلقة، فالوطن ينتظر من الأخوان الجمهوريين و حزبهم الكثير فقد طالت غيبتهم.
هناك مشكلة اخيرة لم تجد حقها من البحث، بل هي نتيجة لمجمل المشاكل السابقة و هي مشكلة التشوه الفكري الذي أصاب الشباب من جيل الإنقاذ. هذا الجيل في تقديري يعتبر (قنبلة موقوتة) ستنفجر عندما تؤول اليهم مقاليد قيادة اجهزة الخدمة المدنية و اجهزة الدولة المختلفة مستقبلاً، فهولاء الشباب هم ضحايا هذا النظام الجائر الذي لم يقدم إليهم اي شئ على اي مستوى، بل اعمل عليهم آلته الإعلامية احادية الجانب بدءاً من الرائد يونس الذي ظل ينعق على آذانهم كل صباح قبل ذهابهم الى مدارسهم لسنوات عديدة، و إنتهاءاً بساحات الفداء التي كانت تحثهم على الإنخراط في صفوف المجاهدين و تعدهم بالجنة و الحور العين. و قد افلح النظام تماماً في تجفيف المصادر الفكرية و طمس المناهج المدرسية و تغييرها بما يتوافق و مشروعهم الحضاري و تكثيف مواد التربية الدينية و إتباع سياسة التحفيظ و التلقين عن جهل دون النفوذ لجوهر الدين الذي يدعو الى صالح الأعمال و العدل و المساواة. و ايضاً ساهمت الثورة التكنلوجية و انتشار الفضائيات في توجية اهتماماتهم الى خارج حدود الوطن، فهؤلاء الضحايا من جيل الشباب يحفظون اغاني نانسي عجرم عن ظهر قلب و يتابعون اخبارها و آخر إنتاجها الفني و يجهلون كل شئ عن المحجوب و إسماعيل الأزهري. و في هذا المنبر العام الماضي دار نقاش طويل في احد الخيوط بين الدكتور ياسر الشريف و احد الأعضاء من جيل الإنقاذ انتهى بإعتراف ذلك الشاب بأنه لا يعرف شيئاً عن الفكر الجمهوري ولا اطروحاتة و لم يقرأ له من قبل، و ذكر ان كل مايعرفه عنهم ان رئيس حزبهم استشهد على يد النميري عندما كان هو في المدارس الإبتدائية، و قطعاً هناك الآلاف من الضحايا الآخرين من الشباب الذين يتدافعون لحضور حفلات المغنين العرب بالخرطوم و يبيع الفتيات حليهم لتوفير ثمن تذكرة الدخول للحفل و يغمى على بعضهم و يصاب بعضهم بحالة من الهستريا من فرط الطرب بينما لا تجد الليالي السياسية التي تقيمها الأحزاب على هامش الحريات المتوفرة الآن اي إهتمام يذكر من الشباب.
السودان اليوم يعيش في ازمة شائكة ومتعددة الوجوه والجوانب ويهدده خطر التفكك والإنقسام الى دويلات وتتربص به قوى لإستعمار الجديد للإنقضاض على ثرواته من النفط خاصة بعد تأثرت مصالح الغرب الإقتصادية سلبيا في الدول العربية الإسلامية بعد إندلاع الحرب على الإرهاب التي قادتها امريكا وحلفائها، كل ذلك يجري واهلنا البسطاء حار بهم الدليل ضاقت بهم السبل واعمت الأطماع أولي الأمر فيهم .. مبادرتك الكريمة هذه يا دكتور حيدر وطرحك لهذا الموضوع في هذا الوقت الحرج تستحق الإشادة والإحترام، فقد حركت فينا مكامن الإنتباه وايقظتنا من حالة التراخي والإنشغال بتوافه الأمور للتفكير فيما هو اهم وانفع لوطننا الحبيب واهلنا الطيبين، وقد صبت مساهمات ضيوفك الكرام في نفس الإتجاه وعكست روح جديدة ورغبة حقيقية في التغيير وإستشراق آفاق ارحب ومستقبل افضل لوطننا الحبيب، ولكني أخشى ان يذهب كل الحبر الذي اهدره الإخوة والأخوات هنا ادراج الرياح فتحق علينا السخرية التي يطلقها العرب علينا بأننا شعب يجيد الكلام ويجهل العمل ..
تقبل اسفي فقد أطلت عليكم وخرجت عن الموضوع الأساسي لموضوعات أخرى ولكن يصعب علينا إلتقاط خيط واحد من بين خيوط كثيرة متعددة ومتشابكة.

لك خالص الود
الصاوي

Post: #131
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-19-2006, 05:52 PM
Parent: #130

عزيزي الصاوي،

مرحباً بك مجدداً يا صديقي الحبيب. مساهمتك مليئة بالرؤى العميقة وموضوعاتها تتناول أمهات القضايا. لذلك فإني أقترح على المتداخلات والمتداخلين الكرام أن يجعلوها أساساً لما سيلي من مساهمات. تجدني معجباً، غاية الإعجاب، بتواضعك الجم، ورهافة حسك، بخاصة حين تقول بأنك خرجت عن الموضوع وأنك أخذت من وقتنا أكثر مما يجب. ولا أتردد في أن أقرر بأن مساهمتك جامعة، مانعة، واضح منها أنها ستعفيني من كثير من الجهد في الاسخلاصات القادمة. ذلك لأنها لم تترك موضوعاً من الموضوعات الجذرية في السودان إلا ونقاشته بحصافة فكرية وسياسية لا يشق لها غبار. ومن المثير للإعجاب أن تأتي استخلاصاتك كأبنيةً نموذجية، جميلة الهياكل وجميلة "التشطيب." ولم يتبق لنا إلا التأثيث لمنازل السودان الجديد، بعد أن كدنا نأتي لخواتيم مرحلة التأسيس الفكري الرؤيوي والاستخلاصي.

أتفق معك، بعد أن قرأت كل حرف مما كتبت بعين فاحصة، بأننا يجب أن نتحرك، وبسرعة، إلى محطة "العمل" بعد أن نحدد أهم محاور المشروع من ناحية رؤيوية. وعلى الجميع أن يساعدني في هذا المنحى العسيرالمثير الكبير الخطر. وسنبدع الدنيا الجديدة مثلما نهوى، كما يقول شاعرنا الفذ محمد المكي إبراهيم. نعم، سنبدعها، ههنا والآن!!! ولن نبرح هنا والآن!!!

أرجو المساعدة من جميع المتداخلين في الوصول إلى استخلاصات، آخذين في الاعتبار استخلاصك البديع بعاليه نموذجاً لما سياتي من استخلاصات. كما أرجو أن تستمر في "برم" هذا الخيط، فهو خيطك عن جدارة، ولم يعد بحاجة لي، بقدر ما هو بحاجة إلى إدارة فكرية (تفكيكية-تركيبية-رؤيوية) نافذة، وهذا ما تتوافر عليه قدراتك البديعة. وسأسهم، مع غيري في إدارة الحوار. فلنتبادل الأدوار.
بقي أن أضغط على نقطة بارعة أتحفتنا بها. وهي أننا:
Quote: كلنا نتعلم في هذه الدنيا و ليس فينا من يمتلك الحقيقة المطلقة أو العلم الكامل، كل منا يسهم بقدر إستطاعتة علنا نخطو خطوة تجاه الحلول لمشاكلنا العصية.


فليدل كل منا بدلوه، ما شاء له أن يدلو، ولنيمم وجهنا شطر المسجد المبارك، أرض السودان الجديد، التي ستصبح بفضل لنا جميعاً "مسجداً وطهورا."

سأعود للاستخلاصات، بعد أن جعلت مهمتي أيسر بكثير مما كنت أتصور. لم تخب ظني حين أتكأت على كتفك العريض وصدرك الواسع، وحين قبلت جبهتك "الديمقراطية!!!!" أنت، بلا شك عندي، رجل صالح، بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فهنيئاً لزوجك بزوجها "الفكي العصري!!!"

Post: #132
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Deng
Date: 07-19-2006, 09:22 PM
Parent: #1

الاخ الدكتور حيدر بدوي.

وضح جليا أن الاحزاب السودانية فشلت أن تغير الوضع في السودان, وهي ليس مواكبة لمجريات الامور والحياة في البلاد. ما لم يقرر السودانين في تغير أو التخلص من تلك الاحزاب وقياداتها من العمل السياسي, فسوف نستمر في نفس العك السياسي الذي نراه أمس, اليوم وغدا. مستقبل السودان فعلا مستقبل مظلم , خصوصا بعد أن فقد السودان القائد العظيم جون قرنق. لقد كان قرنق هو الشخص الوحيد المؤهل لكي يحدث تغير حقيقي في السودان. ولذلك خرجت الملاين في أستقباله بالخرطوم العام الماضي. وسوف يحتاج السودان لمئة عام أخر لكي يظهر لنا شخص قيادي مثل دكتور جون قرنق. حتى ذلك الوقت سوف يتمزق السودان وسوف تشتعل فيه الحروب بجميع أنحائه. أرجوا وأتمنى أن يكون تحليلي خطاء ولكن ليس نيل الاماني بالتمني.

دينق.

Post: #133
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-20-2006, 02:15 AM
Parent: #1

الاخ العزيز حيدر بدوي
تحية طيبة
ويبقى التساؤل
هل كان مشروع وافكار الاستاذ محمود(الثورة الثقافية) الملف السياسي للفكرة الجمهورية الخاص بالسودان...ومشروع الدكتور قرنق السودان الجديد...بضاعة بايرة ام لم يتم تسويقها في الاعلام جيدا

اما الحديث عن تجربة الاسلاميين في السودان فقد فشلو في كل شيء الا في الاعلام..لانهم يعرفون اهميته في الوعي الجماهيري
ولقد نجح الاستاذ محمود والكتور قرنق في كل شيء الا في الاعلام...لانهم يعرفون اهميته ولكن تنقصهم الامكانيات

لذلك من الافضل ان نضع الحصان قبل العربة..ساعة واحدة حرة يتابعها الملايين كافية لايقاظهم وان كانو تحت جرعات مضاعفة من الافيون الترابي
اخى حيدر كا احزاب السودان تشظت وتفتت بما في ذلك الحركة الشعبية نفسها في عدة مراحل لغياب الديموقراطية كوعي وسلوك والتربية الاخلاقية داخل هذه الاحزاب...والا تحادي الديموقراطي ليس استثناء
ولكننا نبحث عن تكتل (وسط+ يسار ليبرالي)...اسوة بالتحولات العالمية في القارات الست(ما عدا المنطقة العربية)
ولن نستورد احزاب من اليابان
وهذا هوالتعقيب وساتوقف لعدة ايام لاري اذا كان هناك تعقيب من الاخوان المتداخلين لانني اكثرت من المداخلات هنا

Post: #134
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-20-2006, 03:53 AM
Parent: #133

عزيزي دينق،

تحبتي ومحبتي، وشكري الوافر على استمرارك في المشاركة الفاعلة. أتفق معك وأختلف حول قولك:
مستقبل السودان فعلا مستقبل مظلم , خصوصا بعد أن فقد السودان القائد العظيم جون قرنق. لقد كان قرنق هو الشخص الوحيد المؤهل لكي يحدث تغير حقيقي في السودان. ولذلك خرجت الملاين في أستقباله بالخرطوم العام الماضي. وسوف يحتاج السودان لمئة عام أخر لكي يظهر لنا شخص قيادي مثل دكتور جون قرنق. حتى ذلك الوقت سوف يتمزق السودان وسوف تشتعل فيه الحروب بجميع أنحائه. أرجوا وأتمنى أن يكون تحليلي خطاء ولكن ليس نيل الاماني بالتمني.

أتفق معك بأن استشهاد الدكتور قرنق كان صدمة كبرى لنا جميعاً. فإني لا أذكر في مجمل حياتي أن أشعرتني وفاة شخص أعزه بمثلما أشعرني به من يأس من مقتل قرنق، كاد يقيم. ولا أخفيك بأن انقطاعي عن المشاركة في هذا المنبر، بالأضافة إلى أسباب أخرى قد تكون أوهن، كان بسبب ذلك اليأس الذي كاد يقيم. ربما تسأل كيف يكون استشهاد الأستاذ محمود محمد طه أقل مجلبة لليأس عندي من استشهاد قرنق. وسأجيبك بأن استشهاد الأستاذ محمود محمد طه كان متوقعاً عندي، خاصة وأنه ظل يرسل لنا إشارات في حديثه معنا بأنه ذاهب إلى حيث لا نعلم. بل أكثر من ذلك، فإن مشهداً شخصياً مع الأستاذ محمود يصدق ما أقول. علقت في واحدة من جلساتنا بأنني أتوقع من المهووسين أن يشتتوا شلمنا شملنا وأن يذيقونا الأمرين. فعلق الأستاذ على ذلك بقوله "دا كلام حصيف، حصيف، حصيف!!!!" رددها هكذا، ثلاث مرات، ثم أطرق صامتاً برهة، ثم استأنف الجلسة بلكمتي "نسمع زيادة" التين سمعتهما منهما بأكثر مما سمعت إى كلمتين أخريين مقترنين هكذا. نعم كان الأستاذ محمود محمد طه، على غزارة بحور معارفه اللدنية، يستمع لتلاميذه أكثر مما يلقنهم!!! وفي ذلك عبرة لقادتنا ممن أدنوا ممارسة شهوة الكلام، فصار كلامهم ممجوجاً، يثير السخط أو التهكم عليهم!!!

أما استشهاد الحبيب قرنق فإنه لم يكن متوقعاً، عندي على أيسر تقدير، في الأيام الأولى من عمر شراكته. ذلك، على الرغم من أنه شريكه غادر وخائن للعهود!! ألم يخن على عثمان (من يسمى "صانع السلام" زوراً وبهتاناً) أستاذه الترابي شر خيانة؟ وهل من خير يرتجى من شخص أدمن الخيانة حتى خان أباه الروحي!!!

نعم، توقعت أن قد يبلغ قرنق ضرب من ضروب الأذىً الجسدي. ولكني استبعدته، في الأيام الأولى، لأنني أعرف، عن قرب، إهتمام قائدنا الهمام بسلامته وأمنه الشخصي لأسباب نعلمها كلنا. ثم إنني كنت أعلم تمام العلم بمدى إدراك شهيدنا بمدى خطورة شراكته مع شريك خائن. وقد كان حبينا الراحل أكثر حصافة وذكاء من أن يغفل عن تلك ال حقيقة. ثم إني، قبل ذلك كله، كنت مؤمناً بأن الله سيدخره لنا، خاصة وأنه مر بمحاولات اغتيال كثيرة، خرج منها سالماً، بلا سوء أصابه. ولهذا كانت فجيعتي في فقده أكبر من أن أصفها لك بالكلمات. أما اليوم فإني أرى بأن تدبير الله كان أحكم، فهو أحكم الحاكمين.

نعم،استشعر بأن قرنق ذهب على قدرٍ من ربه، ثم لم يذهب. ذلك لأنه حاضر بيننا. أنظر إلى هيمنة حبه علينا حتى هذه اللحظة وكيف أنه يسد علينا الأفق بضوئه المنير!!! إقراً راسلت لي ورسالتي لك هذه، وستعرف أنه مازال يلهمنا ويرسل لنا من عليائه الرحبة وحبه الذي لا تحاصره الكلمات لسوداننا الحبيب أنبل آيات المعاني!!! نعم، أستشعر بأن غيابه كان لحكمة حكيمة من لدن بارئنا المصور، البديع، سبحانه وتعالي. ذلك بأنه حفظ قرنق وإسمه أبيضاً من غير سوء، يسر الناظرين. وسيبقى بسبب ذلك تاريخه وميراثنا منه ناصعاً مبراً من تشويه تقلبات سياسات الخيانة والتآمر والنكوص عن العهود التي تطوق المؤتمر الوطني من كل ناحية.

تصور أن لو عاش قرنق وكان المهووسون يفعلون ما يفعلون الآن بالحركة الشعبية، هل كان سيصمت على التسويف والكذب والتلون والفساد الذي يزكم الأنوف؟ لا، ولا كرامة. وإن سكت، فهل كان سيعتبر بطلاً أم خائناًً لرسالته؟ ولا تحتاج أنت مني هنا لأجابة!! بقي إسمه هذا الرجل الهمام ناصعاً من دنس السلطة، ذلك بأن السياسة في وقتنا الراهن تدهن المرء بوسخها القمئ. أما إن تكلم، فتعرف كيف كان سيتكلم، وهو الثائر، صاحب الغضبات المضرية، دوماً. وأي ثورة غير محسوبة العواقب، كما يعلم مثلك من الحصفاء، تفقد صاحبها لجام الحكمة. ومن فقد لجام الحكمة تغالبه النفس الأمارة بفض الشاراكات والإفساد في الأرض، ولعدنا إلى الحرب.

أشعر بأن الله قد كرم قرنق بالموت الشريف، في وقت أخذ فيه بلباب قلوب السودانيين من حلفا إلى نمولي. كما أشعر، يقيناً، بأن الله أكرمنا بأن جعل صورته عندنا باقية على ما تركنا عليها، بل هي تزيد نصاعة مع مر التاريخ. ذلك لأن الشهداء الأفذاذ تتعاظم مكانتهم عند قومهم، بل وعند غيرهم من الاقوام، كلما تقادم بهم وبنا عهد الاستشهاد. ومن عجائب الأمور أنه لم يمض أي وقت بين الشهادة -في حالة قرنق- والشعور بأننا نفتقد بدراً، ما يحدث بعد زمن طويل من فقدان الابطال الشهداء. أنظر إلى نموذج المسيح مثلاً، فقد أنكره قومه، وقتلوه، وما قتلوه، ولم تقم الكنيسة كمؤسسة فاعلة إلا بعد حوالي المائة عام من استشهاده.

ومن أسباب يقيني بأن الله يدخر لنا ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أن كلمة شهيد نفسها تعني بأن الشهيد شاهد علينا وعلى أفعالنا، متسمدا بذلك من الله الحياة الخالدة المحيكة في إسمه "الشهيد،" وهو من أسماء الله الحسني، والله حي لا يموت. كذلك أي بطل شهيد، لا يموت إلا في أذهان الميتين وهم أحياء كالبغال، ومن أضل سبيلاً!!!!!!!

فلا تحزن، يا جورج، أيها الحبيب، لأن الله معنا!!!! وسيخرجنا جل شأنه، بقدرته القادرة، من عتمة ليلنا البهيم هذا، وقد بدأ ضوء فجر جديد يتسلل إلينا استراقا. ولن يلبث أن يعم هذا الضياء الأرض، يوم تشرق بنور ربها. يومها سيكون السودان قبلة العالم في الحس وفي المعني!!!!!!! وما ذلك على الله، العزيز، بعزيز!!!! ولتسمع قولى هذا، يومها ستمسح كل دمعة أهرقت في حزننا على قرنق. ويومنها ستأمن الأمهات الثكلوات من جور الجائرين. وستملأ أرض السودان بنور ربها البديع. ذلك يوم تأت كل نفس معها سائق ومعها، أو عليها، شاهد أو شهيد!!!!!!!!!!!!!!

لا تحزن، أيها الحبيب، ولا تقنط، فإن الله قد حفظ على أهل السودان من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب ال ألأرض بأسباب السماء، قول أبيك الأستاذ محمود محد طه، الأب الحقيق للسودان الجديد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Post: #135
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-20-2006, 04:42 AM
Parent: #134

ياسر سعيد عرمان يتحدث حديث العالم، نقلاً عن "سودانيل" وجريدة "السوداني."

فتح نائب الأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال ياسر سعيد عرمان، الباب أمام كل الاحتمالات لعقد تحالفات سياسية مع الأحزاب المختلفة بشرط تنفيذ اتفاقية السلام نصاً وروحاً، وبكل فحواها للحكومة القادمة المنتخبة، معتبراً أن حركته قدمت حتى الآن أداءً معقولاً بالحفاظ على وحدتها مع التحديات التي تمر بها.

وطالب عرمان، في حوار شامل أجرته (السوداني) حول الأوضاع السياسية الراهنة، حكومة الوحدة الوطنية المساهمة الفاعلة في الاحتفاء بالذكرى الأولى لرحيل زعيم ومؤسس الحركة دكتور جون قرنق، وتسمية طرق أو مطارات باسمه، تخليداً لذكراه.

وقال عرمان ان الحركة الشعبية ورئيسها الفريق سلفاكير ميارديت يمتلكان كروتا ذهبية في مسألة التحالفات السياسية، وأضاف أن الحركة في موقف فريد وإذا مضت بمضاء وعزم فإنها ستصبح الملك او صانعة الملك القادم، مشيراً إلى الدور الذي ستقوم به الحركة في موضوع وحدة السودان عند الاستفتاء على حق تقرير المصير، وقال إن أكبر معركة ستجابهها الحكومة المنتخبة وستكون في موقف لا تحسد عليه؛ مسألة تقرير المصير.

ونفى عرمان بشدة وجود قرار من مجلس الوزراء يرفض دخول القوات الدولية إلى دارفور، وقال إن ما خرج من مجلس الوزراء هو حديث الناطق الرسمي باسمه وإن وزراء الحركة في المجلس لم يقفوا مع طرح المؤتمر الوطني، وأضاف ان اجتماعاً لرئاسة الجمهورية حول ذات الشأن للخروج بصيغة تحمل موقفي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وقال (اتفقنا على عدم التصويت في ذلك الوقت).

وحيا عرمان ذكرى الراحل دكتور جون قرنق وقال (هو رائد النهضة والتجديد والتحديث في السودان، ويجب أن يأخذ مكانه)، وأضاف انه سيأخذ مكانه في التاريخ وان يعيد خصومه الاعتبار له.

وهل هذا التحالف موجود الآن في ذهنكم؟

- نعم الآن نناقش ونراقب والحركة الشعبية تمور بالتطورات السياسية المتلاحقة وما يحدث مع المؤتمر الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وكل القوى السياسية، لكن هذه القضايا ستنجز وتحسم في وقتها، ونحن في الحركة الشعبية خياراتنا مفتوحة، والخيارات التي تخدم خيارنا بها شيئان؛ تنفيذ اتفاقية السلام نصاً وروحاً، وبكل ما حوته، هذا هو الخيار الذي سنمضي عليه.. وسيحدد تحالفاتنا.

وهل يمكن أن نقول ان هذا الخيار مفتوح حتى مع المؤتمر الوطني؟

- نحن لن نتحدث أو نحدد هذه التحالفات، ولذلك قلت لك إن هذا السؤال بـ 6 ملايين دولار، لن نقول الى اين سنتجه، سوى للذي سينفذ نصاً وروحاً ويلتزم بالاتفاقية.

في الأسبوعين الماضيين حدثت مغالطات بينكم والمؤتمر الوطني في دخول القوات الدولية، وحتى داخل الحركة ظهر أكثر من رأي إلى أن حسمه رئيس الحركة وأمينها العام في الخرطوم، هل نستطيع أن نقول انه لا يوجد رأي موحد داخل الحركة أو حكومة الوحدة الوطنية؟

- نعم داخل حكومة الوحدة الوطنية لا يوجد موقف موحد، لكن داخل الحركة الشعبية يوجد موقف موحد منذ رومبيك، وانت بنفسك كنت موجوداً، وفي تلك الاجتماعات، كان موقفنا واضحاً في موضوع دارفور ومن القوات الدولية وقد حسمنا هذه القضية.

مع ذلك تتحدث قيادات في المؤتمر الوطني، وفي مجلس الوزراء أن هناك قراراً، وتم ابراز ذلك القرار في الصحف، ما هي حقيقة الأمر؟

- لا.. لا يوجد قرار من مجلس الوزراء، يوجد قرار من الناطق الرسمي لمجلس الوزراء، ووزراء الحركة داخل مجلس الوزراء رفضوا موقف المؤتمر الوطني، ولذلك فإن الناطق الرسمي لمجلس الوزراء عندما خرج للصحافيين خرج بموقف آخر، وفي البرلمان، لقد كنت شخصياً موجوداً في اجتماع ضم رئيس الجمهورية والنائب الأول ونائب الرئيس، وفي هذا الاجتماع ذكرنا أننا لسنا على اتفاق واحد في الموقف بالبرلمان، وطلب منا الرئيس والنائب الأول ونائب الرئيس ان نصل الى صيغة تحمل موقفي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية واتفقنا على عدم التصويت في ذلك الوقت. لذلك موقف الحركة الشعبية ثابت، هذه القضية مهمة وشائكة، ولكن أعتقد أن وجود موقفين في داخل حكومة الوحدة الوطنية لحزبين اختلفا ليس بالأمر المستغرب، او انه يشي بانقطاع الصلة بيننا، المطلوب هو كيف نبذل مجهوداً لتوحيد الرؤيتين المختلفتين، نحن بذلنا مجهودات من قبل ووحدنا رؤيتنا لمواقف متناقضة قدمت أثناء المفاوضات ووصلنا إلى اتفاقية السلام، الآن المؤتمر الوطني لديه موقف والحركة الشعبية لديها موقف، هل يمكن أن نبذل مجهوداً الى منطقة وسطى؟ أنا أقول يمكن ذلك!

هل تعني بذلك ان بالقرار الذي خرج للصحافيين من مجلس الوزراء ومن البرلمان تم تزوير لموقف الحركة الشعبية؟

- هذا يعني اشكالية، ان المؤتمر الوطني لديه اغلبية في البرلمان ومجلس الوزراء، لكن الأغلبية لا تعني انتفاء المواقف المختلفة للحركة الشعبية، والمؤتمر الوطني احيانا يظن ان الحديث الذي بقوله يلوي ذراع الحركة الشعبية وفي نهاية المطاف، وبعد حديث الاغلبية وحديث الرئيس في تلك الجلسة والذي يعبر عنه المؤتمر الوطني بشكل نهائي هو الذي يعبر عنه موقف الحكومة، هذا غير صحيح في الائتلافات.

هذا يظهر ضعفا في التعامل المنهجي وفي وضع الاولويات، خاصة ان الشريكين لديهما علاقة قاربت العامين، فهناك القوانين المقيدة للحريات ما زالت موجودة، وكذلك عدم اكتمال بعض المفوضيات وقوانينها، ما هي ترتيباتكم لهذه القضايا؟

- يا سيد مصطفى، عندما تقول التعامل المنهجي كأنه كانت هناك مناهج موجودة مجلدات في كيف يتعامل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، لا توجد مناهج، اتفاقية السلام وانهاء الحرب عبر تحول ديمقراطي، هذه هي كبرى المستجدات في الحياة السياسية السودانية.

العلاقة بين طرفين كانا نقيضين أو على طرفي نقيض، والعلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ليست بالأمر القديم، وليست بالأمر الذي وضعت له مناهج، نحاول من خلال عام ان نبني هذه المناهج، نجاحنا لا يذكر دائما، وفشلنا في بعضها، والفشل هو الأظهر، ولكن انا اعتقد انه بالامكان ان نصل الى مناهج من شأنها ان تخدم إدارة شؤون الدولة بما يخدم مصالح المواطنين، نحن الآن ملتزمون بقضية وأمانة كبرى هي كيفية خدمة الشعب السوداني، لأننا الآن نحكم انابة عن هذا الشعب.

لذلك يجب ان نؤدي واجباتنا بالشكل الصحيح، وان نكون في غاية الحساسية باننا ندير شؤون الناس وشؤون الدولة، لكن هذا لا يعني عدم الاختلاف، وهناك تأخير حقيقي، وهنالك برتوكول من اكبر البرتوكولات وهو الخاص بابيي لم ينفذ. انا اقول عدم تنفيذ قضايا البترول، والحدود يأتي بالمشاكل، وهي غير مطلوبة وتقدح في الاتفاقية، لكن كبرى القضايا هي قضية ابيي، لانه اذا تصورنا انه تم الاستفتاء على حق تقرير المصير وانفصل الجنوب قضية البترول ستنتهي والترتيبات في المفوضيات الأخرى ستنتهي، والموضوع الذي لن ينتهي هو موضوع أبيي، الذي يمكن ان يكون مثل كشمير، لذلك هذه القضية كبيرة وتحتاج الى نقاش، وهذا لا يقلل من قيمة واهمية القضايا الأخرى، لأن تطبيق الاتفاقية بشكل جيد يعني ضمانا او التوجه نحو ضمان الاستفتاء على وحدة السودان، ويساعد في كسب معركة الوحدة، التنفيذ الجيد للاتفاقية يعني امكانية اكبر لوحدة السودان.

على ما ذكر ان الراحل دكتور جون قرنق كان قد ردد اكثر من مرة ان اتفاقية السلام بها ضمانات ذاتية، اتضح ان ذلك غائب في تنفيذ الاتفاقية و..

-(مقاطعة): لا الضمان الذاتي موجود، الاتفاقية بها ضمانات ذاتية بوجود جيشين، ودستور به صلاحيات للرئيس والنائب الأول، وجود 50% من الثروة لحكومة الجنوب، وبالأمس كان اي وكيل وزارة او وزير في الجنوب يحتاج الى سيارة واحدة للتنقل يأتي ليمكث ليالي في الخرطوم لاقناع وزير المالية، الآن لا توجد هذه الأشياء، الا ان حكومة جنوب السودان تصرف على نفسها، ولمشاريع التنمية وادارتها، هذه ضمانات ذاتية للاستغلال في تنفيذ الاتفاقية كيف تنفي الضمانات.

وحديث دكتور جون قرنق ما زال حاضراً وهو نفسه حاضراً في هذه القضية، لأنه قضية الضمانات الذاتية كانت تؤرق دكتور جون قرنق منذ اتفاق اديس ابابا 1972 ورفضها لعدم وجود الضمانات الذاتية، ودكتور جون من مدرسة الاهتمام بالعوامل الداخلية وبالضمانات الذاتية الداخلية وبالرجوع الى الشعب دائماً، وهذا هو دكتور جون قرنق وجوهر تفكيره، واذا ما استلمنا اي دولار من عائدات البترول واذا ما اتخذنا اي قرار وفرته لنا الاتفاقية وجب علينا ان نتوجه بالشكر للدكتور جون الذي هو اكثر حضوراً في غيابه من بعض الحاضرين!

هنالك حديث ان الحركة الشعبية وبقية القوى السياسية لم تستطع تغيير عقلية الشمولية في الدولة السودانية رغم وضوح نصوص اتفاقية السلام، فما يقدم باليمين في نصوص الاتفاقية يصادر بالشمال بقانون ما رأيك؟

- طبعاً، موضوع القوانين، دعنا نكون واقعيين، الدستور انت تذكر عندما جئنا الى الخرطوم في وفد المقدمة حددت الحركة الشعبية ان الواجب الأساسي هو صياغة دستور انتقالي، البعض اتهمنا بعدم الاهتمام بالقضايا الأخرى، الآن اتضح ان دون الدستور لا يمكن ان تقوم كل الاجهزة التي قامت او التحول الذي تم..

الآن بعد الدستور وان فرغنا منه، كان يجب مراجعة كل القوانين وعملية المراجعة بشكل موضوعي شاقة وتحتاج الى زمن ومجهودات والى طاقات، والعمل من داخل الدولة ليس كالعمل من خارجها، هنالك بيروقراطية واولويات تتغير باستمرار وهنالك ربما مقاومة من التوجهات القديمة والرؤى والمناهج القديمة، وهنالك بعض المستفيدين من طرق الأمس، ولكي نذهب الى محطة جديدة نحتاج الى ان نركز الجهود والطاقات وان ندعو مفوضية المراجعة الدستورية لتقوم بوضع قوانين المفوضيات، لحقوق الانسان، الخدمة المدنية، الانتخابات والمراجعة والمصداقة لقانون الأمن الوطني، الإجراءات الجنائية، الصحافة والمطبوعات، كل هذه قضايا مهمة الدورة الماضية في البرلمان كانت للمراقبة، تحتاج الدورة القادمة للتشريع والتركيز على قضايا، واعتقد اننا نسير في الاتجاه الصحيح، ونحتاج الى بعض الصبر الذي لابد منه...

اذن من خلال تجربتكم في هياكل الحكم ما هي الملاحظات التي خرجت بها الحركة الشعبية؟

- لا استطيع ان اقدم تقييما حقيقيا من الحركة الشعبية لاننا مع بعض لم ندرس ولم نلخص تجربتنا بعد، ولكن يمكن ان اقدم تجربتي الشخصية وملاحظاتي. اولاً من خلال عملنا في هياكل الدولة نعتقد ان التغيير ليس بالأمر السهل، وأنه يحتاج الى مجهودات مضنية وتركيز شديد والى حشد الطاقات والامكنات ووضوح في الاولويات، ويحتاج الى نظرة ثاقبة وثابتة، والكثير من الهياكل التي ندخل فيها نحاول ان نغير الانسان لينسجم مع طبيعة هذه الهياكل وهي احياناً ساكنة وهامدة، وان تتبع طرق هذه الهياكل. لكن ما يؤرقني على نحو شخصي، بعض القضايا، الآن الدولة السودانية تجلس على برميل بترول، وهو الذي يعطي الحيوية للاقتصاد السوداني لبعض ما تحقق من انجازات، ولكن في بلد مثل السودان اذا لم يستغل البترول لتحضير قطاعات مهمة مثل القطاعين الزراعي والصناعي فاننا في مأزق كبير. وأنا مثل غيري من ناس كثيرين جداً يؤرقهم الانهيار الكامل في القطاع الزراعي، ويمكن ان تأخذ مشروعا مثل مشروع الجزيرة، هنالك انهيار كامل لم يعترف به في القطاع الزراعي، وهنالك انهيار تام في التعليم، هنالك تعليم كمي وتم على مستوى التوسع الكمي وتم توسع مهم في التعليم، وعلى المستوى النوعي هنالك رداءة في التعليم.

ولذلك قضية القطاع الزراعي وتأهيله وقضية التعليم تصبحان من قضايا الفترة الانتقالية، واللتين يجب ان تحظيا باهتمام كبير جداً، القضية الاستراتيجية الكبرى التي هي مرتبطة بكل ما ننجزه على المستوى التكتيكي هي وحدة السودان على أسس جديدة، السودان القديم قد مات، ومن اراد ان يمضي في طريق السودان القديم فانه يكتب على بلادنا الفناء! هنالك تمرد في جنوب السودان، جبال النوبة، النيل الازرق، الرشايدة والبجا في كامل شرق السودان، دافور في الغرب والمناصير وحتى المزارعين في الجزيرة، وهذا التمرد منذ 1956 على طريقة حكم السودان، النخب في وسط السودان يجب عليها ان تصحو والإ ان اردنا ان نكسب معركة الاستفتاء على حق تقرير المصير في الجنوب يجب ان نغير ما بأنفسنا والتوجه الى مربع جديد... ومن مصلحة كل القوى السياسية ومن مصلحة الاسلام نفسه والذين يتحدثون عن العروبة والاسلام ان يغيروا المناهج القديمة ومصلحتهم ان يتوجهوا الى مربع جديد، انهم يضرون بوحدة السودان وفي اضرارهم بوحدة السودان فانهم يضرون في المقام الاول بالاسلام وبكل ما يرفعونه، اذن اي شخص صاحب مشروع كبير فانه عندما يتمزق السودان ستتمزق كل المشاريع الكبيرة، من مشروع السودان الجديد الى مشروع الاسلاميين نفسه، كل دعاة المشاريع الكبيرة فانهم سيخسرون بتمزق السودان.

ولذلك اصحاب المشاريع الكبيرة من مصلحتهم تجديد السودان، والعبور الى نقطة جديدة، مثلاً ابراهام لنكولن خلد في التاريخ لانه عرف ان جنوب امريكا المحافظ الذي يستعبد الناس لن يكسب الرهان، شمال امريكا المتطور صناعياً الذي يريد ان يبني دولة حديثة هو الذي سيكسب الرهان، وخاض المعركة والتصق اسمه بتحرير العبيد في الولايات المتحدة الامريكية ولكن هو كان يريد ان يحرر الرأسمالية الامريكية من قيودها لتنطلق، والسودان كدولة حديثة لن ينطلق، سيتمزق اذا اصرت القوى القديمة على حبسه في الاطر القديمة، الاحزاب يجب ان تجدد وكذلك ان تتجدد الرؤى لهذه الاحزاب.

الدكتور جون قرنق هو رائد التجديد والنهضة والتحديث في السودان، ويجب ان يأخذ مكانه، وسيأخذ مكانه في التاريخ، شاء من شاء وابى من ابى، وبهذه الطريقة يجب ان نعيد الاعتبار، وان يعيد خصوم الدكتور جون قرنق الاعتبار له، وان يقبلوا بطرق جديدة، لانه مثله مثل اي من العلماء الذين اكتشفوا البانسلين، فالذين كانوا مسيحين او مسلمين او يهود استخدموا البانسلين، فيجب ان تستخدم هذا الدواء وان كان مراً على البعض، ليس بحذافيره ولكن يجب ان يكون هناك تحديث وتجديد للسودان، وهذه هي النقطة الجوهرية لان بلادنا عظيمة من واجبنا ان نضعها في المكان اللائق بها.

هذا مدخل لقضية الحقيقة والمصالحة، دونها كل الذي قلته لا تمضي الى الامام، واذكر ان الحركة خلال المفاوضات كانت تصر على هذا البند، الآن ومن خلال الحكم لاحظتم البؤر الملتهبة في كثير من المجتمعات، هل ستطالبون بهذا البند مجدداً؟

- يمكن ان تنزوي المصالحة لأي حدث من الاحداث لكن الحقيقة لن تنزوي مطلقاً، والحقيقة ستظل موجودة، ولا يمكن ان تتم مصالحة الا على اساس الحقائق، ومن الغريب ان يفصل شخص بين المصالحة والحقيقة، لان المصالحة تحتاج الى حقائق، والحقيقة لا تعني عدم التسامح، لان التسامح امر مهم جداً.

وهذه قضية مهمة، لا سيما نحن نحتفل بالذكرى الأولى لرحيل المناضل الكبير الدكتور جون قرنق، ونريد ان نضئ ونوقد شمعة من المحبة والتسامح للدكتور جون قرنق، الذين دبروا احداث الاثنين والثلاثاء حاولوا الاساءة للدكتور جون قرنق وان يحطموا جوهر فكرته في التسامح والمحبة بين مختلف القوميات والمجموعات السودانية، والآن في ذكراه ندعو الناس لايقاد الشموع من اجل المحبة والتسامح، ومن اجل احياء هذه الروح العظيمة التي تأتي من (7 آلاف) سنة من وادي النيل من هذا البلد القديم بكل تركيباته وحضاراته وانسانه الموغل في القدم، والذي حاول ان يحييه الدكتور جون قرنق بعقله المتقد وبروحه الوثابة، وهو داعية المحبة والتسامح، ذلك الإنسان الكبير الذي اتى من قرية وانقلي، ابن تلك المرأة العظيمة (اقاك)، حمل لواء الدعوة الى السودان الكبير بتوقد ذهني. نحن الذين عشنا مع الدكتور جون قرنق واتينا من وسط السودان، في كل صباح يوم جديد لابد ان نذكره بالخير واصدقاؤنا الاسلاميون ان يرددوا معنا، ان من لا يشكر الناس لا يشكر الرب، نحن لابد لنا ان نشكر الدكتور جون قرنق لانه داعية وحدة كبير، كم تفتقد بلادنا ذلك الحضور النير والانسان الكبير للدكتور جون قرنق، ولابد لدعوة المصالحة على اساس الحقيقة ان تستمر وان تضئ الطريق وتفتح طرقاً جديدة لشعبنا في العمل والاخوة الشريفة.

على ذكر الراحل قرنق، لم تقل الحركة الشعبية رأيها في التحقيق الذي تم في مقتله، وهنالك اكثر من قول يتجاذبه الناس، ما هي الحقيقة؟

- يا سيدي قضية الدكتور جون قرنق لن تنتهي ولن تنطفي مطلقاً لانه مات في ظروف غامضة وبشكل غامض والتقرير اعطى اسئلة اكثر من اجابات، نحن لاننا نحب شعبنا لا نتسرع في تصدير الاتهامات لاية جهة كانت، لان من واجب شعبنا علينا ومن واجب الدكتور جون قرنق الذي كرس حياته لمزيد من التسامح والتصالح وتوحيد السودان لن يرضى وروحه العظيمة التي امتلكها واتسعت لقضايا كبرى في البلد ان نتسرع وان نصدر اتهامات، لكن تظل اسئلة كبيرة، وتظل موجودة، والذين عملوا مع الدكتور جون قرنق، والذين رافقوه واحبوه وانتموا الى فكرته العظيمة تؤرقهم الاسئلة التي يطرحها رحيل الدكتور جون قرنق، ولابد من اجابات في يوم من الايام.

ورحيل الدكتور جون قرنق مثل الرئيس الامريكي جون كينيدي سيبقى حاضراً يعتصر الاجابات الآن وفي المستقبل، واثبت التاريخ البشري انه لا شيء يمكن ان يكون غامضاً الى الابد، وانه لابد في يوم من الأيام ان تظهر الحقائق، وانا اعلن ان للدكتور جون قرنق اصدقاء كثرا في داخل وخارج السودان لا يكلون من البحث عن الحقيقة ويدفعهم لذلك الانصاف لجون قرنق ولتاريخ السودان والقضايا التي عمل من اجلها.

تقومون الآن باحياء الذكرى الاولى لرحيله؟

- الحركة الشعبية ليل نهار وقطاع الشمال يعمل بصورة دائبة لايقاد الآن الشموع لهذه الذكرى، ولنوقد شموع المحبة والتسامح، ولنكرس هذه المحبة والتسامح بين جميع الاثنيات والثقافات والاديان، رداً على ما حدث في يومي الاثنين والثلاثاء، لان هذا لا يشبه الدكتور جون قرنق، لان الذي يشبهه هو التسامح والنظرة الكبيرة والتقاء السودانيين رغم اختلاف اثنياتهم وثقافاتهم ومناطقهم الجغرافية.

وما نود ان نقوله ان الدكتور جون قرنق هو النائب الاول لجمهورية السودان، وهو بطل من ابطال الحرب والسلام معاً، وكرس حياته من اجل قضايا كبرى؛ وحدة السودان على اسس جديدة ، وصانع سلام كبير، ولذلك من واجب الدولة السودانية وذكراه تمضي بسرعة ان تسهم اسهاماً فاعلاً في الاحتفاء بالذكرى الاولى لرحيله ومن واجبها ان تسمي مناطق مهمة لا سيما في العاصمة الخرطوم هنالك اقتراحات في الطرق ومطارات باسمه، لان هذا يكرس المحبة والسلام والعمل من اجل وحدة السودان على اسس جديدة، ويجب ان لا تمضي ذكرى الدكتور جون قرنق كحدث عادي ومنسي، ولا بد من وقفة من حكومة الوحدة الوطنية لانها تدين للدكتور جون قرنق بالكثير.

Post: #136
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-20-2006, 05:04 AM
Parent: #133

مكرر

Post: #137
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-20-2006, 06:25 AM
Parent: #136

الأخ د.حيدر
الإخوة المتداخلون والقراء
سلام على الجميع
ذكرت في مداخلاتي السابقة ما رأيت أنه ضروري من المعطيات الأولية والتي يجب أخذها في الإعتبار عند التفكير بإقامة نظام سياسي هدفه إدارة العلاقات البشرية وجلب المنفعة لهم، ودفع الضرر عنهم ،وفي فهمي بمحدوديته لا يقوم النظام السليم إلا بمعرفتها عند العامة والخاصة وسوف أعيد ما قلته ثانية حتى يستطيع القارئ أن يصنع لنفسه تصوراً بما هو معطي ثابت في جوهره مع اختلاف مظاهره ودرجات تفاوته من ال LEVEL POINT وحتي الإطلاق .
وتمثلت هذه المعطيات التي تضمنتها مداخلاتي،في النفس البشرية وخطيئتها الأزلية ،والتي قررها القرآن والأحاديث النبوية المحمدية والعيسوية، كما قررها علماء الأنثروبولوجي ،وربطنا هذه الخطيئة المعطي بالصراع الذي يولده تعارض المصالح ،وهذا الصراع يولد فكراً جديداً هدفه بناء العلاقات بصورة جديدة تشكل الأخلاق الجديدة التي يرجى لها أن تحكم هذه العلاقات،ودور القوة كآلية تؤثر على نتيجة الصراع وبالتالي على الأخلاق التي نهدف لإيجادها ،ودور التنظيم والوحدة في إيجاد هذه القوة ،وأثر الثقافة العامة (الوعي) في عملية التنظيم لأن من لا يدرك أن اليد الواحدة لا تصفق لا يرجى له أن يستخدم كلتا يديه في التصفيق ،كما أشرت إلى أن الأستاذ محمود كان مدركاً لأهمية هذا الأمر لذلك جعله من الأهداف العليا كما أنه لم يكن في عجلة من أمره وهذه كما قال نميري عنه (معرفة بدقائق الأمور) وكان لا بد من نقطة بداية وإرشاد لطريق العروج في سلم الوعي يضع لبنته الأولى هو ثم تتولاه السلاسل المهاجرة إلى الإطلاق وهي بكامل معرفتها وقناعتها بالناموس .
ونتيجة لما تقدم قررت في آخر مداخلة أن كل ما تحدث عنه الإخوة والواقع الذي نعيشه قررته المصالح بمختلف درجاتها ما هو أقرب إلى الحيوانية منها وما هو على الطريق إلى الإنسانية فالمصالح ايضاً معطي تنتقل من أسفل سافلين إلى الإطلاق ولكن جوهرها مصلحة لأنها من الناموس ،وفي هذه النقطة بالذات يحدث الإلتباس وتكسو الموقف ضبابية لا نستطيع معها تبين ما إذا كانت درجة المصلحة متدنية في السلم أم رفيعة ،ويقوم كثير من القادة والزعماء أصحاب الدرجات الدنيا من المصالح بإيهام الناس بأنهم يريدون لهم مصالحهم ،ويظهرون إثرةً ليست من المرحلة في شئ ،وعند دخول التجربة ينكشف الغطاء ويحد البصر فنري ما كان محجوباً بستر الوهم، ونقبل على بعضنا البعض متلاومين وكأننا من غير طينة هؤلاء الفاشلين المتشظين .
إن المعرفة بهذه المعطيات ورسوخها في أذهان الناس يساعد كثيراً في إقتناعهم بالوسائل التي تطرحها النخب المثقفة لإدارة العلاقات بينهم وليس إقناعهم لأن وضع المشكلة أمامهم يجعلهم في حيرة تقودهم إلى البحث عن حلول لهذه المسائل المترابطة والمتنافرة في آن معاً مما يقرب التصورات بين النخب وعامة الناس فيسهل التنظيم وتوجد القوة فندفع بإتجاه الأخلاق التي نرجو أن تسود المجتمع ومن هذه الأخلاق ما نحن بصدده من إيجاد مجتمع يتحلى بروح التسامح التي هي أهم خلق المجتمع الديمقراطى.
وبما أن الأخ عادل أمين قرر الغياب عن هذا الخيط فسوف أتوقف هنا وأتوجه لحديثه الأخير حتى تفعل النفس البشرية فعلها فيغير رأيه ويبقى محاوراً باسطاً الوعي الذي ننشده ولننظر قوله هذا وقد وضع العربة أمام الحصان مع أنه طالب بالعكس تماماً:
Quote: اخى حيدر كا احزاب السودان تشظت وتفتت بما في ذلك الحركة الشعبية نفسها في عدة مراحل لغياب الديموقراطية كوعي وسلوك والتربية الاخلاقية داخل هذه الاحزاب...والا تحادي الديموقراطي ليس استثناء
فنحن يا أخي عادل نريد أن نوجد هذه الأخلاق الديمقراطية كسلوك معاش في الواقع فكيف تفترض غيابها وهي لم تكن حاضرة فيما مضى أصلاً وقدشهدت انت بذلك، وكما ذكرنا آنفاً أن الأخلاق الجديدة تكون وليدة الكومبرومايسات التي هي الإبن الشرعي للصراع وتوازن القوى ،ونحن ما زلنا في طور البحث عن مصادر القوة حتى نصل إلى هذا الكومبرومايس الذي حتماً نريد له أن يكون الديمقراطية .

نتابع أبوحمد

Post: #138
Title: حجز مقعد
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 07-20-2006, 08:28 AM
Parent: #1

لا أدري كيف فلت مني هذا البوست الهام جدا
لكني كنت مشغولة عن عالم النت عموما
الأستاذ حيدر: سلامك سيصل..وكنت قبل دقائق أجلس قرب صديق لك يحبك جدا، حسام عثمان محجوب.ويبلغك سلامه
سأعود بالتأكيد، للمشاركة ، خاصة بعد المشاركات الرائعة هنا
فيجب أن لا أفوت الفرصة
سأعود... لكني طبعت الموضوع للقراءة المتأنية
ولأن المكتب يفتح الأحد..موعدنا الأحد
تحياتي

Post: #139
Title: Re: حجز مقعد
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-20-2006, 12:34 PM
Parent: #138

عزيزتي ميسون،

تحيتي ومحبتي،

كم تشرفت بحضورك!! أنت "مفكرة" واعدة. ويشهد لك بذلك كثيرون، ممن تعرفين، ولا تعرفين. سيظل مقعدك شاغراً. وسيصبح هذا الخيط خيطك لتنسجيه نسجاً رقيقاً، متيناً، صلباً، يتناسب وقلادات الشجاعة التي تتحلين بها.

قرائي الكرام والمتداخلين الأكارم،
دخلت محرابكم الميمون إمراة باتعة، شجاعة، بيانها كالشمس، وسمتها مشرج بالحياء. هذه إمراة في حضرة جلالها يطيب الجلوس، ومهذب أمامها يكون الكلام. سترون ما أعنيه. فهنيئاً لنا بها.

ولنفسح لمقعدها في صدر المجلس.

Post: #140
Title: محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
Author: yagoub albashir
Date: 07-20-2006, 05:38 PM
Parent: #139

أخي الحبيب د . حيدر بدوي و ضيوفه المتداخلين
تحية و ود
أولاً أطلب من أختي ميسون أن تبلغ عاطر التحايا و الود والأشواق للنابه حسام عثمان محجوب و لطالما تمنيت أن يكون عضواً بمنبرنا العامرـفهو من أسرة نفخر بصداقتهم و بأنهم كانوا خير ذخر لنا في الغربة ثقافة و تميزاً ووعياً،وحسام إنسان مهموم بالشأن العام وبقضايا السودان برغم نشأته وترعرعه في الغربة فذلك لم يصرفه عن هموم السودان فله التقدير.
أعود للمداخلة:
محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
تابعت ما سطره يراع الأخ محمد أحمد الصادق من مداخلات وأعجبت كثيرا بهذه الفقرة
Quote: * الخروج من الازمة الراهنة لن يعالج وحدة الأسباب الأساسية للمشاكل و الخلافات و الفوارق الإقثصادية و الإجتماعية ، ولكنه يمثل الخطوة الأولى و الأساسية في هذا السبيل . بعدها يمكن مواصلة دراسة الأسباب الجذرية لكل مشاكل السودان برؤية موضوعية وفي حرية تامة، والتماس الحلول الطويلة الأجل و الدائمة لها، في حوار و طني جامع لا يستثني أي جهة أو جماعة.

و ما أن يكتب الأخ محمد أحمد الصادق ثلاثة سطور حتي ينقلب على عقبيه و ينقض غزله بيده و يكتب :ـ
Quote: * هناك بالطبع عقبات حالت و مازلت تحول دون تنفيذ ذلك الإتفاق . أولها تغير سياسة الانقاذ بعد وقاة د.قرنق و التغير الذي حدث في قيادة و سياسة الحركة الشعبية . و من العقبات أيضا معارضة حزب الأمة للإتفاق (إتفاق ثنائياً و معيباً و ناقصًا) و إصرار الحزب على أن المخرج الوحيد من الأزمة هو عقد مؤتمر جامع.

يلتمس الأخ محمد أحمد الصادق الحلول طويلة الأجل و الدائمة في حوار وطني جامع وهذا من وجهة نظره مخرج من هذه الأزمة، و لكن عندما يطالب حزب الأمة بعقد مؤتمر جامع يكون ذلك من العقبات!
و لا أجد لهذا التناقض الذي وقع فيه الأخ محمد أحمد معنى إلا استعمال الأدوات التي كنا نمقتها فيما يسمى بالسودان القديم لبناء السودان الجديد و هي المكايدة السياسية و نفي الآخر-لأن السودان القديم لدينا هو ممارسات وأفكار وليس أجساماً سياسية- أو أن الأخ محمد أحمد لم يعتبر حزب الأمة من الجهات أو الجماعات التي يجب أن يدعوها للحوار الوطني الجامع الذي ينادي هو به و الغريب في الامر أن الأخ محمد أحمد استعمل نفس المفردة التي استخدمها الحزب الأمة وهي كلمة "جامع".
ولكن ليس المقام هنا مقام الدفاع عن حزب الأمة ولا أريد أن أفسد على الحبيب د.حيدر هذا الخيط الجاد في مناكفات جانبية و لكن أود أن أقول إن مثل هذه المغالطات لن تفيد في البحث عن مخرج بل إنها إعادة لإنتاج الأزمة يدري صاحبها أم لا يدري.
ولكن من إشراقات بعض دعاة السودان الجديد ما خطه الحبيب عبد الفتاح عرمان عتدما قال :ـ

Quote: وتجلى هذا الكلام
عندما قال الشهيد قرنق ان مشروعنا مشروع السودان الجديد هو مثل فطور رمضان عند المسلمين فى الشمال ان يأتى كل بما عنده وبهذا نخلق مائدة دسمة و متنوعة. وادعو الجميع المساهمة فى هذا المشروع لانه لا يخص الحركة وحدها بل يهم الجميع هذا إن ارادوا سودان موحد على اسس جديدة.

من هذا الفهم الراقي فإني سوف أبدأ من المداخلة القادمة في طرح رؤى حزب الأمة القومي حول البحث عن مخرج من هذا النفق المظلم و أتا جازم بأنها تمثل معالم هامة في طريق السودان الجديد دونما تبخيس لأطروحات الآخرين.
لكم الود
يعقوب.

Post: #141
Title: Re: محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-20-2006, 09:24 PM
Parent: #140

عزيزتي ميسون،

فاتني أن أقول بأنه سرني، أيما سرور، أنك كنت تجالسين الحبيب حسام عثمان أثناء تعاطيك في شأن هذا الخيط. كم هو مبهح أن يجد الواحد منا أن أعزاءه يلتقون دون ترتيب أو وعد أو كبد على نفس الاهتمامات في مؤائد الفكر ومشارب الوجدان!!! ربما أخبرك العزيز هشام بأننا تعاونا في تنظيم بعض الأنشطة ذات الشأن العام يوم كان طالباً في جامعة الإمارات، -حيث كنت أعمل. وقد كان حسام حسام العزم المسلول لتلك الأنشطة، بلا منازع. وقد عاونه في تلك الأنشطة طلبة سودانيون أفذاذ، أرجو أن تجمعني بهم مضارب الحياة بمثلما ظلت تجمعني بإبني وأخي حسام. حسام إبن رجل كريم، مثقف باتع، يخجلك بتواضعه الجم، وهدوئه الرصين، وسعته الواسعة. وقد حمل حسام سمات ذلك الرجل الحر، الطيب. وإني وإن لم أتشرف بمقابلة والدة حسام الكريمة فيما يبدو لي، إلا أنني أرى غرسها النبيل في حسام. وها أنت تؤكد لي إيماني الصارم بحسام، وبإنسانيته السامقة، النابعة من طيب الأرومة.

تحياتي لحسام الحبيب، وحبي، بلا حدود!!

Post: #142
Title: Re: محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-20-2006, 09:39 PM
Parent: #141

أخي وصديقي الحبيب يعقوب،

تبهجني طلتك، أيما بهجة. تعاطيك الجاد مع مداخلات محمد أحمد الصادق يثلج صدري. وتناولك الناقد لمعطياته واستنتاجانته يجعلني أؤمن أكثر ،وأكثر، فأكثر، بأن حزب الأمة به كوادر تشرفه، وستشرفه، مادامت مدركة لمتطلبات المرحلة ومفعمة بعبق التاريخ ووقع خطواته. فإن التاريخ كما قال الطبري هو "وقع مجريات الإرادة الإلهية،" أو كما قال. كان ذلك في معرض تعليقه على تعلقه بدراسة التاريخ.

أتشوق للتعاطي مع أطروحات حزب الأمة. ولكني أحبذ أن تكون كلها استخلاصات، لا منقولات عن أدبيات الحزب. ربما تلاحظ هنا بأننا جميعا ننحو هذا المنحي، بمن فينا أنت. فإن براعتك في الاستخلاص والتعليق المتفاكر عليه، يجعلني على ثقة بأنك ستقابل تشوقي للإستزادة من معين تجاربكم الخصبة بما هو أهل له.

لك محبتي وللأستاذة لنا، ولنسيبنا الحبيب الدكتور مهدي، ولأسرتك الممتدة الكبيرة.

Post: #143
Title: Re: محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-21-2006, 11:07 AM
Parent: #142

سودانا فوق!!

Post: #144
Title: Re: محمد أحمد الصادق رسول السودان الجديد بأدوات السودان القديم
Author: حامد بدوي بشير
Date: 07-21-2006, 11:44 AM
Parent: #143

Quote: أما من أين جاء هذا التشوه البنيوي في تركيبة الحركة السياسة السودانية والذي أدى لأن تكون التيارات السياسية بكل هذا التباعد والتناقض وإنعدام الحد الأدنى من الأرضية المشتركة، فهذا هو موضوع مداخلتنا القادمة


بهذا التساؤل إنتهت مداخلتي الماضية وأنا أتناول الجانب السياسي البحت للمشكل السوداني. فيما يلي أجيب.


التشوه البنيوي
أو المرجعية التاريخية لتيارات الحركة السياسيةالسودانية

يعود الفضل في التحديد الجغرافي للسودان إلى حملة الفتح التركي المصري في عام 1821. وأهمية هذه الحملة وما تلاها من حكم دام علي مدي أربعة وستين عاما، تأتى من حقيقة أن ذلك العهد قد ادخل السودان ولأول مرة ضمن التاريخ السياسي الحديث للعالم. فلأول مرة قد صار السودان منفعلاً مباشراً لما يحدث في أوربا والشرق الأوسط. وبالمقابل، فقد صار ما يحدث في السودان يهم مراكز القوي في الشرق الأوسط وفي أوربا. وكان هذا بداية حقيقية لوعي سياسي وطني إتفاقا أو معارضة للحكم التركي، اكتمل وتجلي في الثورة المهدية ثم تطور وتوسع إبان العهد الإستعماري الحديث، مشكلاً البدايات الحقيقية للحركة السياسية السودانية الحديثة. إذن ومنذ الغزو التركي - المصري وحتى نيل السودان إستقلاله في بداية عام 1956 ، ليس ثمة أكثر من ثلاث علامات مرجعية يمكن أن نعتبرها أسسا مرجعية للحركة السياسية السودانية الحديثة وللتيارات التي انتظمتها.

العلامة المرجعية الأولى:

هي العهد التركي- المصري (التركية السابقة1821-1885) والذي ربط السودان بمصر إداريا وإقتصاديا وثقافيا علي مدي أربعة وستين عاماً. وقد ترك هدا الإرتباط الطويل آثارا من العمق بحيث أنها أصبحت عنصرا أساسيا ضمن الأركيولوجيا السياسية - الثقافية لشعب السودان، لا تزال تتفاعل حتى اليوم. والي هذه العلامة المرجعية ننسب مباشرةً نشأة التيار الإتحادي العروبي المرتبط بمصر ضمن الحركة السياسية السودانية. وبالطبع يستفيد هذا العامل السياسي – الإداري من عوامل أخرى كثيرة لها أهميتها الكبيرة في ربط السودان بمصر مثل التداخل العرقي والديني والثقافي على مر عصور التاريخ.

العلامة المرجعية الثانية:

هي الثورة المهدية (1885 – 189. فقد إستطاعت قيادة هذه الثورة أن تبرز مساوئ الحكم التركي وأن تعبئ معظم الشعب السوداني ضده وأن تدكه دكا لتقيم على أنقاضه حكما وطنيا ذا أساس صوفي محلي. ويتضح الأثر العميق لهذه الثورة وما أسست من حكم وطني، في أنها لا تزال حتى اليوم باقية بكل حيويتها لدى الجماهير الغفيرة التي تعتنق وتعتقد في المهدية. كما أن هذه الثورة الوطنية الدينية قد تحولت إلى مفخرة قومية لدى جميع الأجيال السودانية. لهذا لم يكن من المستغرب محاولة بعث هذه الثورة في صورة المهدية الثانية وما إرتبط بها من تيار سياسي، هو التيار الإستقلالي الديني. وهنا أيضا توجد عوامل أعمق جذورا حتى من الثورة المهدية، تجعل من الدين مركز جذب أساسي في الحياة السياسية السودانية وتغذي تيارا سياسيا دينيا يتجاوز أهداف القسم المهدوي من التيار الديني في السودان.

العلامة المرجعيةالثالثة:

هي العهد الإستعماري الحديث الذي دام ثمانية وخمسين عاما (1898- 1956). وهو ما عرف بالحكم الثنائي في تاريخ السودان الحديث. ومع جيوش الفتح الإنكليزي – المصري في عام 1898 دخلت الأفكار الحداثية العلمانية إلى السودان. وقد خرَّجت المدارس النظامية، مع قلتها فئة من المثقفين والمتعلمين، صارت تتطلع إلى أن تصير جزءاً من العالم المتنور المتقدم وتتطلع إلى أن تكون ضميرا وصوتا لشعبها في عالم بدأ يسرع من وتأئر تحولاته، خاصة في فترة ما بين الحربين وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولهذا العهد الإستعماري الحديث يعود الفضل في ظهور التيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية.

وقد أكد الأهمية المرجعية لهذه الحقب التاريخية الثلاث في فهم السياسية السودانية المعاصرة، الدكتور شريف حرير في ورقته (إعادة تدوير الماضي في السودان) حيث قال (( بينما كانت الممالك القديمة التي سيطرت علي أواسط وادي النيل وما تلتها من ممالك – ممالك النوبة والمقرة وعلوه المسيحية – مهمة كخلفية تاريخية لتشكيل السودان كدولة، فهي لا علاقة لها بفهم السياسة السودانية الراهنة لأسباب ألمحنا إليها آنفا، ومما له أهمية خاصة في هذا السعي إلى هذا الفهم , هي الفترات الثلاث التي تلت صعود مملكة الفونج (1504) وسلطة الفور حوالي (1650) ، وهي الحكم الإستعماري التركي – المصري (1821- 1885) والدولة المهدية (1885- 189 وفرض الحكم الثنائي الإنكليزي- المصري (1898 - 1956) .

وقد زاد من حدة تأثيرهذه المرجعيات التاريخية الثلاث، الصراع المكشوف الذي كان دائرا حول مستقبل السودان ما بين مصر التي تريد ضمه إليها والمهدية الثانية التي تحاول تأكيد إنفصاله عنها وضرورة عودته وطناً مستقلا،ً وبريطانيا التي لها رؤية ثالثة وهي ضرورة إنشاء وطن قومي علماني ديمقراطي في السودان. ولهذا لم يعد تأثير الحقب التاريخية الثلاث، التركية السابقة والمهدية والعهد الإستعماري، لم يعد تأثيرا تاريخياً مستبطناً لدي أجنحة الحركة السياسية السودانية الوليدة، وإنما صار وقودا حيا لصراع حاضر انعدمت فيه الفواصل الزمانية. وكأن تاريخ السودان السياسي قد بعث وجمع في حيز زمني واحد، مما جعل منه محدداً وحيداً لجوهر الحركة السياسية السودانية وهي تتكون.

هذا الإستقطاب السياسي الحاد الذي يتغذى من عوامل ماضية - حاضرة هو المسؤول عن التباعد والتضاد فيما طرحت أجنحة الحركة السياسية السودانية من رؤى لمستقبل السودان. وذلك لأننا إذ نظرنا إلى نوع العلاقة بين هذه العهود التاريخية الثلاثة، والتي شكل كل واحد منها مرجعية تامة ونقية لأحد أجنحة الحركة السياسية السودانية الوليدة (الإتحاديين العروبيين، والإستقلاليين الدينيين، والحداثيين العلمانيين)، إذ نظرنا لنوع هذه العلاقة لوجدنا لها توصيفا واحداً وهو أنها قد كانت علاقة إجتثاث، وليس علاقة إفضاء. فقد قامت الثورة المهدية من أجل إجتثاث العهد التركي المصري، وجاءت جيوش الفتح الإنجليزي المصري لإجتثاث الدولة المهدية. ومن هنا لا يمكن منطقا أن تكون ثمة أرضية مشتركة أو قإسم مشترك بين الإتحاديين العروبيين ذوى المرجعية المصرية وبين الإستقلاليين الدينيين ذوي المرجعية المهدية وبين الحداثيين العلمانيين ذوي المرجعية الأوربية الحديثة. بل أن هذه التيارات السياسية لم تتكون في السودان أصلا إلا تلبية مباشرة لإستمرار هذه الحقب التاريخية أصلا، أو لمنع إستمراريتها.

فقد جاء التيار الإستقلالي الديني بهدف واضح وعته كل الساحة السياسية السودانية آنذاك وهو إعادة الدولة المهدية الدينية ومنع ذوبان السودان في مصر. وبهذا فان التيارالإتحادي العروبي لم يجيء إلا بهدف منع عودة الدولة المهدية الدينية والذي لا سبيل لإنجازه إلا باللجؤ لقوة مصر. ولهذا السبب نجد أن مؤيدي هذا التيار هم الفئات التي اكتوت بنار الدولة الدينية علي عهد الخليفة عبد الله، وهم سكان المدن والمتعلمين والختمية. أما التيار الحداثي العلماني فهوالآخر لم يجيء إلا لمنع تحقق كل من الدولة المهدية الدينية والدولة الإتحادية العروبية، ومن أجل بناء الدولة السودانية القومية، الحديثة والمرتبطة بالفكر الحداثي العلماني الأوربي.

وهذا بحسب تقديرنا، تشوه بنيوي خطير صاحب نشأة الحركة السياسية السودانية، وهو اصل( المشكلة) المتمثلة في عدم التواضع والتراضي بين أجنة الحركة السياسية علي نظام لحكم السودان، كما هو مرجعية (الأزمة) السياسية التي يعانيها السودان الآن.

وثمة تشوه بنيوي آخر يتعلق بالبنيات الأساسية للحركة السياسية السودانية، وهو لا يرتبط بالمرجعية التاريخية للحركة السياسية الوطنية كما عرضناها أعلاه، وإنما يرتبط بالظروف والعوامل التاريخية التي لم يكن للحركة السياسية الوطنية يد فيها. فهذا التشوه الثاني يكاد يكون قدرا تاريخيا علينا أن نعيه ونتعامل معه وندرك نتائجه. وخطورة هذا التشوه البنيوي الذي سوف نحلله الآن تكمن في تأثيره السلبي علي المنظومات المفهومية الخاصة بالوطن والمواطنة والقومية والهوية.
فالثابت تاريخيا أن أي من العهود التاريخية السودانية الحديثة الثلاث، التركية والمهدية والإستعمار، لم ينعم بالمدى الزمني اللازم والكافي له ليتمكن من خلال آليات التطور التاريخي التلقائية من التحول والترقي. فلم يتح لأي من هذه العهود أن يتطور من المرحلة العسكرية الفجة، مرحلة الفتح والغزو والثورة إلى مرحلة الدولة.

فقد قامت التركية السابقة وإنتهت دون أن تتجاوز مرحلة الغزو والحملة العسكرية. وقامت المهدية وإنتهت دون إن تتجاوز مرحلة سلطة الثورة. وأضطر الإنجليز للخروج من السودان، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قبل أن يؤسسوا الدولة الديمقراطية المستقلة المرتبطة ببريطانيا عبر الكومونولث مثلما فعلوا في الهند قبل إستقلال السودان، ونيجيريا بعده. فقد كانت بريطانيا مضطرة للتخلي عن العديد من مستعمراتها حسب مقتضيات النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية. ومعلومة تماما الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ضد بريطانيا للتخلي عن السودان. وقد ذكر جابريل د. وار بيرج ذلك بوضوح في قوله: (كان الرأي السائد أن السودان سيظل تحت النفوذ البريطاني في المستقبل المنظور، ولهذا لا يبدو أن هناك سبباً في التنمية السريعة. ولقد تغير هذا كله بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن أجبر الإرهاق والضغوط من الأمم المتحدة وظهور الوطنية المتطرفة في كل من مصر والسودان، حكومة العمال البريطانية بتفكيك الإمبراطورية بأقصى سرعةٍ ممكنة).
ولتوضيح هذه الفكرة أكثر، نعقد مقارنة بسيطة بين مصر والسودان من ناحية تطور نظم الحكم خلال نفس الفترة الزمنية الممتدة من الغزو التركي عام 1821 ألى خروج المستعمر عام 1956.

فبينما تعاقبت على السودان ثلاث عهود تاريخية ذات طبيعة حكم مختلفة، لا رابط بينها سوى علاقة الإجتثاث من عهد لآخر، نجد أن مصر قد ظلت طوال هذه الفترة البالغة مائة وثلاثين عاما، تحت نظام حكم واحد هو حكم أسرة محمد علي باشا، الذي بدأ عسكرياً صرفاً ثم تحول إلى ملكية إقطاعية، ثم تحول في خمسينيات القرن الماضي إلى ملكية دستورية ذات نظام حكم ديمقراطي تعددي.

فبينما ظل السودان طوال هذه الفترة يعود مرة تلو الأخرى إلى نقطة الصفر والمرحلة العسكرية (الغزو التركي - 18821 والثورة المهدية - 1885 والفتح الإنجليزي – المصري 189، ظل نظام الحكم في مصر يترقي ويتطور ويثري التجربة السياسية المصرية ويؤسس لمفاهيم الوطن والقومية والمواطنة بصورة سليمة.

Post: #145
Title: لا مجال -وفقاً لنيفاشا- لسودان علماني!
Author: yagoub albashir
Date: 07-21-2006, 01:11 PM
Parent: #144

أخي وصديقي الحبيب د.حيدر و ضيوفه الكرام اسمحوا لي بهذه المداخلة قبل أن أتناول رؤى حزب الأمة القومي
حقيقة أثار استغرابي طرح الأخ عثمان عبد القادر أدناه:ـ

Quote: هل نحن مستعدون لنعطي الصادق أو غيره من قادة الأحزاب والقوى مصالحهم التي يسعون إليها فنحقق نحن بذلك مصالحنا التي نراها في الوحدة والمساواة والتنمية ؟
إقتراحي ورؤيتي الشخصية نعم ،ولكن بشروط الديمقراطية حتى نهاياتها، فلا فرق عندي بين الصادق والبشير وغازي صلاح الدين فكلهم بشر تساووا في المعطيات فليس بينهم من لا يحب المال حباً جما، ومن لا يحب السلطة والجاه ولا تأمره نفسه باتباع الهوى، فشروط العقد واضحة، نحقق لك طموحك وتحقق لنا ما نريد بآليات دفع تضمن لنا أنك تحت تصرفنا وليس العكس
.

هذا طرح أقل أن يقال عنه أنه السودان الجديد بأدوات بعيدة عن ماتعارف عليه في العرف السياسي السوداني حتى فيما يسمى بالسودان القديم، فهو طرح فات كل المألوف و المعروف وحتي المؤتمر الوطني الذي نعتقد أنه من أفسد الحياة السياسية بطرح مبدأ المصالح قي العمل العام و استعان بتلك الوسيلة من شق صفوف كل الأحزب السياسية بدءً من الحركة الشعبية التي شقها في الماضي إلى مجموعتين مجموعة توريت و مجموعة الناصر – حتى هذا الحزب الفاسد - لم يطرح هذه المسألة- مسألة المصالح- بهذا السفور المستهجن.
ولو كان الصادق المهدي يبحث عن مصالحه الشخصية لتحالف مع الإنقاذ منذ يومها الأول و إن الإنقاذ أقدر منك أخي عثمان عبد القادر في هذا المجال لأنها ببساطة تملك السلطة و الثروة، و أنت باحث عنها من خلال إجماع الشعب السوداني الذي يمثل حزب الأمة رأس الرمح فيه بدليل اعترافك بأنه صاحب الأغلبية في آخر إنتخابات وهذه حقيقة عبر عنها الشعب السوداني الوفي في كل مكان زارته وفود حزب الأمة القومي مؤخراً.
أطمئنك أخي عادل أن حزب الأمة لن يشترك في أي حكومة معكم أو مع سواكم إلا عبر الشروط التي حددها مكتبه السياسي و هي إما حكومة باتفاق جموع الشعب السوداني أو عبر انتخابات حرة، وفي الحالتين لن يُعطى أحد حزب الأمة شيء لأن في الحالة الأولى يكون بناء على إتفاق شامل يؤمّن المشاركة للجميع و في الحالة الثانية يتم من خلال تفويض الشعب السوداني عبر صناديق الإقتراع.
حل مشكلة السودان بناء على توزيع المصالح بالطريقة التي تتحدث عنها لن تحل الأزمة الراهنة لأن اتفاق نفاشا أصلاً قام على توزيع المصالح فأنتم في الحركة الشعبية و قوي السودان الجديد أعطيتم البشير و غازي صلاح الدين ما يريدون اعطيتموهم 52% من السلطة في الشمال و 50% من بترول الجنوب 100% من الثروة في الشمال وبذلك مكنتوهم من السلطة و الثروة قي الشمال على حساب الآخرين و أعطوكم 70% من السلطة في الجنوب و 50% من بترول الجنوب ومكنوكم من السلطة و الثروة في الجنوب على حساب الآخرين من أبناء الجنوب.
إذن حل الأزمة بتوزيع المصالح الذي تدعو إليه فشل بالتجربة العملية و ليس بالتنظير و ها أنتم تبحثون عن حلول أخري أقصد تبحثون عن حليف آخر يرضى بلعبة تقسيم المصالح هذه، و بعد أن أعطيتم البشير و غازي صلاح الدين ما يريدون هل أصبحوا تحت سيطرتكم أم العكس؟
و ما زال الاخ عثمان عبد القادر يطرح نفس طرح الأخ محمد أحمد الصادق من أن من المعوقات هو معارضة حزب الأمة لإتفاق نيفاشا و اعتباره ثنائياً و معيباً و ناقصاً.
نعم أخي عثمان عبد القادر نحن في حزب الأمة القومي نعتبر إتفاق نيفاشا اتفاقاً ثنائياً و معيباً و ناقصاً و لكن لا نعارضه و لا نسعى لتدميره لأن الإتفاق الثنائي يمكن أن يكون جامعاً و أن المعيب يمكن أن يصحح عيبه و أن الناقص يمكن إتمامه أو إكماله عبر مؤتمر جامع و لكن أنظر ماذا تقول أنت:-
Quote: وكان بإمكان هذه القوى والتي ستمتلك الأغلبية بعد الإنتخابات أن تغير الدستور بما تراه في مصلحة السودان الجديد بنظامه الديمقراطي العلماني التعددي ،

أخي عثمان عبد القادر إن اتفاق نفاشا أحال حلم السودان العلماني إلى حلم من الماضي الغابر و أحال حلم الدولة الدينية في السودان القائمة على هيمنة دين بعينه إلي مزبلة التاريخ و فتح الباب و اسعاً أمام قيام الدولة المدنية القائمة علي دولة المواطنة و الديقراطية التعددية و حكم القانون و الفصل بين السلطات و بسط القوانين على اساس إقليمي في الجنوب و في الشمال و علي الأساس الشخصى في العاصمة القومية وتمكين المراة من حقوقها و أي كلام مخالف هذا يكون ضرب من ضروب الوهم و الخيال أو تأكيد لعدم فهم طرفي الإتفاق للإتفاق الذي و قعاه و هو فعلاً عدم فهم لذلك الإتفاق لأن الإتفاق أصلاً مختطف من أدبيات حزب الأمة القومي الذي غُيّب عن التفاوض و الإتفاق و لذلك كان طبيعياً من الطرفين عدم فهم ما وقعا عليه.
لذلك كنا دائماً في حزب الأمة القومي نقول إن اتفاق نفاشا يجب ألا يترك لطرفي الاتفاق وحدهما، لأنه إذا ترك لهما وحدهما لدمراه، و هاهي معالم تقويض و تدمير ذلك الاتفاق تبدو جلية للعيان فالمؤتمر الوطني يماطل في تنفيذ الإتفاق و يدس عائدات النقط من الحركة الشعبية ويسعى لشقها وذلك بشهادت الحركة نفسها و مناصريها في الشمال، و الحركة الشعبية تسعي للإلتفاف على الإتفاق بالسعي لتغيير الدستور و فرض الدولة العلمانية عبر الأغلبية الميكانيكية التى تسعى للحصول عليها، و كأنك يا أبو زيد لا غزيت و لا شفت الغزو ونرجع للمربع الأول ونستل سيوفنا متحاربين حول الدولة العلمانية و الدولة الدينية، ولكن درءً لهذه المفاسد فاننا في حزب الأمة نطرح الدولة المدنية عبر فكرالصحوة الذي يراعي التعدد الدينى و الإثني و الثقافي في جميع أطروحاته و يجد نفسه منسجماً مع ذاته لأنه يمتلك فلسفة فكرة الدولة المدنية و أنها من بنات فكره الأصيل لامقتبساً و لا مسروقاً و إلى فكر الصحوة في مداخلة قادمة مع تشديدنا على أننا لا نبخس الناس أشياءهم.
ولكم الود
يعقوب


Post: #146
Title: Re: لا مجال -وفقاً لنيفاشا- لسودان علماني!
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-22-2006, 01:05 AM
Parent: #145

الثورة انطلقت، شعارات ترددها القلوب!!

Post: #149
Title: Re: لا مجال -وفقاً لنيفاشا- لسودان علماني!
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 07-22-2006, 10:17 AM
Parent: #146

نحو حكومة أخرى يرأسها السيد الصادق

الأخ د.حيدر قد كتبت وأبنت ونحن خلفك.
مثل ما يقول الأستاذ محمود أن (المؤتمرات) تبدأ لكنها لا تنتهي.
فلنفترض أن مؤتمرا –جامعا- كانت بدايته بالثوابت الأساسية وهي (الإنسان, الوطن, الحكم اليموقراطي, الاشتراكية, الإنسان من جديد). ومعلوم أن الإنسان في هذه ليس هو الإنسان في تلك وإن كانت البداية تشبه النهاية ولا تشبهها. فالنهاية ألطف من البداية.
نعرف جميعنا أن حزب الأمة قد خاض انتخابات قبل الاستقلال وهذه ديمقراطية أو إن أردت الدقة فسمها ديمقراطية الإشارة, لكنه تطور إذا ما قيس بفترة الإمام المهدي وخليفته من بعده.
بعد ثورة أكتوبر جاء الحزب ولم يختلف كثيرا أو قليلا في طرحه الفكري عما هو عليه في 1954م وإن كان الاختلاف الوحيد هو في الكم.لكن هذه الفترة تميزت بوجود نواب معتبرين من الحزب الشيوعي, ومعارضة قوية أو قل تبصير بصدق لإنسان الشارع يقوده الأستاذ محمود محمد طه أدى أو كاد أن يؤدي إلى فرملة ما يسمى بالدستور الإسلامي وتم كشف الأحزاب التقليدية وجماعة الأخوان المسلمين في تزييفهم للدين.
في العام 86 فاز السيد الصادق المهدي ليس ببرنامج نهج الصحوة وإنما لسوء فترة الرئيس السابق جعفر نميري(77-84) وحقيقة أنا من الذين صوتوا لحزب الأمة فقط كرها في معاوية. وهنالك سبب آخر أعتقد أنه جوهري هو عدم وجود الأخوان الجمهوريين كقوة فاعلة في الشارع. وأتمنى أن يعوا ذلك –وهم كذلك في رأيي- لتتكون النتيجة خير مما كانت عليه في 86.
بعد 89 وإلى الآن نرى أن السيد الصادق يدعو إلى أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات (وهذا دين وليس شريعة) فهو تطور إيجابي وكذلك يدعو إلى ديمقراطية حقيقية كوسيلة للحكم وليس الشورى. بل ذهب لأكثر من ذلك وقال أن العلمانية تجوز في عالم الملك.
وأنا واثق إلى أنه سيجيء يوما يقول فيه السيد الصادقالمنسوخ هو عمدة التشريع).فالتطور سنة الله ولا مناص من ذلك والتدرج مطلوب أو يتكفل به الله من فضله ليجيء بغتة.
من كل ذلك أخلص إلى الآتي:
بعد كل ديمقراطية مزيفة هنالك ديكتاتورية صادقة مع نفسها وقمعها للناس الذين يحنون للسيد الصادق.
الآن وإذا أردنا أن نكون واقعيين فإن أي انتخابات حقيقية ومراقبة دوليا (ولا أقل إقليميا) فستأتي بالسيد الصادق (الصادق والعلمانية تجوز في عالم الشهادة).
عليه –وفي اعتقادي- أن ندعمه ونعمل في وجود الحرية لما نريد أن نصبو إليه. فإن المؤتمر قد بدأ أو قد يبدو لكنه لا ينتهي أو قل إن الصادق الأول يشبه الصادق الأخير شخصا أو معنى أو قل إن الثوابت ستصير ألطف وأن إنسانها سيصير أكثر لطافة أو (الرجل الصادق).
هذا كله لا يتم إلا بالعمل سوية من قبل كل المستنيرين(حق, الجمهوريون, الحزب الشيوعي, حزب الأمة القومي, الاتحاديون, الحركة الشعبية, حركات دارفور) وإن كنا جادين في ذلك, فالمجتمع الدولي سيدعم. وإلا فالظلامية باقية والأسوأ آتي أعني الوهابية فلننتبه.
وأواصل فالهدف واحد وقد تختلف الوسائل.

Post: #147
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-22-2006, 07:04 AM
Parent: #1

الأخ / د.حيدر

المتداخلون والقراء

سلام لكم جميعاً

قررت في نهاية المداخلة السابقة أننا في طور توحيد الطاقات لصنع القوة اللازمة لهزيمة النظام القائم والقوة وحدها هي القول الفصل في التغيير والوصول إلى توافق على الأخلاق الجديدة وكما قال العبادي على لسان حمد ود دكين :

إن مال الشجر بتكسراً فرّاعو *****وقمحان الطلب الما بجيب بضراعو

ومع تفهمنا كما ذكرت سابقاً تبدأ القوة من المستوى الغليظ الكثيف الذي يمثله الضراع، متجهة مع حركة التاريخ عروجاً بسيرورتها أيضاً في مراحل التلطيف ومنها مرحلة قوة القانون والحق وقوة الفكر الذي يمثل الآلية الحقيقية في جمع الأتباع المناصرين ويكونون في نهاية الأمر أيضاً القوة الحسيّة اللازمة لإحقاق الحق وتغيير التاريخ ولكن بآلياته وسننه وتبعاً لناموسه وليست بمثل تلك الأحلام الموجودة عند أخلاق الضعف التي تعتور السيد الصادق المهدي في المرحلة الراهنة وقد كانت قبلها أخلاق قوة في ظرف مختلف مما يؤكد حجتنا بأن الأخلاق تشكلها الظروف وليست أمراً ثابتاً ولكنها في الناموس تسير صاعدة بالجدلية التي ذكرناها سابقاً في قول الأستاذ محمود محمد طه (المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح) وصلاح المجتمع يتم عبر الكومبرومايسات التي تأتي كتتويج للصراع بموازين القوة، وتأثير الظروف على الأخلاق أمر طبيعي قرره القرآن والأحاديث وعلم الإجتماع، وينطبق هذا الأمر على كل أبناء حواء إلا الإستثناء الوارد في الآية ،وكي لا ألقي القول على عواهنه سأضرب مثالين فقط، أحدهما جماعي والآخر فردي مع أنها كثيرة ولكن المقام لا يتسع،الأول تمثله مجموعة المغتربين في السعودية عندما بدأوا التدفق عليها في السبعينات كان من أبرز صفاتهم عند الآخرين وبالذات المواطنين بأنهم الأكثر أمانة بلا منازع ،ولكن بعد تغير الأوضاع العملية والوعي بالإستهلاك تغير هذا الأمر إلى درجة أن ملازماً بسجن الملز حدد نسبة 70% من نزلاء السجن سودانين أبرز جرائمهم الإختلاس والسرقة وذكر أحد المسئولين في السفارة أن ثلاثمائة إمرأة في سجن الملز للنساء بتهمة الدعارة،فما الذي جعل منهم الأكثر أمانة ؟وما الذي غير هذه الصفة إلى العكس تماماً؟ إنها الظروف ولن أخوض في تفاصيلها لأنها ليست موضوعنا في الوقت الراهن، وهذا ليست تعميماً فدائماً تكون هناك إستثناءات لإختلاف الظروف.والثاني يمثله السيد الصادق المهدي الذي وافق على مقررات كوكادام مارس 1986 التي كان من أبرز بنودها إقامة مؤتمر دستوري، ثم عاد وتنكر لها بعد أن أصبح رئيساً للوزراء لأن حاجته لهذا المؤتمر أصبحت منتهية الصلاحية، ولم يتوقف عند حد التنكر وعدم الحاجة، بل إستن أسوأ سنة يعاني منها السودان اليوم وقام بتكوين وتسليح مليشيات المراحيل بمساعدة ليبيا والعراق وهو يعتبر خروجاً على القانون، والخروج على القانون يمثل أدنى مراتب سوء الخلق.

لا أهدف من هذا الأمر للوم أو عتب على السيد الصادق فربما السيد الصادق اليوم غيره في الأمس لأني أتفهم الطبع البشري وأحب أن يتفهم الجميع هذا الأمر ومواجهته في العلن بدل العمل به في الخفاء مما يمثل أسوأ أنواع التدليس والغرر،وستظل الأمة في هذه الدائرة الخبيثة بقدر ما تقوم به من مداراة لما أوجدنا عليه الخالق،أما المواجهة له بإبرازه إلى حيز الوعي والشعور يساعد في التقليل من آثاره السالبة بل يكاد يقضي عليه،لأننا في هذه الحالة نقوم بوضع الآليات التي تصنع الترياق المضاد له مما يمنحنا فرصة للترقي إلى مرحلة أعلى في مواجهة خطيئتنا الأزلية ،وما أرتقى أهل الغرب بنظامهم الإجتماعي إلى مرتبة الديمقراطية إلا بعد أن أدركوا أهمية هذا الأمر من خلال علم الإجتماع وعلم النفس وطبقوا بذلك أفضل آلية لمنع الإنسان من إتباع هوى نفسه وهي التدافع الذي إعترف به الترابي أخيراً بعد أن أصبح خارج السلطة مع أنه موجود في القرآن من ألف وأربعمائة وسبع وثلاثون سنة ،فهل أدركها الآن إبن السوربون أم هي الظروف التي أملت عليه الخلق الجديد!!؟

إن الوعي بهذه المعطيات البديهية مثل المصالح وهوى النفس الأمارة ودور القوة في التغييرعند المتعلمين أولاً والعامة ثانياً من أهم وسائل بناء القاعدة المشتركة التي هي أساس القوة التي نحن بصددها ولا غنى لنا عنها مهما لطفت، ومن ثم توحيد الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة ومن أهمها في الوقت الراهن هزيمة النظام القائم،فالقول الذي لا يطابقه العمل من أكثر العوامل المنفرة للأنصار والأتباع فالسودان الجديد لا بد له من أدوات جديدة لأن المتعارف عليها قد ثبت فشلها ومن تلك الوسائل ذلك الخطاب الدوغمائي الذي يحرك العواطف سواء كان بالدين أوالإثنيات ولكنه قاد الأمة من الخلف كما قال الدكتور منصور خالد وأوصلها إلى هذا التشظي والتناحر الذي هو الشكوى والوجيعة المشتركة بين مرتادي هذا الخيط .

نتابع أبوحمد.

Post: #150
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-22-2006, 10:53 AM
Parent: #147

أتفق معك، ياعثمان في جل ما تقول، وإن كنت سأعبر عن وجهة نظري - في القليل من المواضع - بصورة تتناسب مع متطلبات هذه المرحلة.

أتفق معك حوله ما قلته عن السيد الصادق، في مجمل ما تقول، راجياً أن نتوسع أكثر في مضمار تعرية الفاصل العميق بين تنظيره وممارسته من جهة. هذا الفاصل يتجلي، كأوضح ما يكون التجلي، في اكتسابه للقيادة المو########، التي انتقدها يوم حاول أن يعصف بعمه الإمام، ثم عاد وأصبح إماماً. وهذا لا يتماشى البتة مع تغنيه بمعزوفات الديمقراطية، زوراً وبهتانا، مما جعله مصدر تهكم لقطاع عريض من الشعب السوداني، الذي أصبحت بعض فئاته تتندر عليه بمسمى "أبو كلام!!"
وقد استعصى عليه البرء من "شهوة" الكلام، الذي بكذبه العمل.

أرجو أن تواصل، وأن يواصل الجميع، هذا الحوار الهادف، الذي يبدو أنه سيسوقنا إلى استخلاصات عملية مفيدة تساعد في بناء جمهورية سودانية ثانية. وسأعرف في الحلقة القادمة ما أعنيه بتعبير جمهورية سودانية ثانية على وجد الدقة.

وما زال وعدي للمتداخلين الكرام بالتعليق الاستخلاصي قائماً.

Post: #151
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 07-22-2006, 04:55 PM
Parent: #150

أخي حيدر والأسرة الكريمة،

كما ذكرت لك من قبل فقد احتفلت أيما احتفال بطرقك لهذا الموضوع. الجمهورية السودانية في اعتقادي هي مشروع في طور التكوين ويمكننا كلنا أن نتدارسه وأن ندلي فيه بدلونا. هذه عجالة قصيرة، حتى أوضح توضج لنا تصورك لمشروع الجمهورية السودانية.

سلامي للجميع!

متوكل مصطفى الحسين

Post: #152
Title: لا قداسة مع السياسة !
Author: yagoub albashir
Date: 07-22-2006, 07:23 PM
Parent: #151

لا قداسة مع السياسة!
أخي الحبيب دكتور حيدر بدوي و الحبيبان عبد الحي و عثمان عبدالقادر
سعيد بالتواصل معكم عبر هذا الخيط الذي يغوص في الشأن العام ماضيه و حاضره و مستقبله إستشرافاً لغد مشرق.
أحبائي نحن في حزب الأمة القومي نرحب بالنقد لأنه ينضج التجربة و يضيء الطريق للمسيرة نحو الهدف.
Quote: في العام 86 فاز السيد الصادق المهدي ليس ببرنامج نهج الصحوة وإنما لسوء فترة الرئيس السابق جعفر نميري(77-84) وحقيقة أنا من الذين صوتوا لحزب الأمة فقط كرها في معاوية
أخي عبدالحي
إن حزب الأمة عندما فاز في إنتخابات 1986 فاز لسببين:
1/مكافأة من عدد كبير من الذين انتخبوا مرشحي حزب الأمة صوتوا لهم لنضال الحزب و مقاومته لنظام مايو و خاصة وقفته الشرسة ضد قوانين سبتمبر الغابرة السيئة السمعة التي أشهرها نميري سيفاً في وجه معارضيه و شوه بها الإسلام.
2/إلتفاف المثقفين والناشطين السياسيين حول برنامج نهج الصحوة و فكر الصحوة الذي أنجب العديد من الكوادر في الجامعات و المعاهد العليا و الذين شكلوا العمود الفقري لحزب الأمة القومي.
لم يكن الأمر كما قلت، إن فوز حزب الأمة ليس كرهاً لمعاوية لأن معاوية قد ذهب، و إذا افترضنا أن كرههم لمعاوية هو السبب كما قلت لكانوا صوتوا لأي بديل غير حزب الأمة.

Quote: هذا كله لا يتم إلا بالعمل سوية من قبل كل المستنيرين(حق, الجمهوريون, الحزب الشيوعي, حزب الأمة القومي, الاتحاديون, الحركة الشعبية, حركات دارفور) وإن كنا جادين في ذلك, فالمجتمع الدولي سيدعم. وإلا فالظلامية باقية والأسوأ آتي أعني الوهابية فلننتبه.

هذه نقلة جيدة أحدثها الحوار بعد أن كنا في حزب الأمة وفقاً لتصور الكثيرين من دعاة السودان الجديد لا نستحق سوى الإقصاء،فاليوم أصبحنا جزءاً من مشروع السودان الجديد.
Quote: والثاني يمثله السيد الصادق المهدي الذي وافق على مقررات كوكادام مارس 1986 التي كان من أبرز بنودها إقامة مؤتمر دستوري، ثم عاد وتنكر لها بعد أن أصبح رئيساً للوزراء لأن حاجته لهذا المؤتمر أصبحت منتهية الصلاحية .

أخي عثمان عبدالقادر
إن مؤتمر كوكادام لم يكن شرطاً للإنتخابات العامة ولم يكن وسيلة لوصول السيد الصادق المهدي للسلطة، و عندما قام مؤتمر كوكادام كان ميعاد الإنتخابات العامة قد أعلن أصلا و تبقى لها فقط شهران،إذن أنعقاد المؤتمر الدستوري لم يكن شرطاً لوصول الصادق المهدي لرئاسة الوزراء حتى يتنكر له، إنما كان المؤتمر الدستوري هو واحدة من أدوات البحث عن مخرج للأزمة السودانية.
لم ينفذ بروتوكول كوكادام لأن:
أ- حزب الأمة لم يكن يمتلك وقتها الأغلبية المطلقة في البرلمان(النصف+واحد) حتى يمرر إتفاق كوادام.
ب- أكبر حزبين بعد حزب الأمة وهما الحزب الإتحادي الديمقراطي و الجبهة القومية الإسلامية ويمتلكان أكثر من مقاعد حزب الأمة في البرلمان رفضا أن يكونا طرفاً في إتفاق كوكادام بل وكانا معارضين له.
ج-الحركة الشعبية التي كانت جزءً من كوكادام رفض قائدها الفقيد د. جون قرنق أن يتجاوب مع الديمقراطية بل و أصر ألا يقابل السيد الصادق المهدي باعتباره رئيساً للوزراء متجاوزاً خيار الشعب السوداني وقابله بوصفه رئيساً لحزب الأمة.
هذه هي الأسباب الموضوعية التي أفشلت كوكادام و لم يكن من بينها تنكر السيد الصادق المهدي للإتفاق.

Quote: . أتفق معك حوله ما قلته عن السيد الصادق، في مجمل ما تقول، راجياً أن نتوسع أكثر في مضمار تعرية الفاصل العميق بين تنظيره وممارسته من جهة. هذا الفاصل يتجلي، كأوضح ما يكون التجلي، في اكتسابه للقيادة المو########، التي انتقدها يوم حاول أن يعصف بعمه الإمام، ثم عاد وأصبح إماماً. وهذا لا يتماشى البتة مع تغنيه بمعزوفات الديمقراطية، زوراً وبهتانا، مما جعله مصدر تهكم لقطاع عريض من الشعب السوداني، الذي أصبحت بعض فئاته تتندر عليه بمسمى "أبو كلام!!"
وقد استعصى عليه البرء من "شهوة" الكلام، الذي بكذبه العمل

أخي الحبيب د. حيدر بدوي
عنونت هذه المداخلة بعنوان ( لا قداسة مع السياسة) لآتي و أوضح سبب هذا القول:
الصادق المهدي لم يعصف بعمه و لم يكن الخلاف في أصله بين السيد الصادق المهدي و عمه الشهيد الإمام الهادي المهدي، ولم يكن الخلاف حول فصل الإمامة من رئاسة الحزب حتى يستأثر السيد الصادق المهدي برئاسة الحزب و يترك الإمامة لعمه، لأن الصادق المهدي كان رئيساً لحزب الأمة منذ 1965، و إنما كان الخلاف بين السيد "محمد أحمد المحجوب" رئيس الوزراء وقتها و الأغلبية من النواب البرلمانيين لحزب الأمة حول مسألة رئاسة الوزراء، هؤلاء النواب عابوا على المحجوب ليبراليته التفكيرية رغم التزامه الأخلاقي الصارم، وكانوا يودون أن يأتوا بالسيد الصادق المهدي رئيساً للوزراء، وذلك ما أورده السيد المحجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان.
عندما حمي وطيس الخلاف احتمى المحجوب بالإمام الهادي فلذلك انتقد السيد الصادق المهدي ذلك التصرف بقوله (لا قداسة مع السياسة)منتقداً احتماء المحجوب بالإمام الهادي أكثر من كونه انتقاداً للإمام نفسه.
لهذا السبب انشق الحزب لحزبين حزب جناح الإمام و حزب جناح السيد مما ألقى في روع المراقبين أن الخلاف كان ما بين الإمام الهادي و إبن أخيه السيد الصادق المهدي.
وجدير بالذكر أن السيد الصادق لم يكن معارضاً لموضوع الإمامة لأن الإمام الصديق قبيل انتقاله للرفيق الأعلى أوصى بأن يختار مجلس شورى الأنصار الإمام واحد من خمسة كان من بينهم الإمام الهادي و السيد الصادق المهدي، عند اجتماع مجلس شورى الأنصار حصروا الترشيح للإمامة ما بين الإمام الهادي و السيد الصادق المهدي، فتنازل السيد الصادق المهدي لعمه معلناً :"أسهل لي أن أكون تابعاً لعمي من أن يتبعني عمي".واشترط أن تكون إمامة الأنصار في المستقبل إنتخابية.
أما أن ينعت البعض السيد الصادق ب(أبي كلام)، فأي نظرية في الدنيا لو أنزلت لحيز التطبيق لن تطبق مئة بالمئة ناهيك عن نظرية لم يسمح لها بالنزول لأرض التطبيق، لأن حزب الأمة لم يحصل على الأغلبية المطلقة حتى يتمكن من تنفيذ نظرياته وأضف لذلك المكايدات السياسية التي تجعل المعارضة من أجل المعارضة حتى لو من الشريك في الحكم،فتأمل!
لكم الود
يعقوب

Post: #153
Title: Re: لا قداسة مع السياسة !
Author: محمد عادل
Date: 07-22-2006, 07:26 PM
Parent: #152

الاخ الحبيب يعقوب لافض فواك

Post: #158
Title: Re: لا قداسة مع السياسة !
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 07-23-2006, 05:22 AM
Parent: #152

الأخ يعقوب البشير
سلام
نعم السيد الصادق ناضل وعارض نميري ثم صالح ثم عارض.
أما قوانين سبتمبرففي طيلة حكم السيد الصادق لم تلغى.ولا ننسى أن الحكومة قبل الأخيرة كان وزير خارجيتها وعدلها د.حسن الترابي فهل هكذا تلغى قوانين سبتمبر وتكنس آثار مايو.
أما معاوية الذي نكره فهو الآن حكومة منذ 89م.
نعم في حزب الأمة مستنيرين كثر وهم - متطورون قولا فليكن فعلا- فسيكونوا في مقدمة السودان الجديد رضينا أم أبينا.
وأكرر الذي يجمع أكثر من الذي يفرق فلنكن كذلك لهزيمة الليل الداجي وطول.

Post: #156
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: b_bakkar
Date: 07-23-2006, 04:06 AM
Parent: #151


من محمد أحمد الصادق

عزيزي الأخ يعقوب البشير

إليك أطيب تحياتي،

إسمك يعقوب، وفي منطقة الدالي.. أوع تكون من اليعقوباب الأصلهم قادرية وبقيت أنصاري!!

الأنصار ما عليهم عيب أبدا، وهم عموما أناس صادقون.. ولكني أختلف مع ساستهم ، وخاصة السيد الصادق، مع كل الاحترام الواجب. .

الفقرتان اللتان اقتطفتهما من مساهمتي لا تتناقضان يا عزيزي

المسألة ببساطة مسألة ترتيب أولويات

واعني بذلك أن التمسك بعقد المؤتمر "الجامع" أولا وقبل كل شيء - وقد قصدت إيراد كلمة "الجامع" بالذات إشارة إلى موقف السيد الصادق وتمسكه بعقد المؤتمر - كشرط لإسهامه او إسهام حزبه في حل الأزمة السودانية في مرحلة ما بعد التوقيع على اتفاق السلام - .لم يكن موقفا معينا من الناحية العملية على تنفيذ الاتفاق. ولم انتقد موقف حزب الأمة وحده، وإنما ذكرت معه المؤتمر الشعبي حليفه، والحزب الشيوعي, . بل ذكرت أن من العقبات انقسام الحركة الشعبية وضعفها، وموقف قادتها الحاليين الذين لا يهمهم تنفيذ الاتفاق في الشمال، ولا يؤمنون بشيء إسمه الحركة الشعبية ولا السودان الجديد.

فلماذا تسارع، يا صديقي، إلى إتهامي بالمكايدة السياسية؟؟ ولمصلحة من يا ترى أكايد؟؟

ومن أين لك أني استبعدت الصادق المهدي من التحالف؟. أرجو أن تعيد قراءة العبارتين، وسترى أن المسألة تتعلق بالأولويات، وإبانة العقبات، وهي لا تتمثل في حزب الامة وحده كما هو واضح من العبارة.

الإصرار على عقد المؤتمر الجامع كان في ذلك الوقت ، ولا يزال، موقفا لا يتعامل بواقعية مع الأحداث والتطورات، , ولا يستقرئ الواقع السوداني البالغ التعقيد وخطورة الظروف التي يعيشها البلد، بنظرة ثاقبة وتفهم عميق، وتقديم المصلحة الوطنية العليا. وذلك الموقف لا يقدر إنجازات الحركة الشعبية بقيادة قرنق ، ولا الإيجابيات الكثيرة والفرصة الكبيرة التي أتاحها الاتفاق للتحول الديمقراطي. وذلك الموقف يعطي ذريعة للتيار الانفصالي أو الاستقلالي المسيطر الآن على قيادة الحركة الشعبية، والذي التقت أجندته مع أجندة حزب المؤتمر الوطني ولو مرحليا، ليجعل من معارضة الاتفاق قميص عثمان لقمع صوت التيار الوحدوي الذي لا يوافق على التحالف مع حزب المؤتمر الوطني ويرى ضرورة التحالف مع القوى الوطنية الأخرى لإلحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة. وأصبح هذا التيار الآن في حالة شلل تام. وكان الواجب ، و ما زال، يقتضي تضافر جهود كل القوى الوطنية ذات المصلحة في التغيير و التحول الديمقراطي لدعم الاتفاق، كما ذكرت في مساهمتي. ولم استثن منها حزب الامة ولا حتى الشعبي، وإن انتقدت موقفهما من الاتفاق .

ينبغي أن يجمعنا كلنا في هذه المرحلة هدف واحد هو تحقيق التحول الديمقراطي بضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة . ولن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة إلا بعد تعديل القوانين القمعية الحالية لتتوافق مع الدستور، وبعد إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وكف يدها الباطشة عن المواطنين، وإعادة هيكلة الخدمة المدنية وإصلاحها، وكذلك الجيش، واستعادة الحقوق والحريات الأساسية واستقلال القضاء ، وإنشاء آلية لمراقبة احترام حقوق الإنسان. كل ذلك يوفره الاتفاق و ينص عليه. ولكن ، بعد تغيير توجه الحركة الشعبية وضعفها، إثر غياب قرنق، لم يعد الطرفان حريصين على تنفيذ الاتفاق إلا في حدود مصالحهما الضيقة. وليس الاتفاق ملكا خاصا لهما، وإنما هو بطبيعة نصوصه ملك لكل أهل السودان. . والمجتمع الدولي يقر بذلك. وبالتالي يصبح من واجب كل القوى الوطنية توحيد جهودها وتكثيفها لممارسة ضغوط هائلة على الطرفين وحزب المؤتمر الوطني خصوصا لتنفيذ مختلف بنود الاتفاق. وذلك باستنفار الشعب والمساعدة من المجتمع الدولي، لتنفيذ بنود الاتفاق الإيجابية في المقام الأول، و السعي في أثناء ذلك إلى سد الثغرات وتجاوز السلبيات، من خلال التعامل الإيجابي مع الاتفاق ومن خلال ديناميات تنفيذه، الأمر الذي سيؤدي لا محالة إلى تغيير الواقع السياسي، و إلى شكل من الإجماع الوطني المرحلي الضروري بين مختلف عناصر المعارضة الوطنية لتجاوز المرحلة الحالية إلى مرحلة جديدة يمكن فيها عقد المؤتمر الجامع للاتفاق على صياغة مستقبل البلد. تجاوز المرحلة الراهنة الخطيرة يقتضي تجاوز الخلافات الجانبية والمصالح الضيقة وتقديم المصلحة الوطنية العليا، ويتطلب تضحيات كبيرة في وجه نظام لن يتنازل عن احتكار السلطة والثروة ونهب موارد الأمة جهارا نهارا "بأخوي وأخوك" .

ولكن السيد الصادق المهدي آثر ذلك الموقف السلبي من الاتفاق، مكتفيا بتحالفه مع الترابي، و منتظرا فشل الاتفاق ، حتى ولو أدى إلى انفصال الجنوب، ليقول للناس في النهاية : ألم أقل لكم؟؟

إن رؤية السودان الجديد التي ناضل قرنق من أجلها إلى أن وافاه الأجل، لا تختلف جوهريا عما سردته أنت من طرح نظري لحزب الأمة عن الدولة المدنية، اللهم إلا في دعوتك إلى أن تكون القوانين في العاصمة أو الشمال على أساس شخصي. وهذه مسألة لا أوافقك وحزبك عليها، وهي تستدعي المناقشة الموضوعية ولكني لن أقف معها هنا الآن. وعليه، في كلامك عن الدولة المدنية، أنت فقط غيرت بطاقة الدولة العلمانية وكتبت عليها الدولة المدنية. والمسألة الجوهرية ليست في الأسماء ولا الشعارات. إن الكلام وصوغ البرامج والرؤى النظرية لا يكلف شيئا. ولكن ما يكلف هو مطابقة القول للعمل والنضال الحقيقي بصدق وتجرد لتحويل الشعارات إلى واقع عملي.


وبالمناسبة، كلام الأخ عبد القادر عن أن السياسة تقوم في الواقع على المصالح وليس على المثل العليا التي تطرح كشعارات، كلام صائب تماما. وعبد القادر تناول مشكلة الوضع الإنساني والنفس البشرية من مستوى عميق أرجو أن تكون قد قرأته بتمعن. المصالح هي التي تحرك الغالبية العظمى من السا اسة في الغالبية العظمى من أحوالهم. والمصالح ليست المصالح الاقتصادية أو المادية فحسب، بل الجاه والنفوذ والقوة. حتى الصحابة كانوا يقتحمون الوغى إما للفوز بالجنة ونعيمها المادي وحورها العين أو النصر و الأسلاب والغنائم والسبايا. هذه هي الجبلة البشرية التي تكلم عنها عبد القادر، والتي لا يتيسر الإرتقاء منها إلا بالجهاد الأكبر، جهاد النفس. السياسيون المثاليون والناجحون في نفس الوقت نادرون في التاريخ. يقال إن السياسي الذي ليس لديه طموح ليس بسياسي. و جوهر الأمر هو أن الفرق بين السياسي الصالح، وهو نادر في عالم اليوم، والسياسي الطالح، وهو السائد في عالم اليوم، أن الأول يرى تحقيق مصلحته الخاصة من خلال تحقيق المصلحة العامة، والثاني يرى تحقيق المصلحة العامة من خلال مصلحته الخاصة، الاول يقدم المصلحة العامة الواسعة والأخير يقدم المصلحة الخاصة والضيقة. نسأل الله أن يجعلنا جميعا من الطراز الاول وأن يكثر منه في السودان والعالم.

مرحبا بالسيد الصادق المهدي في قيادة المقاومة الوطنية، وليتقدم الصفوف منذ اليوم، ونحن أو أنا شخصيا وراءه، خرج في مظاهرة نخرج وراءه، أعلن عصيانا مدنيا نعلن العصيان المدني معه. لكن ما للسيد الصادق المهدي يخرج، كما وردنا في الأخبار، في مقدمة مظاهرة لنصرة الفلسطينيين واللبنانيين، وهم يستحقون منا النصرة فعلا، ولكنه لم يخرج في مظاهرة احتجاجا على مجازر دارفور؟؟

مع خالص مودتي

Post: #178
Title: b_bakkarأخي
Author: lana mahdi
Date: 07-26-2006, 08:17 AM
Parent: #156

Quote: مرحبا بالسيد الصادق المهدي في قيادة المقاومة الوطنية، وليتقدم الصفوف منذ اليوم، ونحن أو أنا شخصيا وراءه، خرج في مظاهرة نخرج وراءه، أعلن عصيانا مدنيا نعلن العصيان المدني معه.لكن ما للسيد الصادق المهدي يخرج، كما وردنا في الأخبار، في مقدمة مظاهرة لنصرة الفلسطينيين واللبنانيين، وهم يستحقون منا النصرة فعلا، ولكنه لم يخرج في مظاهرة احتجاجا على مجازر دارفور؟؟

أخي الحبيب بكار
ببساطة لأن الصادق المهدي ذهب بنفسه مع وفود عالية المستوى من الحزب لدارفور و لأهل الوجعة في عقر دارهم وكانت آخر زيارة في عيد الأضحى الماضي

Quote: وليتقدم الصفوف منذ اليوم، ونحن أو أنا شخصيا وراءه، خرج في مظاهرة نخرج وراءه، أعلن عصيانا مدنيا نعلن العصيان المدني معه.

كان سيكلفك هذا أن تذهب معه دارفور لو أخبرك بنيته
لك تقديري

Post: #157
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: b_bakkar
Date: 07-23-2006, 05:21 AM
Parent: #151


من محمد أحمد الصادق

عزيزي الأخ يعقوب البشير

إليك أطيب تحياتي،

إسمك يعقوب، وفي منطقة الدالي.. أوع تكون من اليعقوباب الأصلهم قادرية وبقيت أنصاري!!

الأنصار ما عليهم عيب أبدا، وهم عموما أناس صادقون.. ولكني أختلف مع ساستهم ، وخاصة السيد الصادق، مع كل الاحترام الواجب. .

الفقرتان اللتان اقتطفتهما من مساهمتي لا تتناقضان يا عزيزي

المسألة ببساطة مسألة ترتيب أولويات

واعني بذلك أن التمسك بعقد المؤتمر "الجامع" أولا وقبل كل شيء - وقد قصدت إيراد كلمة "الجامع" بالذات إشارة إلى موقف السيد الصادق وتمسكه بعقد المؤتمر - كشرط لإسهامه او إسهام حزبه في حل الأزمة السودانية في مرحلة ما بعد التوقيع على اتفاق السلام - .لم يكن موقفا معينا من الناحية العملية على تنفيذ الاتفاق. ولم انتقد موقف حزب الأمة وحده، وإنما ذكرت معه المؤتمر الشعبي حليفه، والحزب الشيوعي, . بل ذكرت أن من العقبات انقسام الحركة الشعبية وضعفها، وموقف قادتها الحاليين الذين لا يهمهم تنفيذ الاتفاق في الشمال، ولا يؤمنون بشيء إسمه الحركة الشعبية ولا السودان الجديد.

فلماذا تسارع، يا صديقي، إلى إتهامي بالمكايدة السياسية؟؟ ولمصلحة من يا ترى أكايد؟؟

ومن أين لك أني استبعدت الصادق المهدي من التحالف؟. أرجو أن تعيد قراءة العبارتين، وسترى أن المسألة تتعلق بالأولويات، وإبانة العقبات، وهي لا تتمثل في حزب الامة وحده كما هو واضح من العبارة.

الإصرار على عقد المؤتمر الجامع كان في ذلك الوقت ، ولا يزال، موقفا لا يتعامل بواقعية مع الأحداث والتطورات، , ولا يستقرئ الواقع السوداني البالغ التعقيد وخطورة الظروف التي يعيشها البلد، بنظرة ثاقبة وتفهم عميق، وتقديم المصلحة الوطنية العليا. وذلك الموقف لا يقدر إنجازات الحركة الشعبية بقيادة قرنق ، ولا الإيجابيات الكثيرة والفرصة الكبيرة التي أتاحها الاتفاق للتحول الديمقراطي. وهو يعطي ذريعة للتيار الانفصالي أو الاستقلالي المسيطر الآن على قيادة الحركة الشعبية، والذي التقت أجندته مع أجندة حزب المؤتمر الوطني ولو مرحليا، ليجعل من معارضة الاتفاق قميص عثمان وذريعة لقمع صوت التيار الوحدوي الذي لا يوافق على التحالف مع حزب المؤتمر الوطني ويرى ضرورة التحالف مع القوى الوطنية الأخرى لإلحاق الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة. وأصبح هذا التيار في حالة شلل تامة. وكان الواجب ، و لا يزال، يقتضي تضافر جهود كل القوى الوطنية ذات المصلحة في التغيير و التحول الديمقراطي لدعم الاتفاق، كما ذكرت في مساهمتي. ولم استثن منها حزب الامة ولا حتى الشعبي، وإن انتقدت موقفهما من الاتفاق .

ينبغي أن يجمعنا كلنا، في هذه المرحلة هدف واحد هو تحقيق التحول الديمقراطي بضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة . ولن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة إلا بعد تعديل القوانين القمعية الحالية لتتوافق مع الدستور، وبعد إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وكف يدها الباطشة عن المواطنين، وإعادة هيكلة الخدمة المدنية وإصلاحها، وكذلك الجيش، واستعادة الحقوق والحريات الأساسية واستقلال القضاء ، وإنشاء آلية لمراقبة احترام حقوق الإنسان.كل ذلك يوفره الاتفاق و ينص عليه. ولكن ، بعد تغيير توجه الحركة الشعبية وضعفها، بعد غياب قرنق، لم يعد الطرفان حريصين على تنفيذ الاتفاق إلا في حدود مصالحهما. وبالتالي يصبح من واجب كل القوى الوطنية توحيد وتكثيف جهودها لتسليط ضغوط هائلة على الطرفين وحزب المؤتمر الوطني خصوصا لتنفيذ الاتفاق. وذلك باستنفار الشعب ومساعدة من المجتمع الدولي، لتنفيذ بنود الاتفاق الإيجابية في المقام الأول، و السعي في أثناء ذلك إلى سد الثغرات وتجاوز السلبيات، من خلال التعامل الإيجابي مع الاتفاق ومن خلال ديناميات تنفيذه، الأمر الذي سيؤدي لا محالة إلى تغيير الواقع السياسي، و إلى شكل من الإجماع الوطني المرحلي الضروري بين مختلف عناصر المعارضة الوطني لتجاوز المرحلة الحالية إلى مرحلة جديدة يمكن فيها عقد المؤتمر الجامع للاتفاق على صياغة مستقبل البلد. تجاوز المرحلة الراهنة الخطيرة يقتضي تجاوز الخلافات الجانبية والمصالح الضيقة وتقديم المصلحة الوطنية العليا، ويتطلب تضحيات كبيرة في وجه نظام لن يتنازل عن احتكار السلطة والثروة ونهب موارد الأمة جهارا نهارا "بأخوي وأخوك"

ولكن السيد الصادق المهدي آثر ذلك الموقف السلبي من الاتفاق، مكتفيا بتحالفه مع الترابي، و منتظرا فشل الاتفاق ، حتى ولو أدى إلى انفصال الجنوب، ليقول للناس في النهاية : ألم أقل لكم؟؟

إن رؤية السودان الجديد التي ناضل قرنق من أجلها إلى أن وافاه الأجل، لا تختلف جوهريا عما سردته أنت من طرح نظري لحزب الأمة عن الدولة المدنية، اللهم إلا في دعوتك إلى أن تكون القوانين في العاصمة أو الشمال على أساس شخصي. وهذه مسألة لا أوافقك وحزبك عليها، وهي تستدعي المناقشة الموضوعية ولكني لن أقف معها هنا الآن. وعليه، في كلامك عن الدولة المدنية، أنت فقط غيرت بطاقة الدولة العلمانية وكتبت عليها الدولة المدنية. والمسألة الجوهرية ليست في الأسماء ولا الشعارات. إن الكلام وصوغ البرامج والرؤى النظرية لا يكلف شيئا. ولكن ما يكلف هو مطابقة القول للعمل والنضال الحقيقي بصدق وتجرد لتحويل الشعارات إلى واقع عملي.

مرحبا بالسيد الصادق المهدي في قيادة المعارضة ، فليتقدم الصفوف في مقاومة النظام منذ اليوم، ونحن وراءه، خرج في مظاهرة نخرج وراءه، أعلن عصيانا مدنيا نعلن العصيان المدني معه. لكن ما للسيد الصادق المهدي يخرج، كما وردنا في الأخبار، في مقدمة مظاهرة لنصرة الفلسطينيين واللبنانيين، وهم يستحقون منا النصرة فعلا، ولكنه لم يخرج في مظاهرة احتجاجا على مجازر دارفور؟؟

وبالمناسبة، كلام الأخ عبد القادر عن أن السياسة تقوم في الواقع على المصالح وليس على المثل العليا التي تطرح كشعارات، كلام صائب تماما. هذه هي السياسة في الغالبية العظمى من أحوالها ولدى الغالبية العظمى من ممارسيها. السياسيون المثاليون نادرون في التاريخ. يقال إن السياسي الذي ليس لديه طموح ليس بسياسي. و جوهر الأمر هو أن الفرق بين السياسي الصالح، وهو نادر في عالم اليوم، والسياسي الطالح، وهو السائد في عالم اليوم، أن الأول يرى تحقيق مصلحته الخاصة من خلال تحقيق المصلحة العامة، والثاني يرى تحقيق المصلحة العامة من خلال مصلحته الخاصة، الاول يقدم المصلحة العامة الواسعة والأخير يقدم المصلحة الخاصة والضيقة. نسأل الله أن يجعلنا جميعا من الطراز الاول وأن يكثر منه في السودان والعالم.


مع خالص مودتي

Post: #154
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Mannan
Date: 07-22-2006, 10:25 PM
Parent: #1

اخى العزيز دكتور حيدر بدوى

اعتذر عن المجيئ متأخرا لهذا البوست الدسم والذى اعتبره اكثر البوستات جدية فى تناول المشكل السودانى وليت الحوار يستمر بنفس القوة ليصل الى النهايات المرجوة. ان اطروحة السودان الجديد والتى قذف بها الراحل دكتور جون قرنق فى ملعب السودان القديم ستظل الهاجس الاكبر لقوى السودان الجديد للوصول بها الى غاياتها التى بشر بها دكتور جون قرنق.. واصل العصف الفكرى وسنكون معك يا صديقى.. اكرر اعجابى الشديد بهذه المبادرة الراقية فى اثراء الحوار الذى جعلته لغة جذابة كالوحدة التى حلم بها دكتور جون..

نورالدين منان

Post: #155
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: صلاح شعيب
Date: 07-23-2006, 00:53 AM
Parent: #154

Dr Hayder and all the debaters
first, sorry for writing in English. The reason to this is that my computer Arabic software is not working.
I regard your serious debate, which is helpful. My concern is going beyond your good debate to address the new racism in Sudan, and here you find me writing the fallowing:


One may say that all of these Sudanese racist comments did not come out until recently. furthermore, there was no any kind of a perspective that looks into Sudan's dilemma from one racist corner. Even the Southern movement was, and Still, trying to strike a national deal based on citizenship equalities, and not racist divisions. Of course our identity conflicts, as we know from reading all those who theorized for the Thirties' and Sixties' literatures and politics concerns, were intending to assert Africanism and Arabism formulas for the country. But we didn't witness one thought that was seeking for attaining a benefit for one tribe or another. Testing the wholly enriched legacy of identity addresses- let us say before the end of Elturrabi's organizational roles, would result of a common factor: challenging the Sudanese situation with national themes and senses, whether they were Arab ones or African. Now, despite that the majority of Sudanese intellectuals are eager not to be buying into the regime's racist traps, racist viewpoints and dealings has become dominating Sudan's political arena. To be sure, the government is engaging in using racism to win over the armed movements, which have been targeting the center - while some of their fans or activists are in the mean time engaging, too, in coding their writing, through the Internet networks, with sorts of racism.
So far, our intellectual capacity through the cultural and theoretical scene is seen as absent as John Garang's novel inspired visions. In reality, no any political leader has been emerging with visions that could have compensate us " THE GREAT ABSENCE." However, what we inherited after the Garang death is a return to national depressions that is killing to initiatives.
I see, therefore, that that talks lacking assertions on addressing the honesty of political personality in Sudan would be missing the reality of the Sudanese current situation. This since some of SPLM leaders and those fighters who struck a peace deal with the government are working for their interests while Garang' idea is known for them. Sometime I suspect that our Sudanese dilemma is in the lack of thought.
I hope my computer return to its normality and I find chance to better participate.

Thanks for all of you.

Post: #159
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-23-2006, 11:11 AM
Parent: #155

عزيزي الأستاذ صلاح شعيب،

مرحباً، يا مرحبا، يا مرحباً***هذا الحبيب أتى، وكان مغيبا!

كم تجدني مسروراً لمد جسور التواصل، التي لم تقطعها غير حادثات هذا الزمان المتسارع، مع الود المقيم، المتجدد في كل يوم بجديد من الزهر وجديد من الثمر!

لقد رسخت صورتك وصوتك وسمتك العام(المكلل بالتواضع، مع الثقة البادية في نفسك، المنطرحة على أساريرك الباشة) منذ التقيتك لأول مرة في ندوة الذكرى الواحدة والعشرون لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه في معهد السلام بواشنطن، ثم في اليوم الثاني. لقائي بك أكد لي انطباعي الراسخ عنك كرائد من رواد التنوير، الذين سيكون لهم شأن باتع في مقبل أمرنا.

شرفتني، يا عزيزي، بحضورك الباهي.

سآتي للتعليق على مساهمتك الثرة، بعد أن ألخصها بالعربية تلخيصاً مركزاً، أرجو ألا يكون مخلاً.

فكن معنا!!

وأقول مع الشيخ عبد الغني النابلسي:

يا مرحبا، يا مرحبا، يا مرحبا***هذا الحبيب أتى وكان مغيبا

Post: #160
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-23-2006, 10:15 PM
Parent: #159

كونوا معنا!

Post: #163
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 07-24-2006, 06:35 AM
Parent: #160

عزيزي د. حيدر مساك سعيد
وأظن أن الخيط قد برم وبرم وأن بدايته قد أصبحت أو كادت أن تصير عروة وثقى نستمسك بها وقد قال أبوك أن الأزمة أزمة أخلاق ولعلك تعرف أن الأخلاق السودانية السمحة قد طالتها يد الا إنقاذ.
عليه ونحن في صعودنا على الخيط الذي صار حبلا أن نستصحب معنا التربية وتثقيف هذا الشعب (العملاق الذي يحكمه أغزام) وتبصيره. وكما قال أحد المتداخلين يجب أن يكون لدينا مجتمع مدني واعي لأن الديمقراطية ثقافة وتربية كما لا ثافة بدون لطافة.
فأرجو أن تمر على خيطي (فقط للعارفين) وهو بداية للرجوع بالناس إلى الدين الذي خطفه هؤلاء الأمويون وأقصد بالدين دين السماحة والإلتصاق بالله. وأقول مع محمود شعراني:
وين دين الشيخ ودبدر والشيخ قريب الله والأستاذ محمود محمد طه؟؟؟؟؟؟

Post: #162
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-24-2006, 02:17 AM
Parent: #1

الأخ /د.حيدر

المتداخلون والقراء

سلام لكم جميعاً

اقتطعت هذه الجزأ من مقال سابق تحت عنوان فهلوة المتعلمين، كنت قد كتبته في الرد على أحد الإخوة المؤيدين لنهج د.حمدي الإقتصادي وفيه نجد تأكيداً لما نريد علاجه في السودان الجديد، نجد القوة الناتجة من التعليم والمنصب وأثرهما على الأخلاق، والضعف عند من يفتقدهما،وعدم وجود منطقة وسطى تحمل نظاماً يحد من قوة الأول ويمنعه من إستخدامها بطريقة غاشمة ومؤذية للضعيف ،ويبسط للثاني من أسباب القوة ما يستطيع به الدفع لنفسه والمطالبة بحقوقه للوصول إلى توازن دائم يبقي على عدم التغول من الطرف الأول على الطرف الثاني،وفيه أيضاً نكتشف قيمة القوة كأداة للظلم والتغيير في آن معاًً،ودور الوعي في هذه القوة. أليس وجود القوة بحديها فقط هو أقوى الأسباب في هذا الفشل والفساد!!!؟ألا يتشبث صاحب المكتسبات دائماً بمكاسبه!!!؟

هل يعلم السيد الصادق والترابي ومن ورائهم كل النخب السياسية التي حكمنا عليهم بالفشل في إدارة السودان هذا الأمر؟ نعم إنهم يعلمون ،إذن لم لم يتوافقوا على نظام يحقق هذا التوازن ؟ولم لم يبادروا بأي برامج للتوعية حتى بين كوادرهم وأتباعهم وجعلوهم يصدقون ضمنياً أن الحل لأزماتهم في رجال خيرين مثلهم وليس في نظام يحقق هذا التوازن الذي تحدثنا عنه !!!؟

وهنا يظهر دور النفس البشرية وما تنطوي عليه من خطيئة لا يتم علاجها إلا بوسائل محددة نتجت من معرفة علمية عميقة بها وبمراحل سيرورتها التاريخية،مما يدفعني باستمرار للضغط على هذا الأمر لكي أبعد الثقة عن نفسي بنفسي ومثل ذلك للآخرين ،ومن أراد لنفسه وأهله خيراً أرجو أن يزود نفسه بكوابح تعمل بضغط الهواء، قبل أن تتغير ظروفه فتتغير أخلاقه كالآخرين ويعود السودان القديم ونعود للمربع رقم (1).وتأملوا هذه المعرفة التي توصل إليها الأمين ودسعد عن طريق الخبرة :
يانفسي قدر ما اهديـــــــك * تتشابي للحاجة اللابدنّها بترميــــك

موخاتي رب العزة كان ناسيـــك * لأنك فاكة دروبو ومنطلقة في واديــك

يانفس السواد يالقلتي فاهمة وقارية * الحق أبيتيهو وبالضـلالات باريـــة

الدرب البعيبك ديمة ماسكة وجاريـة * بقيتي ذليلة عند خلق الله كان ماك دارية


من البديهي أن تكون هناك عدة عوامل أدت إلى هذا الفشل عند النظرة التحليلية الباحثة، فلكل شئ سبب، وأهم هذه العوامل التربية والتعليم التي عبرالأستاذ محمود محمد طه عن دورها بقوله ( آفة التفكير في اثنين ، في قلته ،وفي التوائه ) لأن إحداهما تعنى بالسلوك والأخرى بالمعرفة ). وقوله أيضاً : أنه لم يعرف بلدا في العالم يصرف على الأميّة كما تصرف حكومة السودان على أسلوب التعليم وعلى قمته جامعة الخرطوم .وقول الدكتور منصور خالد بأن شهادة التخرج في الجامعة هي شهادة ميلاد طبقي وليس شهادة في العلم والمعرفة. وقول الدكتور رافاييل باتيه من أن العرب تنتشر بينهم شخصية الفهلوي .ومما يميزشخصية الرجل الفهلوي أنه يحب الكسب السهل والنجاة بنفسه دون الآخرين وهذا ما تبينته في شخص الدكتورين الفاضلين حمدي والتهامي لأنهما في ظرف يضمن لهما عدم وقوعهما تحت طائلة الكي وشي الجلود، فعند تناول الأخير لإقتصاد حمدي لم يبد إهتماماً إن كان غيره يدفع الثمن، اللهم إلا أن يكون غير مدرك للعلاقة بين ظروف الإنسان السياسية والإجتماعية والإقتصادية،وبين سلوكه، فهو من جهة يوحي إلى القارئ بإعجابه بإزالة ظاهرة البغاء العلني ومن أخرى لا يمانع في أن تصبح كل نساء السودان داعرات بموافقته على فكرذلك الرجل الذي حفظ دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحان ثم قام بتطبيقها بحرفيتها على الواقع السوداني الذي كان إشتراكياً إلي حد كبير، وكان مشروع الجزيرة يدفع فواتير الجميع بما فيهم الكاتب والإقتصادي حتى في العهود الديمقراطية بينما المنتجين فيه يأكلون كسرة الخبز بالماء والملح،وكانت الحكومات تدعم التعليم والصحة والبنزين والخبز والسكر،وأظنه مع الكاتب قد حمل تلك الصينية وطاف على أنواع الطعام في سفرة جامعة الخرطوم الذي كان يقتطع لهم من عرق الغلابة وهاهي مكافأتهم لهم، جزاء سنمار،أوتحقيقاً للمقولة لا خيرا منك ولا كفاية شرك) ففي مرحلة التعليم أخذوا اللقمة من أفواههم ليتعلموا بها وعندما تخرجوا أرادوا تحقيق ثقافتهم الإستهلاكية ورفاهيتهم ،وهذه المرة بالكي وشي الجلود. وحمدي يعلم أو لا يعلم أن الرأسمالية كمنهج تطورت سيراً في التاريخ وتطور معها المجتمع الذي يطبقها، بمعنى أن كل ما يلازمها من عيوب يصار إلى معالجته بواسطة الوعي والمعرفة التي تطورت وأحدثت قدرا كبيرا من التوازن في تلك المجتمعات وإلى يومنا هذا،ويكفي أن نقول، في تلك المجتمعات للفرد الحرية في كل أمره ومنها حق إختيار الحاكم وعزله،وحق التملك و حق تكوين الإتحادات والنقابات الحرّة التي تحميها سيادة القانون والقضاء المستقل الذي يضمن له الا يظلم ،وحفز المنتج الذي يكد ويشقى ليتذوق ثمرة كده ،أليست هذه من الآليات المصاحبة للإقتصاد الحر؟ ولم تفرض عليهم ضرائب بلا مقابل ولا ولّوا الخائن الضعيف نيابة عنهم، فتطبيق سياسة اقتصاد السوق بهذه الطريقة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من توازن القوى بين طبقة من المتعلمين المتسلطين الفهلوية وطبقة غير متعلمة ،لا حول لها ولا قوة محرومة حتي من تكوين نقابات واتحادات حرة،ويعيشون مرحلة تاريخية أدنى ما يقال عنها البراءة الخالية من كل معرفة تشوبها ،مع غياب تام للآليات الفاعلة لكبح جماح الطبع البشري عند الفئة الأولى ،إن تطبيق مثل هذه السياسة في ظل هذه المعادلة أدنى ما يقال عنه أنه عمل غير أخلاقي ولا إنساني وأسوأ منزلة من الربا الشيلوكي،لأنه لم يراع الظروف الموضوعية التي يجب توفرها خاصة إذا أدخلنا الدين في الحسبان، ويكفي أن نعود بذاكرتنا إلى المراحل التاريخية التي مرت بها بريطانيا وأوربا حتي وصلت إلى ماهي عليه اليوم ،أما الولايات المتحدة فمهاجروها كان هذفهم الثراء وبالرغم من ذلك حملوا معهم ثقافة أوروبا . وكي لا يتسبب هذا النهج فيما سببه اليوم في السودان من فساد علن وليس مستتراً كان يجب على حمدي والدكتور أن يستصحبا معرفتهم بأن الإقتصاد الليبرالي نشأ لصيقاَ بظرف سياسي أوجدته فلسفات عنيت بدراسة الطبيعة البشرية ولم تقفز إليه نقلا أو تقليداً وليتذكرا قول الله تعالي : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فماجزاء من يفعل ذلك منكم ---- الآية ) أو القول المعروف عند الباحثين و المفكرين ( يجب أخذ المنهج إلى نهاياته المنطقية ) فلو أن عبدالرحيم حمدي ذهب بفكرة تحرير الإقتصاد إلى نهاياتها المنطقية لما تجرأ وفعل ما فعل ،لأنه ببساطة إما أن يفرض على النظام الكلي الذي يعمل من خلاله كامل الشروط الموضوعية لتنفيذ منهجه الإقتصادي أويمتنع عن تجزئته حتى لا نصاب بالتسمم من نصف السمسم ، فالذي يضحي بالإنسان في سبيل ما يراه تقدم مادي هو أصلاً وسيلة لإسعاده لا يستحق أن يكون بشراً ناهيك عن أن يكون عالماً فقد غاب عنه وعن الكاتب أيضاً أن الأخلاق تشكلها الظروف، فالذي يعيش في بلد ليس فيه سيادة قانون قطعاً سيمارس الواسطة والمحسوبية وسيسرق القوي لعلمه يقيناً بأنه لن يحد، لذلك حذر منه الرسول(ص) وبشر أهله بالهلاك وهذا ما يحدث لنظامنا الآن، وقد قال العارف بالله على بن أبي طالب كرم الله وجهه (كاد الفقر أن يكون كفرا،لو كان الفقر رجلاً لقاتلته )وهل بعد الكفر ذنب!!!!؟فلا تبرئا نفسيكما فلو أنكما كنتما في نفس الظروف لمارستما كل الذي ترونه منقصة بل أؤكد يقينا لا يبرأ من هذا الأمر رجل أو امرأة ولا يخامرني أدنى شك في ذلك ،وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ،ويمسي المرء وهومؤمن ويصبح وهو كافر كما جاء في الحديث وهذا إنما يحدث بفعل الظروف كسبب في هذا التقلّب. وأذكر تلك القصة التي رواها الفيلسوف كريشنا عن ذلك الواعظ الذي كان يعلم الناس وتجاوره إمرأة بغي كان يذهب إليها كل يوم ليعظهاويعدها بعذاب من الله لا قبل لها به في يوم الدينونة العظيم ،وكانت العاهرة تبكي كل ليل على خطيئتها وتسأل الله في الأعالي أن يبدل تلك الظروف التي جعلتها تحترف البغاء،وبعد فترة من الزمن مات الإثنان ،فجاءتهما الملائكة وأخذت ذلك الواعظ إلى جهنم ،وأخذوا تلك المرأة إلى الجنة ،فلما أحتج الواعظ متسائلاً عن سبب ذلك ، ردت عليه الملائكة بالقول أنك كنت دائماً تنظر للآسفل وخطايا الناس ، وهي كانت دوما تنظر إلى الأعالي تسأل الله باكية على خطيئتها أن يغير ظروفها التي جعلتها ترتكب هذه الخطيئة .

نتابع ..
أبوحمد

Post: #164
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Gafar Bashir
Date: 07-24-2006, 09:51 AM
Parent: #162

تحياتي دكتور حيدر بدوي

وشكرا لهذه النافذة التي تطرح اسئلة مؤرقة ...
حاولت اللحاق جاهدا بهذا البوست وحواراته لكنه كان اسرع مني واظن ان هذا اقل ما يستحقه من نقاش ...

Post: #165
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-24-2006, 10:58 AM
Parent: #162

العزيزان عبد الحي وعثمان، وكل أحبابي المتداخلين،

تحيات، متجددة، مباركة طيبة، فرعها في الأرض وأصلها في السماء!

اقترح علي أخي الكريم، الحبيب، الجمهوري، الأستاذ المحامي، متوكل مصطفي الحسين، أن نتوزع مهام الاستخلاصات بصورة أكثر حصافة بأن يقوم كل منا بتبني موضوع من الموضوعات الأثيرة إلى نفسه. بعد أن اقترح علي هذا الاقتراح الوجيه، الذي وجد مني الموافقة الفورية، اقترحت عليه أن يتولي الجوانب القانونية والدستورية. فوافق على الفور.

وسأتولى شخصياً الجانب الرؤيوي مما يليني في ثنايا القوى الجديدة التي أنتمي إليها، والمتمثلة في الفكر الجمهوري، والحركة الشعبية لتحرير السودان، وحركة "حق" الجديدة.

وفي هذا الشأن اقترح عليك، ياعثمان، أن تعينني في صب حالة السودان الجديد في قوالب الفكرة الجمهورية السلوكية والعرفانية.

كما أرجو أن تعينني، يا عبد الحي، في تنزيل معاني الفكرة الجمهورية في أفق السودان القديم، المشرق بأصايل الطبائع التي تغنى بها الأستاذ محمود محمد طه. (ربما لا يعلم صديقي الحبيب يعقوب البشير بأن الأستاذ محمود صادق العديد من خلافاء الأنصار في كوستي وفي أم درمان، وغيرها. وقد أصبح االعديد من هؤلاء جمهوريين. وظل كثيرون منهم أنصار يكن لهم الأستاذ كل ود، ويتحدث لهم عن مآثر الإمام محمد أحمد المهدي!!!!)

ولا أشك بأن الأخ يعقوب متمكن من أمره بالصورة التي بها يمكنه أن يقدم لنا استخلاصات عن السودان القديم المتجدد. ذلك لأنه من المستنيرين الأكارم في حزب الأمة القومي. وبهذا فهو يمثل القوى الجديدة في ذلك الحزب العريق. لهذا فإني أرجو منه أن يطرح لنا، وبكل شفافية، ما يدور في دهاليز حزبه المتازم. هذا الحزب المنشطر الذي ستحول، لا محالة،إلى كيان جديد بسبب التلاقح بين القديم والجديد.

وهكذا!!

فإني أتوقع منكم أحبابي، أن يندب كل شخص نفسه لمهمة من المهام الاستخلاصية الأثيرة إلى نفسه. ذلكم لأن هذا الاستجابة لأطروحاتي في هذا الخيط فاقت كل توقعاتي. ولأنكم فطاحلة، عمالقة، بحق، فإني أكاد أشعر بالعجز عن الوفاء بما يستحقه العمالقة الأبرار من أمانة في النقل عنهم، والاستخلاص، والتعليق، والتحليل، والاستنتاج العلمي والعملي البريع!!

استنجد بكم استنجاد العاجز/ المنكسر، الحقير، الضعيف، فأغيثوني يا أولى "الحارة!!!!!!!"

وليندب كل منكم نفسه بمندبة!!

وهنا لابد أن أسجل انزعاجي من تضاؤل دور المرأة في هذا الخيط!!

يا نساء بلدي في هذا المنبر الحر، النجدة، يا وليات الله الصالحات!!

مدد، يا نساء بلادي، يا مهيراتي، الصامدات!!

مدد، مدد، مدد!! يالله مدد!!

Post: #166
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-24-2006, 11:17 AM
Parent: #165

مدد، يا منى، مدد!
مدد، يا لنا، مدد!
مدد، يا نادية، مدد!
مدد، يا ميسون، مدد!
مدد، ياعنيدة، مدد!
مدد، فاطنة بت عشة، مدد!
مدد، يا د.ندى، مدد!
مدد، يا تماضر، مدد!
مدد، يا د.إشراقة، مدد!
مدد، يا سلوى، مدد!


**********************

مدد، مدد، ياالله، مدد!

Post: #167
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-24-2006, 11:00 PM
Parent: #166

مدد!

Post: #168
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Yassir Tayfour
Date: 07-25-2006, 01:23 AM
Parent: #167

دكتور حيدر وروافد هذا النهر

سلام وتحايا

ومتابعة


بما أن الحركة الشعبية تتمتع بتأييد داخلى(سودانى)، اقليمى، ودولى أكثر من المؤتمر الوطنى، لماذا دور الحركة الشعبية فى الشارع وفى السلطة(القرار السياسى) دور هامشى؟؟؟
النظام استفاد من ال credibilty التى تتمتع بهاالحركة الشعبية ووظفها لتكريث دور الحزب الواحد، ليس هنالك دور للحركة الشعبية يوازى ما تمتلكه الحركة من اوراق -ضغط- تجبر النظام لتقديم الكثير من التنازلات وتفكيك قبضته على شئون البلاد.
لم نرى حتى الآن بصمات الحركة الشعبية على الحياة العامة والشارع؛ والاعلام هو اعلام ما قبل نيفاشا وان اختفت منه بعض -الانقاذيات- فى ساحات الفداء على سبيل المثال.. وحتى القوانين التى اتت بها نيفاشا مازالت طريحة الادراج، كل مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية منها مازالت تتعامل بقوانين ما قبل نيفاشا

منذ ان -فرطت-الحركة الشعبية في أحدى وزارتى الطاقة اوالمالية على الاقل، انبطحت عن الاهداف التى رسمها القائد جون، واصبح توجهها جنوبيا أقرب للانفصال...
على كلٍ
الحركة الشعبية مازالت هى الورقة الاقوى فى هذه الحكومة وبإمكانها ان توقف هذا العبث الذى يمارسه المؤتمر الوطنى، ان أرادت

Post: #169
Title: سؤال لدكتورنا الحبيب حيدر مع الشكر:
Author: lana mahdi
Date: 07-25-2006, 01:28 AM
Parent: #167

الحبيب دكتور حيدر
تحية و محبة و تقدير
منذ مدة طويلة بودي لو أسألك هذا السؤال
وهو في عمق ما يتناوله هذا البوست
كيف استطعت أن تفك الإشتباك بين "حق" و "الفكرة الجمهورية"؟
بمعني آخر الفكرة الجمهورية فكرة متناولة لطرح مختلف للإسلام
إذن هي فكر يميني ينظر للإسلام من زوايا أخرى و لكن الطرح في الأصل إسلامي.
بينما حق منابتها يسارية متمردة على اليسار السوداني التقليدي وطارحة لنظرة جديدة لحلول المشكل السوداني المزمن خارجة من عباءة اليسار في الأصل و لم تتخلص بعد من كل معالمه.
لك شكري

Post: #170
Title: لكن
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 07-25-2006, 04:47 AM
Parent: #1

يا أستاذ حيدر أنت لا تدرك مدى صعوبة الأمر.. صعب
تحياتي و أتابع خيط البوست بإهتمام... لدي مسودات الان. تعرف أني أقرأملخص تقرير من خمسين صفحة..لأعد لهذا الموضوع... لكني سأبدأه على مهل ودفع صغيلرة..ربما هكذا أفضل
لقد أبلغت تحياتك و أستاذ يعقوب لحسام الذي بدأ العد التنازلي لزواجه!

Post: #171
Title: Re: لكن
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-25-2006, 09:56 AM
Parent: #170

عزيزي ياسر طيفور،

أتفق معك في جملة ما طرحته. ولكن لي فيه بعض نظر، أرجو أن أجليه في استخلاصاتي القادمة. فترقب ذلك.

استوقفتني جملتك:
Quote: الحركة الشعبية مازالت هى الورقة الاقوى فى هذه الحكومة وبإمكانها ان توقف هذا العبث الذى يمارسه المؤتمر الوطنى، ان أرادت


ههنا أتفق معك قلباً وقالباً، و متناً وحواشياً. وسنأتي للمتن والحواشي حين نستمر في نسج خيوط هذا الحبل المتين! والخيط خيطك فلتضف له ما شاء لك من نسلات، ولتبرم فيه ما شاء لك البرم، ولتقطف من قطوفه الدانية ما لذ لك وطاب، ولتحل حامضه إلى مذاق طيب من شراب!! أوليس الليمون حامضاً يستحيل إلى أطيب الشرابّ؟؟!! أوليس الرأي المخالف حامضاً، نستطيع أن نحيله إلى طيب سائغ من شراب؟

بلى هو كذلك!!!!!!!

Post: #172
Title: Re: لكن
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 07-25-2006, 12:04 PM
Parent: #171

أخي د.حيدر،

تحية طيبة، مباركة
أشكرك على دعوتي لتناول الجانب الدستوري والقانوني. وأرجو أن أكون أهلاً لثقتك.

قبل أن أبدأ بالقيام بالمهمة الشاقة التي شرفتني بالقيام بها أسالك هذا السؤال:

ما هي الجمهورية السودانية الأولى، حتى تكون هناك جمهورية سودانية ثانية؟

أعرج الآن إلى مساهمتي، التي أرجو أن تكون في المستوى الذي يناسب توقعات قرائك الكرام.

***************


ديباجة

في البدء أقول بأننا يجب أن نتناول الآتي حين الحديث عن أي قواعد دستورية وقانونية نبني بها الهيكل الأساس للدستور.:
• السودان، الموقع
• ناسه
• دياناته
• جيرانه
• ثقافته
• وهكذا

نحن كسوادنيين نعيش في المهجر، و إخوة لنا يعيشون فيا لداخل، نحب أن نقدم، وبكل تواضع، هذه المساهمة، التي نرجو أن تكون كافية، وقمينة لحل المشكل السوداني. هذه المساهمة مساهمة مفتوحة، ونعني بذلك أنها تسعى لتقديم ما قد يصبح دستوراً لبلدنا المبارك. وينبغي أن ننبه منذ البدء بأنه ليس هنالك دستور دائم. فهذا خطأ شائع أضر وسيضر بشعبنا وشعوب أهل الأرض أجميعن. هذا الخطأ يظهر بطلانه، أشد ما يظهر، عند الحديث عن الدستور الإسلامي.


سنواصل

Post: #173
Title: Re: لكن
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 07-25-2006, 02:59 PM
Parent: #172

مكرر

Post: #174
Title: Re: لكن
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-25-2006, 03:09 PM
Parent: #173

الحبيبة لنا،

أرجو أن تكوني ويعقوب والوالد وجميع أفراد الأسرة بخير.

سؤالك عن كيف جمعت بين "حق" والفكرة الجمهورية، سؤال وجيه. وكثيرون يسألونني هذا السؤال. وقد أجبت عليه بتوسع في هذا المنبر أكثر من مرة. ولكن لا بأس أن أجيب هنا باختصار.

ليس صحيحاً أن "حق" أنشأها شيوعيون سابقون. الصحيح هو أن الأستاذ بشير بكار والدكتور الباقر العفيف، وشخصي، قمنا بالقسط الأكبر من تأسيس "حق." ولم ينضم إلينا الشيوعيون السابقون إلا بمباردة منا. وهنا يجب أن أقول بأن الدكتور الباقر العفيف كان له الدور الأعظم في الحوار مع صديقنا الراحل الأستاذ الخاتم عدلان، عليه رحمة الله، في سبيل تجميع القوى الجديدة في كيان واحد. وكان الأستاذ الخاتم، وقتها، خارجاً لتوه من أزمة استقالته المدوية من الحزب الشيوعي، ولم تكن له وجهة تنظيمية بعينها. وقدر له أن يتلقي بأخي وصديق الباقر في مانشتر في ندوة، أصبحا بعدها صديقين حميمين. في هذه الصداقة نمت بذرة واحدة من بذور "حق." وحين تبلورت حوارات الخاتم مع الدكتور الباقر، ومع آخرين (منهم دكتور أحمد عباس وبكري ودكتور فوزي) أرتأى صديقنا الراحل أن ينضم إلى الكيان الجديد المقترح. وقد تشرفت بحضور المؤتمر التأسيسي والمساهمة فيه بالرأي، ولم أنقطع عن عضوية "حق" منذ ذلك الوقت. كان لك في صيف عام 1995 بلندن.

ولا يغيب عنك بأن الأخوين الباقر العفيف وبشير بكار جمهوريان، مثلى. وبهذا يمكنك أن تستنتجي بأن الجمهوريين كان لهم ضلع أساس في نشأة "حق." بل أستطيع أن أجزم بأنه لولا ثلاثتنا لما أستمر هذا الكيان ولما صار إلى ما صار إليه. وهناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن أوردها هنا.

أما لماذا لم نتصدر التنظيم بالزعامة، فإنك تعرفين زهد الجمهوريين فيها. يهمنا أن يكون أثرنا فكرياً وتنظيمياً حقيقياً لا جرياً وراء المناصب الحزبية.

هذا لا يعني بأن اليساريين لم يكن لهم ضلع في نشأة أو ازدهار "حق،" إذ أن هذا فيه مغالطة لا تجدر بأي شخص أمين. ولكن ما يعنيه هو أنه لولا ثلاثتنا لما نجح التنظيم. وهناك أسباب عديدة لهذا الاستنتاج لا يسعني الوقت للتفصيل فيها.

للمزيد حول هذا الموضوع أحيلك إلى خيط كنت قد تناولت فيه هذا الامر بالتفصيل. فإليك الرابط:

اتحاد جامعة الخرطوم وحوارات عن السودان الجديد

Post: #175
Title: Re: لكن
Author: صلاح شعيب
Date: 07-26-2006, 02:23 AM
Parent: #174

د. حيدر
والاخوة الزملاء


شكرا للمحافظة علي توارد الافكار في هذا البوست المهم الذي إحتوي أفكارا حيوية أعادت الثقة للمنبر وسط أجواء الشحن العرقي المتزايد والذي جعل الكثيرون يغادرون المنبر بالصمت أو يراقبون عن كثب عل مثل هذه الافكار الجيدة التي طرحها الدكتور حيدر تحفزهم للعودة والمشاركة باالمداخلات, عاليه, والتي تشجعنا للبحث عن مخرج لوطننا الذي تتجاذبه أهواء الاصولية وتطرف بعض كتاب المنبر الذين يناصرون المركز والهامش, وهناك تقبع أحزابنا القومية في إشكالاتها العضوية والتنظيمية والمنهجية دون تأثير علي مجري الاحداث.. بعد قراءتي
مرة أخري للمادة الرئيسية الملهمة التي تفضل بها علينا د. حيدر وجدتني أتضامن معه بفتح جبهة أخري للحوار
مع مادته وإضافة هذا الرأي التالي الذي يتقاطع مع الكثير مما اشار إليه د. حيدر وربما لا يحيط بالحقيقة:

السودان: بنية "مجتمعية" وليست دولتية

طبعا مهما رسخت في الذهن, غير المؤدلج, قناعة بقراءة ما للمشكل السوداني فإن عوامل القراءة المتواصلة وعمليات الاختمار والتمثل التي تجابه الذهن "الشكاك" في كل مراحل العمر غالبا ما تقود لتصورات وتساؤلات جديدة ما كان بالامكان معرفتها من قبل.. وتعضيدا عليه بعد قراءتي للموضوع الرئيسي للدكتور حيدر وجدتني أساءل نفسي: هل البني التي يقوم عليها السودان, وربما خلاف السودان العربي ـ الافريقي, هي , حقاً, بني مجتمع أم بني دولة؟.
وطبعا ــ مرة أخري , ينبغي هنا التفريق بين "الهيكلة السياسية" التي يقوم عليها المجتمع ــ إذ كما نعرف أن لكل مجتمع فعل تسييس ممنهج , داخلي يحكمه ويقوده نحو تطوره وتأثيره علي المجتمعات المتساكنة ـــ وبين الهيكلة السياسية الممنهجة للدولة , وكذلك نعرف أن لكل دولة فعل تسييس يقودها إلي الاستقرار أو التأثير عالميا.
إن الاختلاف المنهجي بين سياسة المجتمع وسياسة الدولة يكمن في أن سياسة المجتمع تقوم علي درجة أقل من الوعي ــ أو غير ضرورية ــ بشروط المجتمعات الاخري, بينما تنهض سياسة الدولة علي هضم ومعرفة شروط مجموعة" مجتمعات" داخلها ربما تتضارب مصالحها العقدية والثقافية والاقتصادية , المجتمع معني بإنتاج سياسة أو ثقافة تتطابق مع مصلحة ونفسية الافراد الذين يشكلون دعامته وبالتالي يحافظ علي نوعه أما الدولة فهي تحاول في سياستها وثقافتها خلق توليفة مجتمعية/نسبية تتمظهر فيها أنواعا من الأرصدة السيوسيولجية التي تشكل تركيبتها.
من ناحية تطبيقية, التركيبة الاجتماعية السودانية غير واحدة ـــ وهذا لاخلاف عليه, فالسودان الحالي, بخلاف إنه جديد في حيز الوجود بالمقارنة مع مصر, فإنه ــ وبخلاف فشله في تنمية مجتمعاته المتباينة قام علي فكر لمصلحة فئة مجتمع ولم يقم لمصلحة دولة, وقبل تمييزنا لهذا المجتمع وإصباغ عليه صفة إنه عربسلاموي الهوي والهوية أو جلابي أو وسط نيلي أو مندكورو كما يفعل الكثير منا, فإنه ينبغي أولاً إختبار علاقة هذه الصفات بالادوات التي قام عليها فكر المؤسسين لسودان مابعد الاستقلال حتي قبل قيام الانقاذ ــ مع الاخذ في الاعتبار السنتين الاخيرتين من مايو والتي شهدت ما تواضعنا عليها بقوانين سبتمبر, فيما يحملها الاسلاميون أسماء أخري.
إجمالا يمكن القول إنهم, اي المؤسسين, لم يكنو إسلاميين حقا كما يدل مصطلح إسلاموي أو إسلامي, وبالتجربة إنهم كانوا بالكاد دعاة علمانية في جانب تحييد الدين وإلا فرضوه فرضا سلطانيا وليس "شوريا حتي" كما فعلت الجماعة الاسلامية التي تسيطر اليوم علي مصائرنا ومصائر أجهزة ما نسميها بدولة السودان كما جرت الحروف علي الالسن. نعم نسمي "دولتنا" كذلك من دون تفحيص لمعرفة ــ ليس العلاقة الموضوعية بين الأقسام التشريعية والتنفيذية والقضائية لهذه الدولة فحسب, وإنما علاقتها بالتعريف العلمي لمفهوم الدولة من حيث هي , علي الاقل, عقد إجتماعي بين الحاكم والمحكوم..اوــ علي أقل آخرــ هل نستنجد بالارث لنقول أن فقه المعاملات للمجتمع الاسلامي الاول" زف لنا هذا الشكل من العقود: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم".."لاطاعة لمخلوق علي معصية حاكم" ...؟
والثابت إنه لو كان الاسلاميون قد خلقوا العقد مع مجتمعات السودان علي طريقة "شايل براي نار الهوي وما قلت ليك..إمكن قليبك ينجرح خايف عليك " كما يعبر المغني صلاح مصطفي فإن رائد خدمة "الدولة" الذي سودنها فإنه كان يؤسس للدولة علي طريقة "يوقد نارا ويدفا بو" كما أطربنا "بايونير" الاغنية الكردفانية الراحل ابراهيم موسي أبا. ولقد كان ذاك الرائد والذي هو ضمن مئات يفكر للدولة من حيث خدمتها لمستقبل مجتمعه الصغير, مجتمع الافندية الذين إلتمسوا التعامل بشفافية مع الغليون ورابطات العنق المزركشة فيما كانت الامتيازات الوظائفية وتراكم الثروات عند التعاقد هو الشغل الشاغل, أما تراكم الفكر والممارسة الرسالية كقادة تقتفي الاجيال الاتية أثرهم فكان أثرا بعد عين, ولذلك إنتهي دورهم كذوات مجتمع وليسوا كرجال دولة ..إنهم كانوا يجلسون عند الاصيل في مساطب قصورهم العالية يحتسون القهوة والشاي و "يفرزون" عيشتهم في ملاعب التنس والاندية ولم يقدموا لنا نموذجا لأي الحياة الاجتماعية مثل الذي لغاندي أو مانديلا أو لوممبا..وهذا يعيدنا يا د. حيدر لما ذكرته في مداخلتي السابقة عن ضرورة بحث الشخصية السياسية السودانية.
وبرغم أن هؤلاء الرواد إفتقدوا حياداً في إعطاء المجتمعات السودانية حقوقها كاملة عبر مصهر المركز, وبقيت نظرتهم للتأسيس الدولتي للقطر قائمة علي تفكير لمصلحة مجتمع, فإنهم لم يبلغوا مرامهم بالكامل في ذلك, فمجتمع ما يسمي بالوسط النيلي المتهم في اقليته تصادم معهم حول كيفية الصياغة التشريعية لمفاهيم الدولة/المجتمع وأيضا ً حول كيفية إنفاذ هذه الصياغة, لقد كان الصدام مدفوعا بحوافز ايديلوجية تارة, وبإغراءات "مصلحية/طائفية" , نعم كان صداما ً ضد مجتمع دولة يفكر "مجتمعيا" وليس دولتيا, ولذلك يمكن القول أن شهادة فشل تفكير الدولة المجتمعية السودانية الذي وضعت نفسها في هيبة أو سطوة " الدولة/ الدولتية" تأتي من ثوران الوسط النيلي نفسه ضد من تجشموا عناء تمثيله وتمثيل مجتمع الهامش, وبهذا النسق يمكن التساؤل : ما الذي يمنع فكر الهامش من تجاوز النظر إلي " السودان القديم" من حيث إنه بنية إجتماعية وليس دولتية, وبالتالي يمكن إعادة تركيب مفاهيم السودان الجديد وفقا لمفاهيم دولتية, كل ما نخشاه أن لايفطن فكر الهامش إلي إنه ــ في إطار السعي لتحقيق السودان /الدولة ــ يصيغ مادة فكرته من حيث تاثره بظلامات أو ضيم إجتماعي بينما هو في واقع الامر يعيد إنتاج السودان القديم ليكون جديدا وفق منهجية إنه سودان/مجتمع, الاساس فيه أن تتنازل أقلية من نخبة الوسط النيلي لاقليات نخب الهامش عن بعض مجال لممارسة " دساتير الزار السلطوية, وليس للتأسيس للسودان علي اسس دولتية حقيقية تبدأ من إعادة التفكير في كيفية إيجاد الهياكل الدستورية الديمقراطية التي تضبط الممارسة المجتمعية وترشدها, وكذلك إنجاز النظام الفيدرالي السوداني والذي هو أفضل خيار لتعايش المجتمعات السودانية التي لا يمكن صبها في قالب المركز, وكذا إنشاء البنيات التأسيسية الاقتصادية والثقافية والصحية والاكاديمية والتقنية والخدمية والعسكرية والامنية والعمرانية والرياضية..إلخ, والملاحظ أن هذه البنيات الدولتية برغم وجودها الشكلي إلا إنها متآكلة في تاهيلاتها النفعية والجمالية, أما قدراتها في التكامل بعضها البعض ليس بالشئ المرئي.اما عن مؤهلات الكوادر وتدريبها فحدث ولا حرج.
وربما بذلنا لبحث أكاديمي واحد يقوم علي إفتراض فاعلية الانظمة التربوية وتطبيقاتها أو المؤسسات الثقافية من أندية ومسارح وصالات عرض سوف يكشف عن عمق الضمور أو الجفاف الذي سببه "فكر المجتمع" لبنيات دولتية يناط بها تدعيم نسيج الدولة المجتمعي.
إلي ذلك, إذا كان تنظير الهامش مايزال عاجزا عن القدرة للتقعيد الفكري لما ينبغي أن تكون عليه هذه المؤسسات الدستورية أو السيادية, وتبيان عيوب السودان القديم دراسيا, وليس عن طريق التهاتر القبائلي, فإن ما يستغرب له هو أن فاعليات أو أواليات ما نسميها بمنظمات المجتمع المدني ما تزال عاجزة عن التفكير لصالح الدولة, فالمجتكع المدني بخلاف إنه مفهوميا لا يوجد في الدائرة العربية التي إستوردنا منها هذا المفهوم, فإن إشكالاته المصطلح المفهومية بادية للعيان, ف "منظمات المجتمع المدني" التي تمت محاولة تبيئتها عروبيا بعد الترجمة للمفردة الانجليزيةCivic Society Organizations لايتسق دورها العربي مع دورها في البيئات الغربية التي أنتجتها عبر التجربة السيوسيولوجية الغربية في الممارسة للديمقراطية , حيث هناك تمت رعايته وتطويره في سياق من الحريات المفقودة عربيا وربما صدق بعض المفكرين العرب حين شككوا في الترجمة الصحيحة للمفردة الانجليزية وأشاروا أن ما نسميه بالمجتمع المدني إنما هو في الواقع "مجتمع أهلي" يرعي نفسه في كنف الدولة ومايزال يبذر بذراته داخل حقولها وخارجها المج حتي ينفك عن إسار الدولة, كما إنه ينمو في فضاءات مجتمعية تكاد تفتك به, إنها فضاءات الجهل الاجتماعي بوظيفته, وأجواء الديكتاتورية التي لا تستـأمنه وفي ذات الوقت إنها الديكتاتورية التي يستبطن المجتمع الاهلي في عمله جينات رفض لتغييرها بأنساق ديمقراطية أو غيرها.
وبصرف النظر عن صحة الانتقادات التي وجهها صديقنا د. أبكر آدم إسماعيل حول تكوين اللجنة التمهيدية لاتحاد الكتاب السودانيين, وهو إذن فرع مهم من " المجتمع الأهلي السوداني, وأضف التشكيك الذي واجه منظمات حقوق الانسان كونها لافتة إمبريالية أو الاحزاب كونها تعمل لبيوتات وتدعم علاقات تجارية وأسرية, وكذلك قولنا عن ما تكتبه الصحافة إنه " كلام جرايد"ـــ فإن هذا يؤكد أن هناك خللا ما يستتبع جهد هذه المنظمات الاهلية وربما يتحد مع الخلل المنهجي في إدارة "حيكومة" السودان لشؤون القطر وفق مصالح إجتماعية/طبقية وليست وفق سياسات دولتية مترافقة بهمة رسالية أو إنسانية.
إذن ما الذي ينبغي التنبه إليه في السؤال عن الدولة السودانية " مجتمعيتها أو دوليتها"......؟
أري إننا بحاجة إلي تكثيف الوعي حول خطل السودان القديم السياسي ــ مع الاعتراف بإيجابياته علي مستوي المساكنة بين شعوبه, ومجابهة فكر السودان الجديد والهامش بتساؤلات جمة وشجاعة حول ما إذا كان يستعير من السودان القديم ذهنية إقصاء الآخر والتي بها لم يسر السودان دولتيا, وعلينا أن نكشف النوايا الخفية لهؤلاء الذين يظنون أن مفهوم السودان الجديد إنما هو إستخدام التكنيك السياسي للسودان القديم, والذي به لم تخلق بنية دولة ولا بنية مجتمع
,علينا أن نكشف ولا يعجزنا عن ذلك إلا الموت..

وشكرا د. حيدر علي جعل هذه الكتابة ممكنة



Post: #176
Title: **
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 07-26-2006, 07:49 AM
Parent: #1

أرجو السماح لي أن أساهم من إحدى النقاط في هذه الورقة. و هو نابع من تساؤل طرحته الأخت " دينا خالد" وهو عن ما إذا كانت هناك حوجة لتنظيم حديث .
سأحاول أن أجيب على ذلك من سياق حديثي هنا.
جمهورية السودان الثانية...ربما لم أفهم التسمية تماما..وأعترف أنها ما زالت محيرة لي.. بإعتبار أن الاولى هي "؟" ..لا أعرف.. لكن سأخمن أنك تضع كل تجارب السودان إبان الديمقراطيات السابقة في "قفة" واحدة وأنه حان الوقت لبناء الجمهورية الجديدة.
That is fine with me . لا أعتقد أن لدي اعتراض "هام "على هذه التسمية . هي على العموم تفتح شهية الأفكار والخيال. بإعتبار أنه يمكن لملامح الجمهورية الأولى أن تختفي تماما و لا يمكن ذلك لأن العيوب سترحل في الجمهورية الجديدة.

قبل الشروع في تخيل الجمهورية الجديدة هناك أمرين لفتا نظري في الفترة الفائتة. كتاب قرأته اسمه "الموجة الثالثة" و الثانية هي المقولة التي وردت في تقرير مشترك أعده كل من : البنك الدولي ، بعثة الأمم المتحدة الإقتصادية لإفريقيا، Global coalition for Africa، African Economic research consortium، African Development bank أوردتهم هنا لأني سأشير لموجز التقرير مرارا وأردت أن أذكر الأطراف المشاركة في إعداده. هذا التقرير المسمى بCan Africa Claim the 21st century وردت هذه العبارة:
"Globalization and information and communications technology offer enormous opportunities for Africa to leap frog stages of development”
أردت أن أضع هذين العاملين في الذهن ونحن نتحرك في هذه الورقة
1- العولمة
2- تكنولوجيا المعلومات و الإعلام

كلمة leapfrog stages of development وترجمتها القفز مراحل التنمية هي كلمة مفتاحية. المقصود كما تم شرحه في كتاب الموجة الثالثة "الذي نسيت إسم مؤلفيه الفرنسيين" أن العهد الزراعي كي يتحول إلى العهد الصناعي كان ذلك قد كلفه قرون طويلة..وكذلك من الصناعي إلى المعلوماتي. ميزة المرحة الثالثة وهي العهد المعلوماتي أنك لا تحتاج للمرور من خلال العهد الصناعي لتدخل عصر المعلومات والتكنولوجيا والمعلومات ، فبوسعك القفز عى مرحلة العهد الزراعي "المتطور" _لأنه إحنا لسة في مرحلة العهد الزراعي العشوائي _ كما يمكننا القفز على العهد الصناعي. كل مرحلة تطور كانت ملازمة لها شكل دولة وأدوات سياسية. في العهد الزراعي برز الإقطاع و الحكم الملكي و في التحول نحو العهد الصناعي برزت فكرة الدولة المستقلة أو ما يعرف بالدولة الحديثة التي هي بدورها نحو الإنقراض ..هذا بإختصار شديد عشان نكون خفاف على البوست. في عصر المعلومات الذي لا يحتاج شكل الإنتاج فيه إلى الشركات الضخمة المهيمنة على اقتصاد الدولة وإنما تركه الشركات الصغيرة المهم. أبرز ملامح العهد المعلوماتي السياسية. هي قوة منظومات المجتمع المدني..وكلما كانت معبرة عن مجموعة محددة أو قضية محدة كلما كانت أقوى وأكثر تأثيرا. لماذا؟ لأنو منظمات المجتمع المدني يشارك فيها الأفراد بفاعلية وقوة أكبر من التنظيمات السياسية التقليدية والتي تعتمد على النيابة.
So far so good?
إذا حتى أعود بالمزيد

Post: #177
Title: Re: **
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-26-2006, 08:08 AM
Parent: #176

العزيز صلاح،

لله درك. ظللت مشغولاً هذا الصباح وأنا أعد للسفر لمنطقة واشنطن الكبرى بالوفاء بوعدي بترجمة مختصرة لمساهمتك بالانجليزية، كما وعدت. ولكنك لم تحوجني لذلك. إذ أن مساهمتك بعاليه جاءت خصيبة، تحتاج مني للمزيد من القراءة لأوفيها حقها، في استخلاصاتي اللاحقة. أنت، يا عزيزي إضافة نوعية لهذا الحوار. مرة أخرى، أرجو أن تعتبر الخيط خيطك، وأن تستمر في إثراء الخيط بغض الطرف عن كوني رددت عليك أم لا. أعرف بأنني لا أحتاج لتأكيد ذلك. ولكني أحتاج لتذكير نفسي بأنني أعجز مما تصوره لي نفسي بأنني أملك ناصية الأمر في شأننا السوداني المعقد، المركب في قسماته المتشابكة. أريد أن أقول لكم بأنني لن استطع لوحدي جعل الانسياب والتداعي في هذا الخيط يصل لنهاياته المنطقية. احتاجكم، يا عزيزي، واستنجد بكم. وأنتم أهل نجدة!!

سلام سلام أهيل المدام***خذوني إليكم فأنتم كرام
ألا سادتي فانصروا للفقير*** وليس له غير من نصير
أتى بابكم عائذاً مستجير***فجودوا عليه بنيل المرام


وما المرام هنا إلا جمهورية السودان الثانية!!!

Post: #179
Title: Re: **
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-26-2006, 08:52 AM
Parent: #177

عزيزتي ميسون،

كم أنت بارعة. مساهمتك بعاليه تزيد من قناعتي العميقة بانك ستكونين واحدة من أعظم أهل الفكر في بلادي الجريحة، المحزونة. الساحة السودانية الفكرية، تكاد تكون خالية، وهي تحتاج لمثلك. لكي نخرج من أزماتنا المعاصرة، لابد أن تأخذ المفكرات منكن بايدينا نحن الرجال. لقد جاءت دورتكن في الحياة. الدورة التي يتححق فيها موعود الله "ونريد أن نمن على الذين استضغفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين." أصبحت أقدامكن تدك الأرض، دكاً دكا، لتثوير مفاهيمنا، ولإعادة تركيب ذواتنا، لنعود إلى رشدنا وإلى سواء السراط.

اقول هذا لأن مساهمتك بعاليه من وقع ذلك الدك، الذي يزلزل الأرض تحت أقدامالرجال الخنع، الذين لا يكترثون لمصير الإنسان في هذا الكوكب. هؤلاء الخنع هم من أذلوا النساء في المقام الأول، يوم كان للقوة العضلية شأن. ولا يلجأ للعنف إلا الخائف!! وما الخائف إلا جبان!! وكم عنفنا بالنساء، كان عنفنا ذلك حسياً أو معنوياً، جسدياً أو نفسياً!!!

لقد أدركت، بحصافتك المعهودة، المعنى الذي أريده من تعبير "الجمهورية السودانية الثانية." فإني أعنى به العهود الديكتاتورية التي مررنا بها منذ الاستقلال. نعم، منذ استقلال السودان لم نحكم بغير نظام حكم دكتاتوري. تأرجنا بين دكتاتورية مدنية ودكتاتورية عسكرية. ولم تسمى دولتنا بالجمهورية إلا مجازاً، إذ لم تكن فحوى الحكم غير فحوى ديكتاتورية حتى في عهود الحكومات المنتخب. ومثلك لا يخفى عليه بأن الانتخابات ليست بالضرورة معادل للديمقراطية. إذ لا ديمقراطية مع نظام طائفي-قبلي-عشائري، تحفه الخرافات والأوهام والأباطيل من كل حدب وصوب.

روح الجمهورية هي قيم الحرية والعدالة والمساواة التي دعت لها الثورة الفرنسية، وهي التي صكت تعبير "الجمهورية!"


إذن الجمهورية الأولى فياالسودان لم تكن جمهورية في الأساس، ولكنها كانت نظام حكم وطني حديث يتأرجح بين دكاتوريات مدنية ودكتاتوريات عسكرية.

هذا ما عجزت عن تبيينه في البدء. وإني لشاكر لك وللأخ الاستاذ متوكل مصطفي لتنبيهي لضرورة معالجة تعريفي للجمهورية الأولى والثانية. وسأفعل ذلك بصورة أكثر تفصيلاً، بإذن الله.

ولكني أرجوك ألا تنتظريني. ذلك بأنك، وبعقلك الجبار، قد تكفينني مهمة التوسع في هذه الجزئية، خاصة وأنني أشعر بأني أغرق، أغرق، أغرق، في بحر معارفكم، أنت والمتداخلين. هذا البحر اللجي الذذ لم أكن أتصور أنني ساحتاج فيه للسباحة في خضم أمواج عاتية، هي خلاصات فكركم وتجاربكم الثرة.أعينوني، يرحمكم الله!!

بالطبع أتفهم صعوبة الأمر، وظروفك، وضيق ذات الوقت!! ولكن، من منا ليست له حجج وأسباب تصرفه عن التصدي لأهم قضايا وطننا؟ كلنا لديه أسباب!! ولكنها، ياعزيزتي، كثيراً ما تكون واهية، خاصة إذ ما أخذنا في الحسبان بأن هناك أطفال يموتون في هذه اللحظة، التي أكتب فيه هذه "الكلمة،" في دارفور بسبب صمتنا الرهيب. نعم، أوليس تراكم الصمت هو الذي نتجت عنه مشاكلنا كلها بما فيها أزمة دارفور؟ أو لم تؤل دارفور إلى ما آلت إليه لأن مثقفينا تركوها نهباً للطائفية من قبل، ثم للهوس الديني من بعد؟ إلى متى سنظل نتحجج بضيق ذات الوقت واليد؟

مدد، يا ميسون وأخواتها، مدد!!

أتضرع إليك، وإلى كل المتداخلين، ألا تتركوني وقرائي نكابد ويلات الحرب الضروس بدواخلنا، مهما كانت الأسباب. فلتستمري، كما وعدت، ولتعينينا على تضميد الجراح!

اتضرع لبنات جنسك أن ينهضن لمساعدتنا على النهوض، فقد عجزنا نحن معشرالرجال شر عجز، ونحن لله ولكن راجعون!!

هذه دولتكن قد حضرت، دولة العز وكنز الفرح، على قول الشاعر العرفاني عبد الغني النابلسي!!!

مدد!!

Post: #180
Title: دكتور حيدر/ميسون
Author: lana mahdi
Date: 07-26-2006, 09:04 AM
Parent: #179

Quote: بالطبع أتفهم صعوبة الأمر، وظروفك، وضيق ذات الوقت!! ولكن، من منا ليست له حجج وأسباب تصرفه عن التصدي لأهم قضايا وطننا؟ كلنا لديه أسباب!!

الحبيب دكتور حيدر
فرصة أشكو لك ميسون و أشكوها لنفسها
هي عقل يمشي على رجلين و قلم فنان، شخصية ما حصلت كما تبديها كتاباتها
لكنها بخيلة في دخول المنبر و لعل ظروفها مانعة لها
ولكن مرة أو مرتين في الأسبوع ما مشكلة يا حبيبة
بالجد أتمنى ن تتوغلي في كتاباتك العميقة و الثرية و الجادة هنا
محبتي وتقديري

Post: #181
Title: Re: دكتور حيدر/ميسون
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-26-2006, 11:25 AM
Parent: #180

نعم، عزيزتي، لنا!

ميسون لا يجب أن تكون مقلة. ذلك لأن عقله به شرر فكري يمكن أن يستحيل على ضياء باهر إذا ما طوعت به افكارها وروضتها بالكتابة. "العقل،" سمى عقلاً، لأنه يصنع الفكر ثم "يعتقله." أما الكتابة فإنها تحرره فيصبح صاحب الفكر المستنير حياً في حياة الناس، وإن فنى الجسد، أو أفنى!!

لذلك فإنى أربأ بالمفكرات، من أمثالك وميسون، أن يتقاعسن عن الواجب الذي خنع بعضنا عن القيام به! هذا الواجب هو واجب إشعال فتيل الثورة الفكرية والثقافية، التي ستكون المرأة حادي ركبها الأول والأخير، وليس هناك أول ولا آخر. وإنما حظنامن ذلك أن نكون مستمري التكوين، قول أبينا الأستاذ محمود محمد طه!!

Post: #182
Title: Re: دكتور حيدر/ميسون
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-26-2006, 11:41 AM
Parent: #181

صديقي الحبيب أسامة الخواض،
شرفتني أيما تشريف بزيارتك العجلى، الحبلى بالكثير، المثير، الخطر.
أرجو أن تعذرني لكوني لم انتبه للمداخلة. وماذلك إلا بسبب تسارع الخيط في "الانضفار." وقد فاقت الاستجابة لندائي توقعاتي. تناديكم لنجدتي، يا أهل المروة، يعني لي الكثير.

تثير موضوعين هامين يتفرعان من موضوع العولمة، هما:

أولاً، العولمة في فكر الأستاذ محمود منذ فجر تنزيله لفكرته بين الناس في نهاية الأربعينات من القرن الماضي. وربما أردت أن تشير لكون كتب الأستاذ محمود غنية بالحديث عن العولمة، بما في ذلك المؤلفات الأولى.

ثانياً، بهرني تناولك لموضوع عولمة الهوس. وهو من الموضوعات التي تهمني في دراساتي الأكاديمية، التي كثيراً ما تتعثر بسبب النشاط في الحقل العام. أرجو، مخلصاً، أن تستمر في "برم" الخيط في هذا المنحي. ذلك لأنك بهذا ستضيف لنا بعداً قلما يفكر فيه كثيرون منا.

أما موضوع العولمة في فكر الأستاذ محمود، فيمكن تقصيه في كتب الفكرة الجمهورية بسهولة ويسر من موقعنا www.alfikra.org

أشكرك أجزل الشكر، يا أخي الحبيب، على إنزال صورة الأستاذ محمود محمد طه، التي تحكي شبابه. نعم، منذ ذلك الوقت، في ثلاثينات القرن الماضي، كان الأستاذ يفكر في موضوع العولمة، إلا أن خط أفكاره بعد ذلك، فكانت أعظم فكرة عرفها تاريخ الفكر الكوكبي المعاصر.

Quote: شكرا صديقنا حيدر على ايرادك لموضوعة العولمة،

وكنت قد قلت، كنت حسب زعمي الضعيف،أن مقولة العولمة،هي مقولة اساسية في خطاب الاستاذ محمود محمد طه،
فهو قد أثار مسالة عولمة السلام والاشتراكية والديمقراطية،
وحاول ان يقول بذلك في خطاب يمتزج باللطف والدعوة الى المحبة،فكان بحق غاندي افريقيا متبعا خطى افارقة آخرين مثل مارتن لوثر كينغ
العولمةتطرح ايضا قضية الهوس المتعولم ،كما تطرح قضية توحد شعوبنا الافريقية والعربية وكل شعوب العالم الثالث في مواجهة التكتلات العالمية الضخمة
ولي عودة كان الله هوّن
محبتي لك ،و للمتداخلين الكرام
المشاء

Post: #183
Title: Re: دكتور حيدر/ميسون
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-26-2006, 11:45 AM
Parent: #182

عزيزي جعفر بشير،

أشكرك وافر الشكر على الزيارة الكريمة. واعتذر أشد الاعتذار عن التأخر في الترحاب بك. ولكونك مدرك للسبب، فإنني أدرك بأنك ستعذرني.

أرجو أن تعود بالمساهمة الفاعلة، إذ أني اعرف بأنك ستضيف لنا الكثيرِ. كثيراً ما أقرأ كتاباتك، التي تثير إهجابي الشديد.

أشكرك، مجدداً، على المرور بدار جمهوريتك "الجمهورية السودانية الثانية!"

Post: #184
Title: خطأ قرنق الإستراتيجي!!
Author: yagoub albashir
Date: 07-26-2006, 06:06 PM
Parent: #183



خطأ قرنق الإستراتيجي!



أخي الحبيب بشير


تحية لك و لصديقك محمد أحمد الصادق الذي أصبحت وهو
صديقين أيضاً


أخي الحبيب محمد أحمد



لقد أثرت الكثير من النقاط التي تستوجب الرد ولكن أخترت النقطة أدناه للرد عليها لأنها أصل الموضوع الذي فتح من أجله البوست

Quote: إن رؤية السودان الجديد التي ناضل قرنق من أجلها إلى أن وافاه الأجل، لا تختلف جوهريا عما سردته أنت من طرح نظري لحزب الأمة عن الدولة المدنية، اللهم إلا في دعوتك إلى أن تكون القوانين في العاصمة أو الشمال على أساس شخصي. وهذه مسألة لا أوافقك وحزبك عليها، وهي تستدعي المناقشة الموضوعية ولكني لن أقف معها هنا الآن. وعليه، في كلامك عن الدولة المدنية، أنت فقط غيرت بطاقة الدولة العلمانية وكتبت عليها الدولة المدنية. والمسألة الجوهرية ليست في الأسماء ولا الشعارات. إن الكلام وصوغ البرامج والرؤى النظرية لا يكلف شيئا. ولكن ما يكلف هو مطابقة القول للعمل والنضال الحقيقي بصدق وتجرد لتحويل الشعارات إلى واقع عملي.



أخي الحبيب محمد أحمد


الفرق كبير بين الدولة المدنية و الدولة العلمانية و لتبيان ذلك بصورة أكثر و وضوحاً أضيف إليهما الدولة الدينية لتكتمل الصورة عن الأطروحات الثلاث التي تتصارع في السودان الآن و أتناول هنا أولاً موضوع القوانين التي نختلف أنا و أنت بشأنها.


في الدولة العلمانية:-


القوانين و ضعية تطبق على كل أقليم السودان الجغرافي و على جميع مواطنيه و لا تراعي خصوصية للأغلبية المسلمة في أن تختار القوانين الإسلامية في حكمهم، و إن أردوا ذلك فعليهم أن يجردوا سيوفهم لإنتزاع حقوقهم القانونية من الدولة العلمانية.


في الدولة الدينية:-


القوانين إسلامية تطبق على كل أقاليم السودان الجغرافي و على جميع مواطنيه و لا تراعي خصوصية الأغلية غير المسلمة في أن تختار القوانين التي تحكمهم و إن أرادوا ذلك فعليهم أن يحملوا أسلحتهم لإنتزاع حقوقهم القانونية من الدولة الإسلامية.


في الدولة المدنية:-


القوانين مختلطة وذلك يتبدى في طرح حزب الأمة في برنامج نهج الصحوة عام 1986م في الدولة المدنية إما أن تطبق القوانين على أساس شخصي أي أن تطبق القوانين الوضعية على غير المسلمين أينما كانوا في الشمال أو في الجنوب و أن تطبق القوانين الإسلامية على الشخص المسلم أينما كان في الشمال أو في الجنوب، أو إقليمية القوانين أن تطبق القوانين الاسلامية في الشمال و أن تطبق القوانين الوضعية في إقليم الجنوب، و كما هو معلوم فإن حزب الأمة لم ينل الأغلبية المطلقة في البرلمان لذلك لم يتم إلغاء قوانين سبتمبر و بالتالي لم يستطع تمرير أفكاره بشأن إلغاء تلك القوانين بسبب معارضة الحزب الإتحادي الديمقراطي و الجبهة القومية الإسلامية لإلغائها، و لما جاءت مفاوضات نيفاشا أخذت بإقليمية القوانين ولكن بقيت هناك مشكلة العاصمة القومية حيث طرح المؤتمر الوطني إسلاميتها و طرحت الحركة الشعبية علمانيتها، و طرحت هيئة شئون الأنصار على هيئة علماء السودان شخصية القوانين في العاصمة القومية فأخذ دستور و لاية الخرطوم أخيرا بهذا الطرح، فإتفاق نيفاشا رغم مابه من نواقص إلا أنه فيه بعض من رؤى حزب الأمة رغم استبعاد الحزب من المفاوضات، و بالمقاربة بين رؤى حزب الأمة و إتفاق نيفاشا سوف أبين أين تقع رؤى حزب الأمة من ذلك الإتفاق.
يتضح مما سبق إن الفقيد الدكتور جون قرنق قد أخطأ خطاً استراتيجياً حينما ربط السودان الجديد بالسودان العلماني لأنه ببساطة قال للأغلبية المسلمة :إن اردتم تطبيق قوانينكم الإسلامية فيكم فعليكم تجريد سيوفكم، وبناءً على هذا الفهم فأن السودان الجديد يحمل بذرة فنائه بداخله لأنه يعترف بالتعدد الديني و يحاربه في نفس الوقت و يشكو من تهميش الأقلية و يسعى لتهميش الاغلبية و لقد أخطأ المؤتمر الوطني خطأ ًإستراتيجياً أيضاً عندما أراد أن يطبق التشريعات الإسلامية على الكل لأنه بذلك يقول للأقلية غير المسلمة: إن أردتم أن تنجوا من العقوبات الإسلامية فعليكم أن تحملوا اسلحتكم.


الإخوة الأحباب


رغم أن الدولة المدنية تلتقي مع الدولة العلمانية في بعض الإمور إلا أنها تختلف عنها في أخرى منها القوانين التى تناولتها أعلاه ومنها نقاط أخرى سوف أتعرض لها في المداخلة القادمة ولكن أهم تلك الفروق هي الفلسفة التى تنطلق منها كل منهما.
ذكر الحبيب محمد أحمد الصادق في مداخلة سابقة أن من المعوقات معارضة حزب الأمة القومي لإتفاق نيفاشا بإعتبارة ثنائياً و ناقصاً و معيباً، نعم أخي محمد أحمد أن حزب الأمة قال أن اتفاق نيفاشا ثنائي و ناقص و معيب، و هذه الأيام تأكد بُعد نظر حزب الأمة إذ حملت لنا الأخبار في اليومين المنصرمين أن الحركة الشعبية الشريك الثاني في الإتفاق الثنائي و الحاكمة في الجنوب قد أصدرت تأشيرات دخول لخبراء إسرائيليين و شريكها المؤتمر الوطني يرقض ذلك و بشدة؛ هذا الإختلاف ناجم عن خلو إتفاق نيفاشا من بروتوكول ينظم العلاقات الخارجية و هذا مانبه له حزب الأمة منذ البداية و إذا لم تُسد هذه الفجوات و تُتمم هذا النواقص فإن الاتفاق سوف يواجه متاعب جمة.

Quote: لا أشك بأن الأخ يعقوب متمكن من أمره بالصورة التي بها يمكنه أن يقدم لنا استخلاصات عن السودان القديم المتجدد. ذلك لأنه من المستنيرين الأكارم في حزب الأمة القومي. وبهذا فهو يمثل القوى الجديدة في ذلك الحزب العريق. لهذا فإني أرجو منه أن يطرح لنا، وبكل شفافية، ما يدور في دهاليز حزبه المتازم. هذا الحزب المنشطر الذي ستحول، لا محالة،إلى كيان جديد بسبب التلاقح بين القديم والجديد.



أخي الحبيب دكتور حيدر


أشكرك على دعوتك لي بأن أقدم استخلاصات عن السودان القديم المتجدد وسوف أفعل ذلك أخي حيدر من خلال تناولي للدولة المدنية لأنها في إعتقادي هي السودان الجديد و المتجدد دائماً عبر إجتهاد جديد يراعي ظرفي الزمان و المكان، وهكذا يحكي لنا تاريخ السلف بأن الإمام الشافي رضي الله عنه و أرضاه كان له إجتهادان: إجتهاد عندما كان في العراق و آخر عندما أتى إلى مصر و لم يكن ذلك تناقضاً و إنما مراعاة لظرفي الزمان و المكان.
أما عما يدور في دهاليز حزبنا، فإني أرى أنه بعد أن نفرغ من هذا الخيط الرائع الذي يتناول أزمة السودان الوطن يُفتح بوست آخر عن أزمة الأحزب السياسية السودانية و طرق علاجها.
و لكم الود
يعقوب

Post: #185
Title: Re: خطأ قرنق الإستراتيجي!!
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 07-27-2006, 02:41 AM
Parent: #184

يادكتور حيدر

تحيات واشواق ..طال الزمن ولم نتقاطع فى (خيط) من (الخيوط)..
والشهادة لله البوست دا (دهنو ينقط) ..وتساقط الدهن دلالة على السمنة..
ومابين الجمهوريين و(الدهن)و(السمنةواللحم) فى ظنى غير عامر ..

شكرا جزيلا دكتور حيدر وضيوفه وتحيه خاصة لاستاذنا يعقوب البشير ..
وسأواصل سياحتى فى هذا البوست ...وان وجدت مايستحق الاضافة سأفعل ..


خالص مودتى لكم جميعا ..

Post: #186
Title: Re: خطأ قرنق الإستراتيجي!!
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-27-2006, 03:58 AM
Parent: #185


Dear Mannan,
Thanks for you kind and thoughtful comments. I am sorry that I inadvertently overlooked them.



Dear Yagoub,
I immensely appreciate your deep thouhgts, and kind response to my request to synthesize about the renewal of old Sudan and the new forces that can engergize it from within the ranks of its old political entities, like the Umma Party and others.



Dear Mohamed Abdulrahman,
I am delighted o see you here, my freind, and the friend of my freind (your namesake!)
Please keep on enriching us with your elegant presence. Please extend my warm greetings to my freind Mohamed Abdulrahman, my classmate, who lives in Doha with you.
Thanks, for showing up to partake in this imporant post.



I will be back!

Post: #187
Title: Re: خطأ قرنق الإستراتيجي!!
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-27-2006, 07:24 PM
Parent: #186

الأخ/د.حيدر
المتداخلون والقراء
سلام عليكم أجمعين
هذه المداخلة تمثل رؤيتي الخاصة بطريقة معممة مستنبطة من الفكر الجمهوري دون الدخول في نصوص أو تفاصيل ولكنها مع ذلك تعبر عما نحتاجه لسودان الغد.
إن مشكلة الإنسان الإجتماعي الفاعل والصانع للتاريخ في مستوى الشريعة، على أمتداد المعمورة واحدة، وليس بالسودان مشكلة خاصة بمجتمعه إلا في اختلاف مرحلتها التاريخية و تجلياتها ، وهذا ما تنبه له الأستاذ محمود مبكراً و جعل فكره و دعوته تخاطب العالم كله لتبشيره وتنويره، وإن بدأت بالسودان،هذه المشكلة هي سبب كل ما نراه من فشل وتقصير وفساد وجريمة كما أنها السبب في تجمد الفكر البشري عند المستوى الغليظ والكثيف من فلسفة الخبرة التي عبر عنها الرسول (ص) في حديثه: ( إن لم تخطئواوتستغفروا فسيأتي الله بقوم .............) والتي مازالت هي الوسيلة الوحيدة لإكتساب المعرفة وأصبحنا نجرب المجرب حتى حاقت بنا الندامة وطفقت البشرية كلها تتساءل ما إذا كان التاريخ يسير في دائرة!!!. ونحن في السودان على وجه الخصوص إمتد وقوفنا أسفل الوادي ويوشك السيل أن يقتلعنا وسبب ذلك هو أننا نكرر محاولات الصعود دون أن نتنبه لمعوقات حركتنا لمعالجتها قبل بدء المحاولة الجديدة ،وقد قام الأستاذ محمود بالتنبيه لهذا الأمر كثيراً وقد لاحظنا أيام مايو على الرغم من عدم رضاه عنها كان يقول، أتركوها تعمل وحددوا أنتم ماتريدون بعدها قبل اقتلاعها ،ولكن للأسف تكرر نفس المزاح الباطل من نخب السودان وها نحن اليوم نعاني من ويلاته.
وتتلخص أزمة العلاقات الإنسانية في رأييّ المتواضع في ثلاث كلمات: الجهل والهوى والحاجة ، بدأت مع سير الإنسان في رحلته الأزلية ،ومثلتها حكاية إبليس وآدم وحواء في الجنة ، ومع ثبات إستمرارها فهي ينطبق عليها الناموس العام الذي بدأ فيه كل شئ من أسفل سافلين راقياً في كل حين إلى علم الله وخلق الله وغنى الله في لا نهائيته ،وقد نظّر المنظرون وأجتهد فلاسفة العلوم الإنسانية لإيجاد أفضل السبل لإدارة هذه العلاقات، ولكني أزعم بأن لا أحد منهم وصل بها قمة سامقة كما فعل الأستاذ لأن عقله لم يذهب في المجاري الموسمية كما قال،بل وضع يده مباشرة على مكمن الداء.
كان هدف الأستاذ محمود محدداً وواضحاً ،هو نقل البشرية من مرحلة ألفتها طويلاً وتقلبت في مهدها الوثير إلى مرحلة جديدة، بوضع بذرة أجيالها في تربة جماعة من الناس ورعايتها حتى تنبت ولم يكن من أهدافه حصاد محصولها أو نقض الناموس وإزالة ضعف الفكر ومعايب السلوك وقضاء حاجات الناس بضربة لازب ،وهو من أعلم الناس بمآل البشرية ورحلة عروجها التي يملك ناصيتها الله تعالى في الحقيقة ، وتوسل لهذا الأمر أي إنبات البذرة، بوسيلتين في مستوى الشريعة تتمتعان بقدر كبير من الشمولية والترابط لعلاقتهما المتداخلة .
الأولى حقن جرثومة الفكر الحر الصادق الذي وطئ به على الآثار في هذه البذرة وربطها بمصدر الكمالات لهذه الأزمة الثلاثية الأبعاد ليهزم بها الجهل عروجاً إلى غايته، المعرفة في أحسن تقويم، والتي تتحداها وتقعد بها الحاجة وهوى النفس ،عن طريق المعتقد لأنه طاقة العمل والدينمو المحرك له،وكما قال الكسندر بن ( إن الإعتقاد هو ما يجعل المرء مستعدا للفعل)، كما أن العمل بموجب المعتقد في مستوى الشريعة من أفضل الوسائل مطلقاً لإكتساب العلم الذي هو المعاوضة في الشريعة والحقيقة لسد الحاجة المعنوية والمادية ،(واتقوا الله ويعلمكم الله ) و(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ....) والعقيدة في مستواها العلمي أفضل وسيلة للتربية الفردية ( البذرة) لإزالة معايب السلوك ، خاصة في غياب الوسيلة الأخرى وهي المجتمع الصالح الذي يسعى لإيجاده،لأن هؤلاء الأفراد كانوا دوماً ومنذ الخطيئة الأولى مجتمعاً عوقب بالعداوة التي هي هذه الآفات الثلاث والنزول بها إلى أسفل سافلين ،فبالتربية عن طريق المعتقد المتصل بالفكر نتيجة الممارسة العملية ،يجعل لكل فرد حكيماً يرافقه أينما سار وحلّ، وهو قمة ما يراد من الجهاد الأكبر والإشتغال بالعيب اللذان وردا في السنة النبوية وبهما يصبح الغيب شهوداً ،وكل ذلك في مستوى الشريعة.
والثانية: التجسيد لهذا الفكر في الدم واللحم لأنه الكعبة التي يحتاجها السالك (البذرة) الذي لا يقوى على التجريد ويتهيب الطريق، وظل مصارعاً في مرتبة القدر من أربعينيات القرن الماضي مستخدماً تجويد المعتقد للحصول على تنمية الفكر الذي أنتج قوة المعرفة فالثقة التي ولدت قوة الإرادة، التي هي مرتبة الكمال على مستوى الشريعة في تحقيق ( وأما من خاف مقام ربه* ونهى النفس عن الهوى* .....)لأن بها يزول الهوى والجهل وتنتفي الحاجة بالجنة التي هي قضاء كل الحاجات والإستغناء على ذات المستوى، وإلى أن أكمل تجسيد هذا الصراع في مرتبة القضاء ورفع أعمدة البيت بنفس القوة الحسية في لحظات التنفيذ مجسداً (ومظهراً) للآيات الكريمات ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون *إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص).فهذا الصدق وهذه الإستقامة المعبر عنها بالموت قتالاً الوارد في الآية هي من القمم العالية التي ترتجى من التربية والتعليم للقضاء على معايب السلوك والجهل في مستوى الشريعة بالتوحد فكراً وقولاً وعملاً، وتجسيدا لنهاية الحاجات وقمتها حاجة الحياة ، ورمزاًً لموت مرحلة الشريعة، وفداءً لنا من موتوا قبل أن تموتوا للحصول على رؤية معرفية عميقة حادة لطيفة ،لأن المعرفة بعدها تكون بمستوى المرحلة الجديدة، وهو الظهور الفارق بين مستوى الشريعة في أعلى قمتها وبداية الإسلام المرحلة التاريخية الجديدة التي دخلتها البشرية بهذا الظهور.
قال الأستاذ بلسان حاله إن انتقالي هو رمز لموت مرحلة إنقضت من عمر البشرية وإن حياتكم المقبلة تختلف إختلاف مقدار عن سابقتها ولكن عليكم إتباع الناموس بلطف المرحلة الجديدة في ممارسة الفكر الحر،واعتماد القوة الحسية طلباً للتغيير، وقوة الإرادة للصراع المستمر، وثورة لا تنقطع عن نشر الوعي والمعرفة لأنها السبيل لضبط الميزان، ثم في آخر الأمر لا تنتظروا الحصاد وإنما أفعلوا ما ترونه صواباً من أجل الإنسان .
وها هي نبتة من تلك البذرة التي قام ببذرها وسقيها الأستاذ محمود تتساءل عن كيفية تطبيق رؤاه المعرفية ومجاهداته السلوكية في واقع السودان الجديد ،وفي زعمي أن مجرد السؤال هو تطبيق لما أراده وأجتهد في بذره وأستغنى عن حياته الشرعية من أجله ولا مزيد.

نتابع أبوحمد

Post: #188
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Agab Alfaya
Date: 07-27-2006, 10:55 PM
Parent: #1

أخي الدكتور حيدر بدوي
عدت وعادت للمنبر بعض عافيته ،
والحيوية التي يضخها المتداخلون في هذا الخيط خير دليل

توقفت كثيرا مثلما توقف اخي متوكل مصطفى واخرين عند العنوان :
نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
سوف احاول ترتيب وانزال ما جال بخاطري ان ترك الانشغال بالسفر فسحة من الوقت .

Post: #189
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-28-2006, 12:10 PM
Parent: #188

عزيزي عبد المنعم عجب الفيا،

مرحباً بك مثاقفاً أصيلاً في هذا الخيط. حضورك الفكري سيضيف لنا الكثير. وتجدني متشوقاً لقراءة أفكارك الموعودة، إذ لا أشك في أنها ستضيف أبعاداً جديدة للحوار.

ولايفوتني هنا أن أنوه لكوني حاولت تبيين ما أعنيه من تعبير "الجمهورية السودانية الثانية."
هاك ما كتبته في الإجابة على متوكل وميسون في هذا الشأن:

Quote: لقد أدركت، بحصافتك المعهودة، المعنى الذي أريده من تعبير "الجمهورية السودانية الثانية." فإني أعنى به العهود الديكتاتورية التي مررنا بها منذ الاستقلال. نعم، منذ استقلال السودان لم نحكم بغير نظام حكم دكتاتوري. تأرجنا بين دكتاتورية مدنية ودكتاتورية عسكرية. ولم تسمى دولتنا بالجمهورية إلا مجازاً، إذ لم تكن فحوى الحكم غير فحوى ديكتاتورية حتى في عهود الحكومات المنتخب. ومثلك لا يخفى عليه بأن الانتخابات ليست بالضرورة معادل للديمقراطية. إذ لا ديمقراطية مع نظام طائفي-قبلي-عشائري، تحفه الخرافات والأوهام والأباطيل من كل حدب وصوب.

روح الجمهورية هي قيم الحرية والعدالة والمساواة التي دعت لها الثورة الفرنسية، وهي التي صكت تعبير "الجمهورية!"

إذن الجمهورية الأولى فياالسودان لم تكن جمهورية في الأساس، ولكنها كانت نظام حكم وطني حديث يتأرجح بين دكاتوريات مدنية ودكتاتوريات عسكرية.

هذا ما عجزت عن تبيينه في البدء. وإني لشاكر لك وللأخ الاستاذ متوكل مصطفي لتنبيهي لضرورة معالجة تعريفي للجمهورية الأولى والثانية. وسأفعل ذلك بصورة أكثر تفصيلاً، بإذن الله.

Post: #190
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-28-2006, 12:38 PM
Parent: #188

الاخ العزيز يعقوب
تحية طيبة

Quote: القوانين مختلطة وذلك يتبدى في طرح حزب الأمة في برنامج نهج الصحوة عام 1986م
في الدولة المدنية إما أن تطبق القوانين على أساس شخصي أي أن تطبق القوانين الوضعية على غير المسلمين أينما كانوا في الشمال أو في الجنوب و أن تطبق القوانين الإسلامية على الشخص المسلم أينما كان في الشمال أو في الجنوب، أو إقليمية القوانين أن تطبق القوانين الاسلامية في الشمال و أن تطبق القوانين الوضعية في إقليم الجنوب،


الاخ العزيز يعقوب البشير
تحية طيبة
1- هناك فرق جذري بين الدولة الدينية والدولة المدنية ونشرناه مرارا هنا فقط نقطة مهمة لا تزجد دولة دينية بعد وفاة الرسول(ص) حتى الان..لذلك الدولة المدنية ليس فيها امام كما يزعم اصحاب ولاية الفقيه او خليفة كما يزعم الاخوان المسلمين والسلفيين ويصرون ان يكون ذكر ومسلم وعربي من ال لبيت
2- لا يوجد شيء يسمى قوانين اسلامية او وضعية توجد حدود في القران ولكنه تحشر في قوانين وضعية من اهواء البشر وسبق تجريبها في السودان
3- الدولة المدنية قائمة علي المواطنة ليس فيها تمييز من نوع الجنس او العرق او الدين..لذلك يجب ان تكون قائمة علي احزاب سياسية غير دينية..وهذه الاحزاب ذات برنامج مباشرة تتعلق بحياة الناس العاجلة وليس لها دخل بالغيب...لذلك تنتفي مسالة اقلية او اغلبية بفعل الدين او العرق او الجهة..والغريب في الامر انها اضحت واقع موضوعي حيث ينتشر المسلمين في المكتب السياسي الحركة الشعبية بينما لا زالت احزاب السودان القديم منغلقة عل نفس الرموز وحدد لنا بنفسك كم من سنوات ضوئية تنتظرنا حتى نري في المكتب السياسى لحزب الامة امراة جنوبية مسيحية-تراس هذا المكتب..سوف تقول لنا الديموقراطية هي اليت تحدد وهذه انتهازية واعية لان الناخب السوداني الحالي لا يملك وعي الدولة المدنية نفسها ولازال يعاني من تشويش ديني مريع..لذلك خياراته الحالية قد توفي بحق الديموقراطية من الناحية الاجرائية ولكن تخفق من الناحية الاخلاقية
لذلك ليس هناك اي مقارنة لفهم الحركة للدولة المدنية وفهم حزب الامة لها
وسانقل لك نص من كتابات الامام..وارجو ان تدقق في الامر لتعرف تماما ما هي طبيعة افكار الامام وتصوراته للاحزاب السودانية ..ركز على ما تحته خط

Quote: الاحزاب السياسية
التنظيمات السياسية التى تعلن الاتزام بهذا الميثاق الوطني يجوز لها ان تسجل نفسها بالاسماء التى تختارها ما دامت لا تتناقض فى مضمونها مع مع نص الميثاق
بالنسبة للاحزاب الحالية يؤخذ على حزب الامة القيد الانصارى وعلى الحزب الاتحادى الديموقراطى القيد الختمي وعلى الحركة الشعبية لتحرير السودان القيد القبلى وعلى الحزب الشيوعى القيد الماركسي وعلى الاحزاب الاسلامية الحديثة القيد الثيوقراطى وعلى احزاب العروبة القيد القومى وعلى الاحزاب الافريقية القيد العرقيهذه القيود جزء من الواقع ولا يمكن ان تلغى بالقانون ولا جرة قلم ولكن تطالب هذه الاحزاب بتطوير نفسها فى اتجاه اربع امور هى
-مباديء الميثاق الوطنى
- الانفتاح القومى
- الانفتاح الديموقراطي فى تكويناتها
- شفافية تستجلي الاحزاب تضع احكاما واضحة يلتزم بها الحزب المعنى وتتكون بموجب هذا القانون محكمة خاصة بالاحزاب السياسية للنظر فى اي مخالفات وانزال العقوبة المستحقة

المصدر: على طريق الهجرة الثانية /رؤى فى الديموقراطية والعروبة والاسلام-منشورات الامة صفحة 75



سنعود لتفكيك هذا الخطاب وفقا لنظرة اكاديمية بحتة ولكن سنضع تساؤلات مشروعة


1- هلى التحرر من قيد الانصار فى حزب الامة ان يصبح السيد الصادق رئيس للحزب واماما للانصار؟
2- هل الحركة الشعبية التي كان يطلق عليها الامام مصطلح (الرادكالية العرقية ) صاحبة افضل توزيع عادل للسلطة فى مكتبها السياسى الذى يضم منصور خالد وياسر عرمان و عبد العزيز الحلو والراحل يوسف كوة والكثيرين من مختلف بقاع السودان حركة قبلية فقط وما هى القبيلة لتى تمثلها الحركة؟..وماذا عن مؤتمر (البجا)؟
3- هلى الحزب الشيوعى السودانى كان ماركسى؟
4- وهل شكلت الاحزاب الاسلامية فى السودان منذ جبهة الميثاق ومرورا بكل مراحلها الى المؤتمر الوطنى الحالى طبقة دينية تحكم السودان بحق التفويض الالهى حتى تصنف بكلمةثيوقراط؟

اذا كان الامام يؤمن بما يكتب
كان عليه ان يفصل المكتب السياسي لحزب من عباءة الانصار..ويعين بنفسه رئيس للحزب اخر ويكتفي بالامامية والقيادة الروحية للحزب ..والحزب الاتحادي الديموقراطي اكثر مرونة في ذلك من حزب الامة حيث لا يركز السيد محمد عثمان الميرغين علي الجانب التنفيذي..والحركة الشعبية اكثر تقدما ولها افضل مكتب سياسي حتى الان وقابل للتطور شرقا وغربا لاحتواء كل قوى الهامش(لقاء اركي منواي وسلفا كير الاخير في واشنطون)
اما من تقديري الشخصي وبناء على تحليل الامام نفسه..احزاب السودان القديم لن تجدي في المستقبل..منفردة ..لابد ان تكون هناك تكتلات محددة..وكنت اتوقع من الدارونية السياسية ان تجعل التجمع الوطني الديموقراطي بمافيه الحركة حزب جديد....ولكن للاسف..old hapit day hard رجعنا لتشرزم وكانك يازيد ما غزيت....والحديث ذو شجون

Post: #191
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 07-29-2006, 11:18 AM
Parent: #190

الأخ /د.حيدر
المتداخلون والقراء الكرام
سلام
تمنيت لو أن برم هذا الخيط تم على ثلاث مراحل ولا يهم كم من الوقت ينقضي لإتمام هذا البرم فالمهم أن نصل به إلى نهاية تعطينا والقارئ رؤية لما يجب عمله لمن كان قادراً على الفعل وتأييداً ودعماً ممن تقعد به ظروفه عن المساهمة في خلق الجمهورية الثانية .
المرحلة الأولى : الإتفاق على تشخيص المرض من خلال الأعراض والظواهر التي تمت الشكوى بها في السودان القديم .
المرحلة الثانية : عرض الرؤى من مختلف الأطراف المحاورة للعلاج والإتفاق على أنجعها .
المرحلة الثالثة : تحديد آليات تنفيذ الرؤية العلاجية والخروج بإتفاق غالب على الأقل .
في رأيى أن ماهو مطروح من الحلول يحتاج إلي تمحيص بالحذف والإضافات ولا أظن أننا سننجح كثيراً فيما لو تتبعنا آثار مجتمعات تسبقنا بمراحل تاريخية لأن ذلك لن يكون من أدب الوقت، ولا إتخاذ الأسباب والتدابير العلمية في شئ ،ولعبة الفات الفات في دائرة أخجلتنا وهزمتنا وجعلتنا أضحوكة العالم ،ويكفي أننا الأول بجدارة في الفساد والفشل كما أظهرت ذلك دراسات بعض المنظمات العالمية المستقلة ،ومما جعلني أهتم أكثر بهذا الموضوع هو ما طرحه الأخ يعقوب البشير واعتراضه على مسائل كنت أعتبرها من البداهات التي لا تحتاج لإطالة الوقوف عندها ،لذلك أسمحوا لي بأن أعيد عليكم مقدمة هذا المقال الذي نشرته في السنة الماضية تحت عنوان كيف يحكم السودان ؟
Quote: ظل السيد الصادق المهدي يردد هذا السؤال ويكرره بعد أن أطاحت الجبهة الاسلامية ممثلة في انقلاب الانقاذ بشرعية حكمه وبعد أن وصلت الأمور الي ما هي عليه من تعقيدات اليوم لا تخفي علي ناظر أو متأمل . فهل عامة أهل السودان يطرحون علي أنفسهم مثل هذا السؤال ؟ أي كيف يحكم السودان ؟ أم أن الامر في هذا الصدد قاصر علي خاصتهم ممن هم في قامة السيد الصادق.
هذا السؤال ظل مسيطرا علي مخيلتي مما دعاني الي اثارة الكثير من الحوارات والمناقشات في كل محيط توفر لي ومع لفيف ممن يمثلون الغالبية من أهل السودان فاتضح لي من استنطاقي لإجابات الكثيرين منهم وللأسف الشديد سؤالهم عمن يحكم السودان وليس كيف يحكم السودان !؟.
واعتقد أن سؤالهم هذا من البداهات التي يعلمها السيد الصادق علم يقين , اذ لو كانت هذه العامة تطرح علي نفسها سؤال من نوع كيف يحكم السودان لأصبح لها دراية بالسبل والذرائع التي تؤدي الي هذه الكيفية ومن ثم يصعب علي السيد الصادق بوضعه الذي لا نحسده عليه (ابن أوكسفورد وقائد الأنصار ) الحصول علي هذه الشرعية , واذا حصل عليها فإنه بلا شك لن يفقدها مع أول بيان عسكري تدعمه فئة من المدنيين الذين لا يعرفون من أمر الحكم الا الشكل والمسميات ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )(الروم 7) ولا يعرفون من غاية للسياسة سوي أنها وسيلتهم لابعاد شبح الفقر والمسغبة عنهم ولا يهمهم بعد ذلك اذا عشعش الفقر وأفرخ في بيوت عامة أهل السودان ممن هم سواهم .اذا لماذا تغافل السيد الصادق عن هذه البداهة ؟ وهو المفكر الباحث والمحلل السياسي الاجتماعي الناضج الذي لا نشك في مقدرته في هذا الصدد .
أنا أزعم أن الاجابة علي هذا السؤال يسيرة وحتمية لمن يستخدم معارفه فيما يتعلق بالطبع البشري , فالسيد الصادق بشر يشاركنا نفس الصفات التي غرسها الخالق فينا جميعا ومن هذه الصفات أن عامة الشعب وخاصتهم بدون استثناء يبحثون عن مصالحهم علموا ذلك أم لم يعلموه ولا غرو بعد ذلك أن يحققوا مصالحهم هذه عبر نظام مدني ديمقراطي أو عسكري توتاليتاري، فالمعرفة لاتهم ما دامت الطبيعة والفطرة قد نقشت غاية المصلحة في داخلنا وحفزتنا الي السعي وراءها بحافز ومحرك يحتل منا الحنايا والاركان ,(وتحبون المال حبا جما ) الفجر 20 ومن ثم فانه يصبح من المثالية الطوباوية أن نطلب من كائن من كان ان يترك مصالحه الخاصة والتضحية بها في سبيل العامة فلا شك أنه اذا ما تعارضت المصالح فان الطبع البشري يغلّب المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة فمربض المثالية فينا أننا نصف من يسعي لتحقيق مصالحه الشخصية بالخيانة وعدم الأمانة وهو ينكر هذا السعي بشعارات الحادب علي مصالح العامة الزاهد في مصالحه الخاصة مع أنه من طبيعته التي فطر عليها ومن ثم نحاول أستبعاده من حساباتنا ونمني أنفسنا بالوهم والبحث عن بديل له ممن ينكرون ذواتهم ويتجردون عن الميل والهوي وبهذا المنطق فاننا بلا شك سنتسم بالخيانة وعدم الامانة ايضا اذ كيف نسعي لتحقيق مصالحنا ونطلب من الغير أن يحققها لنا في ذات الوقت الذي نمنع فيه هذا الغير ونحرمه من تحقيق مصالحه مع ان الحقيقة المجردة التي تتغافل عنها الخاصة والعامة معا أن كل انسان في هذه البسيطة يسعي لمصلحته وان اختلفت في الشكل والدرجة فالشعب مثلا يبتغي من حكامه أن يبنوا له الجسور ومشاربع الزراعة والصناعة ويوفروا له العلاج والمسكن وكل سبل الرفاهية مما يعتبر من مهام الدولة في العصر الحديث وفي مقابل ذلك يرغب هؤلاء الحكام من العامة مؤازرتهم في مسيرتهم نحو سدة الحكم والسلطان والنفوذ فالانتفاع متبادل وهذه بتلك وفقا للغة التجارة والتقايض ووفقا لطبائع الاشياء , فليس هناك عطاء بالمجان فالكل في سبيل مصلحته لاهث .هذه المسلمة الواقعية التي يجب قبولها والتعامل معها بلا مواربة ولا تعالي فمواجهة النفس خير من الضلال عليها ودفن الروؤس في الرمال وقد جاء في الأثر (من عرف نفسه فقد عرف ربه ). ولكن ما المطلوب منا لتحقيق مصالحنا جميعا حكاما ومحكومين صغارا وكبارا نساء ورجالا الي اخر هذه الثنائيات الاجتماعية ؟والسؤال الذي يطرح نفسه ايضا كيف نستطيع التوفيق بين هذه المصالح المتقابلة؟ونحدد العلاقة بينها ؟

أتمنى أن نتابع أبوحمد

Post: #192
Title: الحركة الشعبية لم تطرح الدولة المدنية بل العلمانية!
Author: yagoub albashir
Date: 07-30-2006, 01:37 PM
Parent: #1


الحركة الشعبية لم تطرح الدولة المدنية بل العلمانية!

أخي الحبيب عادل أمين
تحية طيبة
Quote: اذا كان الامام يؤمن بما يكتب
كان عليه ان يفصل المكتب السياسي لحزب من عباءة الانصار..ويعين بنفسه رئيس للحزب اخر ويكتفي بالامامية والقيادة الروحية للحزب ..والحزب الاتحادي الديموقراطي اكثر مرونة في ذلك من حزب الامة حيث لا يركز السيد محمد عثمان الميرغين علي الجانب التنفيذي..والحركة الشعبية اكثر تقدما ولها افضل مكتب سياسي حتى الان وقابل للتطور شرقا وغربا لاحتواء كل قوى الهامش(لقاء اركي منواي وسلفا كير الاخير في واشنطون)
اما من تقديري الشخصي وبناء على تحليل الامام نفسه..احزاب السودان القديم لن تجدي في المستقبل..منفردة ..لابد ان تكون هناك تكتلات محددة..وكنت اتوقع من الدارونية السياسية ان تجعل التجمع الوطني الديموقراطي بمافيه الحركة حزب جديد....ولكن للاسف..old hapit day hard رجعنا لتشرزم وكانك يازيد ما غزيت....والحديث ذو شجون


لقد طلب مني الحبيب دكتور حيدر أن أتناول بشفافية ما يدور داخل حزبنا المأزوم- على حد تعبيره- فرددت في مداخلتي السابقة بالآتي:ــ
Quote: أما عما يدور في دهاليز حزبنا، فإني أرى أنه بعد أن نفرغ من هذا الخيط الرائع الذي يتناول أزمة السودان الوطن يُفتح بوست آخر عن أزمة الأحزب السياسية السودانية و طرق علاجها.
عندما أتناول الأحزب السياسية السودانية سوف أوضح أن حزب الأمة رغم أزماته التي سوف أتناولها بشفافية, كيف أنه أكثر تقدمية من كل الأحزاب التي تدعي التقدمية
ولكن في هذا الخيط إننا نتناول أزمة السودان الراهنة و كيفية المخرج من ناحية فكرية
أما قولك :ـ
Quote: لذلك ليس هناك اي مقارنة لفهم الحركة للدولة المدنية وفهم حزب الامة لها

أخي الحبيب عادل
إن الحركة الشعبية لم تطرح أبداً الدولة المدنية إنما طرحت سودان موحد علماني، وهي تنادي بالدولة الإشتراكية العلمانية منذ المنفستو الأول الذي صدر باللغة الإنجليزية قبل سقوط الإتحاد السوفيتي، و إن كان قد سقط عن طرحها الطرح الإشتراكي بعد ذلك، ولكن مازالت الحركة الشعبية و مناصروها يطرحون السودان الجديد العلماني .
أخي الحبيب عادل
إن الدولة المدنية التي يطرحها حزب الأمة هي دولة مدنية بإجتهاد جديد يراعي ظرفي الزمان و المكان ، و أن حزب الأمة ما انفك يطور أطروحاته واجتهاداته و هذا ماعنيته في أول مداخلة لي حين قلت :ـ

Quote: أما عند الحزبين الكبيرين حزب الأمة و الإتحادي الديمقراطي فكانا مشغولين بالتحرير و الإستقلال و السودنة،وكان يشغلهما النزاع الداخلي ما بين ليبراليين مؤيدين للخط العلماني ومحافظين يتطلعون للدولة الإسلامية،وكان هذا الحال في حزب الأمة حتى جاء السيد الصادق المهدي و طرح فكر الصحوة الإسلامية

نعم حزب الأمة و هو أحد الحزبين الكبيرين طور أطروحاته فإن الحزب كان يتراوح بين ليبراليين يطرحون الدولة العلمانية و محافظين يطرحون فكرة (القرآن دستور الأمة) وكانت هذه الفكرة قد أخذت مساحة و اسعة بعد انقلاب مايو حيث كان الشعار المرفوع هو (لا سلام بدون إسلام و لاشيوعية و لا إلحاد و القرآن دستور الأمة)، فطور حزب الأمة فكره و أصبح متعايشاً مع الشيوعيين و أدرك أن القرآن وحده لايمكن أن يكون دستور لدولة متعددة الأديان لذلك طرح من خلال فكرالصحوة الدولة المدنية التي تعترف بالتعدد الديني إعترافاً حقيقياً يسمح للكل أن يمارس عباداته و طقوسه و أن يطبق قوانينه إن شاء ،ولكن دولة تسمح بممارسة العبادات و الطقوس و تحرم أغلبية مواطنيها من تطبيق قوانينهم الدينية فيهم من غير جور على الآخرين فهذه دولة أو فكر لا يؤمن إيماناً كاملاً بالتعدد الديني.
أخي الحبيب عادل
هذا قولي عن حزب الأمة أحد الحزبين الكبيرين، هلا
حدثتنا عن توأمه الحزب الإتحادي الديمقرطي كيف طور طرحه؟
أمازال يطرح الجمهورية الإسلامية أم أنه يوافق الحركة
الشعبية على طرحها السودان الجديد العلماني؟؟
أخي عادل و أحبابي المتداخلين
سوف أعود لأواصل طرح حزب الأمة للدولة المدنية وفق إجتهاد جديد.
لكم الود.
يعقوب

Post: #193
Title: Re: الحركة الشعبية لم تطرح الدولة المدنية بل العلمانية!
Author: adil amin
Date: 07-31-2006, 03:31 AM
Parent: #192

الاخ العزيز يعقوب
تحية طيبة
اولا لنصل لتعريف مشترك للعلمانية...والدولة المدنية..ساطرح لك ما افهمه عن العلمانية.. وجون قرنق شخصيا قال عايز الخرطوم تكون ذى القاهرة...وهذا يعني انه يقصد الدولة المدنية وليس العلمانية
وحتى لا نخرج من اطار الموضوع عن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني المخاض العسير


Quote: العلمانية المفترى عليها
العلمانية في الأصل مصطلح خاص بالدين المسيحي ومعناه فصل الدين عن السياسة...ولان المسيحية دين تعاليم أخلاقية وكان لا يحمل مشروع دولة وقد قال المسيح عليه السلام ما لله لله وما لقيصر لقيصر "
*******
الشخص العلماني هو الشخص الذي يلغى الجانب الغيبي للعقل"عقل المعاد" ويوظف عقل المعاش فقط في خدمة الجسد وغرائزه المعروفة..وتجسده الآن الفلسفة الزرائعية /البرغماتية الأمريكية...قال الله تعالى واللذين كفرو يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوا لهم)سورة محمد
العلماني هو الشخص الذي ينظر فقط إلى الجانب الظاهر من العلم.العلم المادي التجريبي وينفى ربطه بالغيب..قال الله تعالى(وعد الله ولا يخلف الله وعده لكن اكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم في الآخرة هم غافلون)سورة الروم
ففي هذه الآيات الكريمات..نفى الله العلم عن اكثر الناس ثم ثبت هذا العلم وجعلته الآية علم ظاهر..أي المادة كما تتراءى لحواسنا العادية..وهو علم ناقص.لان كل العلوم مظهرها مادي ومخبرها روحي..فالعالم الحقيقي من يربط بين هذه العلوم والغيب ودقائق التوحيد بينما العلماني من يردها إلى خواصها الفيزيائية والكيميائية بدون الرجوع للعلة الفاعلة التي تسيرها
لذلك لا يمكننا أن نطلق كلمة علماني على شخص مسلم يؤمن بالغيب فقط تجاوز وعيه وعى التيارات الإسلامية"الأخوان المسلمين ومن لف لفهم.ثم نقتل هذه الإنسان دون وجه حق كما حدث لفرج فودا في مصر وجار الله عمر في اليمن
والغريب في الأمر أن حتى العلماء القدامى الذين تستشهد بهم هذه التيارات قد اتهمو بالزندقة والكفر في اكثر عصور التاريخ الإسلامي انحطاطا والزندقة هي الكلمة الرديف للعلمانية في العصر الراهن ونحن نعيش نفس الانحطاط

*********8
واليوم عندما نقول الإسلام دين ودولة هو أن نمارس السياسة وفقا لضوابط إسلامية ..لا نكذب ...لا نفجر..لا نأكل أموال الناس بالباطل لا نقتل النفس التي حرم الله..نقيم العدل أجمالا نطبق الثوابت الشرعية التي حددها الإسلام في الكتاب والسنة للحاكم والمحكوم على حد السواء وبذلك تتحقق مرجعية الإسلام دين ودولة
أما أن تحتكر الإسلام فئة محددة وتمارس السياسة كيفما اتفق بدون وازع أو أخلاق أو وليا مرشدا فانه لعمري خداع للنفس وضلال ما بعده ضلال
فالإسلام عقيدة عالمية مركزها الفرد وحدودها العالم ولا يمكن تاطيرها في شخص أو حزب أو طائفة او دولة


والان بعد قراءة المكتوب اعلاه وبدقة وحتى نكون اكاديميين فقط..وبلغة واضحة
1- هل حزب الامة حزب ديني ام سياسي؟
2- هل يمثل كل السودان ام الغرب والوسط؟
3- هل هو جازب لكل السودانيين؟
ونفس الاسئلة
1- هل الحركة الشعبية حزب سياسي ام ديني؟
2- هل يمثل الجنوب فقط ام كل السودان؟
3- هل الحركة الشعبية جاذبة لكل السودانيين؟

ختاما العلمانية ليس فصل الدين عن السياسة بل تغييب الدين عن المجتمع..

اما عن ازمة السودان القديم واحزابه فستجدها في الرابط ادناه

وسنعود لكم بعد اسبوع لنرى اين وصلنا والحق اولى ان يتبع

سباق المسافات الطويلة(الجزء الثاني)]

Post: #194
Title: Re: الحركة الشعبية لم تطرح الدولة المدنية بل العلمانية!
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-01-2006, 03:59 PM
Parent: #193

الأخوين/ عادل ويعقوب
سلام
أولاً أتساءل عن سر إختفاء الأخ حيدر ؟ أرجو أن يكون بخير وأهله .
على الرغم من محاولاتي جذب الحوار إلى زاوية توحد الرأي في أصل العلل وآليات معالجتها إلا أنني لم أوفق، وأغتنم هذه الفرصة لنفصل في أمر أظن أن الأخ عادل يوافقني عليه لأنه ورد في سياقات كثيرة من حديثه دون ترتيب أو تخصيص، كما أحب أن يوافق عليه الأخ يعقوب ثم بعد أن نفرغ منه نناقش الآليات المطلوبة لمعالجة علل الفشل المطلوبة لنجاح الجمهورية الثانية ، والتي أؤكد أننا سنتفق عليها ،ثم ننظر أي حزب يمثل ما نراه وإن لم نجد، طرحناها على أقربهم إليها، فلا الحركة الشعبية تهمنا في شيء إن لم تمثل لنا ما نريد ولا حزب الأمة يعنينا في شيء ،فأنا لا أحب حزب الأمة إلا بقدر ما يمثل لي من مصالح ونفس الرأي على الحركة.
وسوف أطرح رؤيتي لموضوع العلمانية من خلال ماكتبه الأخ عادل :
Quote: 1- هل الحركة الشعبية حزب سياسي ام ديني؟
2- هل يمثل الجنوب فقط ام كل السودان؟
3- هل الحركة الشعبية جاذبة لكل السودانيين؟

Quote: العلمانية في الأصل مصطلح خاص بالدين المسيحي ومعناه فصل الدين عن السياسة...ولان المسيحية دين تعاليم أخلاقية وكان لا يحمل مشروع دولة وقد قال المسيح عليه السلام ما لله لله وما لقيصر لقيصر

وهذا هو ما نريده بالضبط .أما لماذا؟ فذلك لسببين :
الأول :لعدم وجود شكل للدولة منصوص عليه في الإسلام والسبب في ذلك هو التطور البشري المقصود والمطلوب، وقطعاً لو تم النص على ذلك لقطع علينا طريق السير إلى كمالنا ،وهو يشابه إلى حد كبير عدم تفسير الرسول (ص) للقرآن كي لا يغلق طريق التعالي بمعانيه المطلقة .وكانت كل الإجتهادات المحدودة في شأن الدولة الإسلامية والتي تجاوزها التاريخ نافعة فقط بضررها الذي بين عدم جدواها وأبرز الحاجة لإستبعادها كآلية لتسيير حياة الناس، وها نحن عاجزون عن إقناع المسلمين بتجاوز نصوص الشريعة التي هي أصلاً مرحلة تاريخية إلى نصوص الأصول المنفتحة على الإطلاق فما بالك لو كانت هناك نصوص بشكل الدولة؟
والثاني جاء في هذا السياق :
Quote: واليوم عندما نقول الإسلام دين ودولة هو أن نمارس السياسة وفقا لضوابط إسلامية ..لا نكذب ...لا نفجر..لا نأكل أموال الناس بالباطل لا نقتل النفس التي حرم الله..نقيم العدل أجمالا نطبق الثوابت الشرعية التي حددها الإسلام في الكتاب والسنة للحاكم والمحكوم على حد السواء وبذلك تتحقق مرجعية الإسلام دين ودولة
ففي هذا الجزء الذي طلب توفره في دين الدولة، نقول أنه لا يتم تنفيذه وتطبيقه إلا وفق آليات معينة وهي ما عبر عنه بكلمة ضوابط وهي تنطبق على الدولة الدينية واللا دينية فيمكن لغير المسلم ألا يكذب ولا يأكل أموال الناس بالباطل كما هو حادث بشكل عام في الديموقراطيات الأوروبية مثلا، ويمكن للمسلم أن يكذب و يأكل أموال الناس بالباطل في غيابها بشكل خاص كما هو حادث في السودان ومصر والسعودية وسوريا..... الخ ،وأستطيع القول دون مواربة أن أكثر الأمم تعاطياً للكذب هم من يعتنقون الديانة المحمدية، فكل الناس في ظرف معين عرضة للكذب، والمسلمون معرضون الآن أكثر من غيرهم لهذا الظرف،فإن أردنا منهم ألا يكذبوا علينا تفعيل هذه الآليات لخلق ظروف مختلفة عما ألفوه منها.
وجاء قول الأخ عادل :
Quote: العلماني هو الشخص الذي ينظر فقط إلى الجانب الظاهر من العلم.العلم المادي التجريبي وينفى ربطه بالغيب..قال الله تعالى(وعد الله ولا يخلف الله وعده لكن اكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم في الآخرة هم غافلون)سورة الروم
ففي هذه الآيات الكريمات..نفى الله العلم عن اكثر الناس ثم ثبت هذا العلم وجعلته الآية علم ظاهر..أي المادة كما تتراءى لحواسنا العادية..وهو علم ناقص.لان كل العلوم مظهرها مادي ومخبرها روحي..فالعالم الحقيقي من يربط بين هذه العلوم والغيب ودقائق التوحيد بينما العلماني من يردها إلى خواصها الفيزيائية والكيميائية بدون الرجوع للعلة الفاعلة التي تسيرها
هذا كلام صحيح ولكن صاحبه لا يضيرنا في شئ في مستوى الشريعة، إنما يضار منه هو في مستوى الحقيقة متمثلاً في معرفته الناقصة وعاقبته السيئة التي ستكون سبباً في تأخر مرحلته الروحية، وسيطبق الله في حقه آجلاً أو عاجلاً ( إن علينا للهدي وإن لنا.........)،لا يضيرنا إذا كانت الآليات التي لا تمنعني أو تمنعه حقاً واحدة وتحقق ما هو مرجو منها لمعالجة جهلنا وإلتوائنا وحاجتنا. وفي رأيي أن الفكر الجمهوري قد قام بهذه المهمة من حيث جعل التدين في جانبه الإيجابي حقاً عامّاً مثل الحرية والمساواة والعدالة والإشتراكية وفي جانبه السلبي خاصاً، من مثل سيطرته على الدولة وإرغامه الآخرين على اعتناقه وترك معتقداتهم ،أعني ما يمتد من دين بعينه ليطال حقوق الآخرين من الجانب الإيجابي، تم تحجيمه بفكر يعلمه الجميع والأخ عادل قبلي ،وركز عند الفرد على إبراز تدينه لنفع الناس وجعل منه الوسيلة العملية الوحيدة الناجعة والمقنعة لأي من كان،( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) فليس هناك من لا يريد جلب المنفعة لنفسه بوجود أناس يقدمون له الخير ولا يقبلون له أن يكون مواطناً من الدرجة الثانية.
وبناءً على ما تقدم أقترح أن يكون أول مهامنا في هذا المجال هو إبعاد الدين عن السياسة رسمياً لأنها تمثل الجانب السلبي له، وبعثه عند الأفراد لأن سيطرته على الضمير أمر إيجابي وينفع عند تواجد مسئول أو مواطن يرجو رحمة الله ويقدم جرعة من الأخلاق أرفع من مستوى القانون كإضافة لمزيد من الخير،أي بمعنى آخر يكون الدين مسئولية وعلاقة فردية تخص صاحبها وربه.
وقوله هذا:
Quote: أما أن تحتكر الإسلام فئة محددة وتمارس السياسة كيفما اتفق بدون وازع أو أخلاق أو وليا مرشدا فانه لعمري خداع للنفس وضلال ما بعده ضلال
يثبت ضرورة إستبعاد الدين أي الجانب السلبي منه عن السياسة لأنه من أنجع الوسائل لحصول الغرر والضرر . فنحن لا نملك جهازاً فاحصاً لمعرفة ضمير الإنسان إلا عندما يبرز عمله ولا أعتقد أننا نملك من الوقت ما يجعلنا نجرب كل فئة مسلمة سبعة عشر عاماً وتحضرني عبارة جميلة للكدكتور حيدر ابراهيم قال فيها :
إن الضابط الوحيد لقياس صحة فكر الجماعات الإسلامية هو تطبيقه ليست لأنه فكر معقد أو صعب على الإدراك ولكن بسبب أنه يتمتع بقدر كبير من المرونة الإنتهازية.
وقول الأخ عادل أدناه أيضاً يثبت ما أنا بصدده ولا أعتقد أننا مختلفان في ذلك، فقط كان من الممكن ترتيب هذه الأفكار على مراحل كما اقترحت سابقاً :
Quote: فالإسلام عقيدة عالمية مركزها الفرد وحدودها العالم ولا يمكن تاطيرها في شخص أو حزب أو طائفة او دولة

أتمنى أن نتابع أبوحمد

Post: #197
Title: Re: الحركة الشعبية لم تطرح الدولة المدنية بل العلمانية!
Author: adil amin
Date: 08-03-2006, 04:51 AM
Parent: #194

الاخ العزيز عثمان عبدالقادر
تحية طيبة
اشكرك على التعقيب المفيد...وهذه لفتة كريمة منك ان تقييم كتابات شخص لا تعرفه شخصيا وهذه الروح الديموقراطية الاصيلة المفقودة في هذا البورد
1- الواقعية السياسية تقول...هل وعي العشرين مليون سوداني الان في مستوى الدولة المدنية التي ندعو لها نحن هنا....وهناك من يدعيها ويمارس التنويم بالتناوب..
2- اطلعت على بيان لمجموعة باسم سوادنة في صفحة الاخبار في هذا المنبر..تدعو لتجاوز احزاب السودان القديم(حزب الامة حزب المؤتمر الشعبي الحزب الاتحادي الديموقراطي الحزب الشيوعي) جملتا وتفصيلا..وهذا طرح غير واقعي..اذا كنا نراهن علي الشعب/الانتخابات هل تجاوز الشعب السوداني هذا الوعي الذى تجسده هذه الاحزاب؟
3- هل توجد احزاب سياسية حقيقية في السودان حسب تعريف الحزب 2006 حتى تكون هناك دولة مدنية ديموقراطيةفدرالية في السودان؟..واذا اردنا احزاب حقيقية بمشاريع حقيقية...من اين نحصل عليها؟نستورد احزاب ديهاتسو من اليابان مثلا ام نتعامل مع احسن السيء الموجود الموجود
4- طيب النخبة المناط بها التغيير ما هي وكيف تعمل الان..اعمل جولة في المنبر 2006 وشوف الناس بتسوي في شنو...وعدد الزوار..وانواع البوستات.. لتعرف بئس الامة التي تغتال في نخبها الثقافية
انهم ينشرون الكراهية
يمارسون الشللية...والنميمة(عبر المسنجر)
5-يتعاطون الحوارات الانصرافية غير المفيدة وغير المجدية والنرجسية ...والمجاملات السقيمة.. واشياء لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور..ويكرهون من يواجهم بما يفعلون لانهم غير متصالحين مع انفسهم اصلا
6-توجد في السودان ازمة منابر...حرة ..وهذا منبر حر هل شاهدت احد من احزاب السودان القديم يقدم شيئا هنا...وهم يتباكون علي الديموقراطية من ابراجهم العاجية..وليس الامر في هذا المنبر فقط..اعمل مسح لكافة المنابر السودانية لتجد ازمتنا المتجسدة النميمة..والتشهير.. والكذب والاراجيف .والاساليب الوضيعة والصراع البائس بين الحكومة ومن يعارضها...

7-لذلك انى ارى ان ان البداية تبدا سلوكية كما قال الله تعالي خالق الانسان (انا الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو مابانفسهم)
1- التواضع(ودي مهمة جدا )قالها حيدر بدوي
2- النقد الذاتي علي المستوي الفردي والوطني..لان الاعتراف بالفشل او مراحل علاجه
3- طرح الراي الجاد والحر والذاتي بدل عقلية نسخ لصق.. والتشبث براي شخص واحد وهذه الطفولة السياسية السعيدة ..
4- وعدم الاستخفاف بالناس واراءهم والتجاهل الجاهل لكتابات الاخرين.. ولاحظ ان معظم الحوارت لا تتم من اجل البحث عن حقيقة نهاتي بيها في اساطير الخرافة..فقط استعراض وهتافات وحكامات..ثم خواء محض..
5-نحن السودانيين لم نتعلم من اخطاءنا ولا من تجارب الامم التي نعيش بين ظهرانيها الان في اقطار الارض الاربعة..لم نتعلم ما هي الحرية المسؤلة..التي لا تلجئنا للاعتذار

وفي الختام اشكر كل من اثري هذا الخيط
وهذه المداخلة لتعيد البوست للصفحة الاولى...ونحن يجب ان نتحاور..وليس الامر فلان او علان
اهتمو بما يكتب وليس من يكتب

Post: #195
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 08-01-2006, 08:12 PM
Parent: #1

.....كان د حيدر حصيفا جدا بوضعه هذا البوست
للحوار والتفاعل الحي .... بعدها يبلور فكرته أستنادا علي النقد
والاضافات ومعرفة مكامن النقص والقوة في الاطروحة.....
......أعلم أن للاخ حيدر "رؤية "يريد أن يقدمها ولكنه فضل أن
نشاركه جميعا فيها أثراء وأضافة ونقدا وتبصيرا وقد تم له ما أراد فقد لعبت الاسهامات
والاضافات دور فعالا في الاتجاه الذي يريد......ولكني أراه يطمع في
المزيد......
كمال

Post: #196
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-02-2006, 10:22 AM
Parent: #195

أحبابي المتداخلين والقراء الكرام،

غبت عنكم، لا عن كلالة، ولكن لانشغالي بالسفر إلى واشنطن للمشاركة في احتفالات الذكرى الأولى لاستشهاد الدكتور جون قرنق دي مابيور. وقد وفقت أيضاً في المشاركة في ندوة عقدت بمناسبة زيارة مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، الجناح الموقع للاتفاق مع الحكومة. (تمت زيارة السيد مناوي ووفده لواشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي. وعقدت الندوة لتنوير السودانيين في أمريكا بنتائج الزيارة وبتصور الحركة لحاضر ومآلات الأمور).

أشكر كل من سأل عني شكراً وافراً. وأشكر بصورة خاصة من تؤرقهم آلام مخاضنا لميلاد جمهورية سودانية ثانية تأريقا مسهداً، حتى صاغوا تلك المخاصات كلمة كلمة لتنويرنا هنا. هؤلاء المتداخلون هم حقاً من حملة مشاعل التنوير في بلادي، عرفهم الناس أم لم يعرفوهم. قلوبهم العامرة بحب بلادي، وعقولهم التي تسعي لتصفية الكدر الطاغي على رؤيتنا لماضينا وواقعنا ومستقبلنا، تدك حصون القديم لتبني الجديد لبنة لبنة لبنة، ليعود السودان رائداً بين الشعوب.

علي أن أنجز أمراً أسرياً الآن!

وسأعود!!!!

Post: #198
Title: كعب أخيل البوست
Author: yagoub albashir
Date: 08-03-2006, 09:14 AM
Parent: #196

كتب الحبيب عثمان عبد القادر:-
Quote: على الرغم من محاولاتي جذب الحوار إلى زاوية توحد الرأي في أصل العلل وآليات معالجتها إلا أنني لم أوفق، وأغتنم هذه الفرصة لنفصل في أمر أظن أن الأخ عادل يوافقني عليه لأنه ورد في سياقات كثيرة من حديثه دون ترتيب أو تخصيص، كما أحب أن يوافق عليه الأخ يعقوب ثم بعد أن نفرغ منه نناقش الآليات المطلوبة لمعالجة علل الفشل المطلوبة لنجاح الجمهورية الثانية ، والتي أؤكد أننا سنتفق عليها ،ثم ننظر أي حزب يمثل ما نراه وإن لم نجد، طرحناها على أقربهم إليها، فلا الحركة الشعبية تهمنا في شيء إن لم تمثل لنا ما نريد ولا حزب الأمة يعنينا في شيء ،فأنا لا أحب حزب الأمة إلا بقدر ما يمثل لي من مصالح ونفس الرأي على الحركة

و كتب الحبيب د . حيدر :ـ
Quote: ألهمت الفكرة الجمهورية و الحركة الشعبية كل الهوامش، في المركز وفي الريف، لتثورعلى القوى التقليدية. وساهمت هاتان الحركتان في تفعيل الإسناد المعنوي لحركات ثورية شمالية متعددة، منها حركة القوى الجديدة "حق،" التي تشرفت بالمساهمة في تأسيسها.

وكتب الحبيب عادل أمين:ـ
Quote: المشكلة اوضح من الشمس
السودان بين وعيين
1-وعي السودان القديم وليس هو المؤتمر الوطني فقط... انها الجبهة الوطنية 2006 واليسار البائس المتحالف معها وليس اشخاص بل ايدولجية
2- وعي السودان الجديد
الحركة لشعبية+ الجمهوريين+ القوى الديموقراطية الحقيقة(جلهم مستقلين قد تجاوزو انتماءتهم القديمة)+ الحزب الاتحادي ان اختار الاستيقاظ والاصطفاف خلف حليفته الحركة الشعبية ومشروعها..وكلهم كده(الجبهة الديموقراطية المتحدة

كما كتب الحبيب د. حيدر:ـ
Quote: عزيزي عادل أمين،
أشكرك وافر الشكر على المساهمة العميقة. دوما تنفذ إلى جوهر ما أقصد. إطلاعك على الفكر الجمهوري وعلى تجربة الأستاذ الشهيد محمود محمد طه، وعلى طرح شهيدنا الراحل الدكتور جون قرنق، إضافة إلي تجاربك السياسية الخصيبة، مثير لإعجابي، بشكل لا أستطيع التعبير عنه. كنت أفكر في تنبيهك لا ستهلالي لهذا الخيط ولدعوتك للمساهمة فيه. ولكنك سبقتني لأنك سريع النهمة الفكرية

ثم كتب الحبيب د. حيدر :ـ
Quote: الحركة الشعبية هي ملاذ السودان الوحيد لغدٍ مشرق. شئنا أم أبينا، هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض،

ثم كتبت أنت أخي عثمان عبد القادر:ـ
Quote: فأنا ألحظ أمرين في غاية الأهمية في موقف السيد الصادق،الأول هو إدراكه التام بأنه لا يملك القوة لتغيير هذا الإتفاق ومعرفته يقيناً بأنه لا يتم إلا بالتوازن وليست بالميثولوجيةالحالمة، والثانية أخلاق الفهلوية التي أظهرها تبنيه لهذا الإعتراض والسبب في ذلك ظرفه الخاص كأقوى حزب في آخر إنتخابات جرت في السودان وخاصة بعد إنقسام الحركة الإسلامية وفشلها الأخلاقي بعد أن كانت البعبع الذي يقض مضجعه وينزل عليه الرعب ليل نهار.
إذن موقف السيد الصادق أملته مصلحته الخاصة وليست مصلحة السودان وهذا حقه الطبيعي، وطبعه البشري،لأن مصلحة السودان كانت تقتضي وجوده في داخل التجمع بعد تسجيل إعتراضه، ووضع قوته الشعبية مع قوة الحركة الشعبية لأعتقادي بأن السيد الميرغني كان في حالة إنسجام مع الحركة قبل انقلاب الجبهة،ومع معرفتنا لهذا الأمر نحن في حاجة إلى قوة الصادق لإضافتها لجماع الشعب كما نادي بذلك الأخ محمد أحمد .
هل نحن مستعدون لنعطي الصادق أو غيره من قادة الأحزاب والقوى مصالحهم التي يسعون إليها فنحقق نحن بذلك مصالحنا التي نراها في الوحدة والمساواة والتنمية ؟ إقتراحي ورؤيتي الشخصية نعم ،ولكن بشروط الديمقراطية حتى نهاياتها، فلا فرق عندي بين الصادق والبشير وغازي صلاح الدين فكلهم بشر تساووا في المعطيات فليس بينهم من لا يحب المال حباً جما، ومن لا يحب السلطة والجاه ولا تأمره نفسه باتباع الهوى، فشروط العقد واضحة، نحقق لك طموحك وتحقق لنا ما نريد بآليات دفع تضمن لنا أنك تحت تصرفنا وليس العكس.

أخي الحبيب عثمان
هل الفكرة هنا قائمة علي أساس البحث عن معالجة مشاكل السودان ثم النظر في أي حزب يمثلها أو أي حزب أقرب إليها؟ أم أن النقاش قائم هنا على تمجيد حزب بعينه و تمجيد فكره و إدانة آخر وفكره؟
أعتقد أن طريقة النقاش أعلاه كانت كعب أخيل هذا البوست
رغم ذلك فلا مانع لدي من التعاطي مع ما طرحت في مداخلة قادمة

Post: #199
Title: Re: كعب أخيل البوست
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-03-2006, 12:10 PM
Parent: #198

أعزائي الكرام،
أنقل هنا بعض مقتطفات من مساهمات المتداخلين الكرام لم أوفيها حقها في مداخلاتي السابقة، راجياً أن أعالجها في الاستخلاص القادم بعد إنزال الحلقة الثالثة من السلسلة. إليكم هذه المقتطفات.

يخاطبني العزيز عبد الفتاح عرمان قائلاً:
Quote: الحزب الجمهورى هو الذى نبه مبكرا الى ان هناك مشكلة فى الجنوب يجب حلها؛ ودفع الاستاذ الشهيد حياته ثمنا لمواقفه الواضحة و الناصعة ضد جماعات التطرف و الهوس الدينى.... بداية الجبهة الاسلاموية ليست وحدها المسئولة عن هذا الوضع الحالى بل جميع هذه الاحزاب مسئولة
مسئولية مباشرة عن هذا الوضع؛ وربما نختلف حول حجم المسئولية لكل منها ولكن هذا موضوع اخر.

ويخاطبني صديقي الحبيب كمال بشاشة قائلاً:
Quote:
ياعزيزي كان العشم في الفكر الجمهوري ان يكون المعادل للحركة الشعبية في الشمال، ولكن.
لازلت مقتنع تماما انو خلاصنا حيكون بالضبط في ذي طرح الفكر الجمهوري بالتحديد، وليس اي طرح اوشكل اخر، بخلاف بعث روحي اولا واخيرا في شكل ثورة ثقافية تلقائية منسابة من دون مركز ايديلوجي اوقيادة فردية ملهمة اومذهبية جامدة.....
البدخلنا المعبد اويطوفنا بينا داخله هو البعث الروحي الخالص، لانو الروحانية هي مفتاح شخصيتنا، ابتداء من الجنوب اولا، ثم الغرب ثم الشرق ثم الشمال الاكثر كثافة "مادية".....بل علي العكس كان العمل في الاديرة ومعابد ذلك الزمان شرطو ان تكون جنوبيا!....

ثم يناقش الأخ بشاشا أطروحات صديقي العزيز عادل أمين قائلا:
Quote:
استغفر الله!
فلو مصر العايشة علي السمسرة والنخاسة، بيعا لي دماء الفلسطينين بمئات الملايين من دولارات "الاعانة"، عملاقة- فاعلم ان ذلك بعضا من مانهبتو من بلادنا اوانسانو الباعو المصريين في سوق النخاسة مرة اخري، لسد ديونا!
اذا التصدو لي رهن السودان لمصر، مش قيادتو، من امثالك اوامثال سيدك الميرغني الجو اهلو في معية كتنشر، فطبيعي جدا يكون ده حالنا، او داك حال دولة الخديوية.
انت بس اختا الكلام والتنظير عن السودان الجديد، ياشيخ غفر القديم!


أما صديقي الجديد، ناصع الحجة، الأستاذ حامد بدوي البشير، فسيتخدم مفهوماً هاماً يساعدنا على استجلاء ماهو مستغلق علينا. هذا المفهوم هو مفهوم "استنطاق البداهات." وقد برع العزيز حامد في جعل هذا المفهوم خيطاً ناظماً لك أطروحاته بمنهجية علمية صارمة وخصيبة في آن معاً. وقد استوقفتني من حديثه هذه المقتطفات التي تحكمها هذه المنهجية:
Quote:
وذلك لقناعتنا بأن الشخصية السياسية، في تاريخيتها، ليست سوى عنصر منفعل أكثر مما هو فاعل في صنع الحدث السياسي وتكوين الخطاب السياسي وتبرير الممارسة السياسية. هذا فضلاً عن أن الشخصية السياسية هي جوهرياً، إجابة محددة وقاطعة بإزاء الوقائع السياسية من ضمن عدة إجابات تشكل في مجموعها ما يسمى بالحركة السياسية. وما نبحث عنه هنا ليس الإجابات وإنما الأسئلة، والأسئلة الجديدة التي لم تسأل من أجل تجاوز الفهم القديم الراسخ وإستبعاد المعايير السائدة وتبديد الأوهام الخادعة. ووسيلتنا إلى ذلك هي استنطاق بداهات الحدث وبداهات الخطاب وبداهات الممارسة. فلا ندعي معرفة بالخفايا وما وراء الكواليس، ولا نبحث عن ذلك. فما يشكل الحياة السياسية هو البداهات التي يعرفها كل الناس......
. كل ما سلف يتطلب منهجاً جديداً. منهج يتضمن ممكنات عقلية جديدة يتجاوز بها خبرية الحدث السياسي وخطابية الخطاب السياسي ولنبدأ بالنظر لأهم مظهر تجلت فيه الحركة السياسية السودانية والذي يكشف بوضوح لا لبس فيه عن جوهرها الحقيقي، ألا وهو حقيقة توزعها على ثلاثة تيارات سياسية مستقلة عن بعضها البعض ومتوازية بحيث تنعدم الأرضية المشتركة فيما بينها. فمعروف أن الحركة السياسية السودانية منذ نشأتها وحتى اليوم تنقسم حول ثلاثة تيارات رئيسية هي:
التيار الإتحادي العروبي.
التيار الإستقلالي الديني.
التيار الحداثي العلماني
وشعارية الممارسة السياسية، للكشف عن دلالية الحدث ومضمرات الخطاب وجوهر الممارسة. منهج يسعى لبناء نسق معرفي لتأويل المجال السياسي خلال الفترة من عام 1940م إلى عام 2000م........
وتندرج ضمن هذه التيارات كل الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية في السودان، شماله وجنوبه وشرقه وغربه. إذ لا وجود لتيار رابع حتى الآن.


أما صديقي الحبيب عادل أمين فيقول مخاطباً صديقي بشاشا:
Quote:
ونحن قلنا ليك الاتحادي الديموقراطي بعبر عن وعي ثلث اهل السودان..وليس انت وحدك السقف الاعلى للوعي قلنا ليك العالم بقا كديما..واتحاد اليسار اليبرالي مع الوسط واليسار الليبرالي في السودان تجسده الحركة الشعبية(تخطت الحزب الشيوعي الذى اختار الجبهة الوطنية2006) ..والوسط الحزب الاتحادي الديموقراطي بعدين انت عبء علي السودان الجديد وتزور التاريخ وتنشر الكراهية وتثير الزوابع غير الممطرة لحدت ما الرايزوب بتاعك يحصل المنطقة البرتقالية السيفير وتشرد...هناك اسئلة تتعلق بالهوية امشي جاوبا في بوست الترحيب العملتو ليك تراجي وبعدبن تعال لي بيجاي اكلمك عن الموارد والكهرباء من مصر ..لان الهوية ليس ازمة السودان..
ولازم تعرف الحقيقة البسيطة دي
الحركة والاتحادي متحالفين منذ 1988 ولم تاتي نزر تعلن نهاية هذه الشراكة وليس هناك غطاء للحركة في الشمال افضل من الحزب الاتحادي الديموقراطي ...هذا اذا استيقظو وبداو في الحركة حتى الانتخابات وعملو فضائيتم من مصر كما وعدوا..وبعدين بنضيف المستقلين والقوي الديموقراطية الجديدة لهذا المحور......


ونقل أستاذي وصديقي وأخي الحبيب بشير بكار عن نبض محمد أحمد الصادق معالجاً لمعرفته بدقائق الأمور في الحركة الشعبية الآتي:
Quote:
أصبح القرار الآن في أيدي السادة تيلار رنق ولام اكول ومارتن ماجوت وأليو أيينق وغيرهم
وهؤلاء لا يؤمنون بوجود شيء إسمه حركة شعبية ولا برؤية السودان الجديد كما كان يطرحها قرنق.
وسودانهم الجديد هو الجنوب وحده، ونحن والله ممكن نبارك ليهم من الآن.. لكننا نثق تماما أن هذا السودان الجديد الذي يحلمون ببنائه في الجنوب لن يتحقق مطلقا وحزب المؤتمر الوطني مهيمن على السلطة في الشمال وسيرون ذلك بأم أعينهم، إذا ما أصروا على السير في هذا الطريق الوعر.....


ويقول الآتي في سياق تحليله للأوضاع الراهنة:
Quote:
جون قرنق في ذلك اليوم، الذي استقبله فيه الشعب السوداني في الساحة الخضراء، اكتسح كل القادة السياسيين السودانيين، وكان ذلك الاستقبال استفتاء لجميع أهل السودان، من الشماسة وبائعات الكسرة والشاي في الأسواق والرعاة في البوادي، إلى طبقات المهنيين و المثقفين والتجار، وكانت نتيجة الاستفتاء فوزا ساحقا لصالح قرنق، ولذلك كان لابد أن يذهب قرنق ليبقى الحريصون على البقاء".......
* الشيء المفقود والمطلوب بإلحاح شديد في هذه المرحلة هو العمل الإيجابي الحثيث، من جميع القوى ذات المصلحة في التغيير، بغية الإسهام في إيجاد حل للأزمة الراهنةالشاملة. وتلك القوى هي الآن جماع الشعب السوداني بمختلف فئاته وأحزابه وجماعاته، تقليدية أم حديثة، إقليمية أم وطنية.
*يجب الكف عن النظر إلى الاتفاق باعتباره شأنا يخص حزب المؤتمر الوطني والحركة وحدهما، وانهماوحدهما المسؤولان إلى جانب المجتمع الدولي عن تنفيذه، أو الحقيقان بجني ثماره. فالاتفاق أصبح وثيقة دولية معترفا بها، بل يفترض أن يكون هناك ضامنون لتنفيذه. وهو ملك الشعب السوداني قبل وبعد حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وإذا تقاعس الاثنان عن تفيذه يجب على القوى الوطنية التي ترى أن المخرج من الأزمة الراهنة هو وقف الدماء وتغيير القوانين المقيدة للحريات ولجم الفساد ورد الحقوق ورفع الظلم وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد ثلاث سنوات، أن يكون همها الأول هو التشمير عن ساعد الجد وتوحيد جهودها والشروع في العمل المباشر، بكل الوسائل الممكنة للغضط من أجل تنفيذ الاتفاق...........


ثم يسأل محمد أحمد هذه الأسئلة، الصاخبة، التي تضج بالثورة:
Quote:
هل يصلح تنفيذ اتفاق السلام الشامل فعلا مخرجا من الأزمة الراهنة، أم لا يصلح؟
* هل من سبيل إلى إقناع قيادة الحركة الشعبية بأن إقامة تنظيم الحركة في الشمال عامل أساسي لتنفيذ الاتفاق، والإسهام في تحقيق التحول الديمقراطي في الشمال، وبالتالي ضمان الوصول إلى مرحلة الاستفتاء نفسها، وضمان الاستقرار للجنوب سواء استقل بقي في إطار السودان الموحد؟
* هل من سبيل إلى إقناع كل القوى الوطنية المعارضة لجماعة الإنقاذ بجمع كلمتها وبحث السبل العملية لإنهاء الأزمة الراهنة وتجنيب البلد مصيرا يكاد محققاينتهي به إلى التفكك والفوضى؟
* هل من بديل لهذا السبيل في العمل؟


أما عزيزي معروف سند فيقول في جملة جامعة مانعة الآتي:
Quote:
ما نحتاجه في المرحلة الراهنة هو مزيدا من الاخلاق يا دكتور حيدر فلامر لا يحتمل المساومات , أو النظر للمكاسب الحزبي.


ثم يقول العزيز معروف:
Quote:
اليوم أعدت قراءة مقالة كتبها الاخ أحمد ضحية بعنوان " محمود محمد طه:تجديد الخطاب الديني" ,التي نشرت باصدارة أدب ونقد , واحمد واحد من نوارات "حق" ومفاخرها , اتمنى ان يتمكن احمد من بسطها هنا . فبلا شك انها ستساهم في رفد النقاش الدائر هنا , فقد لامست المقالة بعضا من الجوانب التي طرحتها في خيطك.



أضم صوتي للاخ معروف وأدعو الأستاذ أحمد ضحية لمشاركتنا في "برم" هذا الخيط ليصبح حبلاً متينا منه نعقد عروتنا الوثقى، وثم نعقد العزم على المضى بثورتنا الفكرية الثقافية إلى آفاقها الرحيبة، آفاق تنزيلها إلى أرض الواقع، وربطها بعنان السماء!

أما صديقي الصدوق، الصاوي، ولي الله، المتخفي بين قبائل اليسارن فيقول:
Quote:
هناك العديد من المشاكل الأخري المعقدة مثل مشاكل التعليم و الصحة و البيئة و اللاجئين ..الخ و لكنها مشاكل نشبت كنتاج طبيعي لأحدى المشاكل الرئيسية آنفة الذكر و يكمن معالجتها ضمن علاج المشكلة الأم.
أزماتنا تعاقبت و مشاكلنا استفحلت لأننا تاريخياً ظللنا نجزئ المشاكل و نجزئ الحلول ولا ننظر للمشكلة بأبعادها المختلفة، فمثلاً حل المشكلة السياسية و ترسيح الممارسة الديمقراطية و إطلاق الحريات العامة و إصلاح الأحزاب و التداول السلمي للسلطة لن يحل من مشاكلنا في وجود المشاكل العرقية و مشاكل الأقليات و لعل مثال الهند الذي ذكرته يعتبر مثالاً على ذلك. و أيضاً حل المشكل الإقتصادي بمعزل عن المشاكل الأخرى لاسيما السياسية لن يحل بقية مشاكانا و اسطع مثال لذلك العراق قبل الغزو، إذ كان العراق يعيش في رفاهية إقتصادية نسبية و لكنة كان يرزخ تحت نار الدكتاتورية فكانت مصادرة الديمقراطية و الحريات العامة سبباً رئيسياً في إشتعال نيران المشاكل العرقية و مشاكل الأقليات بين النظام من جهة و بين الأكراد و السنيين و الشيعة من جهة ثانية.



هذه بعض مقتطفات تصلح كنقاط ارتكاز. وقد وجدت صعوبة بالغة في الاقتباس، لأنني أجد كل حرف وكل كلمة تمت المساهمة بها ههنا حبلى بالمعاني. وهذا جعلني أحتار في اختيار أي الاقتباسات سيعينني أكثر في معالجة روح مساهمة كل من المتداخلين. لذا فإني أنوه هنا بأنني لم أغفل أهمية ما لم اقتبسه ههنا. ولكن توخيت أن أجعل من المقتبسات متكئآت لي في استخلاصاتي عن هذا الحوار، الثر، الجاد، الثائر، بكل ما تحمل الثورة من معانٍ!

أكرر رجائي، وتوسلي، لكل المتداخلين، ولكل الراغبين في التداخل إلا ينتظرون مني الفراغ من الاستخلاصات والحلقات المتسلسلة. ذلك لأن أمر تجويد التمحيص الفكري لا يتم الفراغ منه مطلقاً. وهذا لإن حكمة الخلاق جعلت العقل دائب الحركة في السعي نحو الكمال المطلق، والعقل لا يدرك إلا بالثنائيات. فهو يحاول أن "يعقل،" أي "يقيد،" الإطلاق وفق ثنائية المقيد والمطلق. ولا إطلاق مع الثنائية. ذلك لأن الإطلاق لا يكون إلا في الوحدة المطلقة مع الموجود المطلق. وهذه الوحدة لا تمم للعباد المجودين وفق مناهج العبودية لله إلا لماماً، وذلك في وحدة زمنية تجلٍ لا تزيد عن جزء من مليون جزء من الثانية، أو أقصر من ذلك بكثير!

إذن لم يبق غير أن نسعى للكمال وفق مفهوم الحرية الفردية المطلقة، التي يسير العقل في باحاتها فيصل إلى ما يريد ولا يصل، لأنه سيظل سرمداً يطلب الإطلاق في المقيد، فيجده ولا يجده!

أكرر رجائي بأن تستمروا في رفد الخيط بجديدكم من الزهر وجديدكم من الثمر.

بقى أن أقول بأنني ساتناول بقية المداخلات في استخلاصات قادمة وفق التسلسل الوارد في الخيط. هذا، مع استثناءات هنا وهناك يقتضيهاالتسلسل المنطقي للافكار والأراء الواردة في المساهمات القيمة التي سيظل يتحفنا بها المتداخلون.

Post: #273
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 10-25-2006, 05:01 AM
Parent: #196

الاخ العزيز حيدر بدوي والاخوان والاخوات
كل عام وانتم بخير

اتخيل يا اخي حيدر
انك بدير هذا البوست عبر برنامج تلفزيوني باسم(ركن النقاش) عبر فضائية السودان الجديد من امريكاNEWSUDAN-TV ومعك بعض الضيوف من الاخوان...ونحن نكون بتاعين المداخلات التلفونية
او قول اذاعة حتى...


انظر حجم النقلة في الوعي التي سيتاثر بها مشاهدين البرنامج من سوادنيين وغيرهم عبر العالم عبر العالم من كتابات الاخوان الثرة في هذا الخيط

فوق


الم اقول لك
يبدا الحل بوجود فضائية حرة ؟

Post: #200
Title: Salam
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-03-2006, 09:10 PM
Parent: #1

Salam to all

Mutwakil

Post: #201
Title: Re: Salam
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-04-2006, 06:27 AM
Parent: #200

أرجو أن أتمكن قبل نهاية اليوم من إنجاز الحلقة الثالثة من السلسلة. كما أرجو من المتداخلين الكرام، مجددا، عدم التقيد بحضوري ههنا. فإن المهم هو أن نتقدم في أطروحاتنا لنصل إلى خلاصات يمكن تفعيلها، عبر مرحلتها من الفكر إلى القول، ثم إلى العمل.

فلنستمر في التثاقف الحر!

Post: #202
Title: Re: Salam
Author: رأفت ميلاد
Date: 08-04-2006, 03:20 PM
Parent: #201

الحبيب د. حيدر
دعوتك فى خيطى وعرجت على الصديق الشايقى وقرأت مداخلتك مع
العزيز أدروب . وأتيت هنا بحث عنكما .
وسأظل هنا فى الإنتظار . أدروب مكسب ولن أزيد.
أخوك رأفت

Post: #271
Title: Re: Salam
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-13-2006, 03:41 PM
Parent: #202

up

Post: #213
Title: Re: Salam
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-07-2006, 05:40 AM
Parent: #201

الأخ د.حيدر والأخوة المتداخلين
فكرتم وقلتم وبقي العمل.
كان الأستاذ محمود يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم لا تكون نتيجة كل ذلك إلا خير وبر بالأحياء والأشياء وفوق ذلك فقد كانت إرادته- الغير متقدمة على إرادة الله- وفكره- النابع من تلك الإرادة- وقوله وعمله كل ذلك كان يمارسه من داخل السودان وملتصق بشعبه مما جعل الأثر واضحا في كشف مزيفي الدين بغرض الوصول إلى السلطة. وأدلل على ذلك ما حدث لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم في العام 1984م بسبب وعي الطلاب حينها ويعود الفضل لأركان النقاش التي تقام بصورة شبه يومية (القراي ودالي).
إضافة إلى ذلك فقد كان الأستاذ يدعو بلسان حاله مثلما يدعو بلسان مقاله مما أعطاه المصداقية من جمهور عريض وسط المثقفين وطلاب الجامعات حتى الذين يختلفون معه.
هذه الأخلاق الربانية والسماحة المتأصلة أدت إلى قيام مجتمع صغير كان نموذجا للأخلاق الصوفية السمحة . وهذه هي النقطة التي ركز على غرسها الأستاذ وذلك حين قال: (الأزمة أزمة أخلاق). لكن تأزمت الأخلاق وتدحرجت الكرة وكان الطوفان.
إذن ما الحل؟
الحل هو الفكر والقول والعمل. ولكن العلة في ذلك أن هذا الفكر والقول موجه إلى بعضنا البعض ولم ينفذ إلى الداخل (داخل السودان) ويصبح عملا, فإن نفذ إلى الداخل سيأتي أكله. لذا أطالب- ما أمكن- د.حيدر أحد مؤسسي حركة حق لتتبنى تكوين جبهة تضم جميع الفعاليات السياسية (حزب الأمة القومي, الحزب الاتحادي, الحركة الشعبية, الحزب الشيوعي وجميع حركات دارفور ) للقيام بالتغيير المنشود بالوسائل السلمية وإلا بأي وسيلة أخرى تؤدي للتغيير, يجمعنا في ذلك حبنا لإنسان الوطن والحرية والديمقراطية كأساس للحكم. وحينها- عند انبلاج الفجر- يجب على الحكومة العمل على توفير حاجيات الإنسان الأساسية حتى يسمع لمثل هذه التبصرة.
عزيزي د.حيدر
أكرر أن هذه الجمهورية الثانية - في اعتقادي- تبدأ بتوحيد تلك الفعاليات للهزيمة المؤكدة لتيار الظلام بكل الوسائل والرضي بخيار الشعب ثم نفكر وتقول ونعمل وفق القول من خلال هذه الحكومة الديمقراطية لتوعية الناس حتى لا يكون هنالك –كما قال الأستاذ المربي الرباني-:
(قصور تجربتنا مرده الأساسي قصور الوعي. وعي الشعب. ووعي القلة التي تحكم) ولكن قبل الوعي يجب أن يطعموا من جوع ويأمنوا من خوف.

Post: #245
Title: Re: Salam
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-23-2006, 09:06 PM
Parent: #200

up

Post: #203
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: abubakr
Date: 08-05-2006, 05:14 AM
Parent: #1

Quote: وهذا ما فشلت فيه القوى الجديدة التي لم تمس مشروعاتها، بكل أسف، وجدان الشعب كما مسه مشروع الهوس الديني.


معذرة فانا اقرا بطريقة " دخلت نملة واخذت حبة وخرجت " وربما اتيت من مكان في وسط الحديث لا اوله و لا اخره :
1-هل اصلا للقوي الجديدة " بافتراض وجودها شكلا " مشروع او مشروعات ؟ الفترة التي سبقت 30 يونيو كانت مضطربة وحتي اخبار تحرك الجبهة والانقلاب القادم لم تك خافية لمن هم داخل البلاد وخارجها ..وظهيرة الجمعة 1 يوليو عند التقاطي لخبر "انقلاب في السودان" من قناة للبحرية الامريكية كنا نلتقطها اين نعيش -قبل الدشات - بمعينات اليكترونية متخلفة لم يدر بخلدي جهة اخري سوي الجبهة واتصلت بقريب وصديق من وزراء الانتفاضة في مكان عمله في اوربا ليلم اشياؤه من وظيفته الحكومية التي عاد اليها بعد السنة الانتقالية اعلمه بان الجبهة اتت وقد كان .. ما اريد توضيحه ان الامر كان واضحا ولو ان هنالك قوي جديدة منظمة او اصلا موجودة لاخذت شكلا للمبادرة او حتي زعزعة تكفي اما بتاخير الانقلاب او فرض علي الحكومة بتحرك ما
2-وجدان الشعب : باعتبار ان هنالك كانت قوي جديدة ولديها مشاريع وان تلك المشاريع لم تمس وجدان الشعب كما مسه مشروع الهوس الديني اذن ان هناك خلل ما في هذا الوجدان اما لكونه مهوسا لقي عنده الهوس الديني قبولا او غائبا اصلا والا فهو وجدان ساخط من سبهليلة ما اتي بعد 86 ذهبت بتطلعاته
... في نظري الاخيرة هي الغالبة فوجدان الجماهير السودانية ساخط اكثر مما هو ذو عاطفة جياشة نحو اية مؤثرات تصل به الي الهوس والدليل اكتوبر فلم ترفض الجماهير انقلاب عبود ولا اعداماتها لعلي حامد وجماعته - اول اعدامات في تاريخ حكومات ما بعد الاستقلال ولا اتفاقية مياه النيل وتهجير النوبيين ولا حتي اخبار فظائع حسن بشير نصر في الجنوب- ولكن عندما بلغ سخطها من مجمل تصرفات الحكومة العسكرية وان عجائز الجنرالات لم تكن لديهم حلول لمشاكل الشعب اليومية وانهم دون تطلعاتهم كانت ندوة 21 اكتوبر بالجامعة هي الTipping Point , وابريل دليل اخر فحكم نميري ذو السته عشر عاما كان مليئا باحداث جسام كلها استفزت عواطف الشعب واخرها اعدام المفكر
محمود محمد طه وكنت في ذاك اليوم وهو جمعة وانا بعيد اشك في ان نميري سيري شمس السبت وقرأت فيما بعد ان كل كتيبته كانت تظن ذلك
ولكن لم يصل سخط الشارع ال تبينق بوينت الا عندما تكاملت شروط سخطه بضياع احلامه في اية تطلعات تصلح الشان ... وقبول الشارع لانقلاب 30 يونيو كان سخطا وما كان يهم الشارع من هو الاتي بقدرما ان تذهب الحكومة ولو كانت هنالك قوي جديدة قادرة لكان صراع في ساعات كثيرة جاوزت نصف يوم كامل بين بداية الانقلاب و تحكم الانقلابيين ولقد كان الانقلاب ضعيفا في عدته و ما العنف الذي واجهه الشعب السوداني ولمدة زادت علي الستة اشهر بعد الانقلاب الا تاكيد لذلك وما نكران الجبهة بان الانقلاب انقلاب الجبهة الا دليل اخر
ان فرضية وجود قوي جديدة منظمة او لديها مشاريع بديلة تناسب الشكل الحالي بعد نيفاشا امر صعب تاكيده وما خروج الالاف يوم التاسع من يوليو 2005 لملاقاة بطلهم القومي قرنق وما تدافع الالاف للتسجيل في سجلات الحركة كاعضاء وما خيبتهم بذهاب بطلهم المفاجئ وما تلي ذلك وحتي اليوم من احباط عام في الشارع السوداني لم تضيئه حتي الاف الشموع التي ملات ميدان المريخ يوم 31 اغسطس الماضي ولا حديث ابن الغائب ولا محاولات ياسر لتاكيد مسيرة الغائب الا دليل لذلك فكارتيل لام كول تمكن من التسلل الي كل جحر في مؤسسة الرئاسة والحكم والتفت شباكه العنكبوتية حول النائب تجره جنوبا منذ الان وبقي صديقنا باقان يبحث عن شنطته فقد وعدني عندما اهديتها اليه قبل خمس اعوام حيث اعيش واتي للزيارة بانه لن يعود الي الا وبها سلام ووحدة ..ولكنه عاد الي المكان الذي اعيش فيه ولم اعرف الا بعد ان سافر ..

Post: #204
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-05-2006, 11:02 AM
Parent: #203

سلامي إلى الجميع،

وشكراً جزيلاً للأخ والصديق الحبيب عجب الفيا، والذي نتوقع أن تكون مساهماته عجباً لنا. ونتوقع أيضاً المشاركة من قريبي ونظيري المعز الجمري أبو نورة، وكذلك نتوقع مساهمة الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرحمن محمد الحسن وزوجته تلك المباركة دكتورة أسماء الدروبي، المرأة التي تملك رصانة الفهم وثقافة الحرف.

هذه الدعوة مفتوحة عامة لكل من يجد في نفسه أو نفسها هم أو اهتمال بأمر السودان، لأننا لان نضيق بأنماط السلوك المختلفة. ولأننا أيضاً نحاول أن نجعل من هذا البوست تجربة لما قد يعيشه الناس في واقعهم اليومي. لا نحب أن يكون هذا البوست فقط للتحليل السياسي الأكاديمي التنظيري، إنما يجب يكون حواراً بين الأشخاص الأحرار، الذين ينتمون إلى فهم عام يعين على تركيب وتكوين مجتمع أفضل.

سلامي إلى هادف حيدر بدوي!

Post: #205
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-05-2006, 11:40 AM
Parent: #204

يجب أن نؤكد توكيداً قاطعاً أن مشروعنا هذا هو مشروع دستور (لاصفحة فيه لأي دين بعينه، حيث كل الناس سواء، لأن هذا هو مطلوب كل الأديان وكل عقائد الناس ومفاهيم الإنسان جملة وإن اختلفت التفاصيل). والدستور هو محاولة لتطوير فهمنا اللواقع. وهكذا يجب أن يكون مشروعنا هذا هو مشروع لدستور سوداني حي متجدد دوماً، وليس دائماً. فالدستور الدائم هو حلم البشرية، وهو لم يأت بعد، ولن يأتي، فإنما يظهر منه لنا أمر التطور. الدستور هو محاولة الأفراد والجماعات في إقرار ما يعرفونه من الحق، وصياغته في شكل نسبي يجعل الحياة مطية للسعادة بواسطة العدل والحرية والمساواة. الدستور الدائم هو مشروع لم يتم، ولن يكون التمام منه مطلقاً، لأنه هو مشروع تطور الإنسان وهو مفتوح على الإطلاق. ذلك لأنه جدل العقل مع النقل بين الماضي الواقع والمستقبل.

Post: #206
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-05-2006, 11:48 AM
Parent: #205

عزيزي متوكل،

أشكرك وافر الشكر على إجلاسي في صحن المعبد. نعم، هذا هو صحن المسجد. الدستور الدائم، ولا دائم إلا الله، المطلق، هو الشأن الذي يجب أن يشغلنا. وقد نبهتني لديباجة دستور السودان التي وضعها الأستاذ محمود قبيل استشهاده مباشرة. وربما كان هذا هو المقام المناسب لطرحهاهنا. وستكون الحلقة الثالثة في السلسلة عن هذا الأمر.

أشكرك، مجدداً، شكراً، وافرا. ترقب الحلقة الثالثة قبل نهاية اليوم.

Post: #207
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: abubakr
Date: 08-05-2006, 02:08 PM
Parent: #1

الاعزاء
لاحظت في مداخلات اشارة الي " علمانية " او دولة علمانية وحتي يكون السجال متسقا ارجو ان يتكرم الاعزاء بتوضيح ذلك تفاديا للخلط :
هل علمانية بمعني لا انتماء او ارتباط بدين او عقيدة اي ان ياتي دستور لا اشارة فيه لدين او عقيدة روحانيةاو اعراف ؟
هل علمانية بمعتي فصل كامل بين السلطة والدين ولكنه مضمن في الدستور من خلال الاشارة الي الدين او الاديان والاعراف كمعاون او مؤشر للعلاقات

هل هناك دساتيير لمجتمعات شبيهة لا ذكر فيها لعقيدة روحانية او اعراف بحيث تغيب تماما حتي شكلا فلا نجد مثلا الرئيس يؤدي قسم الولاء امام رجل دين او واضعا يده علي كتاب مقدس

ودمتم

Post: #208
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-05-2006, 09:35 PM
Parent: #207

نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض

الجمهورية السودانية الثانية التي نعنيها ههنا هي جمهورية جديدة تقوم على أنقاض الجمهورية السودانية الأولى. والجمهورية السودانية الأولى بدأت منذ أن نال السودان الاستقلال وإلى يوم الناس هذا. وهي ليست جمهورية إلا بالإسم، حيث أصبحنا "جمهورية السودان،" دو أن نمارس الحكم الجمهوري بالمعنى السامي الذي طرحته الثورة الفرنسية. فقد عجزنا عن تطبيق النظام الجمهوري، بمثلما عجزت الثورة الفرنسية نفسها عن تطبيقه، مع الفارق بين التجربتين.

الجمهورية السودانية الأولى اتسمت بالحكم الدكتاتوري. ذلك لأن السودان أدارته، منذ استقلاله وحتى اليوم، حكومات مدنية دكتاتورية في الجوهر(وإن كنت قد انتخبت بواسطة صناديق الاقتراع)، أوحكومات عسكرية دكتاتورية محضة (تدعي الديمقراطية، زوراً وبهتاناً). أما الجمهورية السودانية الثانية، المرجوة، فهي جمهورية قد برئت من الطائفية ومن الهوس الديني، ومن أطماع الصفوة في السلطة والثروة. وهي جمهورية تقوم على مفاهيم السودان الجديد كما طرحها الأستاذ محمود محمد طه والدكتور جون قرنق دي مابيور.

الأستاذ محمود محمد طه هو صاحب فكرة مشروع الجمهورية السودانية، بلا منازع. فقد بشر بها منذ فجر مقاومته الباسلة للاستعمار. ذلك قبل أن يصبح السودان "جمهورية!" فكان أن نشأ الحزب "الجمهوري" تحت رعايته، قبل أن ينال السودان استقلاله. وظل الأستاذ محمود يبشر بالجمهورية السودانية الثانية ويدعو لها، بعد أن فشلت تجربة الجمهورية السودانية الأولى، مروراً بالطائفية البغضاء، وانتهاء بالهوس الديني الماحق.

وفي ذلك قال الأستاذ محمود محمد طه، في أبدع وثيقة كتبها، عنا نحن السودانيين، أننا بلونا أسوأ ألوان الحكم النيابي، في محاولتنـا في بدء الحكــم الوطني وبعـد ثورة أكتوبر 1964‏.‏ هذه الوثيقة التي وضع لها الأستاذ عنوان "ديباجة الدستور،" كتبت في فترة اعتقاله المطولة بواسطة جهاز الأمن السوداني في منزل حكومي كان يسكن فيه بونا ملوال إبان الحكم المايوي. فترة الإعتقال تلك تطاولت لمدة ثمانية عشرة شهراً. وقد سمح طولها للأستاذ محمود بتكثيف التأمل، تأمل الشهيد، الواسع، الخبير، في الشأن السوداني. وقد تمخضت عن ذلك التأمل وثيقة "ديباجة الدستور،" التي لم تنشر على الملأ حتى الآن. ولا نريد هنا نشرها كاملة، ولكنا سنقتبس منها ماشاء لنا الله الاقتباس، مما تستوجبه المعاني والأفكار التي نريد موالاة طرحها في سياق حديثنا عن مشروع الجمهورية السودانية الثانية.

يقول الأستاذ محمود محمد طه في "ديباجة الدستور،" أن أحزابنا السياسية كانت طائفية الولاء، طائفيـة الممارسـة. فهي لم تكن تملك مذهبيــة في الـحكم.‏ و الطائفية نقيض الديمقراطية‏. ‏ ففي حين تقوم الديمقراطية علي توسيـع وعي المواطنين، تقوم الطائفية علي تجميد وعيهم‏. ‏ وفي حين أن الديمقـراطية تكون خدمة مصلحة الشعب، فان الطائفية تخدم مصلحتها هي، ضد مصلحـة الشعب. و من ههنا جاء فساد الحكم النيابي الأول عندنا. فكانت أصوات الناخبين توجه بالإشارة من زعيم الطائفة، كما كانت تشتري!! وكـان النـواب يشترون أيضا!! وذلك في جـو مـن الصـراع الحزبي الطاحن علي السلطة أدي إلي تهديد سيادة البلاد واستقلالها‏. فقد قامت حكومة ائتلافية بين حزب الأمة، و حزب الشعب (حزبـي الطائفتين ذواتي الخصومة التقليدية، طائفة الأنصار، وطائفة الختمية) ‏ ودخلت البلاد في أزمة سياسية من جراء عدم الانسجام في الوزارة، وبروز الاتجاه للالتقاء بين الحزب الوطني الاتحادي، الذي كان في المعارضة، وحزب الشعب، عن طريق وساطة مصر. فسافر رئيسا الحزبين، السيد إسماعيل الأزهري، والسيد علي عبد الرحمن، إلي مصر، لهذا الغرض.

يستمر الأستاذ محمود في سياق تناوله لفشل الجمهورية السودانية الأولى ليقول بأنه قد نسب لرئيس الوطني الاتحادي تصريح ، بمصر، يعترف فيه باتفاقية 1929، التي كانت حكومة السودان الشرعية قــد ألغتها‏ .‏‏.‏ (وهي الاتفاقية التي أُبرمت في الماضي بين دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا، و مصر، بينما كان السودان غائبا، تحت الاستعمار، فأعطت السودان نصيبا مجحفا من مياه النيل، بالنسبة لنصيب مصر‏). و كان ذلك الاعتراف بالاتفاقية بمثابة مساومة مع مصر لتعين الحزب علي العودة للحكم‏.‏ كما صرح رئيس حزب الشعب، بمصر، بأن حزبه يقف في المعارضة ! ! (أنباء السودان 15/11/1958، الرأي العام 9/11/195.

‏ في هــذا الجو السيـاسي الذي يهدد استقـلال البلاد، و سيادتـها، بالتدخـل الأجنبي، يقول الأستا ذ محمود، سلم السيد عبد الله خليل رئيس الـوزراء، الحكــم للجيش‏.‏‏ فكان انقلاب 17 نوفمبر 58 بمثابة إنقاذ للبلاد‏.‏ ‏ واستمر الحكم العسكـري ست سنوات، صادر فيها الحريات وقوض الديمقراطية‏.‏ و برغم انه حقق شيئا من التنمية الاقتصادية، إلا انه آل إلى صور من العجز عن الإصلاح، وفي الفساد، أدت إلى قيام ثورة 21 أكتوبر 1964.

وفي تقويمه لثورة أكتوبر، يقول الأستاذ محمود أنها مثلت الإرادة الشعبيـة، السلمية، وإجماع الشعب السوداني الكامل علي الرغبة في التغيير، وإن لم يكن يملك المعرفة بطريقة التغيير‏.‏‏‏ فتخطي الشعب الولاءات الطائفية، وهو ينادي بعدم العودة لماضي الحزبية الطائفية‏.‏‏‏ ولكـن سرعان ما أجهضت الأحزاب الطائفية تـلك الثورة، و صفـــت مكتسباتها. ‏ فقــد ضغطت، بالإرهـاب السياسي، علي رئيس حكومة أكتوبر الثورية حتى استقال، و شكل حكومة حزبيـة برئاستـه. ثم عادت الأحزاب الطائفية للسلطة، عن طريق الأغلبية الميكانيكيـة الطائفيـة فـي الانتخابات. وهذا ما سميته في افتتاح هذه الحلقة بالدكتاتورية المدنية.‏‏

حسب الأستاذ محمود في "ديباجة الدستور،" قامت حكومة ائتلافية من حزب الأمة والوطني الاتحادي‏.‏‏‏ و تعرضت الديمقراطية في هذه التجربة النيابية الثانية لأسـوأ صـــور المسـخ، عــلاوة علــي المسـخ الذي تعرضت له الديمقراطيـة من جراء فسـاد القلة، ومـن جراء قصــور وعـي الشعب. ‏ فقد عُدل الدستور مرتين للتمكين للحكم الطائفي في الاستمرار: مرة ليتمكن أزهري من أن يكون رئيسا دائما لمجلس السيادة، في إطار الاتفاق بين الحزبين علي اقتسام السلطة. ومرة أخري لحل الحزب الشيوعي، و طرد نوابه من الجمعية التأسيسية‏.‏‏.‏ فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة 5/2 من الدستور، و التي تعد بمثابة روح الدستور‏.‏‏.‏ و هي المادة التي تنص علي الحقوق الأساسية، كحق التعبير، وحق التنظيم‏.‏‏.‏ و لما حكمت المحكمة العليـا بعدم دستورية ذلك التعديــل (مجلة الأحكام القضائية، 196 أعلن رئيس الوزراء آنذاك، السيد الصادق المهدي، "أن الحكومة غير ملزمـة بأن تأخذ بالحـكم القضائـي الـخاص بالقضيــة الدستورية" (الرأي العام 13/7/1966)‏.‏‏ وذلك عرض القضاء السوداني لتحقيـر لم يتعـرض لـه في تاريخه قط!!

ولما رفعت الهيئة القضائية مذكرة إلى مجلس السيادة تطلب فيها تصحيح الوضع بما يعيد للهيئة مكانتها (الرأي العام، 27/12/1966)، وصف مجلـس السيادة حكم المحكمة العليا بالخطأ القانوني (الأيام، 20/4/1967) فاستقال رئيس القضاء السيد بابكر عوض الله. وجاء في الاستقالة "إنني لم أشهد في كل حياتي القضائية اتجاها نحو التحقير من شأن القضاء، و النيل من استقلاله كما أري اليوم‏.‏‏ ‏ إنني أعلم بكل أسف تلـك الاتجاهات الخطـيرة عنـد قــادة الحكم اليـوم، لا للحـد مـن سلطـات القضـاء في الدستـور فحسب، بل لوضعـه تحت إشـراف الهيئة التنفيذية..."

هذه صورة لفشل التجربة الديمقراطية النيابية في بلادنا، مما حولها إلى دكتاتورية مدنية، هددت الاستقرار السياسي، حتى جاءت حكومة مايو الدكتاتورية بمثابة إنقاذ آخر للبلاد!! وهنا يقول الأستاذ محمود بأن بأن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي، وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب، مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها. هذا الحال لم يكن بمعزل عن فشل الديمقراطية في ظل البلاد المتخلفة. حيث أدى التخلف إلي الانقلابات العسكرية، في كل مكان، في النصف الأخير من القرن المنصرم. وليس في الانقلابات العسكرية حل‏، كما بينت التجربة القاسية مع حكم مايو، والتجربة المريرة الباطشة مع حكومة الهوس الديني.‏

Post: #209
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-06-2006, 07:49 AM
Parent: #208

إلى الأعالي!

Post: #210
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-06-2006, 03:47 PM
Parent: #209

الأخ /د.حيدر
المتداخلون والقراء
أجمل التحايا والود
أجد نفسي مرة أخري راغباً في الضغط بقوة على مابدأت به حديثي في أول مداخلة لي في هذا الخيط وتكرر بصور مختلفة تقريباً في جل ما كتبته وقد حفزني على ذلك ما جاء في حديث الأخ حيدر وعدم ورود أي إشارة في كل ما جاء من أحاديث الإخوة المتداخلين لمقترحات حول معالجة هذه المسألة والتي تمثل في رأيي منطلقاً مهماً وأولياً نحو الجمهورية الثانية لأنها معقدة وتاريخية ،بل أخشى إن لم نأخذها مأخذ الجد الإنزلاق و الغوص في نفس المستنقع الآسن الذي نجهد أنفسنا للخروج منه.
يقول الأخ حيدر:
Quote: عــلاوة علــي المسـخ الذي تعرضت له الديمقراطيـة من جراء فسـاد القلة، ومـن جراء قصــور وعـي الشعب.
وهنا لا يخطئ القاريء المستبصر إدراك الإختلال الحادث في ميزان القوة لصالح القلة بسبب نقص الوعي عند الشعب، مما أدى إلى فساد القلة، والقوة بلا دفع مماثل ،سلطة مطلقة، التي هي مفسدة مطلقة وهو أمر تهيأنا له جميعاً بحكم الطبع البشري الذي سبق الحديث عنه بصفتي الجهل والإلتواء الذي تمثله النفس الأمارة.
ثم يمضي قائلاً:
Quote: وهنا يقول الأستاذ محمود بأن بأن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي، وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب، مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها.
إن القلة التي تحكم الشعب هي مجموع النخب المتعلمة التي وجدت في الطائفية أيسر السبل والوسائل لتحقيق رفاهيتها وأطماعها الشخصية وهذا ما ظللت أنعته بفهلوة المتعلمين ،وقد إستعاض البعض عن الطائفية بوسيلة الإثنية أوالجهوية أوالآيدولوجية، وكلها وسائل أوردتنا موارد الهلاك ،ولا يفوتني أن أنبه كما أسلفت الذكر طبيعية هذا الأمر وواقعيته كي لا ننجذب إلى أحلام طوباوية تبعدنا عن الواقع فالإنسان هو الإنسان المعطى الذي يمسي وهو مؤمن ويصبح وهو كافر،حسب الظرف الذي يكون فيه، أما نحن فنريد ظرفاً يجعل الحاكم مؤمناً في الليل والنهار وإن كفر ففي سره ويؤذي نفسه ولا يطال الآخرين، وذلك يكون بالدفع الذي توفره الشفافية والحرية وسيادة القانون وكلها موجودة في النظام الديموقراطي الذي نحن بصدده في الجمهورية الثانية ،أما وسيلتنا هذه المرة فعقيدة جديدة، إسمها الوطن الصالح الذي يوفر لنا المأوى والخبز والأمن والحرية والمساواة والعدالة والعزة، وهي وسيلة تحتاج قدراً كبيراً من إشاعة الوعي الذي يحتاج بدوره إلى آليات جديدة وجهد، وهو الطريق الذي بدأه الأستاذ محمود ، ليقيم به الإختلال في ميزان القوة لصالح الحاكم والمحكوم، ومازلنا نحتاجه بقدر أعلى مما كان فهو أحد أهم معوقات الديموقراطية الحقيقية ففي أدنى الدرجات عند نقصه لا يستطيع المحكوم من الإستفادة مما توفره له الديموقراطية من حقوق ،فيطغى بسبب ذلك الحاكم ويجهل ،فظروف تطور النظم الإجتماعية في أوروبا إلى الديموقراطية والتي تطور معها إنسانها سيراً في التاريخ، غير ظرف السودان الحالي فنحن مقلدون وهم أصلاء صعدوا السلم درجة درجة وهذه الحالة تشبه إلى حد كبير تلميذ وصل إلى الصف السادس وهو لا يتقن القراءة فإن أردنا معالجة أمره لا بد من أن نعيده إلى المربع الأول لأن التعليم مبني على التراكم ،والوعي مبني على المعرفة والمعرفة تتولد عن الخبرة فكيف السبيل إلى فك هذا الطلسم مع ملاحظة أننا لا نريد قضاء نفس الفترة التاريخية التي أمضتها أوروبا لتصل لهذا المستوى!!!؟
إقترح الأخ عادل قناة تلفزيونية وأيدته أنا في ذلك ،وأبدى الأخ حيدر عدم رفضه للفكرة من حيث المبدأ ولكنه أمسك لمعوقات لم يفصح عنها وأنا أدعوه كما أدعو الجميع لإبداء أرآئهم ومقترحاتهم في هذا الشأن إذا كانوا مؤمنين بأن الوعي من أهم متطلبات المرحلة لإقامة جمهورية الثانية وحسن التصرف فيما توفره من حقوق والتي يتمتع حكامها ومواطنيها بأقل قدر من معايب السلوك الغليظة .

نتابع إذا كان للعمر بقية أبوحمد

Post: #211
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Tragie Mustafa
Date: 08-06-2006, 04:10 PM
Parent: #210


ضد سلطة الإرهاب والتعذيب : المجد للمواطنة عائشة النسيم ...قبضة الجلادين السفلة


دكتور حيدر بدوي

هذا اهداء لك.....

فعندما يتحدث مثقفي السودان ويتناولون تعاطي الشأن العام بكثير من النفس الطويل

تكون امرأه مثل عائشه نسيم قد ماتت تحت التعذيب....

Quote: هل ينجح أمن الأنقاذ فيما فشل فيه الجنود الأمريكان بالعراق

حامد بشرى

هذه رسالة الى أمرأة لم اتشرف برؤيتها او الحديث اليها ولا حتى بمعرفة عنوانها أو مكان سكنها . كلما أعرفه عنها أنها من عامة النساء ولم تكن فى يوم من الأيام من علية القوم أو المشاهير . لم أطلع على أسمها فى قائمة نساء وطنى اللائى شاركن فى العمل العام ، لم تكن خطيبة فى الندوات أوعضوة قيادية فى حزب سياسى أو من الناشطات فى مجال حقوق المرأة وقد تكون حتى لا تجيد القراءة والكتابة كغالبية نساء السودان .

تعرفت عليها الأسبوع الماضى عندما قرأت أسمها فى النشرة الألكترونية للمنظمة السودانية لضحايا التعذيب . كل التعريف الذي ورد في سيرتها الذاتيه قبل الأربعاء 14-06- 2006 أنها عائشة النسيم الطاهر و تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً ، ربة منرل ، متزوجة و أم لطفلين . تم اعتقالها من منزلها يوم الأربعاء الساعة 4 صباحاً بواسطة أجهزة الأمن و رُحلت الي مدينة تندلتي علي بعد 80 كيلومتر من كوستي . عزيزتي عائشة ، اعتقال نساء وطني بدعة لأول مرة أسمع بها أيام السفاح حينما أوحى اليه مستشاره و شريكه في الجريمة و عراب حكومة الأنقاذ الحالية شيخ حسن بتطبيق ما اصطلح علي تسميته بقوانين سبتمبر . بدعة اعتقال الأمهات بدأت بصانعات الخمور البلدية ثم شمل الهوس اعتقال المناضلات أو العكس ثم عادت هذه الجريمة اللا انسانية و المناهضة لحقوق الانسان للظهور في ظل النظام الحالي وأتسع نطاقها لتشمل ربات البيوت ، أسر شهداء رمضان ، الأمهات اللائي سيرن المظاهرات ضد تجنيد الأطفال و القصر وارسالهم الي محرقة الحرب ، مظاهرات الأمهات بعد مجزرة العيلفون . كذلك شمل الاعتقال أخواتك الذين قادوا المعركة ضد سياسات مجذوب الخليفة الذي أراد أن يحرم حق العمل للنساء عندما كان والياً علي الخرطوم .

لا ينكر الأ مكابر أن الأنقاذ أهانت النساء والأمهات وفلذات الأكباد حيث تم جلدهن بالسياط وحلاقة شعر الرأس لبعضهن ، وصل الجرم حد اطلاق الرصاص عليهن وسقطن شهداء . السجل المخزي تجاه انتهاكاتها المتكررة لحقوق الانسان شمل ترحيل المعارضين السياسين الي سجون السودان المختلفة بشالا و بورتسودان و دبك ، الأّ أن حالتك يا عائشة هي الأولي حيث يتم ترحيل معتقلة الي مدينة اخرى وليت الخبر ينتهي عند هذه الكارثة التي ستدخل موسوعة جينيز السياسية لحكومة الانقاذ.

بمدينة تندلتى تم استجوابك وسؤالك عن مكان تواجد عمك آدم وبما أنك لا تدرين أين آدم تم تحويلك الي قسم آخر بالمبني برفقة الضابط وليد . وفي هذا القسم سقط قناع حكومة الوحدة الوطنية و تم فضح اتفاقيات نيفاشا وأبوجا والقاهرة وبقية العقد الفريد فيما يتعلق بملف حقوق الانسان واشاعة الديمقراطية . مُورست ضدك أبشع أنواع التعذيب التي قام بها معتوهي أمن النظام وليد وجلال بحضور السفلة الآخرين السنوسي أبوطالب ومحمد دود . تم تقييد يديكي و رجليكي ثم بعد ذلك أدخلوا الجسم الصلب بين فخذيكي ، استخدموا نفس هذه الآلة الصلبة لتعليقك حيثوا جعلوا الرأس الي اسفل وباقي الجسد الي أعلي ، لم يكتفوا بهذا وأنما عصبوا عينيكي ومارسوا الضرب علي قدميكي بواسطة خراطيش المياه . تفتقت عبقرية الساقطين حينما فكوا رباط الرجلين وارادوا أن تمارسي مشي الأرنب بعد أن أدموا القدمين . بعد كل هذه الممارسات الوحشية التي لا تمت للأخلاق ولا الانسانية ولا السلوك السوداني بصلة ، لم يستطيعوا انتزاع اعتراف منك بجريمة لم تقترفيها أو حقيقة لم تشاهديها .هذا التعذيب والتنكيل ضد امرأة لم تقترف ذنب أوترتكب جريمة أو مارست عمل سياسي محظور وانما جريرتها الوحيدة أنها لم تستطع أن تتحول الي " شاهد ما شافش حاجة ".

حكومة الانقاذ تريد من المواطن في شخصك الكريم أن يهدم النسيج الاجتماعي والأرث الأسري ، وأن يشهد ضد اخيه وأمه وأبيه ، عصابة الانقاذ تريد أن تقيم الساعة قبل ميقاتها . ضابط الأمن جلال الذي تعوذ ضميره الأنسانية والرحمة وكأنه لم تلده سودانية لم يكتف بأبشع ما مارس ضدك وانما جعل من التعذيب هواية وحرفة ، اتى بالمحلول الحارق وأراد أن يصبه في رحمك . هذا الساقط عميان البصر والبصيرة اراد أن يحول تندلتى الي أبوغريب . أذا وجدنا العذر للجنود الأمريكان في جهلهم عن اين تقع العراق أهي بالقرب من استراليا أم فرنسا ناهيك عن الشعب العراقي وما قدم للانسانية هل لنا أن نجد أي عذر لصلاح قوش أو عاصم كباشي في ممارسة ما لم يخطر علي قلب بشر ضد بني جلدته وحقيقة ضد أخته وأمه . هذا عقوق بالوالدين والوطن والمواطنة . روت لي جدة أبنائي وهي التي مكثت بمعسكرات النازية ما يزيد عن العامين ان الجنود الألمان كانت تصدر لهم تعليمات وأوامر واضحة بعدم التعرض للنساء بالمعسكر بل يجب مساعدتهن خاصة الحوامل و المرضعات ، وأذا ماتم انتهاك لذلك يعاقب المجرم امام ضحيته . وبعد مضي أكثر من نصف قرن علي نهاية الدولة الفاشية يتضح ان هتلر الذي أدانته البشرية أكثر انسانية ورحمة من حكومة الانقاذ التي أتت لتطبيق شرع الله ورفع شأن الدين الاسلامي .

ياشعب السودان ، الحديث عن لجنة مصالحة ودفع الضرر أو عفو عام علي غرار لجنة الحقيقة و المصالحة التي تمت بجنوب افريقيا لن يجدي مع هؤلاء . بنفس المنطق الذي اعادونا فيه للقرون الوسطي سنحتكم الي قوانين القرون الوسطي العين بالعين والسن بالسن والجسم الصلب بالجسم الصلب والبادئ أظلم .

يا عائشة ، نومي قريرة العين ، واحكي لأبنائك بكل كبرياءٍ ما قدمتيه تجاه الوطن وانا لفخورون بك .

حامد بشرى


وهذا ما كتبته انا كتعليق على هذه الفظاعه:

Quote:
محلول حارق في الرحم اي تم العبث بالمهبل اولا تخيلوا؟؟؟؟؟؟

هذه قمة الفظاعه

ولم تتم على اي سياسيه من الوسط او متعلمه!!!!!!

اذن زاد التعذيب لانها امرأه بسيطه ومن الهامش وليس وراها اسره متعلمه او (واصله)


شكرا للمنظمه السودانيه لضحايا التعذيب

اشكر الاخ حامد بشرى لنقل هذا المقال لنا

واشكر ابو ساندرا لتسليط الضؤ

ولكن كل هذا يؤكد لنا ان ما يحدث في هوامش السودان هو افظع مائة

مرة عن ما يحدث في العاصمه ووسط المتعلمين...

تم تعذيب مثل هذا لرجال من الوسط ,لكنه لم يحدث لنساء....

سامع يا دكتور حيدر بدوي صديق

يا ايها المتهم لخالد كودي بالعنصريه

عرفت لماذا كان لابد لخالد وغيره ان يكتبوا بخناجرهم وليس باقلامهم؟؟؟؟؟

تراجي.


لم اقرأ بوستك بعد

ولكني اوضح لك كم نحن مشغولين بامور بسيطه مثل هذه الفظاعه

لكنها توضح الهم اليومي لاهل الهامش.

تراجي.

Post: #212
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 08-07-2006, 02:32 AM
Parent: #211

Quote: تقرير: مزدلفة محمد عثمان
[email protected]
الانتخابات التي يحل ميقاتها بعد نحو أقل من عامين حركت جمود الأحزاب السياسية فاندفعت تفكر في وضعيتها ومقدرتها على خوض معركة ستكون بكل المقاييس حامية الوطيس، فواقع الحال يؤشر لضعف وضمور هائلين ينهشان جسد كل القوى السياسية ، لافرق بين التاريخي منها والحديث أو المشكل بفعل الصدفة ، جميعها تعاني الصراع والتنازع والضمور والافتقار الى الهدف وإذا استثنينا حزب المؤتمر الوطني باعتباره حاكما وبالتالي يسيطر على مقاليد كل شئ، إلا أنه بحاجة خلال المرحلة المقبلة الى حليف يسنده ، والسند المطلوب في المرحلة المقبلة ليس من شاكلة احزاب البرنامج الوطني التى لا تتمتع بثقل جماهيري لكنه بحاجة الى كيان يجمع بين القبول الديني والهوى السياسي وبالتالي ليس امامه سوى الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني ذلك الرجل صاحب النفوذ الختمي الواسع ، فحزب الأمة الذي يجمع بين كيان الأنصار الديني والحزب السياسي بزعامة الصادق المهدي احرق مراكبه مع الحكومة واختار طريق المعارضة مسنودا بغرماء الوطني السابقين في المؤتمر الشعبي ، وليس امام الوطني سوى المضي باتجاه الميرغني الذي يقود منذ فترة طويلة تيارا تقاربيا مع الحكومة توجها باقرار المشاركة في الحكومة والبرلمان ، وبرغم ان الجملة الاخيرة تثير غضب الكثيرين في التجمع الوطني الديموقراطي الذي يرأسه الميرغني باعتبار ان قرار المشاركة الذي ولد جدلا كثيفا لم يتخذ إلا دخول البرلمانات الولائية والقومية الا ان واقع الحال يؤشر الى عكس ما يقال فالوزراء والمعتمدون المنتمون للحزب الاتحادي يشغلون مناصب في الجهاز التشريعي بالخرطوم وفي كثير من الولايات ،ولا يعقل ان يخالف هؤلاء اوامر رئيس الحزب ويصرون على المشاركة وهو رافض وغاضب .

وما ان انتهى الجدل حول المشاركة حتى ابتدأ عراك جديد ، لكنه مميز هذه المرة بالعمق ، فمعركة التحالف الاستراتيجي مع المؤتمر الوطني- التي يقودها تيار من نافذي الحزب الذين ناصروا المشاركة وأنجزوها - تعني ان تأخذ العلاقة ابعادا اقوى لا تتوفر بأي حال في المشاركة بالحكومة .
ووفقا لمسئول رفيع بالحزب الاتحادي فضل حجب هويته ، فإن الاتصالات بين الوطني وحزبه لم تنقطع اصلا ، لكنها اصيبت بعض الأحيان بالجمود وينوه الى مذكرة تفاهم أبرمت قبل نحو ست سنوات على ايام الراحل الفريق يوسف احمد يوسف احد ابرز قيادات الحزب الاتحادي حملت عرضا بالشراكة في الحكومة ، لكنها تجمدت لأن الحزب كان حريصا على استصحاب احزاب التجمع ، ويقول المسئول الذي تحدث لـ" الصحافة " مؤيدا التحالف مع الوطني ان تحقق مشاركة التجمع في السلطة بغض النظر عن تصنيفها ، تجعل من الطبيعي نفض الغبار عن التحالف القديم خاصة وان المستجدات المحلية والإقليمية تفرض نفسها وتدفع بقوة في ذات الاتجاه. ويشير إلى ان ما يدور في الحزب الاتحادي عن التحالف القادم مع الوطني ينصب في اتجاه التعاطي مع الواقع الجديد وادارة حوار يفضي الى تحالف استراتيجي، شريطة ان يتعامل الوطني مع حزب الميرغني بحجمه الحقيقي .
وتتحدث معلومات " الصحافة " عن مشاورات مكثفة تجريها الحكومة مع الميرغني هذه الأيام لمنح الاتحادي مزيدا من المناصب في التعديل الوزاري المرتقب بعد التوصل الى حل لأزمة شرق السودان ، وقبلها رشحت الحكومة ثلاثة من عناصر الحزب الاتحادي في تعيين سياسي لتترأس بعثات السودان الدبلوماسية في أسمرا ولندن وبغداد .
ويبدو تحالف الميرغني مع الوطني في نظر كثيرين الاقرب الى الواقع خاصة وان الرجل تولى بنجاح تطبيع العلاقات بين الخرطوم واسمرا ، وقاد في ذات الصدد وساطة قوية لازال يستكملها بالعمل مع الاريتريين لانجاح مفاوضات شرق السودان التي تتوسط فيها اريتريا ،ويتجاوز دور الميرغني الوساطات الداخلية ويتعداها الى الشرق الأوسط حيث يعمد الى الاتصال بالطوائف الدينية المتنازعة في العراق وهو دور تحبذه الحكومة التي ترأس جامعة الدول العربية ويضاف الى رصيدها ان يلعب زعيم سوداني بمكانة الميرغني دورا من تلك الشاكلة بغض النظر عن امكانية فشله او التمكن من انجاز قدر من النجاح .
وبالمقابل فإن مجرد الحديث عن تقارب استراتيجي بين الوطني والحزب الاتحادي يثير وسط قيادا ت الحزب المتشددة ثورة عارمة ويحاولون دائما التذكير بأن الميرغني لا ينبغي ان يتحدث باسم الحزب الذي تحكمه المؤسسات والتي كما يقول نائب رئيس الحزب علي محمود حسنين لم تناقش اصلا اتجاها للتحالف التاكتيكي او الاستراتيجي مع الوطني ويقول لـ" الصحافة " في مكتبه امس الاول ،لا يمكن ولا يجوز ان ندخل في تحالف مع الوطني لان ذلك يعني تحالفاً مع الشمولية والوطني يمثل الشمولية وهي نقيض للحزب الاتحادي الذي تقوم ثوابته على الديمقراطية والتعددية وبالتالي فإن هناك تناقض بين الوطني والاتحادي كالذي بين الايمان والشك، ويضيف بالقول "اذا كان هناك من يهرول نحو الشمولية لأجندته الخاصة او حساباته المغلوطة فخير له ان يذهب الى الوطني ليريح ويستريح ". مستبعدا حدوث انقسام داخل الحزب الاتحادي لانه معصوم من الانشقاق حول المبادئ والثوابت .
واللافت ان الحديث عن تحالف بين الوطني والاتحادي تزامن مع انتهاء اجتماعات تشاورية ترأسها الميرغني بحضور ممثلي فصائل منضوية تحت التجمع ، توجت في خواتيمها بالاتفاق على توسيع التحالفات واشراك حزب الأمة مع تمتين الوشائج مع الحركة الشعبية ليعاد صياغة التحالف الأزلي على اسس جديدة تستثمر حالة التشاحن القائمة بين الحركة والمؤتمر الوطني ، ويبدو في رأي محللين سياسيين ان اخراج الحديثين بتوقيت متزامن رمى الى احداث ربكة في التجمع المتهالك اصلا ،بجانب تعميق التنازع بين الاتحاديين انفسهم .ويرى علي محمود حسنين ان الاوفق في ظل الوضع الراهن توحد كل القوى التي وقعت على ميثاق اسمرة خاصة الحركة وحزب الامة ويضاف اليها المؤتمر الشعبي ، بجانب الفصائل الاخرى لخوض الانتخابات في قائمة موحدة و بمرشح واحد يواجه المؤتمر الوطني . ويضيف بالقول إن المطلب ذاته بحاجة الى برنامج وترتيبات لكن انجازه مقدور عليه هذا لاسيما وان الخطوة نفسها اثبتت نجاحا داخل الحركة الطلابية واتحاد المزارعين ونقابات العمال، وشدد حسنين على ضرورة مبادرة الاتحاديين لتبني تلك المقترحات حتى تخرس الألسن التي تدعو لمغازلة الوطني .
ويقول القيادي بالحزب الاتحادي معز حضرة ان التحالف يكون واقعيا اذا اتفق الطرفان على الفكر والمنهج ولكن الوطني والاتحادي لا يلتقيان اصلا بحكم التباعد المنهجي في كليهما .ويقول مهاجما بإن الانتهازيين في الحزب توهموا ان السلطة والمناصب يمكن ان يخلقا تحالفا استراتيجيا ولكن الامر وفق قوله يعتبرفي عداد المستحيل لان قواعد الحزب اصدرت حكما مسبقا رفضت فيه التقارب مع النظام الشمولي المتسلط.
لكن قياديا بالحزب الاتحادي يناصر التقارب مع الوطني يقول لـ " الصحافة" امس ان النظام الحالي لايماثل (الانقاذ) اوائل التسعينات ،مشيرا الى فوارق جلية يعايشها الجميع في تقبله للآخر ولايوجد في علم السياسة عداوة دائمة ولا صداقة دائمة طالما كان هناك تغييرا في الفكر وضرورة للاحتكام الى واقع جديد تفرزه الانتخابات القادمة ،ينبغي التعايش معه، لكنه يشير الى ان الامر على تلك الشاكلة لا يعني الغاء العلاقة مع التجمع ولكن للحزب الاتحادي كما يقول مصالحه ، ولا يمكن ان يبقى جامدا لانه الحزب(العاقل)الذي يشكل حلقة الوصل بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني اكبر شركاء السلام المتشاكسين وهو قادر على الجمع بينهما .
ولا يتفق علي احمد السيد ابرز قادة التجمع والحزب الاتحادي في الداخل رئيس لجنة السلام والمصالحة بالبرلمان ،مع وجهة النظر تلك ويدمغ المؤتمر بالشريك غير المأمون ، ويقول لـ" الصحافة " هاتفيا امس الاول ان التجمع يفكر جديا في اعادة النظر بعملية المشاركة في الحكومة ناهيك عن بناء تحالف استراتيجي مع المؤتمر الوطني الذي يصر على التمسك بادارة الامور على طريقة الغاء وجود الآخرين ، واكد ان التحالف مع جهة لا تحترم المواثيق والقوانين والاتفاقيات يبقى حديثا بلا سند خاصة وان المؤسسسات بالحزب لم تقرر في ذات الخصوص ، ويشير الى ان اي تحركات تخدم رؤية التحالف مع الوطني وتدار وراء ظهور الآخرين لن تنجح واضاف علي السيد "لن نسمح لاي احد ايا كان ومهما كان بالغاء وجودنا لان هذا عمل تخريبي ، ندرك من وراءه ونرصد كل تحركاتهم من وقت طويل ، لكننا سنقهرهم ونهزم كل شئ في مهده"
ويبدو وفقا لمراقبين سياسيين ان الميرغني -ان صح تحالفه مع الوطني - يحسب جيداً لمتطلبات الانتخابات بنحو يجعله يغير موقفه من السلطة الى الدخول في تحالف استراتيجي يمكنه من حسم قضية ممتلكات المراغنة والتعويضات المعلقة ،خاصة ان الدخول مع المؤتمر الوطني في تحالف امن تلك الشراكة يضمن له ايضا الترشح في 20 دائرة انتخابية على الاقل دون ان يتكبد منصرفات وبالتالي يضمن مناصب مرموقة في الحكومة والبرلمان .


منقول من صفحةاخبار سودانيز اون لاين

الاخت مذلفة محمد عثمان
تحية طيبة
على الحزب الاتحادي الديموقراطي ان لا يتحالف لا مع ناس الجبهة الوطنية 2006 ولا الحزب الحاكم(المؤتمر الوطني)....فقط مع الحركة الشعبية وقوي الهامش والتجمع الوطني الديموقراطي...ان تخسر الانتخابات افضل من ان تتلوث....وبعد سنتين لكل حادث حديث
لابد ان يتحول التجمع الوطني الديموقراطي الى حزب واحد فقط..ينفذ برنامج الست سنوات القادمة..
الرهان على وحدة السودان يستوجب التقارب الشديد مع الحركة الشعبية وليس المؤتمر الوطني الحاكم..

وهذه عودة من الاجازة طارئة


Post: #214
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 08-08-2006, 02:46 AM
Parent: #207

الاخ ابوبكر
تحية طيبة
قلت

Quote: لاحظت في مداخلات اشارة الي " علمانية " او دولة علمانية وحتي يكون السجال متسقا ارجو ان يتكرم الاعزاء بتوضيح ذلك تفاديا للخلط :


الكلام ده وتعريف العلمانية وازالة اللبس عنها مشروح اعلاه في المداخلات الاولى وقد اقتبسته من ديباجة الدستور(اخر كتاب للاستاذ محمود لم يطبع بعد)

لذم التنويه

Post: #215
Title: sudan
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-10-2006, 07:42 PM
Parent: #1

Salam to all


This is very good

Mutwakil Mustafa el-hussein

Post: #216
Title: Re: sudan
Author: adil amin
Date: 08-11-2006, 09:02 AM
Parent: #215

حسنين لـ: (أخبار اليوم) نعتزم تكوين جبهة عريضة شريطة أن لا يكون فيها متحالف أو متعاون مع حكومة المؤتمر الوطني !!
Aug 9, 2006, 23:46

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع


اعترف بوجود (مهرولين) فى الحزب الاتحادي نحو الشراكة مع الحكومة !!



حسنين لـ: (أخبار اليوم) نعتزم تكوين جبهة عريضة شريطة أن لا يكون فيها متحالف أو متعاون مع حكومة المؤتمر الوطني !!



القاهرة .. أخبار اليوم .. نادية عثمان مختار



شهدت فيلا مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بشارع الخرطوم فى حي مصر الجديدة أحد ارقي أحياء القاهرة خلال اليومين الماضيين أكثر الاجتماعات الاتحادية (سخونة) حيث التقى القادة الاتحاديين بزعيم حزبهم السيد الميرغني فى لقاء عاصف حضره عدد من القيادات الاتحادية التي تصادف وجودها بعضها فى القاهرة وجاء البعض الأخر بدعوة من الميرغني والبعض جاء من تلقاء نفسه بعدما أزعجته الأخبار التي تسربت من القاهرة بشأن (الشراكة الاستراتيجية ) بين حزب الحكومة والحزب الاتحادي الديمقراطي !!

وفى تصريحات لـ : (أخبار اليوم) اعترف على محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي بان فى حزبهم من اسماهم (بالمهرولين) نحو الشراكة مع الحكومة ، وقال إنهم سيظلون يهرولون إلا أن يسقطوا وأكد إن سقوطهم وخروجهم من الحزب الاتحادي لن يضعف الحزب ، وإنما يقوى مركزه ، ويؤكد احتفاظه بإرثه النضالي والتاريخي .

وكشف حسنين عن اعتزام الحزب تكوين جبهة عريضة شريطة أن لا يكون فيها من هو متحالف أو متعاون مع حكومة المؤتمر الوطني ، ووصف حزبه وحزب الحكومة بانهما على طرفي نقيض وشريطي قطار لا يمكن أن يلتقيا لا قبل ولا بعد الانتخابات ، وذلك بحسبان إن حزبه هو حزب الوسطية والتعددية بينما حزب المؤتمر الوطني هو حزب شمولي ورافضا للأخر بحسب قوله !!

وقال حسنين إن هناك ترتيبات للقاء رئاسي يجمع بين رئيس الحزب ونائبيه فى القريب العاجل للتشاور بشأن بعض الأمور الداخلية فى الحزب .

وجدد حسنين تهديده بالاستقالة من الحزب فى حال حدوث اى تراجع عن مواقف الحزب المبدئية الرافضة للمشاركة مع الحكومة ، واتهم حزب المؤتمر الوطني بأنه يسعى بين الأحزاب ، والقوى السياسية لإضعافها ، وتقوية نفسه !!

وأكد انه سيقدم استقالته من البرلمان فى حال عدم تحقيق أهداف المعارضة من المشاركة فيه ، مذكرا بان هذه الأهداف مكونة من عشرين نقطة معلومة ، وأوضح إن اجتماعا تقييمي سيعقد قريبا ليتقرر على ضوئه استمرارهم فى البرلمان أو الانسحاب منه .

واعتبر حسنين إن قيادة الحزب الاتحادي وإدارته ليست بالأمر السهل ، مشيرا إلى ما يلاقيه من معاناة فى هذا الصدد وقال (أنا أخوض معارك تحتاج إلى فرسان ، والحزب الاتحادي به الكثير من الفرسان لولا بعدهم من التركيبة الحزبية ، وحزبنا لا يقوده إلا الفرسان من الملتزمين بمبادئه وارثه النضالي )

وحول الخلافات الدائرة بين قيادات الحزب وبعضهم قال حسنين انه يعمل وفقا للمؤسسية الحزبية ، مشددا على انه لا يخرج مطلقا على دستور الحزب ولوائحه التي اعتبر إنها المرجعية والفيصل لحسم كافة الخلافات.

ومن جانبه أكد القيادي الاتحادي ميرغنى مساعد إن الاجتماع كان بشأن تطوير الأداء الحزبي والعمل على ترتيب البيت الاتحادي من الداخل بما يتواكب مع الراهن السياسي فى السودان حاليا .







© Copyright by SudaneseOnline.com




ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

Post: #217
Title: Re: sudan
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-13-2006, 05:34 AM
Parent: #216

أحبتي،

تحياتي وأشواقي، بلا حدود!

تغيبت، لا عن كلالة، أو مرض، أو شغل عنكم، أو ملالة. شاركت وأخي الدكتور الباقر العفيف في مؤتمر الدراسات السودانية في مدينة بروفيدنس، بولاية رود أيلاند، بورقة يترجم عنوانها بالعربية "الهوية والسلام في السودان: نجاحات الجمهوريين." كلل المؤتمر بنجاح كبير، وجهد مقدر من جميع المشاركين. وقوبلت مساهمتنا فيه بحماس كبير ومشاركات حية، فاعلة، مفيدة. أرجو أن يسمح تسلسل الحوار هنا بعرض أطروحاتنا في الورقة عن أثر أزمة الهوية في تاريخ السودان المعاصر (متناولين مساهمة الجمهوريين الفكرية والعملية فيه).

ويرجو أخي متوكل أن تعذره بسبب تأخره في الرد على الأسئلة الجادة التي طرحت عن العلمانية وموضوع الدستور. وسيأتي لمعالجتها لاحقاًً.

نعود، والعود أحمد!

Post: #218
Title: Re: sudan
Author: abubakr
Date: 08-13-2006, 07:15 AM
Parent: #215

---------- This is very good---------


Greetings
No good for me.. Instead of an answer clear and explicit I have been asked to dig into all previous entries and extract answers myself.. I come to know Republican at large and not in details since 60th. and all I knew were very cordial and patient to give answers and tolerate sometimes intolerable questions , behavior and deeds..

Questions are to be answered and not puzzles to extract answers for from articles...?? I am amazed??
Anyway that's your way and option..Nothing personal..
..Thanx
abubakr

Post: #219
Title: Re: sudan
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-13-2006, 03:40 PM
Parent: #218

أخي الكريم أبوبكر،

تحيتي وتقديري،

أشكرك على مداخلتك الصريحة. وأعدك وعداً قاطعاً بأني سأتناول،بإذن الله، موضوع العلمانية في الحلقة القادمة من السلسلة بتفصيل أرجو أن تجده وافياً. أوافقك بأننا كان يجب أن نتناول سؤالك ونوفيه حقه. كما أوافقك بأننا لم نتعامل معه وفق ما عرف عنا في إيلاء السائلين ما يستحقونه من اهتمام وسعة وحسن طوية كللت كل مناشط ومكاره الجمهوريين في عملهم العام.

ولكني، مع ذلك، أرجو أن تتفهم بأن طبيعة الحوار في المنبر تجعل المواكبة اليومية صعبة للغاية. فالأخ متوكل، مثلاً، تشغله وتحد من مساهماته ظروف شتى، هذا ليس مقام الحديث عنها.
أما الظرف الذي جعلني أتغيب عنكم لأيام معدودات، فقد شرحته في مداخلتي الأخيرة. وعلى الرغم من عديد المشاغل إلا أننى ما زلت عند وعدي بأن أتناول خلاصات كل المتداخلين في استخلاصات تحليلية تستحق وقتك وجهدك في القراءة والتداخل.

أشكرك مجدداً، فإن مداخلتك فيها جرعة من الصدق والصراحة تشحذ الهمة وتحفز على الخير وتنير الطريق. والله نسأل أن نكون دوماً عند حسن ظنك، أيها الصادق الكريم!

Post: #220
Title: Re: sudan
Author: abubakr
Date: 08-13-2006, 07:35 PM
Parent: #219

عزيزي حيدر
مسكاقامي

لست مطالبا برد فوري وعليم بمشاغل الدنيا ومطالبها التي لا تنته ... ما ازعجني هو الاتي والذي جاءني ردا علي سؤالي او اسئلتي ثم تعقيب اخ اخر بانهاvery good
Quote: الكلام ده وتعريف العلمانية وازالة اللبس عنها مشروح اعلاه في المداخلات الاولى وقد اقتبسته من ديباجة الدستور(اخر كتاب للاستاذ محمود لم يطبع بعد)

اي ان علي السائل ان يستقي اجابته من مجمل مداخلات ..اي يترك الامر علي السائل في استنباط اجاباته وليس ان يتلقي اجابة وانت مدرس وتعرف جيدا الفرق بين الاثنتين .. كان يمكنني ان افعل واكون اجابة ربما راقت لي-ولكل منابعض من شئ في نفسه- وليست هي في كبد فكر الجمهوريين ثم اتي مناقشا ومصرا علي رؤاي وهنا يتشعب الموضوع الي من هو اصح فيما يقول فاذا اختلف الناس في بعض من تفسير المنزل من العلي القدير فكيف في ما خطه البشر ؟ .. الاجابات الواضحة المباشرة
حتي ولو كانت قاسية هي صادقة لا لبس فيها
ودمتم
ابوبكر سيداحمد

Post: #221
Title: Re: sudan
Author: Yassir Tayfour
Date: 08-14-2006, 04:39 AM
Parent: #220

العزيز
دكتور حيدر
عودا حميدا
على حسب واقع نيفاشا -المفروض- علينا، نحن على اعتاب ديمقراطية اخرى، ولكن هذه الديمقراطية القادمة لن تكون افضل من الديمقراطيات المتقطعة اللائ سبقنها لان الدستور/الدساتير التى تمخضت عنها نيفاشا لم ترضى طموحات شعب حر يريد ان يبنى دولة وامة. لو رجعنا لتاريخ الديمقراطية فى الولايات المتحدة لوجدنا الكثير المثير حولها وهو كفيل بوأدها كتجربة حكم حينها، ولكن الديمقراطية كما نعلم تطور نفسها بالمزيد منها وشتان ما بين الديمقراطية وحقوق الانسان فى القرن الماضى واليوم..لن نبدا من حيث بدا من سبقونا فى الديمقراطية ولن نبدأ ايضاً من حيث هم عليه الآن، ولكن سوف نبدأ من هذا الواقع الذى وضعتنا فيه الجبهة الاسلامية والحركة الشعبية. حتما سوف تنجب الديمقراطية القادمة نموذج شائه، ولكنه سيكون أفضل من حكم العسكر وحكم الفرد.. وحينها هل سنصبر عليها حتى تتطور ديمقراطيتنا بالتوعية الجماهيرية والضغط اكثر على الجهات التى تمعن فى تغييب الحريات حتى نصل للنموذج المنشود، ام سوف ننقلب عليها بزريعة عدم الديمقراطية نفسها ونعود لذاك الحلقة المُفْرغة؟؟؟

Post: #222
Title: Re: sudan
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-14-2006, 06:18 AM
Parent: #221

أخ د. حيدر تحياتي
وجدت هذا المقال بموقع sudanile
أقترح , وبما أنك عضو مؤسس بحركة حق, أن ينشر هذا المقال بأحد الصحف السودانية لتعم الفائدة ما أمكنك ذلك خاصة صحيفة الصحافة.

Post: #223
Title: Re: sudan
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-14-2006, 02:44 PM
Parent: #222

عزيزي أبوبكر،
وي ياهينا أننقتو؟

أشكرك على التوضيح. ولكني ما زلت عند وعدي الذي قطعت. سأتناول موضوع العلمانية، لا لأنك لفتنا لأهميته فحسب، بل لأنه بالفعل مهم للغاية. وسأشرح ما أعنيه لا حقاً.

عزيزي ياسر،

لقد طرحت سؤالاً هاماً للغاية. وقد تمثل الإجابة عليه استخلاصاً لكل ما تم تناوله من المتداخلين الكرام. وقد تعفيني تلك الإجاية الموعودة من رهق التعليق المفصل على كل مداخلة على حدة. سؤالك الحصيف هو:

Quote: على حسب واقع نيفاشا -المفروض- علينا، نحن على اعتاب ديمقراطية اخرى، ولكن هذه الديمقراطية القادمة لن تكون افضل من الديمقراطيات المتقطعة اللائ سبقنها لان الدستور/الدساتير التى تمخضت عنها نيفاشا لم ترضى طموحات شعب حر يريد ان يبنى دولة وامة. لو رجعنا لتاريخ الديمقراطية فى الولايات المتحدة لوجدنا الكثير المثير حولها وهو كفيل بوأدها كتجربة حكم حينها، ولكن الديمقراطية كما نعلم تطور نفسها بالمزيد منها وشتان ما بين الديمقراطية وحقوق الانسان فى القرن الماضى واليوم..لن نبدا من حيث بدا من سبقونا فى الديمقراطية ولن نبدأ ايضاً من حيث هم عليه الآن، ولكن سوف نبدأ من هذا الواقع الذى وضعتنا فيه الجبهة الاسلامية والحركة الشعبية. حتما سوف تنجب الديمقراطية القادمة نموذج شائه، ولكنه سيكون أفضل من حكم العسكر وحكم الفرد.. وحينها هل سنصبر عليها حتى تتطور ديمقراطيتنا بالتوعية الجماهيرية والضغط اكثر على الجهات التى تمعن فى تغييب الحريات حتى نصل للنموذج المنشود، ام سوف ننقلب عليها بزريعة عدم الديمقراطية نفسها ونعود لذاك الحلقة المُفْرغة؟؟؟


أتقف معك في بعض الأطروحات السابقة للسؤال يا ياسر. ولكني أختلف مع بعضها. وستعكس إجابتي الموعودة، استخلاصاً لكل المداخلات، رؤية أكثر تفاؤلاً من رؤيتك "المتشائلة!" أوفل "المتفائمة!" بحكم أنني أعيش في الولايات المتحدة وأدرس في جامعاتها، وأتابع مسيرتها التاريخية عن كثب، وأحاضر فيها، وأعمل فيها باحثاً، فإنني أزعم بأنني أفهم النظام السياسي الأمريكي وعيوبه الجمة وأزماته المستحكمة، بما لا يغري باعتباره النموذج الأوحد الذي علينا اتباعه.

في أطروحتي القادمة، سأتناول فرضية أن العالم لم يشهد نظاماً ديمقراطياً حقيقاً بعد. كما سأطرح أن السودان يمكنه أن يقدم نموذجاً جديداً للحكم الديمقراطي لم يشهده العالم من قبل! وقد يظن ظان بأن هذه أحلام رومانسية، لا يسندها الواقع. ولكني سأبين بأن هذا ليس كذلك!

أشكرك وافر الشكر على وضعي في المسار الصحيح الفكري الصحيح، فقد كنت مشغول الذهن بكيفية معالجة "فيضانات" الرأي الحصيف التي أكرمنا بها المتداخلون الأفاضل الكرام.

حدثوا عني حديث الغرام***ياكرام***وأشرحوا وجدي
إنني مضنىًً كثير الهيام***لا أنام***ساهر وحدي

هيامي هو السودان، غرامكم هو السودان، يا كرام، فأشرحوا وجدي، هاكموا وديّ!!!


عزيزي عبد الحي،
تحياتي وحبي.
لم تنزل ا لمقال الذي وعدتنا به.
أرجو أن يكون المانع خيراً.

Post: #224
Title: Re: sudan
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-15-2006, 05:19 AM
Parent: #223

Re: Salam
الأخ د. حيدر أظنك تسأل عن هذا المقال؟؟؟ إن كان كذلك فهو على الرابط أعلاه.
لك تحياتي

Post: #225
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 08-15-2006, 08:01 PM
Parent: #1

لازال هذا الخيط مصدرا للأشعاع الفكري والتثأقف
والتلاقح......شكرا لدكتور حيدر ولضيوفه الكرام ولا زلنا نطمع في
المزيد....
......كمال

Post: #227
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-17-2006, 01:20 AM
Parent: #225

سلام للجميع
غيبنا كد الحياة.

وما زال ذلك السؤال الحائر يعبث بفكر جان فالجان : هل صحيح أن هذا هو الناموس؟ أم أنها أسماء سميناها نحن وآباؤنا وما أنزل الله بها من سلطان !!!!!!؟.
وما زال ذلك النزيل في سجن الإليكتراز الذي قتل أحد الحراس بعد أن أمضى سنة كاملة لا يرى غير الظلمة وخيال فكره المحبوس معه في زنزانة لا تسمح له بالوقوف، يردد : جرمي ثلاثة دولارات ،أخذتها لأعالج أختي المريضة التي لم يكن لها أحد غيري في هذا العالم !!!!!!!؟

أبو حمد

Post: #228
Title: Sudan
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-17-2006, 09:34 AM
Parent: #1

Salam to all.

Mutwakil

Post: #230
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبدالعظيم عثمان
Date: 08-18-2006, 02:02 PM
Parent: #1

الدكتور حيدر لك التحيه
نجد ان نيفاشا كانت المحطه الاخيره لقطار الازمة الوطنيه الشامله
الحركه الشعيبه والمؤتمر الوطني هما طرفا نيفاشا...
فنيفاشا ليست مقدسه بل بها كثير من العيوب والنواقص ففكريا تخلت الحركه
الشعبيه عن المشروع العلماني الافريغاني حسب منفستو الحركه وتخلي المؤتمر
الوطني عن اوهام دوله الخلافه الرؤاشده....
اما سياسيافغياب الاجماع الوطني تغييب القوي السياسيه يعد من مظاهر الاستعلاء
الذي تميزت به الاتفاقيه... وايضا يمكن ان نخلص الي ان توازن الضعف بين النظام
والمعارضه هو الذي افرز هذه الاتفاقيه....
اما المنهج الذي استخدمته الاتفاقيه في اعتبار ان الصراع في السودان بين شمال عربي
مسلم مع جنوب افريقي مسيحي منهج معيوب اظهر بان الصراع في السودان عقائدي (ديني عنصري)
لذلك لم تخاطب نيفاشا قضايا التحول الديمقراطي والحريات العامه ....
فكانت هذه هي تحفظات معظم القوي السياسيه وموقفها من نيفاشا ...
التجمع الوطني كانت تحفظاته علي نيفاشا اهمالها لقضايا التحول الديمقراطي
فاتي منبر القاهره معتبرا نيفاشا اساسا للتفاوض بالاضافه الي اتفاق جده الاطاري
محاولا اكمال نواقص نيفاشا مسلطا الضوء علي ما سكتت عنه نيفاشا عن عمد مثل قضايا التحول
الديمقراطي وقضايا المفصوليين من الخدمه المدنيه واعاده هيكلتها ومجموعه من القضايا
وتزامن انطلاق منابر ابوجا ومن بعده اسمرا وتعتمد علي نيفاشا اساس للتفاوض لتشابه قضاياها مع
البروتوكولات المنفصله لابيي والنيل الازرق في اطار نيفاشا...
كانت هذه ابرز ملامح المشهد السياسي ارتباطا بنيفاشا والتي احدثت اختراقا للازمه وتكاد تكون
تطورا ملحوظا في حل الازمه رغم التحفظات المذكوره لان بالامكان تطويرها ولكن توجد مجوعه من التحديات
فالعقبه الكؤود في طريق الانتقال الي فضاء ديقراطي هو المؤتمر الوطني الطرف الرئيسي في نيفاشا
فعدم التزامه بتنفيذ اتفاقيات السلام ونقضه للعهود والمواثيق واصراره المستمر للرجوع للمربعات
الاولي للدوله الشموليه تظل هي كبري العقبات في طريق الانتقال....
فوضح بعد مروراكثر من عام علي نيفاشا ومع استمرار الجدل الدائر حول عدم اتفاق الشريكيين حتي الان
في قضايا الطاقه وترسيم الحدود ان تطبيق الاتفاقيه والالتزام ببنودها هو الامتحان الحقيقي..
فالي الان لم تتغير القوانين ولم تتحول وفقا للدستور..
وايضا استفراد المؤتمر الوطني الشريك الرئيسي بالقرار السياسيمع انحسار دور الحركه الشعبيه
وغضها للطرف ...
فمثلا الخارجيه كانت من نصيب الحركه الشعبيه فالملاحظ ان السيد مصطفي عثمان اسماعيل مستشار الرئيس
يشغل منصبه ويتحرك كانه وزيرا للخارجيه مع قبول الدكتور لام بالدور البروتكولي المحدود التحرك
وفي الجانب الاخر تقف القوي المعارضه لحكومة الوحدة الوطنيه التي تتشكل الان من (الحركة الشعبيه والمؤتمر الوطني
والتجمع الوطني الديمقراطي وحركه تحرير السودان وفي الطريق جبهه الشرق)..وتقف قوي المعارضه التي تمثلها احزاب
الامه والمؤتمر الشعبي...
وفي ظل استمرار هذا الوضع الانتقالي تطل علينا انتخابات وفقا لدستور نيفاشا ومن بعدها ياتي تقرير المصير
لجنوب السودان فهل ياتري الدكتور حيدر ستكون الجمهوريه الثانيه كما ذكرتها اساسا متينا لسودان موحد ديمقراطي
تعددي لامركزي ...ام ستكون مدخلا للتشظي وظهور دويلات جديده؟
مع تقديري للجميع

Post: #231
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-19-2006, 02:33 PM
Parent: #230

نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض (4)
أزمة الحكم في السودان اليوم تتمثل في التضارب البائن بين التيارات الداعية للعلمانية، التي تنادي بفصل الدين عن الدولة، والتيارات الدينية، التي تنادي بتحكيم الدين في سياسة أمور الناس. والصراع بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الذي أدى بالإثنين معاً إلى الشراكة في الحكم يمثل في بعض أوجهه محاولة من هذين التيارين للتعايش مع بعضهما البعض. هذا المحاولة للتعايش هي أيضاً محاولة في التفاوض للوصول إلى أرضية مشتركة، لا بين السياسيين فحسب بل بين المعاني المتصارعة نفسها. ومأزق تردي أنظمة الحكم في السودان يتمثل في استخدام الدين لأغراض سياسية، ووسم العلمانية بأنها دعوة للمروق عن الدين. وما هي كذلك. العلمانية لا تدعو الناس للخروج عن الدين، ولكنها في ذات الوقت تستند علىقيم مادية محضة، ليس للروحانية فيها كبير شأن. ويعطينا الأستاذ محمود محمد طه تعريفاً مفاهيمياً يعييننا على الخروج من الأزمة المصطلحية التي ظلت ترواح مكانها بشأن العلمانية وعلاقة الدين بالدولة.

يفرق الأستاذ محمود محمد طه بين مفهوم العلمانية والعلمية. العلمانية عنده هي السعي لتحقيق الرفاه المادي بوسائل الحكم المعاصرة. وهي عنده تتعلق بالحياة الدنيا، وتغفل عن الحياة الأخرى، الحياة العليا، وهي حياة الإنسان الحر. وكارل ماركس وفق هذا "علماني،" لانه ينكر الحياة الأخرى. وكذلك الرأسمالية الغربية، لأنها تشغل نفسها بالاستجابة لرغبات الجسد، دون الروح. أما "العلمية" فهي الفهم الذي ينسق بين الحياة الدنيا، و الحياة الأخرى، علي غرار العبارة النبوية: “الدنيا مطية الآخرة .“ والعالم وفق هذا الفهم "ذكي،" أما العلماني فهو "شاطر‏." ‏ و الفرق بين الذكي والشاطر أن الذكي يملك ميزان القيمة، و يقيم الوزن بالقســــط، لا تبرر عنده الغاية الوسيلة. أما الشاطر فلا يملك هذا الميزان، فهو يخبط كحاطب ليل. الذكي يعرف الوسائل و الغايات، و ينسق بينها، فلا يصرف، في سبيل الوسيلة، من الجهد، ما ينبغي أن يصرف في تحصيل الغاية. ‏ والشاطر قد يفني حياته في سبيل الوسيلة، لأنه لا يملك التمييز الدقيق بين الوسائل، والغايات‏.‏ ‏ ويفسر ذلك مفهوم "البراغماتية،" الذي يحكم التجربة الغربية، وبخاصة التجربة الأمريكية.

إذن العلمية عند الأستاذ محمود هي أن الدنيا وسيلة الآخرة، فيجب أن تنظم بذكاء، وفق علم تؤدي فيه الوسيلة الغاية المرجوة منها‏ دون الإخلال بميزان القيم.‏ ولا يستطيع ذلك العلمانيون، المشغولون بحاجات الإنسان الجسدية، وإنما يستطيعه العلماء الذين يرون بأن المادة والروح هما وجهان من وجوه الحقيقة‏.‏‏ استقاءً من هذا الفهم، يتضح لنا بأن نظام الهوس الديني الحالي في حقيقته "علماني،" لأنه يبرر الوسيلة بالغاية. ويعلم الجميع الآن أن منظومة الهوس الديني في السودان سعت للاستزادة من الحطام المادي، أي السلطة والثروة، بوسائل دنيوية، قهرية، محضة. ولم يستخدم فيها الدين إلا كوسيلة لتحقيق غاية مادية بحتة، هي التسلط على رقاب الناس ونهب أموالهم.

وفق فهم الفكرة الجمهورية فإن إقامة الدين لا تتم عبر فرضه من جهاز الدولة. وإنما يتم ذلك بتنيظم جهاز الدولة وفق فهم "علمي،" يدرك بأن الدنيا وسيلة الآخرة، وبأن كرامة الإنسان هي الغاية وراء وسيلة. ووفق هذا الفهم فإن المجتمع نفسه وسيلة للفرد، ولتدرجه في مدارج الحرية الفردية المطلقة. وهذه الحرية الفردية المطلقة لا تتحق إلا بمنهاج يوفق بين حاجة الإنسان المادية (إلى الخبز) وحاجته الروحية (إلى الحرية). ولا تتحقق هذه الحرية بغير المزاوجة بين الروح والجسد. وهذا لا يتم إلا في إطار مجتمع صالح متسامح لا يضيق بأنماط التفكير والسلوك المتباينة، ما دامت غير متعدية على حريات الآخرين. ولا يقوم المجتمع الصالح، أو قل الدولة الصالحة، بغير مبادئ العدل في توزيع الثروة والحريات العامة والمساواة في الحقوق والواجبات. وهذا ما يتوافر عليه المجتمع الديمقراطي في أسمى معانيه.

نواصل....

Post: #232
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-19-2006, 02:40 PM
Parent: #231

آسف، مكرر!

Post: #233
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-19-2006, 03:47 PM
Parent: #230

الأعزاء عثمان وكمال وعبد العظيم ومتوكل،
أشكركم على متابعة الحوار وعلى إثراء الخيط، راجياًأن يستمر الجميع في رفدنا بالمزيد من الأفكار الخصيبة.

Post: #234
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-20-2006, 11:42 AM
Parent: #233

أرجو من القراء الكرام ملاحظة أنني أنزلت الحلقة الرابعة من السلسلة قبل المداخلتين -المكررة والمختصرة- بعاليه.

Post: #235
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: مختار مختار محمد طه
Date: 08-20-2006, 04:53 PM
Parent: #234

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب حيدر بدوي،

ما أحوجنا اليوم لمثل هذا الطرح لفهم سليم لمعنى الحكم وفهم الدساتير والقوانين التي بها يتم تحقيق حكومة الأفراد الراشدين لأنفسهم بأنفسهم. وما أحوجنا اليوم لوضع هذا النموذج في الصورة العلمية والعملية الموفقة بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة للعدالة الإجتماعية الشاملة.

لابد من طرح بديل متكامل في الفكر والعمل يعين السودانيين على تجاوز مرحلة العقيدة من الدين إلى مرجلة العم منه. حيث أن الدين إلتزام وليس إلزاماًُ، ينجب الفرد الحر، الذي يعلم جيداً بأن حريته تنتهي حيثما تبدأ حرية الآخرين.

أشكر الأخ بكري أبوبكر على تكرمه لنا بهذا المنبر العامر الذي سماه لنا بإسم "السودأنيين!"

وشكراً لك على طرح هذا الأمر الهام، الذي تدلل الاستجابة الكبيرة للمثقفين السودانيين له على الحاجة الماسة إليه. كما تدلل على المقدرة العالية للمشاركين والمشاركات من السودانيين على إدراك أهمية التغيير والاستجابة لمتطلباته العمية والعملية. هذا الحوار سيبلور فكرة التغيير. عندها يجب على هذه الكوادر المؤهلة وضع الفكر في حيز التطبيق. إذ بدون تطبيق يصبح كل هذا الحديث ترفاً فكرياً.

الثورة الثقافية كما عرفها الأستاذ محمود محمد طه هي التقاء الفكر بالواقع. وهي تبدأ بالأفراد وتنتهي إليهم. أرجو أن يعيننا هذا الخيط على وضع فكرة التغيير في حيز التنفيذ، بحيث تتم بلورة فكرة التغيير هتا بالحوار.

أعتذر عن الاختصار الشديد في هذه العجالة.

وسأعود بإذن الله!

Post: #236
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: kamalabas
Date: 08-20-2006, 06:01 PM
Parent: #1

كتب د حيدر
Quote: يفرق الأستاذ محمود محمد طه بين مفهوم العلمانية والعلمية. العلمانية عنده هي السعي لتحقيق الرفاه المادي بوسائل الحكم المعاصرة
عزيزي دكتور حيدر تحياتي
أن الدعوة لفصل الدين عن السياسة أو عدم ذج الدين في السياسة
....ليست رديفا للالحاد ولاتسعي لألغاء الدين من حياة الفرد والمجتمع
بل بالعكس من.ذلك أنها تحقق أعادة القدسية للدين وأبعاده عن أن يكون
مطية للوصول للسلطة أنه تعيد للدين قدسيتها التي أنتهكها تجار الدين
...... تثمن الصيغة التي طبقناها في العهودالديموقراطية علي دور
الدين وقيمه في حياة الفرد والمجتمع ......
0000 والان دعنا وبعد هذه المقدمة التو ضحية دعنا
نضع هذه المعطيات ولنقراء رأئك فيها خلافا أو أتفاقا.......
00 صيغة فصل الدين عن السياسة
تدعو لتطبيق قوانين بنفس الشكلية التي كانت مطبقة في العهود
الديموقراطيةتقريبا,,,,بدلا عن الصيغ التي تتاجر بالدين وتطرح
الشريعة وتحديدا الحدود......
00 وتطرح صيغة دستور المواطنة مقابل الصيغ الاسلاموية التي تقصر
الرئاسة مثلا علي الذكور المسلميين.....
00الصيغة التي تساوي بين كل الناس غض النظر عن دينهم أو عرقهم
أو منحدراتهم الجهوية أو الوان بشرهم أو نوعهم بديلا للصيغ الاسلاموية
التي تميز بين الناس علي أساس النوع والدين.....
000 الصيغة التي تتماشي مع حقوق الانسان ومبادئي الديموقراطية مقابل
مقابل الصيغ الثيقوراطية
السؤال يا دكتور حيدر ماهو مأخذك علي صيغنا الدستورية والقانونية
التي كانت مطبقة في العهود الديموقراطية أو التي أقرتها القوي السياسية
بما فيها الحركة الشعبية 1995 أو مجمل الصيغ التي تقوم علي فصل
الدين عن السياسة ?وما هو بديلك في حال الخلاف معها?
كمال

Post: #237
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-21-2006, 11:00 AM
Parent: #236

أخي الحبيب مختار،

تحيتي وعميق المحبة،
لا أملك في الترحيب بك في هذا الخيط وفي المنبر إلا أن أقول:

يا مرحبا، يا مرحبا، يا مرحبا***هذا الحبيب أتى وكان مغيبا

وسرى نسيم الروح في أحشائنا***وأمالنا طرباً كأغصان الربى
وبه انجمعنا يوم جمعة وصله***فتفرقت أحزاننا أيدي سبا

Post: #238
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-21-2006, 12:14 PM
Parent: #237

عزيزي كمال،

أشكرك على المداخلة القيمة، التي تكمل ما أردت أن أقوله بصياغة أفضل. الحلقة الرابعة من السلسلة لم تعالج مفهوم العلمانية بالفهم السائد اليوم، وإنما حاولت أن تقارب الأزمة التي يمر بها هذا المصلطح. نعم مصطلح علمانية يمر بأزمة تحول في معناه، بحيث أصبح رديفاً للإلحاد. تعلم أن معنى أي كلمة خاضع للسياق التاريخي والاجتماعي الذي تستخدم فيه. وقد مرت بعض الكلمات بدورات أصبحت فيها تعنى معانٍ مغايرة تماماً لمعاني استخدمت للدلالة عليها في سياقات سابقة. كلمة علمانية، شئنا أم أبينا، أصبحت رديفة للإلحاد عند بعض الدوائر المحافظة. وربما كان ذلك بسبب أن مستخدميها من المفكريين التاريخيين كانوا من الماديين الذين كانوا يرون أن الدين معوق لمسيرة التاريخ البشري.

صحيح أن العلمانية بفهما التاريخي تتيح للدين التعايش معها، وصحيح أن المحافظين، المتهوسيين، من المتدينين، لا تتسع صدورهم للعلمانية. ولكن صحيح أيضاً أننا يجب أن ندخل في حوار حول الفهم التاريخي للعلمانية، وجدواه في تفسير الظواهر الجديدة في وقتنا الحاضر، وقدرة ذلك المصطلح على مجاراة الواقع الذي تتهدده القوى المتهوسة من كل حدب وصوب. وبالمتهوسين هنا لا أعنى الإسلامويين لوحدهم بل أعنى كل المتهوسيين في الغرب والشرق على حدٍ سواء.

( مثلاً،الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن، يسيطر عليها اليمين المتهوس بصورة لا تختلف عن سيطرة الهوس على الحكومة في السودان إلا في المقدار. وهناك قضايا كبرى تناقش في الولايات المتحدة اليوم عن تهديد المتهوسيين للحقوق الدستورية التي اكتسبها المواطن الأمريكي عبر صراعه الطويل مع الظلم والطغيان الرأسمالي الذي ما زال جاثماً على صدره وعلى صدر العالم قاطبة. وفي هذا السياق تناقش علاقة الدين بالدولة بحرارة في قضايا وأحداث داخليه تثيرها مجموعات الهوس الديني في أمريكا. وهي كثيرة ولا تخفى عليك، وأنت المقيم في الولايات المتحدة منذ أمد ليس بالقصير!)

محاولتي في الحلقة الرابعة من السلسلة لم تتجاوز كونها محاولة شاقة في شرح فهم الأستاذ محمود لأصول مصطلح العلمانية وعلاقته الحميمة بالفسلفات المادية. كما لم تتجاوز محاولة شاقة أيضاً لشرح مفهوم "العلمية،" كبديل لمصطلح العلمانية. ومفهوم العلمية والعلمانية يزاوج بين الدين والعلم، وبالتالي الدين والسياسية، دون أن يسمح للدولة بأن تصبح دولة دينية قهرية متجبرة. عند الأستاذ محمود مفهوم الدين نفسه يتجاوز المعنى المألوف عن الأديان.

عند الأستاذمحمد الدين في معناه العام غير الدين في معناه الخاص. وهو في أصوله، يتسع لكل أنماط الفكر والقول والعمل، بغض الطرف عن التباينات الدينية والعرقية والنوعية، وغيرها، في إطار قانون دستوري يضمن الحرية والعدالة والمساواة للجميع. وقد شرح الأستاذ هذا الفهم عن الدين في كتابيه "الإسلام،" و"الرسالة الثانية من الإسلام،" بما يغني عن الإفاضة ههنا. أرجو أن تعود فتقرأ هذه المفاهيم مرة أخرى على ضوء ما استجد بيننا من حوار. وستجد أن المعاني المقروءة عن الأستاذ محمود تتجدد كل حين بجديد من الزهر العلمي، وجديد من الثمر المعرفي. وستجد كتبنا في موقعنا:
www.alfikra.org

أما بخصوص سؤالك:
Quote: ....ماهو مأخذك علي صيغنا الدستورية والقانونية
التي كانت مطبقة في العهود الديموقراطية أو التي أقرتها القوي السياسية
بما فيها الحركة الشعبية 1995 أو مجمل الصيغ التي تقوم علي فصل
الدين عن السياسة ?وما هو بديلك في حال الخلاف معها?


فإن العبرة ليست بالصيغ القانونية والدستورية. العبرة باستعداد المكان والزمان لتطبيقها. أعنى أن العبرة كامنة في الاستعداد التاريخي للشعب وصفوته في النهوض بمتطلبات روح النص الدستوري والقانوني. وهذا الاستعداد آخذ في الإتيان بحالة جديدة من الوعي التاريخي تتراكم لخلق واقع جديد. بهذا يمكننا القول بأن واقع الشعب السوداني وواقع صفوته بدأ يقترب من روح تلك النصوص بفضل الله، ثم بفضل التجارب المريرة التي خاضها مع الهوس الديني.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا بأننا مازلنا، منذ الاستقلال، تحت وطأة الدكتاتورية، عسكرية كانت أو مدنية. ولا يجب أن يغيب عن بالنا بأن الأستاذ محمود محمد طه حوكم بالردة في زمن حكومة "منتخبة!" وكذلك طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان "المنتخب!" هنا يتضح لك بأن العبرة ليست في وجود النص، وإنما في ارتفاع الواقع الاجتماعي والسياسي لملاقاة النص الرفيع لتخليق واقع أرفع وأخصب يرعى إبداع الفرد الحر وعطاء المجتمع الصالح.

ما أعنيه، يا عزيزي، بالجمهورية السودانية الأولى هو ماكنا، وما زلنا، عليه منذ الاستقلال. وهي جمهورية زائفة لأنها تنكرت للمعنى البديع لكلمة "جمهورية،" التي ابتدعتها الثورة الفرنسية. وعماد ذلك المعنى كان التأسيس لقيم الحرية والعدالة والمساوة والإخاء. بهذا المعنى فقد كانت "جمهورية" السودان الأولى مزيفة، لأنها لم تفلت من الحكم الدكتاتوري، مدنياً كان أو عسكرياً.

وقد آن لنا أن نبدأ في الإعداد لجمهورية سودانية ثانية بمفاهيم جديدة لم يعرفها التاريخ البشري برمته. ذلك لأننا أمام حالة تاريخية جديدة في السودان، تتطلب نحتاً جديداً، رشيقاً، رفيقاً، أنيقاً، لمعاني لم يألفها التاريخ المعرفي القديم ولا المعاصر! وربما كان مفهوم العلمية الذي طرحه الأستاذ محمود، والذي يزاوج بين الدين والعلم، أحد هذه المفاهيم! وربما وجدنا فيه مخرجاً من المأزق المصطلحي الذي تمر به كلمة "علمانية!"

وما اتفاقيات السلام إلا خلاصات نحو تلك الغاية، التي ما زال أمامنا الكثير من العمل لنصل إليها. وخيطنا هذا بسبيل من العمل الفكري المؤدي إليها مع مجمل مجهودات الأحرار الأبرار، أمثالك، من بني وطني. أنت يا عزيزي، متمكن، ربما أكثر مني، من فهم العلمانية بتجلياتها المصطلحية الراهنة وتطبيقاتها في الواقع السوداني. أكون شاكراً لو أجريت محاولة لمضاهاة هذا الفهم بفهم الأستاذ محمود لها ولمفهوم الدين نفسه في الكتابين المذكورين أعلاه.

لا أشك عندي بأنك ستؤدي ذلك أفضل مني باعتبارك قارئ للفكر الجمهوري من خارج سياق الجمهوريين، بالمعنى التاريخي لذلك السياق. (وأعني به هنا المعنى التنظيمي.) ذلك لأننا كثيراً ما تعمينا -كجمهوريين- "أدلجة" أفكار الأستاذ وتحجيرها وتزييفها بحيث تخدم أغراضنا الحوارية "الإفحامية" دون النفاذ إلى جواهرها وسعتها الواسعة!

Post: #239
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-21-2006, 12:42 PM
Parent: #238

آسف!

Post: #240
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 08-21-2006, 12:56 PM
Parent: #239

الدكتور الفاضل
حيدر بدوى صادق

اسفت حقيقة لاننى لم اتابع هذا البوست الهادف
احببت بداية ان اقرأكم فائق الاحترام
اقرأ المزيد من النقاش المطروح هنا
و اعود لازيد

تحياتى
غادة

Post: #241
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-21-2006, 01:13 PM
Parent: #239

الأخوة د.حيدر ،كمال ،المتداخلون والقراء

سلام لكم جميعاً وسلام خاص للأخ مختار بعد 23 سنة غياب
(شديد الأسف لأني كتبت هذه المداخلة قبل مداخلة الأخ حيدر ولم أتمكن من وضعها في الخيط لظروف لذلك لم تأخذ في الإعتبار ماورد فيها)

الفكر الجمهوري لا يقر التوسل للدنيا بالدين ولكن العكس عنده هو الصحيح فالعبارة النبوية ( الدنيا مطية الآخرة )تعني فيما تعني أيضاً (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم)(وإن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأتي الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم )، وأن الدنيا (الظاهر) مادة، والدين (الباطن) روح،وبهذا يكون أساس المنهج للعروج أن الظاهر وسيلة للباطن،والمادة وسيلة للروح ،والروح هو الجوهر المطلوب النفاذ إليه عبر هذه المادة،وبهذا المعنى تكون المادة روح وجوهر في درجة كثيفة جداً، كلما أكتشفت منها باطناً أصبح عندك ظاهراً قادك إلى باطن آخر، ليصبح بدوره ظاهراً،وهكذا في رحلة يسيرها آدم الفرد وآدم البشرية من كثيف إلى لطيف في رحلة سرمدية لأن في نهاية هذا التدرج المستمر من الظاهر الكثيف إلى الباطن اللطيف الدين المطلق وهوالروح والجوهر المطلق وهو الله تعالى، وهذا ما يهدف الأستاذ إلى معرفته إبتداءً وإلا دخلت من الباب الخطأ ودرت في متاهة لا تعرف منها مخرجاً ،وبغير معرفة معراجك من الكثيف إلى اللطيف ستضل عن هذا المعراج وستتوقف عند أول باطن يظهر لك كما حدث لماركس والوهابيين والإسلامويين وقعدوا بذلك ملومين محسورين مع البواطن المعرفية التي جاءت تترى ومنها ما تساءل عنه الأخ كمال، لذلك جاء قوله تعالي ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) وهذا ما حدا بالأستاذ للتمييز بين العلمانية بالمفهوم السائد والعلمية المطلوبة ولأن كل عمل لا تدخل فيه الروح أي الباطن كغاية يحبط وينبت وتم التحفيز لذلك بالآية ( ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون*كبر مقتاً عندالله أن تقولوا ما لا تفعلون) وبالحديث ( من عمل بما علم)،أما العلمانية التي قصدها الأخ كمال بما أورده من تساؤلات في رأيي أن الفكر الجمهوري هو أول من توصل إلى الفهم المتغير للدين بالشرح أعلاه ونادى بعدم تطبيق القوانين التي كانت سائدة في القرن السابع ودعا إلى دستور يتماشى مع الباطن الجديد، يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات دون تمييز بين المسلم وغير المسلم أو المرأة والرجل ويتماشى تماماً مع صيغ حقوق الإنسان والديموقراطية بل يفوقها بحمل الروح المنفذة لهذه الصيغ ،بعبارة ثانية أن الأستاذ أدخل على العلمانية هذه الروح التي كانت تفتقدها ولكنه لم يسلب منها ما ذكرت وأطلق على هذا الوليد إسم العلمية كي يميزها عن الفهم السائد المسلوب الروح.
والصورة أعلاه تنطبق على البراجماتية تماماً لأن آباؤها المؤسسون بيرس ووليام جيمس وجون ديوي لم يهدفوا من ورائها إلى إتخاذ كل ذريعة بغض النظر عن أخلاقية هذه الذريعة من عدمه،بل كانوا متدينين جداً ووليام جيمس على وجه الخصوص كان أكثرهم تديناً ودعوتهم إلى إتخاذ الواقع العملي كأداة هي ما دعا إليه الرسول (ص) بالحديثين الوارد ذكرهما أعلاه وأكدها أكثر جون ديوى في فلسفة الخبرة بقوله أن المعرفة تأتي عن طريق الخبرة وليس العقل كما يعتقد في العموم( يا أيها الذي آمنوا لم.....الآية) و(إن لم تخطئوا وتستغفروا.........) فأنت لن تعلم الصواب أي الباطن إلا إذا مارست الظاهر المدرك وهو بصورة ما يمثل الواقع أيضاً ،ولن تمارس شيئاً لا تستطيعه وهذه هي العملية ،وعند الممارسة تتعلم الصواب ويخزن في الذاكرة كخبرة وعند مجابهتك لأمر جديد تتذكر الخبرة السابقة وتحاول الربط بينهما فيتولد التفكير الذي هو أهم الوسائل وأقربها للغاية،فالذي حدث للبراجماتية كمن إستغل المورفين المستخدم في عمليات الجراحة لإذهاب عقله بالإدمان،ولا يفوتني أن أنبه على أن الله سبحانه وتعالي براجماتي (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .........الآية) والرسول (ص) تبعاً لذلك براجماتي فقد إتخذ وسائل عملية للوصول إلى أهدافه وغاياته وقال ( نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ) وهي قمة العملية أي البراجماتية وهو في تحوله بالأمر الإلهي من القرآن المكي إلى القران المدني كان عملياً أخذ مجتمعه مما لا يطيق إلى ما يطيق وهذا توسل بأمور عملية واقعية من صميم معارف المرحلة وليست ميثولوجيا وطوباوية،وهذا في زعمي ما يرمي إليه الأستاذ أيضاً بعودة الروح إلى العمل كي لا يحبط ويتوه في دائرة وإنما يصعد في الطريق اللولبي الذي يحمل شكل الدائرة لأن فيه الخبرة وهي تكرار التجربة، ولكنه صاعد باللولبية التي يمثلها تولد الفكر من هذه الدائرةأي الخبرة .
أرجو أن يكون في ذلك إجابة تفيد الأخ كمال عن تساؤلاته .

أبوحمد


Post: #242
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: رؤوف جميل
Date: 08-21-2006, 08:52 PM
Parent: #241

الاخ حيدر متاب لانه موضوع شيق
اراك تستعمل كلمة دين بدلا عن الاسلام فهل الامر له مدلول

Post: #243
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-22-2006, 06:17 PM
Parent: #242

الأخت الكريمة غادة،
شكراً وافراً على الزيارة وعلى الاهتمام والمتابعة.
سوف نتوقع عودتك الموعودة!

الأخ الكريم عثمان،
تفاعلك مع مادة هذا الخيط تثلج الصدر وتنبئ بأننا مقبلين على عهد جديد فيه تجويد لأدوات طرح الفكرة الجمهورية. يشرفني حضورك الفكري الحاشد، اللطيف، هنا. معالجتك لموضوع العلمانية والعلمية، ثم لموضوع البراجماتية، يصب في صميم اهتماماتنا هنا، وهو لا بد معين للأخ كمال ولنا جميعنا في الوصول إلى مفاهيم تعيينا على تنزيل الفكر للواقع.


الأخ الكريم رؤوف،
مرحباً بك وبطلتك البهية. نعم، يستخدم الأستاذ محمود عبارة الدين ليدلل بها على معنى أشمل من معنى العقيدة. ممارسة الأديان السماوية الثلاث من تابعيها حسب هذا الفهم مازال يقع في مرحلة العقيدة. وقد آن للناس أن ينتقلوا إلى مرحلة العلم حيث يتسع معنى كلمة دين ليشمل كل ما يصب في خدمة كرامة الإنسان وتصالحه مع بيئتيه الاجتماعية والطبيعية واستئناسه واستمتاعه بهما. ذلك لأن الأكوان مظهر المكون، مظهر الله. والتصالح مع الأكوان في حقيقته تصالح مع الله. أن نفعل ذلك ببصيرة وعلم وتدبر هو نفعله بعلمية وعملية مفضيه إلى الله. أرجو مراجعة كتاب "الإسلام" و كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" في موقعنا www.alfikra.og للإطلاع على المزيد من التفصيل.

Post: #244
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: مختار مختار محمد طه
Date: 08-23-2006, 10:16 AM
Parent: #243

فوق

Post: #246
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-24-2006, 04:20 AM
Parent: #243

أخ د. حيدر سلان قولا من رب رحيم
تحياتي الغالية
وهو كذلك كماقلت (الأكوان مظهر المكون). نعم الأستاذ لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ووضعها لناليبصرنابطريق الرجعي . ولكي يتنزل هذا الفكر في أرض الواقع لا بد أن نخاطب به أهل الداخل -رغم عالميته - كما فعل صاحبه الذي قدم نفسه فداءا له وللشعب العملاق الذي رشحه لأستاذية الشعوب.وعند ذلك سنتعامل جميعنا مع الأحياء والأشياء ببر وخير. وأنا متاكد أن ما ينفع الناس سيمكث في الأرض أرض النفوس وأرض الآفاق.فشكرا لإيضاحك وإخلاصك للفكر والفكرة.

Post: #247
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-24-2006, 04:21 AM
Parent: #243

أخ د. حيدر سلان قولا من رب رحيم
تحياتي الغالية
وهو كذلك كماقلت (الأكوان مظهر المكون). نعم الأستاذ لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ووضعها لناليبصرنابطريق الرجعي . ولكي يتنزل هذا الفكر في أرض الواقع لا بد أن نخاطب به أهل الداخل -رغم عالميته - كما فعل صاحبه الذي قدم نفسه فداءا له وللشعب العملاق الذي رشحه لأستاذية الشعوب.وعند ذلك سنتعامل جميعنا مع الأحياء والأشياء ببر وخير. وأنا متاكد أن ما ينفع الناس سيمكث في الأرض أرض النفوس وأرض الآفاق.فشكرا لإيضاحك وإخلاصك للفكر والفكرة.

Post: #248
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عبد الحي علي موسى
Date: 08-24-2006, 04:21 AM
Parent: #243

أخ د. حيدر سلام قولا من رب رحيم
تحياتي الغالية
وهو كذلك كماقلت (الأكوان مظهر المكون). نعم الأستاذ لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ووضعها لناليبصرنابطريق الرجعي . ولكي يتنزل هذا الفكر في أرض الواقع لا بد أن نخاطب به أهل الداخل -رغم عالميته - كما فعل صاحبه الذي قدم نفسه فداءا له وللشعب العملاق الذي رشحه لأستاذية الشعوب.وعند ذلك سنتعامل جميعنا مع الأحياء والأشياء ببر وخير لأنها اسم الله الظاهر. وأنا متاكد أن ما ينفع الناس سيمكث في الأرض أرض النفوس وأرض الآفاق.فشكرا لإيضاحك وإخلاصك للفكر والفكرة.

Post: #249
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-24-2006, 03:19 PM
Parent: #248

اخي الكريم عبد الحي،

تحياتي، وشكري على الاستمرار في المتابعة والتداخل.

نعم، مخاطبة الداخل ضرورة ملحة.
أبشرك بأن بعضنا يعمل بالداخل نحو الغاية التي تنشدها. وبعضنا يعد العدة للعودة. وبعضنا يرى بأن وجوده بالخارج في الوقت الراهن يخدم قضايانا بصورة أفضل. نسأل الله أن يكلل مساعينا جميعاً بالنجاح.

Post: #250
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: مختار مختار محمد طه
Date: 08-25-2006, 05:34 PM
Parent: #249

up

Post: #251
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-27-2006, 02:11 PM
Parent: #250

أعزائي القراء،

أشكركم على صبركم على تباطوئي.

ترقبوا الحلقة الخامسة من السلسلة قبل نهاية هذا اليوم، بحول الله.

Post: #252
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-27-2006, 02:41 PM
Parent: #251

أهيل المدام
سلام

يقول جبران في ثورته على الظلم الاجتماعي الذي تستغل فيه الشريعة لتبرير هذا الظلم :
( الشريعة ،وما هي الشريعة ؟ من رآها نازلة مع نور الشمس من أعماق السماء؟وأي بشري رأي قلب الله ،فعلم مشيئته في البشر؟وفي أي جيل من الأجيال سار الملائكة بين الناس قائلين: أحرموا الضعفاء من نور الحياة ‘وأفنوا الساقطين بحد السيف،ودوسوا الخطاة بأقدام من حديد؟ ثم يمضي مكملاً ثورته على المقلدين المتشبثين بموروث بالي فيقول :
(وأغرب ما لقيت من أنواع العبوديات وأشكالها، العبودية العمياء،وهي التي توثق حاضر الناس بماضي آبآئهم ،وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم ،وتجعلهم أجساداً جديدة لأرواح عتيقة، وقبوراً مكلسة لعظام بالية ).

أبوحمد

Post: #253
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-27-2006, 08:50 PM
Parent: #252

نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض (5)

يشرح الأستاذ محمود محمد طه كلمة الديمقراطية في آخر مؤلفاته "ديباجة الدستور،" فيشير إلى أنها كلمة يونانية يدل بها علي "حكم الشعب بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب." وقد تطور مدلولها بتطور مدلول كلمة الشعب. فإن كلمة "الشعب" كانت تضيق، علي عهد اليونان، فلا تشمل النساء، ولا العبيد. ‏ ثم أخذ معناها يتسع، علي مر الزمان، بفضل الله، ثم بفضل يقظة المستضعفين في الأرض، حتى أصبح ، في آخر القرن الماضي، يشمل المواطنين جميعا من الرجال البالغـين سن الرشد.‏ ثــم تداعـي التطور بكلمة الشعب هذه حتى أصبـح، في القـرن الحاضـر، عند البــلاد التي تــمارس الديمقراطية، يعني كل المواطنين، من الرجال والنساء البالغين.

ويسترسل الأستاذ محمود قائلا بأنه لما كان حكم الشعب، بواسطة الشعب، من الناحية العملية، مستحيلا، فقد جاء الحكم النيابي، ونشأت الأحزاب السياسية‏. ‏ وفي الحكم النيابي قلة قليلة جدا هي التي تباشر، نيابة عن الشعب، السلطة التشريعيـة، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية‏.‏‏ ‏ والمفترض أن الشعب يراقب هذه القلة حتى يطمئن إلى أنها، إنما تدير دولاب السلطة لمصلحته هو، لا لمصلحتها هي. وهذا يقتضي وعي الشعب، و يقتضي وعي القلة التي تباشر السلطة أيضا‏‏‏. إلى أن يقول :
"وليس هناك شعب من الشعــوب، إلى وقتنا الحاضر، استطاع أن يكون في مستوي الوعي الذي يمكنـه من مراقـبة أداء من يتولـون، نيابة عنه، إدارة مرافقه بصورة تقرب، و لو من بعيد من مستوي الحكم الديمقراطي بمعني هذه الكلمة‏.‏‏.‏ و ليست هناك، إلى وقتنا الحاضر، قلــة، في شعب من شعوب الأرض، استطاعت أن ترتفع فوق مطامعها، و أنانيتها، و جهلـها، لتحكم شعبهـا حكمـا ديمقراطيـا صحيحا‏.‏‏.‏ فالقلة إنما تحكم الشعب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو.." إنتهى.

ويذهب الأستاذ محمود ألى القول بأن مطلوب الإنسان المعاصر هو الديمقراطية والإشتراكية معاً. إذ لا حرية مع الفقر، ولا فقر مع المعنى الحقيقي للحرية. ثم يذهب إلى تقويم التجربتين الماركسية والرأسمالية في إدعائها لتطبيق الديمقراطية. ويرى بأن الماركسية زيفت الديمقراطية، حيث سيطرت الصفوة على السلطلة باسم ديكتاتورية البروليتاريا وصادرت الحريات. وأما النظـام الرأسـمالي الغربـي فانه يمارس الديمقراطية، و لكنه يتسـم بقصور الممارسة، حيث تسعي القلة الرأسمالية للسيطرة علي السلطة، حتى تخدم مصالحها الرأسمالية ضد مصلحة طبقات الشعب الاخري‏.‏ فلا تتحقق الديمقراطية مع الرأسماليه‏.‏‏.

ويضرب الأستاذ مثلاً بأمريكا، أقوي وأغني دول العالم. ويؤكد بأن تجربة الديمقرطية النيابية فيها تعتبر فاشلة، إذا ما قورنت بالمرجو منها. وما ذاك إلا لأن القلة التي تتولى السلطة لا تستطيع أن ترتفع فوق أنانيتها، وطمعها، وإثرتها. فهـي تحكم الشعـب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو. مثال ذلك ما جري في السبعينات من الرئيس ريتشارد نيكسون فيما سمي بفضيحة ووترقيت. ‏ فقد مارس الرئيس بالتواطؤ مع كبار موظفي إدارته عملية تجسس، وسطو علي مقر الحزب الديمقراطي، بفندق ووترقيت. وذلك لجمع معلومات عن هذا الحزب لمعركة انتخابات الرئاسة‏.‏‏‏ فلما كشف أمر النائب العام، وكبار الموظفين المتورطين في العملية، بادرت الإدارة الجمهورية باتهام صحيفة الواشنطن بوست، التي كشفت العملية، بالعمل لحساب الحزب الديمقراطي، ووصفت الاتهامات بالسخف.

ثم أخذت خيوط المؤامرة تتكشف، حيث أثبتت تحقيقات المحكمـة العليا، أن النائب العام، و بعض معاوني الرئيس، قد أعدوا، وأشرفوا علي العملية. ولم يجد نيكسون حيلة فاتهم بعض هؤلاء المعاونين بتعطيل العدالة، و خاطب الرئيس نيكسون الشعب الأمريكي بان هناك تقدما ملحوظا نحو كشـف الحقائق حول القضية، وكأنه غير ضالع فيها!! ثم قبل استقالة أعوانه المتورطين معه في القضية‏.‏ ‏.‏وخاطب الشعب الأمريكي، مرة أخري بأن هناك محاولات لإخفـاء الحقيقة عنه هو، وعن الشعب، من قبل بعض معاونيه!!

وأخــذ تـورط الرئيس يتضـح جليـا مـع استمرار التحقيقات فلما طلبت المحكمة منه الشرائط التي سجلت عليها محادثاته في مكتبه، سلم بعضها و أخفي بعضها‏.‏‏ ‏ فلما كشف عن التسجيلات المفقودة وجد أنها مسحت‏. ‏ فاستقال الرئيس نيكسون، تجنبا للمحاكمة، وخلفه جيرالد فورد. وهكذا حاول الرئيس نيكسون ممارسة الكذب، و تضليل الشعب، حتى انكشف أمره، وحوصر، واضطر إلى الاستقالة، من أقوي منصب تنفيذي في العالم.

ولا يغيب عن بال حصيف بأن الكذب والتضليل ظل يهيمن على تحريك دواليب العمل السياسي في الولايات المتحدة. وعهد الرئيس الحالي يضج بالأمثلة على ذلك. وما التلفيق للحقائق الذي أدى إلى غزو العراق إلا نموذجاً واحداً من دلائل التلفيق والتضليل من أجل ممارسة السلطة والإبقاء عليها، في خدمة الأقلية على حساب الأغلبية. ويقوم بالتلفيق والتضليل لأجل الكسب السياسي أناس متمرسون مثل كارل رووف مستشار الرئيس الأمريكي جورج بوش للشؤون السياسية. وقد وصف الرئيس الأمريكي كارل رروف يوم فوزه بالمهندس "المعماري،" يعني أنه هندس العمل السياسي لمعركته الانتخابية بحيث ضمن له الفوز في انتخابات الرئاسة. ومعلوم بأن رووف هو الذي حشد اليمين المسيحي لتأييد بوش، ومارس أبشع صور تشويه السمعة للخصوم السياسيين حتى يضمن تفوق جورج بوش عليهم. ويدلل فوز الرئيس الحالي نفسه على أن الآلة الانتخابية الأمريكية، المعتمدة على تأييد أصحاب رأس المال في الأساس، هي التي تصنع رئيساً من شخص متواضع القدرات مثل جورج بوش الإبن. فلم يعد التأهيل الأخلاقي والفكري والقدرات القيادية هي السبيل للفوز بالرئاسة، وإنما الأموال المتوفرة للدعاية الانتخابية ودعم أولى النفوذ المالي والسياسي.

وهكذا تفقد الممارسة الديمقراطية معناها في أرقى البلاد التي تدعي ممارستها. ذلك بأن مفهوم "حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب" يصبح غائباً تماماً. وما ذاك إلا لكون القلة الثرية والمتنفذة هي التي تتحكم في سير العملية السياسية، ومن ثم دفة الحكم في السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. وهناك الكثير من الأمثلة عن بيع الذمم لقاء تبرعات للدعاية الانتخابية أو رشوات للتصويت لصالح صناعات أو مجموعة خدمات معينة، مثل صناعة التأمين مثلاً. الخلاصة ههنا هي أن الولايات المتحدة الأمريكية قاصرة أشد القصور عن ممارسة الديقمراطية في معناها الحقيقي "حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب." ويقول الأستاذ محمود في ذلك:

"نحن لا نسوق هذا لندلل به علي فشل الديمقراطيـة، وإنما لندلل به علي فشل الممارسات القواصر، مما يوجب علينا تطوير، و تسديد، ممارستنا، في سبيل تحقيق الديمقراطيه‏.‏‏.‏ و يجب أن يكون واضحا، فإن الديمقراطية بمعني حكـم الشعب، بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب، لاتفشل‏.‏‏.‏ فهي الحكم الباقي الذي تتطور المجتمعات في تجويـده، وفي الارتفاع به، حتى تكون الشعوب هي الوالدِين الشرعيـين للأفراد الأحرار حرية فردية مطلقة‏.‏‏.‏ و لقـد تطـورت الديمقراطيـة، في معني ما تطور مدلول كلمة الشعب، حتى أصبحت تشمل كل المواطنين، من نساء، ورجال، منذ أن يبلغوا سن الرشد ‏.‏‏.‏ وأصبح علينا الآن أن نطـور مدلـول هـذه الكلمـة - كلمة الشعـب - لندخـل بها مجـال “الـنـوع” بعـد أن فرغنـا من مجال “الكـم”‏.‏ ذلك بان الشعوب الواعية، وحدها، هي التي تستطيع تحقيق الديمقراطية الشعبية‏.‏‏.‏ و للوصول لتوعية الشعوب لا بد من إعادة التعليم، في جميع صوره، فإن فشل البشرية المعاصـرة، إنما هو فشــل منهاج التعليم في كل بلد‏.‏‏" إنتهى.

نواصل...

Post: #254
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-28-2006, 11:00 AM
Parent: #253

ألى أعلى!

Post: #255
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Mutwakil Mustafa
Date: 08-29-2006, 11:20 AM
Parent: #254

سلامي إلى الجميع،
من المؤكد أن زوار هذا الخيط يتسمون بصدق وجدية في الطرح والمناقشة. وهم لذلك أهل لكل الاحترام والتقدير. أعتذر مجدداً عن تقصيري في مواصلة الكتابة عن مشروع الدستور، آملا أن تكون إضافتي المقبلة وافية وأن تكون مجالاً للنقد الصادق حتى نستخلص منها ما قد يفيد، إن كان هنالك.
سلامي مرة أخرى للجميع.

Post: #270
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-12-2006, 01:05 PM
Parent: #255

فوق!

Post: #256
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 08-30-2006, 08:45 AM
Parent: #1

الإخوة ركاب الباخرة (السودان)
سلام لكم جميعاً

يقول جبران على لسان النبي :
(وكما أن ورقة واحدة على الشجرة لا تصفرّ إلا بمعرفة الشجرة كلها ،كذلك لا يستطيع المجرم أن يقترف جرماً إلا بالإرادة الخفية التي هي إرادتكم كلكم .
إنكم تمشون موكباً واحداً نحو ذاتكم الإلهية .أنتم الطريق ، وأنتم السالكون فيه .
وعندما يسقط أحدكم فإنما يسقط نذيراً للماشين خلفه بوجود عثرة فى الطريق .
أجل.وهو يسقط في سبيل الذين تقدموه كذلك .لأنهم وإن كانوا أثبت منه قدماً وأوسع خطىً ،إلا أنهم لم يرفعوا حجر العثرة من الطريق .
وأقول لكم كذلك وإن ثقلت كلماتي على قلوبكم :
إن القتيل ليس بغير مسؤول عن قتله ،وإن المسلوب ليس بغير ملوم في سلبه ،وإن الصدّيق ليس بريئاً من صنائع الشرير ،ولا أبيض اليدين غير ملوث بقذارة المجرم .
أجل.كثيراً ما يكون المجرم ضحية من وقعت عليه جريمته،وكثيراً ما يكون المدان حاملاً لأثقال الذين لم يدانوا قط ولا ألتصقت بهم تهمة .
إنكم لا تستطيعون أن تفرقوا بين العادلين وغير العادلين،ولا بين الصالحين والطالحين.
فجميعهم يمثلون معاً أمام عين الشمس،وينسجمون إنسجام الخيط الأبيض والخيط الأسود في النسيج الواحد.
حتى إذا انقطع الخيط الأسود توقف الحائك عن عمله فتفحص النسيج كله،وتفقد النول كذلك.) إنتهى

مرة أخرى تلك المقولة القمة للأستاذ محمود: (المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح ).
وهي مقولة ذوقية عرفانية لأنها تحمل سر الفعل الإلهي الذي أدركه أهل العلم من خبرتهم بأن الشقاء يكمن في هوى النفس، والجهل بأن كل السعد في ترك هذا الهوي الذي كنا مهيئين له وعدم التمادى فيه، وتحمل فيما حملت من معاني دعوة لمن أراد لنفسه صلاحاً ونجاةً أن يخالف هوى نفسه ويستشعر مسئوليته في صلاح ونجاة المجتمع وألا يدخر جهداً في أيجاد الآليات للتعامل مع هذه المعطيات السالفة ليحقق بها هذا الصلاح وهذه النجاة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، لأننا في هذا السفين جميعاً وهو يمخر بنا عباب بحر هائج متلاطم الأمواج ،ولنا غاية واحدة نؤمن بها جميعاً وعلينا العمل من أجلها جميعاً ،هي الوصول إلي اليابسة الآمنة،فلا أتوقع أن يكون بيننا من لا يحب الحرية والعدل والعيش الكريم،وخلافنا دائماً ما يكون في وسائل التحقيق الذي غالباً ما تضيع معه الغاية ويوشك السفين على الغرق ونحن في هذا الخلاف .فنحن لا نستطيع حمل الآخرين على الإقتناع بفكرنا الذي نطرحه لإنقاذ السفين،وليس من المعطيات أن نرمي بهم في اليم ونتخلص من عيوبهم وخلافهم، ولكننا نستطيع التعامل مع وجودهم معنا وإقناعهم بضبط هذا الخلاف لأن في تطوره إلى النهايات الغليظة هلاكنا جميعاً،ومن أفضل الآليات التي توصل إليها الفكر البشري المعاصر لضبط وإدارة الخلافات آلية الديموقراطية ،ولا يكفي أن نتجنب حجار العثرة في الطريق ولكن علينا أن نبعد هذه العثرات عن طريق الآخرين،وننشر المعرفة بهذه الآلية وكيفية إستخدامها ومعوقاتها على الجميع لأننا نمثل ذلك النسيج الذي يحمل لون الطيف الأبيض الذي يخفي خلفه تمايز الألوان التي فيها جمال هذا الثوب وقبحه في آن معاً،وإلا فنحن الطغاة المستكبرين،والأزلام المستضعفين .

أبوحمد

Post: #257
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 08-30-2006, 10:17 PM
Parent: #256

Quote: إنكم تمشون موكباً واحداً نحو ذاتكم الإلهية .أنتم الطريق ، وأنتم السالكون فيه .
وعندما يسقط أحدكم فإنما يسقط نذيراً للماشين خلفه بوجود عثرة فى الطريق .


Quote: مرة أخرى تلك المقولة القمة للأستاذ محمود: (المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح.


Quote: جميعاً،ومن أفضل الآليات التي توصل إليها الفكر البشري المعاصر لضبط وإدارة الخلافات آلية الديموقراطية ،ولا يكفي أن نتجنب حجار العثرة في الطريق ولكن علينا أن نبعد هذه العثرات عن طريق الآخرين،وننشر المعرفة بهذه الآلية وكيفية إستخدامها ومعوقاتها على الجميع لأننا نمثل ذلك النسيج الذي يحمل لون الطيف الأبيض الذي يخفي خلفه تمايز الألوان التي فيها جمال هذا الثوب وقبحه في آن معاً،وإلا فنحن الطغاة المستكبرين،والأزلام المستضعفين .


صح لسانك، يا أبو حمدّ!

Post: #258
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-01-2006, 02:45 AM
Parent: #257

أرجو أن أتمكن من مواصلة الحوار هنا قريباً.

Post: #259
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 09-01-2006, 10:51 AM
Parent: #258

الاخ العزيز حيدر بدوي
تحية طيبة
بوستك ده الاهم في هذه المرحلة وما تفتح بوست جديد تشتت جهودك فيه
وفقط ننقل لك المشهد الذى يدل على سوء التقدير والفشل ووعي السودان القديم المازوم سواء المؤتمر الوطني او من يناؤنه من معارضة السودان القديم
مظاهرة فيها 100 نفر وتعرضت للقمع وهي معبرة عن الاحزاب التي دعت لها ومظاهرة فئوية يساق لها الناس قسرا (مظاهرة المؤتمر الوطني)..وقارنا بتسونامي د.قرنق لمن جاء الخرطوم..
الاستنتاج:لا معارضة السودان القديم خارج الحكومة الوطنية ولا المؤتمر الوطني الحاكم شخصيا...له جمهور...85% من الشعب السوداني تجاوز الجبهة الوطنية 2006 ولوزمها من اليسار العروبي المازوم... وايضا تجاوز المؤتمر الوطني..
ونرجع لسباق المسافات الطويلة...الذى حتما سيقود لتحالف قوى ديموقراطية حقيقية لا تزايد بالشعارات و قدتجاوزها العصر والمغرب والعشاء ...وتتناوش مع النساء في هذا البورد...


Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مشترك حول لقاء
مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والفريق سلفا كير ميارديت
أسمرا : الأربعاء 30 أغسطس 2006 م
ـــــــــــــــــــــــ

في اطار الزيارة التي يقوم بها الفريق سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ، رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الى دولة ارتريا ، قام سيادته بزيارة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي رئيس التجمع الوطني الديمقراطي بمقر اقامته بأسمرا ، وعقدا اجتماعاً سادته روح التفاهم المشترك ، وبحثا آخر التطورات على الساحة السياسية السودانية ، وأكدا على أهمية تعزيز التحالف الإستراتيجي بين الحزب الإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية ، واستمرار التنسيق والتشاور بين الرئيسين وبين مؤسسات التنظيمين ، وأتفقا على تشكيل لجنة مشتركة تتولى مهام التنسيق وتعمل على بلورة رؤى مشتركة حول كل القضايا الوطنية ، كما اتفق الجانبان على تفعيل التجمع الوطني الديمقراطي وتوسيع الحوار مع كل القوى السياسية السودانية وصولاً للإجماع الوطني .




ياسر سعيد عرمان حاتم السر علي
المتحدث باسم الحركة الشعبية المتحدث باسم الحزب الإتحادي الديمقراطي

الجدير بالذكر أن لقاء السيد الميرغني وسلفا كير بأسمرا حضره من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي كل من د. جعفر أحمد عبدالله ، حاتم السر علي ، مهدي شيخ ادريس ، السر دقق ، ومن جانب الحركة الشعبية السيد كوال ميانق وياسر سعيد عرمان .



اهم حاجة في التحالفات الاستراتيجية..ان تكون قائمة على رؤى موحدة...يعني اللذين انخرطو وفاءا للدكتور قرنق في عملية التحول الديموقراطي وانتظار الانتخابات والثورة البنفسجية... الناس الاختارو نيفاشا طالما عجبت الجنوبيين..ومن البيان اعلاه حينضم التجمع وايضا حركة تحرير السودان جناح مني ومسالة عبدالواحد مسالة وقت وجبهة الشرق اذا قراو الواقع المحلي والاقليمي والدولي قراءة صحيحة وواقعية...و يبدا برنامج (الجبهة الديموقراطية المتحدة)
وللاسف كان يجب ان تكون التحالفات ايضا في الجامعات بهذا المستوى...يخلونا من المتسكعين اصحاب الرؤى المتذبذبة(انظرما حدث للجبهة الديموقراطية في جامعة الجزيرة)
ويبقى اقول رائي وبصراحة
ان ما يعرف بالتوجع الحضاري وعي وليس اشخاص...ولا يمكن تجاوزه ابدا الا بصناديق الاقتراع(الثورة البنفسجية 2008 ... ويقول الشعب كلمته...فقط لا نعيد الخطا ونتحالف مرة اخرى مع المتسكعين..وكما قال محمد حسنين :نحن واالمؤتمر الوطني خطين متوازيين)..يعني كلام المرجفين والفاشلين طلع فشوش....عن تحالف الاتحادي مع المؤتمر .........

البيان اعلاه يدل على اننا نسير في الاتجاه الصحيح في تحليلاتنا هنا
انت في هذا البوست
والاخ حامد بدوي البشير في بوسته ايضا عن التحالفات وتحليل احزاب السودان القديم
وانا في سباق المسافات الطويلة
وقل الله وزرهم في خوضهم يلعبون

Post: #260
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-01-2006, 04:46 PM
Parent: #259

عزيزي عادل،
أشكرك
سأعود!

Post: #261
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 09-02-2006, 01:26 AM
Parent: #260

الاخ العزيز حيدر بدوي
ولحدت ما تجي

Quote: لجان من الحركة و الاتحادي لتطوير التحالف الاستراتيجي
البشير يدعو الميرغني للعودة
الخرطوم: اسمرا: مزدلفة محمد عثمان
تشرع لجان مشتركة من الحركة الشعبية والحزب الاتحادي في الترتيب لتطوير التحالف الاستراتيجي ، الذي اقره اجتماع اسمرا ، الملتئم بين سلفاكير ميارديت ومحمد عثمان الميرغني اخيرا .
واجري الرئيس عمر البشير الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا مع الميرغني ، حثه خلاله على تعجيل العودة ، لكن الاخير تمسك بالمكوث في الخارج لحين اكمال ما اسماه بالمهام الوطنية .
وقال بيان صادر عن الحزب الاتحادي تلقت « الصحافة » نسخة منه امس ، ان البشير اتفق مع الميرغني على ضرورة السعي لنسج اجماع وطني يوحد الجبهة الداخلية.
واضاف بان الرئيس ونائبه الاول اظهرا حرصا على ضرورة عودة الميرغني للسودان ، الا انه ابلغهما بعزمه الرجوع عقب اكمال مهامه الوطنية واستكمال ترتيبات العودة .
واوضح المتحدث باسم التجمع حاتم السر لـ « الصحافة » امس ، ان العودة مرهونه باغلاق ملفي دارفور وشرق السودان، الى جانب الفراغ من وضع التحضيرات الجدية لعودة الميرغني ، والتي تشترك فيها كل القوي والاحزاب السياسية لتلبس ثوبا قوميا يليق بمقام زعيم الحزب الاتحادي .
الى ذلك ، تشرع لجان مشتركة من الحركة الشعبية والحزب الاتحادي في الترتيب لتطوير التحالف الاستراتيجي .
وقال السر ، ان زعيم التجمع ، ورئيس الحركة الشعبية ، اتفقا على تعزيز التحالف الاستراتيجي بينهما ، سيما وانه ضارب في القدم ، على ان تستمر آلىات التنسيق المشترك على مستوي المكاتب السياسية والنقابات والطلاب .
وتوقع السر انخراط لجان مشتركة في الترتيب للعمل خلال الىومين المقبلين ، على ان يشكل الميرغني وكير بعد التشاور آلىة التنسيق لاعلان انطلاق العمل في الداخل .


والتحية المبجلة للسيد محمد عثمان الميرغني رجل المواقف الثابتة...
عودة المرحوم طيب الله ثراه حركت 3مليون في الخرطوم
ونشوف التسونامي الثاني ان شاء الله
ودعك من المستكعين السياسيين في البورد واصل معنا في هذا الخيط...الامر اضحى اوضح من الشمس وماشي باستمرار كما كان يقول العزيز الدالي

Post: #262
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-02-2006, 08:21 AM
Parent: #261

عزيزي عادل أحيي معك السيدين محمد عثمان الميرغني وسالفا كير ميارديت على هذه الخطوة المباركة بإذن الله. سيكون التحالف الاستراتيجي بين الحركة الشعبية والحزب الاتحادي أقوى أثراً لو اندمج الكيانان في حزب سياسي واحد، وانفتحا على كل القوى الجديدة الواعدة لتساهم في تطوير الكيان الجديد. الحزبان يحتاجان لهذه الكوادر حاجة ماسة، إذ وضح جلياً بأن هذه الحزبين بهما أزمة طاحنة في الكوادر الشابة المؤهلة لتفعيل ثورة فكرية وثقافية حقيقية.

يبدو لي أن الاتجاه العام في السياسة السودانية آيل إلى تكوين تيارين قويين. وقد كتبت عن ذلك في العام 1998 في ورقة بعنوان "تفكيك التنظيم وتنظيم التفكيك: نحو رؤى جديدة لسودان جديد" نشرت في مجلة منارات، التي صدرت عن الحركة الشعبية. ويبدو لي كذلك الآن بأن حركة التفككات في آواخر مراحلها، إذ بدأت كل الكيانات تشعر بالحاجة لإعادة تركيب تشققاتها على أسس جديدة.

لك شكري الوافر على ردي للتواصل في هذا الخيط بنصحي بألا أشتت جهودي والقارئ. سأعمل بنصحك يا صديقي الوفي، راجياً أن تستمر في إعانتي بنضير أرائك وبالجديد من الأخبار.

والتحية مجدداً لقادة الحركة الشعبية والحزب الاتحادي على السير في طريق تدعيم التحالف الاستراتيجي.

Post: #263
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 09-03-2006, 03:38 AM
Parent: #262

up

Post: #264
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: hala guta
Date: 09-04-2006, 01:47 PM
Parent: #1

up

Post: #265
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: الرفاعي عبدالعاطي حجر
Date: 09-04-2006, 03:46 PM
Parent: #1

لعلك قد حلقت بنا في عوالم الرسالة الثانية للشيخ الشهيد تلك هي عوالم الديمومة ان الثبات والديمومة للفكرة النيرة ولو اختلفت معايير الثبات فإستطالت أمد الهوس ساهم فيه تغرب المعنيون بأمر الفكر وهو تغرب قسري وتظل الانبعاثة الثانية بتوثيق هذه المرحلة ورفدها من معين الافكار الجيدة ومساهمات المستنيرين من مفكري الوطن الخصب, تختلف الرؤى ويظل الصراع بين الحقيقة والظلام دمت دكتور حيدر ناصع ثاقب الرؤى ولكل من مد في ضوء هذا الخيط الذي سيشرق صبحه قريبآكما نراه لنا عودات حيث نستضئ من خلال تواصل الكثيرون هموا هنا وهناك .

Post: #266
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-04-2006, 10:46 PM
Parent: #265

شكرا على رفع الخيط، أعزائي عادل، وهالة، ورفاعي.

نعم، يا رفاعي الاختلاف الرصين على الأراء المتباينة هو موقد نار الفكر، والحوار الهادف المزدان بآداب الاختلاف هو نوره. وليس لنا هنا غير أجر المناولة لما تعلمناه من المعلم الأوحد، الله في عليائه، الذي بعث لنا معلمين مستضيئين بأقباس منه، جل شأنه، وهو القائل "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وجعلكم شعوباً وقبائل لتعارفوا." الحكمة من الأختلاف هي أن نتعارف، ثم نتوحد، بعد اختلاف، بحيث ندرك طعم التوحد بمقارنته بضده. وبضدها تتميز الأشياء.

شغلتني شواغل جمة عن مواصلة السلسلة. من هذه الشواغل بداية العام الدراسي، حيث الإعداد للمقررات وللمواد الدراسية والكتب المتعلقة بها، والاجتماعات، والأنشطة السابقة لكل ذلك. أرجو أن أجد من نعمة الوقت ما سيمكنني من الاستمرار هنا، بعد أن تستقر الأمور على نسق أسبوعي منتظم. مع ذلك، فإني لن انقطع إنقطاعاً تاماً بل سأساهم بما تيسر ما وسعني الوسع، راجياً أن تعينوني في رفع الخيط ورفده بالجديد ما وسعكم الوسع.

أشكركم مجدداً.

Post: #267
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-07-2006, 09:13 PM
Parent: #266

فوق!

Post: #269
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-09-2006, 02:03 PM
Parent: #267

تــنــــــويــــــــــــــــــــــه هـــــــــــــام
(للمتابعين لهذا الخيط من القراء والمتداخلين الكرام)

نسبة لتضخم هذا الخيط، وغزارة المساهمات القيمة فيه، وحرصاً على تيسير القراءة، فإني قررت أن افترع خيطاً جديداً أقوم فيه بطرح عصارة الناتج من هذا الخيط، مع الاستمرار في التسلسل المنطقي لمؤديات هذا الخيط. وسيكون الخيط الجديد بعنوان:
"أزمة الحركة الشعبية بين الشعب والشريك المخادع: نحو جمهورية سودانية ثانية"

وسأتناول في الخيط الجديد معنى الاغتيال الأليم للاخ المغدور محمد طه محمد أحمد كتعبير عن أزمة الحكم في السودان. إذ يشكل محمد طه واحداً من صناع حكومة الانقاذ، باعتباره كان من أهم كوادر تيار الهوس الديني في جامعة الخرطوم، حيث استحصدت قوة تنظيم الاتجاه الإسلامي. وبنماء قوة التنظيم أصبح اقناع نميري بتمرير قوانين سبتمبر ممكنا. وبفرض قوانين سبتمر أصبح نجاح الحركة الشعبية كتنظيم عسكري معارض ممكنا.

وهكذا إلى أن أصل إلى أزمة الحركة الشعبية المستحكمة بين متطلبات المساهمة في تصريف شؤون الحكم و متطلبات المعارضة الفاعلة لسياسات القهر التي تؤدي إلى ذبح الآخر، ولو كان ذا قربى. يجب إلا ننسى أن أحداث الإثنين والثلاثاء المشؤومة بينت قبل ذبح محمد طه بفترة بأن الذبح قد يصبح ظاهرة في ا لخرطوم. يجب إلا ننسى دماء الأبرياء من أهلنا الجنوبيين الذين ذبحوا في الخرطوم. من المؤسف أن كثير من النائحين على روح المغفور له، بحول الله، محمد طه، لم يحركوا ساكناً يوم ذبح العشرات من إخواننا الجنوبيين في الخرطوم، مقعد "حكومة الوحدة الوطنية!"

ذبح محمد طه، يا سادتي،ً استمرار لهدر دم الملايين في جنوب السودان وشماله وشرقه وغربه. ولا يجب أن تعلو قيمة حياة أي سوداني على سوداني آخر، مهما كان حسبه ونسبه!! ولن يكون للسودان شأن بين الأمم قبل أن تتساوى فيه حياة محمد أحمد الصادق بحياة دينق مجاك ألور! هذا هو الطريق الأوحد لجمهورية سودانية ثانية مزدهرة نامية، معطاءة، معلمة لشعوب الأرض!!

ألا تذكروا بولاد الذي أهرق إخوانه دمه؟ وهل يؤتمن وطن على حياة من قتل رفيق دربه ذاك؟
ألم يكن قتله واحد من شرارات ثورة دارفور المباركة بإذن الله؟
لدي حدس يقول لي بأن محمد طه اختطف يوم الثلاثاء وذبح يوم الأربعاء حتى تجهض المظاهرات. فإن فعلاً كهذا من شأنه أن يشغل الرأي العام، وأن يرهب الناس، بحيث ينشل تفكيرهم. ثم إن حرص الحكومة على الظهور بمظهر المشارك في الأحزان والتغطية الإعلامية المكثفة لذلك، تشي بالكثير. فهل كان الذبح مدبراً ليصب في صالح الحكومة في يوم قررت فيه قطاعات هامة من الشعب السوداني أن تتظاهر ضدها؟ وإذا كان كذلك فمن دبره؟ هل هي قوى داخل الحكومة؟ أم خارجها؟ أم هي قوى خارج الحكومة وأعانتها أجهزة الحكومة؟

بهذه الأسئلة لا أريد أن أوحي بشئ، بقدرما أريدأن أقول بأن قتل محمد طه له دلالات عميقة تتعلق بأزمة الحكم في السودان. لهذا فإني ساستناوله من هذا الباب في الخيط المقترح.


وسوف أركز في الخيط الجديد على أزمة الحركة الشعبية الداخلية بدرجة كبيرة، وعلى أزمة المؤتمر الداخلية بدرجة أقل، وأثر الأزمتين على مجمل الأزمة السودانية. كما سأبين ما أراه مخرجاً منها يؤدي إلى حقن الدماء، وإلى "جمهورية سودانية ثانية" تتسع لجيمع السودانيين، وتعلم الإنسانية جمعاء، وهي الحائرة، الضاربة في التيه، في زمن صار فيه الهوس الديني المحرك الأول للأحداث في كل أرجاء العالم!!.

ما رأيكم، دمتم، ودام فضلكم؟

Post: #272
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 10-24-2006, 12:34 PM
Parent: #269

Quote: أعلم أن للاخ حيدر "رؤية "يريد أن يقدمها ولكنه فضل أن
نشاركه جميعا فيها أثراء وأضافة ونقدا وتبصيرا وقد تم له ما أراد فقد لعبت الاسهامات
والاضافات دور فعالا في الاتجاه الذي يريد......ولكني أراه يطمع في
المزيد......
كمال



Post: #275
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 10-29-2006, 11:56 AM
Parent: #272

قرائي الكرام،

يعتورني شعور بالتقصير الشديد، يقارب الإحساس بالعجز، بسبب عدم قدرتي على الوفاء بالتزاماتي في متابعة موضوعات هذا الخيط إلى نهاياتها، إن كانت هناك نهايات (بالمعنى الفلسفي للكلمة).
وما زلت أقلب الرأي في المنهجية التي بها استخلص الخلاصات واستنتج النتائج وأوصي بتوصيات. ولم تجد حيلة افتراع خيط جديد نتج عن تداعيات مقتل الأخ محمد طه محمد أحمد كأمر يدلل على أزمة السودان كأبلغ ما يكون التعبير.

ما زال أملى كبيراً في زملائي المتداخلين الكرام أن يتملكوا هذا الخيط تملكاً تاماً، خاصة وأنني كنت ومازلت منذ افتراع الخيط أنظر لنفسي باعتباري شخصاً يلتمس عوناً كبيراً في الاستنارة بالآخرين. ما زال طمعي في أن نستمر في تخليق وعي جمعي يعيننا على فهم انفسنا ويعين ساستنا على تلمس هذا الوعي الجمعي وترجمته إلى ما ينفع الصالح العام.

أرجو تعضيد هذا الخيط بالمزيد من المساهمات، ولو كان ذلك بتلخيص ما تداولناه ههنا، أو بالاستنتاجات المختصرة. ذلك حتى نسهل على أنفسنا الوصول إلى توصيات يكون لها مدلولات عملية. لتسهيل هذه المهمة ربما كان مناسباً أن ندمج الخيط الجديد مع هذا.

Post: #276
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 10-29-2006, 12:12 PM
Parent: #275

فشلت في استحضار الخيط "ذبح محمد طه والهوس الديني والحركة الشعبية: نحو جمهورية سودانية ثانية."

أرجو المساعدة.

Post: #277
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Salah Musa
Date: 10-30-2006, 02:02 AM
Parent: #276

up

Post: #278
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 10-30-2006, 01:01 PM
Parent: #277

الأخ د.حيدر
كل عام وأنت وأهلك بخير
تقول: .
Quote: ما زال طمعي في أن نستمر في تخليق وعي جمعي يعيننا على فهم انفسنا ويعين ساستنا على تلمس هذا الوعي الجمعي وترجمته إلى ما ينفع الصالح العام.
-
عندما كتب الدكتور منصور خالد كتابه حوار مع الصفوة في العام 1968 كان يتصور إمكانيّة أن تعي النخبة المؤثّرة والفاعلة في تاريخ السودان الدور المنوط بها والوصول لكومبرومايس بعيداً عن العامّة، تقوم بموجبه بإدارة الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، لإحداث التغيير وتجنب مشروطيّة الصراع والتجارب المريرة اللازمة له والتي خاضتها اوروبا حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن،وهو أمر طيّب لو حدث أو كانت فرصته عالية في النجاح، ويشابه هذا التمنِّي أو الحلم ما قاله الأستاذ محمود عن حكم الفرد الرشيد والديمقراطيّة فالأول أفضل من الثاني ولكن فرصة نجاحه ضئيلة والثاني أدنى من الأول ولكن فرصة نجاحه واسعة. ومن هنا جاء قول مارسيل موس: ( الأفكار لا تقود العالم إلا في حالات نادرة أو لحظات إستثنائيّة)، فإستقلاليّة العقل شرط لقبول ما يطرح عليه من فكر جديد والأخيرة مرهونة بالمشروطيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة كما قال ماركس ومرة أخرى عبارة العارف: ( المجتمع الصالح أفضل وسيلة لإنتاج الفرد الصالح) وعلاقتها الجدليّة بالمشروطيّات آنفة الذكر. وأزعم أن الأيّام قد أثبتت طوباوية تصور الدكتور منصور وعدم واقعيّته مما دفع به هو نفسه إلى تغييره ،فلا بد مما ليس منه بد. يقول بول ريكور أعظم فلاسفة الغرب المعاصرين: (إن المجتمعات الأرثوذوكسيّة في الشرق لم تجرِّب إلى الآن عملية التنوير والصِّراع الجدلي الخلاّق بين العقل الديني والعقل الفلسفي،بمعنى أن أزمة الحقيقة المطلقة لم تحصل إلى الآن في الشرق والعالم الإسلامي). فمن خلال قراءاتي لكثير من الحداثيين والليبرالين العرب أستطيع القول بإجماعهم على ضرورة تطوير علم الدين( اللاهوت) لأن أزمة المجتمعات العربيّة أزمة فكريّة روحيّة أولاً ثم تنمويّة ماديّة ثانياً، ولمعالجة الأولى لابد من الإنخراط في الصراع الذي بدأه الأستاذ محمود ووصل به إلى نهاياته، لأن بدايته الفكرية والتنويريّة لخلق الفكر النقدي الحر محققة للشرط وكانت تشبه إلى حدٍّ ما، ما فعله اسبينوزا في القرن السابع عشر وبداية عصر الأنوار خاصة بعد كتابه( مقالة في اللاهوت والسياسة)،على أن تكون الخطوة الأولي الوعي الخاص ثم يليه العام وذلك بتغيير الفهم الملتبس الذي انطبع في أذهان الكثيرين من تلاميذه عن فكره العملي وأنتج لديهم خمولاً حركيّاً وفكريّاً حتى يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة ،وأنا على يقين أنه كان يريد لهم المضيّ في نفس الطريق الذي سار فيه بلسان حاله،وهو طريق الجهاد والمنازلة والصراع وعدم الركون إلى تداعي الزمن وانتظار أن تتحقق الأشياء بالتلقائيّة، فقط عليهم الإفادة مما لم يتوفر له في عصره ومن ثم تغيير الآليات والوسائل فهذا هو الشرط اللازم لرسوخ الفكر واستقراره في واقع الناس وخلق الوعي اللازم الذي يعيننا ويعين ساستنا لإيجاد نظام اجتماعي فاعل نقبل به ويقوم بإحداث التغيير الذي ننشده.

أبوحمد

Post: #279
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 10-31-2006, 01:28 PM
Parent: #278

عزيزي صلاح،

تحيتي وحبي، وكل عام وأنتم بخير.

شكراً على الاستمرار في المتابعة.

حاولت الاتصال بك عدة مرات، فتبين لي بأن الأرقام المحفوطة عندي هي أرقام أيوا.
أرجو الاتصال.

Post: #280
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-01-2006, 09:33 AM
Parent: #279

أخي الحبيب عثمان،

تيحتي وشكري الوافر على استمرارك في إثراء هذا الخيط بأرائك العميقة. وكل عام وأنت والأسرة بخير.

سأعود للتعليق.

Post: #281
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 11-02-2006, 05:05 AM
Parent: #280

الاخوة الاعزاء
تحية طيبة
المرحلة مرحلة جبهة ديموقراطية متحدة بمشروع سوداني حقيقي قائم على تحالف وسط وع يسار ليبرلي وهذه المقاييس العالمية الان
ابحثو عنها في السودان من القوى الموجودة في الساحة دون خلط اوراق او اعادة انتاج الازمة
وسيد الرايحة يفتش ليها في خشم بقرة

Post: #282
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 11-02-2006, 05:18 AM
Parent: #280

الأخ/ د. حيدر
سلام
أود في هذه المداخلة البسيطة أن أنقل نصّّاً لتوبي.أ.هفّ من كتابه فجر العلم الحديث (الإسلام-الصين-الغرب) لصلته بالمعاني القرآنيّة والفكر الجمهوري الذي تولّد عنها لخلق الوعي اللازم لحملته أولاً ثم لأهل السودان ثانيّاً وللناس كافّة أخيراً.
يقول توبي:
إن نهضة القرن الثاني عشر في أوروبا أرست أسس برنامج البحث العلمي الذي تحوّر وتطوّر فيما بعد،وقد طوّرت هذا البرنامج النٌّخبة ((((الدينيّة)))))) التي هيمنت على الحياة((((الفكريّة))))، وهو برنامج تضمن المسلّمات التالية في رأي تينا ستيفل:-
*إن دراسة الطبيعة دراسة عقلانية موضوعيّة لفهم كيفية عملها أمر ممكن ومرغوب فيه.
* أن العالم يجب ألا يصغي للأصوات المرجعيّة والتراث ورأي العامّة حول الأمور المتعلقة بكيفية عمل الطبيعة إلا في حدود كون المعلومات المستقاة من الأصوات قابلة للتحقق من صحتها.
*أن العالم يجب أن يمارس الشك المنظم وأن يحتمل أحياناً فترات طويلة من عدم اليقين في سعيه المنظم لفهم ظواهر الطبيعة.
*إن دراسة كهذه قد تستخدم أساليب الرياضيات والإستدلال المنطقي.
*أن عليها أن تسلك المنهج الأمبريقي ،أي أن تلجأ إلى الأدلة المستقاة من الحواس حيثما أمكن ذلك .

أبوحمد

Post: #283
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: مختار مختار محمد طه
Date: 11-04-2006, 10:57 PM
Parent: #282

up

Post: #284
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-05-2006, 01:36 PM
Parent: #283

العزيز عثمان،

تحياتي، وآسف للتأخير.

نعم
Quote: يشابه هذا التمنِّي أو الحلم ما قاله الأستاذ محمود عن حكم الفرد الرشيد والديمقراطيّة فالأول أفضل من الثاني ولكن فرصة نجاحه ضئيلة والثاني أدنى من الأول ولكن فرصة نجاحه واسعة. ومن هنا جاء قول مارسيل موس: ( الأفكار لا تقود العالم إلا في حالات نادرة أو لحظات إستثنائيّة)، فإستقلاليّة العقل شرط لقبول ما يطرح عليه من فكر جديد والأخيرة مرهونة بالمشروطيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة


الفرد الرشيد المعنى هو العارف-المفكر-السياسي-الحاكم وهذا، حسب قراءتي للفكر الجمهوري والفكر الإنساني، لم يتحقق إلا في حالأت قليلة جداً عبر التاريخ. التجربة النبوية في الحكم جمعت هذه "المشروطيات" كما سميتها. وربما كانت تجربتا داؤود وسليمان تندرجان في نفس الباب. والملاحظ هنا بأن ثلاثة التجارب هذه استخدمت الأسلوب العسكري لنصرة الحق لمناسبتها للسياق التاريخي الذي أتت فيه. وهو أسلوب التجربة اليهودية على عمومها وتجربة الرسالة الأولى من الإسلام. ربما كانت هناك تجارب لم تخطر لي في هذا الباب، فأرجو الإعانة.

هذا في ماض التجربة الدينية، أما في حاضرها فإنه لا مكان لحكم الفرد الرشيد بمعزل عن المجتمع الرشيد. ذلك بأن قيم النبوة في التطلع للعدل والحرية والسلام والمساواة والعمل الدؤوب في تحقيقها أصبحت شائعة حتى بين العامة. ولم يعد العامة "عامة" بالمعنى الذي كان عليه الحال في الماضي. عدد المفكرين باستقلالية في هذا المنبر وحده يتفوق على نبوات عديدة في الدفع بمعاني العدالة والحرية والمساواة. ولكن لأن قاعدة الوعي اتسعت فإن المنافسة على الوصول إلى العقول والقلوب في سياقات كوكبية معقدة قد اتسعت أيضاً.

ومع هذه القاعدة المتسعة لا مجال لفرد أن يتسيد على الناس. وفي هذا قال الأستاذ محمود "ليس هناك فرد من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين." لهذا فإنني أرى بأن النصف الأول من النص المقتطف من مساهمتك القيمة يتعلق بماضى التجربة الإنسانية. أما حاضر التجربة الإنسانية فلا يناسبه غير رؤية الله، الفرد، الأحد، الصمد، في التعدد، في التنوع، في الجماعة نفسها، إذ لا تعدد ولا تنوع ولاجماعة لدى النهايات، ولا نهايات. أصل الحالة الكونية في تنوعها، بما فيه الإنسان بلحمه ودمه وعظمه، ليس إلا كتلة طاقة تدفع وتجذب في الفضاء. وهي طاقة نعرف خصائصها ولا نعرف كنهها. وفي هذا يستعصم الخفاء الإلهي، وفي هذا التنوع في الوحدة، والوحدة في التنوع، سر عظمة النظام الديمقراطي. ذلك بأن الله يسير الكون، بالكون، في أبعاده المتعددة التي ندركها والتي لا ندركها، من خلف العقل البشري. فلا يشعر البشر، في نطاق حركتهم فيه، إلا بأنهم فاعلين بإرادة حرة.

أوليس هذا هو معنى الديمقراطية؟
أوليس الفرد الديمقراطي الحق هو من يحترم عقول ممثليه فلا يحرمهم حق التفكير، ثم يهو يضع رؤاه الكلية الهادية للرشد في سعة تبتغي التواطؤ مع نبض الإنسان العادي، مع نبض الشارع، ومع نبض الكون من حوله؟ أوليس نبض الشارع في حقيقته هو نبض الشارع الحكيم؟

أرجو أن نستمر في التواصل الخلاق، يا عزيزي!

Post: #285
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-06-2006, 12:46 PM
Parent: #284

Quote: المرحلة مرحلة جبهة ديموقراطية متحدة بمشروع سوداني حقيقي قائم على تحالف وسط وع يسار ليبرلي وهذه المقاييس العالمية الان
ابحثو عنها في السودان من القوى الموجودة في الساحة دون خلط اوراق او اعادة انتاج الازمة


نعم، يا عزيزي عادل.

أتفق معك. وأرجو أن يكون هذا الحوار في المضمار الذي تعنيه، وان نستمر في النحت على الصخر!

Post: #286
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 11-06-2006, 04:15 PM
Parent: #285

الأخ/د.حيدر
تقول:
Quote: . وفي هذا يستعصم الخفاء الإلهي، وفي هذا التنوع في الوحدة، والوحدة في التنوع، سر عظمة النظام الديمقراطي. ذلك بأن الله يسير الكون، بالكون، في أبعاده المتعددة التي ندركها والتي لا ندركها، من خلف العقل البشري. فلا يشعر البشر، في نطاق حركتهم فيه، إلا بأنهم فاعلين بإرادة حرة.
وأقول:
ليت أهلي يأتون بلطائف الإحسان حتى يجنَِّّبوا سلاسل الإمتحان فيدركوا أن الوحدة لا تعني خلق أجيال من الستيريو تايب أو نسخةٍ بالرونيو ل (الحبر الراكب أم سبيب)، فالله تعالي لم يبق على الحياة لتكرارها وإنما ليرقي خليفته الدرجات في معراج سيرورته اللانهائي، ومن معطياته وهداه في مرحلته، لا من معطيات وهدي غيره في مرحلة سابقة، لتمضي قافلة الحياة في نجديها الواحد إلى لا منتهاها، ونحن في مرحلتنا لنا معطياتنا وهدانا الذي كسبناه بما خبرنا من معارف معاصرة وتراكم حصلناه بتسيير اللطيف الخبير فانكشفت لنا بذلك حجب كانت ستراً على هدى غيرنا ،ومما كشف لنا عن ستره، أننا لا نستطيع تغيير خصائص العناصر إلا إذا أدخلنا عليها عناصر جديدة، وأن كل الناس على حق وهدى بما فطروا عليه خَلقاً وبما كسبوه معاشاً، فيعملوا بهداهم، هذا الذي تم لهم في مرحلتهم التاريخيّة ليحققوا تقواهم، فعجزهم عن تغيير الخصائص يفرض عليهم قبولها كما هي،وما أتيح لهم من حرية بالمعرفة لإدخال عناصر جديدة تقوم بعملية التغيير،فيبعدوا عنهم الفجور ويمارسوا تقواهم بالعمل بما علموا، ويستنّوا قوانينهم الضابطة لتوجد لكل فرد مداره الذي يدور فيه بناءً على هدي هذه المعرفة،ويفعِّلوا تدافعهم الذي يحدٌّ من هوى نفوسهم ورغبتها في التطاول على مدارات الآخرين، فيقوم بزجرها وضبطها كي لا تخرج عن مدارها الذي حدِّد لها في فلك المجتمع ،فالضِّيق بأنماط السلوك والعقائد المختلفة ووجهات النظر المتباينة لا يُدفع نحو الإنبساط والقبول إلا بقوة موازية فليتنا نقبلها مدنيّة بالفكر ونتجنبها عسكريّة بالمبارزة، وعندما يولد خلق القبول بالآخر المختلف تولد الحاجة للضوابط المنظِّمة بما يؤكد تفهم الإختلاف وهو التسامح الموحِّد لمظهرٍ من مظاهر التعدّد وهو المطلوب لقيام نظام ديمقراطي مستقر في بلادنا.
وفرصتنا في الوقت الراهن محدودة بخيارين إلى الآن،الأول هو قيام النظام الحالي بتصفية نفسه فيعود بالأمر إلى أهل السودان،وهذا أمر مستبعد من الطبع البشري دون تدخل عنصر جديد،والثاني هو الإفادة مما وفرته نيفاشا على علاّتها كعنصر للتغيير وتفعيل مبدأ المصلحة الآجلة والقبول بالخسارة العاجلة حتى لمن يعتقد أن فرصته أكبر في الكسب من كل القوى السياسيّة والتحالف لتغيير النظام ورموزه عقاباً لهم بإخراجهم من الحياة السياسيّة كتنظيم وقبولهم كأفراد في أي تنظيمات أخرى تؤمن بهذا التسامح المطلوب للسودان الجديد،إذن الإنتخابات القادمة هي المعطي العملي المتوافر لدينا كبداية على طريق التغيير ولكن يلزم الكثير من التوعية له بإستخدام كافة الوسائل الإعلامية المتاحة في الوقت الراهن من صحف وندوات ومنابر إسفيريّة، وأنا على يقين من أننا لو قمنا بهذه الوحدة الآن وبوعي وإدراك لما نقوم به لن يجرؤ أحد على القيام بإنقلاب عسكري مرة أخرى.

أبوحمد

Post: #287
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-07-2006, 05:03 PM
Parent: #286

Quote: وفرصتنا في الوقت الراهن محدودة بخيارين إلى الآن،الأول هو قيام النظام الحالي بتصفية نفسه فيعود بالأمر إلى أهل السودان،وهذا أمر مستبعد من الطبع البشري دون تدخل عنصر جديد،والثاني هو الإفادة مما وفرته نيفاشا على علاّتها كعنصر للتغيير وتفعيل مبدأ المصلحة الآجلة والقبول بالخسارة العاجلة حتى لمن يعتقد أن فرصته أكبر في الكسب من كل القوى السياسيّة والتحالف لتغيير النظام ورموزه عقاباً لهم بإخراجهم من الحياة السياسيّة كتنظيم وقبولهم كأفراد في أي تنظيمات أخرى تؤمن بهذا التسامح المطلوب للسودان الجديد،

إذن

الإنتخابات القادمة هي المعطي العملي المتوافر لدينا كبداية على طريق التغيير ولكن يلزم الكثير من التوعية له بإستخدام كافة الوسائل الإعلامية المتاحة في الوقت الراهن من صحف وندوات ومنابر إسفيريّة، وأنا على يقين من أننا لو قمنا بهذه الوحدة الآن وبوعي وإدراك لما نقوم به لن يجرؤ أحد على القيام بإنقلاب عسكري مرة أخرى.



هذا عين الحكمة، يا عزيزي عثمان.لا بد من تفعيل كل وسائل المقاومة السلمية حتى موعد الانتخابات القادمة، التي تبقى لموعد إجرائها أقل من عامين!! ليت كل قوى التنوير داخل وخارج السلطة تدرك بأن إضاعة الوقت ليست في صالحها، إذ تعمد قوى الظلام في تفعيل كل وسائل المماطلة والتسويف لإلهاء الناس عن التوحد ضدها!

Post: #288
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-09-2006, 11:20 PM
Parent: #287

أخيراً تمكنت من رفع الخيط المكمل لهذا. وهنا الرابط


ذبح محمد طه والهوس وأزمة الحركة الشعبية: نحو جمهورية سودانية ثانية

Post: #289
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-11-2006, 04:04 PM
Parent: #288

لفت انتباهي تناول أستاذي الدكتور الواثق كمير لمصطلح "الجمهورية الثانية،" الذي ظللنا ندفع به لساحة الحوار، في واحدة من مساهماته الأخيرة التي حملها لنا هذا المنبر. وقد ورد المصطلح في سياق الاقتباس الآتى:


Quote: الحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي تقدمت برؤية السودان الجديد. ولكن، مثلما أن السودان القديم يتعرض لتغيّرات جذرية في مسيرة انتقاله نحو السودان الجديد فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها لابد أن ينالها التطوير وتخضع بذلك لتحولات أساسية. ورغم أن الحركة ظلت تحتفظ بمضمونها الرئيسي، إلا أنها شهدت تحولات عبر السنين، وفي غضون تلك التحولات بدت الحركة مختلفة في المراحل المختلفة للكثير من الناس وجماعات المهتمين مما يفسر اللبس- القائم عند البعض- حول طبيعة ومضمون الحركة الشعبية. إن اتفاقية السلام الشامل، والتي أفضت إلى أكثر التحولات الدستورية جذرية بعد الاستقلال، قد أدخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان في مرحلة جديدة (جمهورية ثانية) تتسم بالعديد من حالات الانتقال وما تستدعيه من إدارة فاعلة لهذه التحولات. فبانتقالها من مربع الحرب للسلام فان الحركة الآن مواجهة بإدارة تحول دقيق ثلاثي المسارات: أي من تنظيم سياسي-عسكري إلى حركة سياسية، ومن حركة إقليمية إلى حركة قومية ، ومن خانة المعارضة إلى الشراكة في الحكومة. أضف إلى كل هذا الرحيل المفجع والمفاجئ لزعيمها والذي بلا شك قد زاد وضاعف من أعباء الحركة في التعامل مع هذه التحوّلات المتعددة.


أرجو أن يستمر الدفع بهذا المصطلح للساحة العامة من كافة القوى الفكرية والسياسية، لعله يكون مخرجاً للكل من دائرة الصراع العنيف إلى دائرة الصراع الرؤيوي السلمي.

Post: #290
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-15-2006, 04:17 PM
Parent: #289

فوق،
إلى أن يفتح الله علينا أو علي المتداخلين الكرام بالمزيد من المساهمات.

Post: #291
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 11-16-2006, 05:54 PM
Parent: #290

الأخ/د.حيدر
الحمد لله على السلامة

أضحكتني عبارتك الأخيرة، وأرجو أن يفتح الله علينا وعلى أهل السودان بما يزيح عنهم هذا الكابوس الذي جثم على صدورهم قرابة العقدين من الزمان.
بعد التوقيع على إتفاقية السلام في نيفاشا وتحديداً في 30/5/2005 أجرى التلفزيون السوداني نقلاً مباشراً للقاءٍ جمع بين الدكتور جون قرنق من رمبيك ونائب رئيس الجمهورية على عثمان من الخرطوم وفي إجابة الأخير علي سؤال توجه به إليه الصحفي عثمان ميرغني أجاب السيد على عثمان بما يلي:
(
Quote: الديمقراطية مسؤولية وطنية ودائماً تضيع الديمقراطية بالمزايدة على من هو أحق بحماية الديمقراطية إذا أردنا نجاح التجربة القادمة التي كتبت بدماء وتشريد كثير من المواطنين من مواقعهم ،ولذلك لابد أن تأخذ التجربة القادمة قدراً من المسؤولية الوطنية من قبل المواطن والمنظمات والقوى السياسية ،إن صاحب العربة الذي في الطريق دون أن يراعي حق الآخرين الذين يستخدمون الطريق العام فقد يتسبب في حوادث.
مسألة تطبيق القانون ضروريّة وكذلك الرقابة الدستوريّة على تصرفات الحكومة وفي المرحلة القادمة ستكون كل القرارات والإجراءات التي تتخذها الأجهزة خاضعة للرقابة قضائيّة ودستوريَة
) .

يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيّا عالمين!!!؟ ولا حظوا معي أن هذه الرؤيا لم ير فيها نائب رئيس الجمهورية حكومته التي اصطدمت بكل الشاحنات وأربكت حركة المرور وتسببت في موت الألآف من مستخدمي الطريق!!كماأنه لم يرها كي يأمرها بتحمل المسئولية أيضاً مع بقية القوى!!!!!

أبوحمد

Post: #292
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 11-22-2006, 09:19 PM
Parent: #291

أخي الكريم عثمان،

أشكرك على المثابرة. وقد أضحكني ضحكك علي حين قلت.
Quote: أضحكتني عبارتك الأخيرة، وأرجو أن يفتح الله علينا وعلى أهل السودان بما يزيح عنهم هذا الكابوس الذي جثم على صدورهم قرابة العقدين من الزمان.


تجدني في هذه الأيام قليل الحيلة، لا أقوى إلا على القليل في شأن التفاعل مع القضايا العامة. ولا أملك إلا أن أقول "الحرف" ليهو رافع!! وغالباً ماأكتفي بالقراءة والتهاني والتعازي في زياراتي للمنبر. فعذراً إن تأخرت عليك وعلى القراء الكرام.

أطربني تصويرك البديع في قولك:
Quote: يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيّا عالمين!!!؟ ولا حظوا معي أن هذه الرؤيا لم ير فيها نائب رئيس الجمهورية حكومته التي اصطدمت بكل الشاحنات وأربكت حركة المرور وتسببت في موت الألآف من مستخدمي الطريق!!كماأنه لم يرها كي يأمرها بتحمل المسئولية أيضاً مع بقية القوى!!!!!

Post: #294
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-04-2006, 12:41 PM
Parent: #292

في المقال أدماه تناول الأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي الكثير من النقاط المشتركة التي تهم قراء هذا الخيط والمتداخلين فيه. ومن هنا أحيي الأستاذ عبد العزيز على التناول العميق لأصل الأزمة التي تجابها في ترسيخ أسس الوحدة والسلام والرفاهية في السودان. (المقال منقول من سودانايل.)
*****************************

مرحبا بالحركة الشعبية ... الي قلب الازمة السودانيه

عبد العزيز حسين الصاوي

الانباء المتواترة عن فتح مكاتب للحركة الشعبية في الخرطوم وغيرها مدعاة للترحيب الحار لكون توسع الحركة شماليا ترياق مضاد لتصدعات الوحدة الوطنيه المتكاثره ولكن هناك سبب اضافي لهذا الترحيب وهو ان هذه الانباء تطرح واحدا من الاسئلة الكثيرة التي تواجه اسلوب عمل التجمع- حزب الامه وتفسر التناقض بين كونه افضل صيغ المعارضة السودانية للانظمة الانقلابية علي الاطلاق وعجزه عن الارتفاع بمستوي ضغوطه الداخليه الي الحد الذي يعطيه وزنا في تراجعات العهد الانقلابي الثالث اكبر من وزن الضغوط الامريكية - الاوروبيه. السؤال هو : لماذا لم تفكر قيادة التجمع، بما فيها قيادة الحركة الشعبيه نفسها، في استثمار خصوصيات ظروف قضية السودان الجنوبيه في اطار القصية السودانية العامه لهز القاعدة الحقيقيه وبالتالي الاساسيه لقوة سلطة الاسلاميين الحكومبه؟ قوة هذه السلطة المجسدة بوضوح في بقائها المستريح من اي معارضة شارعية تذكر رغم سجلها الحافل بالاخفاقات العظيمه وانشقاقها، مستمدة من قوة قبضة سلطة التدين الخام علي التركيبة النفسية والذهتية للمدينة السودانيه من الفاشر والابيض وحتي بورتسودان مرورا بالخرطوم وامدرمان وعطبره وكريمه، حتي قبل ان تتحول الي حكومه .. اسقاط زعيم الاسلاميين الترابي في انتخابات عام 86 اقتضي تحالف كافة احزاب الوسط واليسار ليتحقق .. مع ذلك لم تنتبه نخبها القيادية الي ان الوجه الاخر لهذا ( الانتصار ) هو دلالته الصارخه علي مبلغ تدهور وزن التدين المستنير في المجتمع من القمة التي كان قد وصلها في السبعينيات بعد بدايته مع جمعيات القراءه في العشرينات. مع هذه الغفله لم يكن غريبا ان تفوت فرص كثيرة علي هذه النخب لتجفبف منابع قوة نظام انقلاب الاسلاميين بالدخول في معارك صغيره في مبناها وقابلة للكسب ولكنها كبيرة في مغزاها اذا قيست بهذ المعيار الحقيقي بدلا من التصدي للمعارك الكبيرة المبني التي تعودنا عليها ازاء الدكتاتوريتين السابقتين عندما كان المجتمع المدني السياسي الحزبي وغير السياسي النقابي حيا وغير قابل للترويع والارباك بالشعارات والافكار الدينية التقليديه. ومن الانصاف الموضوعي عند هذه النقطة الاشارة الي ان مقولات مثل الاقتلاع من الجذور التي تنسب للسيد مجمد عثمان كان تعكس هذا التصور المشترك وقتها بين جميع القوي المعارضه وليس رأيه وحده.

احدي المعارك ذات المواصفات المطلوبه من حيث المغزي وقابلية الكسب في الصراع مع سلطة الانقلاب كانت التفكير في، والعمل علي، تحقيق شكل من اشكال الوجود السياسي للحركة الشعبية في الشمال. يد الاسلاميين الحكومية كانت مغلولة نسبيا في هذه المعركة لاسيما بعد ولوجهم مرحلة التراجع عن شعارات وسياسات المتاجرة التعبوية بمحاربة امريكا ثم اضطرارهم قبول اعلان مبادئ الايقاد في سياق اضطرارهم الاعم للاستجابة الي الضغوط الاوروبية اولا ثم الامريكيه بعد قرار ادارة بوش الخوض في الشأن السوداني الجنوبي اكثر من أي وقت مضي نتيجة غزوة بن لادن ( الاسلامية ) لامريكا في 11 سنتمبر مدعوما بتأثير علاقاتها الايدولوجية والسياسية الوثيقة مع اللوبي المسيحي....... في الان نفسه احد انجح تكتيكات الحركة الاسلامية في السيطرة علي العواطف والافهام الشماليه كان دائما المبالغة في الخطر الجنوبي ( الافريقي المسيحي ) علي الهوية الدينية الاسلامية للشمال وقوميته العربيه، والاخيرة كانت الحركة الاسلامية قد اضافتها الي ترسانة اسلحتها للسيطره علي المجتمع بعد ان ظلت طوال عمرها تعتبر العروبة عنصرية قومية معادية لصميم الدين. وبما ان مرد نجاح هذا التكتيك كان أفتقار الرأي العام الشمالي الي معرفة حقيقية عن قرب بالحركة الشعبية لتحرير السودان، اضافة طبعا الي مقولات العنصرية المضادة التي درج بعض المثقفين الجنوبيين علي تردادها، فأن تواجد الحركة شماليا بشكل ما كان سيساهم في الحد من فعالية هذا التكتيك لاسيما وان تعاملها المباشر مع الواقع الشمالي كان سيساهم ايضا في تصفية عقليتها من ترسبات النظرة الجنوبية التقليدية للعروبة والاسلام المستفزة شماليا ويقوي حوافزها لتطوير رؤية فكريه وسياسيه متكاملة سودانيا بدل الانشداد الي ماتسميه الهامش والاطراف ( ضد المركز العربي المسلم ).

تطبيق هذه الفكره عمليا كان يقتضي بطبيعة الحال ابتكار صيغة مناسبه تسهل علي الاهتمام الامريكي- الاوروبي الاستثنائي بقضية الجنوب تجريعها للسلطه بوصفة الجزرة والعصا التي استخدمتها وتستخدمها معها بنجاح كبير. عدد من التجارب العالمية كان مفتوحا امام التجمع في هذا الخصوص فالفكرة كانت تحقيق وجود غير رسمي للحركه عبر حزب سياسي في الشمال يتخلي نظريا وعمليا عن العنف وليست له علاقة ظاهرة بالحركة الشعبيه الا من حيث اطروحاته العامه علي غرار مابحدث في الديموقراطيات الغربية وغير الغربيه. ففي بريطانيا لم تمنع الصلة الثابتة لدي الحكومه والرأي العام مع الجيش الجمهوري الايرلندي المسلح من السماح لحزب ال " شين فين " من العمل العلني ( الرجل الثاني في الحزب اعترف بعد التوصل لاتفاق مؤخرا بأنه كان عضوا في هيئة اركان الجيش الجمهوري) وكذلك الامر في اسبانيا بالنسبة لحركة اياتا الاتفصاليه وحتي في سريلانكا، حيث تتعايش الديموقراطية مع الحرب الاهليه بعكس ماتحاول الاتقاذ السودانية وشبيهاتها العربيات اقناعنا به، فأن ل " نمور التاميل " وجودا شرعيا من خلال حزب ذي صلة معروفة بهم. بالاضافة الي تجريد حركة اسلام السياسة الحاكمة وغير الحاكمه ( كلاهما حاكم في عقول الناس ونفسياتهم من جامعة الخرطوم نزولا وصعودا ) من احد اسلحتها في تخدير الحس النقدي تجاه الاسلام التقليدي فأن مثل هذه القنوات الشرعية ابقت احتمالات الحل السلمي حية في عز المواجهات المسلحة بين الحكومات والحركات المسلحه مما سهل الوصول الي الحل التفاوضي عندما تهيأت ظروفه وقللت من الحاجة الي التدخل الخارجي بأجندته الخاصة حتي لو توافق مرحليا مع المصلحة الوطنيه.

في الحالة السودانيه كان غياب مثل هذه الصيغه عاملا اساسيا في اهدار الجهود والامكانيات والدماء من زاوبة اخري ايضا. فغياب التصور الداعي الي اختيار معارك صغيرة المبني من هذا النوع كوسيلة فعاله لتغيير تدريجي للواقع العيني الماثل من حيث ميلان توازن القوي الاجتماعي وبالتالي السياسي بوضوح ومنذ زمن لمصلحة النظام الاسلامي، دفع قيادات سياسية شمالية جديده ومجموعات كبيرة من الشباب الي تبني اسلوب العمل المسلح ظنا بأن المشكله هي مشكلة اسلوب. وهكذا حظيت قوات التحالف السودانية بأقبال منقطع النظير عندما ابتدرت العمل المسلح حتي ان الادارة الامريكيه استقبلت زعيمها عبد العزيز خالد بأعتباره بديلا للقيادات السودانية المعروفه ولكن هذا الاقبال لم يلبث ان يدأ يتبخر تدريجيا ثم بسرعة قياسيه عندما اصطدمت التضحيات الكبيرة والمواهب القياديه بصخرة الواقع في سودان اليوم. ومن ابسط التحليلات الممكنة لهذا المصير الذي طال محاولات لاحقه لاتقل اهمية في جديتها مثل حركة حق، ان المجتمع السوداني الحضري كان قد كف منذ فتره عن كونه بيئة صالحة لاحتضان تيارات التقدم والاستناره حتي في شكلها السلمي ناهيك عن المسلح الاقدر علي استثارة نوازع العنف السلطوي، بما يجعلها اكثر حاجة للحمايه من القمع اليومي تخفيفا للخسارات ثم تعويضا لها علي المدي الابعد، بالرفد المستمر لطاقة هذه التيارات علي النمو الافقي والرأسي من منابع حية ومتجدده كانت في الواقع قد شبعت جفافا.

امتداد الحركة الشعبية شماليا الان سيضعها وجها لوجه مع قضية تشخيص ومعالجة مصدر قوة النظام الحقيقيه فالانباء التي تتحدث عن اقبال كبير علي مكاتب الحركه صحيحة بالتأكيد ولكنها من نفس نوع الاقبال علي قوات التحالف وحق في بداية حياتهما. وبعد زمان يطول او يقصر ستجد الحركة نفسها اكثر جنوبية مما هي عليه الان لسببين الاول هو ان الكوادر الشمالية الملتحقة والتي ستلتحق بها ستكتشف ان الامال التي علقتها عليها لمواجهة سيطرة اسلام السياسه المعنوية والماديه علي المجتمع غير قابلة للتحقيق كما ان الحركة ستضطر للمضي ابعد وابعد عن الهموم السودانية العامه تحت ضغط قاعدتها الجنوبية التي تتركز همومها حصرا، وعن حق، علي اعادة اعمار الجنوب. وواقع الامر ان هذا واضح منذ الان في المقولة التي يرددها جون قرنق بأستمرار من انهم لايستطيعون خوض معركة الشريعه انابة عن الاحزاب الشماليه، فهذه طريقة مهذبة في الاشارة الي ضعف وزن التجمع- حزب الامه، ولكنها تشير ايضا الي ازمة مشنركة بين الاطراف السياسية السودانية كافة لان انتاج الحركة الشعبية الفكري والسياسي لايكشف عن ادراك للبؤرة الحقيقة لهذا الضعف.

مع انتفاء هذا الادراك اهدرت جهود وتضحيات كثيرة وغاليه في محاولات تنظيم الاضرابات والمظاهرات تحضيرا للانتفاضة الشعبيه العتيده السلميه طورا والمحمية طورا اخر والمسلحة زحفا من الريف طورا ثالث دون ان تواكب ذلك أي خطط قصيرة الاجل او طويلته للتعاطي مع ازمة غياب وغيبوبة قوة الدفع التغييري في مراكزها الحضريه القادرة وحدها علي القيام بهذه المهمه، كما اثبتت التجارب في ثورة اكتوبر 64 وانتفاضة 85. وهذا مايفسر التناسب العكسي بين امعان الاسلاميين في الانفراد بالسلطه وممارسة اقسي ضروب العنف عندما تستدعي الحاجه ذلك وتضاؤل هذه الحاجة بمرور الوقت بسبب اضمحلال المعارضه. حتي بعد تفاقم ازماتها الداخليه ووصول الضغط الحارجي الي اقصي مدي بالدخول الامريكي علي خط الايقاد ظلت سلطة الاسلاميين قادرة علي اقصاء التجمع – حزب الامه كما ظهر في اتفاقيات نايفاشا وليس هناك مايدعو للاعتقاد انها ستفشل انتخابيا بعد سنوات اربع في ابقائه بحدود ال14% التي تنص عليهاالاتفاقيه او اقل لانها ستستثمر هذه الفسحة الزمنية لشحذ المهارات التي اكتسبتها من وجودها الطويل في السلطه في كيفية ادارة اجهزة الدوله وامكانياتها لهذا الغرض بينما تفتقد الاحزاب الكبيرة انتخابيا مثل هذه الخبرات فضلا عن اراضيها التقليديه في الغرب والشرق وربما الشمال الاقصي مع النمو السريع لقوي الحلول الجهويه..

اذا اضاف هذا التصور للامور الي حيزه القول بأن المدخل الاهم لمعالجة ازمة قوي التحضير والاستناره هو التغيير الجذري للمناهج التعليمية بكافة مستوياتها والبيئة التعليمية عموما فأن مايترتب علي ذلك هو ان استعادة التوازن لمصلحة هذه القوي سيستغرق عقدين من الزمان علي الاقل، وهذا لو بدأنا اليوم قبل الغد. والامكانية الوحيدة لتقصير هذا المدي الزمني، الذي يمكن خلاله ان يكتمل تمزق السودان شرقا وغربا وشمالا، هي مسارعة التجمع-حزب الامه بأعادة صياغة التحالف مع الحركة الشعبيه بحيث يحتل هدف تثوير المنظومة التعليمية المركز الاهم في شراكتها مع الاسلاميين الي جانب تأسيس علاقة مع الشريك الاهم غير الظاهر في السلطه،وهو امريكي – بريطاني اساسا، وادارتها بما يعزز هذا المسار. وهذه قضية قد نعود اليها بتفصيل اكبر قريبا يكفي القول هنا ان فك هيمنة الاسلاميين علي مناهج هذه المنظومه،ومعها المنظومة الاعلامية والثقافيه الرسميه، وسياساتها العامه معركة سيخوضها الاسلاميون بكل مايملكون من قوه لانهم يعرفون قيمة هاتين المنظومتين في ادامة سلطتهم الرسمية وغير الرسميه مما يتطلب تحشيد كافة القوي الذاتية وغير الذاتيه... خميرة تيارات التحديث والاستناره ولدت مع تأسيس التعليم النظامي العصري مناهجا ومؤسسات لذلك فأن دينامية انحسار هذه التيارت بدات مع العبث المايوي بالمنظومة التعليميه منذ الستينيات وبدون تركيز ناجز وشامل علي اصلاح هذا الخلل ستجد الحركة الشعبية نفسها امام مهمة مستحيله هي تخليق سودان جديد دون وجود سودانيين جدد.

Post: #295
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-06-2006, 07:43 PM
Parent: #294

Quote: لسودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية

د. الواثق كمير

[email protected]

مقدمـة:
هناك من بين السودانيين، خاصة في الشمال، من يعتبر أن السودان الجديد مفهوم مبهم أو أحجية غامضة، وربما يعنى أشياء مختلفة لأناس مختلفين. وهناك من انتقد الفكرة ابتداء كفكرة عنصرية ذات توجه معادي للإسلام وتهدف في نهاية الأمر إلى محو الهوية العربية-الإسلامية وإحلال الهوية الأفريقية مكانها. كما يرى فيها آخرون دعوةً مقنعة للانفصال وإقامة دولة جنوب السودان المستقلة. وهنالك أيضا من أدان الرؤية دون تحفظ لمجرد صدورها ممن لم تألفه أفئدتهم وأذهانهم.

وهذا ما جعلني أرجح أن اختيار الأستاذ كمال الجزولي لشخصي تحديداً لمناقشة هذا الموضوع مرده موالاتي للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كان زعيمها الراحل عراب مشروع السودان الجديد والمروج له والمنافح عنه. ولئن كان لا اعتراض لدى على حكمة هذا الاختيار، لكنى كنت أعتقد أنه ربما حققنا قيمة إضافية للحوار لو أن كاتباً آخر (أو كاتبة) من غير المنتسبين (أو المنتسبات) للحركة الشعبية قد دعي لعرض وجهة نظره (أو نظرها) حول رؤية السودان الجديد من منظور مختلف. وقد يكون غريبا أن أثير هذه النقطة! ولكن من الفرضيات الأساسية لهذه الورقة أن ما صاحب رؤية السودان الجديد من سؤ فهم و ما اكتنفها من غموض ولبس عند البعض يعود بقدر كبير إلى الخلط بين السودان الجديد كإطار مفهومي والحركة الشعبية كمروج للمشروع وكتنظيم سياسي بادر في لحظة تاريخية معينة، لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس. فعدم الانتماء إلى الحركة الشعبية، بالمعنى التنظيمي، لا يتناقض بأي حال من الأحوال مع اعتناق الرؤية أو الاعتقاد فيها. وحقيقة، أجازف بالقول بأن كل المؤمنين بالرؤية هم "حركة شعبية" بيد أنه ليس كل من هو "حركة شعبية" يؤمن بها!

تهدف هذه المساهمة المتواضعة إلى إذكاء وإثارة النقاش والحوار حول مفهوم السودان الجديد في محاولة لإزالة سؤ الفهم الذي شاب الرؤية وذلك بتسليط الضوء على نشأة الفكرة وأصول تكوينها وتطورها، ورغم ما يعتو رني من شعور قوي بأن الكثير من المجتمعين هنا يقرونها ويؤيدونها. إذ خلافاً لما قد يعتقد المنتقدون والمتشككون فإن مفهوم السودان الجديد لا ينطوي بأي حال على مضامين عرقية أو عنصرية أو إنفصالية. بل هو بالأحرى إطار لمشروع قومي يستهدف بناء دولة المواطنة الحقة والمستدامة والقادرة على استيعاب المجتمع السوداني بكافة تنويعاته العديدة والمختلفة. فالمفهوم يدلّل على إطار مرجعي ذو طبيعة عالميه يتعدى السودان ويمكن تطبيقه في مناطق نزاعات أخرى شبيهة داخل وخارج القارة الأفريقية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل حالة وفق شروطها الموضوعية. فوق كل ذلك يجب أخذ المشروع في الأساس على أنه إسهام فكري ضمن أدبيات الخطاب السياسي السوداني المستجد والجدل المحتدم في شأن إعادة بناء الدولة السودانية.

رؤية السودان الجديد: الأصول والنشأة
كان وراء فكرة السودان الجديد اهتمام الراحل د. جون قرنق بأزمة الحكم في السودان والحرب الأهلية في الجنوب إلى جانب سعيه الحثيث وبحثه الصادق من أجل الوصول إلى سلام دائم وعادل. وكان إخفاق اتفاقية أديس أبابا، التي كان الراحل د. جون قرنق من ألدّ وأشرس معارضيها، لكونها لا تحقق السلام والازدهار لجنوب السودان، هو الذي دفعه إلى التمحيص وإعادة النظر في طرق وأساليب التعامل مع الأزمة السودانية. ولعله تساءل: لماذا يتمادى السودانيون في الاقتتال فيما بينهم إن لم تكن القضايا المتنازع عليها بالغة الخطورة وترقى إلى هذا الحد من الخصومة؟ وخلص إلى أن التهميش بكل أشكاله والظلم والتفرقة والتبعية تشكل جذور المشكلة وهي الأسباب الرئيسية للنزاع، والتي لا يمكن التعامل معها باجتزاء وبأسلوب منح الصدقات وتقديم التنازلات لصالح المتمردين أو الثوار الساخطين كلما اشتعل النزاع في إقليم معين. فللسودانيين مشاكل في الشرق وفي الغرب وفي الوسط وفي أقصى الشمال. أن تعريف المشكلة بأنها "مشكلة الجنوب" تعد في حد ذاتها دعوة للتهميش! اجتهاد جون قرنق قاده لإعادة تعريف المشكلة على أنها "مشكلة السودان" وليست "مشكلة الجنوب" كما دأبت الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم تقليديا في الترويج لها. إن الدولة السودانية متمثلة في هيكل السلطة في المركز هي التي تحتاج لإعادة هيكلة جذرية حتى تتمكن من استيعاب الأشكال المتعددة للتنوع السوداني والتعامل مع كافة أشكال الإقصاء والتهميش لشعوبها. فالسمكة تتعفن من رأسها لا من ذيلها!

لم يكن قرنق سياسياً ومقاتلاً من أجل الحرية فحسب بل كان باحثاً ومفكراً عالمياً يسعى لتحقيق نظام دولي جديد. وإلى ذلك فهو لم يكن بمعزل عن التأثر بكل نظريات العالم الكبرى واتجاهات الفكر وعلم الثورات، وعليه فإن مفهوم السودان الجديد يأخذ بقليل من قبس الماركسية ومختلف مدارس الاشتراكية، كما يدين بصورة كبيرة للتراث الفكري الإنساني. فضلاً عن أنه يستصحب بشكل كبير تجارب مشابهة في تكوين الأمم وبناء الدول في كل من أمريكا الشمالية واللاتينية. لا غرو إذن أن البدايات الأولى لرؤية د. قرنق للسودان الجديد كان يشوبها بعض النزوع للاشتراكية. وكان الرأي آنذاك بأن الحل الوحيد لعلل البلاد يكمن في إطار سودان موحد تحت مظلة نظام اشتراكي يراعي الحقوق الإنسانية لجميع القوميات ويكفل الحريات لكل الأديان والمعتقدات والرؤى. وعلى كلِ، فإن الإتكاء على الإشتراكية لا يقدح في ولا ينتقص من مرتكزات مفهوم السودان الجديد. مع ذلك فقد أقر الراحل د. قرنق وشدد بأن مضمون هذه الإشتراكية لا يجوز تقريره ميكانيكياً. بالأحرى فإن "تمثّل وتنزيل الإشتراكية" في السودان سينجلي وتتضح معالمه في سياق تاريخي، ومع استمرار الكفاح من أجل التغيير وتطبيق برنامج التنمية الاقتصادية الاجتماعية أثناء الحرب وبعدها، ووفقاً لشروط السودان الموضوعية. إلى جانب ذلك، فإن آخر ذكر للاشتراكية فيما يتعلق بالسودان الجديد كان في معرض حديث قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان في 3 مارس 1984. فالاشتراكية كانت إلهام دفعت به الظروف الموضوعية التي كان لا بد من التفاعل معها والمحيط االسياسى الذي كان قرنق يعمل في إطاره، وهي على أي حال لا تلقى بأي ظلال أيديولوجية على رؤية السودان الجديد.

اعتبارات منهجية: مصدر اللبس والتشويش

الإخفاق في التمييز منهجياً بين رؤية السودان الجديد من جانب، والحركة الشعبية (على المستوى التنظيمي، والمستويين الاستراتيجي والتكتيكي) ومتطلبات العملية السياسية لبناء السودان الجديد في مسيرة الكفاح ( سياسياً وعسكرياً وتفاوضياً)، من جانب آخر؛ يشكل أحد الأسباب الرئيسة في إرباك المفهوم. فبعض المنتقدين والمتشككين دأبوا على الانشغال، ومنذ أن طرح الراحل زعيم الحركة الشعبية فكرة السودان الجديد في النصف الأول من الثمانينات، بتساؤلات حول أصل وبذور تكوين الحركة الشعبية ومكوناتها العرقية وأدائها السياسي والعسكري بينما أولوا قليلا من الاهتمام، إن لم يهتموا أصلا، لاختبار الحركة بشكل موضوعي أو تمحيص ما ظلت تبشر به وتدعو له من رؤية.

فالوحدة مثلاً، في ذاتها قيمة جوهرية تتكامل تماما مع، ولا تنفصل عن رؤية السودان الجديد‘ كما هي هدف كبير تطمح فيه وتتطلع إليه قطاعات عريضة من المجتمع السوداني في كل أنحاء البلاد. هذه الدعوة الأصيلة، على أي حال، لم تجد حظها من القبول الجاد كونها صادرة عن "جنوبي" بل تم ازدرائها وتحقيرها ربما لحين ظهور د.قرنق في الخرطوم ثم رحيله المفاجئ والمأساوي. ورغم أن حق تقرير المصير أصبح مطلباً للحركة الشعبية لتحرير السودان فقط في 1991 تجاوباً مع شروط موضوعية في الخرطوم والجنوب، إلا أنه غالباً ما يتم تصويره وكأنه دليل دامغ على الميول الانفصالية للحركة الشعبية وقائدها. وحقيقة، يجب أن ينظر إلي حق تقرير المصير باعتباره وسيلة أو آلية لتحقيق الوحدة الطوعية في ظل بيئة غير مؤتية وعدائية، فهو ليس من المبادئ الأساسية للسودان الجديد. و هذا ببساطة ما يفسر عدم ظهوره في أدبيات الحركة إلا بعد 9 سنوات من تأسيسها وفي لحظة تاريخية من العملية السياسية للصراع من أجل بناء السودان الجديد[1].

كما إن فصل الدين عن الدولة هو أيضا أمر جوهري في بناء دولة المواطنة وجزء لا يتجزأ من رؤية السودان الجديد. وهذا بدوره قد شابه الالتباس مع الإستراتيجية السياسية للحركة الشعبية، وبمعنى آخر تم خلط الرؤية مع العائد السياسي للمفاوضات. ربما لذلك استشعر بعض الناس أن الحركة الشعبية بقبولها لمسألة الإبقاء على، وتطبيق الشريعة في الشمال قد ارتدّت عن موقفها فيما يختص بالعلاقة بين الدين والدولة. ولكن، لابد أن ندرك أنه في سياق الظروف التي كانت تحيط بالمفاوضات كان هناك اختياران فقط على الحركة الأخذ بأحدهما. أحد الخيارات كان أن تتمسك الحركة بفصل الدين عن الدولة في جميع أنحاء السودان مما سيؤدي إلى تجميد أو انهيار المفاوضات، ولم يكن ذلك ليبدو سائغاً لقواعد الحركة في الجنوب أو مقبولا للشعب السوداني ولا للوسطاء. أسوأ من ذلك أنه كان ممكناً أن يعود بالبلاد إلى دائرة الاحتراب. الخيار الثاني يتمثل في السعي من أجل الوصول إلى حلول عملية من شأنها إنهاء الحروب دون التفريط في حقوق المواطنة لغير المسلمين، ليس في الجنوب فقط، إنما في عموم السودان. لذلك فإن ما تم إنجازه عبر التفاوض كان مجرد خطوة للأمام في العملية السياسية الطويلة والشائكة لبناء السودان الجديد.

وكما ألمحنا أعلاه، فإن نموذج الدولة الواحدة بنظامين كان رد فعل مباشر لموقف الحكومة المتشدّد حول فصل الدين عن الدولة. وقام النموذج على مقترح الترتيبات الكونفدرالية الذي طرحته الحركة منذ بداية المفاوضات، والتفكير الذي ساور البعض بأن النموذج صنيعة أمريكية أو أجنبية فيه مجافاة للحقيقة ومطاوعةً للظنون. ولذلك استهدف المقترح تأكيد الوحدة الوطنية دون الحط من قدر غير المسلمين وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم. والواقع أن مقترح الكونفدرالية كان يمثل النموذج الثاني من النماذج الخمسة المطروحة في ورقة (وسائل حلّ النزاع السوداني) التي قدمها زعيم الحركة في عام 1993 أثناء مفاوضات أبوجا. ولم يكن د. قرنق تحت تأثير أي وهم بأن النموذج الثاني (دولة واحدة بنظامين)- والذي تمخض عن اتفاقية السلام الشامل- يمثل أو يرقى إلى السودان الجديد الذي تصبوا إليه الرؤية. ولذلك أطلق على هذا النموذج (السودان الجديد في حدّه الأدنى) ويستند إلى فرضية أن الترتيبات الكونفيدرالية ستوفر مساحة لتطوير وتعزيز رابطة سودانية جامعة خلال فترة انتقالية قد تقود إلى (سودان متحّول ديمقراطيا) كما يشير (النموذج الأول) أو إلى تقسيم البلاد إلى دولتين مستقلتين ( النموذج الخامس). أما النموذج الثالث فيقوم على فرضية سودان عربي إسلامي يسيطر على الجنوب (وضعية ما قبل اتفاقية السلام الشامل) والذي يفضي بالتأكيد إلى انفصال الجنوب. و(النموذج الرابع) هو نموذج نظري بحت يقوم على افتراض سيطرة دولة علمانية افريقية محلية تؤدي إلى تكوين دولة مستقلة في الشمال. أما الطريقة المثلي للمحافظة على الوحدة فتتمثل في التحول مباشرة من النموذج الثالث (السودان القديم) إلى النموذج الأول (سودان متحّول ديمقراطيا)، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بهزيمة نظام السودان القديم المسيطر هزيمة حاسمة ونهائية. وعلى أي حال، إن لم يكن ذلك ممكناً واختارت الحركة المفاوضات كطريق تسوية النزاع، فإن الخيار الأفضل الثاني يتمثل في التوجه نحو السودان الجديد عن طريق النموذج الثاني (السودان الجديد في حده الأدنى، الكونفيدرالي) أو نموذج (دولة واحدة بنظامين). والواضح أن هذا الخيار يعني القبول بمخاطرة احتمال الانزلاق نحو النموذج الخامس (الانفصال) باعتباره مساوياً لتكلفة فشل القوى الداعية لسودان جديد وديمقراطي في تحقيق انتصار حاسم ونهائي على النظام. وهذا بالتأكيد ليس خياراً انفصاليا. ولكن السير إلى نهاية الطريقً حتى يتحقق السودان الجديد فليس بمسئولية الحركة الشعبية بمفردها ولوحدها، وإنما يمثل تحدياً لكل قوى التغيير الأخرى، خصوصا في شمال السودان‘ والتي يفترض أن تقوم بكل ما هو ضروري وأن تلعب الدور المطلوب لتحريك الأوضاع من النموذج الثاني إلى النموذج الأول، بدلاً من السماح لها بالانحدار نحو النموذج الخامس. وهذه كلها عملية سياسية في سياق الصراع من أجل التغيير ويجب أن لا نخلط بينها وبين رؤية السودان الجديد.

هناك اعتبار منهجي آخر تجدر ملاحظته وهو أن السودان الجديد ليس بنقيض للسودان القديم، كما أن الرؤية لا تهدف إلى هدم السودان القديم كليةً وبناء سودان جديد على أنقاضه. فبناء السودان الجديد هو بالأحرى عملية "تحويلية" قوامها إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية جوهرية وإعادة هيكلة سياسية تستصحب كل العناصر الإيجابية في السودان القديم مسترشدة بكل تجاربنا التاريخية والمعاصرة، ومدركة بل ومؤهلة لمجابهة التحديات الضخمة للقرن الحادي والعشرين. وستكون مهمة الحركة الشعبية وقوى التغيير الأخرى، خصوصاً في الشمال، والتي نشأت وترعرعت في السودان القديم نفسه، الأخذ من أفضل مكوناته وأكثرها إيجابية ورقيا في سياق التجارب الخاصة لكل من هذه القوى لقيادة عملية التحوّل صوب سودان جديد.

من جانب آخر، فهنالك بعض القوى التي استفادت ومازالت تستفيد من السودان القديم وهي تعي جيداً أن في السودان الجديد تهديدا لمصالحها سواء كانت تلك القوى في سدة الحكم أم كانت معارضة له. وهذه القوى ماضية في عزمها على تضليل قواعدها وبث الخوف في صفوفها بأن مفهوم السودان الجديد ما هو إلا اسم مستعار وتجميل لفكرة تكرّس دولة إفريقية مسيحية مناهضة للإسلام والعروبة وتعمل بالتنسيق مع الصهيونية على استبدال الهوية الأسلاموعربية للسودانيين (خصوصاً في الشمال). إن هذه الادّعاءات غير المؤسسة والتي تذكي جذوتها النعرة العنصرية والهوس الديني قد تم التصدّي لها بصلابة في أماكن أخرى وتجاوزها الزمن تماماً؛ وحتى في ورقة (وسائل حلّ النزاع السوداني) التي طرح فيها زعيم الحركة الشعبية نماذج الحل الخمسة في عام 1993 أثناء مفاوضات أبوجا، أكّد الراحل على أن النموذج 4 (حيث السيادة لدولة أفريقية علمانية) هو نموذج افتراضي ونظري بحت. وفى حقيقة الأمر، إذا كان النموذج الأول، سودان ما قبل اتفاقية السلام الشامل (السودان العربي-الاسلامى) تستحيل استدامته فكيف يستقيم عقلا أن يفكر صاحب هذه الرؤية الثاقبة في سودان على (النموذج 4) غير قابل للحياة، على حد سواء!

ومثال صارخ للالتباس والخلط بين رؤية السودان الجديد والحركة الشعبية، كتنظيم سياسي، مقال نشر مؤخرا في صحيفة "سودان تريبيون"[2] والذي اعتبر خطأ استخدام عبارة "السودان الجديد" لوصف المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الشعبي في الجنوب، جبال النوبة والانقسنا، وكأنها تتطابق مع تعريف جغرافي لمفهوم السودان الجديد من قبل الحركة الشعبية. وبالطبع ليس هذا بصحيح ومن السذاجة بمكان أن يصدر من حركة ظلت تقاتل أكثر من عقدين من الزمان من أجل التغيير.

السودان الجديد: إطار قومي لإعادة بناء الدولة السودانية
السودان القديم: ما خطبه؟

اتساقاً مع تعريف الأزمة السودانية بأنها "مشكلة السودان" وليست "مشكلة الجنوب" فحسب، فإن تصور الحل يكمن في تحوّل السودان ككل، وذلك بعد إجراء تحليل متعمق ودراسة متأنية للسودان القديم. ويتجلى المدخل لهذا الحل في تكشّف أزمة الهوية الوطنية التي أفرزتها أطر الحكم بعد الاستقلال في أغلب أنحاء القارّة الأفريقية. فأزمة الهوية هي نتاج لتطوُّر تاريخي. فقد تشكلت الدولة الأفريقية (أو السودانية) تاريخياً من عدة عناصر وتنويعات إثنية وعرقية وثقافية وسمتها بتركيبة تعدّدية. فكانت الدولة الأفريقية، ولا تزال، تتألّف من وحدات عرقية متمايزة، لدرجة أنه كان من الممكن لغالبيتها أن تزعم إبان الاستعمار بأنها قومياتٌ قائمةٌ بذاتها. وفيما درجت السلطات الاستعمارية على تطبيق سياسات تفاضلية تمايز سياسياً واقتصادياً بين المجموعات والأقاليم المختلفة، لازم تلك التعددية تفاوتاً كبيراً في صوغ معادلة السلطة وتقسيم الثروات القومية والخدمات الاجتماعية وفرص التنمية. وأفضى هذا التنوع الغزير مقروناً مع تلك التباينات الشديدة إلى زرع بذور النزاع والشقاق بين العناصر المكونة لهذا التنوع. وبدلا عن أن تنشد حلولا بعينها لمعالجة هذه التباينات عبر انتهاج نظام تمثيل عادل وتوزيع منصف للثروات، فإن غالبية حكومات ما بعد الاستقلال آثرت فقط الركون مجملاً إلى تبنّي الأنماط الدستورية التي خلّفها المستعمر. وباتّخاذها ذاك المنحى أرست تلك الحكومات مفاهيم أحادية جامدة للوحدة تمّخض عنها قمع أشكال التنوّع العديدة، منتقصةً بذلك حقوق العديد من الأفارقة، تاركةً إيّاهم بلا حول ولا قوة، يتطلعون ليس فقط للاعتراف بخصوصية هوياتهم إزاء هيمنة الأغلبية بل لتمثيل كياناتهم عبر الأطر الدستورية وأنظمة الحكم في الدول التي يعيشون في كنفها. أفضت هذه السياسات في العديد من الأقطار الأفريقية إلى النزاع المسلح والمطالبة بحق تقرير المصير بشتى الصيغ والدرجات[3].

لا يستثنى السودان من هذا الواقع، إذ أن القطر عانى طيلة سبعة عشر عاماً حرباً انفصالية اشتعل فتيلها قبل أربعة شهور فقط من الاستقلال. توقفت تلك الحرب مؤقتا نتيجة لاتفاقية سلام هشة دامت عقدا من الزمان اشتعلت بعده الحرب مجددا بسبب نقض الحكومة، من جانب واحد، للاتفاقية. ومن هنا جاءت تساؤلات الراحل قرنق حول كنه المشكلة ولماذا يعرض أي مجتمع نفسه لأجيال من المعاناة والاقتتال على امتداد البلاد؟ إن محاولات الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم منذ 1956 إقامة وحدة تقتصر على اثنين فقط من مكونات التنوع التاريخى والمعاصر مع إقصاء محددات التنوع الأخرى لهو أساس مشكلة السودان الذي ينبغي تعريف الأزمة السودانية على ضوئه. هكذا عمدت الدولة السودانية إلى إقصاء الغالبية العظمى لأهل السودان من المشاركة في الحكم وبالتالي تهميشها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما حرض المهمشين للجوء إلى المقاومة. ولطالما كان السودان ولا يزال يرزح تحت نير الحروب، كما برهن على ذلك مؤخراً النزاع المسلح والاقتتال الدائر في دارفور وشرق السودان. ومرد ذلك ببساطة هو أن الأغلبية في السودان لم تعد مشاركة أو صاحبة حق في حكومات يفترض أنها تمثلها. ويكمن الحل لهذه المشكلة الأساسية في بناء دولة سودانية تسع الجميع بلا استثناء؛ أي دولة مواطنة حقة وإدارة حكم سياسية جديدة يتساوى فيها السودانيون في الحقوق والوجبات بغض النظر عن الدين والأصل والعرق والقبيلة والنوع.

دعائم السودان الجديد

خلافا للإستراتيجية السياسية والمواقف التفاوضية للحركة الشعبية لتحرير السودان، فإن المرتكزات النظرية للسودان الجديد المفصلة في مارس 1985 ظلت ثابتة لم تتغير، وإنما استفيض في بيانها وتفصيلها، نورد حيثياتها فيما يلي.

بلورة الهوية السودانية

بلا شك أن السودان مجتمع متعدد الأعراق والثقافات. وإن إحدى مشاكل السودان القديم أنه كان، وما زال، يبحث عن ذاته ويطرح تساؤلات مضنية حول هويته الحقيقية، فنحن قطر عربي كما أننا قطر أفريقي، ولكن هل نحن هجين؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ فمن نحن؟ وحينما نفشل في تعريف هويتنا، بسبب أننا لا نبحث عنها داخل السودان بل نبحث عنها بالخارج، "يلوذ البعض بالعروبة وإذ يخفقون في ذلك يلجأون إلى الإسلام كعامل موّحد، بينما يصيب الإحباط البعض الآخر حال إخفاقهم في إدراك كيف يكونون عرباً بينما اقتضت مشيئة الخالق خلاف ذلك؛ فيلجأون للانفصال". أما السودان الجديد فتتساوى في الإنتماء إليه كل القوميات التي تقطنه الآن؛ وما تاريخه وتنوعه وثرواته إلاّ تراثاً مشتركاً بينها. إذن فلن يصح تعريف الهوية السودانية وفقاً لعاملين اثنين فقط (العروبة والإسلام) مع استبعاد بقية المحددات الجوهرية المتجذرة في تنوع السودان التاريخي والمعاصر. لذلك فإن عملية البناء الوطني تستوجب إمعان النظر داخل القطر واستصحاب تجارب الآخرين وصولاً لتكوين أمة سودانية متفردة. وهناك العديد من الأقطار والشعوب والأمم ممن فعل ذلك. "فقد هاجر الإنجليز إلى أمريكا وأنشئوا ثلاثة عشر مستعمرة، ولكن ظلوا كما هم ذات الإنجليز يتحدثون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية كما اضطروا إلى محاربة إنجلترا لنيل استقلالهم. وهاهم الآن الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يدّعون أنهم إنجليز رغم تحدّثهم بالإنجليزية. الإنجليزية هي لغة أمريكا ولكن تلك البلاد هي أمريكا وليست إنجلترا. مثال آخر جيد ساقه البرتغاليون والأسبان. والأسبانية هي لغة الأرجنتين وبوليفيا وكوبا، مع ذلك يظلون نفس الدول وليس أسبانيا. وبالمثل لا يمكن الزعم بأن العربية في السودان هي لغة العرب وإنما لغة السودان وأهل السودان"[4].



الوحدة على أسس جديدة

أن الوحدة التي تأسس عليها السودان القديم ليست حيوية وغير قابلة للبقاء أو الاستدامة. فهذه الوحدة متجذرة في الهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية لبعض النخب والمجموعات بينما أستبعدت مجموعات أخرى أساسية من عملية صياغة أسس المجتمع السوداني وتم عزلها عن المشاركة الفاعلة في السلطة السياسية وعن التعبير عن هوياتها القومية والثقافية وعن قسمة نصيبهم في الثروة القومية، وتم كل ذلك في إطار نموذج تنمية غير متكافئة. إن للسودان تاريخ عريق وغني منذ أيام الحضارة الكوشية التي ترجع إلى آلاف السنين قبل ميلاد المسيح، وهذا ما نعته الراحل قرنق بالتنوع التاريخي. بينما يشكل سودان اليوم محصلة ناقصة ونتاج غير مكتمل لعملية تفاعلات وتحولات تاريخية طويلة ومعقدة أنتجت هذا المزيج المتنوع عرقيا وثقافيا ودينيا ولغويا واقتصاديا وجغرافيا. وتمثل هذه التشكيلة التنوع المعاصر للسودان. اقتصر السودان القديم وحدة البلاد على محددات وعناصر انتقائية من المجموع الكلي للعناصر التي تشكل جميعها التنوع التاريخي والمعاصر للسودان، بينما تم إهمال وتجاهل مكونات حيوية ومفتاحيه أخرى.

إن الوحدة التي تأسست على هذه المكونات الجزئية وما صاحبها من تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية ستظل دوما هشة وغير قابلة للاستمرار. فلابد للترتيبات الدستورية والمؤسسية وبرامج وسياسات السودان الجديد من أن تعكس هذين النوعين من التنوع التاريخى والمعاصر. وهذا من المتطلبات الضرورية لبناء أمة عظيمة موحدة طوعيا في تنوعها بدلا عن أمة منقسمة على نفسها بسبب التنوع. بل إن الإصرار والمثابرة على تماثل دين واحد مع الدولة، وبالتالي إقامة دولة دينية لا يقود إلا لإحداث شروخ عميقة في نسيج المجتمع السوداني مفضيا في آخر الأمر إلى تشظى البلاد وتفسخ الدولة السودانية. ومرد ذلك ليس فقط لأن كل السودانيين لا يدينون بالإسلام، بل لا يوجد إجماع حول قوانين الشريعة حتى وسط المسلمين أنفسهم. ولذلك يجب أن لا نسيء تفسير المقصود بفصل الدين عن الدولة، سواء كان ذلك عمدا أو عن جهل، ليعنى إبعاد الدين عن الحياة والمجتمع ولو بأي شكل من الأشكال. فهذا ليس بممكن لأن الدين جزء أصيل من الإنسانية. علاوة على أن كل السودانيين لهم معتقداتهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يعتقدون في الديانات الأفريقية التقليدية. فكل ما تقترحه رؤية السودان الجديد هو أن الدين ينظم العلاقة بين البشر وخالقهم وهى علاقة بطبيعتها محكومة بالتشريعات الدينية في المجال الخاص. بينما الدولة مؤسسة اجتماعية وسياسية استنبطها البشر وينتمي إليها الجميع بغض النظر عن معتقداتهم الدينية المختلفة. ولهذا كان الراحل د. قرنق يتساءل في تعجب: لماذا نغرق أنفسنا في خلط المواضيع و نفرق بين شعبنا فينقسم الناس ويحصدون الشقاق نتيجة لذلك[5]!!

إعادة هيكلة السلطة

وهذا يعنى ابتداء إعادة هيكلة السلطة المركزية بصورة تضع في الاعتبار مصالح كل المناطق والقوميات المهمشة، سواء أولئك الذين حملوا السلاح أو الذين ظلوا يعارضون بصبر وفى صمت. وهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء احتكار السلطة في يد فئة قليلة أيما كانت خلفياتهم وسواء جاءوا في زى الأحزاب السياسية أو أسر حاكمة أو طوائف دينية أو ضباطا في الجيش. فقد كان تمثيل الجنوبيين والمجموعات المهمشة الأخرى في الحكومات المركزية دائما رمزيا وبدون استشارة أو مشاركة فعالة في عملية تكوين هذه الحكومات، فغالبا ما تتم دعوة هذه المجموعات للانضمام إلى الحكومات "الوطنية" كطفيليين أو متفرجين وليس كشركاء متساوين وأصليين. وقد دفع هذا الإقصاء بالنخب والمتطلعين إلى السلطة في هذه المناطق للرجوع إلى، والاتكاء على قواعدهم الاثنية والإقليمية والى تكوين حركات وتنظيمات سياسية إقليمية. وهذا ما وصفه الراحل قرنق "بالصدف التي لا تحدث صدفة!" إذ دائما ما تنتهي السلطة بيد مجموعة أو مجموعات معينة من شمال السودان. وثانيا، التشديد على لامركزية السلطة وذلك بإعادة تعريف العلاقة بين المركز في الخرطوم والأقاليم ومنح سلطات أوسع لهذه الأقاليم في شكل فدرالي أو حكم ذاتي، أين ومتى ما كان ذلك ضروريا، حتى تتمكن الجماهير، وليس النخب الإقليمية، في ممارسة سلطات حقيقية من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترويج وتطوير ثقافاتهم المختلفة.

الحكم الديموقراطى وحقوق الإنسان

وما يجب التطلع إليه والترويج له وحمايته هو سودان جديد ديموقراطى لا تكون فيه المساواة والحرية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية مجرد شعارات بل واقعا ملموسا يعيشه الناس. فالديمقراطية في السودان الجديد ليست هي ديمقراطية الماضي الصورية والإجرائية والتي كانت بمثابة تمويه لإدامة المصالح المكتسبة لبعض المجموعات. فقد خضعت الحقوق المدنية في تلك الديمقراطية الصورية لأهواء الحكام، بينما ظلت الأغلبية في الأقاليم على هامش السلطة المركزية والتي تعاملت معها وكأنها تابع يسهل التخلص منه أو مناورته بالتحايل والنفاق السياسي. يمثل التحول الذي تنشده رؤية السودان الجديد نقلة في المنظور الاقتصادي والاجتماعي يستلزم الاعتراف بالتنوع السياسي وذلك بضمان الحرية الكاملة للتعددية السياسية. وهذا بالضرورة يستدعى تعميق حقوق الإنسان وكافة الحقوق الدستورية واحترام استقلال القضاء، بما في ذلك محكمة دستورية لا تنتهك حرمتها والالتزام بحكم القانون من قبل الحكومة والمحكومين وتأسيس خدمة مدنية ذات كفاءة واستقلال حقيقي على كل مستويات الحكم. كما تسعى رؤية السودان الجديد إلى إعادة صياغة النظام التشريعي بأسلوب يضمن تحقيق التوازن والضبط ويكفل السلطات الممنوحة للأقاليم لكي لا يتم سحبها أو إضعافها بواسطة مراكز السلطة الأخرى. فيجب أن لا تؤخذ الديمقراطية كوسيلة للصراع من أجل السلطة واستحقاقاتها فحسب، بل لابد من فهمها كنظام تنافسي لترسيخ الحكم الراشد وضمان توفير وتطوير الخدمات الاجتماعية ووصولها لأهلنا في كل أنحاء السودان بدون الخدش في كرامتهم أو الانتقاص من قيمتهم الإنسانية.


التنمية المتوازنة والمستدامة

لا يكتمل مشروع السودان الجديد بدون تطوير منظومة اقتصادية يتم من خلالها الاستخدام العقلاني والرشيد لموارد البلاد الطبيعية والبشرية الوفيرة لوقف التنمية غير-المتكافئة ولوضع حد لكل أشكال التهميش والحرمان وللتوزيع العادل لثمار النمو والتنمية. ويمثل الاقتسام الملائم والعادل للثروة بين شعوب وقوميات السودان المختلفة جزءا لا يتجزأ من منظومة التنمية المتوازنة.

خاتمة

إن الأزمة الوطنية التي أبتلى بها السودان منذ استقلاله في 1956 هي في الأساس أزمة هوية أساسها عجز السودانيين عن التصالح مع واقعهم الثقافي والاثنى والذي يجعل منهم أمة. فجاءت رؤية السودان الجديد في جوهرها كإطار قومي ورابطة اقتصادية واجتماعية وسياسية متجذرة في ومستوعبة للتنوع المتعدد الذي يتميز به السودان. فهي، إذن، إطار لإعادة تشكيل كل السودان وصوغ الديمقراطية وتحقيق المساواة والحرية والتقدم، وهذه كلها مكونات أساسية للاستقرار والديمقراطية الحقيقية. وهذا بالتحديد ما يميز السودان الجديد عن السودان القديم والذي تأسس على عنصرين فقط من مكونات التنوع التاريخى والمعاصر للسودانيين. فجوهر الرؤية هو الإدارة العادلة للتنوع واحترام هويات وثقافات كل المجموعات القومية. وبالرغم عن أن السودان هو منطلق وبؤرة اهتمام رؤية السودان الجديد إلا انه يمكن تطبيقها عالميا في الدول والمناطق الأخرى التي تمزقت أوصالها بسبب التنوع والتباين العرقي والاثنى والثقافي والديني. وبذلك، فان الرؤية ليست بعقيدة أو أيديولوجية للحركة الشعبية، ومن ثم يجب أن لا نخلط بينها وبين الهيكل التنظيمي للحركة أو استراتيجياتها وتكتيكاتها وما يصاحبها من عمليات سياسية تهدف إلى تحقيق الرؤية، ولو أن كل هذه مواضيع مشروعة للنقاش والحوار والتقييم النقدي.

توسيع دائرة الحوار

إن حالفني التوفيق في توضيح رؤية السودان الجديد من خلال هذا العرض، فإن قاعدة إتحاد الكتاب السودانيين وكل المشاركين في هذا المؤتمر العام سيوافقونني الرأي على الآتي:

· هذه الرؤية هي بمثابة مشروع قومي لبناء سودان موحّد وقابل للحياة يجنّب البلاد خطري التفكك والانشطار. فالرؤية للسودان القديم المنافسة في كلتي نسختيه، منذ الاستقلال وحتى 1989 ومن 1989 إلى 2005، قد أخفقت في صون وحدة البلاد واستدامتها؛ بينما رؤية السودان الجديد ترتكز على مفهوم المواطنة الذي لا شك عندي أن غالبية الحضور في هذا المؤتمر يساندونه.

· الحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي تقدمت برؤية السودان الجديد. ولكن، مثلما أن السودان القديم يتعرض لتغيّرات جذرية في مسيرة انتقاله نحو السودان الجديد فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها لابد أن ينالها التطوير وتخضع بذلك لتحولات أساسية. ورغم أن الحركة ظلت تحتفظ بمضمونها الرئيسي، إلا أنها شهدت تحولات عبر السنين، وفي غضون تلك التحولات بدت الحركة مختلفة في المراحل المختلفة للكثير من الناس وجماعات المهتمين مما يفسر اللبس- القائم عند البعض- حول طبيعة ومضمون الحركة الشعبية. إن اتفاقية السلام الشامل، والتي أفضت إلى أكثر التحولات الدستورية جذرية بعد الاستقلال، قد أدخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان في مرحلة جديدة (جمهورية ثانية) تتسم بالعديد من حالات الانتقال وما تستدعيه من إدارة فاعلة لهذه التحولات. فبانتقالها من مربع الحرب للسلام فان الحركة الآن مواجهة بإدارة تحول دقيق ثلاثي المسارات: أي من تنظيم سياسي-عسكري إلى حركة سياسية، ومن حركة إقليمية إلى حركة قومية[6]، ومن خانة المعارضة إلى الشراكة في الحكومة. أضف إلى كل هذا الرحيل المفجع والمفاجئ لزعيمها والذي بلا شك قد زاد وضاعف من أعباء الحركة في التعامل مع هذه التحوّلات المتعددة.

· رؤية السودان الجديد ليست برنامجاً تحتكره الحركة الشعبية وحدها أو أي كيان سياسي آخر منفرد، وإنما كما قدمنا، هي إطار قومي من شأن الأحزاب والتنظيمات السياسية وضع سياساتها وبرامجها الخاصة على ضوئه.

· كان الراحل زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان مدركاً منذ تأسيس الحركة أنها لن تكون قادرة بمفردها على تحقيق التحوّل من السودان القديم صوب السودان الجديدً. لذلك، كان الراحل حريصاً منذ البداية على خلق صلات مع ومد يديه إلى مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الشمال. كما كان له دورا محوريا في جمع هذه القوى في وقت مبكر في كوكا دام-إثيوبيا في مارس 1985. كما كانت الحركة الشعبية عضوا فاعلا في التجمع الوطني الديموقراطى وتبوأ قائدها رئاسة القوات المشتركة للتجمع. وهكذا، فإن الحركة الشعبية أقامت تحالفات مع جميع القوى السياسية الحديثة والتقليدية بغرض المضي قدماً بعملية البناء الوطني. ورغم أن أوضاع ما بعد اتفاقية السلام الشامل قد خلقت واقعا سياسياً جديداً إلاّ أن الحركة الشعبية عازمة على التفاعل مع القوى السياسية الأخرى بإقامة تحالفات تخدم أهداف ومرامي السودان الجديد.

إن منظمي هذا المؤتمر جديرون بالثناء لطرحهم رؤية السودان الجديد للمناظرة والنقاش في هذا المنبر المعتبر. ولكن من الأهمية بمكان أن نمضي قدما بهذا المجهود وذلك بتوسيع دوائر الحوار عن طريق الدراسات والأبحاث الجادة وبإشراك كل قوى التغيير، خصوصا في الشمال.

أولاً: من المهم تحديد المواضيع والقضايا الملحة التي طرحتها الرؤية وما تستدعيه من بيان وتفصيل. إن قائمة مختصرة بهذه القضايا تشمل ضمن أخريات: ثنائيات السودان القديم/الجديد، الحداثة/التقليد، مفهوم التهميش، قضية العرق والطبقة، التعددية الديمقراطية والثقافية، قضايا المرأة والحقوق المتساوية، الديمقراطية وحقوق الإنسان، الدستور وحكم القانون، الثقافة ووسائل الإعلام، اقتصاد السوق وتطوير القطاع الخاص.

ثانياً: يبدو أن الوقت قد حان بأن تدخل قوى التغيير والسودان الجديد في الشمال والحركة الشعبية في حوار صريح وبناء حول الانتقال نحو السودان الجديد في سياق اتفاقية السلام الشامل. في هذا السياق يبرز سؤال هام حول كيف لنا أن نوظف الوضع الجديد الذي أرست قواعده اتفاقية السلام الشامل لصالح الدفع بمشروع السودان الجديد إلى الأمام، وهو سؤال يشكل في حد ذاته مجالا خصبا للبحث والتفاعل والحوار. فان كان البعض يرى بأن الحركة الشعبية قد تراجعت عن رؤية السودان الجديد وتقزمت إلى محض حركة إقليمية جنوبية فما هو موقف قوى التغيير الأخرى في الشمال؟ إن السؤال الذي يغلب تأطيره بشكل خاطئ في الشمال حول مصير الشماليين في الحركة بعد رحيل د. قرنق يجب إعادة صياغته ليكون: ما هو مصير كل الشماليين وليس فقط المنتسبين للحركة إذا تراجعت إلى كيان سياسي جنوبي؟ هل لهذه القوى أي مشروع بديل لرؤية السودان الجديد؟ أليس من صميم مصلحة السودانيين في الشمال، خصوصا المتطلعين إلى سودان جديد موحد، مؤازرة الحركة عبر المشاركة الفاعلة في تحولها إلى حركة سياسية قومية وذلك باعتبارها الضمان الوحيد لمحاصرة الأجندة الانفصالية والاتجاهات القائمة على الانتماءات الضيقة للتيارات المنكفئة على ذاتها؟ كيف يمكن مناقشة ومعالجة كافة هذه القضايا المطروحة؟ ومن ناحية أخرى، إذا أخفقت الحركة الشعبية في تحويل نفسها إلى حركة قومية قوية، فالتنظيمات السياسية ليست بمعصومة عن الفشل، فما هي الإستراتيجية- فكريا وتنظيميا- التي أعدتها (أو ستقوم بإعدادها) قوى التغيير في الشمال لتحقيق أهداف السودان الجديد- أو لنقل أهداف التحول الديموقراطى؟ ففي سياق تطورها طرحت الحركة "مشروعا وطنياً ديمقراطياً" هو الوحيد، في رأي، القابل للتطور والتطبيق. ويحمل هذا المشروع كل ما هو ايجابي وثمين في تجربة الحركة الشعبية، كما يأخذ من قوى السودان الجديد في شمال السودان أرقى وأكثر مكونات تجاربها السابقة ايجابيةً، إضافة إلى العناصر الايجابية للسودان القديم. إذن، فالسؤال الأهم الذي يطل برأسه (سؤال المليون دولار): ما هي الاستراتيجيات بعيدة المدى لقوى التغيير في الشمال إذا صوت الجنوبيون لصالح الانفصال في الاستفتاء المقرر بنهاية الفترة الانتقالية؟ وما هي طبيعة "دولة شمال السودان" التي يطمحون لبنائها؟ أوليس ذلك احتمال يلوح في الأفق؟

--------------------------------------------------------------------------------
[1] ولنكن أكثر دقة، فقد كان للحركة موقفا مبدئيا يقضى بالتأكيد على توسيع حق تقرير المصير على أساس الفدرالية، الحكم الذاتي الخ.. ليشمل كل قوميات السودان. إعلان مبادئ الايقاد، مايو 1994
[2] James A. Agany, “The New Sudan: How New is New?”, Sudan Tribune, 21 August 2006.
[3] Francis Deng, The John Garang Center: An Institution Dedicated to the Promotion of Peace and Unity, Equality and Dignity in Africa, Unpublished Memo.



[4] خطاب د. جون قرنق في الجلسة الافتتاحية للحوار التمهيدي بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتجمع الوطني للإنقاذ الوطني، والذي عقد بكوكا دام، إثيوبيا، 20 مارس 1986.

[5] وفى كلمات مشهورة لجون قرنق "لم أر أبدا دولة- الدولة التي أصفها بالمؤسسة الاجتماعية - مجرد كيان، تذهب للكنيسة في يوم الأحد، فالفرد هو الذي يذهب للكنيسة يوم الأحد. كذلك لم أر مطلقا دولة تذهب للجامع في يوم الجمعة، فالفرد هو الذي يفعل ذلك. لم أر أبدا دولة تذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، فالأفراد هم الذين يحجون. و عندما نموت و نقابل الخالق، فالفرد هو الذي يقف أمام ربه و يتم حسابه وفق ما أقترفه من أفعال في دنياه و ليس على ما فعلته الدولة".

[6] هذا لا يعنى بأي حال من الأحوال التشكيك في التوجه الوحدوي للحركة الشعبية، بل مجرد التشديد على أن الحركة بعد اتفاقية السلام لشامل قد دخلت جمهورية ثانية تتطلب من الحركة أن تقوم بواجبها ككيان قومي تنطلق من الخرطوم لتستوعب تنظيميا قواعدها العريضة في كل أنحاء السودان.

Post: #297
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Osman Musa
Date: 12-23-2006, 07:22 PM
Parent: #295

أخى د/حيدر

تحيه طيبه

بكل الأعجاب اطالع مابين سطورك ـ

وكانى أسمع انشادا

ياســــيد الأنشـــــاد

عثمان عبدالرحيم موسى

Post: #298
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-27-2006, 03:53 AM
Parent: #297

العزيز عثمان،

شكراً على الإطلالة، وعلى المتابعة. وعلى ذكر الإنشاد أهديك قصائد بصوتي، أنشدتها بحضرة الأستاذ محمود في العام 1983. أرجو أن تنال استحسانك.

http://www.alfikra.org/inshad_view_a.php?inshad_id=18

Post: #299
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Bashasha
Date: 12-27-2006, 05:14 AM
Parent: #1

دكتور حيدر اوضيوفو، كل عام وانتم بخير.

حتي لاننسي، ذكري الشهيد محمود!

Post: #300
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-28-2006, 04:11 AM
Parent: #299

عزيزي كمال،
أشكرك على الإطلالة البهية. كنت مشغولاً في الأيام الفائتة بكيفية الاتصال بك لتبليغك بأن الاحتفال بذكرى الأستاذ محمود هذا العام ستقام "حداكم" في كاليفورنيا. غيابك عن المنبر كان هو داعي أنشغالي حيث ظننت بأنك لنفس أسباب غيابك قد لا تتيسر لك القراءة والمتابعة لما يجري هنا. جيداً جيت، يا عزيزي. المناسبة في هذا العام يقوم بالإعداد لها الجمهوريون وأصدقاؤهم بمدينة مونتيري. وهاك إعلانهم.


إعلان
تطل علينا بعد أيام ذكرى استشهاد الأستاذ محمود محمد طه في يوم الجمعة 18 يناير 1985 بعد أن حكمت عليه المحكمة المهزلة بالردة وقضت بإعدامه شنقا حتى الموت في أسوأ سابقة في تاريخ القضاء السوداني.. يومها تناقلت الصحف ووكالات الأنباء خبر الثبات المذهل والشجاعة الأسطورية وابتسامة الرضا التي واجه بها الأستاذ موقف التنفيذ.. وقد تم تخليد ذلك اليوم بواسطة رابطة المحامين العرب ليكون يوم حقوق الإنسان العربي.. ولا زالت وستظل دوائر المعرفة والمراكز الأكاديمية في العالم تدرس وتترجم إسهامات الأستاذ محمود التي لا ينقضي الوطر منها وذلك لحاجة البشرية لها اليوم أكثر من أي وقت مضى.. إن السلام اليوم سواء كان على مستوى الأفراد أو الجماعات أو مستوى الدول، السلام بين الأحياء فيما بينهم وبين الأحياء والأشياء، هو حاجة البشرية اليوم، وهو ما وظف الأستاذ محمود حياته لمعيشته والتبشير به والكتابة عنه..

إن تلاميذ وأصدقاء الفكر الجمهوري بمدينة مونتري كاليفورنيا يسعدهم أن يعلنوا عن قيام احتفال بالذكرى الثانية والعشرين لهذه المناسبة.. يقام الاحتفال في يوم السبت 20 يناير بالقاعة الكبرى في مركز لميسا الاجتماعي:

La Mesa Community Center(Ballroom)
1200 Spruance Rd
Monterey, CA 93940

يشمل الاحتفال معرضاً للفكر الجمهوري. كما ستقام ندوات مفتوحة للحوار عن شتى المواضيع يشترك فيها عدد من المتحدثين نعلن عن تفاصيلها لاحقا كما سيتخلل كل ذلك الإنشاد العرفاني من الأخوان الجمهوريين.. يبدأ المعرض الساعة التاسعة صباحا ويستمر حتى العاشرة في المساء..

وذلك للتعرف على فكر الأستاذ وإحياء هذه المناسبة بإثراء الحوار الفكري.. .

للإستفسار يمكن الاتصال بالدكتور مصطفي الجيلي:
[email protected]
Tel:831-582-9895

وينوه تلاميذ الأستاذ محمود بمونتيري للراغبين في الحضور من المدن والولايات القريبة بأن الاستضافة ستكون متوفرة بكل رحابة بما في ذلك المبيت.

Post: #301
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-28-2006, 04:58 AM
Parent: #300

العزيز بشاشة، وكل المهتمين،

للإستفسار عن الاحتفال بالذكرى يمكن الاتصال بالدكتور مصطفي الجيلي:
[email protected]
Tel:831-582-9895

وينوه تلاميذ الأستاذ محمود بمونتيري للراغبين في الحضور من المدن والولايات القريبة بأن الاستضافة ستكون متوفرة بكل رحابة بما في ذلك المبيت.

Post: #302
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 12-28-2006, 11:18 AM
Parent: #300

الاخوان الاعزاء
تحية طيبة
وان شاء الله سيكون الاحتفال هذا العام متميز بعد كثرة المنابر الحرة التي تهتم بالشان السوداني والثقافة والفكر السوداني
بس ركزو لينا على فضائية من امريكا(الحرة-السودان)

وجبت البوست الممتاز ده هنا
لانه قريب جدا من الاطروحات المقدمة هنا

Quote: وترقبوا ،

الجمهورية الثانية

الخالصة من الجبهة

والدارويش والجلابة

والانتهازيين الجنوبيين

فليبقى السودان سودانا للجميع

الحركة الشعبية هى الحكومة القادمة للسودان

Post: #303
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 12-28-2006, 09:06 PM
Parent: #302

عزيزي عادل،
تحياتي وشوقي وشكري الوافر على رفدنا بمفال الأخ خميس، الذي نزجي له خالص التقدير والود عبر هذا الخيط، مع الدعوة الخالصة له بأن يستمر في جمل مشاعل التنوير والتبشير بالجمهورية الثانية.

كنت قد قرأت هذا المقال قبل أيام. ولفت نظري، مثل ما لفت نظرك، استخدامه لمفهوم "الجمهورية الثانية" الذي نحاول ترسيخه ههنا. ورأيت أنه من المناسب أن أنقل نص المقال برمته. والشكر لك مجدداً. وكل عام وأنتم بخير.
*********

الحركة الشعبية هى الحكومة القادمة للسودان

خميس كات ميول/القاهرة
[email protected]

لا شك ان الحركة الشعبية هو الحزب القادم وبقوة والمؤهلة لترسيخ دعائم الوحدة والسلام والتنمية والاستقرار فى ربوع البلاد ، وستكسب الانتخابات القادمة حينها سوف تكون نهاية دولة السودان القديم المقيتة والان تموت موتا اكلينيكيا

لم يكن له اثر فى جنوب البلاد ورحل جزئيا فى شرقنا الحبيب ويطارد ليلا ونهارا من قبل نسور الغرب فى دارفور وسوف ترحل كليا باذن الله انشاء الله عاجلا

بالامس القريب كانوا يزعجونا برفضهم للقوات الدولية وقبلوه اليوم هذا وان دل انما يدل على ضعف مواقفهم وحججهم وان موقف الحركة الشعبية الثابت بضرورة ارسال القوات الاممية لحماية انسان دارفور من ويلات الجنجويد وداعميهم يصب فى رصيد قوتها والتى ستكسب ود انسان دارفور وعلاوة على ذلك هى مسؤلية وطنية والتى من اجلها جاءت الحركة لتكون منصفا فى كل القضايا الوطنية وهذا سوف تسكت الالسنة التى تتحدث بجنوبية الحركة .

واذا قارنا بين الحركة الشعبية نجد ان هناك ثمة فروقات جمة من كل النواحى مع شريكها وعلى سبيل المثال ولا الحصر سنجد الثانى لايملك شيئا سوى انه مهيمن على الاعلام ومحتكر على اموال البلد والذين معهم من افراد الشعب ليسوا الا ضعاف النفوس والذين يبحثون عن القوت اليومى .

كل الجنوبيون سوف يصوتون للحركة الشعبية ومعظم اهالى دارفور الذين قتلتهم وشردتهم هذا النظام، وسنقيم تحالفات مع الحركات الموجودة فى تلك الاقليم ونفس الشئ فى الشرق اما فى شمال البلاد فلنا عضوية لايمكن تجاهله .

وما من عاقل يصوت وينصر هذا الحزب الذى شرد وفرق وزرع الفتن وسط افراد الشعب الواحد واعلن الجهاد ضد الجنوب راح خلالها قرابة المليونين من الابرياء ضحايا تلك الحرب المزعوم وادخلنا مع اشقاءنا دول الجوار فى مشاكل نحن فى غنى عنها (ولا اود ان اغوض فى هذا الملف) اذا ستبقى السؤال ماالذى قدموه منذ مجيئهم الى السلطة عبر البندقية للوطن؟ كم مواطنا قتل وشرد فى عهدهم ؟ كم مواطنا أحيل الى الصالح العام فى زمن توليهم السلطة؟ كم مواطنا او سياسيا او طالبا أغتيل أو أعتقل وعذب فى بيوت الاشباح ؟كم من الممتلكات التى صودرت فى عهدهم ؟ كم عددالكنائس التى تمت اغلاقهم ؟

لماذا شرد زعماء البلاد فى عهدهم ؟ المهدى - الميرغنى وغيرهما

كم طفل أتم (بضم الهمزة) وكم أم ثكلت وكم زوجة أرملت وكم وكم... كم شاعرا شرد واستاذا جامعيا غادر البلاد قسرا وطبيبا هجر ( بضم الهاء وكسر الجيم ) وكم وكم وانت أيها القارئ كم تعانيت منهم.

الحركة الشعبية والاحزاب الاخرى :

نبدأ بحزب الامة الراديكالى التقليدى المحصور لفئة معينة ولا يستطيع ان يمد رجله القصير ليتخطى حدوده الجهوى ليصل الى الجنوب والمعروف على هذا الحزب انه ينصر كل المستعربين واذا كانت الحركة الاسلامية هى المسؤلة الاولى فى تفتيت البلاد فتاتى الامة فى المرتبة الثانية بلا منازع

اما الحزب الاتحادي الدميقراطى جليا لا يستطيع ان ينافس الحركة الشعبية ولكن يمكن ان نقيم تحالفات معه فى الانتخابات القادمة اما الاحزاب الصغير ة الاكثرة تناثرا من الاحزاب السابقة فلا تستطيع انـ تأكل عيشا مع الحركة لانه قيل عندما يكون الكبار فعلى الصغار ان يصمتوا ويتفرجوا

وترقبوا ،

الجمهورية الثانية

الخالصة من الجبهة

والدارويش والجلابة

والانتهازيين الجنوبيين

فليبقى السودان سودانا للجميع

للعرب والافارقة

والمولدين وكل من يري نفسه سودانيا فأهلا بك فى سودان الكرم والحرية فلتذهب هؤلاء وكلابهم الى الجحيم بلا رجعة وعاش السودان وعاشت الحركة الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان من اجل وحدة السودان والسودانيين

[email protected]

خميس كات ميول / القاهرة

اتحاد شباب السودان الجديد بمصر

Post: #304
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-10-2007, 03:29 AM
Parent: #303

فوق!

Post: #305
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-11-2007, 06:13 AM
Parent: #304

Quote: من نمولى .. إلى حلفا
إكتمال مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان


توّاً فرغت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان من الوصول إلى مدينة حلفا القديمة والولاية الشمالية بأثرها لتعلن للملأ عن إكتمال مشروعها السياسى ولتحقيق أمل وهدف بذل رائد التجديد النظرى لفلسفة السودان الجديد؛ الراحل فى مسام الخلايا حضوراً وإنساناً، المفكر د. جون قرنق دى مابيور، روحه من أجل أن ينتصر لهذا المشروع/الحلم وها قد فعل مجايليه من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان وبلغوا "حلفا دغيم"، "السِليم"، "مروى" و"دنقلا" على متن قطار حلفا "الإسبوعى" فى رحلة إستغرقت زهاء الأيام السبعة من التجوال والترحال على وديان تاريخية أضافت إلى الحضارة الإنسانية ولكنها وللأسف الشديد، وجدت كل تجاهل وتهميش من لدن حكم عضود مركزه الخرطوم!!

تكونت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التى أنجزت هذا العمل التأريخى من الرفيق ياسر سعيد عرمان، عضو المكتب السياسى ونائب الأمين العام المكلف لقطاع الشمال، الرفيق إلياس نيامليل، وزير الدولة بوزارة التعاون الدولى، الرفيق فيرونكا لويس، عضو المجلس الوطنى الإنتقالى، الرفيق أقنست نوكا، عضو المجلس الوطنى الإنتقالى، الرفيق سوزى جاستن، عضو مجلس الولايات، الرفيق عمر الطيب أبو روف، سكرتير الحركة بولاية سنار وعضو المجلس التشريعى بها، الرفيق محمد أحمد شنان سكرتير الحركة بولاية نهر النيل، الرفيق بول رينق، سكرتير الحركة بولاية الخرطوم ورئيس كتلة نواب الحركة بمجلسها التشريعى والرفيق خالد جادين، عضو مجلس تشريعى ولاية الخرطوم. هذا إلى جانب مجموعات العمل التى أسست لهذا العمل من قيادات قطاع الشمال.

التفاصيل الكاملة لتنظيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالولاية الشمالية تجدونها كاملة فى النشرة نصف الشهرية التى تصدرها سكرتارية الثقافة والإعلام بقطاع الشمال "المد الجديد"، فلتهنأ فى عليائك السامقة الراحل المقيم بعد أن بلغت الحركة الشعبية لتحرير أعلى نقطة شمالى السودان لتعلن عن مشروع توأمة مواتى بين نمولى وحلفا.


عاطف كير
[email protected]

Post: #306
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-13-2007, 09:36 PM
Parent: #305

نقلاُ عن دكتور ياسر الشريف أنزل مساهمته هذه من خيط آخر، على أمل أن يتم انزال خطابي الرئيس ونائبه كاملين من قبل من وجد إليها سبيلاً.

Quote:
______
الترجمة التي جاءت في صحيفة أخبار اليوم ونشرت في الشبكة لخطاب السيد سلفاكير رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول لرئيس الجمهورية في الذكرى الثانية لاتفاقية السلام الشامل كانت عبارة عن كتابة الترجمة التي قدمها تلفزيون السودان لذلك الخطاب.. يهمني هنا أن أبسط النص الأصلي باللغة الإنجليزية مع ترجمة أرجو أن تكون دقيقة ووافية..

Dear Citizens,

I recall, once again my address to you last year on the First CPA Anniversary. I told you then that I commit myself before God and our people to serve you with prudence, diligence and in all transparency. I have nothing to hide and wish every one of you, especially those in government to be the same. I also promised you to fight corruption in public life with all the might of the law. To achieve that end, we have constituted, with the approval of Southern Sudan Legislative Assembly, the Anti –Corruption Commission, with powers to protect public property, investigate cases of corruption involving public officers as well as the private sector and combat malpractices in public institutions. That Commission has my full support and, therefore, should never shy away from addressing corrupt practices from wherever they derive including the Presidency and the Cabinet offices. NO BODY IS ABOVE THE LAW. I repeat, NO BODY IS ABOVE THE LAW.

However, allow me also to put the issue of corruption in context. Infant regimes emerging out of conflict situations with weak government institutions become prone to attacks by corrupt elements from within and from outside. Accordingly, the strengthening of our administrative institutions, the reinforcement of our laws especially those relating to contracts, financial management, procurement and the toughening of our public audit are pre-requisites to the fight against corruption. I therefore call upon all those
concerned in the Ministry of Legal Affairs and Constitutional Development, the Auditor General Chambers and the Southern Sudan Legislative Assembly to double their efforts so that appropriate laws, institutions and measures are put in place.

Of late Dear Citizens, a series of accusations against some of our ministers and officers were made public especially in the Khartoum press and other media, such as
Internet. Let me say loud and clear that every person and any person to who an accusatory finger has been pointed at must fend for himself/herself. And has the legal right to clear his/her name and honor. But on my part, I censure any attempt to use corruption as a tool of political blackmail, intimidation or defamation. Corruption is a disease whose affliction is not limited to Juba or the Government of Southern Sudan. It is prevalent, regrettably, all over Sudan. That is why I call upon all forces in our country: North, South, East and West including government legislative organs, the media and civil society organizations, to mount a national campaign against corruption at all levels of governance. Attacking corruption out of context allows it and its perpetrators to escape unhurt.



المواطنون الأعزاء،
أعيد إلى الأذهان، مرة أخرى خطابي لكم السنة الماضية في ذكرى اتفاقية السلام الشامل الأولى. لقد أخبرتكم وقتها أنني أتعهد أمام الله وأمام شعبنا أن أخدمكم بعناية ومثابرة وبكل شفافية. لن أخفي شيئا وأود أن كل واحد منكم، خاصة أولئك الذين في الحكومة أن يكونوا كذلك. وقد وعدتكم أيضا أن أحارب الفساد في الحياة العامة بكل قوة القانون. لإنجاز ذلك الهدف، فقد أنشأنا، بتصديق من جمعية جنوب السودان التشريعية، لجنة مكافحة الفساد بصلاحيات تحمي المال العام، وتحقق في حالات الفساد بما في ذلك المسئولين الحكوميين وأيضا القطاع الخاص، وتكافح الممارسات الخاطئة في المؤسسات العامة. تلك اللجنة تحظى بدعمي الكامل، ولذا، يجب عليها ألا تجفل من مخاطبة الممارسات الفاسدة من أي جهة جاءت بما في ذلك الرئاسة ومكاتب الوزارة. ليس هناك أحد فوق القانون. أكرر، ليس هناك أحد فوق القانون.

ولكن على كل حال، اسمحوا لي أن أضع مسألة الفساد في سياقها. الأنظمة الوليدة الخارجة من ظروف الصراع مع المؤسسات الحكومة الضعيفة تكون فريسة للهجوم بواسطة عناصر فاسدة من الداخل ومن الخارج. وبذا، فإنه لا بد من تقوية مؤسساتنا الإدارية، وتدعيم قوانيننا خاصة تلك التي تتعلق بالعقود والإدارة المالية والتحصيل، وتشديد مراجعة الحسابات، لمحاربة الفساد.. ولذا فإني أناشد كل من يهمه الأمر في وزارة الشئون القانونية والتنمية الدستورية، ومكاتب المراجع العام والجمعية العمومية التشريعية لجنوب السودان أن يضاعفوا الجهود حتى يمكن إرساء القوانين والمؤسسات والتدابير المناسبة.

مؤخرا يا أعزائي المواطنين نُشِرت سلسلة من الإتهامات ضد بعض وزرائنا وموظفينا خاصة في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى في الخرطوم، مثل الإنترنيت. دعوني أقول بصوت عالٍ وواضح أن كل شخص وأي شخص يتوجه إليه إصبع اتهام عليه أن يدفع عن نفسها أو عن نفسها. ولديه الحق الشرعي أن يبرئ إسمه أو إسمها وشرفه أوشرفها. ولكن من جانبي، فإنني أستهجن أي محاولة لجعل الفساد أداة للإبتزاز السياسي والتفزيع أو التشنيع. الفساد مرض لا يقتصر الإبتلاء به على جوبا أو حكومة جنوب السودان. إنه منتشر، للأسف، في كل السودان. ولهذا فإني أناشد كل القوى في بلادنا: في الشمال والجنوب والشرق والغرب، بما في ذلك المؤسسات التشريعية الحكومية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لتنظيم حملة قومية ضد الفساد في جميع مستويات الحكم. مهاجمة الفساد خارج الإطار يسمح له وللجناة بالهروب سالمين.


Post: #308
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 06-27-2007, 12:02 PM
Parent: #1

الخيل الحرة تظهر في اللفة

Post: #309
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: adil amin
Date: 07-12-2007, 09:18 AM
Parent: #1

اين العزيز حيدر بدوي

لعل المانع خير

Post: #310
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-15-2007, 06:00 PM
Parent: #309



Dear all,
Greetings from JUBA,the beatiful,where a true New Sudan is being built for all the Sudanese from Halfa to Nimoli, and from Kassala to the utmost western point in Darfur!
I am here in attendence of a vital SPLM leadership conference. This conference is geared toward building a vibrant, well organized, SPLM, inclusive of all Sudanese from all walks of life. It is the most important conference ever held by SPLM.
Details will follow in the coming few days.
Please continue to enrich the thread and keep the debate alive until I come back.
Thanks!

Post: #311
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-16-2007, 03:35 PM

بيان صحفي عن المؤتمر الدولي لقادة الحركة الشعبية لتحرير السودان

(جوبا، 11-16 يوليو 2007)

بدأت فعاليات المؤتمر بزيارة لقبر الشهيد، البطل السوداني المظفر، الدكتور جون قرنق دي مابيور، نائب رئيس جمهورية السودان، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، ورئيس حكومة الجنوب. أفتتح المؤتمر برعاية السيد سالفا كير ميارديت، رئيس الحركة الشعبية. وقدم فيها السيد الرئيس كلمة ضافية، بدأها بقول "السلام عليكم،" باللغة العربية، وخاتما لها بنفس القول. وكان ما بين القولة الأولى والقولة الخاتمة ما يؤكد معناهما.
وتحدثت أمنا ربيكا دي مابيور، حرم الشهيد، الدكتور جون قرنق دي مابيور، عضو المكتب السياسي للحركة، مقدمة للسيد رئيس الحركة الشعبية، باعتباره راعياً لسفينة الوحدة الوطنية على أسس جديدة. وقد تحدثت أمنا ربيكا عن ضروة تنظيم قطاعات الحركة الشعبية وأفرعها ومكاتبها، في الداخل والخارج، لتقوم بدورها المحتوم في تنمية قدرات الحركة الشعبية والبلاد على أسس جديدة للتنمية الشاملة، المستدامة. وأعربت أمنا عن سعادتها بمنصبها الجديد، كمستشارة للرئيس لشؤون الجندر وحقوق الإنسان. وقالت أنها تتشرف بمهامها الجديدة في المنصب الجديد، وتثمن الوظائف التي ستؤديها من خلاله، شاكرة للسيد الرئيس على تشريفها بالمهام الجسام التي يتطلبها دورها المستقبلي. وشارك في الجلسة الافتتاحية أيضاً السيد باولينو ماتيب، نائب القائد الأعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان، بكلمة مؤثرة عن اختبار وحدة الجنوب كأساس لوحدة السودان على أسس جديدة. وثمن السيد ماتيب ثقة السيد رئيس الحركة به وتكليفه بالمهام الكبيرة التي يقوم بها في إعادة تأهيل الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وتحدث في المؤتمر السيد باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية في عدة جلسات، مشاركاً في معظم وقته بالاستماع لحديث ممثلي كافة مكاتب الحركة في الخارج. وكانت أهم مشاركات السيد الأمين العام حديثاً مطولاً عن تاريخ السودان القديم والحديث، وعن محورية اللحظة التاريخية الراهنة في صياغة سودان جديد يقوم على مبادئ الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية. واستلهم السيد الأمين العام حديثه من القيم السوامق التي أسهمت الحضارات السودانية منذ الممالك النوبية في إهدائها للإنسانية جمعاء، في تسلسل باهر دل على تمكنه من ناصية التاريخ ودوره في تخليق راهن ناشط نحو قيم الحرية والعدالة والمساوة. ذلك، بتمكين قوى السودان الجديد، وفي مقدمتها الحركة الشعبية، من صناعة واقع جديد يرتجي رفاهية الشعب السوداني في وطن جديد، موحد، قادر على انتاج حضارة جديدة، تقوم على أسس جديدة، في السودان الجديد.
وفي تناغم باهر مع مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان، شاركت حركات التحرر الأفريقية من جنوب أفريقيا وإريتريا وإثيوبيا. وساهم الدكتور بيتر أنيانق انيونقو، الأكاديمي الكيني الضليع في شؤون أفريقيا في ترسيخ هذا التناغم. تعاقبت هذه الحركات في الحديث بهدف توريث تجاربها للحركة الشعبية (من خلال ممثلين ذووي تجارب خصيبة، نظرية وعملية).
هؤلاء الممثلون مناضلون سابقون ومسؤولون حاليون، إما في أحزابهم، أو في حكوماتهم، أو الإثنين معاً. وقد تحدثوا عن تحول حركاتهم المسلحة من قوى استخدمت السلاح، كطارئ مرحلي، إلى أحزاب سياسية فاعلة، تتوسل بوسائل العمل السلمي في مواجهة الفقر والفاقة والتسلط وتركيز السلطة والثروة في أيدي القلة. إستحوذت تجارب النضال في جنوب أفريقيا وإرتريا وأثيوبيا، كدول شقيقة، على قدر كبير من اهتمام قادة الحركة الشعبية المشاركين في المؤتمر، بخاصة التجارب الخصيبة للمهاجرين في تدعيم مراحل التحول من حركات مسلحة إلى أحزاب سياسية فاعلة. كما تناول الحديث، والحوار الخصيب الذي تبعه، مراراً وتكراراً، تجارب ناجحة، محددة، معدداً مساهمات فاعلة للمهاجرين في تنمية قدرات أحزابهم في أريتريا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا. هذا، إضافة لإسهام المهاجرين في تنمية بلادهم في كافة المجالات، بخاصة في مشروعات التنمية البشرية والمادية والمالية.
وكانت مشاركة قيادات الحركة الشعبية وممثليها في حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب فاعلة للغاية. شارك الدكتور لوكا بيونق دينق، أمين المال، وعضو المجلس الوطني الإنتقالي للحركة. وشاركت أيضاً الدكتورة آن إيتو، عضو المجلس الوطني الانتقالي للحركة. كذلك شاركت السيدة أنجلينا تانج، عضو المجلس الوطني الانتقالي للحركة . وساهم ثلاثتهم، مساهمة فاعلة، في تبيين الأنساق الفكرية والعملية الجديدة لمفاهيم ورؤى التنمية المستدامة لخدمة المهمشين وتمدين الريف، استناداً على رؤية شهيد السودان الجديد الدكتور جون قرنق دي مابيور.
نظمت هذا المؤتمر الهام، المفصلي في تاريخ الحركة الشعبية لتحرير السودان، السيدة آووت دينق أشويل، أمينة الشؤون الخارجية للحركة الشعبية. وساعدها في ذلك فريق عمل، بمشاركة فاعلة من السيد إيزيكيل جاتكوث، ممثل حكومة الجنوب في واشنطن. وشارك في الإشراف على تنفيذ المؤتمر وعلى الترجمة الدكتور حيدر بدوي صادق، أستاذ علوم الاتصال في الولايات المتحدة الأمريكية. وشارك في التنفيذ والتقديم الدكتور جوك مادوت جوك، أستاذ علم الإنسان في الولايات المتحدة. كما شاركت لجنة من الخبراء تضم الأستاذ على عبد اللطيف، والأستاذ الدكتور أنانقوي، ود.حيدر بدوي صادق، ود.جوك مادوت جوك، وآخرين، في إعداد توصيات المؤتمر تحت إشراف المستشار أرستاز واموقو، مقرر المؤتمر.
وثائق عديدة هامة سنتنج عن هذا المؤتمر، باللغتين العربية والإنجليزية. وتحتوي هذه الوثائق الهامة على جملة استراتجيات لإعادة تنظيم فروع وتنظيمات الحركة الشعبية في الخارج، وتحقيق تحول الحركة الشعبية وبنائها كحزب سياسي جماهيرة عريض، قادراً على أن يحقق مشروع السودان الجديد. وستوفر الأمانة العامة للحركة الشعبية لتحرير السودان هذه الوثائق كاملة لشعبنا للمساهمة.
وانتهت فعاليات المؤتمر بزيارة قبر ملهم أمتنا، الشهيد البطل الدكتور جونق قرنق دي مابيور، باعث روح الحرية والتحول الديمقراطي لأجل سودان جديد، حر، يتساوى فيه جميع أهل السودان على أساس المواطنة والحرية الفردية والعدالة الاجتماعية.
عاش السودان حراً مستقلاً من الجهل والخوف والعصبية، قوياً بوحدة أهله، نامياً، متاعظماً بين الأمم. وعاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان في سبيل تحقيق مشروع حضاري حقيقي، يرتكز على قيم شعبنا النبيل، العملاق. ولتنجب الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت توجيه رؤاها الملهمة قيادات، جديدة، تؤسس للسودان الجديد، وفق أسس وممارسة ساسية جديدة، من داخل السودان وخارجه.

اللجنة المقررة للمؤتمر الدولي لقادة الحركة الشعبية في الخارج
جوبا، 16 يوليو 2007

Post: #312
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-17-2007, 11:26 AM
Parent: #311

من جوبا، إلي الأعالي!

Post: #313
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-18-2007, 12:12 PM
Parent: #312

Up, from Juba, the beatiful

Post: #314
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-19-2007, 12:53 PM
Parent: #313

إلى الأعلى، تحية من الخرطوم!

Post: #315
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-25-2007, 01:38 PM
Parent: #314

إلى الأعلى، من مكتب الأمانة العامة للحركة الشعبية بالخرطوم!

Post: #317
Title: Re: نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 07-30-2007, 09:32 AM
Parent: #315

من الخرطوم أحييكم مجدداً، إلى أن نلتقي في فسحة
من الوقت أوسع من المتاح منه الآن!